قراءة في مشروع قانون مكافحة جرائم المعلوماتية في العراق
1. قراءة في مشروع قانون مكافحة جرائم المعلوماتية
القاضي كاظم عبد جاسم الزيدي
مع التطور المتسارع في استخدام التقنيات الحديثة من أنظمة الحاسوب واإلنترنيت وغيرها من أنظمة األتصاالت المتطورة
فلم تعد الجريمة ترتكب بنمطها التقليدي بل دخلت التقنيات الحديثة في أرتكاب الجريمة على مختلف أنواعها وصور
أرتكابها ومن خالل اإلطالع على مسودة جرائم المعلوماتية فأن التسمية المناسبة للقانون هي قانون مكافحة الجرائم
المعلوماتية، هي التسمية األفضل وأن المسودة قد تضمنت الكثير من التعريفات كما أن نص المادة 2 يمكن النص عليها في
األسباب الموجبة إلصدار القانون وأن الفصل الثاني الذي تضمن األحكام العقابية قد نص على أحكام قاسية وشديدة وال
تتناسب مع حجم الفعل المرتكب وأن أغلب هذه الصور انما منصوص عليها في قوانين أخرى مثل قانون مكافحة األرهاب
وقانون العقوبات العراقي رقم 111 لسنة 1911 وجاءت نصوص األحكام العقابية متداخلة ومتناقضة وأن هناك تشريعات
يجب تشريعها قبل إصدار قانون جرائم المعلوماتية ومنها قانون التعاقد اإللكتروني وقانون التوقيع اإللكتروني وتنظيم عمل
مقاهي اإلنترنيت والتي انتشرت بعد عام 2002 ولم يحدد القانون مسؤولية الحدث الذي يرتكب جريمة عن طريق استخدام
اإلنترنيت سيما وأن أغلب مستخدمي شبكة اإلنترنيت هم من صغار السن ويكونون ضحية في أرتكاب هذه الجريمة وأن
مسؤولية الحدث تختلف عن مسؤولية البالغ وأن القانون قد تضمن مبالغ غرامة مبالغ فيها، ولم يحدد القانون ما هو
الطريق في حالم عدم دفع الغرامة ومن حيث تحديد األختصاص القضائي في نظر هذه الدعاوى فقد ترتكب عن طريق
استخدام شبكة اإلنترنيت في خارج العراق وإمكانية تطبيق القانون العراقي على الجرائم المرتكبة خارج العراق، وخصوصا ً
في قضايا االحتيال اإللكتروني خصوصا ً ان العراق لم ينظم إلى االتفاقيات الدولية الخاصة بالتعاون الدولي في مكافحة
الجرائم المعلوماتية، كما أن مسودة القانون لم تتضمن تطبيق االعذار المخففة سيما وأن الكثير من مستخدمي شبكة
المعلومات يجهلون استخدمها، كما أن عقوبة المصادرة تم النص عليها في االحكام العامة والختامية في حين أن النص
عليها يجب أن يكون ضمن االحكام العقابية، كما أن الصياغة اللغوية لمشروع القانون في المحاكم وأن تضمن عبارات
تتضمن نهايات مفتوحة ومنها ما نص عليه المادة ( 1 ) من المشروع وهي ( بأي وجه آخر .. وبأي وسيلة أخرى مشابهة
).
ونقترح بخصوص مسودة قانون جرائم المعلوماتية:
تبويب النصوص العقابية بحيث تنص على: 1.
أ. الجرائم المعلوماتية الماسة بأمن الدولة الداخلي والخارجي.
ب. جرائم المعلوماتية الماسة بسالمة اإلنسان وحريته ومنها جرائم التهديد وجرائم التشهير اإللكتروني.
أن العقوبات المنصوص عليها في قانون جرائم المعلوماتية جاءت شديدة السيما عقوبة الغرامة جاء مغالي فيها، 2.
ونقترح تخفيضها.
يجب النص طرحه على مسؤولية االحداث في ارتكاب تلك الجرائم والعمل على وضع أو أيجاد ضوابط إللزام 2.
مقاهي اإلنترنيت ومقدمي خدمة اإلنترنيت على تسجيل البيانات لمستخدمي الشبكة ( اإلنترنيت ) والزام مسؤولي
المواقع التي تستخدم ( البروكسيات ) باألحتفاظ بالبيانات األساسية والحقيقية لمستخدمي مواقعهم على الشبكة.
تشريع قوانين األتصاالت وقانون التوقيع اإللكتروني وقانون حماية حقوق الملكية الفكرية والتعاقد اإللكتروني قبل 4.
تشريع قانون جرائم المعلوماتية.
إعادة الصياغة اللغوية للكثير من المواد القانونية المنصوص عليها في مشروع القانون لكونها جاءت مبهمة 5.
ومتناقضة مما يخلق أشكاليات في تطبيقها القضائي.
التأكيد على النص على األعذار المخففة للعقاب وذلك ألن أغلب مستخدمي شبكة اإلنترنيت ال توجد لديهم 9.
المعلومات الكافية ألستخدام الشبكة مما يجعلهم صيداً سهالً لمحترفي أختراق المواقع اإللكترونية.
2. 7. النص على أن تكون هنالك محكمة مختصة بنظر تلك الجرائم وليس محكمة جنايات الرصافة أو جنح الرصافة ألن
التحقيق في هذه الجرائم ذا طبيعة خاصة ال تنسجم مع طبيعة الجرائم العادية وصعوبة التوصل إلى الفاعل في مثل
هذه الجرائم ألن الفصل الثالث أشار إلى أن محكمة جنايات الرصافة وجنح الرصافة دون أن يشير إلى محكمة
التحقيق ومحكمة األحداث المختصة بهذه الجرائم.
8. أن أحكام الفصل الرابع هي مكانها في األحكام العقابية وأن المادة 82 / اوالً بخصوص مسؤولية الشخص
المعنوي تخالف أحكام القوانين النافذة.
1. أن الكثير من المواد القانونية في مسودة القانون تخالف أحكام الدستور العراقي وخصوصا ً المادة 82 من الدستور
العراقي في ضمان حرية الرأي والتعبير وخصوصا ً في المادة 12 / ثالثا ً ألنها جاءت مطلعة ونفترح تعديلها.
01. أن المادة 22 نصت على معاقبة من باع األجهزة اإللكترونية التي ارتكبت فيها الجريمة وأن ذلك يخالف العدالة
طالما أن البائع هو تاجر ال عالقة له بمستعمل تلك األجهزة.
أن القراءة المتأنية في نصوص قانون جرائم المعلوماتية تجد فيها الكثير من الثغرات التشريعية والقانونية واللغوية
مما يتطلب معالجتها للوصول إلى تشريع عادل.