SlideShare a Scribd company logo
1 of 35
/ ‫المجلة الردنية في اللغة العربية وآدابها، المجلد ) ٥ ( العدد ) ١ ( محرم ٠٣٤١ هـ‬
                                                                  ‫كانون الثاني ٩٠٠٢ م‬


                 ‫مصطلح الكفاية وتداخل المفهوم في اللسانيات التطبيقية‬

                                                *‫خالد بسندي‬
١٨/٦/٢٠٠٨ :‫تاريخ القبول‬                                                      ١٧/١٠/٢٠٠٧ :‫تاريخ تقديم البحث‬

                                                     ‫ملخص‬

‫يحاول هذا البحث رصد لفظ الكفاية ومشكلته الدللية في اللسانيات التطبيقية في محاولة لتوضيح مفهومه‬
   ‫وكشف أبعاده الدللية، وبيان جوانب تطور دللته، وموقع الدراسات العربية الحديثة والمعاصرة من مناحي‬
  ‫هذا التطور إضافة إلى ربط هذا المصطلح بمرادفاته، نحو: الستعداد والقدرة، والملكة، والمهارة، وعلقتها‬
     ،‫بالداء والنجاز فضل على ذلك يحاول البحث بيان أنواع الكفايات)الكفايات التصالية، والكفايات الثقافية‬
  ‫والكفايات المنهجية( والوقوف عند الكفايات اللغوية كونها غدت منهجا للتعليم، في محاولة لتوضيح مفهومها‬
                                              .‫في التعليم، وعرضها كما ظهرت في بعض المناهج التعليمية‬
                                                                       :‫وستكون محاور البحث وفق ما يأتي‬
                                                                             :‫القسم الول: مصطلح الكفاية‬
                                                                                   :‫أول: مفهوم الكفاية‬
                 .(‫)في المعاجم والكتب القديمة، في اللسانيات الحديثة، في الدراسات التربوية والنفسية‬
                                                                     .‫ثانيا: الكفاية والمفاهيم المجاورة‬
                                                                                   .‫ثالثا: أنواع الكفايات‬
                                                                :‫القسم الثاني: التعليم على أساس الكفايات‬
                                                              :‫أول: التجربة العربية في مجال الكفايات‬
                                                                  "‫ثانيا: "منهج الكفايات اللغوية نموذجا‬

                                                   Abstract
   The Term “Linguistic Competence”: its Meaning and Methods of Application in
                                              Teaching Arabic
     This paper studies linguistic competence in terms of its meaning, application, development, and
implicative issues in applied linguistics. This investigation also presents the Arabic studies focusing on the
development of linguistic competence in addition to linking this competence to its synonyms such as
preparation and capability, talent, and mental scheme and their relationship to performance.
     Moreover, this research also examines the different competences pertaining to the area of language
including communication competence, cultural competence, and methodological competence. While
explaining the nature of these competences, the paper stresses on linguistic competence as an influential
element in current educational systems. In order to explore the effect of linguistic competence on education,
both the role of linguistic competence in education as well as its link to certain kinds of educational curricula
are emphasized.
     This paper will focus on the following elements:
First Section: the term “competence”
     First: The meaning of competence
             - in dictionaries and old sources.
             - in modern linguistics
             - in psychological and educational or pedagogical studies
     Second: Competence and its similar meanin
     Third: The types of competences.
Second Section: Education using “competences”
     First: The Arabic experience using competences
     Second: the method of linguistic competence
                                                                                ________________________
                                                                  * ‫.قسم اللغة العربية، جامعة الملك سعود‬



                                                      49
‫مصطلح الكفاية وتداخل المفهوم في اللسانيات التطبيقية‬
                                                                                       ‫خالد بسندي‬

                                                  ‫.حقوق النشر محفوظة لجامعة مؤتة، الكرك، الردن‬
                                                                                                ‫: مقدمة‬
  ‫يهدف هذا البحث إلى توضيح مفهوم الكفاية، وكشف أبعاده الدللية، بعد رصد لفظ المصطلح،‬
   ‫وربطه بمرادفاته التي تداخلت معه، والوقوف عند جوانب تطوره في الدراسات اللسانية، ومحاولة‬
                             ‫بيان أنواع الكفايات، ومدى فاعلية الكفايات اللغوية لتكون منهجا للتعليم.‬

                                                                      ‫جوانب التعريف المصطلحي:‬
   ‫يراعي التعريف المصطلحي بيان لفظ المصطلح، ومفهومه، وتحديد علقته بالمفاهيم الخرى‬
 ‫المجاورة المتعلقة به، في محاولة لتوضيح المصطلح الذي"يرتبط في المقام الول بوضوح المفهوم‬
               ‫) (‬
‫الذي يدل عليه المصطلح، ويتحدد في إطار نظام المفاهيم داخل التخصص الواحد" 1 و"يخضع شكل‬
   ‫المصطلح كتركيب نسقي للقاعدة المعروفة في المصطلحية: لكل مفهوم مصطلح ولكل مصطلح‬
  ‫مفهوم. والتحديد الدللي في مستوى التركيب المصطلحي هو حصر للمفهوم وعزل له عن مفاهيم‬
                                                            ‫) (‬
       ‫مجاورة عاملة في حقول معرفية أخرى" 2 كون مرجعية مصطلح الكفاية مقتبسة من المجال‬
  ‫القتصادي، ومدخلة في التعليم بغية رفد المتعلم بآليات لمواجهة كل طارئ، وتأهيله لمتابعة حياته‬
                                                                                             ‫المستقبلية.‬

                                                                                       ‫منهجية البحث:‬
   ‫يتبع البحث المنهج الوصفي، فيستقرئ لفظ المصطلح في المعجم العربي، إضافة إلى وروده‬
‫في الكتب العربية ومجاله في الدراسات اللسانية الحديثة، والوقوف عند الكتب التعليمية، كون الكفاية‬
  ‫غدت منهجا تعليميا في بعض البلد العربية، ومنها منهج الكفايات اللغوية في التعليم الثانوي المرن‬
     ‫في السعودية، محاول ـ بالعتماد على وثيقة المنهج وكتاب الطالب ودليل المعلم ـ عرضه وبيان‬
                                                                  ‫إيجابياته وذكر سلبياته وأهم التوصيات.‬

                                                                               ‫أول: مفهوم الكفاية:‬
                                                         ‫١ - ١ في المعاجم والكتب القديمة:‬




                                                                                                        ‫1‬


           ‫)١( حجازي، محمود فهمي، السس اللغوية لعلم المصطلح ، ط ١)دار غريب، مصر، ٣٩٩١م( ص ٢١.‬
‫2)( أبو خضر، سعيد، في إشكالي ة تعريف مصطل ح المعجميات، )المجلة الردنية في اللغة العربية وآدابها، المجلد)‬
        ‫٣( العدد)١( ذو الحجة ٧٢٤١هـ/ كانون الثاني ٧٠٠٢م(. ص ٦٥، نقل عن: عثمان طالب ، علم المصطل ح بين‬
    ‫المعجمي ة وعلم الدللة : الشكالت النظري ة والمنهجية، بحث في كتاب: تأسيس القضية الصطلحية، لعبد‬
         ‫السلم المسدي وآخرين،)المؤسسة الوطنية للترجمة والتحقيق والدراسات، بيت الحكمة، الجمهورية التونسية،‬
                                                                                       ‫٩٨٩١م(ص ٤٨ ـ ٥٨.‬



                                                  ‫05‬
‫المجلة الردنية في اللغة العربية وآدابها، المجلد ) ٥ ( العدد ) ١ ( محرم ٠٣٤١ هـ /‬
                                                                                         ‫كانون الثاني ٩٠٠٢ م‬

                                                                                   ‫) (‬
     ‫يشير المعجم العربي 1 في رصده معاني)الكفاية(، إلى أنه يقال: كفى يكفي كِفاية إذا قام‬
 ‫بالمر، ويقال: استكفيته أمرا فكفانيه، ويقال: كفاك هذا المرُ أي حَسْبك. ويقال: كفاه مؤونته كِفاية‬
          ‫وكفاك الشيء: يكفيك واكتفيت به. ومن هنا نلمح أن هذه المعاني تنعقد حول مفهومين:‬

 ‫الول: القيام بالمر ولم تحدد المعاجم مستوى القيام به، إذا ما كانت مرتفعة أو منخفضة، ونسبة‬
                                                                                            ‫الرتفاع والنخفاض.‬

    ‫الثاني: الوصول إلى درجة من المبتغى سواء أكان المبتغى ماديا أم معنويا.ثم أخذت المعاجم‬
‫منحى آخر في تحديد معنى الكفاية عندما أشارت إلى أن الكفْوَ النظيرُ وهو لغة في الكفْء، ويجوز‬
                                                               ‫أن يريدوا به الكفُؤ فَيُخَفّفوا ثم يُسَكّنوا.‬
                                                                                            ‫ُ‬
                                                                ‫)2(‬
  ‫ذكر تحت مادة)غنى( أن الغناء بمعنى الستغناء والكفاية،‬                ‫وأشير هنا أيضا إلى أن المعجم‬
‫وبهذا يكون مصطلح الغناء مرادفا للكفاية في الطار المعجمي. ومن الشارات الدالة - أيضا - على‬
    ‫أن المراد بالكفاية: الغناء، ما ورد في معنى الفعل)كفى( في الحديث:"من قرأ باليتين من آخر‬
                                                                             ‫) (‬
 ‫سورة البقرة في ليلته كفتاه" 3 أي أغنتاه عن قيام الليل. وقيل إنهما أقل ما يُجْزئ من القراءة في‬
    ‫قيام الليل. فـ)كفتاه( بمعنى أغنتاه وجُعِلتا له غناء، ويظهر في قوله"أقل ما يجزئ" مستوى من‬
  ‫مستويات الكفاية بأنه "أقل ما يجزئ" مما يشير إلى أن هناك مستويات للكفاية بأنها تكون قليلة أو‬
‫كثيرة أو أقل أو أكثر...وعليه فالكفاية لها مستويات متفاوتة وبنسب مختلفة من القلة إلى الكثرة ومن‬
 ‫المقبول إلى الممتاز.، فهناك من تكون كفاية قليلة وهناك من تكون كفايته كبيرة... وأشير هنا أيضا‬
        ‫إلى ورود لفظ الكفاية في كتب التراث في كلم أصحابها، فقد ورد في معرض تفسير قوله‬
          ‫) (‬
‫تعالى﴿إذ تقول للمؤمنين ألن يكفيكم أن يمدكم ربكم بثلثة آلف من الملئكة منزلين﴾ 4 أن معنى‬
                                                                       ‫) (‬
 ‫الكفاية: سد الخلّة والقيام بالمر 5 . وورد كذلك عند ابن كثير في تفسير قوله تعالى﴿والذي نزل من‬
           ‫) (‬                                                                              ‫) (‬
 ‫السماء ماء بقدر﴾ 6 يقول:" ...أنه يرسله بحسب الحاجة كما يرسل المطر بقدر الكفاية" 7 فالكفاية‬
‫هنا تعني بقدر الحاجة وهو في مقابل قوله"بحسب الحاجة" أو تعني بقدر كافٍ، أو بقدر ما يكفيهم.‬



       ‫1)( ابن منظور، لسان العرب، ط ٣)دار إحياء التراث، بيروت، ٩٩٩١م( مادة )كفي(. الفيروز أبادي، القاموس‬
                                                                                             ‫المحيط، مادة)كفي(.‬
                                                              ‫)١( ابن منظور، لسان العرب، مادة )غني(.‬           ‫2‬


    ‫)٢( البخاري ،المام الحافظ محمد بن إسماعيل ، صحيح البخاري ،بيت الفكار الدولية، الرياض، ٨٩٩١م، كتاب‬          ‫3‬


                                        ‫فضائل القرآن، باب: في كم يُقرأ القرآن، حديث رقم ١٥٠٥ ص ٢٠٠١.‬
                                                                              ‫)٣( سورة آل عمران: الية، ٤٢١.‬    ‫4‬


                                                                       ‫)٤ (الشوكاني، فتح القدير، ،٠٧٥/١.‬       ‫5‬


                                                                                   ‫)٥( سورة الزخرف: ألية، ١١‬   ‫6‬


                                                          ‫)٦( ابن كثير، تفسير القرآن العظيم، ، ٧٥١/٣.‬          ‫7‬




                                                 ‫15‬
‫مصطلح الكفاية وتداخل المفهوم في اللسانيات التطبيقية‬
                                                                                               ‫خالد بسندي‬
                              ‫) (‬
    ‫ومثله ما جاء أيضا في صحيح مسلم في قوله إن"النفقة مقدرة بالكفاية" 1 أي مقدرة بالحاجة. أما‬
              ‫الكفاية فيما ذكره البيهقي في قوله"... ول يتوكل على ا إل من عُرف بالولية والخلية‬
                                                                                                   ‫) (‬
                                                                                     ‫والكفاية..." 2 فتعني الغناء.‬

      ‫وكذلك ورد هذا اللفظ عند الجاحظ في تعليقه على قول علي بن أبي طالب كرم ا وجهه‬
‫"قيمة كل إنسان ما يحسن" يقول:" فلو لم تقف من هذا الكتاب إل على هذه الكلمة لوجدناها كافية‬
                      ‫) (‬
    ‫شافية ومجزية مغنية بل لوجدناها فاضلة على الكفاية وغير مقصرة عن الغاية" 3 . وهذا يعني أن‬
    ‫الكفاية ليست النهاية فهناك ما يفضلها، وهي مستوى من المستويات التي يُرجى تحقيقها للوصول‬
 ‫إلى الغاية، وبهذا المفهوم تقريبا وردت عند ابن جني في قوله:"وأنا بإذن ا تعالى ومعونته وطوله‬
   ‫ومشيئته أبلغ من ذلك فوق قدر الكفاية، وأحرز فيه بتوفيق ا قصب السبق إلى الغاية")4(، فهو ل‬
   ‫يقبل بالكفاية بل يطمح إلى مستوى أعلى للوصول إلى الغاية، وهذا يدل أيضا على أن هناك قدرا‬
  ‫فوق الكفاية يُطمح إلى تحقيقه لبلوغ الغاية. وجاء لفظ الكفاية عند الجرجاني في قوله:" ... فلول‬
   ‫الخلد إلى الهوينا وترك النظر وغطاءٌ ألقي على عيون أقوام لكان ينبغي أن يكون في هذا وحدَه‬
                                                                                     ‫) (‬
  ‫الكفاية وما فوق الكفاية" 5 بمعنى درجة الكتفاء والوصول إلى الحد أو فوق الحد، وبهذا دليل على‬
                                                                                               ‫مستويات الكفاية.‬

‫أما المقري فجمع الكفاية مع القدرة في قوله:" ...أقام سبحانه الحجة وفرّق بين المر والرادة‬
                                                                               ‫) (‬
‫وأعطـى الكفايـة مـن القدرة" 6 فالقدرة فـي هذا القول أعـم مـن الكفايـة، والكفايـة جزء مـن القدرة،‬
‫وهذا يخالف مـا سـيتضح فيمـا بعـد، مـن حيـث اشتراكهمـا فـي المفهوم، وترادفهمـا أحيانـا، وكذلك مـن‬
‫حيـث إن القدرة جزء مـن الكفايـة، والكفايـة أعـم مـن القدرة. ولذا يشرع هنـا السـؤال: كيـف نُعَرّـفُ‬
                                                               ‫الكفايةَ بأنها قدرة مع أن الكفاية من القدرة؟‬




‫)٧( النيسابوري، مسلم بن الحجاج، صحيح م سلم، تحقيق، محمد فؤاد عبد الباقي،)دار إحياء التراث، بيروت( ٣٣١/٣‬            ‫1‬


                                                                                                              ‫٨.‬
‫)٨( البيهقـي، أبـو بكـر أحمـد بـن الحسـين ، شعـب اليمان ، تحقيـق، محمـد بسـيوني زغلول، طـ ١)دار الكتـب العلميـة،‬   ‫2‬


                                                                     ‫بيروت، ٠١٤١ هـ ( حديث رقم)٥٩٢١(، ٤٠١/٢.‬
‫)٩( الجاحظ، أبو عثمان عمرو بن بحر، البيان وال تبيين ، تحقيق، فوزي عطوي، ط ١)دار صعب، بيروت، ٧٦٩١م(٥/١‬              ‫3‬


                                                                                                              ‫٩.‬
                 ‫)٠١( ابن جني ، سر صناعة العراب، تحقيق، حسن هنداوي، ط ١) دار القلم، دمشق، ٥٨٩١م( ٤/١.‬              ‫4‬


‫)١( الجرجاني، عبد القاهر ، دلئل العجاز، تحقيق، محمد التنجي، ط ١)دار الكتاب العربي، بيروت، ٥٩٩١م( ١/ ٦٠٣.‬           ‫5‬


‫)٢( المقري ، أحمـد بـن محمـد، ن فح الط يب من غ صن الندلس الرط يب، تحقيـق، إحسـان عباس، ط)دار صـادر،‬                ‫6‬


                                                                                            ‫بيروت، ٨٦٩١،(٠١٣/٦.‬



                                                       ‫25‬
‫المجلة الردنية في اللغة العربية وآدابها، المجلد ) ٥ ( العدد ) ١ ( محرم ٠٣٤١ هـ /‬
                                                                                        ‫كانون الثاني ٩٠٠٢ م‬

‫ويتضح لي من المفاهيم السابقة أن الكفاية هي القيام بأمر ما والوصول إلى درجة معينة من‬
‫التقان، تتفاوت هذه الدرجة تبعا للشخص الذي يقوم به، بحيث تصل هذه الكفاية أحيانا إلى مستوى‬
                                                                                 ‫التميز ضمن مستويات المقبولية.‬

‫ولذا تنوعـت مفاهيمهـا تبعـا لتوجـه صـاحبها ومنطلقـه، ودارت فـي مجملهـا حول مفاهيـم مجاورة‬
‫تقترب أو تبتعــد عنهــا، مرتبطــة بعلئق تربطهــا، ل تخرج عــن المفاهيــم التاليــة: الســتعداد، القدرة،‬
‫المعرفــة، الملكــة، المهارة، وارتباطهــا بالداء والنجاز. وقبــل البدء بــبيان اقتراب هذه المفاهيــم أو‬
                                    ‫ابتعادها عن الكفاية أشرع بالحديث عن الكفاية في اللسانيات الحديثة.‬

                                                                                 ‫١ - ٢ في اللسانيات الحديثة:‬
‫يُـسْتَعمَل مصـطلح "الكفايـة" مقابل للمصـطلح النجليزي)‪ (Competence‬الذي يشيـر إلى مفهوميـن:‬
‫أوله ما: القدرة: وهـي التـي تكمن عنـد الفرد وتمكنـه من إنتاج عدد ل متناه من الجمـل. وثانيه ما:‬
                                                                                           ‫) (‬
‫الملكـة اللسـانية 1 . فقـد ترجـم الدويـش كلمـة)‪ (Competence‬بــ )الكفايـة( مـن أول كتاب)هكتـر‬
                ‫) (‬                                   ‫) (‬
‫هامرلي(إلى نهايتـه، ولكنــه يخلط ــ كمـا يذكـر السـبيعي 2 ــ هذا المفهوم بمفهوم آخـر 3 وهـو يترجـم‬
                                   ‫) (‬
‫مفهوم )‪ (Proficiency‬بكلمتـي الكفايـة اللغويـة ويترجمـه بمعنـى الكفايـة 4 أيضـا، ويترجـم الكلمـة نفسـها‬
                                                                                                 ‫) (‬
‫بمعنــى الكفاءة 5 . وفــي الوقــت نفســه يترجــم مفهوم) ‪ (linguistic Competence‬بكلمتــي الكفايــة‬
          ‫) (‬                                  ‫)7(‬                                                      ‫) (‬
‫)‪ .(Competence‬أمـا المؤلف 8 فيرى أن‬                  ‫اللغويـة 6 . ويسـتخدم المترجـم كلمـة )كفـء( كمقابـل لكلمـة‬
‫القدرة أو الكفاءة الثقافيـة )‪ (Cultural Competence‬أهمـّ مـن المعرفـة الذهنيـة عندمـا يتعلق المـر‬
 ‫ـ‬           ‫ـ‬      ‫ـ‬        ‫ـ‬                                        ‫ـ‬
‫بالتدريـس، فإن كان يقصـد بالمعرف ـة الذهنيـة القدرة أو الكفاءة اللسـانية)‪(Linguistic Competence‬‬
                           ‫ـ‬                        ‫ـ‬        ‫ـ‬          ‫ـ‬              ‫ـ‬
‫وهو القرب فهذا يتناقض مع صميم نظريته. وحسب الرأي السائد في النظرية اللسانية الحديثة فإن‬
‫القدرة أو الكفاءة اللســـانية )‪ (Linguistic Competence‬تعدّ تجســـيدا أو تمثيل ً للملكــــة اللســـانية )‬
‫‪ .(Language Faculty‬ومـن هنا نجـد أن هكتـر هامرلي قد استخدم )‪ (Linguistic Competence‬بمعنى‬

‫)٣( سيوضح ذلك عند الحديث عن التداخل بين المصطلحات، ص ٤١. قابل الفهري مصطلح )‪ (faculty‬بالملكة، ينظر:‬               ‫1‬


                      ‫الفهري، عبد القادر الفاسي، اللسانيات واللغ ة العربية، ط)دار توبقال، الرباط،٢٨٩١م( ٦٥٢/٢.‬
                                                                                                                  ‫2‬
‫)٤( عرض الدكتور سـعود بـن حميـد السـبيعي لكتاب هكتـر هامرلي ) النظريـة التكامليـة فـي تدريـس اللغات(، وراجـع‬
‫النـص المترجـم ، ووصـل إلى جملة ملحوظات عرضـت مـن بينهـا مـا يتعلق بالكفايـة ينظـر: هامرلي، هكتـر، النظريـة‬
‫التكامل ي ة في تدر يس اللغات ونتائج ها العمل ية، ترجمة، راشد الدويش، ط ١)مطبعة السفير،٥١٤١هـ( عرض‬
                                         ‫ومراجعة وتحليل، سعود بن حميد السبيعي،الملحق) الملحق الول و الثاني(.‬
                                                                                                                  ‫3‬
                                                                                ‫)٥(السابق ) ص ٩٧ ، السطر ٣، ٦(.‬
                                                                                                                  ‫4‬
                                                                                 ‫)٦( السابق )ص ٦٧١ السطر ٦١ (.‬
                                                                                                                  ‫5‬
                                                                                 ‫)٧( السابق )ص ٨٧١ السطر ١١ ( .‬
                                                                                                                  ‫6‬
                                                                                  ‫)٨( السابق )ص ٧٥ السطر ٣١( .‬
                                                                                                                  ‫7‬
                                                                                    ‫)٩( السابق )ص ٦٩ السطر ٧( .‬
                                                                                                                  ‫8‬
                                                                 ‫)٠١( السابق )ص ٦٥ السطر ٠١، ١١ النص النجليزي(.‬



                                                            ‫35‬
‫مصطلح الكفاية وتداخل المفهوم في اللسانيات التطبيقية‬
                                                                                            ‫خالد بسندي‬

‫المعرفـة الذهنيـة والكفاءة والكفايـة والقدرة، وهذا أحدث إشكاليـة فـي ترجمـة المصـطلح ونقله إلى‬
‫العربية، المر الذي أدّى إلى تداخل المفاهيم وتعددهـا. ومن جهة أخرى أجـد أن باقـر قابل مصطلح‬
                                                    ‫) (‬
‫تشومسكي)‪ (adequacy‬بالقابلية و)‪ (capacity‬بالقدرة 1 وترجم الفهري )‪ (Competence‬بالقدرة و)‪capaci‬‬
                                             ‫) (‬
‫‪ (ty‬بالكفاءة والقدرة. أما الكفاية فقابلها بـ) ‪ . 2 (adequacy‬وهذا التفاوت في مقابل المصطلح، ترتب‬
                                                                         ‫عليه مشكل التداخل في المفهوم.‬
                                                                                 ‫) (‬
‫لذا نجـد أن اللسـانيين 3 قـد بحثوا فـي مفهوم الكفايـة، فظهرت مجموعـة مـن التوجهات النظريـة‬
‫والمنهجية التي توصلت إلى صياغة قوالب يمكن القول إنها استقرت اليوم في وضعها النظري النهائي‬
‫أو تكاد. وقد تدرجت هذه المناهج من الوصف إلى التفسير، مما أدى إلى صقل الدوات العلمية التي‬
‫تلمـس ظاهرة المعرفـة اللغويـة على القـل فـي بعـض مـن جوانبهـا المتعلقـة ببعـض أوجـه الظاهرة‬
‫اللسانية البداعية عامة. ولذا كان البحث في الليات التي توظفها كفاية المتكلمين، لنتاج العلمة في‬
‫شكل أداء لغوي قادر على إنجاز عملية التواصل بين البشر، مع ممارسة الرقابة القاعدية عليها، أو ما‬
‫يسمى المعرفة اللسانية. فوضعت الفرضيات العلمية حول مكون غير قابل للملحظة وهو )الكفاية(‬
                                                            ‫) (‬                                                ‫) (‬
‫4 . وغدت هذه الكفايـة فـي نظـر اللسـانيين 5 مفهومـا داخليـا يحتاج إلى جملة مـن البراهيـن لتحديـد‬
‫ماهيتـه. فكانـت ثنائيـة الكفايـة والداء، وهـي مـن جملة الثنائيات المفهوميـة التـي ارتبطـت ــ كمـا يذكـر‬
                                                                                                ‫) (‬
‫محمد العبد 6 ـ بنظريات الفكر اللغوي ومناهجه. فقد ميز دوسوسير بين ثنائية اللغة والكلم، فاللغة‬
‫اجتماعيـة وليسـت عمل للمتكلم بـل إنتاج تمثله بطريقـة مجهولة. أمـا الكلم فهـو فردي، وهـو الجانـب‬
‫الدائي التنفيذي الذي ينتجـه الفرد)7(. وقـد التقـى تشومسـكي فـي مفهومـه )للكفايـة( و)الداء( مـع‬
               ‫ـ‬         ‫ـ‬       ‫ـ‬    ‫ـ‬       ‫ـ‬      ‫ـ‬              ‫ـ‬
‫دوسـوسير فـي مفهومـه)للغـة( و)الكلم(، وبخاصـة لدى التحول مـن المسـتوى الثابـت فـي اللغـة إلى‬


    ‫)١( ينظر: تشومسكي، نعوم، جوانب من نظرية النحو، ترجمة مرتضى جواد باقر، ط)جامعة البصرة، العراق،‬              ‫1‬


                                                                                       ‫٣٨٩١م( ص ٨٢، ص ٧٧.‬
                              ‫)٢( ينظر: الفهري، عبد القادر الفاسي، اللسانيات واللغة العربي ة، ٩٤٢/٢ ، ١٥٢.‬     ‫2‬


‫)٣( ينظر: تشومسكي، نعوم، جوانب من نظرية النحو، ص ٨٢. براون، دوجلس، أسس تعلم اللغ ة وتعليمها ،‬                  ‫3‬


    ‫ترجمة، عبده الراجحي وعلي شعبان،ط)دار النهضة العربية، بيروت،٤٩٩١م( ص ٤٤٢.الفهري، عبد القادر الفاسي،‬
     ‫اللسانيات واللغ ة العربية، ٣٤/١. الموسى، نهاد، الساليب في تعليم اللغة العربي ة، ط ١)دار الشروق،‬
                                                                                       ‫عمان، ٣٠٠٢م( ص ٣٢١.‬
‫)٤( الحناش، محمد، الساس المعرفي لمنظومة البداع)مقارب ة لسانية- تداولية( ، مجلة التواصل اللساني،‬                ‫4‬


                                                   ‫المارات العربية، المجلد العاشر، العددان ١-٢ )١٠٠٢(، ص ٣٧.‬
                                                    ‫)٥( تشومسكي، نعوم، جوانب من نظرية النح و، ص ٨٢.‬            ‫5‬


 ‫)٦( العبد، محمد سليمان، النص والخطاب والتصال ، ط ١)الكاديمية الحديثة للكتاب الجامعي، القاهرة، ٥٠٠٢م(‬          ‫6‬


                                                                                                      ‫ص ٥١.‬
         ‫)٧( دوسوسير ، فصول في علم اللغة العام، ، ترجمة، أحمد نعيم الكراعين، ط ١)دار المعرفة الجامعية،‬         ‫7‬



                                                                         ‫السكندريةـ مصر، ٥٨٩١م( ص ٧٣.‬


                                                     ‫45‬
‫المجلة الردنية في اللغة العربية وآدابها، المجلد ) ٥ ( العدد ) ١ ( محرم ٠٣٤١ هـ /‬
                                                                             ‫كانون الثاني ٩٠٠٢ م‬

‫المسـتوى المتحرك منهـا. فعرفـت اللغـة عنده بالكفايـة)‪ (Competence‬وهـي معرفـة المتكلم بلغتـه،‬
‫والكلم بالداء والنجاز الكلمي )‪(Performance‬وهو ما ينتج عن هذه المعرفة من كلم متحقق في‬
                                                                                        ‫) (‬
‫مواقف ملموسة 1 . وفرّق تشومسكي بالتالي بين الكفاية والداء، وعدّ الفرق بينهما فرقا أساسيا، فل‬
‫يعـد الداء عنده انعكاسـا مباشرا للقابليـة بـل يعكسـها تحـت جملة مـن الشروط المثاليـة التـي ترتبـط‬
                                                                                  ‫) (‬
‫بالمتكلم والسـامع 2 . فالكفايـة عنده قدرة المتكلم ــ المسـتمع ــ المثالي على أن ينتـج، انطلقـا مـن‬
                                     ‫) (‬
‫قواعـد ضمنيـة، عددا غيـر متناهـ مـن الجمـل تقود عمليـة التكلم 3 . وهذه القواعـد الضمنيـة"التـي تتسـم‬
                                                                     ‫ٍ‬
‫بالكفاءة ‪ adequacy‬الكاملة يجـب أن تعطـي كـل جملة مـن المدى اللنهائي مـن الجمـل وصـفا بنيويـا‬
                   ‫) (‬
‫‪ structural description‬يشي ـر إلى كيفيـة فهمهـا مـن قبـل المتكلم ـ ـ السـامع المثالي" 4 . وتكون هذه‬
                          ‫ـ‬                 ‫ـ‬    ‫ـ ـ‬        ‫ـ‬          ‫ـ‬
‫القواعد التوليدية"نظام قوانين يمكن أن يعاد استعمالها باستمرار للحصول على عدد غير محدود من‬
                                                                                              ‫) (‬
‫البن ـى" 5 ، ونظام القواني ـن هذا يقس ـم" إلى المكونات الرئيس ـة الثلث ف ـي القواع ـد التوليدي ـة وه ـي‬
 ‫ـ‬     ‫ـ‬           ‫ـ‬         ‫ـ‬          ‫ـ‬                       ‫ـ‬          ‫ـ‬                     ‫ـ‬
                                                           ‫) (‬
‫-المكونات النحويـة والفنولوجيـة والدلليـة" 6 . أمـا الداء الكلمــي، فهـو السـتعمال النـي للغـة ضمـن‬
‫سـياق معيـن... فهـو إذن انعكاس للكفايـة اللغويـة، وبـه تنتقـل مـن الوجود بالقوة إلى الوجود بالفعـل.‬
             ‫) (‬
‫ومـن هنـا نجـد أن هذه الثنائيـة قـد شغلت اللغوييـن منـذ أن أدخلهــا تشومســكي إلى الن 7 ، ولذا فإن‬
‫ثمة فرقـا بين معارف المتكـلم الذهنية، وهو ما يسـميه تشومسـكي بكفايته ) ‪ (His competence‬وما‬
                                       ‫) (‬
‫ينجزه م ـن أداء وكلم، وه ـو م ـا يس ـميه)‪ . 8 (His performance‬فمفهوم الكفاي ـة عن ـد تشومس ـكي ل‬
    ‫ـ‬        ‫ـ‬     ‫ـ‬                                       ‫ـ‬     ‫ـ ـ‬                   ‫ـ‬
‫يحاذي محاذاة تامة مفهوم اللغة عند دوسوسير، ذلك أن اللغة عند دوسوسير ليست إل مخزنا ونظاما‬
                                                                    ‫) (‬
‫نحويا يوجد بالقوة في كل عقل 9 .غير أن الكفاية اللغوية التي نادى بها تشومسكي وأتباعه مقصورة‬
      ‫)01(‬
‫إلى‬      ‫كما ذكر بعضهم على الكفاية النحوية ‪ Grammatical Competence‬؛ مما دفع هايمز وهاليدي‬
‫اقتراح مــا أســمياه بالكفايــة التصــالية التــي تشمــل المعرفــة بأصــول الكلم وأســاليبه، ومراعاة‬
‫المخاطـبين، مع القدرة على تنويـع الكلم حسـب مقتضـى الحال، إضافـة إلى المعرفـة الواعيـة بقواعـد‬
‫اللغـة ومفرداتهـا. ووفـق هذا ركزت النظريـة التوليديـة التحويليـة على تحليـل مقدرة متكلم اللغـة على‬
‫إنتاج جمل لم تسمع من قبل وفهمها، وميزت بين الكفاية اللغوية)الملكة اللسانية( والداء، فالكفاية‬


                                                          ‫)١( العبد، النص والخطاب والتصال ، ص ٦١.‬     ‫1‬


                                                  ‫)٢( تشومسكي، نعوم، جوانب من نظرية النح و، ص ٨٢.‬     ‫2‬


                                                                                ‫)٣( السابق، ص ٨٢.‬     ‫3‬


                                                                                ‫)٤( السابق ، ص ٨٢.‬    ‫4‬


                                                                                ‫)٥( السابق ، ص ٩٣.‬    ‫5‬


                                                                                ‫)٦( السابق ، ص ٩٣.‬    ‫6‬


                                                        ‫)٧( العبد، النص والخطاب والتصال ، ص ٦١.‬       ‫7‬


                                                                                ‫)٨( السابق ، ص ٣٢.‬    ‫8‬


                                                                                ‫)٩( السابق، ص ٧٢.‬     ‫9‬


                                             ‫)٠١( براون، دوجلس، أسس تعلم اللغة وتعليمها ، ص ٤٤٢.‬     ‫01‬




                                                   ‫55‬
‫مصطلح الكفاية وتداخل المفهوم في اللسانيات التطبيقية‬
                                                                                                ‫خالد بسندي‬

‫اللغويـة تحدد بأنهـا المعرفـة الضمنيـة بقواعـد اللغـة التـي هـي قائمـة فـي ذهـن متكلم اللغـة، وهـي‬
‫حقيقة كامنة وراء الداء الكلمي الذي ينحرف ـ في الواقع ـ بعض الشيء عنها، وهي التي توجهه‬
‫في مختلف ظروف التكلم. في حين يعرف الداء الكلمي باستعمال الفرد هذه المعرفة في عملية‬
                                                            ‫) (‬                                            ‫) (‬
‫التكلم 1 . فهو انعكاس ـ كما يذكر ميشال زكريا 2 ـ للكفاية اللغوية، فيه بعض النحرافات عن قوانين‬
‫اللغة، وبإمكانه أن يكشفها في أدائه بناء على معرفته الضمنية بقواعد اللغة، أي بالعودة إلى كفايته‬
‫اللغوية بالذات. ومن هنا وجدت البنية العميقة والبنية السطحية، وحجة تشومسكي في ذلك أنه من‬
‫المسـتحيل التيان بقواعـد تطابـق أو تماثـل كفايـة المتحدث الصـلي للغـة فـي علقات المعنـى بالنظـر‬
                        ‫) (‬
                        ‫فقط إلى البنية السطحية للجمل، أي الترتيب الذي تظهر به الكلمات في الجملة 3 .‬




                                                     ‫القدرة والمعرفة‬

               ‫الضمنية بقواعد اللغة الداء )الستعمال الني للغة(.‬
                                        ‫هي‬




‫أما ليفاندومسكي فقد طرح الكفاية على أنها "نظام من القواعد والمبادئ التي تمثل تمثيل عقليا،‬
   ‫والتي تمكن المتكلم من فهم جمل حية، وتمكن الجمل من التعبير عن أفكاره؛ إذ ترتبط الصوات‬
     ‫بالدللت. وينتمي إلى كفاية المتكلم النحوية قدراته التركيبية والدللية والفونولوجية، التي تقضي‬
       ‫بتطابق التعبيرات مع ما تعبر عنه في لغته بعينها، كما تضم الحكام عن حسن السبك الشكلي‬
                  ‫) (‬
   ‫والدللي، ومرجعية التعبيرات، والتماثل الدللي، والتعدد الدللي، ودرجة النحراف" 4 ، مبينا أن هذا‬
   ‫النظام الذي يمثل الكفاية متمثّل في بنية العقل ويظهر بالنجاز. وهذا يدعو إلى القول إن الكفاية‬
   ‫معرفة ضمنية باللغة، والداء استعمال اللغة في مواقف ملموسة. وكذلك الكفاية معرفة مكتسبة،‬
   ‫والداء فعل كلمي متحقق. وهذا يعني أيضا أن الداء هو طريق الوصول إلى الكفاية؛ فل تدرك‬

   ‫)١١( زكريا، ميشال ، العقل واللغة في النظرية اللسنية التوليدية التحويلية، مجلة الثقافة النفسية، العدد التاسع،‬   ‫1‬



                                                                               ‫المجلد الثالث، ٢٩٩١م، ص ٧٥١.‬
                                                                                         ‫)١( السابق، ص ٧٥١.‬       ‫2‬


  ‫)٢( وترى جودت جرين أن موقف تشومسكي كان يتذبذب بين تعريفين للكفاية، كان التعريف الول أضعف وأكثر‬                  ‫3‬


       ‫حيادا من الثاني، حيث يقول إن النحو التحويلي يقدم أفضل تحليل للغة، وعلى الرغم من إمكانية اختبار هذا‬
     ‫التعريف تجريبيا لمعرفة ما إذا كان يستطيع تفسير بيانات المتكلم اللغوية وحدسه إل أنه معفًى أو محصّن من‬
 ‫تقديم دليل أو إثبات عن الكيفية التي يعالج بها المتكلم اللغة، وكان التعريف الثاني أقوى من الول، حيث يقول إن‬
     ‫النحو التحويلي هو جزء من الداة الذهنية الحقيقية الموجودة في ذهن النسان والتي يستخدمها لنتاج اللغة‬
 ‫وفهمها. جرين، جودث ، التفكير واللغة، ترجمة، عبد الرحمن عبد العزيز العبدان، ط)دار عالم الكتب، الرياض،‬
                                                                            ‫٠٩٩١م( ص ٤٥١ ص ٦٤١، ص ٣١٢.‬
                                                                  ‫)٣( العبد، النص والخطاب والتصال ، ص ٣٢.‬         ‫4‬




                                                       ‫65‬
‫المجلة الردنية في اللغة العربية وآدابها، المجلد ) ٥ ( العدد ) ١ ( محرم ٠٣٤١ هـ /‬
                                                              ‫كانون الثاني ٩٠٠٢ م‬


   ‫الكفاية إل بأفعال الداء اللغوي. ومن ثم عُدّت الكفاية بناء افتراضيا مثاليا، في الوقت الذي يكون‬
     ‫فيه الداء ناتجا لغويا واقعيا. وهذا التمييز أثار مشكل عويصا بين علماء اللغة وعلماء علم اللغة‬
      ‫النفسي، هو مشكل تحديد ماهية الوقائع التي ينبغي أن تؤخذ في الحسبان عند تحديد الكفاية‬
                               ‫) (‬
     ‫والواقعات التي يجب استبعادها، من حيث إنها واقعات غير مناسبة 1 . ولذا ارتبط مفهوم الكفاية‬
     ‫بالقدرة قدرة المتكلم على إنتاج عدد غير متناه من الجمل، وارتبط بالمعرفة والقواعد الضمنية،‬
   ‫وارتبط بالنظام الذي يمكن المتكلم من فهم جمل حية. إضافة إلى ارتباطات أخرى ستظهر لحقا.‬
    ‫ونظر الموسى إلى الكفاية اللغوية من منطلقين: المنطلق الول: أنها" تعني، من جهة، استدخال‬
‫قواعد اللغة العربية، في نظامها الصوتي، وأنساقها الصرفية، وأنماط نَظْمها الجملي، وأنحاء أعاريبها،‬
   ‫ودللت ألفاظها ووجوه استعمالها، وأساليبها في البيان، وأحكام رَسْمها الكتابي، وهي تعني، من‬
           ‫) (‬
 ‫جهة أخرى، القدرة على تركيب عدد غير محدود من الجُمَل بالعربية وفقا لتلك القواعد" 2 . والمنطلق‬
     ‫الثاني: أنها" قدرة تواصلية تتجلى في وجوه الداء الوظيفي للغة، وتتمظهر في القراءة بالعربية‬
   ‫قراءة جهرية، جارية على وفق القواعد المتقدمة، شفافة عن مُتباينات المعاني، تَنْأى عن الرتابة،‬
  ‫وتُتَبيّن في قراءة صامتة لمّاحة، واستماع متيقظ، وتعبير شفوي رشيق طبيعيّ عفوي مُقنع، وتعبير‬
                                        ‫) (‬
       ‫كتابي مُوافق للمقام مستقيم على قواعد العربية جميعا" 3 . إضافة إلى القدرة على استعمال‬
   ‫المعجم بأنواعه لتحقيق الدللت وضبط البنية، والتحقيق... وبهذا نجد الموسى قد أعطى الكفاية‬
 ‫اللغوية بعدا مراسيا وبعدا تمثليا، يلتقيان في تحقيق الوظيفة التصالية للغة. ولم يكتف بذلك بل بين‬
‫الدواعي والليات الكفيلة لتحقيق أبعاد الكفاية المنشودة على المستوى الفردي ومستوى الجامعات،‬
   ‫وعرض لشرح مفهومها وتطبيقاتها في اللسانيات التربوية، وآليات توظيفها، وذكر الموسى كذلك أن‬
                                                                   ‫) (‬
                                                             ‫بنية المعيار تصدر في أبعاد خمسة 4 ، هي:‬

     ‫1.البعد الول: الستفادة من علم اللسان الحديث؛ وذلك بالنظر إلى اللغة من حيث هي نظام‬
                                                  ‫يأتلف من مستويات متكاملة مترابطة ترابطا عضويا.‬

     ‫2. البعد الثاني: الستفادة من علم اللسان التربوي؛ وذلك بالنظر إلى اللغة من حيث هي أداة‬
                                                                                            ‫للتواصل.‬

           ‫3. البعد الثالث: المطلب المنهجي الذي يقوم على حفز المتعلم على طلب المعرفة من‬
                                                                                ‫مصادرها المختلفة.‬



                                                                                  ‫)٤( السابق، ص ٧٢.‬     ‫1‬


                                              ‫.‬
                                              ‫)١( الموسى، نهاد، الساليب في تعليم اللغة العربية، ص ٣٢١‬   ‫2‬


                                                                                ‫)٢( السابق ، ص ٤٢١.‬     ‫3‬


                                                                           ‫)٣( السابق ، ص ٦٢١، ٧٢١.‬     ‫4‬




                                                    ‫75‬
‫مصطلح الكفاية وتداخل المفهوم في اللسانيات التطبيقية‬
                                                                                            ‫خالد بسندي‬

        ‫4. البعد الرابع: المطلب التطبيقي الذي يقوم على توظيف الحصيلة اللغوية في مسائل تقتضي‬
                                                                                    ‫فطانة عقلية خاصة.‬

                 ‫5.البعد الخامس: استثمار المكانات الكامنة لدى بعض الطلب الذين يدخرون ملكات‬
               ‫إبداعية"إنشائية". وبذلك تمكن الموسى بطريقة وظيفية أن يخرج الكفاية من إطارها‬
                                                                            ‫) (‬
                                 ‫الذهني إلى الواقع الدائي 1 . وبين وجوه تطبيقها في تعليم العربية.‬

                                                               ‫١ - ٣ في الدراسات التربوية والنفسي ة:‬
‫تعد الكفاية مفهوما جديدا، سواء أكان ذلك في علم النفس أم في علم التربية، المر الذي جعل‬
                                                                                                     ‫) (‬
 ‫العلماء 2 يتحدثون في تناولهم الكفاية عن الستعدادات أو المكانات أو الميول أو سمات الشخصية‬
       ‫كونها تمثل الخصائص النفسية التي تميز الفراد. مع أن مفهوم الكفاية يتداخل مع اللسانيات نظرا‬
‫للحديث عن المعارف عند المتكلم، وتمكنه من إنتاج عدد ل نهائي من الجمل فضل على فهمها، ولذا‬
                                                       ‫) (‬
‫أصبح مفهوم الكفاية أقرب إلى علم اللغة النفسي 3 . ومن هنا عُرّفت الكفاية على أنها استعداد لقوة‬
       ‫القيام ببعض الفعال، نحو: كفاية إدارة ما، والتي تمارس في حدود القانون، وهي معرفة حسن‬
                                                                                     ‫) (‬
‫التصرف. فأقام غريب 4 تعريفه الكفاية على مفهوم الستعداد، وهو مفهوم سيكولوجي، معطيا إياه‬
 ‫بعد القوة، فهو استعداد لقوة القيام، ل استعداد فقط للقيام، وهنا إشارة إلى مستوى من مستويات‬
        ‫الكفاية التي هي استعداد عنده، ولكن ما الستعداد الذي يريد؟ هل هو الستعداد الفطري؟ أو‬
‫الستعداد الجسمي أو عن أي نوع من الستعداد يتحدث؟ فقد يوجد الستعداد الذاتي للقيام بالعمل‬
 ‫ولكن ل يستطيع القيام به فهل هذه كفاية؟ والمعروف أن الستعداد هو قدرة في حالة كمون كما‬
                                                                                                      ‫) (‬
         ‫سيأتي 5 . أما الدريج فيشير إلى أن الكفايات"قدرات مكتسبة تسمح بالسلوك والعمل في سياق‬
       ‫معين، ويتكون محتواها من معارف ومهارات وقدرات واتجاهات مندمجة بشكل مركب، كما يقوم‬
 ‫)6(‬
   ‫الفرد الذي اكتسبها بإثارتها وتجنيدها وتوظيفها قصد مواجهة مشكلة ما وحلها في وضعية محددة"‬
       ‫فهي عنده ليست قدرة بل قدرات، وليست قدرات فطرية بل مكتسبة متعلمة، يظهر أثرها بسلوك‬
        ‫الفرد وقيامه بالعمل، وهنا ربط بشيء منجز دون إشارة منه لمدى السماح الذي تسمح به هذه‬
            ‫القدرة للقيام بالعمل ونسبة ذلك، ثم بعدها نجده يداخل في محتوى الكفاية بين المفاهيم،‬

  ‫)٤( وصف الموسى مكونات البنية الهيكلية لمعيار الكفاية اللغوية، ووضع معالم نموذج مقترح له في العربية، ثم‬     ‫1‬


       ‫أفرد فصل في تقويم الكفاية اللغوية في العربية"العلج" مع التطبيق لـ"قراءة النص العربي" الموسى، نهاد،‬
                                              ‫الساليب في تعليم اللغة العربي ة، ص ٩٢١، ٦٣١، ٣٦١- ١٨١.‬
              ‫)٥( الدريج، محمد، التدريس الهادف، ط ١)دار الكتاب الجامعي، العين ـ المارات، ٤٠٠٢م( ، ص ٧٨٢.‬     ‫2‬


                     ‫)٦( ويشير الدريج إلى أنه أقرب لعلم النفس اللغوي، ينظر: الدريج، التدريس الهادف، ص ٧٨٢.‬   ‫3‬


                 ‫)٧( غريب، عبد الكريم، بيداغوجيا الكفايات، ط ٥ )منشورات عالم التربية،المغرب،٤٠٠٢( ، ص ٩٧.‬    ‫4‬


          ‫)١( الكنبور،رشيد، المقارب ة بالكفايات، مقال على النترنت،< >‪http://marocsite.net/Loutati/666.html‬‬   ‫5‬


                                                                   ‫)٢( الدريج، التدريس الهادف، ص ٣٨٢.‬        ‫6‬




                                                      ‫85‬
‫المجلة الردنية في اللغة العربية وآدابها، المجلد ) ٥ ( العدد ) ١ ( محرم ٠٣٤١ هـ /‬
                                                                       ‫كانون الثاني ٩٠٠٢ م‬

       ‫فأصبحت الكفاية قدرة تحتوي معرفة ومهارة وقدرة واتجاها، أو قل تحتوي معارف ومهارات‬
         ‫وقدرات واتجاهات، فما هي القدرة التي تحتوي قدرة؟ فربما كان المقصود بالقدرة درجة‬
  ‫الستطاعة التي يمتلكها الفرد لستثمار جملة المعارف والمهارات والمكانات لحل أمر ما. وتعريفه‬
       ‫هـذا ينسجم مع رؤية علم النفس اللغوي، الذي مجاله السلوك اللغوي، ومحوراه الساسيان:‬
                                ‫الكتساب والداء اللغويان، وتجمعهما النظمة المعرفية عند الفرد.‬




                         ‫تُشَكّل في مجملها‬




                                                               ‫تتكون من‬

                                         ‫معارف،‬
                                         ‫مهارات،‬
            ‫) (‬
 ‫كما عرّفت الكفاية بأنها"إمكانية غير مرئية تتضمن عددا من النجازات أو الداءات" 1 . وهذا يشير‬
  ‫إلى عدم إمكانية قياسها إل بالنجاز أو الداء، فالكفاية إمكانية داخلية غير مشاهدة، ولكن إنجازتها‬
                                   ‫هي المشاهدة، ولذا يظهر مدى ارتباط الكفاية بالداء والنجاز.‬
  ‫وعرفت الكفاية بأنها "القواعد التي يمتلكها الشخص من لغته وهي إما قوالب وقدرات فطرية يولد‬
 ‫الشخص مزودا بها أو قواعد صوتية ونحوية اكتسبها باحتكاكه بأفراد مجتمع كلمي معين. واستخدام‬
                                      ‫) (‬
                                     ‫القدرة اللغوية في موقف معين بواسطة متكلم معين" 2 .‬

  ‫فالكفاية هنا أخذت بعدين: بعد فطري يمتلكه متكلم اللغة، وبعد عملي مكتسب يمتلكه الفرد‬
 ‫نتيجة التعلم والحتكاك بغيره، ولهذا قرن هذه القواعد باللغة، فأخذت الكفاية بعدا تواصليا، يتحقق‬
                                            ‫في استخدام المتكلم هذه القواعد في مواقف معينة.‬

  ‫أما جيلي فالكفاية عنده" نظام من المعارف المفاهيمية )الذهنية والمهارية العملية( التي تنتظم‬
‫في خطاطات إجرائية تمكن في إطار فئة من الوضعيات من التعرف على المهمة ـ الشكالية ـ وحلها‬
                                                                              ‫) (‬
   ‫بنشاط وفعالية" 3 . وهنا جمع بين المستوى الذهني والمستوى المهاري اللذين ينتظمان ويتداخلن‬
    ‫ليخرجا إجراءات عملية لحل المشكلة محددا مستوى هذه الجراءات بالنشاط الفاعلية، ومن جهة‬
         ‫أخرى غدت الكفاية نظاما، ويقصد منظومة من المعارف المتنوعة التي يمتلكها متكلم اللغة.‬

                                                                          ‫)٣( السابق، ص ٧٨٢.‬   ‫1‬



                                                                          ‫)١( السابق، ص ٨٨٢.‬   ‫2‬


                                                         ‫)٢( الدريج، التدريس الهادف، ص ٥٩٢.‬    ‫3‬




                                             ‫95‬
‫مصطلح الكفاية وتداخل المفهوم في اللسانيات التطبيقية‬
                                                                                       ‫خالد بسندي‬

    ‫أما فليب بيرنو فقد أدخل في تعريفها عبارة الموارد المعرفية، يقول إن الكفاية هي:"القدرة‬
       ‫على تعبئة مجموعة من الموارد العرفية)معارف، قدرات، معلومات...(بغية مواجهة جملة من‬
                                                                ‫) (‬
  ‫الوضعيات بشكل ملئم وفعال" 1 . وهنا نقف عند مصطلح القدرة الذي يعني الستطاعة استطاعة‬
   ‫الفرد أن يستثمر موارده المعرفية المختلفة من معارف ومقدرات ومعلومات لمواجهة ما يعترضه.‬
                                                                    ‫) (‬
 ‫وقريب منه تعريف حمداوي 2 الذي يبين فيه أن الكفاية مجموعة من القدرات والمهارات والمعارف‬
 ‫يتسلح بها التلميذ لمواجهة مجموعة من الوضعيات والعوائق والمشاكل التي تستوجب إيجاد الحلول‬
‫الناجعة لها بشكل ملئم وفعال ويعرفها أيضا بأنها"قدرة الشخص على تفعيل موارد معرفية مختلفة‬
                                                            ‫) (‬
  ‫لمواجهة نوع محدد من الوضعيات" 3 فقد ربط الكفاية بالقدرة التي تعني أيضا استطاعة الشخص‬
          ‫الستفادة من الموارد المعرفية المختلفة، لكنه هنا أبرز جانب التركيز لنجاز نوع محدد من‬
   ‫الوضعيات. إضافة إلى الجانب النفعي الذي يظهر في قوله"تفعيل الموارد"، ولكن ما زال السؤال‬
   ‫يطرح نفسه ما هذه القدرة التي تمكن الفرد من تفعيل الموارد لنجاز عمل ما؟ وما نسبتها؟ من‬
                                           ‫أجل أن نصل إلى الحكم على الفرد بامتلكه الكفاية.‬

        ‫وهناك تعريفات إجرائية تعليمية تنطلق من المنهج الذي يمثله صاحبه، فإذا كان تربويا أدخل‬
      ‫التلميذ في التعريف، بحيث تبين مدى استطاعة التلميذ الستفادة من معارفه السابقة سواء أكانت‬
   ‫ذهنية أو مكتسبة في مواجهة الوضعيات بغية حلها. ويبدو من هذا أن مفهوم الكفاية يتسم بالليونة‬
        ‫مما يجعله يشمل المعارف والمهارات، ويُمَكّن من التصرف أمام مجموعة من الوضعيات، وحل‬
   ‫المشكلت والتكيف مع أية وضعية جديدة أو معقدة،لنجاز مختلف المهمات. وهذا المفهوم لم يعد‬
‫يقوم على تلقين المعارف وحصرها بالمعلم، بل أصبح يجعل المتعلم في قلب الهتمام، ويمكنه من‬
                                                  ‫) (‬
‫استثمار فاعليته في مختلف الوضعيات الملموسة 4 . ويتداخل هذا المفهوم مع ما نص عليه اللسانيون‬
      ‫في بيانهم مصطلح الكفاية. فما هي إل البطانة الداخلية للنجاز ونموذج مستبطن ومكتسب وغير‬
       ‫مرئي ول يلحظ إل بإنجازات وسلوكات مؤشرة، أما النجاز فيعبر عن الكفاية في وضعية خاصة‬
     ‫تنتمي إلى هذه الفئة، ويمكن استعمال مصطلح المهمة أو النتيجة للدللة على النجاز والداء، من‬
     ‫ذلك أن التلميذ يقدر على تنفيذ صندوق أو مجسم ما من لوحات خشبية، فهذه كفايته، ويتم النجاز‬
 ‫)5(‬
‫ببناء صندوق خشبي حسب مقاسات معينة، باستعمال أدوات يدوية مع توفر لوحات خشبية ملئمة .‬
 ‫ولذا اتسع مفهوم الكفاية فارتبط بالستعداد الستعداد لقوة القيام، وارتبط بالقدرات المكتسبة التي‬
‫تسمح بالسلوك، وارتبط بالمكانية غير المرئية، وارتبط بالمعارف المفاهيمية، وارتبط بالبعد الفطري‬



       ‫)٣( بيرنو، فليب، الكفايات في التدريس بين التنظير والممارسة ، تعريب، محمد العمارتي والبشير‬         ‫1‬


                                                     ‫اليعكوبي، ط ١)مطبعة أكدال، الرباط،٤٠٠٢م( ص ١٤.‬
        ‫)٤( حمداوي،جميل، الكفايات والوضعيات في مجال التربية والتعليم، محطة رأي وفكر وفلسفة،‬              ‫2‬


                                               ‫٩٢/أغسطس/٦٠٠٢م(< ‪> http://marocsite.net/Loutati/45l‬‬
                                                                         ‫)٥( السابق، الصفحة الخامسة.‬     ‫3‬


   ‫)٦( الكنبور، المقارب ة بالكفايات، مقال على النترنت،< >‪ http://marocsite.net/Loutati/666.html‬الصفحة‬    ‫4‬


                                                                                              ‫الرابعة.‬

                                                                  ‫)١( الدريج، التدريس الهادف، ص ٨١٣.‬     ‫5‬




                                                  ‫06‬
‫المجلة الردنية في اللغة العربية وآدابها، المجلد ) ٥ ( العدد ) ١ ( محرم ٠٣٤١ هـ /‬
                                                                                  ‫كانون الثاني ٩٠٠٢ م‬

     ‫للقدرات والقواعد والبعد العملي. فما الرابط بين هذه المفاهيم التي هي في حقيقتها مؤشرات‬
                                      ‫للمفهوم العام للكفاية؟ وهل هي على سبيل الترادف؟‬

                                                                   ‫٢ - الكفاية والمفاهيم المجاورة:‬

        ‫ارتبط مصطلح الكفاية بمفاهيم مجاورة، هي: الستعداد، القدرة، الملكة، المهارة، الداء‬
                                                                              ‫والنجاز الكلمي.‬

                                                                                           ‫٢ - ١ الستعداد‬

      ‫يرتبط مفهوم الستعداد عادة بالقدرة ويرتبطان بالكفاية للقيام بفعل معين. لكن الختلف‬
                                                                    ‫) (‬
 ‫يكمن - كما يذكر الكنبور 1 - في كون القدرة مكتسبة من المحيط الخارجي ومرتبطة بإمكانية النجاح‬
   ‫في عمل أو مهارة أي قابلة للملحظة في السلوك، في الوقت الذي يكون فيه الستعداد والكفاية‬
  ‫داخليا أي فطريا، كما يكون مرتبطا بالظروف التي يخضع لها الفرد. فالستعداد هو قدرة في حالة‬
 ‫كمون. وعند انتقال القدرة من حالة الكمون إلى حالة الظهور تسمى مهارة. فالمهارة قدرة إجرائية‬
                                                         ‫) (‬
                                                        ‫تبرهن على إتقان الفعل المعرفي 2 .‬

                                                                                              ‫٢ - ٢ القدرة:‬

 ‫ربط ابن منظور القُدرَة بـ"القَدْر بتسكين الدال، يقول"والقدْرُ والقُدرَةُ والمِقْدَار: القُوّة... والقتدار‬
                                      ‫ْ‬                                                ‫ْ‬
           ‫)3(‬
  ‫على الشيء"، "والقدرة مصدر قولك: قَدَرَ على الشيء قُدرَة أي مَلَكَه فهو قادر وقدير..." وبما أن‬
                                                    ‫ْ‬
 ‫القدرة مصدر"قَدَرَ" فقد ورد في معنى "قَدَرَ" في حديث عثمان رضي ا عنه "إن الذّكاة في الحَلقِ‬
                                                                ‫) (‬
     ‫واللّبّة لمَن قَدَرَ" أي لمن أمكنه الذبْح فيهما" 4 . فالقدرة في المعاجم اللغوية ترتبط دللتها بالقوة،‬
        ‫والقتدار على الشيء، وبإمكانية فعل الشيء. ومن هنا نقول بأن القدرة الواردة في تعاريف‬
                           ‫) (‬
          ‫الكفاية تحتمل هذه المعاني. وأرى إمكانية إضافة معنى آخر أورده الخفش 5 في توضيحه‬
    ‫معنى)قدره( في قوله تعالى﴿على الموسع قدره﴾ يقول:"أي طاقته". فقدرة الشخص في نظري‬
        ‫هي طاقته. أما القدرة من المنظور التربوي فهي "تنمية نوع من السلوك وبلورة مواقف فكرية‬
‫ووجدانية معينة وهي مفهوم افتراضي غير قابل للملحظة يدل على تنظيم داخلي لدى الفرد)التلميذ(‬
       ‫ينمو عبر عملية التكوين وبالتفاعل بين العمليات العقلية وأساليب السلوك، الذي تخلقه النشطة‬
                                                      ‫) (‬
  ‫التكوينية، انطلقا من توظيف معارف ومضامين معينة" 6 وهي بهذا المفهوم تقترب من الكفاية في‬
                                                                  ‫) (‬
     ‫عدم قابليتها للملحظة، وقد ربطها الدريج 7 على المستوى البيداغوجي بالمراقي الفتراضية التي‬

        ‫1)٢( الكنبور، المقارب ة بالكفايات، مقال على النترنت،< >‪ http://marocsite.net/Loutati/666.html‬الصفحة‬
                                                                                                    ‫الخامسة.‬
                                                                               ‫2)٣( السابق، الصفحة السادسة.‬
                                ‫3)٤( ابن منظور، لسان العرب ، ط ٣)دار إحياء التراث، بيروت، ٩٩٩١م( مادة )قدر(.‬
                                                      ‫4)٥( النيسابوري، مسلم بن الحجاج، صحيح مسلم، ٦٥٨/٢.‬
                                ‫5)٦( ابن منظور، لسان العرب ، ط ٣)دار إحياء التراث، بيروت، ٩٩٩١م( مادة )قدر(.‬
  ‫6)٧( نشرة التصـال الخاص بالبرنامـج الوطنـي للتربيـة على حقوق النسـان، خاص بمنهاج التربيـة على حقوق النسـان،‬
                                                 ‫العدد)١ ـ ٢( مطابع ميثاق المغرب، مارس، يونيو ٨٩٩١م، ص ٠١.‬
                                                                 ‫7)١( الدريج، التدريس الهادف، ص ٤١٣ـ ٥١٣.‬



                                                    ‫16‬
‫مصطلح الكفاية وتداخل المفهوم في اللسانيات التطبيقية‬
                                                                                            ‫خالد بسندي‬

 ‫تسهل وضع أنشطة منسجمة ومتوافقة، وتسمح بتحديد المحاور التي سيعمل المدرسون وفقا على‬
 ‫تدريس ممنهج. ومن ناحية إجرائية هي بمنزلة أهداف قريبة أو متوسطة المدى، تقترب في مستوى‬
    ‫عموميتها من الهداف في المجالت الثلثة: المجال المعرفي، والمجال الحس حركي، والمجال‬
                                                                              ‫) (‬
  ‫الوجداني 1 . أما الكفايات فهي أهداف بعيدة المدى لمخطط تعليمي أو تكويني، تنحل إلى قدرات،‬
    ‫وهي أعم وأشمل، وتتضمن عددا من القدرات التي تتألف داخليا لتشكل وحدة غير مرئية تعمل‬
                   ‫داخل النسان وبإرادته وتمكنه من النجاز وحل إشكالت في وضعيات مختلفة.‬

                                                                                                ‫٢ - ٣ الملك ة:‬

   ‫ارتبطت الملكة بمعنى الصنع، فيقال: فلن حَسَن المَلَكَة إذا كان حسن الصنع، يُحْسن معاملة‬
                                                                                    ‫) (‬
‫خدمه وحشمه 2 . وهي"صفة راسخة في النفس أو استعداد عقليّ خاصّ لتناول أعمال معينة بحذق‬
                                                       ‫) (‬
 ‫ومهارة، مثل الملكة العددية، والملكة اللغوية" 3 . وهي بهذا التعريف قد جمعت عددا من المفاهيم:‬
    ‫)الملكة = الستعداد = الكفاية = المعرفة( وهذه نفسها مقابلت للكفاية التي هي قدرة كما أن‬
                ‫) (‬                                                 ‫) (‬
  ‫الملكة قدرة فطرية أو مكتسبة 4 على أداء فعل ما، أو أعمال معينة بحذق ومهارة 5 . ويلتقي كذلك‬
                            ‫) (‬
‫تعريف الكفاية بأنه قدرات شتى مع الملكة التي هي أيضا "قدرات شتى" 6 فل تكون ملكات إل بقدر‬
                                                     ‫) (‬
‫ما تستحوذ الستطاعة الشخصية عليها وتقودها 7 . وتُعْرَف كذلك الكفاية بالداء والنجاز، وبهذا تلتقي‬
                                    ‫) (‬
       ‫مع الملكة التي هي" المبدأ القريب أو المباشر للعمليات الذهنية" 8 وهو مبدأ)النا( – كما يذكر‬
                                                                                        ‫) (‬
 ‫المحاسنة 9 – الذي ينفذ العمليات، فكما أن المبدأ القريب الذي ينجز بوساطة العمليات الفسيولوجية‬
                     ‫) (‬
                    ‫هو العضو؛ فإن المبدأ القريب الذي ينجز بوساطته العلميات الذهنية هو الملكة 01 .‬




                ‫)٢( الكنبور، المقاربة بالكفايات، مقال على النترنت،< >‪http://marocsite.net/Loutati/666.html‬‬     ‫1‬


                           ‫)٣( إبراهيم مصطفى وآخرون، المعجم الوسيط، المكتبة السلمية، مادة) ملك(.‬               ‫2‬


                                                                                   ‫)٤( السابق، مادة) ملك(.‬     ‫3‬


                    ‫)٥( الحلو، عبده، معجم المصطلحات الفلسفي ة،ط ١)مكتبة لبنان، بيروت، ٤٩٩١م(ص ٤٦.‬              ‫4‬


‫)٦( عبد الخالق، أحمد، معجم ألفاظ الشخصي ة، ط ١)مجلس النشر الجامعي، جامعة الكويت، الكويت، ٠٠٠٢م(‬                ‫5‬


                                                                                                  ‫ص ٢٥٥.‬
           ‫) ٧ ( مؤسسة للند الفلسفية، ترجمة، خليل أحمد خليل، ط)منشورات عويدات، بيروت، د.ت(٤٠٤/١.‬               ‫6‬


 ‫)٨( المحاسنة، فايز، الملكة اللغوي ة عند ابن خلدون، المجلة الردنية في اللغة العربية وآدابها، المجلد الثالث،‬    ‫7‬


                                                                ‫العدد الثالث، سنة ٨٢٤١هـ/ ٧٠٠٢م، ص ٣٣١.‬
  ‫)٩( دونسيل، جي، ف ، علم النفس ، ترجمة، سعيد الحكيم، ط ١)دار الشؤون الثقافية، بغداد، ٦٨٩١م( ص ٤٧.‬             ‫8‬


                                           ‫)٠١( المحاسنة، فايز، الملكة اللغوي ة عند ابن خلدون،ص ٥٣١.‬           ‫9‬


                                                              ‫)١١( دونسيل، جي، ف ، علم النفس ، ص ٤٧.‬          ‫01‬




                                                     ‫26‬
‫المجلة الردنية في اللغة العربية وآدابها، المجلد ) ٥ ( العدد ) ١ ( محرم ٠٣٤١ هـ /‬
                                                                                       ‫كانون الثاني ٩٠٠٢ م‬

                                                           ‫) (‬                 ‫) (‬
 ‫ومن هنا ربط محمد العبد 1 الملكة اللسانية 2 التي ذكرها ابن خلدون بالكفاية عند تشومسكي،‬
         ‫ورأى أنها صالحة لتكون المقابل العربي لهذا المفهوم. فما الملكة اللسانية عند ابن خلدون إل‬
   ‫المعرفة التي اكتسبها متكلم اللغة السليقي عن لغته كلما وفهما؛ فالحروف والحركات والهيئات لم‬
                              ‫) (‬
‫يتكلفها العرب؛"إنما هي ملكة في ألسنتهم، يأخذها الخر عن الول" 3 ، وظهر هذا بقول ابن خلدون:‬
  ‫إن"المتكلم من العرب حين كانت ملكته اللغة العربية موجودة فيهم، يسمع كلم آل جيله وأساليبهم‬
  ‫في مخاطباتهم وكيفية تعبيرهم عن مقاصدهم، كما يسمع الصبي استعمال المفردات في معانيها،‬
  ‫فيلقنها أول، ثم يسمع التراكيب بعدها، فيلقنها كذلك، ثم ل يزال سماعهم لذلك يتجدد في كل لحظة‬
          ‫) (‬
         ‫ومن كل متكلم، واستعماله يتكرر، إلى أن يصير ذلك ملكة وصفة راسخة ويكون كأحدهم" 4 .‬
                               ‫) (‬
‫وتكتسب اللغة عنده بالطرق التالية:أ- السمع: وهو أبو الملكات اللسانية 5 .ب- التعليم: ووجهه الحفظ‬
 ‫من كلم العرب حتى يرتسم في خياله المنوال الذي نسجوا عليه تراكيبهم، فينسج هو عليه، ويتنزل‬
‫بذلك منزلة من نشأ منهم وخالط عباراتهم في كلمهم حتى حصلت له الملكة المستقرة في العبارة‬
                ‫) (‬                                                           ‫) (‬
  ‫عن المقاصد على نحو كلمهم 6 . ج-وكثرة الحفظ تزيد صاحب الحفظ رسوخا وقوة 7 . ول تحصل‬
                                                       ‫) (‬
‫الملكة من حفظ كلم العرب إل بعد فهمه 8 .د-الممارسة: فالملكة إنما تحصل بممارسة كلم العرب‬
                                                   ‫) (‬
‫وتكرره على السمع والتفطن لخواص تركيبه 9 . ومن هنا نجد أن الملكة = القدرة = الكفاية. ويلتقي‬
    ‫عندها مفهوم الملكة اللغوية مع مبدأين أساسيين، هما: مبدأ العلم أو المعرفة، ومبدأ القدرة أو‬
   ‫الستطاعة، وبينهما من التفاعل مثل ما بين الدراك والتعبير. ول غرو أن يكون الربط بين الكفاية‬
  ‫والملكة، فالكفاية قدرة والملكة كذلك قدرة، ول تقاسان إل بالداء والنجاز، ول تصلن إلى درجة‬
 ‫الصفة الراسخة، الصفة الفطرية إل بعد أن تستولي عليهما النفس وتستبد بهما. وبهذا يلتقي مفهوم‬
      ‫الكفاية مع مفهوم الملكة، ويلتقيان مع مفهوم القدرة والستطاعة وارتباطهما بالداء والنجاز.‬

                                                                                                  ‫٢ - ٤ المهارة:‬

 ‫تعد المهارة هدفا"من أهداف التعليم يشمل كفاءات المتعلمين وقدراتهم على أداء مهام معينة‬
      ‫بكيفية دقيقة أو متناسقة أو ناجعة ... ويترجم هذا الداء درجة التحكم في أهداف مهارية مثل‬

                                                             ‫)٢١( العبد، النص والخطاب والتصال، ص ٨٣ ـ ٤٤.‬          ‫1‬


     ‫)٣١( ينظر في مفهوم الملكة اللسانية عند ابن خلدون وربطها بالملكة اللغوية والمواضعة والصناعة والمعرفة‬           ‫2‬


 ‫اللغوية والمهارة والكتساب: عيد، محمد، الملكة اللسانية في نظر ابن خلون، ط)عالم الكتب، القاهرة، ٩٧٩١م(. و‬
‫زكريا، ميشال، الملكة اللسانية في مقدمة ابن خلدون، ط)المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر، بيروت، ٦٨٩١م(. و‬
    ‫المحاسنة، فايز، الملكة اللغوية عند ابن خلدون، المجلة الردنية في اللغة العربية وآدابها، المجلد الثالث، العدد‬
                                                                        ‫الثالث، سنة ٨٢٤١هـ/ ٧٠٠٢م، ص ٣٣١.‬
               ‫)١( ابن خلدون، المقدمة، مراجعة لجنة من العلماء، ط)المكتبة التجارية الكبرى، القاهرة،( ٦٤٥/١.‬         ‫3‬


                                                                                       ‫)٢( السابق ، ٤٥٥/١ ـ ٥٥٥.‬   ‫4‬


                                                                                              ‫)٣( السابق، ٦٤٥/١.‬   ‫5‬


                                                                                               ‫6)٤( السابق ، ١٦٥/١‬
                                                                                             ‫)٥( السابق ، ٩٥٥/١.‬   ‫7‬


                                                                                                ‫8)٦( السابق،٣٥٥/١.‬
                                                                                             ‫)٧( السابق ، ٢٦٥/١.‬   ‫9‬




                                                      ‫36‬
‫مصطلح الكفاية وتداخل المفهوم في اللسانيات التطبيقية‬
                                                                                          ‫خالد بسندي‬
                                                                                   ‫) (‬
 ‫مهارات القراءة ... " 1 . والمهارة هي الداء الذي يقوم به المتعلم، فهي قدرة إجرائية وهي مقيسة،‬
                              ‫تظهر في سلوك الفرد، نحو: مهارة القراءة أو الكتابة، الحساب...‬

   ‫وهذه المفاهيم تقاس بالنشاطات التي تعد مجموعة من الداءات والنجازات المركبة، ولذا‬
 ‫هناك علئق دللية بين الكفاية والمفاهيم المجاورة من جهة والداء والنجاز وهو الجانب المتحقق‬
                                                                  ‫بالنشطة من جهة أخرى.‬

                                                                                   ‫٣ - أنواع الكفايا ت:‬

‫صـنفت الكفايات وفـق مناهـج أصـحابها، فكان هناك الكفايات الذاتيـة المرتبطـة بتنميـة الذات، بغيـة‬
‫تنميـة شخصـية المتعلم، والكفايات الجتماعيـة القابلة للسـتثمار فـي التحول الجتماعـي؛ لتلبيـة حاجات‬
‫التنمية الجتمـاعية للبلد والكفايات القتصادية القابلة للتصريف في القطاعات القتصادية والجتماعية‬
‫بشكـل يسـهم فـي اندماج المتعلم فـي القطاعات النتاجيـة خدمـة للتنميـة، وممـا ل شـك فيـه أن هذه‬
‫التصانيف قد فتحت المجال لعدد من التساؤلت حول كيفية تقويم كل صنف من هذه الصناف التي‬
‫يقترحونهـا على المدرّـسين، وهـل هناك منهجيـة محددة لتقويـم مكتسـبات التلميـذ والقرار بأنهـا تنتمـي‬
                                                                                 ‫لهذا الصنف أو ذاك؟‬

‫كمـا صـنفت الكفايات حسـب حاجـة المتعلم إلى كفايات أسـاسية: وهـي مجموعـة مـن الهداف‬
‫الجرائية المندمجة في وضعية تعليمية محددة، وهذه الهداف ليست مجرد أهداف إجرائية بل هي‬
‫عبارة عـن أنشطـة محددة بشكـل كـبير تقوم على مضاميـن دراسـية، وتنجـز بوسـاطة قدرة ذهنيـة أو‬
                                                                              ‫حس حركية.‬
                                                                                         ‫) (‬
‫وهناك أنواع 2 أخرى مـن الكفايات الت ـي ه ـي انعكاس لقي ـم المجتم ـع وغايات ـه، ومنهـا الكفايات‬
          ‫ـ‬       ‫ـ‬         ‫ـ‬         ‫ـ‬              ‫ـ‬    ‫ـ‬               ‫ـ‬
                                                   ‫التواصلية والثقافية والستراتيجية والتكنولوجية ...‬

  ‫٣ - ١ الكفايات التواصلية أو التصالية: إن أول من استعمل هذا المصطلح العالم اللساني‬
             ‫) (‬
   ‫المريكي"دل هايمز" عندما رأى أن فكرة تشومسكي عن القدرة محدودة غير شاملة 3 ، فالكفاية‬
    ‫التواصلية أو التصالية "هي مجموعة القدرات التي تمكن من اكتساب اللغة واستعمالها وتوظيفها‬
                                                      ‫) (‬
           ‫نطقا وكتابة في مختلف مجالت التواصل" 4 التي تهتم بتنمية التواصل والتمكن من اللغات‬
  ‫واستعمالها، وهي التوظيف السليم للغة في وضعيات تواصلية. فالتواصل يقتضي، داخل المؤسسة‬
   ‫التعليمية، معرفة القواعد التركيبية والدللية والتداولية والنحوية والصرفية والصوتية للغة المتخاطب‬
      ‫بها. فالكفاية هي قدرة على النتاج، لكنها محكومة بالوضع الجتماعي للمتكلم والمتلقي. وترى‬
‫جودث جرين أن هذه القدرة على استعمال اللغة في التصال اللغوي هي جزء من المعرفة اللغوية‬

   ‫)٨( غريب، عبد الكريم، معجم علوم التربية، سلسلة علوم التربية، العدد)٩ ـ ٠١( ط ٣)منشورات عالم التربية،‬    ‫1‬


                                                                                          ‫١٠٠٢م( ص ١٦١.‬
      ‫)١( الكنبور، المقارب ة بالكفايات، مقال على النترنت،< >‪ http://marocsite.net/Loutati/666.html‬الصفحة‬   ‫2‬


                                                                                               ‫الخامسة.‬
                                               ‫)٢( براون، دوجلس، أسس تعلم اللغ ة وتعليمها ، ص ٤٤٢.‬         ‫3‬


   ‫)٣( رزقي، محمد، منهاج اللغة العربية في التعليم الثانوي، مؤتمر علم اللغة الثاني،دار العلوم ،٤٠٠٢م، دار‬   ‫4‬


                                                                                 ‫الهاني للطباعة، ص ٣٢٨.‬



                                                   ‫46‬
‫المجلة الردنية في اللغة العربية وآدابها، المجلد ) ٥ ( العدد ) ١ ( محرم ٠٣٤١ هـ /‬
                                                                                                               ‫كانون الثاني ٩٠٠٢ م‬

                                                                                                                                     ‫) (‬
        ‫للنسان 1 . وهي التي تحكم استعمالها حسب السياق الذي تجري فيه الظاهرة اللغوية. ويشمل‬
                      ‫) (‬
                     ‫تعريف الكفاية التصالية عند "مايكل كانال" و"ميريل سوين" أربع قدرات، هي 2 :‬

         ‫•القدرة النحوية وتشتمل على" المعرفة بالوحدات المعجمية وقواعد الصرف والتراكيب‬
        ‫ودللة الجملة والصوات" أي أنها تعني السيطرة على الرمز اللغوي وهي تعادل القدرة‬
                                                                   ‫اللغوية عند هايمز.‬

         ‫•قدرة الخطاب، أي القدرة على ربط الجمل لتكوين خطاب ولتشكيل تراكيب ذات معنى‬
                                                                ‫في سلسلة متتابعة.‬

            ‫•القدرة اللغوية الجتماعية، وهي معرفة القواعد الجتماعية والثقافية للغة وللخطاب،‬
                                      ‫وتقتضي فهم السياق الجتماعي الذي تستخدم فيه اللغة.‬

            ‫•القدرة الستراتيجية، وهي عصب فهم عملية التواصل، بل أصبحت مكونا قائما بذاته.‬

                                        ‫وهذه القدرات هي نفسها المكونات التي تشكل الكفاية التواصلية)3(:‬

                                        ‫•المكون اللغوي: معرفة القواعد التركيبية والدللية والتداولية للغة.‬

             ‫•المكون الخطابي: وهو مدى معرفة وامتلك مختلف أشكال الخطاب وتنظيمها وفق‬
                                        ‫متطلبات الوضعية التواصلية التي تنتج فيها وتؤول.‬

               ‫•المكون المرجعي: معرفة ميادين التجربة ومواضيع العالم والعلقات القائمة بينها.‬

       ‫•المكون السوسيوثقافي: معرفة وامتلك القواعد الجتماعية ومعايير التفاعل بين الفراد‬
         ‫والمؤسسات ومعرفة التاريخ الثقافي والحضاري والعلقات بين المواضيع الجتماعية.‬

                                                                                                            ‫٣ - ٢ الكفايات الثقافية:‬
‫وهي"حصيلة المعارف والمعلومات التي يكتسبها التلميذ خلل دراسته الثانوية، كما أنها مجموعة‬
‫القيـم والمبادئ والفلسـفة التـي تعـبر عنهـا هذه المعارف، والتـي يصـل بهـا المتعلم إلى إدراك بعـد‬
                                                    ‫) (‬
‫ثقافتــه، وأصــالتها، وعلقتهــا بالثقافات الخرى" 4 . وتشمــل هذه الكفايات الهويــة الدينيــة والوطنيــة‬
      ‫والنسانية والتاريخية، والعمل على تطويرها بإدراك الدور الممكن في المجال البداعي والفني.‬

‫3.3 الكفايات المنهجيـة وهـي الشاملة" للقدرات العقليـة التـي تسـاعد على الفهـم،‬
                                                       ‫والتحليل، والتقويم:‬

‫وذلك باستعمال مختلف التقنيات المنهجية كالتخطيط، والتنظيم، والتصنيف، والبحث، والستقراء،‬
                                                                                       ‫) (‬
‫والسـتنباط" 5 ومنهـا أيضـا وجدت الكفايات السـتراتيجية التـي تهتـم بتنميـة الذات، والمواقـف الفرديـة،‬

‫)٤( جرين، التفكي ر واللغة، ترجمة، عبد الرحمن عبد العزيز العبدان، ط)دار عالم الكتب، الرياض، ٠٩٩١م( ص ٧٠٢.‬                                           ‫1‬


                                                          ‫)٥( براون، دوجلس، أسس تعلم اللغ ة وتعليمها ، ص ٥٤٢- ٦٤٢ .‬                                ‫2‬


‫)٦( اســــــــــليماني،العربــــــــــي، التواصــــــــل التربو ي"ا لســــــــتاذ والتلميــــــــذ نموذجــــــــ ا" ،مقال على النترنــــــــــت،‬
           ‫ـ‬                                                                                                       ‫ـ‬                     ‫ـ‬         ‫3‬


                                                             ‫‪ > <http://www.fikrwanakd.aljabriabed.net/n62_03slimani.htm‬الصفحةالثالثة.‬

                                                   ‫)١( رزقي، محمد، منهاج اللغ ة العربي ة في التعليم الثانوي ، ص ٤٢٨.‬                               ‫4‬


                                                                                                                   ‫)٢( السابق ، ص ٤٢٨.‬             ‫5‬




                                                                       ‫56‬
مصطلح الكفاية
مصطلح الكفاية
مصطلح الكفاية
مصطلح الكفاية
مصطلح الكفاية
مصطلح الكفاية
مصطلح الكفاية
مصطلح الكفاية
مصطلح الكفاية
مصطلح الكفاية
مصطلح الكفاية
مصطلح الكفاية
مصطلح الكفاية
مصطلح الكفاية
مصطلح الكفاية
مصطلح الكفاية
مصطلح الكفاية
مصطلح الكفاية

More Related Content

What's hot

استراتيجيات المعلم الناجح
استراتيجيات المعلم الناجحاستراتيجيات المعلم الناجح
استراتيجيات المعلم الناجحTeaching Skills
 
تقويم المصادر الرقمية
تقويم المصادر الرقميةتقويم المصادر الرقمية
تقويم المصادر الرقميةsamiaaldarwish
 
ادارة فرق العمل
ادارة فرق العملادارة فرق العمل
ادارة فرق العملmeemar
 
كتيب مدخل إلى التعلم النشط 2
كتيب مدخل إلى التعلم النشط 2كتيب مدخل إلى التعلم النشط 2
كتيب مدخل إلى التعلم النشط 2سهى عسيلان
 
التخطيط للتدريس ومكوناته
التخطيط للتدريس ومكوناتهالتخطيط للتدريس ومكوناته
التخطيط للتدريس ومكوناتهguest3a24ea
 
تخطيط وتنظيم التدريب 1
تخطيط وتنظيم التدريب  1تخطيط وتنظيم التدريب  1
تخطيط وتنظيم التدريب 1light star
 
ما الفرق بين التدريب و التعليم ؟
ما الفرق بين التدريب و التعليم  ؟ما الفرق بين التدريب و التعليم  ؟
ما الفرق بين التدريب و التعليم ؟hammoutouria
 
حقيبة المدرب
حقيبة المدربحقيبة المدرب
حقيبة المدربdamerensan
 
Portfolio professionel الملفّ التّربوي المهني
Portfolio professionel الملفّ التّربوي المهنيPortfolio professionel الملفّ التّربوي المهني
Portfolio professionel الملفّ التّربوي المهنيmonji farhat
 
أنماط التعلم
أنماط التعلم أنماط التعلم
أنماط التعلم OMAR ALONIZI
 
اكتشاف المواهب وبناء القدرات
اكتشاف المواهب وبناء القدراتاكتشاف المواهب وبناء القدرات
اكتشاف المواهب وبناء القدراتMarwaBadr11
 

What's hot (20)

استراتيجيات المعلم الناجح
استراتيجيات المعلم الناجحاستراتيجيات المعلم الناجح
استراتيجيات المعلم الناجح
 
تقويم المصادر الرقمية
تقويم المصادر الرقميةتقويم المصادر الرقمية
تقويم المصادر الرقمية
 
حقيبة التدريس الإبداعى
حقيبة التدريس الإبداعىحقيبة التدريس الإبداعى
حقيبة التدريس الإبداعى
 
ادارة فرق العمل
ادارة فرق العملادارة فرق العمل
ادارة فرق العمل
 
طرق التدريس الجامعي
طرق التدريس الجامعيطرق التدريس الجامعي
طرق التدريس الجامعي
 
حقيبة إعداد المدربين
حقيبة إعداد المدربينحقيبة إعداد المدربين
حقيبة إعداد المدربين
 
كتيب مدخل إلى التعلم النشط 2
كتيب مدخل إلى التعلم النشط 2كتيب مدخل إلى التعلم النشط 2
كتيب مدخل إلى التعلم النشط 2
 
التعزيز الصفى لرياض الأطفال
التعزيز الصفى لرياض الأطفالالتعزيز الصفى لرياض الأطفال
التعزيز الصفى لرياض الأطفال
 
التميز في بيئة العمل
التميز في بيئة العملالتميز في بيئة العمل
التميز في بيئة العمل
 
التخطيط للتدريس ومكوناته
التخطيط للتدريس ومكوناتهالتخطيط للتدريس ومكوناته
التخطيط للتدريس ومكوناته
 
تخطيط وتنظيم التدريب 1
تخطيط وتنظيم التدريب  1تخطيط وتنظيم التدريب  1
تخطيط وتنظيم التدريب 1
 
نواتج التعلم
نواتج التعلمنواتج التعلم
نواتج التعلم
 
حقيبة إعداد الحقائب التدريبية
حقيبة إعداد الحقائب التدريبية حقيبة إعداد الحقائب التدريبية
حقيبة إعداد الحقائب التدريبية
 
ما الفرق بين التدريب و التعليم ؟
ما الفرق بين التدريب و التعليم  ؟ما الفرق بين التدريب و التعليم  ؟
ما الفرق بين التدريب و التعليم ؟
 
حقيبة المدرب
حقيبة المدربحقيبة المدرب
حقيبة المدرب
 
تدريب معلمي تعليم الكبار
تدريب معلمي تعليم الكبارتدريب معلمي تعليم الكبار
تدريب معلمي تعليم الكبار
 
Portfolio professionel الملفّ التّربوي المهني
Portfolio professionel الملفّ التّربوي المهنيPortfolio professionel الملفّ التّربوي المهني
Portfolio professionel الملفّ التّربوي المهني
 
أنماط التعلم
أنماط التعلم أنماط التعلم
أنماط التعلم
 
التفكير الابداعي
التفكير الابداعيالتفكير الابداعي
التفكير الابداعي
 
اكتشاف المواهب وبناء القدرات
اكتشاف المواهب وبناء القدراتاكتشاف المواهب وبناء القدرات
اكتشاف المواهب وبناء القدرات
 

Viewers also liked

مفهوم التدريس
مفهوم التدريسمفهوم التدريس
مفهوم التدريسguest3a24ea
 
المقاربة بالكفايات
المقاربة بالكفاياتالمقاربة بالكفايات
المقاربة بالكفاياتSALAH YOUSSRI
 
طرق التدريس
طرق التدريسطرق التدريس
طرق التدريسteachernon
 
أسئلة فى المحولات جديد
أسئلة فى المحولات جديدأسئلة فى المحولات جديد
أسئلة فى المحولات جديدKhaled Ahmed
 
methodology.safwat reda shoaib.education.english2
methodology.safwat reda shoaib.education.english2methodology.safwat reda shoaib.education.english2
methodology.safwat reda shoaib.education.english2ali omar
 
Coaching à Paris et en ile-de-France
Coaching à Paris et en ile-de-FranceCoaching à Paris et en ile-de-France
Coaching à Paris et en ile-de-FranceCnam Ile-de-France
 
Evaluation CM2
Evaluation CM2Evaluation CM2
Evaluation CM2olivier
 
العمل الجماعي إبراهيم-الفقي-رحمه-الله
 العمل الجماعي إبراهيم-الفقي-رحمه-الله العمل الجماعي إبراهيم-الفقي-رحمه-الله
العمل الجماعي إبراهيم-الفقي-رحمه-اللهHamada Hamada
 
Power point du livret Allons-y - Allons vers
Power point du livret Allons-y - Allons versPower point du livret Allons-y - Allons vers
Power point du livret Allons-y - Allons versclaude930
 
طرق التدريس خاصة ‫‬
طرق التدريس خاصة ‫‬طرق التدريس خاصة ‫‬
طرق التدريس خاصة ‫‬shorough
 
Colloque en SST 2013 - Atelier D - La sécurité dans les lieux spécifiques d’u...
Colloque en SST 2013 - Atelier D - La sécurité dans les lieux spécifiques d’u...Colloque en SST 2013 - Atelier D - La sécurité dans les lieux spécifiques d’u...
Colloque en SST 2013 - Atelier D - La sécurité dans les lieux spécifiques d’u...Collecto | Services regroupés en éducation
 
مصطلحات نظم الاتصال
مصطلحات نظم الاتصالمصطلحات نظم الاتصال
مصطلحات نظم الاتصالsara_alsaudi
 
The nature of linguistic competence
The nature of linguistic competenceThe nature of linguistic competence
The nature of linguistic competenceSergio León
 
Le Coaching Au Service De L’Entrepreneuriat
Le Coaching Au Service De L’EntrepreneuriatLe Coaching Au Service De L’Entrepreneuriat
Le Coaching Au Service De L’Entrepreneuriatyamen
 
تقنيات-الحوار-والتواصل-داخل-الجمعيات
تقنيات-الحوار-والتواصل-داخل-الجمعياتتقنيات-الحوار-والتواصل-داخل-الجمعيات
تقنيات-الحوار-والتواصل-داخل-الجمعياتHamada Hamada
 

Viewers also liked (20)

مفهوم التدريس
مفهوم التدريسمفهوم التدريس
مفهوم التدريس
 
المقاربة بالكفايات
المقاربة بالكفاياتالمقاربة بالكفايات
المقاربة بالكفايات
 
الكفايات المهنية للمعلم
الكفايات المهنية للمعلمالكفايات المهنية للمعلم
الكفايات المهنية للمعلم
 
طرق التدريس
طرق التدريسطرق التدريس
طرق التدريس
 
أسئلة فى المحولات جديد
أسئلة فى المحولات جديدأسئلة فى المحولات جديد
أسئلة فى المحولات جديد
 
methodology.safwat reda shoaib.education.english2
methodology.safwat reda shoaib.education.english2methodology.safwat reda shoaib.education.english2
methodology.safwat reda shoaib.education.english2
 
التقديم و التأخير
التقديم و التأخيرالتقديم و التأخير
التقديم و التأخير
 
Diapo du cours #7 (hiver 2011)
Diapo du cours #7 (hiver 2011)Diapo du cours #7 (hiver 2011)
Diapo du cours #7 (hiver 2011)
 
Coaching à Paris et en ile-de-France
Coaching à Paris et en ile-de-FranceCoaching à Paris et en ile-de-France
Coaching à Paris et en ile-de-France
 
Evaluation CM2
Evaluation CM2Evaluation CM2
Evaluation CM2
 
العمل الجماعي إبراهيم-الفقي-رحمه-الله
 العمل الجماعي إبراهيم-الفقي-رحمه-الله العمل الجماعي إبراهيم-الفقي-رحمه-الله
العمل الجماعي إبراهيم-الفقي-رحمه-الله
 
Power point du livret Allons-y - Allons vers
Power point du livret Allons-y - Allons versPower point du livret Allons-y - Allons vers
Power point du livret Allons-y - Allons vers
 
طرق التدريس خاصة ‫‬
طرق التدريس خاصة ‫‬طرق التدريس خاصة ‫‬
طرق التدريس خاصة ‫‬
 
Eval risques
Eval risquesEval risques
Eval risques
 
Colloque en SST 2013 - Atelier D - La sécurité dans les lieux spécifiques d’u...
Colloque en SST 2013 - Atelier D - La sécurité dans les lieux spécifiques d’u...Colloque en SST 2013 - Atelier D - La sécurité dans les lieux spécifiques d’u...
Colloque en SST 2013 - Atelier D - La sécurité dans les lieux spécifiques d’u...
 
مصطلحات نظم الاتصال
مصطلحات نظم الاتصالمصطلحات نظم الاتصال
مصطلحات نظم الاتصال
 
The nature of linguistic competence
The nature of linguistic competenceThe nature of linguistic competence
The nature of linguistic competence
 
Le Coaching Au Service De L’Entrepreneuriat
Le Coaching Au Service De L’EntrepreneuriatLe Coaching Au Service De L’Entrepreneuriat
Le Coaching Au Service De L’Entrepreneuriat
 
تقنيات-الحوار-والتواصل-داخل-الجمعيات
تقنيات-الحوار-والتواصل-داخل-الجمعياتتقنيات-الحوار-والتواصل-داخل-الجمعيات
تقنيات-الحوار-والتواصل-داخل-الجمعيات
 
شهاب بن أحمد
شهاب بن أحمدشهاب بن أحمد
شهاب بن أحمد
 

Similar to مصطلح الكفاية

مقررات ووصف تخصص لغة عربية وآدابها
مقررات ووصف تخصص لغة عربية وآدابهامقررات ووصف تخصص لغة عربية وآدابها
مقررات ووصف تخصص لغة عربية وآدابهاArab International Academy
 
اللسانيات الاجتماعيه
اللسانيات الاجتماعيهاللسانيات الاجتماعيه
اللسانيات الاجتماعيهjcdnawal
 
The Role of Dramatic Dialogue in Teaching Arabic to Non-Native Speakers.pdf
The Role of Dramatic Dialogue in Teaching Arabic to Non-Native Speakers.pdfThe Role of Dramatic Dialogue in Teaching Arabic to Non-Native Speakers.pdf
The Role of Dramatic Dialogue in Teaching Arabic to Non-Native Speakers.pdfRula alsawalqa
 
دورة النحو بالمستوى المبتدئ
دورة النحو بالمستوى المبتدئدورة النحو بالمستوى المبتدئ
دورة النحو بالمستوى المبتدئشيخ العمود
 
اساليب-التفسير-1.pptx
اساليب-التفسير-1.pptxاساليب-التفسير-1.pptx
اساليب-التفسير-1.pptxpamasaardhana1
 
الادب والنصوص للصف الرابع الادبي
الادب والنصوص للصف الرابع الادبيالادب والنصوص للصف الرابع الادبي
الادب والنصوص للصف الرابع الادبيAyad Haris Beden
 
Aplikasi teknologi maklumat microsoft word
Aplikasi teknologi maklumat microsoft wordAplikasi teknologi maklumat microsoft word
Aplikasi teknologi maklumat microsoft wordizzati ramli
 
عبير سليمان بحث عن اقسام علم البلاغة.docx
عبير سليمان بحث عن اقسام علم البلاغة.docxعبير سليمان بحث عن اقسام علم البلاغة.docx
عبير سليمان بحث عن اقسام علم البلاغة.docxmishalch5
 
النظرة إلى كتاب تعليمي للمبتدئين على ضوء تدريس
النظرة إلى كتاب تعليمي للمبتدئين على ضوء تدريسالنظرة إلى كتاب تعليمي للمبتدئين على ضوء تدريس
النظرة إلى كتاب تعليمي للمبتدئين على ضوء تدريسAhmad Miqdad
 
المطالعة للصف الخامس الاعدادي
المطالعة للصف الخامس الاعداديالمطالعة للصف الخامس الاعدادي
المطالعة للصف الخامس الاعداديAyad Haris Beden
 
اللغة العربية 2 ثانوى 2015
اللغة العربية 2 ثانوى 2015اللغة العربية 2 ثانوى 2015
اللغة العربية 2 ثانوى 2015أمنية وجدى
 
النظرية الخليلية
النظرية الخليلية النظرية الخليلية
النظرية الخليلية Ma Bo
 
مستقبل الترجمة في الوطن العربي 2
مستقبل الترجمة في الوطن العربي 2مستقبل الترجمة في الوطن العربي 2
مستقبل الترجمة في الوطن العربي 2UNISA/SUST
 
Simultaneous translation assignment pdf
Simultaneous translation  assignment pdfSimultaneous translation  assignment pdf
Simultaneous translation assignment pdfUNISA/SUST
 
مصطلح قياسات الشبكة العنكبوتية
مصطلح قياسات الشبكة العنكبوتيةمصطلح قياسات الشبكة العنكبوتية
مصطلح قياسات الشبكة العنكبوتيةMahmoud Sherif Zakaria
 

Similar to مصطلح الكفاية (20)

مقررات ووصف تخصص لغة عربية وآدابها
مقررات ووصف تخصص لغة عربية وآدابهامقررات ووصف تخصص لغة عربية وآدابها
مقررات ووصف تخصص لغة عربية وآدابها
 
التصميم الدلالي للمعجم القرآني
التصميم الدلالي للمعجم القرآنيالتصميم الدلالي للمعجم القرآني
التصميم الدلالي للمعجم القرآني
 
اللسانيات الاجتماعيه
اللسانيات الاجتماعيهاللسانيات الاجتماعيه
اللسانيات الاجتماعيه
 
The Role of Dramatic Dialogue in Teaching Arabic to Non-Native Speakers.pdf
The Role of Dramatic Dialogue in Teaching Arabic to Non-Native Speakers.pdfThe Role of Dramatic Dialogue in Teaching Arabic to Non-Native Speakers.pdf
The Role of Dramatic Dialogue in Teaching Arabic to Non-Native Speakers.pdf
 
دورة النحو بالمستوى المبتدئ
دورة النحو بالمستوى المبتدئدورة النحو بالمستوى المبتدئ
دورة النحو بالمستوى المبتدئ
 
اساليب-التفسير-1.pptx
اساليب-التفسير-1.pptxاساليب-التفسير-1.pptx
اساليب-التفسير-1.pptx
 
المجلد: 1 ، العدد: 1 ، مجلة الأهواز لدراسات علم اللغة
المجلد: 1 ، العدد: 1 ، مجلة الأهواز لدراسات علم اللغةالمجلد: 1 ، العدد: 1 ، مجلة الأهواز لدراسات علم اللغة
المجلد: 1 ، العدد: 1 ، مجلة الأهواز لدراسات علم اللغة
 
Tafsir
Tafsir Tafsir
Tafsir
 
الادب والنصوص للصف الرابع الادبي
الادب والنصوص للصف الرابع الادبيالادب والنصوص للصف الرابع الادبي
الادب والنصوص للصف الرابع الادبي
 
Aplikasi teknologi maklumat microsoft word
Aplikasi teknologi maklumat microsoft wordAplikasi teknologi maklumat microsoft word
Aplikasi teknologi maklumat microsoft word
 
عبير سليمان بحث عن اقسام علم البلاغة.docx
عبير سليمان بحث عن اقسام علم البلاغة.docxعبير سليمان بحث عن اقسام علم البلاغة.docx
عبير سليمان بحث عن اقسام علم البلاغة.docx
 
النظرة إلى كتاب تعليمي للمبتدئين على ضوء تدريس
النظرة إلى كتاب تعليمي للمبتدئين على ضوء تدريسالنظرة إلى كتاب تعليمي للمبتدئين على ضوء تدريس
النظرة إلى كتاب تعليمي للمبتدئين على ضوء تدريس
 
المطالعة للصف الخامس الاعدادي
المطالعة للصف الخامس الاعداديالمطالعة للصف الخامس الاعدادي
المطالعة للصف الخامس الاعدادي
 
اللغة العربية 2 ثانوى 2015
اللغة العربية 2 ثانوى 2015اللغة العربية 2 ثانوى 2015
اللغة العربية 2 ثانوى 2015
 
النظرية الخليلية
النظرية الخليلية النظرية الخليلية
النظرية الخليلية
 
مستقبل الترجمة في الوطن العربي 2
مستقبل الترجمة في الوطن العربي 2مستقبل الترجمة في الوطن العربي 2
مستقبل الترجمة في الوطن العربي 2
 
Simultaneous translation assignment pdf
Simultaneous translation  assignment pdfSimultaneous translation  assignment pdf
Simultaneous translation assignment pdf
 
مصطلح قياسات الشبكة العنكبوتية
مصطلح قياسات الشبكة العنكبوتيةمصطلح قياسات الشبكة العنكبوتية
مصطلح قياسات الشبكة العنكبوتية
 
مشكلات التعبير الشفهي
مشكلات التعبير الشفهيمشكلات التعبير الشفهي
مشكلات التعبير الشفهي
 
Leksikografi
LeksikografiLeksikografi
Leksikografi
 

مصطلح الكفاية

  • 1. / ‫المجلة الردنية في اللغة العربية وآدابها، المجلد ) ٥ ( العدد ) ١ ( محرم ٠٣٤١ هـ‬ ‫كانون الثاني ٩٠٠٢ م‬ ‫مصطلح الكفاية وتداخل المفهوم في اللسانيات التطبيقية‬ *‫خالد بسندي‬ ١٨/٦/٢٠٠٨ :‫تاريخ القبول‬ ١٧/١٠/٢٠٠٧ :‫تاريخ تقديم البحث‬ ‫ملخص‬ ‫يحاول هذا البحث رصد لفظ الكفاية ومشكلته الدللية في اللسانيات التطبيقية في محاولة لتوضيح مفهومه‬ ‫وكشف أبعاده الدللية، وبيان جوانب تطور دللته، وموقع الدراسات العربية الحديثة والمعاصرة من مناحي‬ ‫هذا التطور إضافة إلى ربط هذا المصطلح بمرادفاته، نحو: الستعداد والقدرة، والملكة، والمهارة، وعلقتها‬ ،‫بالداء والنجاز فضل على ذلك يحاول البحث بيان أنواع الكفايات)الكفايات التصالية، والكفايات الثقافية‬ ‫والكفايات المنهجية( والوقوف عند الكفايات اللغوية كونها غدت منهجا للتعليم، في محاولة لتوضيح مفهومها‬ .‫في التعليم، وعرضها كما ظهرت في بعض المناهج التعليمية‬ :‫وستكون محاور البحث وفق ما يأتي‬ :‫القسم الول: مصطلح الكفاية‬ :‫أول: مفهوم الكفاية‬ .(‫)في المعاجم والكتب القديمة، في اللسانيات الحديثة، في الدراسات التربوية والنفسية‬ .‫ثانيا: الكفاية والمفاهيم المجاورة‬ .‫ثالثا: أنواع الكفايات‬ :‫القسم الثاني: التعليم على أساس الكفايات‬ :‫أول: التجربة العربية في مجال الكفايات‬ "‫ثانيا: "منهج الكفايات اللغوية نموذجا‬ Abstract The Term “Linguistic Competence”: its Meaning and Methods of Application in Teaching Arabic This paper studies linguistic competence in terms of its meaning, application, development, and implicative issues in applied linguistics. This investigation also presents the Arabic studies focusing on the development of linguistic competence in addition to linking this competence to its synonyms such as preparation and capability, talent, and mental scheme and their relationship to performance. Moreover, this research also examines the different competences pertaining to the area of language including communication competence, cultural competence, and methodological competence. While explaining the nature of these competences, the paper stresses on linguistic competence as an influential element in current educational systems. In order to explore the effect of linguistic competence on education, both the role of linguistic competence in education as well as its link to certain kinds of educational curricula are emphasized. This paper will focus on the following elements: First Section: the term “competence” First: The meaning of competence - in dictionaries and old sources. - in modern linguistics - in psychological and educational or pedagogical studies Second: Competence and its similar meanin Third: The types of competences. Second Section: Education using “competences” First: The Arabic experience using competences Second: the method of linguistic competence ________________________ * ‫.قسم اللغة العربية، جامعة الملك سعود‬ 49
  • 2. ‫مصطلح الكفاية وتداخل المفهوم في اللسانيات التطبيقية‬ ‫خالد بسندي‬ ‫.حقوق النشر محفوظة لجامعة مؤتة، الكرك، الردن‬ ‫: مقدمة‬ ‫يهدف هذا البحث إلى توضيح مفهوم الكفاية، وكشف أبعاده الدللية، بعد رصد لفظ المصطلح،‬ ‫وربطه بمرادفاته التي تداخلت معه، والوقوف عند جوانب تطوره في الدراسات اللسانية، ومحاولة‬ ‫بيان أنواع الكفايات، ومدى فاعلية الكفايات اللغوية لتكون منهجا للتعليم.‬ ‫جوانب التعريف المصطلحي:‬ ‫يراعي التعريف المصطلحي بيان لفظ المصطلح، ومفهومه، وتحديد علقته بالمفاهيم الخرى‬ ‫المجاورة المتعلقة به، في محاولة لتوضيح المصطلح الذي"يرتبط في المقام الول بوضوح المفهوم‬ ‫) (‬ ‫الذي يدل عليه المصطلح، ويتحدد في إطار نظام المفاهيم داخل التخصص الواحد" 1 و"يخضع شكل‬ ‫المصطلح كتركيب نسقي للقاعدة المعروفة في المصطلحية: لكل مفهوم مصطلح ولكل مصطلح‬ ‫مفهوم. والتحديد الدللي في مستوى التركيب المصطلحي هو حصر للمفهوم وعزل له عن مفاهيم‬ ‫) (‬ ‫مجاورة عاملة في حقول معرفية أخرى" 2 كون مرجعية مصطلح الكفاية مقتبسة من المجال‬ ‫القتصادي، ومدخلة في التعليم بغية رفد المتعلم بآليات لمواجهة كل طارئ، وتأهيله لمتابعة حياته‬ ‫المستقبلية.‬ ‫منهجية البحث:‬ ‫يتبع البحث المنهج الوصفي، فيستقرئ لفظ المصطلح في المعجم العربي، إضافة إلى وروده‬ ‫في الكتب العربية ومجاله في الدراسات اللسانية الحديثة، والوقوف عند الكتب التعليمية، كون الكفاية‬ ‫غدت منهجا تعليميا في بعض البلد العربية، ومنها منهج الكفايات اللغوية في التعليم الثانوي المرن‬ ‫في السعودية، محاول ـ بالعتماد على وثيقة المنهج وكتاب الطالب ودليل المعلم ـ عرضه وبيان‬ ‫إيجابياته وذكر سلبياته وأهم التوصيات.‬ ‫أول: مفهوم الكفاية:‬ ‫١ - ١ في المعاجم والكتب القديمة:‬ ‫1‬ ‫)١( حجازي، محمود فهمي، السس اللغوية لعلم المصطلح ، ط ١)دار غريب، مصر، ٣٩٩١م( ص ٢١.‬ ‫2)( أبو خضر، سعيد، في إشكالي ة تعريف مصطل ح المعجميات، )المجلة الردنية في اللغة العربية وآدابها، المجلد)‬ ‫٣( العدد)١( ذو الحجة ٧٢٤١هـ/ كانون الثاني ٧٠٠٢م(. ص ٦٥، نقل عن: عثمان طالب ، علم المصطل ح بين‬ ‫المعجمي ة وعلم الدللة : الشكالت النظري ة والمنهجية، بحث في كتاب: تأسيس القضية الصطلحية، لعبد‬ ‫السلم المسدي وآخرين،)المؤسسة الوطنية للترجمة والتحقيق والدراسات، بيت الحكمة، الجمهورية التونسية،‬ ‫٩٨٩١م(ص ٤٨ ـ ٥٨.‬ ‫05‬
  • 3. ‫المجلة الردنية في اللغة العربية وآدابها، المجلد ) ٥ ( العدد ) ١ ( محرم ٠٣٤١ هـ /‬ ‫كانون الثاني ٩٠٠٢ م‬ ‫) (‬ ‫يشير المعجم العربي 1 في رصده معاني)الكفاية(، إلى أنه يقال: كفى يكفي كِفاية إذا قام‬ ‫بالمر، ويقال: استكفيته أمرا فكفانيه، ويقال: كفاك هذا المرُ أي حَسْبك. ويقال: كفاه مؤونته كِفاية‬ ‫وكفاك الشيء: يكفيك واكتفيت به. ومن هنا نلمح أن هذه المعاني تنعقد حول مفهومين:‬ ‫الول: القيام بالمر ولم تحدد المعاجم مستوى القيام به، إذا ما كانت مرتفعة أو منخفضة، ونسبة‬ ‫الرتفاع والنخفاض.‬ ‫الثاني: الوصول إلى درجة من المبتغى سواء أكان المبتغى ماديا أم معنويا.ثم أخذت المعاجم‬ ‫منحى آخر في تحديد معنى الكفاية عندما أشارت إلى أن الكفْوَ النظيرُ وهو لغة في الكفْء، ويجوز‬ ‫أن يريدوا به الكفُؤ فَيُخَفّفوا ثم يُسَكّنوا.‬ ‫ُ‬ ‫)2(‬ ‫ذكر تحت مادة)غنى( أن الغناء بمعنى الستغناء والكفاية،‬ ‫وأشير هنا أيضا إلى أن المعجم‬ ‫وبهذا يكون مصطلح الغناء مرادفا للكفاية في الطار المعجمي. ومن الشارات الدالة - أيضا - على‬ ‫أن المراد بالكفاية: الغناء، ما ورد في معنى الفعل)كفى( في الحديث:"من قرأ باليتين من آخر‬ ‫) (‬ ‫سورة البقرة في ليلته كفتاه" 3 أي أغنتاه عن قيام الليل. وقيل إنهما أقل ما يُجْزئ من القراءة في‬ ‫قيام الليل. فـ)كفتاه( بمعنى أغنتاه وجُعِلتا له غناء، ويظهر في قوله"أقل ما يجزئ" مستوى من‬ ‫مستويات الكفاية بأنه "أقل ما يجزئ" مما يشير إلى أن هناك مستويات للكفاية بأنها تكون قليلة أو‬ ‫كثيرة أو أقل أو أكثر...وعليه فالكفاية لها مستويات متفاوتة وبنسب مختلفة من القلة إلى الكثرة ومن‬ ‫المقبول إلى الممتاز.، فهناك من تكون كفاية قليلة وهناك من تكون كفايته كبيرة... وأشير هنا أيضا‬ ‫إلى ورود لفظ الكفاية في كتب التراث في كلم أصحابها، فقد ورد في معرض تفسير قوله‬ ‫) (‬ ‫تعالى﴿إذ تقول للمؤمنين ألن يكفيكم أن يمدكم ربكم بثلثة آلف من الملئكة منزلين﴾ 4 أن معنى‬ ‫) (‬ ‫الكفاية: سد الخلّة والقيام بالمر 5 . وورد كذلك عند ابن كثير في تفسير قوله تعالى﴿والذي نزل من‬ ‫) (‬ ‫) (‬ ‫السماء ماء بقدر﴾ 6 يقول:" ...أنه يرسله بحسب الحاجة كما يرسل المطر بقدر الكفاية" 7 فالكفاية‬ ‫هنا تعني بقدر الحاجة وهو في مقابل قوله"بحسب الحاجة" أو تعني بقدر كافٍ، أو بقدر ما يكفيهم.‬ ‫1)( ابن منظور، لسان العرب، ط ٣)دار إحياء التراث، بيروت، ٩٩٩١م( مادة )كفي(. الفيروز أبادي، القاموس‬ ‫المحيط، مادة)كفي(.‬ ‫)١( ابن منظور، لسان العرب، مادة )غني(.‬ ‫2‬ ‫)٢( البخاري ،المام الحافظ محمد بن إسماعيل ، صحيح البخاري ،بيت الفكار الدولية، الرياض، ٨٩٩١م، كتاب‬ ‫3‬ ‫فضائل القرآن، باب: في كم يُقرأ القرآن، حديث رقم ١٥٠٥ ص ٢٠٠١.‬ ‫)٣( سورة آل عمران: الية، ٤٢١.‬ ‫4‬ ‫)٤ (الشوكاني، فتح القدير، ،٠٧٥/١.‬ ‫5‬ ‫)٥( سورة الزخرف: ألية، ١١‬ ‫6‬ ‫)٦( ابن كثير، تفسير القرآن العظيم، ، ٧٥١/٣.‬ ‫7‬ ‫15‬
  • 4. ‫مصطلح الكفاية وتداخل المفهوم في اللسانيات التطبيقية‬ ‫خالد بسندي‬ ‫) (‬ ‫ومثله ما جاء أيضا في صحيح مسلم في قوله إن"النفقة مقدرة بالكفاية" 1 أي مقدرة بالحاجة. أما‬ ‫الكفاية فيما ذكره البيهقي في قوله"... ول يتوكل على ا إل من عُرف بالولية والخلية‬ ‫) (‬ ‫والكفاية..." 2 فتعني الغناء.‬ ‫وكذلك ورد هذا اللفظ عند الجاحظ في تعليقه على قول علي بن أبي طالب كرم ا وجهه‬ ‫"قيمة كل إنسان ما يحسن" يقول:" فلو لم تقف من هذا الكتاب إل على هذه الكلمة لوجدناها كافية‬ ‫) (‬ ‫شافية ومجزية مغنية بل لوجدناها فاضلة على الكفاية وغير مقصرة عن الغاية" 3 . وهذا يعني أن‬ ‫الكفاية ليست النهاية فهناك ما يفضلها، وهي مستوى من المستويات التي يُرجى تحقيقها للوصول‬ ‫إلى الغاية، وبهذا المفهوم تقريبا وردت عند ابن جني في قوله:"وأنا بإذن ا تعالى ومعونته وطوله‬ ‫ومشيئته أبلغ من ذلك فوق قدر الكفاية، وأحرز فيه بتوفيق ا قصب السبق إلى الغاية")4(، فهو ل‬ ‫يقبل بالكفاية بل يطمح إلى مستوى أعلى للوصول إلى الغاية، وهذا يدل أيضا على أن هناك قدرا‬ ‫فوق الكفاية يُطمح إلى تحقيقه لبلوغ الغاية. وجاء لفظ الكفاية عند الجرجاني في قوله:" ... فلول‬ ‫الخلد إلى الهوينا وترك النظر وغطاءٌ ألقي على عيون أقوام لكان ينبغي أن يكون في هذا وحدَه‬ ‫) (‬ ‫الكفاية وما فوق الكفاية" 5 بمعنى درجة الكتفاء والوصول إلى الحد أو فوق الحد، وبهذا دليل على‬ ‫مستويات الكفاية.‬ ‫أما المقري فجمع الكفاية مع القدرة في قوله:" ...أقام سبحانه الحجة وفرّق بين المر والرادة‬ ‫) (‬ ‫وأعطـى الكفايـة مـن القدرة" 6 فالقدرة فـي هذا القول أعـم مـن الكفايـة، والكفايـة جزء مـن القدرة،‬ ‫وهذا يخالف مـا سـيتضح فيمـا بعـد، مـن حيـث اشتراكهمـا فـي المفهوم، وترادفهمـا أحيانـا، وكذلك مـن‬ ‫حيـث إن القدرة جزء مـن الكفايـة، والكفايـة أعـم مـن القدرة. ولذا يشرع هنـا السـؤال: كيـف نُعَرّـفُ‬ ‫الكفايةَ بأنها قدرة مع أن الكفاية من القدرة؟‬ ‫)٧( النيسابوري، مسلم بن الحجاج، صحيح م سلم، تحقيق، محمد فؤاد عبد الباقي،)دار إحياء التراث، بيروت( ٣٣١/٣‬ ‫1‬ ‫٨.‬ ‫)٨( البيهقـي، أبـو بكـر أحمـد بـن الحسـين ، شعـب اليمان ، تحقيـق، محمـد بسـيوني زغلول، طـ ١)دار الكتـب العلميـة،‬ ‫2‬ ‫بيروت، ٠١٤١ هـ ( حديث رقم)٥٩٢١(، ٤٠١/٢.‬ ‫)٩( الجاحظ، أبو عثمان عمرو بن بحر، البيان وال تبيين ، تحقيق، فوزي عطوي، ط ١)دار صعب، بيروت، ٧٦٩١م(٥/١‬ ‫3‬ ‫٩.‬ ‫)٠١( ابن جني ، سر صناعة العراب، تحقيق، حسن هنداوي، ط ١) دار القلم، دمشق، ٥٨٩١م( ٤/١.‬ ‫4‬ ‫)١( الجرجاني، عبد القاهر ، دلئل العجاز، تحقيق، محمد التنجي، ط ١)دار الكتاب العربي، بيروت، ٥٩٩١م( ١/ ٦٠٣.‬ ‫5‬ ‫)٢( المقري ، أحمـد بـن محمـد، ن فح الط يب من غ صن الندلس الرط يب، تحقيـق، إحسـان عباس، ط)دار صـادر،‬ ‫6‬ ‫بيروت، ٨٦٩١،(٠١٣/٦.‬ ‫25‬
  • 5. ‫المجلة الردنية في اللغة العربية وآدابها، المجلد ) ٥ ( العدد ) ١ ( محرم ٠٣٤١ هـ /‬ ‫كانون الثاني ٩٠٠٢ م‬ ‫ويتضح لي من المفاهيم السابقة أن الكفاية هي القيام بأمر ما والوصول إلى درجة معينة من‬ ‫التقان، تتفاوت هذه الدرجة تبعا للشخص الذي يقوم به، بحيث تصل هذه الكفاية أحيانا إلى مستوى‬ ‫التميز ضمن مستويات المقبولية.‬ ‫ولذا تنوعـت مفاهيمهـا تبعـا لتوجـه صـاحبها ومنطلقـه، ودارت فـي مجملهـا حول مفاهيـم مجاورة‬ ‫تقترب أو تبتعــد عنهــا، مرتبطــة بعلئق تربطهــا، ل تخرج عــن المفاهيــم التاليــة: الســتعداد، القدرة،‬ ‫المعرفــة، الملكــة، المهارة، وارتباطهــا بالداء والنجاز. وقبــل البدء بــبيان اقتراب هذه المفاهيــم أو‬ ‫ابتعادها عن الكفاية أشرع بالحديث عن الكفاية في اللسانيات الحديثة.‬ ‫١ - ٢ في اللسانيات الحديثة:‬ ‫يُـسْتَعمَل مصـطلح "الكفايـة" مقابل للمصـطلح النجليزي)‪ (Competence‬الذي يشيـر إلى مفهوميـن:‬ ‫أوله ما: القدرة: وهـي التـي تكمن عنـد الفرد وتمكنـه من إنتاج عدد ل متناه من الجمـل. وثانيه ما:‬ ‫) (‬ ‫الملكـة اللسـانية 1 . فقـد ترجـم الدويـش كلمـة)‪ (Competence‬بــ )الكفايـة( مـن أول كتاب)هكتـر‬ ‫) (‬ ‫) (‬ ‫هامرلي(إلى نهايتـه، ولكنــه يخلط ــ كمـا يذكـر السـبيعي 2 ــ هذا المفهوم بمفهوم آخـر 3 وهـو يترجـم‬ ‫) (‬ ‫مفهوم )‪ (Proficiency‬بكلمتـي الكفايـة اللغويـة ويترجمـه بمعنـى الكفايـة 4 أيضـا، ويترجـم الكلمـة نفسـها‬ ‫) (‬ ‫بمعنــى الكفاءة 5 . وفــي الوقــت نفســه يترجــم مفهوم) ‪ (linguistic Competence‬بكلمتــي الكفايــة‬ ‫) (‬ ‫)7(‬ ‫) (‬ ‫)‪ .(Competence‬أمـا المؤلف 8 فيرى أن‬ ‫اللغويـة 6 . ويسـتخدم المترجـم كلمـة )كفـء( كمقابـل لكلمـة‬ ‫القدرة أو الكفاءة الثقافيـة )‪ (Cultural Competence‬أهمـّ مـن المعرفـة الذهنيـة عندمـا يتعلق المـر‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫بالتدريـس، فإن كان يقصـد بالمعرف ـة الذهنيـة القدرة أو الكفاءة اللسـانية)‪(Linguistic Competence‬‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫وهو القرب فهذا يتناقض مع صميم نظريته. وحسب الرأي السائد في النظرية اللسانية الحديثة فإن‬ ‫القدرة أو الكفاءة اللســـانية )‪ (Linguistic Competence‬تعدّ تجســـيدا أو تمثيل ً للملكــــة اللســـانية )‬ ‫‪ .(Language Faculty‬ومـن هنا نجـد أن هكتـر هامرلي قد استخدم )‪ (Linguistic Competence‬بمعنى‬ ‫)٣( سيوضح ذلك عند الحديث عن التداخل بين المصطلحات، ص ٤١. قابل الفهري مصطلح )‪ (faculty‬بالملكة، ينظر:‬ ‫1‬ ‫الفهري، عبد القادر الفاسي، اللسانيات واللغ ة العربية، ط)دار توبقال، الرباط،٢٨٩١م( ٦٥٢/٢.‬ ‫2‬ ‫)٤( عرض الدكتور سـعود بـن حميـد السـبيعي لكتاب هكتـر هامرلي ) النظريـة التكامليـة فـي تدريـس اللغات(، وراجـع‬ ‫النـص المترجـم ، ووصـل إلى جملة ملحوظات عرضـت مـن بينهـا مـا يتعلق بالكفايـة ينظـر: هامرلي، هكتـر، النظريـة‬ ‫التكامل ي ة في تدر يس اللغات ونتائج ها العمل ية، ترجمة، راشد الدويش، ط ١)مطبعة السفير،٥١٤١هـ( عرض‬ ‫ومراجعة وتحليل، سعود بن حميد السبيعي،الملحق) الملحق الول و الثاني(.‬ ‫3‬ ‫)٥(السابق ) ص ٩٧ ، السطر ٣، ٦(.‬ ‫4‬ ‫)٦( السابق )ص ٦٧١ السطر ٦١ (.‬ ‫5‬ ‫)٧( السابق )ص ٨٧١ السطر ١١ ( .‬ ‫6‬ ‫)٨( السابق )ص ٧٥ السطر ٣١( .‬ ‫7‬ ‫)٩( السابق )ص ٦٩ السطر ٧( .‬ ‫8‬ ‫)٠١( السابق )ص ٦٥ السطر ٠١، ١١ النص النجليزي(.‬ ‫35‬
  • 6. ‫مصطلح الكفاية وتداخل المفهوم في اللسانيات التطبيقية‬ ‫خالد بسندي‬ ‫المعرفـة الذهنيـة والكفاءة والكفايـة والقدرة، وهذا أحدث إشكاليـة فـي ترجمـة المصـطلح ونقله إلى‬ ‫العربية، المر الذي أدّى إلى تداخل المفاهيم وتعددهـا. ومن جهة أخرى أجـد أن باقـر قابل مصطلح‬ ‫) (‬ ‫تشومسكي)‪ (adequacy‬بالقابلية و)‪ (capacity‬بالقدرة 1 وترجم الفهري )‪ (Competence‬بالقدرة و)‪capaci‬‬ ‫) (‬ ‫‪ (ty‬بالكفاءة والقدرة. أما الكفاية فقابلها بـ) ‪ . 2 (adequacy‬وهذا التفاوت في مقابل المصطلح، ترتب‬ ‫عليه مشكل التداخل في المفهوم.‬ ‫) (‬ ‫لذا نجـد أن اللسـانيين 3 قـد بحثوا فـي مفهوم الكفايـة، فظهرت مجموعـة مـن التوجهات النظريـة‬ ‫والمنهجية التي توصلت إلى صياغة قوالب يمكن القول إنها استقرت اليوم في وضعها النظري النهائي‬ ‫أو تكاد. وقد تدرجت هذه المناهج من الوصف إلى التفسير، مما أدى إلى صقل الدوات العلمية التي‬ ‫تلمـس ظاهرة المعرفـة اللغويـة على القـل فـي بعـض مـن جوانبهـا المتعلقـة ببعـض أوجـه الظاهرة‬ ‫اللسانية البداعية عامة. ولذا كان البحث في الليات التي توظفها كفاية المتكلمين، لنتاج العلمة في‬ ‫شكل أداء لغوي قادر على إنجاز عملية التواصل بين البشر، مع ممارسة الرقابة القاعدية عليها، أو ما‬ ‫يسمى المعرفة اللسانية. فوضعت الفرضيات العلمية حول مكون غير قابل للملحظة وهو )الكفاية(‬ ‫) (‬ ‫) (‬ ‫4 . وغدت هذه الكفايـة فـي نظـر اللسـانيين 5 مفهومـا داخليـا يحتاج إلى جملة مـن البراهيـن لتحديـد‬ ‫ماهيتـه. فكانـت ثنائيـة الكفايـة والداء، وهـي مـن جملة الثنائيات المفهوميـة التـي ارتبطـت ــ كمـا يذكـر‬ ‫) (‬ ‫محمد العبد 6 ـ بنظريات الفكر اللغوي ومناهجه. فقد ميز دوسوسير بين ثنائية اللغة والكلم، فاللغة‬ ‫اجتماعيـة وليسـت عمل للمتكلم بـل إنتاج تمثله بطريقـة مجهولة. أمـا الكلم فهـو فردي، وهـو الجانـب‬ ‫الدائي التنفيذي الذي ينتجـه الفرد)7(. وقـد التقـى تشومسـكي فـي مفهومـه )للكفايـة( و)الداء( مـع‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫دوسـوسير فـي مفهومـه)للغـة( و)الكلم(، وبخاصـة لدى التحول مـن المسـتوى الثابـت فـي اللغـة إلى‬ ‫)١( ينظر: تشومسكي، نعوم، جوانب من نظرية النحو، ترجمة مرتضى جواد باقر، ط)جامعة البصرة، العراق،‬ ‫1‬ ‫٣٨٩١م( ص ٨٢، ص ٧٧.‬ ‫)٢( ينظر: الفهري، عبد القادر الفاسي، اللسانيات واللغة العربي ة، ٩٤٢/٢ ، ١٥٢.‬ ‫2‬ ‫)٣( ينظر: تشومسكي، نعوم، جوانب من نظرية النحو، ص ٨٢. براون، دوجلس، أسس تعلم اللغ ة وتعليمها ،‬ ‫3‬ ‫ترجمة، عبده الراجحي وعلي شعبان،ط)دار النهضة العربية، بيروت،٤٩٩١م( ص ٤٤٢.الفهري، عبد القادر الفاسي،‬ ‫اللسانيات واللغ ة العربية، ٣٤/١. الموسى، نهاد، الساليب في تعليم اللغة العربي ة، ط ١)دار الشروق،‬ ‫عمان، ٣٠٠٢م( ص ٣٢١.‬ ‫)٤( الحناش، محمد، الساس المعرفي لمنظومة البداع)مقارب ة لسانية- تداولية( ، مجلة التواصل اللساني،‬ ‫4‬ ‫المارات العربية، المجلد العاشر، العددان ١-٢ )١٠٠٢(، ص ٣٧.‬ ‫)٥( تشومسكي، نعوم، جوانب من نظرية النح و، ص ٨٢.‬ ‫5‬ ‫)٦( العبد، محمد سليمان، النص والخطاب والتصال ، ط ١)الكاديمية الحديثة للكتاب الجامعي، القاهرة، ٥٠٠٢م(‬ ‫6‬ ‫ص ٥١.‬ ‫)٧( دوسوسير ، فصول في علم اللغة العام، ، ترجمة، أحمد نعيم الكراعين، ط ١)دار المعرفة الجامعية،‬ ‫7‬ ‫السكندريةـ مصر، ٥٨٩١م( ص ٧٣.‬ ‫45‬
  • 7. ‫المجلة الردنية في اللغة العربية وآدابها، المجلد ) ٥ ( العدد ) ١ ( محرم ٠٣٤١ هـ /‬ ‫كانون الثاني ٩٠٠٢ م‬ ‫المسـتوى المتحرك منهـا. فعرفـت اللغـة عنده بالكفايـة)‪ (Competence‬وهـي معرفـة المتكلم بلغتـه،‬ ‫والكلم بالداء والنجاز الكلمي )‪(Performance‬وهو ما ينتج عن هذه المعرفة من كلم متحقق في‬ ‫) (‬ ‫مواقف ملموسة 1 . وفرّق تشومسكي بالتالي بين الكفاية والداء، وعدّ الفرق بينهما فرقا أساسيا، فل‬ ‫يعـد الداء عنده انعكاسـا مباشرا للقابليـة بـل يعكسـها تحـت جملة مـن الشروط المثاليـة التـي ترتبـط‬ ‫) (‬ ‫بالمتكلم والسـامع 2 . فالكفايـة عنده قدرة المتكلم ــ المسـتمع ــ المثالي على أن ينتـج، انطلقـا مـن‬ ‫) (‬ ‫قواعـد ضمنيـة، عددا غيـر متناهـ مـن الجمـل تقود عمليـة التكلم 3 . وهذه القواعـد الضمنيـة"التـي تتسـم‬ ‫ٍ‬ ‫بالكفاءة ‪ adequacy‬الكاملة يجـب أن تعطـي كـل جملة مـن المدى اللنهائي مـن الجمـل وصـفا بنيويـا‬ ‫) (‬ ‫‪ structural description‬يشي ـر إلى كيفيـة فهمهـا مـن قبـل المتكلم ـ ـ السـامع المثالي" 4 . وتكون هذه‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫القواعد التوليدية"نظام قوانين يمكن أن يعاد استعمالها باستمرار للحصول على عدد غير محدود من‬ ‫) (‬ ‫البن ـى" 5 ، ونظام القواني ـن هذا يقس ـم" إلى المكونات الرئيس ـة الثلث ف ـي القواع ـد التوليدي ـة وه ـي‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫) (‬ ‫-المكونات النحويـة والفنولوجيـة والدلليـة" 6 . أمـا الداء الكلمــي، فهـو السـتعمال النـي للغـة ضمـن‬ ‫سـياق معيـن... فهـو إذن انعكاس للكفايـة اللغويـة، وبـه تنتقـل مـن الوجود بالقوة إلى الوجود بالفعـل.‬ ‫) (‬ ‫ومـن هنـا نجـد أن هذه الثنائيـة قـد شغلت اللغوييـن منـذ أن أدخلهــا تشومســكي إلى الن 7 ، ولذا فإن‬ ‫ثمة فرقـا بين معارف المتكـلم الذهنية، وهو ما يسـميه تشومسـكي بكفايته ) ‪ (His competence‬وما‬ ‫) (‬ ‫ينجزه م ـن أداء وكلم، وه ـو م ـا يس ـميه)‪ . 8 (His performance‬فمفهوم الكفاي ـة عن ـد تشومس ـكي ل‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ـ‬ ‫ـ‬ ‫يحاذي محاذاة تامة مفهوم اللغة عند دوسوسير، ذلك أن اللغة عند دوسوسير ليست إل مخزنا ونظاما‬ ‫) (‬ ‫نحويا يوجد بالقوة في كل عقل 9 .غير أن الكفاية اللغوية التي نادى بها تشومسكي وأتباعه مقصورة‬ ‫)01(‬ ‫إلى‬ ‫كما ذكر بعضهم على الكفاية النحوية ‪ Grammatical Competence‬؛ مما دفع هايمز وهاليدي‬ ‫اقتراح مــا أســمياه بالكفايــة التصــالية التــي تشمــل المعرفــة بأصــول الكلم وأســاليبه، ومراعاة‬ ‫المخاطـبين، مع القدرة على تنويـع الكلم حسـب مقتضـى الحال، إضافـة إلى المعرفـة الواعيـة بقواعـد‬ ‫اللغـة ومفرداتهـا. ووفـق هذا ركزت النظريـة التوليديـة التحويليـة على تحليـل مقدرة متكلم اللغـة على‬ ‫إنتاج جمل لم تسمع من قبل وفهمها، وميزت بين الكفاية اللغوية)الملكة اللسانية( والداء، فالكفاية‬ ‫)١( العبد، النص والخطاب والتصال ، ص ٦١.‬ ‫1‬ ‫)٢( تشومسكي، نعوم، جوانب من نظرية النح و، ص ٨٢.‬ ‫2‬ ‫)٣( السابق، ص ٨٢.‬ ‫3‬ ‫)٤( السابق ، ص ٨٢.‬ ‫4‬ ‫)٥( السابق ، ص ٩٣.‬ ‫5‬ ‫)٦( السابق ، ص ٩٣.‬ ‫6‬ ‫)٧( العبد، النص والخطاب والتصال ، ص ٦١.‬ ‫7‬ ‫)٨( السابق ، ص ٣٢.‬ ‫8‬ ‫)٩( السابق، ص ٧٢.‬ ‫9‬ ‫)٠١( براون، دوجلس، أسس تعلم اللغة وتعليمها ، ص ٤٤٢.‬ ‫01‬ ‫55‬
  • 8. ‫مصطلح الكفاية وتداخل المفهوم في اللسانيات التطبيقية‬ ‫خالد بسندي‬ ‫اللغويـة تحدد بأنهـا المعرفـة الضمنيـة بقواعـد اللغـة التـي هـي قائمـة فـي ذهـن متكلم اللغـة، وهـي‬ ‫حقيقة كامنة وراء الداء الكلمي الذي ينحرف ـ في الواقع ـ بعض الشيء عنها، وهي التي توجهه‬ ‫في مختلف ظروف التكلم. في حين يعرف الداء الكلمي باستعمال الفرد هذه المعرفة في عملية‬ ‫) (‬ ‫) (‬ ‫التكلم 1 . فهو انعكاس ـ كما يذكر ميشال زكريا 2 ـ للكفاية اللغوية، فيه بعض النحرافات عن قوانين‬ ‫اللغة، وبإمكانه أن يكشفها في أدائه بناء على معرفته الضمنية بقواعد اللغة، أي بالعودة إلى كفايته‬ ‫اللغوية بالذات. ومن هنا وجدت البنية العميقة والبنية السطحية، وحجة تشومسكي في ذلك أنه من‬ ‫المسـتحيل التيان بقواعـد تطابـق أو تماثـل كفايـة المتحدث الصـلي للغـة فـي علقات المعنـى بالنظـر‬ ‫) (‬ ‫فقط إلى البنية السطحية للجمل، أي الترتيب الذي تظهر به الكلمات في الجملة 3 .‬ ‫القدرة والمعرفة‬ ‫الضمنية بقواعد اللغة الداء )الستعمال الني للغة(.‬ ‫هي‬ ‫أما ليفاندومسكي فقد طرح الكفاية على أنها "نظام من القواعد والمبادئ التي تمثل تمثيل عقليا،‬ ‫والتي تمكن المتكلم من فهم جمل حية، وتمكن الجمل من التعبير عن أفكاره؛ إذ ترتبط الصوات‬ ‫بالدللت. وينتمي إلى كفاية المتكلم النحوية قدراته التركيبية والدللية والفونولوجية، التي تقضي‬ ‫بتطابق التعبيرات مع ما تعبر عنه في لغته بعينها، كما تضم الحكام عن حسن السبك الشكلي‬ ‫) (‬ ‫والدللي، ومرجعية التعبيرات، والتماثل الدللي، والتعدد الدللي، ودرجة النحراف" 4 ، مبينا أن هذا‬ ‫النظام الذي يمثل الكفاية متمثّل في بنية العقل ويظهر بالنجاز. وهذا يدعو إلى القول إن الكفاية‬ ‫معرفة ضمنية باللغة، والداء استعمال اللغة في مواقف ملموسة. وكذلك الكفاية معرفة مكتسبة،‬ ‫والداء فعل كلمي متحقق. وهذا يعني أيضا أن الداء هو طريق الوصول إلى الكفاية؛ فل تدرك‬ ‫)١١( زكريا، ميشال ، العقل واللغة في النظرية اللسنية التوليدية التحويلية، مجلة الثقافة النفسية، العدد التاسع،‬ ‫1‬ ‫المجلد الثالث، ٢٩٩١م، ص ٧٥١.‬ ‫)١( السابق، ص ٧٥١.‬ ‫2‬ ‫)٢( وترى جودت جرين أن موقف تشومسكي كان يتذبذب بين تعريفين للكفاية، كان التعريف الول أضعف وأكثر‬ ‫3‬ ‫حيادا من الثاني، حيث يقول إن النحو التحويلي يقدم أفضل تحليل للغة، وعلى الرغم من إمكانية اختبار هذا‬ ‫التعريف تجريبيا لمعرفة ما إذا كان يستطيع تفسير بيانات المتكلم اللغوية وحدسه إل أنه معفًى أو محصّن من‬ ‫تقديم دليل أو إثبات عن الكيفية التي يعالج بها المتكلم اللغة، وكان التعريف الثاني أقوى من الول، حيث يقول إن‬ ‫النحو التحويلي هو جزء من الداة الذهنية الحقيقية الموجودة في ذهن النسان والتي يستخدمها لنتاج اللغة‬ ‫وفهمها. جرين، جودث ، التفكير واللغة، ترجمة، عبد الرحمن عبد العزيز العبدان، ط)دار عالم الكتب، الرياض،‬ ‫٠٩٩١م( ص ٤٥١ ص ٦٤١، ص ٣١٢.‬ ‫)٣( العبد، النص والخطاب والتصال ، ص ٣٢.‬ ‫4‬ ‫65‬
  • 9. ‫المجلة الردنية في اللغة العربية وآدابها، المجلد ) ٥ ( العدد ) ١ ( محرم ٠٣٤١ هـ /‬ ‫كانون الثاني ٩٠٠٢ م‬ ‫الكفاية إل بأفعال الداء اللغوي. ومن ثم عُدّت الكفاية بناء افتراضيا مثاليا، في الوقت الذي يكون‬ ‫فيه الداء ناتجا لغويا واقعيا. وهذا التمييز أثار مشكل عويصا بين علماء اللغة وعلماء علم اللغة‬ ‫النفسي، هو مشكل تحديد ماهية الوقائع التي ينبغي أن تؤخذ في الحسبان عند تحديد الكفاية‬ ‫) (‬ ‫والواقعات التي يجب استبعادها، من حيث إنها واقعات غير مناسبة 1 . ولذا ارتبط مفهوم الكفاية‬ ‫بالقدرة قدرة المتكلم على إنتاج عدد غير متناه من الجمل، وارتبط بالمعرفة والقواعد الضمنية،‬ ‫وارتبط بالنظام الذي يمكن المتكلم من فهم جمل حية. إضافة إلى ارتباطات أخرى ستظهر لحقا.‬ ‫ونظر الموسى إلى الكفاية اللغوية من منطلقين: المنطلق الول: أنها" تعني، من جهة، استدخال‬ ‫قواعد اللغة العربية، في نظامها الصوتي، وأنساقها الصرفية، وأنماط نَظْمها الجملي، وأنحاء أعاريبها،‬ ‫ودللت ألفاظها ووجوه استعمالها، وأساليبها في البيان، وأحكام رَسْمها الكتابي، وهي تعني، من‬ ‫) (‬ ‫جهة أخرى، القدرة على تركيب عدد غير محدود من الجُمَل بالعربية وفقا لتلك القواعد" 2 . والمنطلق‬ ‫الثاني: أنها" قدرة تواصلية تتجلى في وجوه الداء الوظيفي للغة، وتتمظهر في القراءة بالعربية‬ ‫قراءة جهرية، جارية على وفق القواعد المتقدمة، شفافة عن مُتباينات المعاني، تَنْأى عن الرتابة،‬ ‫وتُتَبيّن في قراءة صامتة لمّاحة، واستماع متيقظ، وتعبير شفوي رشيق طبيعيّ عفوي مُقنع، وتعبير‬ ‫) (‬ ‫كتابي مُوافق للمقام مستقيم على قواعد العربية جميعا" 3 . إضافة إلى القدرة على استعمال‬ ‫المعجم بأنواعه لتحقيق الدللت وضبط البنية، والتحقيق... وبهذا نجد الموسى قد أعطى الكفاية‬ ‫اللغوية بعدا مراسيا وبعدا تمثليا، يلتقيان في تحقيق الوظيفة التصالية للغة. ولم يكتف بذلك بل بين‬ ‫الدواعي والليات الكفيلة لتحقيق أبعاد الكفاية المنشودة على المستوى الفردي ومستوى الجامعات،‬ ‫وعرض لشرح مفهومها وتطبيقاتها في اللسانيات التربوية، وآليات توظيفها، وذكر الموسى كذلك أن‬ ‫) (‬ ‫بنية المعيار تصدر في أبعاد خمسة 4 ، هي:‬ ‫1.البعد الول: الستفادة من علم اللسان الحديث؛ وذلك بالنظر إلى اللغة من حيث هي نظام‬ ‫يأتلف من مستويات متكاملة مترابطة ترابطا عضويا.‬ ‫2. البعد الثاني: الستفادة من علم اللسان التربوي؛ وذلك بالنظر إلى اللغة من حيث هي أداة‬ ‫للتواصل.‬ ‫3. البعد الثالث: المطلب المنهجي الذي يقوم على حفز المتعلم على طلب المعرفة من‬ ‫مصادرها المختلفة.‬ ‫)٤( السابق، ص ٧٢.‬ ‫1‬ ‫.‬ ‫)١( الموسى، نهاد، الساليب في تعليم اللغة العربية، ص ٣٢١‬ ‫2‬ ‫)٢( السابق ، ص ٤٢١.‬ ‫3‬ ‫)٣( السابق ، ص ٦٢١، ٧٢١.‬ ‫4‬ ‫75‬
  • 10. ‫مصطلح الكفاية وتداخل المفهوم في اللسانيات التطبيقية‬ ‫خالد بسندي‬ ‫4. البعد الرابع: المطلب التطبيقي الذي يقوم على توظيف الحصيلة اللغوية في مسائل تقتضي‬ ‫فطانة عقلية خاصة.‬ ‫5.البعد الخامس: استثمار المكانات الكامنة لدى بعض الطلب الذين يدخرون ملكات‬ ‫إبداعية"إنشائية". وبذلك تمكن الموسى بطريقة وظيفية أن يخرج الكفاية من إطارها‬ ‫) (‬ ‫الذهني إلى الواقع الدائي 1 . وبين وجوه تطبيقها في تعليم العربية.‬ ‫١ - ٣ في الدراسات التربوية والنفسي ة:‬ ‫تعد الكفاية مفهوما جديدا، سواء أكان ذلك في علم النفس أم في علم التربية، المر الذي جعل‬ ‫) (‬ ‫العلماء 2 يتحدثون في تناولهم الكفاية عن الستعدادات أو المكانات أو الميول أو سمات الشخصية‬ ‫كونها تمثل الخصائص النفسية التي تميز الفراد. مع أن مفهوم الكفاية يتداخل مع اللسانيات نظرا‬ ‫للحديث عن المعارف عند المتكلم، وتمكنه من إنتاج عدد ل نهائي من الجمل فضل على فهمها، ولذا‬ ‫) (‬ ‫أصبح مفهوم الكفاية أقرب إلى علم اللغة النفسي 3 . ومن هنا عُرّفت الكفاية على أنها استعداد لقوة‬ ‫القيام ببعض الفعال، نحو: كفاية إدارة ما، والتي تمارس في حدود القانون، وهي معرفة حسن‬ ‫) (‬ ‫التصرف. فأقام غريب 4 تعريفه الكفاية على مفهوم الستعداد، وهو مفهوم سيكولوجي، معطيا إياه‬ ‫بعد القوة، فهو استعداد لقوة القيام، ل استعداد فقط للقيام، وهنا إشارة إلى مستوى من مستويات‬ ‫الكفاية التي هي استعداد عنده، ولكن ما الستعداد الذي يريد؟ هل هو الستعداد الفطري؟ أو‬ ‫الستعداد الجسمي أو عن أي نوع من الستعداد يتحدث؟ فقد يوجد الستعداد الذاتي للقيام بالعمل‬ ‫ولكن ل يستطيع القيام به فهل هذه كفاية؟ والمعروف أن الستعداد هو قدرة في حالة كمون كما‬ ‫) (‬ ‫سيأتي 5 . أما الدريج فيشير إلى أن الكفايات"قدرات مكتسبة تسمح بالسلوك والعمل في سياق‬ ‫معين، ويتكون محتواها من معارف ومهارات وقدرات واتجاهات مندمجة بشكل مركب، كما يقوم‬ ‫)6(‬ ‫الفرد الذي اكتسبها بإثارتها وتجنيدها وتوظيفها قصد مواجهة مشكلة ما وحلها في وضعية محددة"‬ ‫فهي عنده ليست قدرة بل قدرات، وليست قدرات فطرية بل مكتسبة متعلمة، يظهر أثرها بسلوك‬ ‫الفرد وقيامه بالعمل، وهنا ربط بشيء منجز دون إشارة منه لمدى السماح الذي تسمح به هذه‬ ‫القدرة للقيام بالعمل ونسبة ذلك، ثم بعدها نجده يداخل في محتوى الكفاية بين المفاهيم،‬ ‫)٤( وصف الموسى مكونات البنية الهيكلية لمعيار الكفاية اللغوية، ووضع معالم نموذج مقترح له في العربية، ثم‬ ‫1‬ ‫أفرد فصل في تقويم الكفاية اللغوية في العربية"العلج" مع التطبيق لـ"قراءة النص العربي" الموسى، نهاد،‬ ‫الساليب في تعليم اللغة العربي ة، ص ٩٢١، ٦٣١، ٣٦١- ١٨١.‬ ‫)٥( الدريج، محمد، التدريس الهادف، ط ١)دار الكتاب الجامعي، العين ـ المارات، ٤٠٠٢م( ، ص ٧٨٢.‬ ‫2‬ ‫)٦( ويشير الدريج إلى أنه أقرب لعلم النفس اللغوي، ينظر: الدريج، التدريس الهادف، ص ٧٨٢.‬ ‫3‬ ‫)٧( غريب، عبد الكريم، بيداغوجيا الكفايات، ط ٥ )منشورات عالم التربية،المغرب،٤٠٠٢( ، ص ٩٧.‬ ‫4‬ ‫)١( الكنبور،رشيد، المقارب ة بالكفايات، مقال على النترنت،< >‪http://marocsite.net/Loutati/666.html‬‬ ‫5‬ ‫)٢( الدريج، التدريس الهادف، ص ٣٨٢.‬ ‫6‬ ‫85‬
  • 11. ‫المجلة الردنية في اللغة العربية وآدابها، المجلد ) ٥ ( العدد ) ١ ( محرم ٠٣٤١ هـ /‬ ‫كانون الثاني ٩٠٠٢ م‬ ‫فأصبحت الكفاية قدرة تحتوي معرفة ومهارة وقدرة واتجاها، أو قل تحتوي معارف ومهارات‬ ‫وقدرات واتجاهات، فما هي القدرة التي تحتوي قدرة؟ فربما كان المقصود بالقدرة درجة‬ ‫الستطاعة التي يمتلكها الفرد لستثمار جملة المعارف والمهارات والمكانات لحل أمر ما. وتعريفه‬ ‫هـذا ينسجم مع رؤية علم النفس اللغوي، الذي مجاله السلوك اللغوي، ومحوراه الساسيان:‬ ‫الكتساب والداء اللغويان، وتجمعهما النظمة المعرفية عند الفرد.‬ ‫تُشَكّل في مجملها‬ ‫تتكون من‬ ‫معارف،‬ ‫مهارات،‬ ‫) (‬ ‫كما عرّفت الكفاية بأنها"إمكانية غير مرئية تتضمن عددا من النجازات أو الداءات" 1 . وهذا يشير‬ ‫إلى عدم إمكانية قياسها إل بالنجاز أو الداء، فالكفاية إمكانية داخلية غير مشاهدة، ولكن إنجازتها‬ ‫هي المشاهدة، ولذا يظهر مدى ارتباط الكفاية بالداء والنجاز.‬ ‫وعرفت الكفاية بأنها "القواعد التي يمتلكها الشخص من لغته وهي إما قوالب وقدرات فطرية يولد‬ ‫الشخص مزودا بها أو قواعد صوتية ونحوية اكتسبها باحتكاكه بأفراد مجتمع كلمي معين. واستخدام‬ ‫) (‬ ‫القدرة اللغوية في موقف معين بواسطة متكلم معين" 2 .‬ ‫فالكفاية هنا أخذت بعدين: بعد فطري يمتلكه متكلم اللغة، وبعد عملي مكتسب يمتلكه الفرد‬ ‫نتيجة التعلم والحتكاك بغيره، ولهذا قرن هذه القواعد باللغة، فأخذت الكفاية بعدا تواصليا، يتحقق‬ ‫في استخدام المتكلم هذه القواعد في مواقف معينة.‬ ‫أما جيلي فالكفاية عنده" نظام من المعارف المفاهيمية )الذهنية والمهارية العملية( التي تنتظم‬ ‫في خطاطات إجرائية تمكن في إطار فئة من الوضعيات من التعرف على المهمة ـ الشكالية ـ وحلها‬ ‫) (‬ ‫بنشاط وفعالية" 3 . وهنا جمع بين المستوى الذهني والمستوى المهاري اللذين ينتظمان ويتداخلن‬ ‫ليخرجا إجراءات عملية لحل المشكلة محددا مستوى هذه الجراءات بالنشاط الفاعلية، ومن جهة‬ ‫أخرى غدت الكفاية نظاما، ويقصد منظومة من المعارف المتنوعة التي يمتلكها متكلم اللغة.‬ ‫)٣( السابق، ص ٧٨٢.‬ ‫1‬ ‫)١( السابق، ص ٨٨٢.‬ ‫2‬ ‫)٢( الدريج، التدريس الهادف، ص ٥٩٢.‬ ‫3‬ ‫95‬
  • 12. ‫مصطلح الكفاية وتداخل المفهوم في اللسانيات التطبيقية‬ ‫خالد بسندي‬ ‫أما فليب بيرنو فقد أدخل في تعريفها عبارة الموارد المعرفية، يقول إن الكفاية هي:"القدرة‬ ‫على تعبئة مجموعة من الموارد العرفية)معارف، قدرات، معلومات...(بغية مواجهة جملة من‬ ‫) (‬ ‫الوضعيات بشكل ملئم وفعال" 1 . وهنا نقف عند مصطلح القدرة الذي يعني الستطاعة استطاعة‬ ‫الفرد أن يستثمر موارده المعرفية المختلفة من معارف ومقدرات ومعلومات لمواجهة ما يعترضه.‬ ‫) (‬ ‫وقريب منه تعريف حمداوي 2 الذي يبين فيه أن الكفاية مجموعة من القدرات والمهارات والمعارف‬ ‫يتسلح بها التلميذ لمواجهة مجموعة من الوضعيات والعوائق والمشاكل التي تستوجب إيجاد الحلول‬ ‫الناجعة لها بشكل ملئم وفعال ويعرفها أيضا بأنها"قدرة الشخص على تفعيل موارد معرفية مختلفة‬ ‫) (‬ ‫لمواجهة نوع محدد من الوضعيات" 3 فقد ربط الكفاية بالقدرة التي تعني أيضا استطاعة الشخص‬ ‫الستفادة من الموارد المعرفية المختلفة، لكنه هنا أبرز جانب التركيز لنجاز نوع محدد من‬ ‫الوضعيات. إضافة إلى الجانب النفعي الذي يظهر في قوله"تفعيل الموارد"، ولكن ما زال السؤال‬ ‫يطرح نفسه ما هذه القدرة التي تمكن الفرد من تفعيل الموارد لنجاز عمل ما؟ وما نسبتها؟ من‬ ‫أجل أن نصل إلى الحكم على الفرد بامتلكه الكفاية.‬ ‫وهناك تعريفات إجرائية تعليمية تنطلق من المنهج الذي يمثله صاحبه، فإذا كان تربويا أدخل‬ ‫التلميذ في التعريف، بحيث تبين مدى استطاعة التلميذ الستفادة من معارفه السابقة سواء أكانت‬ ‫ذهنية أو مكتسبة في مواجهة الوضعيات بغية حلها. ويبدو من هذا أن مفهوم الكفاية يتسم بالليونة‬ ‫مما يجعله يشمل المعارف والمهارات، ويُمَكّن من التصرف أمام مجموعة من الوضعيات، وحل‬ ‫المشكلت والتكيف مع أية وضعية جديدة أو معقدة،لنجاز مختلف المهمات. وهذا المفهوم لم يعد‬ ‫يقوم على تلقين المعارف وحصرها بالمعلم، بل أصبح يجعل المتعلم في قلب الهتمام، ويمكنه من‬ ‫) (‬ ‫استثمار فاعليته في مختلف الوضعيات الملموسة 4 . ويتداخل هذا المفهوم مع ما نص عليه اللسانيون‬ ‫في بيانهم مصطلح الكفاية. فما هي إل البطانة الداخلية للنجاز ونموذج مستبطن ومكتسب وغير‬ ‫مرئي ول يلحظ إل بإنجازات وسلوكات مؤشرة، أما النجاز فيعبر عن الكفاية في وضعية خاصة‬ ‫تنتمي إلى هذه الفئة، ويمكن استعمال مصطلح المهمة أو النتيجة للدللة على النجاز والداء، من‬ ‫ذلك أن التلميذ يقدر على تنفيذ صندوق أو مجسم ما من لوحات خشبية، فهذه كفايته، ويتم النجاز‬ ‫)5(‬ ‫ببناء صندوق خشبي حسب مقاسات معينة، باستعمال أدوات يدوية مع توفر لوحات خشبية ملئمة .‬ ‫ولذا اتسع مفهوم الكفاية فارتبط بالستعداد الستعداد لقوة القيام، وارتبط بالقدرات المكتسبة التي‬ ‫تسمح بالسلوك، وارتبط بالمكانية غير المرئية، وارتبط بالمعارف المفاهيمية، وارتبط بالبعد الفطري‬ ‫)٣( بيرنو، فليب، الكفايات في التدريس بين التنظير والممارسة ، تعريب، محمد العمارتي والبشير‬ ‫1‬ ‫اليعكوبي، ط ١)مطبعة أكدال، الرباط،٤٠٠٢م( ص ١٤.‬ ‫)٤( حمداوي،جميل، الكفايات والوضعيات في مجال التربية والتعليم، محطة رأي وفكر وفلسفة،‬ ‫2‬ ‫٩٢/أغسطس/٦٠٠٢م(< ‪> http://marocsite.net/Loutati/45l‬‬ ‫)٥( السابق، الصفحة الخامسة.‬ ‫3‬ ‫)٦( الكنبور، المقارب ة بالكفايات، مقال على النترنت،< >‪ http://marocsite.net/Loutati/666.html‬الصفحة‬ ‫4‬ ‫الرابعة.‬ ‫)١( الدريج، التدريس الهادف، ص ٨١٣.‬ ‫5‬ ‫06‬
  • 13. ‫المجلة الردنية في اللغة العربية وآدابها، المجلد ) ٥ ( العدد ) ١ ( محرم ٠٣٤١ هـ /‬ ‫كانون الثاني ٩٠٠٢ م‬ ‫للقدرات والقواعد والبعد العملي. فما الرابط بين هذه المفاهيم التي هي في حقيقتها مؤشرات‬ ‫للمفهوم العام للكفاية؟ وهل هي على سبيل الترادف؟‬ ‫٢ - الكفاية والمفاهيم المجاورة:‬ ‫ارتبط مصطلح الكفاية بمفاهيم مجاورة، هي: الستعداد، القدرة، الملكة، المهارة، الداء‬ ‫والنجاز الكلمي.‬ ‫٢ - ١ الستعداد‬ ‫يرتبط مفهوم الستعداد عادة بالقدرة ويرتبطان بالكفاية للقيام بفعل معين. لكن الختلف‬ ‫) (‬ ‫يكمن - كما يذكر الكنبور 1 - في كون القدرة مكتسبة من المحيط الخارجي ومرتبطة بإمكانية النجاح‬ ‫في عمل أو مهارة أي قابلة للملحظة في السلوك، في الوقت الذي يكون فيه الستعداد والكفاية‬ ‫داخليا أي فطريا، كما يكون مرتبطا بالظروف التي يخضع لها الفرد. فالستعداد هو قدرة في حالة‬ ‫كمون. وعند انتقال القدرة من حالة الكمون إلى حالة الظهور تسمى مهارة. فالمهارة قدرة إجرائية‬ ‫) (‬ ‫تبرهن على إتقان الفعل المعرفي 2 .‬ ‫٢ - ٢ القدرة:‬ ‫ربط ابن منظور القُدرَة بـ"القَدْر بتسكين الدال، يقول"والقدْرُ والقُدرَةُ والمِقْدَار: القُوّة... والقتدار‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫)3(‬ ‫على الشيء"، "والقدرة مصدر قولك: قَدَرَ على الشيء قُدرَة أي مَلَكَه فهو قادر وقدير..." وبما أن‬ ‫ْ‬ ‫القدرة مصدر"قَدَرَ" فقد ورد في معنى "قَدَرَ" في حديث عثمان رضي ا عنه "إن الذّكاة في الحَلقِ‬ ‫) (‬ ‫واللّبّة لمَن قَدَرَ" أي لمن أمكنه الذبْح فيهما" 4 . فالقدرة في المعاجم اللغوية ترتبط دللتها بالقوة،‬ ‫والقتدار على الشيء، وبإمكانية فعل الشيء. ومن هنا نقول بأن القدرة الواردة في تعاريف‬ ‫) (‬ ‫الكفاية تحتمل هذه المعاني. وأرى إمكانية إضافة معنى آخر أورده الخفش 5 في توضيحه‬ ‫معنى)قدره( في قوله تعالى﴿على الموسع قدره﴾ يقول:"أي طاقته". فقدرة الشخص في نظري‬ ‫هي طاقته. أما القدرة من المنظور التربوي فهي "تنمية نوع من السلوك وبلورة مواقف فكرية‬ ‫ووجدانية معينة وهي مفهوم افتراضي غير قابل للملحظة يدل على تنظيم داخلي لدى الفرد)التلميذ(‬ ‫ينمو عبر عملية التكوين وبالتفاعل بين العمليات العقلية وأساليب السلوك، الذي تخلقه النشطة‬ ‫) (‬ ‫التكوينية، انطلقا من توظيف معارف ومضامين معينة" 6 وهي بهذا المفهوم تقترب من الكفاية في‬ ‫) (‬ ‫عدم قابليتها للملحظة، وقد ربطها الدريج 7 على المستوى البيداغوجي بالمراقي الفتراضية التي‬ ‫1)٢( الكنبور، المقارب ة بالكفايات، مقال على النترنت،< >‪ http://marocsite.net/Loutati/666.html‬الصفحة‬ ‫الخامسة.‬ ‫2)٣( السابق، الصفحة السادسة.‬ ‫3)٤( ابن منظور، لسان العرب ، ط ٣)دار إحياء التراث، بيروت، ٩٩٩١م( مادة )قدر(.‬ ‫4)٥( النيسابوري، مسلم بن الحجاج، صحيح مسلم، ٦٥٨/٢.‬ ‫5)٦( ابن منظور، لسان العرب ، ط ٣)دار إحياء التراث، بيروت، ٩٩٩١م( مادة )قدر(.‬ ‫6)٧( نشرة التصـال الخاص بالبرنامـج الوطنـي للتربيـة على حقوق النسـان، خاص بمنهاج التربيـة على حقوق النسـان،‬ ‫العدد)١ ـ ٢( مطابع ميثاق المغرب، مارس، يونيو ٨٩٩١م، ص ٠١.‬ ‫7)١( الدريج، التدريس الهادف، ص ٤١٣ـ ٥١٣.‬ ‫16‬
  • 14. ‫مصطلح الكفاية وتداخل المفهوم في اللسانيات التطبيقية‬ ‫خالد بسندي‬ ‫تسهل وضع أنشطة منسجمة ومتوافقة، وتسمح بتحديد المحاور التي سيعمل المدرسون وفقا على‬ ‫تدريس ممنهج. ومن ناحية إجرائية هي بمنزلة أهداف قريبة أو متوسطة المدى، تقترب في مستوى‬ ‫عموميتها من الهداف في المجالت الثلثة: المجال المعرفي، والمجال الحس حركي، والمجال‬ ‫) (‬ ‫الوجداني 1 . أما الكفايات فهي أهداف بعيدة المدى لمخطط تعليمي أو تكويني، تنحل إلى قدرات،‬ ‫وهي أعم وأشمل، وتتضمن عددا من القدرات التي تتألف داخليا لتشكل وحدة غير مرئية تعمل‬ ‫داخل النسان وبإرادته وتمكنه من النجاز وحل إشكالت في وضعيات مختلفة.‬ ‫٢ - ٣ الملك ة:‬ ‫ارتبطت الملكة بمعنى الصنع، فيقال: فلن حَسَن المَلَكَة إذا كان حسن الصنع، يُحْسن معاملة‬ ‫) (‬ ‫خدمه وحشمه 2 . وهي"صفة راسخة في النفس أو استعداد عقليّ خاصّ لتناول أعمال معينة بحذق‬ ‫) (‬ ‫ومهارة، مثل الملكة العددية، والملكة اللغوية" 3 . وهي بهذا التعريف قد جمعت عددا من المفاهيم:‬ ‫)الملكة = الستعداد = الكفاية = المعرفة( وهذه نفسها مقابلت للكفاية التي هي قدرة كما أن‬ ‫) (‬ ‫) (‬ ‫الملكة قدرة فطرية أو مكتسبة 4 على أداء فعل ما، أو أعمال معينة بحذق ومهارة 5 . ويلتقي كذلك‬ ‫) (‬ ‫تعريف الكفاية بأنه قدرات شتى مع الملكة التي هي أيضا "قدرات شتى" 6 فل تكون ملكات إل بقدر‬ ‫) (‬ ‫ما تستحوذ الستطاعة الشخصية عليها وتقودها 7 . وتُعْرَف كذلك الكفاية بالداء والنجاز، وبهذا تلتقي‬ ‫) (‬ ‫مع الملكة التي هي" المبدأ القريب أو المباشر للعمليات الذهنية" 8 وهو مبدأ)النا( – كما يذكر‬ ‫) (‬ ‫المحاسنة 9 – الذي ينفذ العمليات، فكما أن المبدأ القريب الذي ينجز بوساطة العمليات الفسيولوجية‬ ‫) (‬ ‫هو العضو؛ فإن المبدأ القريب الذي ينجز بوساطته العلميات الذهنية هو الملكة 01 .‬ ‫)٢( الكنبور، المقاربة بالكفايات، مقال على النترنت،< >‪http://marocsite.net/Loutati/666.html‬‬ ‫1‬ ‫)٣( إبراهيم مصطفى وآخرون، المعجم الوسيط، المكتبة السلمية، مادة) ملك(.‬ ‫2‬ ‫)٤( السابق، مادة) ملك(.‬ ‫3‬ ‫)٥( الحلو، عبده، معجم المصطلحات الفلسفي ة،ط ١)مكتبة لبنان، بيروت، ٤٩٩١م(ص ٤٦.‬ ‫4‬ ‫)٦( عبد الخالق، أحمد، معجم ألفاظ الشخصي ة، ط ١)مجلس النشر الجامعي، جامعة الكويت، الكويت، ٠٠٠٢م(‬ ‫5‬ ‫ص ٢٥٥.‬ ‫) ٧ ( مؤسسة للند الفلسفية، ترجمة، خليل أحمد خليل، ط)منشورات عويدات، بيروت، د.ت(٤٠٤/١.‬ ‫6‬ ‫)٨( المحاسنة، فايز، الملكة اللغوي ة عند ابن خلدون، المجلة الردنية في اللغة العربية وآدابها، المجلد الثالث،‬ ‫7‬ ‫العدد الثالث، سنة ٨٢٤١هـ/ ٧٠٠٢م، ص ٣٣١.‬ ‫)٩( دونسيل، جي، ف ، علم النفس ، ترجمة، سعيد الحكيم، ط ١)دار الشؤون الثقافية، بغداد، ٦٨٩١م( ص ٤٧.‬ ‫8‬ ‫)٠١( المحاسنة، فايز، الملكة اللغوي ة عند ابن خلدون،ص ٥٣١.‬ ‫9‬ ‫)١١( دونسيل، جي، ف ، علم النفس ، ص ٤٧.‬ ‫01‬ ‫26‬
  • 15. ‫المجلة الردنية في اللغة العربية وآدابها، المجلد ) ٥ ( العدد ) ١ ( محرم ٠٣٤١ هـ /‬ ‫كانون الثاني ٩٠٠٢ م‬ ‫) (‬ ‫) (‬ ‫ومن هنا ربط محمد العبد 1 الملكة اللسانية 2 التي ذكرها ابن خلدون بالكفاية عند تشومسكي،‬ ‫ورأى أنها صالحة لتكون المقابل العربي لهذا المفهوم. فما الملكة اللسانية عند ابن خلدون إل‬ ‫المعرفة التي اكتسبها متكلم اللغة السليقي عن لغته كلما وفهما؛ فالحروف والحركات والهيئات لم‬ ‫) (‬ ‫يتكلفها العرب؛"إنما هي ملكة في ألسنتهم، يأخذها الخر عن الول" 3 ، وظهر هذا بقول ابن خلدون:‬ ‫إن"المتكلم من العرب حين كانت ملكته اللغة العربية موجودة فيهم، يسمع كلم آل جيله وأساليبهم‬ ‫في مخاطباتهم وكيفية تعبيرهم عن مقاصدهم، كما يسمع الصبي استعمال المفردات في معانيها،‬ ‫فيلقنها أول، ثم يسمع التراكيب بعدها، فيلقنها كذلك، ثم ل يزال سماعهم لذلك يتجدد في كل لحظة‬ ‫) (‬ ‫ومن كل متكلم، واستعماله يتكرر، إلى أن يصير ذلك ملكة وصفة راسخة ويكون كأحدهم" 4 .‬ ‫) (‬ ‫وتكتسب اللغة عنده بالطرق التالية:أ- السمع: وهو أبو الملكات اللسانية 5 .ب- التعليم: ووجهه الحفظ‬ ‫من كلم العرب حتى يرتسم في خياله المنوال الذي نسجوا عليه تراكيبهم، فينسج هو عليه، ويتنزل‬ ‫بذلك منزلة من نشأ منهم وخالط عباراتهم في كلمهم حتى حصلت له الملكة المستقرة في العبارة‬ ‫) (‬ ‫) (‬ ‫عن المقاصد على نحو كلمهم 6 . ج-وكثرة الحفظ تزيد صاحب الحفظ رسوخا وقوة 7 . ول تحصل‬ ‫) (‬ ‫الملكة من حفظ كلم العرب إل بعد فهمه 8 .د-الممارسة: فالملكة إنما تحصل بممارسة كلم العرب‬ ‫) (‬ ‫وتكرره على السمع والتفطن لخواص تركيبه 9 . ومن هنا نجد أن الملكة = القدرة = الكفاية. ويلتقي‬ ‫عندها مفهوم الملكة اللغوية مع مبدأين أساسيين، هما: مبدأ العلم أو المعرفة، ومبدأ القدرة أو‬ ‫الستطاعة، وبينهما من التفاعل مثل ما بين الدراك والتعبير. ول غرو أن يكون الربط بين الكفاية‬ ‫والملكة، فالكفاية قدرة والملكة كذلك قدرة، ول تقاسان إل بالداء والنجاز، ول تصلن إلى درجة‬ ‫الصفة الراسخة، الصفة الفطرية إل بعد أن تستولي عليهما النفس وتستبد بهما. وبهذا يلتقي مفهوم‬ ‫الكفاية مع مفهوم الملكة، ويلتقيان مع مفهوم القدرة والستطاعة وارتباطهما بالداء والنجاز.‬ ‫٢ - ٤ المهارة:‬ ‫تعد المهارة هدفا"من أهداف التعليم يشمل كفاءات المتعلمين وقدراتهم على أداء مهام معينة‬ ‫بكيفية دقيقة أو متناسقة أو ناجعة ... ويترجم هذا الداء درجة التحكم في أهداف مهارية مثل‬ ‫)٢١( العبد، النص والخطاب والتصال، ص ٨٣ ـ ٤٤.‬ ‫1‬ ‫)٣١( ينظر في مفهوم الملكة اللسانية عند ابن خلدون وربطها بالملكة اللغوية والمواضعة والصناعة والمعرفة‬ ‫2‬ ‫اللغوية والمهارة والكتساب: عيد، محمد، الملكة اللسانية في نظر ابن خلون، ط)عالم الكتب، القاهرة، ٩٧٩١م(. و‬ ‫زكريا، ميشال، الملكة اللسانية في مقدمة ابن خلدون، ط)المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر، بيروت، ٦٨٩١م(. و‬ ‫المحاسنة، فايز، الملكة اللغوية عند ابن خلدون، المجلة الردنية في اللغة العربية وآدابها، المجلد الثالث، العدد‬ ‫الثالث، سنة ٨٢٤١هـ/ ٧٠٠٢م، ص ٣٣١.‬ ‫)١( ابن خلدون، المقدمة، مراجعة لجنة من العلماء، ط)المكتبة التجارية الكبرى، القاهرة،( ٦٤٥/١.‬ ‫3‬ ‫)٢( السابق ، ٤٥٥/١ ـ ٥٥٥.‬ ‫4‬ ‫)٣( السابق، ٦٤٥/١.‬ ‫5‬ ‫6)٤( السابق ، ١٦٥/١‬ ‫)٥( السابق ، ٩٥٥/١.‬ ‫7‬ ‫8)٦( السابق،٣٥٥/١.‬ ‫)٧( السابق ، ٢٦٥/١.‬ ‫9‬ ‫36‬
  • 16. ‫مصطلح الكفاية وتداخل المفهوم في اللسانيات التطبيقية‬ ‫خالد بسندي‬ ‫) (‬ ‫مهارات القراءة ... " 1 . والمهارة هي الداء الذي يقوم به المتعلم، فهي قدرة إجرائية وهي مقيسة،‬ ‫تظهر في سلوك الفرد، نحو: مهارة القراءة أو الكتابة، الحساب...‬ ‫وهذه المفاهيم تقاس بالنشاطات التي تعد مجموعة من الداءات والنجازات المركبة، ولذا‬ ‫هناك علئق دللية بين الكفاية والمفاهيم المجاورة من جهة والداء والنجاز وهو الجانب المتحقق‬ ‫بالنشطة من جهة أخرى.‬ ‫٣ - أنواع الكفايا ت:‬ ‫صـنفت الكفايات وفـق مناهـج أصـحابها، فكان هناك الكفايات الذاتيـة المرتبطـة بتنميـة الذات، بغيـة‬ ‫تنميـة شخصـية المتعلم، والكفايات الجتماعيـة القابلة للسـتثمار فـي التحول الجتماعـي؛ لتلبيـة حاجات‬ ‫التنمية الجتمـاعية للبلد والكفايات القتصادية القابلة للتصريف في القطاعات القتصادية والجتماعية‬ ‫بشكـل يسـهم فـي اندماج المتعلم فـي القطاعات النتاجيـة خدمـة للتنميـة، وممـا ل شـك فيـه أن هذه‬ ‫التصانيف قد فتحت المجال لعدد من التساؤلت حول كيفية تقويم كل صنف من هذه الصناف التي‬ ‫يقترحونهـا على المدرّـسين، وهـل هناك منهجيـة محددة لتقويـم مكتسـبات التلميـذ والقرار بأنهـا تنتمـي‬ ‫لهذا الصنف أو ذاك؟‬ ‫كمـا صـنفت الكفايات حسـب حاجـة المتعلم إلى كفايات أسـاسية: وهـي مجموعـة مـن الهداف‬ ‫الجرائية المندمجة في وضعية تعليمية محددة، وهذه الهداف ليست مجرد أهداف إجرائية بل هي‬ ‫عبارة عـن أنشطـة محددة بشكـل كـبير تقوم على مضاميـن دراسـية، وتنجـز بوسـاطة قدرة ذهنيـة أو‬ ‫حس حركية.‬ ‫) (‬ ‫وهناك أنواع 2 أخرى مـن الكفايات الت ـي ه ـي انعكاس لقي ـم المجتم ـع وغايات ـه، ومنهـا الكفايات‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫التواصلية والثقافية والستراتيجية والتكنولوجية ...‬ ‫٣ - ١ الكفايات التواصلية أو التصالية: إن أول من استعمل هذا المصطلح العالم اللساني‬ ‫) (‬ ‫المريكي"دل هايمز" عندما رأى أن فكرة تشومسكي عن القدرة محدودة غير شاملة 3 ، فالكفاية‬ ‫التواصلية أو التصالية "هي مجموعة القدرات التي تمكن من اكتساب اللغة واستعمالها وتوظيفها‬ ‫) (‬ ‫نطقا وكتابة في مختلف مجالت التواصل" 4 التي تهتم بتنمية التواصل والتمكن من اللغات‬ ‫واستعمالها، وهي التوظيف السليم للغة في وضعيات تواصلية. فالتواصل يقتضي، داخل المؤسسة‬ ‫التعليمية، معرفة القواعد التركيبية والدللية والتداولية والنحوية والصرفية والصوتية للغة المتخاطب‬ ‫بها. فالكفاية هي قدرة على النتاج، لكنها محكومة بالوضع الجتماعي للمتكلم والمتلقي. وترى‬ ‫جودث جرين أن هذه القدرة على استعمال اللغة في التصال اللغوي هي جزء من المعرفة اللغوية‬ ‫)٨( غريب، عبد الكريم، معجم علوم التربية، سلسلة علوم التربية، العدد)٩ ـ ٠١( ط ٣)منشورات عالم التربية،‬ ‫1‬ ‫١٠٠٢م( ص ١٦١.‬ ‫)١( الكنبور، المقارب ة بالكفايات، مقال على النترنت،< >‪ http://marocsite.net/Loutati/666.html‬الصفحة‬ ‫2‬ ‫الخامسة.‬ ‫)٢( براون، دوجلس، أسس تعلم اللغ ة وتعليمها ، ص ٤٤٢.‬ ‫3‬ ‫)٣( رزقي، محمد، منهاج اللغة العربية في التعليم الثانوي، مؤتمر علم اللغة الثاني،دار العلوم ،٤٠٠٢م، دار‬ ‫4‬ ‫الهاني للطباعة، ص ٣٢٨.‬ ‫46‬
  • 17. ‫المجلة الردنية في اللغة العربية وآدابها، المجلد ) ٥ ( العدد ) ١ ( محرم ٠٣٤١ هـ /‬ ‫كانون الثاني ٩٠٠٢ م‬ ‫) (‬ ‫للنسان 1 . وهي التي تحكم استعمالها حسب السياق الذي تجري فيه الظاهرة اللغوية. ويشمل‬ ‫) (‬ ‫تعريف الكفاية التصالية عند "مايكل كانال" و"ميريل سوين" أربع قدرات، هي 2 :‬ ‫•القدرة النحوية وتشتمل على" المعرفة بالوحدات المعجمية وقواعد الصرف والتراكيب‬ ‫ودللة الجملة والصوات" أي أنها تعني السيطرة على الرمز اللغوي وهي تعادل القدرة‬ ‫اللغوية عند هايمز.‬ ‫•قدرة الخطاب، أي القدرة على ربط الجمل لتكوين خطاب ولتشكيل تراكيب ذات معنى‬ ‫في سلسلة متتابعة.‬ ‫•القدرة اللغوية الجتماعية، وهي معرفة القواعد الجتماعية والثقافية للغة وللخطاب،‬ ‫وتقتضي فهم السياق الجتماعي الذي تستخدم فيه اللغة.‬ ‫•القدرة الستراتيجية، وهي عصب فهم عملية التواصل، بل أصبحت مكونا قائما بذاته.‬ ‫وهذه القدرات هي نفسها المكونات التي تشكل الكفاية التواصلية)3(:‬ ‫•المكون اللغوي: معرفة القواعد التركيبية والدللية والتداولية للغة.‬ ‫•المكون الخطابي: وهو مدى معرفة وامتلك مختلف أشكال الخطاب وتنظيمها وفق‬ ‫متطلبات الوضعية التواصلية التي تنتج فيها وتؤول.‬ ‫•المكون المرجعي: معرفة ميادين التجربة ومواضيع العالم والعلقات القائمة بينها.‬ ‫•المكون السوسيوثقافي: معرفة وامتلك القواعد الجتماعية ومعايير التفاعل بين الفراد‬ ‫والمؤسسات ومعرفة التاريخ الثقافي والحضاري والعلقات بين المواضيع الجتماعية.‬ ‫٣ - ٢ الكفايات الثقافية:‬ ‫وهي"حصيلة المعارف والمعلومات التي يكتسبها التلميذ خلل دراسته الثانوية، كما أنها مجموعة‬ ‫القيـم والمبادئ والفلسـفة التـي تعـبر عنهـا هذه المعارف، والتـي يصـل بهـا المتعلم إلى إدراك بعـد‬ ‫) (‬ ‫ثقافتــه، وأصــالتها، وعلقتهــا بالثقافات الخرى" 4 . وتشمــل هذه الكفايات الهويــة الدينيــة والوطنيــة‬ ‫والنسانية والتاريخية، والعمل على تطويرها بإدراك الدور الممكن في المجال البداعي والفني.‬ ‫3.3 الكفايات المنهجيـة وهـي الشاملة" للقدرات العقليـة التـي تسـاعد على الفهـم،‬ ‫والتحليل، والتقويم:‬ ‫وذلك باستعمال مختلف التقنيات المنهجية كالتخطيط، والتنظيم، والتصنيف، والبحث، والستقراء،‬ ‫) (‬ ‫والسـتنباط" 5 ومنهـا أيضـا وجدت الكفايات السـتراتيجية التـي تهتـم بتنميـة الذات، والمواقـف الفرديـة،‬ ‫)٤( جرين، التفكي ر واللغة، ترجمة، عبد الرحمن عبد العزيز العبدان، ط)دار عالم الكتب، الرياض، ٠٩٩١م( ص ٧٠٢.‬ ‫1‬ ‫)٥( براون، دوجلس، أسس تعلم اللغ ة وتعليمها ، ص ٥٤٢- ٦٤٢ .‬ ‫2‬ ‫)٦( اســــــــــليماني،العربــــــــــي، التواصــــــــل التربو ي"ا لســــــــتاذ والتلميــــــــذ نموذجــــــــ ا" ،مقال على النترنــــــــــت،‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫3‬ ‫‪ > <http://www.fikrwanakd.aljabriabed.net/n62_03slimani.htm‬الصفحةالثالثة.‬ ‫)١( رزقي، محمد، منهاج اللغ ة العربي ة في التعليم الثانوي ، ص ٤٢٨.‬ ‫4‬ ‫)٢( السابق ، ص ٤٢٨.‬ ‫5‬ ‫56‬