1. <br />Abir Moussi<br />صديقاتي أصدقائي يفصلنا أقل من عشرة أيام عن موعد انطلاق الحملة الانتخابية وشهر واحد عن موعد الانتخابات..ماذا أعددنا لإنجاح هذه المحطات؟؟هل تم الاتفاق على خطة منسقة بين الأحزاب الدستورية لتكون حملة الدساترة متميزة وتليق بمن قادوا البلاد مدة أكثر من نصف قرن؟هل تم الاتفاق على الخطوط العريضة والدقيقة للخطاب السياسي الذي سيتوجه به ممثلو الدساترة للشعب التونسي بعد حملة التشكيك والتشويه الفظيعة التي شنت ضد حزب الدستور و ضد الفكر البورقيبي من بعض التيارات المعروفة؟ هل نحن جاهزون أحزابا ودستوريين مستقلين لخوض غمار هذه المحطة المفصلية في تاريخنا وفي تاريخ تونس؟؟هل انطلقت حملات تحريك القواعد العريضة المؤمنة بالفكر الدستوري والتي انكمشت بعد العاصفة وانسحبت من الساحة؟هل انطلقت عملية لم الشمل وتضميد الجراح وإرجاع الثقة للجميع؟ أتمنى أن تكون الإجابة بنعم على كل هذه الأسئلة وأتمنى أن نعيش شهرا من النضال والاستماتة على بلوغ هدفنا الأسمى وهو وضع بصمة الدستوريين بقوة ووضوح في دستور تونس الجديد .. نريد دستورا محافظا على مكاسبنا ومعبرا عن فكر حداثي معتدل منفتح ومتجذر في نفس الوقت في هويته العربية الإسلامية دون غلو أو تطرف أو خلط بين الدين والسياسة..نريد مواصلة لمشوار النجاح مع تصحيح الأخطاء ومقاومة السلبيات ومحوها ولا نريد هدما واجتثاثا ونكرانا للمنجز ومغالطة لخدمة مآرب ضيقة على حساب تاريخ بلادنا ومكانتها وإشعاعها..ثقوا صديقاتي أصدقائي أن الرهان اليوم هو رهان بقاء أو اندثار للدساترة وليس رهان كسب مقاعد محدودة لأشخاص معينين او معركة زعامات وكراسي فنحن بعيدون كل البعد في هذه المرحلة عن الكراسي ... نحن نناضل للمحافظة على حقوقنا الأساسية في العيش بكرامة في بلدنا ..نحن نواجه موجة اقصاءات عنيفة واهنات خطيرة واتهامات بالجملة ..رأيتم كلكم كيف حرم عشرات الآلاف منا من حقوقهم المدنية والسياسية دون وجه حق وبكل تعسف ورأينا موجة الإقالات الجماعية في سلك التربية والدائرة تتوسع دون رقيب او مغيث ... فماذا ينتظرنا لو أصبح الديكتاتوريون المجتثون يتمتعون بالشرعية الانتخابية ؟؟ لان ستبعد توسع دائرة الإقصاء والحرمان من كل حق مشروع في خرق صارخ للمواثيق الدولية وتشريع حقوق الإنسان ..لا نستبعد الطرد التعسفي بدعوى التطهير ولا نستبعد المحاكمات السياسية بدعوى الشرعية الثورية ولا نستبعد حتى نصب المشانق إن اقتضى الأمر بدعوى التخلص من أعداء الثورة ...فعن أي كراسي نتناحر؟؟وعن أي زعامات نتحدث؟؟وعن أي حسابات ضيقة ندافع؟؟ ربما أبالغ في عرضي للواقع لكن يجب أن نكون منتبهين إلى أن التحدي يهم الجميع وسياسة quot;
النعامةquot;
وquot;
أخطا راسي واضربquot;
لن تؤدي إلا إلى هلاك جماعي..والصمت والسلبية والانسحاب لن تعود إلا بالوبال على الجميع ..ولا أحد بمنأى عن الظلم والكيد والإقصاء وحتى من اعتقدوا أنهم بي قلبان الفيستة نجوا من الممارسات الاقصائية فهم مخطئون لأنهم سيكونون أداة لإيصال الخصوم الى السلطة ثم سيتم رميهم ولفظهم بكل امتعاض واحتقارهم لأنهم لم يدافعوا عن مبادئهم وسيخسرون طبعا كل شئ ..ومن جهة أخرى هل سيمكننا الفخر مجددا بتاريخنا النضالي وشرعيتنا التاريخية لو - لا قدر الله- كانت نسبة تمثيلنا مخجلة في الانتخابات ؟؟ هل سيمكننا القول بعد الخسارة لا قدر الله إننا أحفاد بورقيبة وان بورقيبة أسس فكرا متجذرا في تونس ؟؟ حتما سنتسبب في خيبة كبرى لكل مناضلي الاستقلال وكل شهدائنا من اجل تحرير البلاد .. نحن أمام امتحان عسير ولا خيار لنا إلا تجاوزه بنجاح وثبات ... لماذا أقول هذا؟؟وكلامي موجه الى كل الدستوريين والى نفسي اولا : حان وقت العمل والتحرك الواقعي لا على النات فقط بل على الميدان .. فلنشد أحزمة الإقلاع وننطلق في الاتصالات المباشرة ونكون فرقا ومجموعات لمساندة قائماتنا .. ليس لنا الحق في البقاء مكتوفي الأيدي في هذه المرحلة الدقيقة ..يوم 23 أكتوبر كلنا في مكاتب الاقتراع لإعلاء صوت العقل والحكمة والله ولي التوفيق <br /> <br />