SlideShare a Scribd company logo

764

•
•
K
kotob arabia
Education
1 of 217
Download to read offline
‫ﻅﺎﻫﺭﺓ ﺍﻟﻜﺘﺎﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻤﻠﺔ ﺍﻟﻭﺭﻗﻴﺔ‬ ‫ﺩﺭﺍﺴﺔ ﻭﺜﺎﺌﻘﻴﺔ ﻭﻤﻴﺩﺍﻨﻴﺔ‬ ‫ﺩﻜﺘﻭﺭ‬ ‫ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻤﻜﺎﻭﻱ‬ ‫ﻤﺩﺭﺱ ﻋﻠﻡ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻉ ﻭﺍﻷﻨﺜﺭﻭﺒﻭﻟﻭﺠﻴﺎ‬ ‫ﻜﻠﻴﺔ ﺍﻵﺩﺍﺏ ـ ﺠﺎﻤﻌﺔ ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ‬ ‫١١٤١ ﻫـ ـ ١٩٩١ ﻡ‬
‫ﻃﺒﻘﺎ ﻟﻘﻮﺍﻧﲔ ﺍﳌﻠﻜﻴﺔ ﺍﻟﻔﻜﺮﻳﺔ‬ ‫א‬ ‫א‬ ‫א‬ ‫.‬ ‫אא‬ ‫א‬ ‫)ﻋـﱪ ﺍﻻﻧﱰﻧـﺖ ﺃﻭ‬ ‫א‬ ‫אא‬ ‫ﻟﻠﻤﻜﺘﺒــﺎﺕ ﺍﻻﻟﻜﱰﻭﻧﻴــﺔ ﺃﻭ ﺍﻷﻗــﺮﺍﺹ ﺍﳌﺪﳎــﺔ ﺃﻭ ﺍﻯ‬ ‫א‬ ‫ﻭﺳﻴﻠﺔ ﺃﺧﺮﻯ (‬ ‫א‬ ‫א‬ ‫.‬ ‫.‬ ‫א א‬
‫ﺒﺴﻡ ﺍﷲ ﺍﻟﺭﺤﻤﻥ ﺍﻟﺭﺤﻴﻡ‬ ‫" ﻗﺎﻟﻭﺍ ﺭﺒﻜﻡ ﺃﻋﻠﻡ ﺒﻤﺎ ﻟﺒﺜﺘﻡ ﻓﺎﺒﻌﺜﻭﺍ ﺃﺤﺩﻜﻡ ﺒﻭﺭﻗﻜﻡ ﻫـﺫﻩ‬ ‫ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺩﻴﻨﺔ ﻓﻠﻴﻨﻅﺭ ﺃﻴﻬﺎ ﺃﺯﻜﻰ ﻁﻌﺎﻤﺎ ﻓﻠﻴﺄﺘﻜﻡ ﺒﺭﺯﻕ ﻤﻨﻪ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﻟﻴﺘﻠﻁﻑ ﻭﻻ ﻴﺸﻌﺭﻥ ﺒﻜﻡ ﺃﺤﺩﺍ ".‬ ‫‪‬‬ ‫ﺼﺩﻕ ﺍﷲ ﺍﻟﻌﻅﻴﻡ‬ ‫) ﺍﻟﻜﻬﻑ، ﺍﻵﻴﺔ ٩١ (‬
‫ﺍﻹﻫﺩﺍﺀ:‬ ‫ﺇﻟﻰ ﺍﺒﻨﺘﻲ ﺃﺴﻤﺎﺀ ﻋل ﺍﻟﻤﻜﺎﻭﻱ‬ ‫ﺍﻟﻁﻔﻠﺔ ﺍﻟﻬﺎﺩﺌﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺜﺎﺭﺕ‬ ‫ﻫﻲ ـ ﻭﻜل ﺍﻷﻁﻔﺎل ـ‬ ‫ﻓﻜﺭﺓ ﻫﺫﻩ‬ ‫ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ‬
‫ﺍﻟﻤﺤﺘﻭﻴﺎﺕ‬ ‫ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ‬ ‫ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻉ‬ ‫ﻤﻘﺩﻤﺔ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ‬ ‫ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻷﻭل:‬ ‫ﻤﻭﻀﻭﻉ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﻭﺃﻁﺭﻩ ﺍﻟﻨﻅﺭﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﻨﻬﺠﻴﺔ‬ ‫ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ:‬ ‫ﺍﻟﻌﻤﻠﺔ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ‬ ‫ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ:‬ ‫ﺍﻟﻜﺘﺎﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻤﻠﺔ ﻭﻋﺎﺩﺍﺕ ﺩﻭﺭﺓ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ‬ ‫ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻟﺭﺍﺒﻊ:‬ ‫ﺍﻟﻜﺘﺎﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻤﻠﺔ ﻭﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‬ ‫ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻟﺨﺎﻤﺱ:‬ ‫ﺍﻟﻜﺘﺎﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻤﻠﺔ ﻭﺒﻌﺽ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺎﺕ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‬ ‫ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ:‬ ‫ﺍﻟﺩﻋﺎﺒﺔ ﺍﻟﻤﺼﺭﻴﺔ ﻭﺍﻟﻜﺘﺎﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻤﻠﺔ‬ ‫ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻟﺜﺎﻤﻥ:‬ ‫ﺍﻟﻜﺘﺎﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻤﻠﺔ: ﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﺤﺎﻟﺔ‬ ‫ﻤﻠﺤﻕ ﺒﺎﻟﻌﺒﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﻜﺘﻭﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻤﻠﺔ‬ ‫ﺃﻫﻡ ﻤﺭﺍﺠﻊ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ‬
‫ﻓﻬﺭﺱ ﺍﻟﺠﺩﺍﻭل‬ ‫ﺹ‬ ‫ﺇﺠﻤـﺎﻟﻲ ﺍﻟﻌﻤـﻼﺕ ﻭﻓﺌﺎﺘﻬـﺎ ﻭﺘﻜﺭﺍﺭﻫـﺎ ٧٤‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ﺠﺩﻭل ﺭﻗﻡ ) ١ (‬ ‫ﻭﺃﻏﺭﺍﺽ ﺍﻟﻜﺘﺎﺒﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ‬ ‫٩٤‬ ‫ﺍﻟﻨﻤﻁ ﺍﻷﻭل ﻤﻥ ﺍﻟﻐﺭﺽ ﺍﻷﻭل‬ ‫ﺠﺩﻭل ﺭﻗﻡ ) ٢ (‬ ‫٤٥‬ ‫ﺍﻟﻨﻤﻁ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ﻤﻥ ﺍﻟﻐﺭﺽ ﺍﻷﻭل‬ ‫ﺠﺩﻭل ﺭﻗﻡ ) ٣ (‬ ‫٧٥‬ ‫ﺍﻟﻨﻤﻁ ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ ﻤﻥ ﺍﻟﻐﺭﺽ ﺍﻷﻭل‬ ‫ﺠﺩﻭل ﺭﻗﻡ ) ٤ (‬ ‫٠٦‬ ‫ﺍﻟﻨﻤﻁ ﺍﻟﺭﺍﺒﻊ ﻤﻥ ﺍﻟﻐﺭﺽ ﺍﻷﻭل‬ ‫ﺠﺩﻭل ﺭﻗﻡ ) ٥ (‬ ‫١٦‬ ‫ﺍﻟﻨﻤﻁ ﺍﻟﺨﺎﻤﺱ ﻤﻥ ﺍﻟﻐﺭﺽ ﺍﻷﻭل‬ ‫ﺠﺩﻭل ﺭﻗﻡ ) ٦ (‬ ‫٣٦‬ ‫ﺍﻟﻨﻤﻁ ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ ﻤﻥ ﺍﻟﻐﺭﺽ ﺍﻷﻭل‬ ‫ﺠﺩﻭل ﺭﻗﻡ ) ٧ (‬ ‫٤٦‬ ‫ﺍﻟﻨﻤﻁ ﺍﻟﺴﺎﺒﻊ ﻤﻥ ﺍﻟﻐﺭﺽ ﺍﻷﻭل‬ ‫ﺠﺩﻭل ﺭﻗﻡ ) ٨ (‬ ‫٧٦‬ ‫ﺍﻟﻨﻤﻁ ﺍﻟﺜﺎﻤﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﻐﺭﺽ ﺍﻷﻭل‬ ‫ﺠﺩﻭل ﺭﻗﻡ ) ٩ (‬ ‫٩٦‬ ‫ﺠﺩﻭل ﺭﻗﻡ ) ٠١ ( ﺍﻟﻨﻤﻁ ﺍﻟﺘﺎﺴﻊ ﻤﻥ ﺍﻟﻐﺭﺽ ﺍﻷﻭل‬ ‫٠٧‬ ‫ﺠﺩﻭل ﺭﻗﻡ ) ١١ ( ﺍﻟﻨﻤﻁ ﺍﻟﻌﺎﺸﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﻐﺭﺽ ﺍﻷﻭل‬ ‫ﺠﺩﻭل ﺭﻗﻡ ) ٢١ ( ﺇﺠﻤﺎﻟﻲ ﺃﻨﻤـﺎﻁ ﺍﻟﻐـﺭﺽ ﺍﻷﻭل ﻭﻨﺴـﺒﻬﺎ ٥٧‬ ‫ﺍﻟﻤﺌﻭﻴﺔ‬ ‫٧٧‬ ‫ﺠﺩﻭل ﺭﻗﻡ ) ٣١ ( ﺇﺠﻤﺎﻟﻲ ﺃﻨﻤﺎﻁ ﺍﻟﻐﺭﺽ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ‬ ‫٩٧‬ ‫ﺠﺩﻭل ﺭﻗﻡ ) ٤١ ( ﺍﻟﻨﻤﻁ ﺍﻷﻭل ﻤﻥ ﺍﻟﻐﺭﺽ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ‬ ‫٢٨‬ ‫ﺠﺩﻭل ﺭﻗﻡ ) ٥١ ( ﺍﻟﻨﻤﻁ ﺍﻟﺭﺍﺒﻊ ﻤﻥ ﺍﻟﻐﺭﺽ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ‬ ‫ﺠﺩﻭل ﺭﻗﻡ ) ٦١ ( ﺇﺠﻤﺎﻟﻲ ﺃﻨﻤﺎﻁ ﺍﻟﻐﺭﺽ ﺍﻟﺜﺎﻟـﺙ ﻭﻨﺴـﺒﻬﺎ ٤٨‬ ‫ﺍﻟﻤﺌﻭﻴﺔ‬ ‫٥٨‬ ‫ﺠﺩﻭل ﺭﻗﻡ ) ٧١ ( ﺍﻟﻨﻤﻁ ﺍﻷﻭل ﻤﻥ ﺍﻟﻐﺭﺽ ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ‬
‫٥٩‬ ‫ﺠﺩﻭل ﺭﻗﻡ ) ٨١ ( ﺇﺠﻤﺎﻟﻲ ﺃﻨﻤﺎﻁ ﺍﻟﻐﺭﺽ ﺍﻟﺭﺍﺒﻊ‬ ‫٦٩‬ ‫ﺠﺩﻭل ﺭﻗﻡ ) ٩١ ( ﺍﻟﻨﻤﻁ ﺍﻷﻭل ﻤﻥ ﺍﻟﻐﺭﺽ ﺍﻟﺭﺍﺒﻊ‬ ‫٢٠١‬ ‫ﺠﺩﻭل ﺭﻗﻡ ) ٠٢ ( ﺇﺠﻤﺎﻟﻲ ﺃﻨﻤﺎﻁ ﺍﻟﻐﺭﺽ ﺍﻟﺨﺎﻤﺱ‬ ‫٨٠١‬ ‫ﺠﺩﻭل ﺭﻗﻡ ) ١٢ ( ﺇﺠﻤﺎﻟﻲ ﺃﻨﻤﺎﻁ ﺍﻟﻐﺭﺽ ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ‬ ‫٩٠١‬ ‫ﺠﺩﻭل ﺭﻗﻡ ) ٢٢ ( ﺍﻟﻨﻤﻁ ﺍﻷﻭل ﻤﻥ ﺍﻟﻐﺭﺽ ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ‬ ‫٠١١‬ ‫ﺠﺩﻭل ﺭﻗﻡ ) ٣٢ ( ﺍﻟﻨﻤﻁ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ﻤﻥ ﺍﻟﻐﺭﺽ ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ‬ ‫٩١١‬ ‫ﺠﺩﻭل ﺭﻗﻡ ) ٤٢ ( ﺇﺠﻤﺎﻟﻲ ﺃﻨﻤﺎﻁ ﺍﻟﻐﺭﺽ ﺍﻟﺴﺎﺒﻊ‬ ‫٩١١‬ ‫ﺠﺩﻭل ﺭﻗﻡ ) ٥٢ ( ﺍﻟﻨﻤﻁ ﺍﻷﻭل ﻤﻥ ﺍﻟﻐﺭﺽ ﺍﻟﺴﺎﺒﻊ‬ ‫٣٢١‬ ‫ﺠﺩﻭل ﺭﻗﻡ ) ٦٢ ( ﺍﻟﻨﻤﻁ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ﻤﻥ ﺍﻟﻐﺭﺽ ﺍﻟﺴﺎﺒﻊ‬ ‫٨٢١‬ ‫ﺠﺩﻭل ﺭﻗﻡ ) ٧٢ ( ﺍﻟﻨﻤﻁ ﺍﻟﺨﺎﻤﺱ ﻤﻥ ﺍﻟﻐﺭﺽ ﺍﻟﺴﺎﺒﻊ‬ ‫٢٣١‬ ‫ﺠﺩﻭل ﺭﻗﻡ ) ٨٢ ( ﺇﺠﻤﺎﻟﻲ ﺘﻜﺭﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﻐﺭﺽ ﺍﻟﺜﺎﻤﻥ‬ ‫٨٣١‬ ‫ﺠﺩﻭل ﺭﻗﻡ ) ٩٢ ( ﺇﺠﻤﺎﻟﻲ ﺘﻜﺭﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﻐﺭﺽ ﺍﻟﺘﺎﺴﻊ‬ ‫٥٤١‬ ‫ﺠﺩﻭل ﺭﻗﻡ ) ٠٣ ( ﺇﺠﻤﺎﻟﻲ ﺃﻨﻤﺎﻁ ﺍﻟﻐﺭﺽ ﺍﻟﻌﺎﺸﺭ‬ ‫٢٥١‬ ‫ﺠﺩﻭل ﺭﻗﻡ ) ١٣ ( ﺇﺠﻤﺎﻟﻲ ﺃﻨﻤﺎﻁ ﺍﻟﻐﺭﺽ ﺍﻟﺤﺎﺩﻱ ﻋﺸﺭ‬ ‫٤٥١‬ ‫ﺠﺩﻭل ﺭﻗﻡ ) ٢٣ ( ﺍﻟﻨﻤﻁ ﺍﻷﻭل ﻤﻥ ﺍﻟﻐﺭﺽ ﺍﻟﺤﺎﺩﻱ ﻋﺸﺭ‬ ‫٥٥١‬ ‫ﺠﺩﻭل ﺭﻗﻡ ) ٣٣ ( ﺍﻟﻨﻤﻁ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ﻤﻥ ﺍﻟﻐﺭﺽ ﺍﻟﺤﺎﺩﻱ ﻋﺸﺭ‬ ‫٨٥١‬ ‫ﺠﺩﻭل ﺭﻗﻡ ) ٤٣ ( ﺍﻟﻨﻤﻁ ﺍﻟﺭﺍﺒﻊ ﻤﻥ ﺍﻟﻐﺭﺽ ﺍﻟﺤﺎﺩﻱ ﻋﺸﺭ‬ ‫٠٦١‬ ‫ﺠﺩﻭل ﺭﻗﻡ ) ٥٣ ( ﺍﻟﻨﻤﻁ ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ ﻤﻥ ﺍﻟﻐﺭﺽ ﺍﻟﺤﺎﺩﻱ ﻋﺸﺭ‬ ‫٥٦١‬ ‫ﺠﺩﻭل ﺭﻗﻡ ) ٦٣ ( ﺇﺠﻤﺎﻟﻲ ﺃﻨﻤﺎﻁ ﺍﻟﻐﺭﺽ ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ ﻋﺸﺭ‬ ‫٢٧١‬ ‫ﺠﺩﻭل ﺭﻗﻡ ) ٧٣ ( ﺇﺠﻤﺎﻟﻲ ﺃﻨﻤﺎﻁ ﺍﻟﻐﺭﺽ ﺍﻟﺭﺍﺒﻊ ﻋﺸﺭ‬ ‫٣٧١‬ ‫ﺠﺩﻭل ﺭﻗﻡ ) ٨٣ ( ﺍﻟﻨﻤﻁ ﺍﻷﻭل ﻤﻥ ﺍﻟﻐﺭﺽ ﺍﻟﺭﺍﺒﻊ ﻋﺸﺭ‬ ‫٥٧١‬ ‫ﺠﺩﻭل ﺭﻗﻡ ) ٩٣ ( ﺍﻟﻨﻤﻁ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ﻤﻥ ﺍﻟﻐﺭﺽ ﺍﻟﺭﺍﺒﻊ ﻋﺸﺭ‬ ‫٧٧١‬ ‫ﺠﺩﻭل ﺭﻗﻡ ) ٠٤ ( ﺍﻟﻨﻤﻁ ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ ﻤﻥ ﺍﻟﻐﺭﺽ ﺍﻟﺭﺍﺒﻊ ﻋﺸﺭ‬
‫ﺠﺩﻭل ﺭﻗﻡ ) ١٤ ( ﺘﻭﺯﻴﻊ ﻋﻨﺎﺼﺭ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻓﻲ ﻤﻀﻤﻭﻥ ٦٨١‬ ‫ﺍﻟﻜﺘﺎﺒﺔ‬
‫ﺒﺴﻡ ﺍﷲ ﺍﻟﺭﺤﻤﻥ ﺍﻟﺭﺤﻴﻡ‬ ‫ﻤﻘﺩﻤﺔ‬ ‫ﻴﺴﻌﻰ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻹﺸﺒﺎﻉ ﺤﺎﺠﺎﺘﻪ ﺍﻷﺴﺎﺴﻴﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺄﻜل ﻭﺍﻟﻤﺸـﺭﺏ‬ ‫ﻭﺍﻟﻤﺴﻜﻥ ﻭﺍﻟﻤﻠﺒﺱ ﻭﻏﻴﺭﻫﺎ ﻤﻥ ﺨﻼل ﻭﺴﻴﻠﺔ ﺍﺒﺘﻜﺭﻫﺎ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﺒﺸـﺭﻱ‬ ‫ﻟﺘﻴﺴﻴﺭ ﺍﻟﺘﻌﺎﻤل ﻭﺘﺤﻘﻴﻕ ﺍﻹﺸﺒﺎﻉ. ﻭﻗﺩ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﺘﺒﺎﺩل ﺃﻭ " ﺍﻟﻤﻘﺎﻴﻀﺔ " ﻫـﻲ‬ ‫ﺍﻟﻭﺴﻴﻠﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺜﻡ ﺃﻋﻘﺒﻬﺎ ﻭﺴﻴﻠﺔ ﺃﺨﺭﻯ ﺃﻜﺜﺭ ﺘﻘﺩﻤﺎ ﻭﻫﻲ ﺍﻟﻨﻘﻭﺩ. ﻭﻋﻠـﻰ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻫﺫﺍ ﺘﺤﻤل ﺍﻟﻨﻘﻭﺩ ﺒﺼﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ، ﻭﺘﻌﻜﺱ ﺜﻘﺎﻓﺘـﻪ ﻭﺃﺴـﻠﻭﺏ ﺘﻌﺎﻤﻠـﻪ‬ ‫ﻭﺍﺴﺘﺨﺩﺍﻤﻪ ﺇﻴﺎﻫﺎ.‬ ‫ﻭﻓﻲ ﻀﻭﺀ ﺫﻟﻙ ﻟﻔﺕ ﻨﻅﺭﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﻵﻭﻨﺔ ﺍﻷﺨﻴﺭﺓ ﻅﺎﻫﺭﺓ ﺍﻟﻜﺘﺎﺒـﺔ‬ ‫ﺍﻟﻴﺩﻭﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻤﻠﺔ ﺍﻟﻭﺭﻗﻴﺔ ﺍﻟﻤﺼﺭﻴﺔ ﺒﺄﺸﻜﺎل ﻤﺨﺘﻠﻔﺔ، ﻭﺨﻁﻭﻁ ﻤﺘﺒﺎﻴﻨﺔ،‬ ‫ﻭﻷﻏﺭﺍﺽ ﺸﺘﻰ، ﻭﻓﻲ ﻤﻨﺎﺴﺒﺎﺕ ﻤﺘﻨﻭﻋﺔ ﻓﻲ ﺩﻭﺭﺓ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ.. ﺍﻟﺦ، ﻭﻫـﻲ‬ ‫ﺃﺸﻜﺎل ﺠﺩﻴﺭﺓ ﺒﺎﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺤﻠﻴل. ﻭﻤﻥ ﺜﻡ ﻗﻤﻨﺎ ﺒﺠﻤﻊ ﻫـﺫﻩ ﺍﻟﻌﻤـﻼﺕ‬ ‫ﺍﻟﻭﺭﻗﻴﺔ ﺃﻴﻨﻤﺎ ﻭﺠﺩﺕ، ﻭﻤﻥ ﺃﻱ ﺸﺨﺹ ﺴﻭﺍﺀ ﻜﺎﻥ ﺒﺎﺌ ‪‬ـﺎ ﺃﻡ ﻤﺸـﺘﺭﻴﺎ ﺃﻡ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻌ‬ ‫ﻤﻘﺘﻨﻴﺎ ﻟﻬﺎ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﻟﻭ ﺘﺄﻤﻠﻨﺎ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ ﻟﻭﺠﺩﻨﺎ ﺃﻨﻬﺎ ﻟﻴﺴﺕ ﻏﺭﻴﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓـﺔ‬ ‫ﺍﻟﻤﺼﺭﻴﺔ، ﻭﻻ ﻋﻥ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﺍﻟﻘﻭﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﺼـﺭﻴﺔ، ﻭﻻ ﻋـﻥ ﺍﻟﺘـﺎﺭﻴﺦ‬ ‫ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﺍﻟﻤﺼﺭﻱ. ﺇﺫ ﺘﺩل ﺍﻟﺸﻭﺍﻫﺩ ﺍﻷﺜﻨﻭﺠﺭﺍﻓﻴﺔ ﺍﻟﻤﺴﺘﻤﺩﺓ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤـﻊ‬ ‫ﺍﻟﻤﺼﺭﻱ ﺍﻟﻘﺩﻴﻡ ﻋﻠﻰ ﻭﺠﻭﺩ ﺃﻨﻤﺎﻁ ﻤﻨﺎﻅﺭﺓ ـ ﺃﻭ ﻗﺭﻴﺒـﺔ ـ ﻤـﻥ ﻫـﺫﻩ‬ ‫ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ ﺍﻟﺤﺩﻴﺜﺔ. ﻟﻘﺩ ﺴﺠل ﺍﻟﻤﺼﺭﻱ ﺍﻟﻘﺩﻴﻡ ﺤﻴﺎﺘﻪ ﻭﻋﻼﻗﺎﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﺠﺩﺭﺍﻥ‬ ‫ﺍﻟﻤﻘﺎﺒﺭ ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﺒﺩ. ﻭﻨﻘﺵ ﺃﻟﻘﺎﺒﻪ ﻭﻭﻅﺎﺌﻔﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﺫﻱ ﺃﻋﺩﻩ ﻟﻴـﺩﻓﻥ‬ ‫ﻓﻴﻪ. ﻭﻟﻘﺩ ﻜﺘﺏ ﺍﻟﻤﺼﺭﻱ ﺍﻟﻘﺩﻴﻡ ﺨﻁﺎﺒﺎﺕ ﻟﻠﻤﻭﺘﻰ ﻭﻗﺭﺃﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﻤﻘﺎﺒﺭﻫﻡ،‬
‫ﻭﻋﻠﻘﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻬﺎﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﻘﺎﺒﺭ. ﻜﺫﻟﻙ ﻓﻘﺩ ﻜﺘﺏ ﺍﻟﻤﺼﺭﻱ ﺍﻟﺤـﺩﻴﺙ‬ ‫ﺨﻁﺎﺒﺎﺕ ﻟﻸﻭﻟﻴﺎﺀ ﺍﻷﻤﻭﺍﺕ ـ ﻜﺎﻹﻤﺎﻡ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ﻋﻠﻰ ﺴـﺒﻴل ﺍﻟﻤﺜـﺎل ـ‬ ‫ﻴﺸﻜﻭ ﺇﻟﻴﻬﻡ ﻫﻤﻭﻤﻪ ﻭﻤﻅﺎﻟﻤﻪ ﻭﻴﻁﻠﺏ ﻤﻨﻬﻡ ﺍﻟﻨﺠﺩﺓ ﻭﺍﻟﺘﺩﺨل ﻹﺤﻘﺎﻕ ﺍﻟﺤﻕ‬ ‫ﻭﺭﺩ ﺍﻟﻅﻠﻡ.‬ ‫ﻭﻟﻡ ﻴﻘﻑ ﺍﻷﻤﺭ ﻋﻨﺩ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺤﺩ، ﺒل ﺘﻌﺩﺍﻩ ﻟﻴﺸﻤل ﻜﺘﺎﺒﺔ ﺍﻟﻌﺒـﺎﺭﺍﺕ‬ ‫ﻭﺍﻷﻤﺜﺎل ﻭﺍﻟﺤﻜﻡ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺭﻜﺒﺎﺕ ﺍﻟﺤﺩﻴﺜﺔ. ﻓﻘﺩ ﻜﺘﺏ ﺍﻟﻤﺼـﺭﻱ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺓ ﻭﺍﻟﺸﺎﺤﻨﺔ ـ ﻭﺤﺘﻰ ﺍﻟﻌﺭﺒﺔ ﺍﻟﻜـﺎﺭﻭ ـ ﻋﺒـﺎﺭﺍﺕ ﺸـﻌﺒﻴﺔ‬ ‫ﻁﺭﻴﻔﺔ ﻭﻅﺭﻴﻔﺔ ﻤﺜل " ﺍﻟﻌﻴﻥ ﺼﺎﺒﺘﻨﻲ ﻭﺭﺏ ﺍﻟﻌﺭﺵ ﻨﺠﺎﻨﻲ " ﻭ " ﻴﺎ ﻨﺎﺱ‬ ‫ﻴﺎ ﻋﺴل ﺍﻷﺴﻁﻰ ﻓﻼﻥ ﻭﺼل "، ﻭ " ﻴﺎ ﻨﺎﺱ ﻴﺎ ﺸﺭ ﻜﻔﺎﻴﺔ ﻗﺭ "، ﻭ " ﻭﻴﺎ‬ ‫ﻨﺎﺱ ﻴﺎ ﻓل ﺍﻟﺨﻴﺭ ﻟﻠﻜل "، ﻭ " ﺒﺘﺒﺼﻠﻲ ﻜﺩﻩ ﻟﻴﻪ ﻴﺎ ﻋﺒـﻴﻁ ﺩﺍﻨـﺎ ﺠﺎﻴـﺔ‬ ‫ﺒﺎﻟﺘﻘﺴﻴﻁ ".. ﺍﻟﺦ.‬ ‫ﺜﻡ ﺃﺨﻴﺭﺍ ﺍﻨﺘﺸﺭﺕ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ ﻭﺯﺤﻔﺕ ﻋﻠـﻰ ﺃﺭﺽ ﺠﺩﻴـﺩﺓ،‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﻏﺯﺕ ﻤﺠﺎل ﺍﻷﻭﺭﺍﻕ ﺍﻟﻨﻘﺩﻴﺔ ﻟﺘﻨﺘﺸﺭ ﻋﻠﻴﻬﺎ، ﻭﺘﻌﻜـﺱ ﺤﻴـﺎﺓ ﻤﺠﺘﻤـﻊ‬ ‫ﻭﻁﺒﻴﻌﺔ ﺜﻘﺎﻓﺔ، ﻟﻘﺩ ﻜﺘﺏ ﺍﻟﻤﺼﺭﻱ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻤﻠﺔ ﺍﻟﻭﺭﻗﻴﺔ ﺒﻤﺨﺘﻠﻑ ﻓﺌﺎﺘﻬـﺎ‬ ‫) ٥، ٠١، ٥٢، ٠٥، ٠٠١، ٠٠٥، ٠٠٠١ ﻗﺭﺸﺎ (، ﻭﺴﺠل ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﺴﻤﻪ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻭﻋﻨﻭﺍﻨﻪ ﻟﻠﺫﻜﺭﻯ، ﻭﺍﺴﻡ ﺍﻟﻤﻭﻟﻭﺩ ﻭﺘﺎﺭﻴﺦ ﻤـﻴﻼﺩﻩ ﻟﻼﺤﺘﻔـﺎل ﺒﺎﻟﺴـﺒﻭﻉ،‬ ‫ﻭﺩﺍﻋﺏ ﺃﺼﺩﻗﺎﺀﻩ ﻭﺠﺎﻤﻠﻬﻡ ﻜﺘﺎﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻤﻠﺔ، ﻭﺃﺠﺭﻯ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﺤﺴﺎﺒﻴﺔ‬ ‫ﻋﻠﻴﻬﺎ، ﻭﺩﻭﻥ ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﺍﻟﺴﺭﻴﻌﺔ ﻭﺍﻟﻬﺎﻤﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺨﺸﻴﺔ ﻨﺴﻴﺎﻨﻬﺎ، ﻭﺸﺠﻊ‬ ‫ﻜﺭﺓ ﺍﻟﻘﺩﻡ ﻭﻓﺭﻗﻬﺎ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ.. ﺍﻟﺦ، ﻟﻘﺩ ﺘﻌﺩﺩﺕ ﺃﻏـﺭﺍﺽ ﺍﻟﻜﺘﺎﺒـﺔ ﻋﻠـﻰ‬ ‫ﺍﻟﻌﻤﻠﺔ ﺍﻟﻭﺭﻗﻴﺔ ﺇﺫﻥ ﺤﺘﻰ ﻭﺼﻠﺕ ﺇﻟﻰ ﺃﺭﺒﻌﺔ ﻋﺸﺭ ﻏﺭﻀﺎ ﻤﺨﺘﻠﻔﺎ، ﻤـﻥ‬ ‫ﹰ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺨﻼل ﺩﺭﺍﺴﺘﻨﺎ ﺍﻟﺤﺎﻟﻴﺔ.‬ ‫ﻭﻋﻠﻰ ﻫﺫﺍ ﺍﺴﺘﺤﻘﺕ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ ﻤﻨﺎ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﻭﺍﻟﻤﺘﺎﺒﻌﺔ ﻓﺒـﺩﺃﻨﺎ‬ ‫ﻤﺭﺤﻠﺔ ﺍﻟﺠﻤﻊ ﺍﻟﻤﻨﻅﻡ ﻟﻠﻌﻤﻼﺕ ﺍﻟﻭﺭﻗﻴﺔ ﺍﻟﺘـﻲ ﻜﺘﺒـﺕ ﻋﻠﻴﻬـﺎ ﺒﻌـﺽ‬
‫ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺍﺕ، ﻭﺍﻟﻭﺍﻗﻊ ﺇﻥ ﺒﺩﺍﻴﺔ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻔﻜﺭﺓ ﺠﺎﺀﺕ ﻓﻲ ﻴﻭﻡ ٥٢/ ٤/ ٤٨٩١‬ ‫ﺤﻴﻨﻤﺎ ﻜﻨﺕ ﻤﺘﺠﻬﺎ ﻤﻥ ﻤﺩﻴﻨﺔ ﺍﻟﺠﻴﺯﺓ ﺇﻟﻰ ﻤﺩﻴﻨﺔ ﺍﻟﻔﻴﻭﻡ ﻓﻲ ﺍﻷﺘﻭﺒﻴﺱ، ﻭﻟﻤﺎ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺃﻋﻁﺎﻨﻲ ﺍﻟﻤﺤﺼل ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﻤﻥ ﺜﻤﻥ ﺘﺫﻜﺭﺓ ﺍﻟﺭﻜﻭﺏ، ﻜﺎﻨـﺕ ﻓﻴـﻪ ﻋﻤﻠـﺔ‬ ‫ﻭﺭﻗﻴﺔ ﻓﺌﺔ ﻋﺸﺭﺓ ﻗﺭﻭﺵ ﻓﺘﺄﻤﻠﺘﻬﺎ ﺒﺎﻟﺼﺩﻓﺔ، ﻓﻭﺠﺩﺕ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻋﺒﺎﺭﺓ " ﻗﻴﺩﻭﺍ‬ ‫ﺸﻤﻭﻋﻲ ﻓﻲ ﻴﻭﻡ ﺴﺒﻭﻋﻲ : ﻭﺍﺴﻡ ﺍﻟﻤﻭﻟﻭﺩ ﻭﺘﺎﺭﻴﺦ ﻤﻴﻼﺩﻩ ﻭﺫﻟـﻙ ﻜﻠـﻪ‬ ‫ﻤﻁﺒﻭﻉ ﻋﻠﻴﻬﺎ. ﻓﻘﻠﺕ ﻫﺫﺍ ﺸﻲﺀ ﺠﺩﻴﺩ، ﻭﻟﻜﻥ ﻤﺎ ﺍﻟﺩﺍﻋﻲ ﺇﻟﻴـﻪ؟ ﻭﻟﻤـﺎﺫﺍ‬ ‫ﻴﻜﺘﺏ ﻫﺅﻻﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻤﻠﺔ ﺍﻟﻭﺭﻗﻴﺔ؟ ﻭﻤﺎ ﻫﻲ ﻤﺠﺎﻻﺕ ﻭﺃﻏﺭﺍﺽ ﺍﻟﻜﺘﺎﺒﺔ..‬ ‫ﺍﻟﺦ؟. ﻭﺒﺩﺃﺕ ﺍﻟﺠﻤﻊ ﺍﻟﻤﻴﺩﺍﻨﻲ ﺍﻟﻤﻨﻅﻡ ﺤﺘﻰ ﻴﻭﻡ ٥٢/ ٤/ ٧٨٩١، ﻭﺍﺘﻔﻘﺕ‬ ‫ﻤﻊ ﻤﺨﺒﺯ ﻭﻤﻁﻌﻡ ﻭﺒﺎﺌﻊ ﺼﺤﻑ ﺒﺤﻲ ﺍﻟﻁﺎﻟﺒﻴﺔ ﺒﻘﺴﻡ ﺍﻟﻬﺭﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺤﺘﻔﺎﻅ‬ ‫ﻴﻭﻤﻴﺎ ﺒﻬﺫﻩ ﺍﻟﻌﻤﻼﺕ ﻻﺴﺘﺒﺩﻟﻬﺎ ﻤﻌﻬﻡ ﻋﻼﻭﺓ ﻋﻠﻰ ﺁﺨـﺭﻴﻥ ﻓـﻲ ﻤﻴـﺩﺍﻥ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻟﺘﺤﺭﻴﺭ ﻭﺠﻬﺩﻨﺎ ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ.‬ ‫ﻭﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺇﻨﻨﺎ ﻋﺭﻀﻨﺎ ﻟﻬﺫﻩ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻠﻴﻔﺯﻴـﻭﻥ ﺍﻟﻤﺼـﺭﻱ‬ ‫ﺒﺎﻟﻘﻨﺎﺓ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻓﻲ ﺒﺭﻨﺎﻤﺞ " ﻤﺠﻠﺔ ﺍﻟﻔﻥ ﺍﻟﺸﻌﺒﻲ " ﺍﻟـﺫﻱ ﻴﻌـﺩﻩ ﻭﻴﻘﺩﻤـﻪ‬ ‫ﺍﻷﺴﺘﺎﺫ ﺇﺒﺭﺍﻫﻴﻡ ﺤﻠﻤﻲ. ﻭﺴﺠﻠﻨﺎ ﻋﺭﺽ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﻓﻲ ﻴﻭﻡ ﺍﻟﺜﻼﺜـﺎﺀ ٦٢/‬ ‫١/ ٨٨٩١ ﻭﺃﺫﻴﻊ ﻴﻭﻡ ﺍﻟﺨﻤﻴﺱ ١١/ ٢/ ٨٨٩١، ﻭﻴﺤﻭﻱ ﺍﻟﻌﺭﺽ ﻨﺒـﺫﺓ‬ ‫ﻋﻥ ﺍﻟﻜﺘﺎﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻤﻠﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺭﺍﺙ ﺍﻟﺸﻌﺒﻲ ﺍﻟﻤﺼﺭﻱ ﻭﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ ﺍﻟﺜﻘـﺎﻓﻲ‬ ‫ﺍﻟﻤﺼﺭﻱ. ﺜﻡ ﻋﺭﻀﻨﺎ ﻷﻫﻡ ﺃﻏﺭﺍﺽ ﺍﻟﻜﺘﺎﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻤﻠﺔ ﻭﺘﻔﺴﻴﺭ ﻟﺒﻌﻀﻬﺎ‬ ‫ﻭﺨﺎﺼﺔ ﻤﺎ ﻴﺘﻌﻠﻕ ﺒﺩﻭﺭﺓ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ.‬ ‫ﻭﻗﺩ ﻗﺴﻤﻨﺎ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﺍﻟﺤﺎﻟﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﻤﻘﺩﻤﺔ ﻭﺜﻤﺎﻨﻴﺔ ﻓﺼﻭل، ﺘﻨﺎﻭﻟﻨـﺎ‬ ‫ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻘﺩﻤﺔ ﻓﻜﺭﺓ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﻭﺒﺩﺍﻴﺔ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺒﻬـﺎ، ﻭﻓـﻲ ﺍﻟﻔﺼـل ﺍﻷﻭل‬ ‫ﻋﺭﻀﻨﺎ ﻟﻤﻭﻀﻭﻉ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﻭﺍﻹﻁﺎﺭﻴﻥ ﺍﻟﻨﻅﺭﻱ ﻭﺍﻟﻤﻨﻬﺠﻲ ﻟﻬﺎ، ﻭﺘﺼﺩﺭ‬ ‫ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ﻟﺘﻭﻀﻴﺢ ﻁﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺒﻴﻥ " ﺍﻟﻌﻤﻠﺔ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓـﺔ "‬ ‫ﻤﻊ ﺘﻘﺩﻴﻡ ﻨﺒﺫﺓ ﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺔ. ﻋﻠﻰ ﺤﻴﻥ ﻴﻌﺎﻟﺞ ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ ـ ﺒﺩﺍﻴﺔ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ‬
‫ﺍﻟﻤﻴﺩﺍﻨﻴﺔ ـ ﻅﺎﻫﺭﺓ " ﺍﻟﻜﺘﺎﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻤﻠﺔ ﻭﻋﺎﺩﺍﺕ ﺩﻭﺭﺓ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ " ﻭﻫـﻭ‬ ‫ﻴﺨﺘﺹ ﺒﺎﺴﺘﻌﺭﺍﺽ ﺍﻷﻏﺭﺍﺽ ﺍﻟﺜﻼﺜﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻟﻠﻜﺘﺎﺒﺔ ) ﺍﻟﻐـﺭﺽ ﺍﻷﻭل،‬ ‫ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ، ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ (، ﺒﻴﻨﻤﺎ ﺍﺨﺘﺹ ﻟﻠﻔﺼل ﺍﻟﺭﺍﺒﻊ ﺒﺘﻭﻀـﻴﺢ ﺍﻟﻌﻼﻗـﺔ ﺒـﻴﻥ‬ ‫ﻅﺎﻫﺭﺓ " ﺍﻟﻜﺘﺎﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻤﻠﺔ ﻭﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ " ﻭﻫﻭ ﺸﺭﺡ ﻭﺘﺤﻠﻴل‬ ‫ﻜﻤﻲ ﻭﻜﻴﻔﻲ ﻟﻸﻏﺭﺍﺽ ﺍﻟﺜﻼﺜﺔ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ) ﺍﻟﻐـﺭﺽ ﺍﻟﺭﺍﺒـﻊ، ﺍﻟﺨـﺎﻤﺱ،‬ ‫ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ (. ﺃﻤﺎ ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻟﺨﺎﻤﺱ ﻓﻴﻭﻀﺢ " ﺍﻟﻜﺘﺎﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻤﻠﺔ ﻭﺒﻌـﺽ‬ ‫ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺎﺕ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ " ﻭﻫﻭ ﺘﺤﻠﻴل ﻤﻴﺩﺍﻨﻲ ﻭﻭﺜﺎﺌﻘﻲ ﻟﻸﻏﺭﺍﺽ ﺍﻟﺜﻼﺜـﺔ‬ ‫ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ) ﺍﻟﻐﺭﺽ ﺍﻟﺴﺎﺒﻊ، ﺍﻟﺜﺎﻤﻥ، ﺍﻟﺘﺎﺴﻊ (. ﻭﻴﺨﺘﺹ ﺍﻟﻔﺼـل ﺍﻟﺴـﺎﺩﺱ‬ ‫ﺒﺘﺒﻴﺎﻥ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺒﻴﻥ " ﺍﻟﻜﺘﺎﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻤﻠﺔ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺩﻴـﺔ ﻭﺍﻟﺤﺩﻴﺜـﺔ "‬ ‫ﻭﺫﻟﻙ ﻤﻥ ﺨﻼل ﺍﻷﻏﺭﺍﺽ ﺍﻷﺭﺒﻌﺔ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ) ﺍﻟﻌﺎﺸﺭ، ﺍﻟﺤـﺎﺩﻱ ﻋﺸـﺭ،‬ ‫ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ﻋﺸﺭ، ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ ﻋﺸﺭ (. ﻭﻴﻌـﺭﺽ ﺍﻟﻔﺼـل ﺍﻟﺴـﺎﺒﻊ " ﺍﻟﺩﻋﺎﺒـﺔ‬ ‫ﺍﻟﻤﺼﺭﻴﺔ ﻭﺍﻟﻜﺘﺎﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻤﻠﺔ " ) ﻭﻴﻘﺘﺼﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺭﺽ ﺍﻟﺭﺍﺒﻊ ﻋﺸﺭ(.‬ ‫ﻭﺘﻨﺘﻬﻲ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﺒﺎﻟﻔﺼل ﺍﻟﺜﺎﻤﻥ ﺤﻴﺙ ﻴﺩﻭﺭ ﺤﻭل " ﺍﻟﻜﺘﺎﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻤﻠﺔ:‬ ‫ﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﺤﺎﻟﺔ " ﻭﻫﻭ ﻤﻘﺎﺒﻼﺕ ﻤﻴﺩﺍﻨﻴﺔ ﻤﻊ ﺍﻷﺴﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺠﺭﻱ ﺍﺤﺘﻔـﺎﻻﺕ‬ ‫ﺒﺎﻟﻤﻴﻼﺩ ﻭﺍﻟﺴﺒﻭﻉ، ﻭﺒﻌﺽ ﻋﻤﺎل ﺍﻟﻁﺒﺎﻋﺔ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻴﺘﻭﻟﻭﻥ ﻁﺒﺎﻋﺔ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺍﺕ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻤﻠﺔ ﺍﻟﻭﺭﻗﻴﺔ ﻭﻋﻤل ﺍﻟﻜﻼﺸﻴﻬﺎﺕ ﻭﺍﻷﺨﺘﺎﻡ.‬ ‫ﻭﻋﻠﻰ ﺍﷲ ﻗﺼﺩ ﺍﻟﺴﺒﻴل..‬ ‫ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻤﻜﺎﻭﻱ‬ ‫ﺍﻟﺩﻭﺤﺔ ﻓﻲ ﻴﻭﻡ ٠١/ ٢/ ١٩٩١‬
‫ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻷﻭل‬ ‫ﻤﻭﻀﻭﻉ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﻭﺇﻁﺎﺭﻫﺎ‬ ‫ﺍﻟﻨﻅﺭﻱ ﻭﺍﻟﻤﻨﻬﺠﻲ‬
‫ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻷﻭل‬ ‫ﻤﻭﻀﻭﻉ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﻭﺇﻁﺎﺭﻫﺎ‬ ‫ﺍﻟﻨﻅﺭﻱ ﻭﺍﻟﻤﻨﻬﺠﻲ‬ ‫ﻤﻘﺩﻤﺔ:‬ ‫ﺘﺩﻭﺭ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﺤﻭل ﻅﺎﻫﺭﺓ ﺍﻟﻜﺘﺎﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻤﻠـﺔ ﺍﻟﻭﺭﻗﻴـﺔ‬ ‫ﺍﻟﻤﺼﺭﻴﺔ، ﻭﻫﻲ ﻜﺘﺎﺒﺎﺕ ﻴﻜﺘﺒﻬﺎ ﺍﻟﺠﻤﻬﻭﺭ ﺒﺨﻁ ﺍﻟﻴـﺩ ﺃﻭ ﻴﻁﺒﻌﻬـﺎ ﻓـﻲ‬ ‫ﺍﻟﻤﻁﺎﺒﻊ ﺃﻭ ﻴﻁﺒﻌﻬﺎ ﻓﻲ ﺼﻭﺭﺓ ﺃﺨﺘﺎﻡ ﻭﻜﻠﺸﻴﻬﺎﺕ ﺘﺘﻴﺢ ﻟﻠﻌﺒﺎﺭﺓ ﺍﻟﻤﻜﺘﻭﺒـﺔ‬ ‫ﺍﻟﺫﻴﻭﻉ ﻭﺍﻻﻨﺘﺸﺎﺭ، ﻭﺍﻟﻭﺍﻗﻊ ﺇﻨﻨﺎ ﻻ ﻨﺴـﺘﻁﻴﻊ ﻫﻨـﺎ ﺃﻥ ﻨﺤـﺩﺩ ﺍﻟﻤﻨﻁﻘـﺔ‬ ‫ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻨﻁﻠﻘﺕ ﻤﻨﻬﺎ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ، ﻜﻤﺎ ﻻ ﻨﺴﺘﻁﻴﻊ ﺃﻥ ﻨﺤﺩﺩ ﻓﺌﺔ‬ ‫ﺒﻌﻴﻨﻬﺎ ﺃﻭﺠﺩﺘﻬﺎ ﺃﻭ ﺃﺒﺩﻋﺕ ﻓﻴﻬﺎ.‬ ‫ﻭﻗﺩ ﺃﺸﺭﻨﺎ ـ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻘﺩﻤﺔ ـ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ ﻟﻴﺴﺕ ﺠﺩﻴﺩﺓ‬ ‫ﻭﻻ ﻏﺭﻴﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﻤﺠﺘﻤﻌﻨﺎ ﺍﻟﻤﺼﺭﻱ، ﻭﻻ ﻋﻥ ﺜﻘﺎﻓﺘﻨﺎ ﺍﻟﻤﺼﺭﻴﺔ. ﻓﺘﺎﺭﻴﺨﻨﺎ‬ ‫ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﺍﻟﻤﺼﺭﻱ ﻴﺤﻭﻱ ﺍﻟﻌﺩﻴﺩ ﻤﻥ ﺍﻟﺸﻭﺍﻫﺩ ﻋﻠﻰ ﻭﺠﻭﺩ ﻅﺎﻫﺭﺓ " ﺍﻟﻜﺘﺎﺒﺔ‬ ‫" ﺴﻭﺍﺀ ﻟﻸﻤﻭﺍﺕ ﻤﻥ ﻋﺎﻤﺔ ﺍﻟﻨﺎﺱ ) ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﺍﻟﻔﺭﻋﻭﻨﻲ ﺍﻟﻘـﺩﻴﻡ (‬ ‫ﺃﻭ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ، ﺃﻭ ﺍﻟﻜﺘﺎﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﻫﻴﺎﻜل ﺍﻟﻤﺭﻜﺒﺎﺕ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﺍﻟﺘﻲ‬ ‫ﺘﺠﻭﺏ ﺍﻟﻤﺩﻥ ﻭﺍﻟﻘﺭﻯ ﺍﻟﻤﺼﺭﻴﺔ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ) ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺼﺭ ﺍﻟﺤﺎﻀﺭ (، ﺜـﻡ‬ ‫ﺍﻟﻜﺘﺎﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻤﻠﺔ ﺍﻟﻭﺭﻗﻴﺔ ﺃﺨﻴﺭﺍ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﻋﻠﻰ ﻫﺫﺍ ﺘﻌﺩ ﻅﺎﻫﺭﺓ ﺍﻟﻜﺘﺎﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻤﻠـﺔ ﺍﻟﻭﺭﻗﻴـﺔ ﺍﻤﺘـﺩﺍﺩﺍ‬ ‫ﻟﻅﻭﺍﻫﺭ ﻤﻨﺎﻅﺭﺓ ﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﺘﺎﺭﻴﺨﻨﺎ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﺍﻟﻤﺼﺭﻱ، ﺴﻨﺸﻴﺭ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻻﺤ ﹰﹰـﺎ‬ ‫ﻘ‬ ‫ﻭﺒﺎﻟﺘﻔﺼﻴل. ﻭﺇﺫﺍ ﻜﺎﻨﺕ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ ﻨﺘﺎﺠﺎ ﺤﺩﻴﺜﺎ ﺃﻓﺭﺯﺘﻪ ﻁﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ‬ ‫ﹰ‬ ‫‪‬‬
‫ﺍﻟﻤﺼﺭﻱ ﺒﺩﺀﺍ ﻤﻥ ﺍﻟﺴﺒﻌﻴﻨﻴﺎﺕ ﺘﻘﺭﻴﺒﺎ، ﻓﺈﻨﻬﺎ ﺘﻌﻜـﺱ ﺴـﻴﺎﻗﺎ ﺍﺠﺘﻤﺎﻋ ‪‬ـﺎ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﹰ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﺜﻘﺎﻓﻴﺎ، ﺤﺩﺩ ﺒﺩﺍﻴﺔ ﻅﻬﻭﺭﻫﺎ، ﻭﺤﺩﺩ ﺸﻜل ﺍﻟﻜﺘﺎﺒﺔ، ﻭﻤﻀﻤﻭﻥ ﺍﻟﻌﺒـﺎﺭﺍﺕ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻟﻤﻜﺘﻭﺒﺔ، ﻭﺍﻷﻏﺭﺍﺽ ﺃﻭ ﺍﻟﻭﻅﺎﺌﻑ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻀﻁﻠﻊ ﺒﻬﺎ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ،‬ ‫ﺇﻥ ﺍﻟﻌﻤﻠﺔ ﻓﻲ ﻤﺠﺘﻤﻌﻨﺎ ﺍﻟﻤﺼﺭﻱ ﻜﺎﻨﺕ ﻤﺤل ﺍﺤﺘﺭﺍﻡ ﻭﺘﻘﺩﻴﺭ، ﻭﻗﺩ ﺍﻨﻌﻜﺱ‬ ‫ﺫﻟﻙ ﻓﻲ ﺼﻭﺭﺓ ﺴﻠﻭﻙ ﺍﺠﺘﻤﺎﻋﻲ ﻻ ﺯﺍﻟﺕ ﺁﺜﺎﺭﻩ ﺒﺎﻗﻴﺔ ﺤﺘﻰ ﺍﻟﻴﻭﻡ. ﻓﻨﺤﻥ‬ ‫ﺤﻴﻨﻤﺎ ﻨﻜﻭﻥ ﺃﻭل ﻤﻥ ﻴﺸﺘﺭﻱ ﻤﻥ ﺒﺎﺌﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﺼـﺒﺎﺡ ) ﻨﺴـﺘﻔﺘﺤﻪ (، ﺃﻭ‬ ‫ﻨﺭﻜﺏ ﺴﻴﺎﺭﺓ ﺃﺠﺭﺓ، ﺃﻭ ﻨﻌﻁﻲ ﺃﺤﺩ ﺍﻟﻌﻤﺎل ﺃﺠﺭﻩ ﻤﻘـﺩﻤﺎ ﻓـﻲ ﺍﻟﺼـﺒﺎﺡ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﻜﺭ.. ﺍﻟﺦ، ﻓﺈﻥ ﻫﺅﻻﺀ ﻴﻘﺒﻠﻭﻥ ﺍﻟﻌﻤﻠﺔ ﺜﻡ ﻴﻀﻌﻭﻨﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺠﺒﻬﺘﻬﻡ، ﺜـﻡ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﻓﻤﻬﻡ ﺼﻌﻭﺩﺍ ﻭﻫﺒﻭﻁﺎ ﺜﻼﺙ ﻤﺭﺍﺕ، ﺇﻥ ) ﺍﻻﺴـﺘﻔﺘﺎﺡ ( ﺇﺫﻥ ﺃﺤـﺩ‬ ‫ﹰ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺠﻭﺍﻨﺏ ﺍﻟﺤﻅ ﻭﺍﻟﺒﺭﻜﺔ ﻭﺍﻟﺘﻔﺎﺅل ﺒﺎﻟﻴﻭﻡ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩ، ﻭﺴﺒﺏ ﺫﻟﻙ ﻫﻭ ﺍﻟﻌﻤﻠﺔ.‬ ‫ﻭﻟﻜﻥ ﻤﺎﺫﺍ ﺤﺩﺙ ﻟﻤﺠﺘﻤﻌﻨﺎ ﺍﻟﻤﺼﺭﻱ ﺒﺩﺀﺍ ﻤـﻥ ﺍﻟﺴـﺒﻌﻴﻨﻴﺎﺕ ﺃﻭ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺒﻤﻌﻨﻰ ﺁﺨﺭ ﻤﺎ ﻫﻲ ﻁﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﻕ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻓﺭﺯﺕ ﻫﺫﻩ‬ ‫ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ ؟ ﻻ ﺸﻙ ﻓﻲ ﺃﻥ ﺯﻴﺎﺩﺓ ﻓﺭﺹ ﺍﻟﻜﺴﺏ، ﻭﺘﻌﺩ ﻓـﺭﺹ ﺍﻟﻌﻤـل،‬ ‫ﻭﺍﻻﻨﻔﺘﺎﺡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻟﺨﺎﺭﺠﻲ، ﻜﺎﻨﺕ ﺠﻤﻴﻌﻬﺎ ﺴﺒﺒﺎ ﺃﺩﺨل ﺍﻟﻌﻤﻠﺔ ﺍﻟﻭﺭﻗﻴﺔ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻋﻨﺼﺭﺍ ﺜﻘﺎﻓﻴﺎ ﺠﺩﻴﺩﺍ ﻀﻤﻥ ﻋﻨﺎﺼﺭ ﺍﻟﻌﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻜﺎﻻﺤﺘﻔﺎل ﺒﺎﻟﺴﺒﻭﻉ،‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﻋﻴﺩ ﺍﻟﻤﻴﻼﺩ ﻭﺍﻟﺯﻭﺍﺝ.. ﺍﻟﺦ. ﻭﻟﻌل ﻜﺜﺭﺓ ﻁﺒﺎﻋﺔ ﺍﻟﻌﻤﻠﺔ ﺍﻟﻤﺼﺭﻴﺔ ﺒـﻼ‬ ‫ﻏﻁﺎﺀ، ﻭﺍﻻﻨﺨﻔﺎﺽ ﺍﻟﺘﺩﺭﻴﺠﻲ ﻟﻘﻴﻤﺘﻬﺎ ـ ﺒﻔﻌل ﺍﻟﺘﻀﺨﻡ ﺍﻻﻗﺘﺼـﺎﺩﻱ ـ‬ ‫ﻗﻠﻠﺕ ﻤﻥ ﺍﺤﺘﺭﺍﻡ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻟﻬﺎ، ﻓﺒﺩﺀﻭﺍ ﻴﻨﻅـﺭﻭﻥ ﺇﻟـﻰ ﺍﻟﻌﻤﻠـﺔ ﺍﻟﻭﺭﻗﻴـﺔ‬ ‫ﺍﻟﺼﻐﻴﺭﺓ ﺒﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻫﺎ ﻭﺭﻗﺔ ﻋﺎﺩﻴﺔ ﻻ ﺘﺴﺎﻭﻱ ﺸﻴﺌﺎ، ﻭﻤﻥ ﺜﻡ ﻜﺘﺒﻭﺍ ﻋﻠﻴﻬـﺎ‬ ‫ً‬ ‫ﻋﺒﺎﺭﺍﺕ ﺫﺍﺕ ﻤﻀﻤﻭﻥ، ﻭﺃﺨﺭﻯ ﻟﻠﺘﻬﺭﻴﺞ، ﻭﺜﺎﻟﺜـﺔ ﻟﻠﺘﺸـﻭﻴﻪ، ﻭﺭﺍﺒﻌـﺔ‬ ‫ﻟﻠﺘﺸﻔﻲ.. ﺍﻟﺦ.‬ ‫ﻭﻓﻲ ﻀﻭﺀ ﻤﺎ ﺴﺒﻕ ﻴﺘﻨﺎﻭل ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻋﺎﺕ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ:‬ ‫ﺃﻭﻻ: " ﻅﺎﻫﺭﺓ ﺍﻟﻜﺘﺎﺒﺔ " ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﺍﻟﻤﺼﺭﻱ ﺍﻟﻘﺩﻴﻡ.‬ ‫ﹰ‬
‫ﺜﺎﻨﻴﺎ: " ﻅﺎﻫﺭﺓ ﺍﻟﻜﺘﺎﺒﺔ " ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺭﺍﺙ ﺍﻟﺸﻌﺒﻲ ﺍﻟﻤﺼﺭﻱ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﺜﺎﻟﺜﺎ: ﺍﻷﺸﻜﺎل ﺍﻟﻤﺴﺘﺤﺩﺜﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻜﺘﺎﺒﺔ.‬ ‫ﹰ‬ ‫ﺭﺍﺒﻌﺎ: ﺍﻹﻁﺎﺭ ﺍﻟﻨﻅﺭﻱ ﻟﻠﺩﺭﺍﺴﺔ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﺨﺎﻤﺴﺎ: ﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﺃﻭﻻ: ﻅﺎﻫﺭﺓ ﺍﻟﻜﺘﺎﺒﺔ " ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﺍﻟﻤﺼﺭﻱ ﺍﻟﻘﺩﻴﻡ:‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻟﻘﺩ ﺴﺠل ﺍﻟﻔﺭﺍﻋﻨﺔ ﺘﺎﺭﻴﺨﻬﻡ ﻭﺤﻴﺎﺘﻬﻡ ﻋﻠﻰ ﺠﺩﺭﺍﻥ ﺍﻟﻤﻌﺎﺒﺩ ﻭﻋﻠﻰ‬ ‫ﺍﻵﺜﺎﺭ ﻭﺍﻟﻤﺨﻠﻔﺎﺕ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺔ ﺍﻟﺒﺸﺭﻴﺔ، ﻭﻨﻘﺸﻭﺍ ﻋﺎﺩﺍﺘﻬﻡ ﻭﻤﻌﺘﻘﺩﺍﺘﻬﻡ ﻋﻠـﻰ‬ ‫ﻤﻘﺎﺒﺭﻫﻡ، ﻋﻼﻭﺓ ﻋﻠﻰ ﻜﺘﺎﺒﺎﺘﻬﻡ ﺍﻟﻤﺘﻨﻭﻋﺔ ﺒﺎﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻬﻴﺭﻭﻏﻠﻴﻔﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﻭﺭﺍﻕ‬ ‫ﺍﻟﺒﺭﺩﻱ.‬ ‫ﻭﺍﻟﻭﺍﻗﻊ ﺇﻥ ﺃﻏﺭﺍﺽ ﺍﻟﻜﺘﺎﺒﺔ ﺘﻨﻭﻋﺕ ﻟﺩﻴﻬﻡ ﻟﺘﺸﻤل ﻜﺎﻓـﺔ ﺃﻭﺠـﻪ‬ ‫ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻴﺔ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼـﺎﺩﻴﺔ ﻭﻏﻴﺭﻫـﺎ، ﺇﻻ ﺇﻥ‬ ‫ﺃﻁﺭﻑ ﺃﺸﻜﺎل ﺍﻟﻜﺘﺎﺒﺔ ﻋﻨﺩﻫﻡ ـ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺘﺭﺘﺒﻁ ﺇﻟﻰ ﺤﺩ ﻤﺎ ﺒﻤﻭﻀﻭﻋﻨﺎ ـ‬ ‫ﻫﻭ ﺍﻟﻜﺘﺎﺒﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﻤﻭﺍﺕ. ﻓﺘﺎﺭﻴﺨﻨﺎ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﻴﺘﻀﻤﻥ ﺸﻭﺍﻫﺩ ﻤـﻥ ﺍﻟﺩﻭﻟـﺔ‬ ‫)١(‬ ‫. ﻓﻘﺩ‬ ‫ﺍﻟﻘﺩﻴﻤﺔ ﻓﻲ ﻤﺼﺭ ـ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻴﺒﺩﺃ ﻋﻬﺩﻫﺎ ﻤﻨﺫ ﻋﺎﻡ ٠٠٢٣ ﻕ. ﻡ‬ ‫ﻭﺠﺩﺕ ﺍﻟﻘﺼﺔ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ﻤﻜﺘﻭﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﻭﺭﻗﺔ ﺒﺭﺩﻱ ﻤﺤﻔﻭﻅﺔ ﺒﻤﺘﺤﻑ ﻟﻴـﺩﻥ،‬ ‫ﻭﺘﻘﻭل ﺒﺄﻥ ﺯﻭﺠﺎ ﻤﺭﺽ ﺒﻌﺩ ﻭﻓﺎﺓ ﺯﻭﺠﺘﻪ، ﻓﺎﺴﺘﺸﺎﺭ ﺃﺤﺩ ﺍﻟﺴـﺤﺭﺓ ﻓـﻲ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺫﻟﻙ، ﻓﺄﺸﺎﺭ ﻋﻠﻴﻪ ﺒﻜﺘﺎﺒﺔ ﺨﻁﺎﺏ ﺇﻟﻰ ﺭﻭﺤﻬﺎ، ﻓﻜﺘﺏ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺨﻁﺎﺒﺎ ﻭﻗـﺭﺃﻩ‬ ‫‪‬‬ ‫)١( ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻤﻜﺎﻭﻱ، ﺍﻟﻤﻌﺘﻘﺩﺍﺕ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻐﻴﺭ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ: ﺩﺭﺍﺴﺔ ﻤﻴﺩﺍﻨﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻗﺭﻴﺔ‬ ‫ﺴﻴﻑ ﺍﻟﺩﻴﻥ ﺒﻤﺤﺎﻓﻅﺔ ﺩﻤﻴﺎﻁ، ﺭﺴﺎﻟﺔ ﻤﺎﺠﺴﺘﻴﺭ ) ﻏﻴﺭ ﻤﻨﺸﻭﺭﺓ (، ﺠﺎﻤﻌﺔ ﺍﻟﻘـﺎﻫﺭﺓ،‬ ‫٢٨٩١، ﺹ ٧٦٢.‬
‫ﺒﺼﻭﺕ ﻋﺎل ﺃﻤﺎﻡ ﻤﻘﺒﺭﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﺃﺤﺩ ﺍﻷﻋﻴﺎﺩ، ﺜﻡ ﺭﺒﻁﻪ ﺒﺘﻤﺜﺎﻟﻬﺎ ﺤﺘﻰ ﻴﺼل‬ ‫ﺇﻟﻴﻬﺎ )٢(.‬ ‫ﺜﺎﻨﻴﺎ: " ﻅﺎﻫﺭﺓ ﺍﻟﻜﺘﺎﺒﺔ " ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺭﺍﺙ ﺍﻟﺸﻌﺒﻲ ﺍﻟﻤﺼﺭﻱ:‬ ‫‪‬‬ ‫ﻟﻌل ﺃﻏﺭﺏ ﺼﻭﺭﺓ ﻟﻠﻜﺘﺎﺒﺔ ﺘﺘﻤﺜل ﻓﻲ ﺍﻟﻜﺘﺎﺒﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﻤﻭﺍﺕ ﻤـﻥ‬ ‫ﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺀ. ﻭﻗﺩ ﺍﻨﺒﺭﻯ ﺍﻟﺩﻜﺘﻭﺭ ﺴﻴﺩ ﻋﻭﻴﺱ ﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﻅﺎﻫﺭﺓ ﺍﻟﻜﺘﺎﺒـﺔ ﺇﻟـﻰ‬ ‫ﺍﻹﻤﺎﻡ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ﻭﺇﺭﺴﺎل ﺍﻟﺭﺴﺎﺌل ﻋﻠﻰ ﻀـﺭﻴﺤﻪ ﺒﻤﺩﻴﻨـﺔ ﺍﻟﻘـﺎﻫﺭﺓ )٣(.‬ ‫ﻭﺃﻭﻀﺤﺕ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﻋﻤﻕ ﺍﻟﻤﻌﺘﻘﺩﺍﺕ ﺍﻟﻜﺎﻤﻨﺔ ﺨﻠﻑ ﺍﻟﻜﺘﺎﺒﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﻭﻟﻴـﺎﺀ‬ ‫ﺍﻷﻤﻭﺍﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺭﺍﺙ ﺍﻟﺸﻌﺒﻲ، ﻭﺍﻟﻭﻅﺎﺌﻑ ﺍﻟﻌﺩﻴﺩﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻀﻁﻠﻊ ﺒﻬﺎ ﻫـﺫﻩ‬ ‫ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ.‬ ‫ﻭﻗﺩ ﻜﺸﻔﺕ ﻅﺎﻫﺭﺓ " ﺍﻟﻜﺘﺎﺒﺔ " ﺇﻟﻰ ﺍﻹﻤﺎﻡ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ﻋﻥ ﺍﻟﺠـﺭﺍﺌﻡ‬ ‫ﻏﻴﺭ ﺍﻟﻤﻨﻅﻭﺭﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺭﺘﻜﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ـ ﻜﺎﻟﺭﺸﻭﺓ ﻭﺍﻟﺴﺭﻗﺔ ﻭﺍﻟﺠﺭﺍﺌﻡ‬ ‫ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ـ ﻭﻻ ﺘﺼل ﺇﻟﻰ ﺭﺠﺎل ﺍﻟﺸﺭﻁﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺤﺎﻜﻡ ﻟﺴـﺒﺏ ﺃﻭ ﻵﺨـﺭ‬ ‫)٤(. ﻭﺘﻭﻀﺢ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﺃﻥ ﺍﻟﻜﺘﺎﺒﺔ ﺍﺘﺨﺫﺕ ﺼـﻭﺭﺘﻴﻥ، ﺃﻭﻻﻫﻤـﺎ ﻫـﻲ‬ ‫ﻗﺼﺎﺼﺎﺕ ﻴﻠﻘﻴﻬﺎ ﺃﺼﺤﺎﺒﻬﺎ ﻓﻲ " ﻤﻘﺼﻭﺭﺓ " ﺍﻟﻀﺭﻴﺢ، ﻭﺜﺎﻨﻴﺘﻬﻤـﺎ ﻫـﻲ‬ ‫ﺍﻟﺭﺴﺎﺌل ﺍﻟﺒﺭﻴﺩﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺒﻠﻎ ﻋﺩﺩﻫﺎ ٣٦١ ﺭﺴﺎﻟﺔ.‬ ‫)٢( ﻭﻟﻴﻡ ﻨﻅﻴﺭ، ﺍﻟﻤﺭﺃﺓ ﻓﻲ ﺘﺎﺭﻴﺦ ﻤﺼﺭ ﺍﻟﻘﺩﻴﻡ، ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻘﻠﻡ، ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ، ٥٦٩١، ﺹ ﺹ‬ ‫٥١، ٦١.‬ ‫)٣( ﺩ. ﺴﻴﺩ ﻋﻭﻴﺱ، ﻤﻥ ﻤﻼﻤﺢ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺼـﺭﻱ ﺍﻟﻤﻌﺎﺼـﺭ: ﻅـﺎﻫﺭﺓ ﺇﺭﺴـﺎل‬ ‫ﺍﻟﺭﺴﺎﺌل ﺇﻟﻰ ﻀﺭﻴﺢ ﺍﻹﻤﺎﻡ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ، ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺸﻌﺏ، ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ، ٥٦٩١.‬ ‫)٤(ﺩ. ﺴﻴﺩ ﻋﻭﻴﺱ، ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ، ﺹ ﺹ ٩١ ـ ٠٢.‬
‫ﺜﺎﻟﺜﺎ: ﺍﻷﺸﻜﺎل ﺍﻟﻤﺴﺘﺤﺩﺜﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻜﺘﺎﺒﺔ:‬ ‫ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻨﺕ ﺍﻟﺼﻭﺭﺘﺎﻥ ﺍﻟﺴﺎﺒﻘﺘﺎﻥ ﺘﻌﻜﺴﺎﻥ ﺃﻏﺭﺏ ﺼﻭﺭ " ﺍﻟﻜﺘﺎﺒﺔ "‬ ‫ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﺍﻟﻤﺼﺭﻱ ﺍﻟﻘﺩﻴﻡ ﻭﺍﻟﺤﺩﻴﺙ، ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺘـﺎﺭﻴﺦ ﺍﻟﺜﻘـﺎﻓﻲ‬ ‫ﺍﻟﻤﻌﺎﺼﺭ ﻴﺤﻭﻱ ﺼﻭﺭﺍ ﻤﺴﺘﺤﺩﺜﺔ ﻤﻥ " ﺍﻟﻜﺘﺎﺒﺔ "، ﻭﻟﻌل ﺃﻫﻤﻬﺎ " ﺍﻟﻜﺘﺎﺒـﺔ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺭﻜﺒﺎﺕ " )٥(، ﻭ " ﺍﻟﻜﺘﺎﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻤﻠـﺔ ﺍﻟﻭﺭﻗﻴـﺔ " ــ ﻤﺠـﺎل‬ ‫•‬ ‫ﺩﺭﺍﺴﺘﻨﺎ ﺍﻟﺤﺎﻟﻴﺔ ـ ﻭ " ﺍﻟﻜﺘﺎﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﺠﺩﺭﺍﻥ ﺩﻭﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ "‬ ‫ﺃﻤﺎ " ﺍﻟﻜﺘﺎﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻤﻠﺔ ﺍﻟﻭﺭﻗﻴﺔ " ﻓﻬﻲ ﻤﻭﻀﻭﻉ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ،‬ ‫ﺒﻴﻨﻤﺎ " ﺍﻟﻜﺘﺎﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﺠﺩﺭﺍﻥ ﺩﻭﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ " ﺘﺤﺘﺎﺝ ﺠﻬﺩﺍ ﻭﺍﻫﺘﻤﺎﻤﺎ ﺁﺨـﺭ‬ ‫ﻟﺩﺭﺍﺴﺘﻬﺎ ﻭﺘﺤﻠﻴﻠﻬﺎ، ﻋﻠﻰ ﺤﻴﻥ ﻨﺎﻟﺕ " ﺍﻟﻜﺘﺎﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺭﻜﺒﺎﺕ " ﺍﻫﺘﻤﺎﻤـﺎ‬ ‫ﻤﻠﺤﻭﻅﺎ ﺤﻴﺙ ﻴﺭﺍﻫﺎ ﺍﻟﺩﻜﺘﻭﺭ ﺴﻴﺩ ﻋﻭﻴﺱ ﻭﺴﻴﻠﺔ ﻤﻥ ﻭﺴـﺎﺌل ﻤﻭﺍﺠﻬـﺔ‬ ‫ﺍﻟﻤﺠﻬﻭل، ﻭﻫﻲ ﺃﺴﻠﻭﺏ ﺠﺩﻴﺩ ﺍﺒﺘﺩﻋﻪ ﺍﻟﻤﺼﺭﻱ ﻟﻠﻤﻭﺍﺠﻬـﺔ ﺍﻟﻤﺴـﺘﻘﺒﻠﻴﺔ،‬ ‫ﻓﻬﺫﻩ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻜﺘﺒﻬﺎ ﺃﺼﺤﺎﺏ ﺍﻟﻤﺭﻜﺒﺎﺕ ﻭﺴـﺎﺌﻘﻭﻫﺎ ﺘﻌﻜـﺱ ﻤـﺎ‬ ‫ﻴﺭﺠﻭﻨﻪ ﻤﻥ ﻤﻭﺍﻗﻑ ﻤﺴﺘﺤﺒﺔ ) ﺍﻟﺭﺯﻕ ﻭﺍﻟﺴﻼﻤﺔ ( ﻭﺍﻟﻭﻗﺎﻴﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻭﺍﻗﻑ‬ ‫ﻏﻴﺭ ﺍﻟﻤﺴﺘﺤﺒﺔ ) ﺍﻟﺤﺴﺩ ﻭﻀﺂﻟﺔ ﺍﻟﺭﺯﻕ ﻭﺍﻟﺤﻭﺍﺩﺙ ﻭﻋﻨﺕ ﺍﻟﺯﺒﺎﺌﻥ (. ﻫﻲ‬ ‫ﺇﺫﻥ ﺃﺴﻠﻭﺏ ﺠﺩﻴﺩ ﻤﻥ ﺃﺴﺎﻟﻴﺏ ﻤﻭﺍﺠﻬﺔ ﺍﻟﻤﺠﻬﻭل ﻴﺭﺠﻭ ﺍﻟﻭﻗﺎﻴﺔ ﻭﻴﻠﺢ ﻓﻲ‬ ‫ﺘﺤﻘﻴﻕ ﺍﻟﺴﻼﻤﺔ )٦(.‬ ‫)٥( ﺩ. ﺴﻴﺩ ﻋﻭﻴﺱ،ﻫﺘﺎﻑ ﺍﻟﺼﺎﻤﺘﻴﻥ ) ﻅﺎﻫﺭﺓ ﺍﻟﻜﺘﺎﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﻫﻴﺎﻜل ﺍﻟﻤﺭﻜﺒـﺎﺕ ﻓـﻲ‬ ‫ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺼﺭﻱ ﺍﻟﻤﻌﺎﺼﺭ (، ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻁﺒﺎﻋﺔ ﺍﻟﺤﺩﻴﺜﺔ، ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ، ١٧٩١.‬ ‫ﺘﻌﺘﺒﺭ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻜﺘﺎﺒﺔ ﻅﺎﻫﺭﺓ ﻋﺎﻟﻤﻴﺔ، ﻭﻫﻲ ﺘﺴﻭﺩ ﻜﺎﻓﺔ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﻭﺘﻌﻜـﺱ ﺜﻘﺎﻓـﺔ‬ ‫•‬ ‫ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻭﺍﻟﻤﻭﻗﻑ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴـﻲ ﻟـﺒﻌﺽ ﺠﻤﺎﻋﺎﺘـﻪ ﻜﻤـﺎ ﺘﻘـﻭﻡ ﺒﻭﻅﻴﻔـﺔ ﺍﻟﺘﻨﻔـﻴﺱ‬ ‫ﻋﻥ ﺍﻟﺘﻭﺘﺭﺍﺕ ﻭﺍﻟﺼﺭﺍﻋﺎﺕ ﺍﻟﻤﻜﺒﻭﺘﺔ، ﻭﻋﻤﻭﻤﺎ ﻓﻬﻲ ﻅﺎﻫﺭﺓ ﺘﺴﺘﺤﻕ ﻤﻨﺎ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ.‬ ‫)٦( ﺩ. ﺴﻴﺩ ﻋﻭﻴﺱ، ﻫﺘﺎﻑ ﺍﻟﺼﺎﻤﺘﻴﻥ، ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ، ﺹ ﺹ ٨٢، ٩٣‬
‫ﻟﻘﺩ ﺒﺩﺃﺕ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﺍﻟﻤﻴﺩﺍﻨﻴﺔ ﻟﻠﻜﺘﺎﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺭﻜﺒﺎﺕ ﻓـﻲ ١/ ٩/‬ ‫٧٦٩١ ﻭﺍﺴﺘﻤﺭﺕ ﺤﺘﻰ ١٣/ ٨/ ٠٧٩١. ﻓﻘﺩ ﺠﻤﻊ ﺍﻟﺩﻜﺘﻭﺭ ﺴﻴﺩ ﻋﻭﻴﺱ‬ ‫ﺨﻼل ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻔﺘﺭﺓ ﺃﻟﻑ ﻜﻠﻤﺔ ﻭﻋﺒﺎﺭﺓ، ﻤﻜﺘﻭﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﻫﻴﺎﻜـل ﺍﻟﺴـﻴﺎﺭﺍﺕ‬ ‫ﻭﺍﻟﻠﻭﺭﻴﺎﺕ ﻭﺍﻟﻌﺭﺒﺎﺕ، ﺒﻌﻀﻬﺎ ﻤﻜـﺭﺭ ﻭﺒﻌﻀـﻬﺎ ﻤﺘﺸـﺎﺒﻬﺔ ﻭﺃﺸـﻜﺎﻟﻬﺎ‬ ‫ﻤﺘﻌﺩﺩﺓ، ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﺘﺤﻤل ﻓﻲ ﻁﻴﺎﺘﻬﺎ ﺍﻟﻌﺩﻴﺩ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﻨﺎﺼـﺭ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴـﺔ ﻏﻴـﺭ‬ ‫ﺍﻟﻤﺎﺩﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻌﻴﺵ ﻓﻲ ﻨﻔﻭﺱ ﺍﻟﻜﺜﻴﺭ ﻤﻥ ﺃﻋﻀﺎﺀ ﻤﺠﺘﻤﻌﻨﺎ، ﻓﻬـﻲ ﺘﻌﺒـﺭ‬ ‫ﻋﻥ ﺃﻨﺎﺘﻬﻡ ﻭﺁﻤﺎﻟﻬﻡ ﻭﺃﻓﺭﺍﺤﻬﻡ ﻭﺃﺘﺭﺍﺤﻬﻡ ﻭﺍﺴﺘﺴﻼﻤﻬﻡ ﻭﺩﻋﺎﺒﺎﺘﻬﻡ، ﻭﻋـﻥ‬ ‫ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻘﻴﻡ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻘﺩﺴﻭﻨﻬﺎ ﻭﺘﻌﻜﺱ ﺍﻟﻜﺜﻴﺭ ﻤﻥ ﺃﻨﻤﺎﻁ ﺘﻔﻜﻴﺭﻫﻡ )٧(. ﻭﻴﺅﻜﺩ‬ ‫ﺍﻟﺩﻜﺘﻭﺭ ﻋﻭﻴﺱ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻜﺘﺎﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺭﻜﺒﺎﺕ ﻅﺎﻫﺭﺓ ﺍﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻓﺭﻴﺩﺓ،‬ ‫ﻓﻬﻲ ﺠﻬﺎﺯ ﺇﻋﻼﻤﻲ ﺠﺩﻴﺩ ) ﻏﻴﺭ ﺍﻷﺴﺭﺓ ﻭﺍﻟﻤﺩﺭﺴﺔ ﻭﺍﻟﻨـﺎﺩﻱ.. ﺍﻟـﺦ (‬ ‫ﻴﺩﻋﻭ ﺇﻟﻰ ﺘﺜﺒﻴﺕ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻌﻨﺎﺼﺭ ﻓﻲ ﻨﻔﻭﺱ ﺃﻋﻀﺎﺌﻬﺎ، ﺇﺫﻥ ﻓﻬﺫﻩ ﺍﻟﻅـﺎﻫﺭﺓ‬ ‫ﺘﻤﺜل ﺠﻬﺎﺯﺍ ﺸﻌﺒﻴﺎ ﻤﻥ ﺃﺠﻬﺯﺓ ﺍﻹﻋﻼﻡ، ﻴﺘﺤﺭﻙ ﻋﻠﻰ ﺍﻤﺘﺩﺍﺩ ﻤﺩﻥ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻟﻤﺼﺭﻱ ﻭﻗﺭﺍﻩ.‬ ‫ﻭﺘﻌﺩ ﺍﻟﻜﺘﺎﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﻫﻴﺎﻜل ﺍﻟﻤﺭﻜﺒﺎﺕ ﻅﺎﻫﺭﺓ ﻤﻭﺠﻭﺩﺓ ﻓﻲ ﻤﺠﺘﻤﻌﻨﺎ‬ ‫ﻭﻤﺴﺘﻤﺭﺓ ﻓﻴﻪ ﻭﻤﻘﺒﻭﻟﺔ ﻤﻌﺘﺭﻓﺎ ﺒﻬﺎ. ﻭﺇﻥ ﻭﺠـﺩ ﺘﺸـﺎﺒﻪ ﻟﻠﻅـﺎﻫﺭﺓ ﻓـﻲ‬ ‫ﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﺃﺨﺭﻯ، ﻓﺈﻥ ﺍﻷﺴﻠﻭﺏ ﻭﺍﻟﻤﻀﻤﻭﻥ ﻴﺨﺘﻠﻔﺎﻥ ﺘﻤﺎﻤﺎ. ﺇﻨﻬﺎ ﺘﻜـﻭﻥ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻤﻠﺼﻘﺎﺕ ﻤﺼﻭﺭﺓ ﺃﺤﻴﺎﻨﺎ، ﻭﻏﻴﺭ ﻤﺼﻭﺭﺓ ﺃﺤﻴﺎﻨﺎ ﺃﺨـﺭﻯ، ﻭﺍﻟﻤﻀـﻤﻭﻥ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻋﺎﺩﺓ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻥ ﺇﻋﻼﻨﺎﺕ ﺘﺠﺎﺭﻴﺔ ﺃﻭ ﺴـﻴﺎﺤﻴﺔ، ﻭﻻ ﺘﻌﻜـﺱ ﺇﻻ ﺍﻟﻨـﺫﺭ‬ ‫ﺍﻟﻴﺴﻴﺭ ﻤﻥ ﻋﻨﺎﺼﺭ ﺍﻟﻤﻨﺎﺥ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ. ﺒﻴﻨﻤﺎ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ ﻓـﻲ‬ ‫ﻤﺠﺘﻤﻌﻨﺎ ﺍﻟﻤﺼﺭﻱ ﻓﺭﻴﺩﺓ ﻭﺜﺭﻴﺔ ﻓﻲ ﺃﺴﻠﻭﺒﻬﺎ ﻭﺸﻜﻠﻬﺎ ﻭﻤﻀﻤﻭﻨﻬﺎ.‬ ‫)٧( ﻨﻔﺱ ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ، ﺹ ١٤.‬
‫ﻭﻴﺒﺩﻭ ﻋﻤﻕ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ ﻭﺭﺴﻭﺨﻬﺎ ﻤﻥ ﺨﻼل ﺇﺼﺭﺍﺭ ﺃﺼﺤﺎﺏ‬ ‫ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺍﺕ ﻭﺴﺎﺌﻘﻴﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﺘﺎﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﻫﻴﺎﻜل ﺴـﻴﺎﺭﺘﻬﻡ، ﻭﺩﻓـﻊ ﺃﺠـﺭ‬ ‫ﺍﻟﺨﻁﺎﻁ ـ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻜﺘﺏ ﻤﺎ ﻴﺭﻏﺒﻭﻨﻪ ـ ﻤﻥ ﻤﺎﻟﻬﻡ ﺍﻟﺨـﺎﺹ، ﻭﻴﺼـﺭﻭﻥ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﺘﺎﺒﺔ ﺒﺎﻟﺭﻏﻡ ﻤﻥ ﻤﻌﺎﺭﻀﺔ ﺇﺩﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺭﻭﺭ ﻟﻬﻡ ﻜﻠﻤﺎ ﺤﺎﻥ ﻤﻭﻋـﺩ‬ ‫ﺘﺠﺩﻴﺩ ﺍﻟﺭﺨﺼﺔ )٨(.‬ ‫ﻟﻘﺩ ﺠﺎﺏ ﺍﻟﺩﻜﺘﻭﺭ ﻋﻭﻴﺱ ﺇﺤﺩﻯ ﻋﺸﺭﺓ ﻤﺤﺎﻓﻅﺔ، ﻭﺠﻤﻊ ﻋﺒﺎﺭﺍﺘﻪ‬ ‫ﻤﻥ ٠٠٥ ﻤﺭﻜﺒﺔ، ﻭﺴﺠل ﻜﻠﻤﺎﺘﻬﺎ ﻭﺍﺴﺘﻭﻋﺒﻬﺎ، ﺜﻡ ﻗﺴﻤﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﻭﺤﺩﺍﺕ ﺃﻭ‬ ‫ﻓﺌﺎﺕ ﺘﺤﻠﻴﻠﻴﺔ ﻟﻴﺘﻤﻜﻥ ﻤﻥ ﺘﺤﻠﻴﻠﻬﺎ ﺘﺤﻠﻴﻼ ﻜﻴﻔﻴﺎ ﻓﻲ ﻀﻭﺀ ﻨﻭﻉ ﺍﻟﻤﺭﻜﺒﺎﺕ،‬ ‫ﹰ ‪‬‬ ‫ﻭﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻅﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺴﻴﺭ ﻓﻴﻬﺎ، ﻭﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻅﺔ ﺍﻟﻤﺸﺭﻓﺔ ﺇﺩﺍﺭﻴﺎ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭﺍﻟﻜﻠﻤﺔ‬ ‫ﻭﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺓ ﻭﺃﺸﻜﺎل ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﻭﻤﻀﻤﻭﻨﻬﺎ. ﻭﺘﺘﻭﺯﻉ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺭﻜﺒـﺎﺕ ﻋﻠـﻰ‬ ‫ﻓﺌﺎﺕ ﺴﺕ ﻭﻫﻲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺍﺕ ﺍﻷﺠﺭﺓ ) ٠٠٢ ( ﻭﺍﻟﻠﻭﺭﻱ ﻭﺍﻟﻨﻘل ) ٧٧١ (‬ ‫ﻭﺍﻷﺘﻭﺒﻴﺱ ) ٠٥ ( ﻭﻋﺭﺒﺔ ﻤﺄﻜﻭﻻﺕ ﺃﻭ ﻤﺸﺭﻭﺒﺎﺕ ) ٧٤ ( ﻭﻋﺭﺒـﺎﺕ‬ ‫)٩(‬ ‫ﻭﻗﺩ ﺠﻤﻊ ٩١٦ ﻋﺒـﺎﺭﺓ‬ ‫ﺍﻟﻜﺎﺭﻭ ) ٠٢ ( ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﻼﻜﻲ ) ٦ (‬ ‫ﻤﻥ ﻋﻠﻰ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺭﻜﺒﺎﺕ ﻭﺼﻨﻔﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺩﻋﻭﺍﺕ ﻭﺍﺒﺘﻬﺎﻻﺕ، ﻭﺃﺠﺯﺍﺀ ﻤـﻥ‬ ‫ﺍﻷﻏﺎﻨﻲ، ﻭﺍﻷﻤﺜﺎل، ﻭﺍﻟﺘﺤﺫﻴﺭﺍﺕ، ﻭﺍﻟﺘﺤﻴـﺎﺕ، ﻭﺍﻵﻴـﺎﺕ، ﻭﺍﻟﺘﻌﺒﻴـﺭﺍﺕ‬ ‫ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ، ﻭﺍﻷﻗﻭﺍل ﺍﻟﻤﺄﺜﻭﺭﺓ، ﻭﺍﻷﺴﻤﺎﺀ، ﻭﺍﻷﺤﺎﺩﻴﺙ )٠١(.‬ ‫ﺜﻡ ﺘﻨﺘﻬﻲ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﺒﻤﻠﺤـﻕ ﻴﻀـﻡ ﻗﺎﻤﻭ ‪‬ـﺎ ﺃﺒﺠـﺩﻴﺎ ﻟﻠﻜﻠﻤـﺎﺕ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺴ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺍﺕ ﻤﻭﻀﻭﻉ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﻴﺒﺩﺃ ﻤﻥ ﺤﺭﻑ ﺍﻷﻟﻑ ﻤﺜل ) ﺍﺒـﻥ ﺍﻟـﻭﺯ‬ ‫)٨( ﺩ. ﺴﻴﺩ ﻋﻭﻴﺱ، ﻫﺘﺎﻑ ﺍﻟﺼﺎﻤﺘﻴﻥ، ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ، ﺹ ٣٤.‬ ‫)٩( ﻨﻔﺱ ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ،٣٦.‬ ‫)٠١( ﻫﺘﺎﻑ ﺍﻟﺼﺎﻤﺘﻴﻥ، ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ، ﺹ ﺹ ٣٧ ـ ٢٨.‬
‫ﻋﻭﺍﻡ (، ﻭﻴﻨﺘﻬﻲ ﺒﺎﻟﻴﺎﺀ ﻤﺜل ) ﻴﻌﺩ ﻟﻬـﺎ ﺍﻟﻤـﻭﻟﻰ (، ﻭ ) ﻴﻘﻴﻨـﻲ ﺒـﺎﷲ‬ ‫ﻴﻘﻴﻨﻲ () * (.‬ ‫ﺭﺍﺒﻌﺎ: ﺍﻹﻁﺎﺭ ﺍﻟﻨﻅﺭﻱ ﻟﻠﺩﺭﺍﺴﺔ:‬ ‫‪‬‬ ‫ﺘﺘﺨﺫ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﻤﻥ ﻅﺎﻫﺭﺓ " ﺍﻟﻜﺘﺎﺒﺔ ﻋﻠـﻰ ﺍﻟﻌﻤﻠـﺔ ﺍﻟﻭﺭﻗﻴـﺔ "‬ ‫ﻤﻭﻀﻭﻋﺎ ﻟﻬﺎ. ﻭﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻨﻜﻭﻥ ﺒﺼﺩﺩ ﻋﻼﻗﺔ ﺒـﻴﻥ ﺍﻟﺘـﺭﺍﺙ ﺍﻟﺸـﻌﺒﻲ ـ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺒﺸﻜل ﻋﺎﻡ ـ ﻭﺒﻴﻥ ﺍﻟﻌﻤﻠﺔ ﺍﻟﻭﺭﻗﻴﺔ ﻭﻜﻴﻔﻴﺔ ﺍﻟﺘﻌﺎﻤل ﻤﻌﻬﺎ ﺒﻨﺤـﻭ‬ ‫ﺨﺎﺹ. ﺃﻀﻑ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺘﻐﻴﺭ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﻤﺘﻐﻴﺭﺍ ﺁﺨﺭ ﻭﻫﻭ ﺍﻹﺒﺩﺍﻉ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﺍﻟﻭﺍﻗﻊ ﺇﻨﻨﺎ ﻨﻌﺘﺒﺭ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ ﺸﻜﻼ ﻤﻥ ﺃﺸﻜﺎل ﺍﻹﺒـﺩﺍﻉ ﻓـﻲ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﺍﻟﺘﺭﺍﺙ ﺍﻟﺸﻌﺒﻲ، ﺇﺫ ﺇﻨﻬﺎ ﺘﺤﻭﻱ ﻤﻀﺎﻤﻴﻥ ﺘﺴﺘﻠﻬﻡ ﻋﻨﺎﺼﺭ ﻋﺩﻴﺩﺓ ﻤﻥ ﺫﺍﻙ‬ ‫ﺍﻟﺘﺭﺍﺙ ﻜﺎﻟﻘﻴﻡ ) ﺍﻟﺨﺼﻭﺒﺔ ﻤـﺜﻼ ( ﻭﺍﻟﻌـﺎﺩﺍﺕ ) ﺍﻟﺴـﺒﻭﻉ ﻭﺍﻟـﺯﻭﺍﺝ (‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻭﺍﻟﻤﻌﺘﻘﺩﺍﺕ ) ﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺀ ﻭﺍﻟﻁﺭﻕ ﺍﻟﺼﻭﻓﻴﺔ ( ﻭﺍﻵﺩﺍﺏ ﺍﻟﺸـﻌﺒﻴﺔ ) ﺍﻟﺤﻜـﻡ‬ ‫ﻭﺍﻷﻤﺜﺎل ﻭﺍﻷﻏﺎﻨﻲ.. ﺍﻟﺦ (، ﺇﻨﻬﺎ ﺇﺫﻥ ﺘﺴﺘﻠﻬﻡ ـ ﻓﻲ ﻤﺠﻤﻠﻬﺎ ـ ﻋﻨﺎﺼﺭ‬ ‫ﺍﻟﺘﺭﺍﺙ ﺍﻟﺸﻌﺒﻲ ﻭﺘﻬﻀﻤﻪ ﻭﺘﻌﻴﺩ ﺇﻓﺭﺍﺯﻩ ﻓﻲ ﺸﻜل ﺠﺩﻴﺩ ﻭﺒﻁﺭﻴﻘﺔ ﺠﺩﻴـﺩﺓ‬ ‫ـ ﻭﺇﻥ ﻜﺎﻨﺕ ﻏﻴﺭ ﻤﺭﻴﺤﺔ ـ ﻭﻓﺭﻴﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﻜﻠﻪ ﺤﻴـﺙ ﺘﺘﺨـﺫ ﻤـﻥ‬ ‫ﺍﻟﻌﻤﻠﺔ ﺍﻟﻭﺭﻗﻴﺔ ﻤﺴﺭﺤﺎ ﻟﻬﺎ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﻟﻌل ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ ﺃﻴﻀﺎ ﺘﺜﻴﺭ ﻋﺩﻴﺩﺍ ﻤـﻥ ﺍﻟﻘﻀـﺎﻴﺎ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘـﺔ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫)١١(‬ ‫ﺇﺫ ﻜﻴﻑ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺒﺩﻉ ﺍﻟﻔﺭﺩ، ﻴﻨﻘـل‬ ‫ﺒﺎﻟﺘﺭﺍﺙ ﺍﻟﺸﻌﺒﻲ ﻭﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻹﺒﺩﺍﻋﻴﺔ‬ ‫ﻋﻨﺼﺭﺍ ﺸﻌﺒﻴﺎ ﻤﻠﻜﺎ ﻟﻠﺠﻤﻴﻊ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺴﺘﻭﻯ ﺍﻹﺒﺩﺍﻋﻲ ﺍﻟﻔـﺭﺩﻱ؟ ﻭﺒﻤﻌﻨـﻰ‬ ‫‪ ‬ﹰ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻨﻅﺭ ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ، ﺹ ﺹ ٧٠٢ ـ ٥٣٢.‬ ‫)*(‬ ‫)١١( ﺭﺍﺠﻊ ﺍﻟﻭﺭﻗﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺩﻤﻬﺎ ﺍﻟﺩﻜﺘﻭﺭ ﻤﺤﻤﺩ ﺍﻟﺠﻭﻫﺭﻱ ﺒﻌﻨﻭﺍﻥ: " ﺍﻹﺒﺩﺍﻉ ﻭﺍﻟﺘﺭﺍﺙ‬ ‫ﺍﻟﺸﻌﺒﻲ " ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺩﻭﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻋﻘﺩﺘﻬﺎ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺒﺩﺍﺭ ﺍﻷﻭﺒﺭﺍ ﺨﻼل ﺍﻟﻔﺘﺭﺓ ﻤﻥ ٩ ﺇﻟﻰ‬ ‫١١/ ٧/ ١٩٩١. ﻭﺤﻭل ﻨﻔﺱ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻉ " ﺍﻹﺒﺩﺍﻉ ﻭﺍﻟﺘﺭﺍﺙ ﺍﻟﺸﻌﺒﻲ ".‬
‫ﺁﺨﺭ ﻜﻴﻑ ﻴﻔﺴﺢ ﺍﻟﺘـﺭﺍﺙ ﺍﻟﺸـﻌﺒﻲ ) ﻗـﻭﺓ ﺍﻟﺤﻔـﺎﻅ ﻋﻠـﻰ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋـﺔ‬ ‫ﻭﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻅﺔ ( ﻤﺠﺎﻻ ﻟﻺﺒﺩﺍﻉ ﺍﻟﻔﺭﺩﻱ ) ﺍﻟﺨﻠﻕ ﻭﺍﻻﺒﺘﻜﺎﺭ (؟‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻭﻤﻥ ﻨﺎﺤﻴﺔ ﺃﺨﺭﻯ ﻓﺈﻥ ﻅﺎﻫﺭﺓ ﺍﻟﻜﺘﺎﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻤﻠﺔ ﺍﻟﻭﺭﻗﻴﺔ ﺘﻤﺜل‬ ‫ﻤﻭﺠﺔ ﻤﻥ ﻤﻭﺠﺎﺕ ﺤﺭﻜﺔ ﺍﻟﺘﺭﺍﺙ ﺍﻟﺸﻌﺒﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺴﺘﻤﺭ ﻓﺘﺭﺓ ﻁﻭﻴﻠـﺔ. ﺇﻻ‬ ‫ﺇﻨﻨﺎ ﻨﺘﺴﺎﺀل ﻋﻥ ﻤﺴﺘﻘﺒل ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ " ﺍﻹﺒﺩﺍﻋﻴﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ " ـ ﻜﻤﺎ ﻗﻠﻨـﺎ‬ ‫ـ ﺒﻌﺩ ﺃﻥ ﺃﻟﻐﻲ ﺍﻟﻌﻤل ﺒﺎﻟﻌﻤﻠﺘﻴﻥ ﺍﻟﻭﺭﻗﻴﺘﻴﻥ ﻓﺌﺘﻲ ﺨﻤﺴﺔ ﻗﺭﻭﺵ ﻭﻋﺸـﺭﺓ‬ ‫ُ‬ ‫ﻗﺭﻭﺵ، ﻟﻘﺩ ﻨﺎﻗﺵ ﻤﺠﻠﺱ ﺍﻟﻭﺯﺭﺍﺀ ﻓﻲ ﺍﺠﺘﻤﺎﻋﻪ ﺒﺭﺌﺎﺴﺔ ﺍﻟﺩﻜﺘﻭﺭ ﻋﻠـﻲ‬ ‫ﻟﻁﻔﻲ ﺇﻟﻐﺎﺀ ﺍﻟﻌﻤﻠﺔ ﺍﻟﻭﺭﻗﻴﺔ ٥ ﻭ ٠١ ﻗﺭﻭﺵ، ﻭﺴـﺤﺒﻬﺎ ﻤـﻥ ﺍﻟﺘـﺩﺍﻭل‬ ‫ﻭﺇﺤﻼل ﻋﻤﻼﺕ ﻤﻌﺩﻨﻴﺔ ﺒﺩﻟﻬﺎ )٢١(. ﺜﻡ ﺃﺠل ﺘﻨﻔﻴﺫ ﻫﺫﺍ ﺍﻹﻟﻐﺎﺀ ﻋﺎﻤﺎ ﺁﺨﺭ،‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﺒﻌﺩﻫﺎ ﺘﺄﺠل ﻤﺭﺓ ﺃﺨﺭﻯ ﺇﻟﻰ ١/ ٧/ ٩٨٩١ ﻭﺃﺨﻴﺭﺍ ﺒﺩﺃ ﺘﻨﻔﻴﺫﻩ ﺍﻋﺘﺒـﺎﺭﺍ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﻤﻥ ١/ ١/ ١٩٩١.‬ ‫ﻭﻜﺎﻥ ﻟﻬﺫﺍ ﺍﻹﻟﻐﺎﺀ ﺭﺩ ﻓﻌل ﻋﻜﺴﺘﻪ ﺒﻌﺽ ﻭﺴـﺎﺌل ﺍﻹﻋـﻼﻡ ـ‬ ‫ﻭﻤﻨﻬﺎ ﺼﺤﻴﻔﺔ ﺍﻷﻫﺭﺍﻡ ـ ﻓﻲ ﺭﺴﻭﻤﻬﺎ ﺍﻟﻜﺎﺭﻴﻜﺎﺘﻴﺭﻴـﺔ ﻟﻠﺘﻌﺒﻴـﺭ ﻋـﻥ‬ ‫ﺍﻨﺨﻔﺎﺽ ﺍﻟﻘﻴﻤﺔ ﺍﻟﺸﺭﺍﺌﻴﺔ ﻟﻠﻌﻤﻠﺔ ﺍﻟﻤﺼﺭﻴﺔ )٣١(، ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺤﻭ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ:‬ ‫ﻭﻟﻌل ﺍﻟﻨﻅﺭﺓ ﺍﻟﺴﻭﺴﻴﻭﻟﻭﺠﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﻜﻭﻟﻭﺠﻴﺔ ﻓﻲ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﻔﻭﻟﻜﻠـﻭﺭ‬ ‫ﺘﻭﻀﺢ ﺃﻥ ﻜل ﻤﺅﺩ ﻟﻸﻋﻤﺎل ﺍﻷﺩﺒﻴﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ـ ﻭﺍﻟﺸـﻌﺭﻴﺔ ﺍﻟﺸـﻔﻬﻴﺔ ـ‬ ‫ﺇﻨﻤﺎ ﻫﻭ ـ ﻓﻲ ﻨﻔﺱ ﺍﻟﻭﻗﺕ ﻭﺇﻟﻰ ﺤﺩ ﻜﺒﻴﺭ ـ ﻤﺒﺩﻋﻬﺎ ﻭﻤﺅﻟﻔﻬﺎ. ﻭﻤﻥ ﺒﻴﻥ‬ ‫ﻫﺅﻻﺀ ﺍﻟﻤﺅﺩﻴﻥ ﻴﻭﺠﺩ ﺍﻟﻤﻭﻫﻭﺏ ﻭﺍﻟﻤﻘﻠﺩ ﻭﺍﻟﻤﺘﻔﻜﻪ ﺍﻟﻤـﺭﺡ، ﻭﺍﻷﺨﻼﻗـﻲ‬ ‫ﺍﻟﻤﺘﺯﻤﺕ، ﻭﺍﻟﺼﺎﻟﺢ ﻭﺍﻟﻁﺎﻟﺢ، ﻭﺍﻟﺭﻭﻤﺎﻨﺴﻲ ﻭﺍﻟـﻭﺍﻗﻌﻲ )٤١(، ﻭﺒﺎﻟﺘـﺎﻟﻲ‬ ‫)٢١( ﺼﺤﻴﻔﺔ ﺍﻷﻫﺭﺍﻡ، ﺍﻟﻌﺩﺩ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﺒﺘﺎﺭﻴﺦ ٩١/ ٢/ ٦٨٩١.‬ ‫)٣١( ﺼﺤﻴﻔﺔ ﺍﻷﻫﺭﺍﻡ، ﺍﻟﻌﺩﺩ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﺒﺘﺎﺭﻴﺦ ٢٢/ ٢/ ٦٨٩١.‬ ‫)٤١( ﺩ. ﻤﺤﻤﺩ ﺍﻟﺠﻭﻫﺭﻱ، ﻋﻠﻡ ﺍﻟﻔﻭﻟﻜﻠـﻭﺭ، ﺝ ١، ﻁ ٢، ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻤﻌـﺎﺭﻑ ﺍﻟﻘـﺎﻫﺭﺓ،‬ ‫٧٧٩١، ٢ ﺹ ١٢٣.‬
‫ﺘﻅﻬﺭ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻔﺭﻭﻕ ﺍﻟﻔﺭﺩﻴﺔ ﻓﻲ ﻤﻀﻤﻭﻥ ﺍﻟﻜﺘﺎﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻤﻠـﺔ ﺍﻟﻭﺭﻗﻴـﺔ،‬ ‫ﻭﻫﺫﺍ ﻤﺎ ﻨﺴﻌﻰ ﻟﺘﻭﻀﻴﺤﻪ ﻤﻥ ﺨﻼل ﺘﺤﻠﻴل ﻤﻀﻤﻭﻨﻬﺎ.‬ ‫ﻭﻓﻲ ﻀﻭﺀ ﻫﺎﺘﻴﻥ ﺍﻟﻨﻅﺭﺘﻴﻥ ﺍﻟﺴﻭﺴـﻴﻭﻟﻭﺠﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴـﻴﻜﻭﻟﻭﺠﻴﺔ،‬ ‫ﺘﺴﻌﻰ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﻟﻺﺠﺎﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺴﺎﺅﻻﺕ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ:‬ ‫١- ﻤﺎ ﻫﻲ ﺍﻟﻭﻅﺎﺌﻑ ﺍﻟﺭﺌﻴﺴﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻀﻁﻠﻊ ﺒﻬﺎ ﻅﺎﻫﺭﺓ ﺍﻟﻜﺘﺎﺒﺔ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﺍﻟﻌﻤﻠﺔ ﺍﻟﻭﺭﻗﻴﺔ؟ ﺃﻭ ﻤﺎ ﻫﻲ ﺍﻷﻏﺭﺍﺽ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻟﻠﻜﺘﺎﺒﺔ؟.‬ ‫٢- ﻜﻴﻑ ﻴﺴﺘﻠﻬﻡ ﺍﻟﺸﺨﺹ ﺍﻟﻜﺎﺘﺏ ) ﺍﻟﻤﺒﺩﻉ ( ﺍﻟﺘـﺭﺍﺙ ﺍﻟﺸـﻌﺒﻲ؟‬ ‫ﻭﻜﻴﻑ ﻴﻘﺩﻤﻪ ﺨﺎﺼﺔ ﺇﺫﺍ ﺍﻋﺘﺒﺭﻨﺎﻩ ﻤﺒﺩﻋﺎ؟‬ ‫‪‬‬ ‫٣- ﺃﻱ ﻋﻨﺎﺼﺭ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﺃﻜﺜﺭ ﺍﻨﺘﺸﺎﺭﺍ ﻓﻲ ﻤﻀﻤﻭﻥ ﺍﻟﻜﺘﺎﺒـﺔ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻤﻠﺔ؟ ﻋﻨﺎﺼﺭ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﺃﻜﺜﺭ ﺍﻨﺘﺸﺎﺭﺍ ﻓﻲ ﻤﻀﻤﻭﻥ‬ ‫ﺍﻟﻜﺘﺎﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻤﻠﺔ؟ ﺍﻋﺘﺭﻨﺎﻩ ﻤﺒﺩﻋﺎ؟ ﻱ ﺍﻷﻏﺭﺍﺽ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔـﺔ‬ ‫ﻟﻠﻜﺘﺎﺒﺔ؟.ﺤﺤﺢ ﺍ ﻫﻭ ـ ﻓﻲ ﻨﻔﺱ‬
‫٤ ـ ﻤﺎ ﻫﻲ ﻁﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﻕ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ ـ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﺍﻟﺫﻱ ﺃﻓـﺭﺯ‬ ‫ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ ؟‬ ‫٥ ـ ﻟﻤﺎﺫﺍ ـ ﺇﺫﻥ ـ ﻴﻜﺘﺏ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻤﻠﺔ ﺍﻟﻭﺭﻗﻴﺔ ؟‬ ‫ﺨﺎﻤﺴﺎ: ﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ:‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻋﺘﻤﺩﺕ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻷﻨﺜﺭﻭﺒﻭﻟﺠﻲ ﻭﻋﻠﻰ ﺘﺤﻠﻴـل‬ ‫ﺍﻟﻤﻀﻤﻭﻥ، ﺒﺎﻹﻀﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻁﺭﻴﻘﺔ ﺍﻹﺤﺼﺎﺌﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺤﺩ ﻤﺎ، ﻓﻲ ﺴﺒﻴل ﻓﻬﻡ‬ ‫ٍ‬ ‫ﻅﺎﻫﺭﺓ " ﺍﻟﻜﺘﺎﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻤﻠﺔ " ﻭﺘﻔﺴﻴﺭﻫﺎ.‬ ‫ﻭﺇﺫﺍ ﻜﺎﻨﺕ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ ﺘﺒﺩﻭ ﻟﻨﺎ ﺒﺴﻴﻁﺔ ﻭﻁﺭﻴﻔﺔ، ﺇﻻ ﺇﻨﻬﺎ ﺒﺎﻟﻐﺔ‬ ‫ﺍﻟﺘﻌﻘﻴﺩ ﺴﻭﺍﺀ ﻓﻲ ﺠﻤﻊ ﻤﺎﺩﺘﻬﺎ ﺃﻭ ﻓﻲ ﺘﺼﻨﻴﻔﻬﺎ ﺃﻭ ﻓـﻲ ﺘﺤﻠﻴﻠﻬـﺎ ﺃﻭ ﻓـﻲ‬ ‫ﺘﻔﺴﻴﺭﻫﺎ. ﻭﻗﺩ ﻭﺍﺠﻬﺘﻨﺎ ﻤﺸﻜﻼﺕ ﻋﺩﺩﻴﺔ ﻓﻲ ﻜل ﻤﺭﺤﻠـﺔ ﻤـﻥ ﻤﺭﺍﺤـل‬ ‫ﺍﻟﺒﺤﺙ، ﻭﺤﺎﻭﻟﻨﺎ ﺍﻟﺘﻐﻠﺏ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺒﻘﺩﺭ ﺍﻹﻤﻜﺎﻥ. ﻭﻓﻴﻤﺎ ﻴﻠﻲ ﺒﻴﺎﻥ ﺘﻔﺼـﻴﻠﻲ‬ ‫ﻟﻠﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﻤﺴﺘﺨﺩﻡ:‬ ‫١ ـ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻷﻨﺜﺭﻭﺒﻭﻟﻭﺠﻲ:‬ ‫ﻭﻗﺩ ﺍﻋﺘﻤﺩﻨﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ ﺠﻤﻊ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻤﻥ ﺨﻼل ﻤﺎ ﻴﻠﻲ:‬ ‫ﺒﺎﻟﻤﻁﺒﻌﺔ. ﻭﻗﺩ ﺘﻨﺎﻗﺸﻨﺎ ﻤﻊ ﻫﺅﻻﺀ ﺤﻭل ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ ﻭﺒﺩﺍﻴﺘﻬﺎ‬ ‫ﻭﻭﻅﻴﻔﺘﻬﺎ ﻭﺩ) ١ ( ﺍﻹﺨﺒﺎﺭﻴﻭﻥ:‬ ‫ﻭﻫﻡ ﻤﻥ ﺃﺒﻨﺎﺀ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻤﺎﺭﺱ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ، ﻭﻟـﺩﻴﻬﻡ ﻓﻜـﺭﺓ‬ ‫ﻭﺍﻀﺤﺔ ﻋﻨﻬﺎ، ﻋﻼﻭﺓ ﻋﻠﻰ ﺃﻨﻬﻡ ‪‬ﻀ ‪‬ﻨﻭﻥ ﺍﺤﺘﻔﺎﻻﺘﻬﻡ ﺒﺎﻟﺴﺒﻭﻉ ﻭﺍﻟـﺯﻭﺍﺝ‬ ‫ﻴ ﻤ‬ ‫‪ ‬‬ ‫ﻭﺍﻷﻋﻴﺎﺩ ﺍﻟﺩﻭﺭﻴﺔ ﺘﻭﺯﻴﻊ ﺍﻟﻌﻤﻼﺕ ﺍﻟﻭﺭﻗﻴﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘـﻭﺏ ﻋﻠﻴﻬـﺎ ﻴـﺩﻭ ‪‬ﺎ ﺃﻭ‬ ‫ﻴ‪‬‬ ‫ﻭﺍﻋﻲ ﻤﻤﺎﺭﺴﺘﻬﺎ.‬
‫) ﺏ ( ﺍﻟﻤﻼﺤﻅﺔ:‬ ‫ﻟﺴﻠﻭﻙ ﺒﻌﺽ ﺍﻷﺴﺭ ﻓﻲ ﺃﺜﻨﺎﺀ ﺍﺤﺘﻔﺎﻟﻬﺎ ﺒﻌﻴﺩ ﻤﻴﻼﺩ ﺃﺤﺩ ﺃﻓﺭﺍﺩﻫـﺎ‬ ‫ﺃﻭ ﺒﺴﺒﻭﻉ ﺃﺤﺩ ﺍﻟﻤﻭﺍﻟﻴﺩ ﻭﻤﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻤﻥ ﺘﻭﺯﻴﻊ ﺍﻟﻬﺩﺍﻴﺎ ﻓﻲ ﺃﻜﻴﺎﺱ ﺼـﻐﻴﺭﺓ‬ ‫ﺘﺤﻭﻱ ﺍﻟﻤﻠﺒﺴﺎﺕ ﻭﺍﻟﻔﻭل ﺍﻟﺴﻭﺩﺍﻨﻲ ﻭﺍﻟﺒﻠﺢ ﻭﺍﻟﺤﻤﺹ ﻭﺍﻟﻔﻴﺸﺎﺭ ﻭﺍﻟﺨﺭﻭﺏ‬ ‫ﻭﺍﻟﻌﻤﻠﺔ ﺍﻟﻭﺭﻗﻴﺔ ) ٥ ﺃﻭ ٠١ ﻗﺭﻭﺵ ﻤﻜﺘﻭﺏ ﻋﻠﻴﻬﺎ (.‬ ‫) ﺠـ ( ﺍﻟﻤﻘﺎﺒﻠﺔ: ﻤﻊ ﺍﻟﻌﺎﻤﻠﻴﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻁﺎﺒﻊ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻁﺒﻊ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺍﺕ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﺍﻟﻌﻤﻠﺔ ﺍﻟﻭﺭﻗﻴﺔ ﻟﺘﻭﺯﻉ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﺎﺴﺒﺔ. ﻜﺫﻟﻙ ﺇﺠﺭﺍﺀ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻤﻘﺎﺒﻼﺕ ﻤـﻊ‬ ‫ﺨﻁﺎﻁ ﻜﻼﺸﻴﻬﺎﺕ ﻴﺘﻭﻟﻰ ﺇﻋﺩﺍﺩ ﺍﻟﻜﻼﺸـﻴﻬﺎﺕ ﺃﻭ ﺍﻷﺨﺘـﺎﻡ ﺒﺎﻟﻌﺒـﺎﺭﺍﺕ‬ ‫ﺍﻟﻤﻁﻠﻭﺒﺔ ﺤﺴﺏ ﺍﻟﻤﻨﺎﺴﺒﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻐﺭﺽ ﺍﻟﻤﺤﺩﺩ. ﻜﻤﺎ ﺃﺠﺭﻴﻨﺎ ﻤﻘﺎﺒﻠـﺔ ﻤـﻊ‬ ‫ﺼﺎﺤﺏ ﻤﺤل ﺃﺩﻭﺍﺕ ﻜﻬﺭﺒﺎﺌﻴﺔ ﻭﺼﺎﺤﺏ ﻤﺼﻨﻊ ﺒﻼﻁ ﻴﻀﻌﺎﻥ ﺨﺘﻤﻬﻤـﺎ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻤﻠﺔ ﺍﻟﻭﺭﻗﻴﺔ ) ﻤﻥ ﻓﺌﺔ ٠١ـ ٥٢ ـ ٠٠١ ﻗﺭﺵ ( ﻭﻫﻲ ﻁﺭﻴﻘﺔ‬ ‫ٍ‬ ‫ﻤﻥ ﻁﺭﻕ ﺍﻹﻋﻼﻥ ﻋﻥ ﻨﺸﺎﻁﻴﻬﻤﺎ.‬ ‫) ﺩ ( ﺍﻟﻤﺭﺸﺩﻭﻥ:‬ ‫ﻭﺍﻟﻤﻘﺼﻭﺩ ﺒﻬﻡ ﺠﻤﺎﻋﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻴﺘﻌﺎﻤﻠﻭﻥ ﻤﻊ ﺍﻟﺠﻤﻬﻭﺭ ﻤﺒﺎﺸﺭﺓ‬ ‫ﻤﻥ ﺨﻼل ﺍﻟﺒﻴﻊ ﻭﺍﻟﺸﺭﺍﺀ، ﻭﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻴﺤﺘﻔﻅﻭﻥ ﺒـﺎﻟﻌﻤﻼﺕ ﺍﻟﻭﺭﻗﻴـﺔ ﺫﺍﺕ‬ ‫ﺍﻟﻜﺘﺎﺒﺔ ﻭﻴﺴﻠﻤﻭﻨﻨﻲ ﺇﻴﺎﻫﺎ ﻜل ﻴﻭﻤﻴﻥ ﺃﻭ ﺃﺴﺒﻭﻉ. ﻭﻤﻥ ﻫـﺅﻻﺀ ﺃﺼـﺤﺎﺏ‬ ‫)*‬ ‫ﻓﺭﻥ ﺃﻭﻻﺩ ﺭﺒﻴﻊ ﺒﺎﻟﻁﺎﻟﺒﻴﺔ ﺒﺎﻟﻬﺭﻡ) * (، ﻭﺃﺼﺤﺎﺏ ﻤﻁﻌﻡ ﺍﻹﺨـﻼﺹ‬ ‫*(‬ ‫ﺒﺎﻟﻁﺎﻟﺒﻴﺔ ﺃﻴﻀﺎ، ﻭﺒﺎﺌﻊ ﺍﻟﺼﺤﻑ ﺒﻤﻴﺩﺍﻥ ﺍﻟﺠﻴـﺯﺓ، ﻭﻨﻅﻴـﺭﻩ ﺒﻤﻴـﺩﺍﻥ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﺃﺨﺹ ﻤﻨﻬﻡ ﺍﻟﻤﻌﻠﻡ ﺼﺎﻟﺢ ﺭﺒﻴﻊ ﻭﺍﻟﻤﻌﻠﻡ ﺴﻴﺩ ﺭﺒﻴﻊ.‬ ‫)*(‬ ‫ﻭﺃﺨﺹ ﻤﻨﻬﻡ ﺍﻟﻤﺤﺎﺴﺏ ﺇﺒﺭﺍﻫﻴﻡ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﺤﻤﻴﺩ ﻋﻁﻴﺔ.‬ ‫)**(‬
‫ﺍﻟﺘﺤﺭﻴﺭ، ﻋﻼﻭﺓ ﻋﻠﻰ ﻤﺎ ﻴﻘﻊ ﺘﺤﺕ ﺃﻴﺩﻴﻨﺎ ـ ﺃﻭ ﻨﺭﺍﻩ ﻤﻊ ﺃﻱ ﺸﺨﺹ ﻭﻓﻲ‬ ‫ﺃﻱ ﻤﻜﺎﻥ ـ ﻤﻥ ﻋﻤﻼﺕ ﻭﺭﻗﻴﺔ ﻤﻜﺘﻭﺏ ﻋﻠﻴﻬﺎ.‬ ‫٢ ـ ﺘﺤﻠﻴل ﺍﻟﻤﻀﻤﻭﻥ: ﻭﻫﻭ ﻤﻼﺤﻅﺔ ﻏﻴﺭ ﻤﺒﺎﺸـﺭﺓ ﻟﻠﻅـﺎﻫﺭﺓ‬ ‫ﺍﻟﺘﻲ ﻨﺩﺭﺴﻬﺎ، ﻤﻥ ﺨﻼل ﺘﺤﻠﻴل ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺍﺕ ﻭﺍﻟﺭﻤﻭﺯ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻜﺘﺒﻭﻨﻬﺎ ﻋﻠـﻰ‬ ‫ﺍﻟﻌﻤﻠﺔ ﺍﻟﻭﺭﻗﻴﺔ. ﻭﺍﻟﻭﺍﻗﻊ ﺇﻨﻨﺎ ﺍﻋﺘﻤﺩﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴل ﻓﻲ ﻓﻬﻡ ﺍﻟﻤﻀﻤﻭﻥ‬ ‫ﺍﻟﻅﺎﻫﺭ ﻟﻠﻌﺒﺎﺭﺓ ﺍﻟﻤﻜﺘﻭﺒﺔ، ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺭﻏﻡ ﻤﻥ ﻭﺠﻭﺩ ـ ﺃ ﻭﺇﻤﻜﺎﻨﻴﺔ ﻭﺠﻭﺩ ـ‬ ‫ﻤﻌﻨﻰ ﺨﻔﻲ ﻟﻬﺎ، ﺇﻻ ﺇﻨﻨﺎ ﻨﻬﺘﻡ ﺒﺎﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺼﺭﻴﺢ ﻟﻠﺸﻲﺀ ﺍﻟﻤﻜﺘﻭﺏ.‬ ‫ﻭﺍﻟﻤﻼﺤﻅ ﻫﻨﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻤﻼﺕ ﺍﻟﻭﺭﻗﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺠﻤﻌﻨﺎﻫﺎ ﻋﺩﻴـﺩﺓ ﺠـﺩﺍ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﺒﻌﻀﻬﺎ ﻴﺴﻴﺭ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺓ، ﻭﺒﻌﻀﻬﺎ ﺍﻵﺨﺭ ﻤﺒﻬﻡ ﻭﺭﻜﻴﻙ ﻭﺘﺼﻌﺏ ﻗﺭﺍﺀﺘﻪ،‬ ‫ﻤﻤﺎ ﺍﺤﺘﺎﺝ ﻭﻗﺘﺎ ﻜﺒﻴﺭﺍ ﻭﺠﻬﺩﺍ ﻤﻤﺘﺩﺍ ﻟﺘﻨﻅﻴﻡ ﻫـﺫﻩ ﺍﻟﻌﻤـﻼﺕ ﻭﺘﺭﺘﻴﺒﻬـﺎ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻭﺘﺼﻨﻴﻔﻬﺎ ـ ﺤﺴﺏ ﻗﻴﻤﺘﻬﺎ ﻭﺤﺴﺏ ﻤﻀﻤﻭﻨﻬﺎ ﺍﻟﻅـﺎﻫﺭ ـ ﺇﻟـﻰ ﻓﺌـﺎﺕ‬ ‫ﺘﺤﻠﻴﻠﻴﺔ ﺘﻌﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﺘﺤﻠﻴﻠﻬﺎ ﻭﺍﻟﻤﻘﺎﺭﻨﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﺒﻴﻨﻬﺎ. ﻭﻗﺩ ﺴـﺎﻋﺩ ﺫﻟـﻙ ﻤـﻥ‬ ‫)١(‬ ‫ﺃﻭ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺭ ﺒﺎﻷﺭﻗﺎﻡ، ﻭﺍﻟﺘﻌﺭﻑ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﻭﺍﻨﺏ‬ ‫ﺠﺎﻨﺏ ﺁﺨﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻜﻤﻴﻡ‬ ‫ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻟﻤﻀﻤﻭﻥ ﺍﻟﻜﺘﺎﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻤﻠﺔ ﺍﻟﻭﺭﻗﻴﺔ.‬ ‫***‬ ‫)١( ﺍﻨﻅﺭ: ﺩ. ﻤﺤﻤﺩ ﺍﻟﺠﻭﻫﺭﻱ ﻭﺁﺨﺭ، ﻁﺭﻕ ﺍﻟﺒﺤﺙ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ، ﻁ ٤، ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓـﺔ‬ ‫ﻟﻠﻨﺸﺭ ﻭﺍﻟﺘﻭﺯﻴﻊ، ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ، ٤٨٩١، ﺹ ٣٢٢ ﻭﻤﺎ ﺒﻌﺩﻫﺎ.‬
‫ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ‬ ‫ﺍﻟﻌﻤﻠﺔ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ‬
‫ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ‬ ‫ﺍﻟﻌﻤﻠﺔ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ‬ ‫ﻤﻘﺩﻤﺔ:‬ ‫ﺍﻟﻌﻤﻠﺔ ﻭﺴﻴﻠﺔ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ ﻟﻠﺘﻌﺎﻤل ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﺇﺸـﺒﺎﻉ ﺤﺎﺠـﺎﺘﻬﻡ.‬ ‫ﻭﻟﺫﻟﻙ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻌﻤﻠﺔ ﺘﻌﻜﺱ ﻁﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ﻭﺍﻟﻤﻭﺍﺭﺩ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ، ﻭﺘﻌﻜـﺱ‬ ‫ﻁﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﻤﺭﺤﻠﺔ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻤﺭ ﺒﻬﺎ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ، ﺇﻀـﺎﻓﺔ ﺇﻟـﻰ ﺃﻨﻬـﺎ‬ ‫ﺘﻌﻜﺱ ﻁﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﺴﺎﺌﺩﺓ، ﻤﻥ ﺨﻼل ﻤﺎ ﺘﺤﻭﻴﻪ ﻤﻥ ﺍﻟﺭﻤﻭﺯ ﻭﺍﻟﻘـﻴﻡ،‬ ‫ﻭﻤﺎ ﺘﻠﻌﺒﻪ ﻤﻥ ﺃﺩﻭﺍﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ.‬ ‫ﻭﻤﻥ ﻨﺎﺤﻴﺔ ﺃﺨﺭﻯ، ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻌﻤﻠـﺔ ﻭﺴـﻴﻠﺔ ﺍﺠﺘﻤﺎﻋﻴـﺔ ﺍﺒﺘﻜﺭﻫـﺎ‬ ‫ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻭﺍﺭﺘﻀﺎﻫﺎ ﻭﺘﻌﺎﺭﻑ ﻋﻠﻴﻬﺎ، ﻭﺤﺩﺩ ﻗﻴﻤﺘﻬﺎ ﻭﺃﻀﻔﻰ ﻋﻠﻴﻬـﺎ ﻤـﺎ‬ ‫ﻴﻀﻤﻥ ﻟﻬﺎ ﺍﻻﺴﺘﻤﺭﺍﺭ ﻭﺍﻻﺴﺘﻘﺭﺍﺭ. ﻭﻟﻌل ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻌﻤﻠﺔ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤـﻊ‬ ‫ﺘﻅﻬﺭ ﺒﺠﻼﺀ ﺤﻴﻨﻤﺎ ﻨﺴﺘﻌﺭﺽ ﺍﻟﻤﺼﻁﻠﺤﺎﺕ ﺍﻟﺩﺍﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﻓﺌـﺎﺕ ﺍﻟﻌﻤﻠـﺔ،‬ ‫ﻭﺍﻟﻤﺼﻁﻠﺤﺎﺕ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺼﻜﻬﺎ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻟﻜل ﻓﺌﺔ ﻤﻨﻬﺎ ﻓـﻲ ﻀـﻭﺀ‬ ‫ﺍﻟﺘﻐﻴﺭﺍﺕ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺘﻌﺭﺽ ﻟﻬﺎ.‬ ‫ﻭﻟﻘﺩ ﻤﺭ " ﺼﻙ ﺍﻟﻌﻤﻠﺔ " ﺒﻤﺭﺍﺤل ﻋﺩﻴﺩﺓ، ﺤﺎﻭﻟﻨﺎ ﺍﺴﺘﻌﺭﻀـﺎﻫﺎ‬ ‫ﻓﻲ ﻤﺠﺘﻤﻌﻨﺎ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﺒﺩﺀﺍ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﺼﻭﺭ ﺍﻟﺠﺎﻫﻠﻴـﺔ، ﻭﺤﺘـﻰ ﺍﻟﻌﺼـﻭﺭ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﻤﻥ ﺨﻼل ﻨﺒﺫﺓ ﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺔ ﺴـﺭﻴﻌﺔ، ﻭﺍﻟﻤﻼﺤـﻅ ﺨـﻼل ﻫـﺫﻩ‬ ‫ﺍﻟﻌﺼﻭﺭ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺔ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻤﻠﺔ ﻟﻡ ﺘﻜﻥ ﻭﺭﻗﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻁﻼﻕ، ﻭﺇﻨﻤﺎ ﻜﺎﻨﺕ‬ ‫ﻤﻌﺩﻨﻴﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﺫﻫﺏ ﻭﺍﻟﻔﻀﺔ ﻭﺍﻟﻨﺤﺎﺱ، ﺜﻡ ﺍﺒﺘﻜﺭ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﻁﺭﻴﻘﺔ " ﺍﻟﺴﻔﺘﺠﺔ"‬ ‫ﻭ " ﺍﻟﺼﻜﻭﻙ " ﻭﺒﻌﺩ ﺫﻟﻙ ﺒﺩﺃﺕ ﺘﻁﺒﻊ ﻋﻠﻰ ﺍﻟـﻭﺭﻕ ﻓﻅﻬـﺭﺕ ﺍﻟﻌﻤﻠـﺔ‬ ‫ﺍﻟﻭﺭﻗﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺼﺭ ﺍﻟﺤﺩﻴﺙ، ﻤﻊ ﺍﺨﺘﺭﺍﻉ ﺍﻟﻁﺒﺎﻋﺔ ﻭﺼﻨﺎﻋﺔ ﺍﻟﻭﺭﻕ.‬
‫ﻭﺍﻟﻭﺍﻗﻊ ﺇﻥ ﺍﻟﻌﻤﻠﺔ ﻟﻡ ﻟﺘﻘﺘﺼﺭ ﻭﻅﻴﻔﺘﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻌﺎﻤل ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ‬ ‫ﻭﺇﺸﺒﺎﻉ ﺍﻟﺤﺎﺠﺎﺕ ﺍﻷﺴﺎﺴﻴﺔ ﻟﻺﻨﺴﺎﻥ ـ ﻤﻥ ﺨﻼل ﻋﻤﻠﻴﺘﻲ ﺍﻟﺒﻴﻊ ﻭﺍﻟﺸﺭﺍﺀ‬ ‫ـ ﻭﺇﻨﻤﺎ ﻟﻌﺒﺕ ﺍﻟﻌﻤﻠﺔ ﺩﻭﺭﺍ ﺜﻘﺎﻓﻴﺎ ﺁﺨﺭ ﻓﻲ ﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤـﻊ، ﻭﻫـﻭ ﺩﻭﺭ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﻴﺘﻤﺜل ﻓﻲ ﺍﻀﻁﻼﻉ ﺍﻟﻌﻤﻠﺔ ﺒﺩﻭﺭ ﻋﻼﺠﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻁـﺏ ﺍﻟﺸـﻌﺒﻲ، ﻭﺩﻭﺭ‬ ‫ﺭﻤﺯﻱ ﻓﻲ ﺍﻷﺩﺏ ﺍﻟﺸﻌﺒﻲ ﻜﻤﺎ ﺘﺠﺴﺩﻩ ﺍﻷﻤﺜﺎل ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ. ﻭﻟﺫﻟﻙ ﺼـﺎﺭﺕ‬ ‫ﺍﻟﻌﻤﻠﺔ ﻋﻨﺼﺭﺍ ﺃﺴﺎﺴﻴﺎ ﻓﻲ ﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ.‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﻓﻲ ﻀﻭﺀ ﺫﻟﻙ ﻴﻌﺎﻟﺞ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻋﺎﺕ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ:‬ ‫ﺃﻭﻻ: ﻨﺒﺫﺓ ﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺔ ﻋﻥ ﺍﻟﻌﻤﻠﺔ.‬ ‫ﹰ‬ ‫ﺜﺎﻨﻴﺎ: ﺍﻟﺘﺭﺍﺙ ﺍﻟﺸﻌﺒﻲ ﻭﺍﻟﻌﻤﻠﺔ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﺜﺎﻟﺜﺎ: ﺍﻟﻌﻤﻠﺔ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻓﻲ ﻀﻭﺀ ﺍﻟﺘﻐﻴﺭﺍﺕ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ‬ ‫ﹰ‬ ‫) ﺍﻟﺴﻴﺎﻕ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﻟﻠﻜﺘﺎﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻤﻠﺔ (.‬ ‫***‬ ‫ﺃﻭﻻ: ﻨﺒﺫﺓ ﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺔ ﻋﻥ ﺍﻟﻌﻤﻠﺔ:‬ ‫ﹰ‬ ‫ﺒﺩﺃ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻴﺘﻌﺎﻤل ﻤﻊ ﺒﻨﻲ ﻤﺠﺘﻤﻌﻪ ﻤـﻥ ﺨـﻼل ﺍﻟﺘﺒـﺎﺩل ﺃﻭ‬ ‫ﺍﻟﻤﻘﺎﻴﻀﺔ ﻓﻲ ﺴﺒﻴل ﺍﻟﺤﺼﻭل ﻋﻠﻰ ﺍﺤﺘﻴﺎﺠﺎﺘﻪ ﺍﻷﺴﺎﺴﻴﺔ. ﺜﻡ ﺍﺘﺨﺫ ﺒﻌﺩ ﻫﺫﻩ‬ ‫ﺍﻟﻤﺭﺤﻠﺔ ﻤﻥ ﺃﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻠﻊ ﻗﻴﻤﺔ، ﺃﺩﺍﺓ ﻟﻠﺘﻌﺎﻤل، ﻭﻟﻌل ﺃﻭل ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺴـﻠﻊ ـ‬ ‫ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺴﺘﺨﺩﻤﺕ ﻜﻌﻤﻠﺔ ـ ﺍﻟﻤﻠﺢ. ﻓﻘﺩ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﺠﻨﻭﺩ ﺍﻟﺭﻭﻤـﺎﻥ ﻴﺘﻘﺎﻀـﻭﻥ‬ ‫ﺒﺭﻭﺍﺘﺒﻬﻡ ﻤﻥ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻓﻲ ﺼﻭﺭﺓ " ﻤﻠﺢ " ‪ Salt‬ﻭﻟﺫﻟﻙ ﺍﺸﺘﻕ ﻤـﻥ ﻫـﺫﻩ‬ ‫ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﻜﻠﻤﺔ ﺍﻟﺭﺍﺘﺏ ‪ Salary‬ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺸﻴﺭ ﺇﻟﻰ ﻤﺒﻠﻎ ﻤﻥ ﺍﻟﻤـﺎل ﻴﺘﻘﺎﻀـﺎﻩ‬
‫ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻨﻅﻴﺭ ﻋﻤل ﻤﻨﺘﻅﻡ ﻴﺅﺩﻴﻪ )٢(. ﺜﻡ ﻅﻬﺭﺕ ﺍﻟﺴﻠﻊ ﺍﻟﻨﻔﻴﺴﺔ ـ ﻓﻴﻤـﺎ‬ ‫ﺒﻌﺩ ـ ﻟﻴﺘﺨﺫﻫﺎ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻋﻤﻠﺔ ﻟﻠﺘﺩﺍﻭل ﻜﺎﻟﺫﻫﺏ ﻭﺍﻟﻔﻀﺔ.‬ ‫ﻭﻜﺎﻥ ﺍﻟﻐﺎﻟﺏ ﻋﻠﻰ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻌﺼﻭﺭ ﺍﻟﺴﺎﺒﻘﺔ ـ ﻋﻤﻭﻤﺎ ـ ﺍﺴﺘﺨﺩﺍﻡ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻟﻌﻤﻼﺕ ﺍﻟﻤﻌﺩﻨﻴﺔ، ﺤﻴﺙ ﻟﻡ ﺘﻅﻬﺭ ﺍﻟﻌﻤﻼﺕ ﺍﻟﻭﺭﻗﻴـﺔ ﺇﻻ ﺤـﺩﻴﺜﺎ، ﻭﺇﺫﺍ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻨﻅﺭﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﻗﺒل ﺍﻹﺴﻼﻡ، ﻭﺠﺩﻨﺎ ﺃﻨﻬﻡ ﻜﺎﻨﻭﺍ ﻴﺘﻌﺎﻤﻠﻭﻥ ﺒﻨﻘﻭﺩ ﻜﺴﺭﻯ‬ ‫ﻭﻗﻴﺼﺭ، ﻭﻫﻲ ﺍﻟﺩﺭﺍﻫﻡ ﻭﺍﻟﺩﻨﺎﻨﻴﺭ. ﻭﻜﺎﻨﺕ ﺍﻟﺩﻨﺎﻨﻴﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺠﻤﺎل ﻨﻘـﻭﺩﺍ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺫﻫﺒﻴﺔ، ﻭﺍﻟﺩﺭﺍﻫﻡ ﻨﻘﻭﺩﺍ ﻓﻀﻴﺔ ﺒﻤﺎ ﻴﻘﺎﺒل ﺍﻟﺠﻨﻴﻪ ﻭﺍﻟﺭﻴﺎل ﻋﻨﺩﻨﺎ )٣(. ﻭﻜﺎﻥ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻟﻌﺭﺏ ﻴﻌﺒﺭﻭﻥ ﻋﻥ ﺍﻟﺫﻫﺏ " ﺒﺎﻟﻌﻴﻥ " ﻭﻋﻥ ﺍﻟﻔﻀﺔ " ﺒﺎﻟﻭﺭﻕ ". ﻭﻟـﺫﻟﻙ‬ ‫ﺠﺎﺀ ﻓﻴﻤﺎ ﻴﻘﺼﻪ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ ﻋﻥ ﺃﻫل ﺍﻟﻜﻬﻑ " ﻓﺎﺒﻌﺜﻭﺍ ﺃﺤﺩﻜﻡ ﺒﻭﺭﻗﻜﻡ‬ ‫)٤(‬ ‫ﻫﺫﻩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺩﻴﻨﺔ ﻓﻠﻴﻨﻅﺭ ﺃﻴﻬﺎ ﺃﺯﻜﻰ ﻁﻌﺎﻤﺎ ﻓﻠﻴﺄﺘﻜﻡ ﺒـﺭﺯﻕ ﻤﻨـﻪ.. "‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﺘﻌﺎﻤل ﺍﻟﻌﺭﺏ ﺃﻴﻀﺎ ﺒﺎﻟﻨﻘﻭﺩ ﺍﻟﻨﺤﺎﺴﻴﺔ ﻭﻤﻨﻬﺎ " ﺍﻟﺤﺒﺔ "، ﻭ " ﺍﻟـﺩﺍﻨﻕ ".‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﻤﺭﺠﻊ ﻗﻴﻤﺔ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻨﻘﻭﺩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻭﺯﻥ، ﻷﻥ ﺍﻟﻤﺭﺍﺩ ﺒﺎﻟـﺩﻴﻨﺎﺭ ﻗﻁﻌـﺔ ﻤـﻥ‬ ‫ﺍﻟﺫﻫﺏ ﻭﺯﻨﻬﺎ ﻤﺜﻘﺎل ﻋﻠﻴﻪ ﻨﻘﺵ ﺍﻟﻤﻠﻙ ﺃﻭ ﺍﻟﺴﻠﻁﺎﻥ ﺍﻟﺫﻱ ﻀﺭﺒﻪ، ﻭﺍﻟﻤﺭﺍﺩ‬ ‫ﺒﺎﻟﺩﺭﻫﻡ ﻭﺯﻥ ﺩﺭﻫﻡ ﻤﻥ ﺍﻟﻔﻀﺔ ﻭﻴﺴﻤﻭﻨﻪ " ﺍﻟـﻭﺍﻓﻲ ". ﻭﻴﻘـﺩﺭ ﺩﻴﻨـﺎﺭ‬ ‫ﺍﻟﻌﺭﺏ ـ ﻗﺒل ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻭﺒﺴﻌﺭ ﻋﺎﻡ ٠١٩١ ﻭﺤﺴﺒﻤﺎ ﻴﻘﻭل ﺠـﻭ ﺭﺠـﻲ‬ ‫ﺯﻴﺩﺍﻥ ـ ﺒﺜﻤﺎﻨﻴﺔ ﻭﺃﺭﺒﻌﻴﻥ ﻗﺭﺸﺎ ﻤﺼﺭﻴﺎ. ﻭﻜﺎﻥ ﺍﻟﺩﻴﻨﺎﺭ ﻋﻨﺩﻫﻡ ﻋﺸـﺭﺓ‬ ‫‪‬‬ ‫ﹰ‬ ‫ﺩﺭﺍﻫﻡ، ﻭﺭﺒﻤﺎ ﺍﺨﺘﻠﻔﺕ ﻗﻴﻤﺘﻪ ﺇﻟﻰ ﺜﻼﺜﺔ ﻋﺸﺭ ﺃﻭ ﺨﻤﺴﺔ ﻋﺸﺭ ﺩﺭﻫﻤﺎ ﺃﻭ‬ ‫‪‬‬ ‫)٢( ﺩ. ﺤﺴﻥ ﺸﺤﺎﺘﺔ ﺴﻌﻔﺎﻥ، ﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﻓﻲ ﻋﻠﻡ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻉ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ، ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻤﻌﺭﻓـﺔ،‬ ‫ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ، ٢٧٩١، ﺹ ٠٢ ﻭﻤﺎ ﺒﻌﺩﻫﺎ. ﻭﺍﻨﻅﺭ ﻜﺫﻟﻙ: ﺴﻌﻴﺩ ﺃﺤﻤﺩ ﺤﺴﻥ، ) ﻤﺘﺭﺠﻡ (،‬ ‫ﻜﻴﻑ ﻨﺸﺄﺕ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﻌﺘﻘﺩﺍﺕ، ﻤﺠﻠﺔ ﺍﻟﺘﺭﺍﺙ ﺍﻟﺸﻌﺒﻲ، ﺍﻟﻌﺩﺩﺍﻥ ﺍﻟﺴﺎﺒﻊ ﻭﺍﻟﺜﺎﻤﻥ، ﺍﻟﺴـﻨﺔ‬ ‫٥١، ﺒﻐﺩﺍﺩ ٤٨٩١، ﺹ ٢٧٢.‬ ‫)٣( ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ، ﺴﻭﺭﺓ ﺍﻟﻜﻬﻑ، ﺍﻵﻴﺔ ٩١.‬ ‫)٤( ﺠﻭ ﺭﺠﻲ ﺯﻴﺩﺍﻥ، ﺘﺎﺭﻴﺦ ﺍﻟﺘﻤﺩﻥ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ، ﻤﺭﺠﻊ ﺴﺎﺒﻕ، ﺹ ١٤١.‬
‫ﺃﻜﺜﺭ ﻋﻠﻰ ﺤﺴﺏ ﺍﻷﺤﻭﺍل )٥(. ﻓﻜﺎﻥ ﺍﻟﺩﺭﻫﻡ ﻴﻘﺎﺒل ﺃﺭﺒﻌﺔ ﻗﺭﻭﺵ ﻭﻨﺼﻑ‬ ‫ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺘﻭﺴﻁ ﻭﺒﺘﻘﺩﻴﺭ ﻨﻔﺱ ﻋﺎﻡ ٠١٩١ ﻡ.‬ ‫ﻭﻴﻘﻭل ﺍﻟﻤﻘﺭﻴﺯﻱ ﺇﻥ ﺍﻟﻨﻘﻭﺩ ﺍﻟﺘﻲ ﻜﺎﻨﺕ ﻋﻨﺩ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﻗﺒل ﺍﻹﺴﻼﻡ‬ ‫ﻫﻲ ﺩﻨﺎﻨﻴﺭ ﺍﻟﺫﻫﺏ ﻗﻴﺼﺭﻴﺔ ) ﻤﻥ ﺍﻟﺭﻭﻡ ( ﻭﻜﺴﺭﻭﻴﺔ ) ﻤـﻥ ﺍﻟﻔـﺭﺱ (.‬ ‫ﻭﻜﺎﻨﺕ ﺩﺭﺍﻫﻡ ﺍﻟﻔﻀﺔ ﻋﻠﻰ ﻨﻭﻋﻴﻥ: ﺴﻭﺩ ﻭﺍﻓﻴﺔ، ﻭﻁﺒﺭﻴﺔ ﻋﺘـﻕ. ﻭﻜـﺎﻥ‬ ‫ﻭﺯﻥ ﺍﻟﺩﺭﺍﻫﻡ ﻭﺍﻟﺩﻨﺎﻨﻴﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺎﻫﻠﻴﺔ ﻤﺜل ﻭﺯﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻹﺴـﻼﻡ ﻤـﺭﺘﻴﻥ.‬ ‫ﻭﻴﺴﻤﻰ ﺍﻟﻤﺜﻘﺎل ﻤﻥ ﺍﻟﻔﻀﺔ ﺩﺭﻫﻤﺎ، ﻭﻤﻥ ﺍﻟﺫﻫﺏ ﺩﻴﻨﺎﺭﺍ. ﻭﻟﻡ ﻴﻜـﻥ ﻤـﻥ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﺸﻲﺀ ﻤﻥ ﺫﻟﻙ ﻴﺘﻌﺎﻤل ﺒﻪ ﺃﻫل ﻤﻜﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺎﻫﻠﻴﺔ، ﻭﺇﻨﻤﺎ ﻜﺎﻨـﺕ ﺘﺘﻌﺎﻤـل‬ ‫ﺒﺎﻟﻤﺜﺎﻗﻴل، ﻭﺯﻥ ﺍﻟﺩﺭﻫﻡ ﻭﺯﻥ ﺍﻟﺩﻴﻨﺎﺭ )٦(.‬ ‫ﻭ " ﺍﻟﺩﻴﻨﺎﺭ " ﻟﻔﻅ ﻻﺘﻴﻨﻲ ﺍﻷﺼل ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺩﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﻗﻁﻌـﺔ ﻤـﻥ‬ ‫ﺍﻟﻔﻀﺔ ﺘﺴﺎﻭﻱ ﻋﺸﺭﺓ " ﺁﺴﺎﺕ "، ﻭﺍﻵﺱ ﺩﺭﻫﻡ ﻤـﻥ ﺩﺭﺍﻫـﻡ ﺍﻟـﺭﻭﻡ ،‬ ‫ﻭﺍﻟﺩﻴﻨﺎﺭ ﻋﻨﺩ ﺍﻟﺭﻭﻡ ﻤﺸﺘﻕ ﻤﻥ ﻜﻠﻤﺔ ‪ Deni‬ﺃﻱ ﻋﺸﺭﺓ. ﻭﻜﺎﻥ ﻭﺯﻨﻪ ﺴﺒﻊ‬ ‫‪‬‬ ‫) ١/٧ ( ﺍﻷﻭﻗﻴﺔ ﺍﻟﺭﻭﻤﺎﻨﻴﺔ، ﺃﻭ ١/٠٠١ ﻤﻥ ﺍﻟﺭﻁل ) ﻟﻴﺒـﺭﺓ ‪( Libra‬‬ ‫)٧(.‬ ‫ﺃﻤﺎ ﺍﻟﺩﺭﻫﻡ ﺍﻟﻔﺎﺭﺴﻲ ﻓﻬﻭ ﻤﻌﺭﺏ ـ ﻋﻠﻰ ﺤﺩ ﻗﻭل ﺍﻟﺠﻭﻫﺭﻱ ﻓﻲ‬ ‫ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ـ ﻭﻜﺴﺭ ﺍﻟﻬﺎﺀ ﻟﻐﺔ، ﻭﺭﺒﻤﺎ ﻗﺎﻟﻭﺍ ﺩﺭﻫﺎﻡ، ﻗﺎل ﻟـﻭ ﺃﻥ ﻋﻨـﺩﻱ‬ ‫ﻤﺎﺌﺘﻲ ﺩﺭﻫﺎﻡ. ﻭﺠﻤﻊ ﺍﻟﺩﺭﻫﻡ ﺩﺭﺍﻫﻡ، ﻭﺠﻤﻊ ﺍﻟـﺩﺭﺍﻫﺎﻡ ﺩﺭﺍﻫـﻴﻡ. ﻗـﺎل‬ ‫ﺍﻟﻔﺭﺯﺩﻕ:‬ ‫)٥( ﺠﻭ ﺭﺠﻲ ﺯﻴﺩﺍﻥ، ﺘﺎﺭﻴﺦ ﺍﻟﺘﻤﺩﻥ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ، ﻤﺭﺠﻊ ﺴﺎﺒﻕ، ﺹ ١٤١‬ ‫)٦( ﻤﺤﻤﺩ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﺭﺀﻭﻑ ﺒﻥ ﺘﺎﺝ ﺍﻟﻌﺎﺭﻓﻴﻥ ﺒﻥ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻤﻌـﺭﻭﻑ ﺒﺎﻟﻤﻨـﺎﻭﻱ، ﺍﻟﻨﻘـﻭﺩ‬ ‫ﻭﺍﻟﻤﻜﺎﻴﻴل ﻭﺍﻟﻤﻭﺍﺯﻴﻥ، ﺘﺤﻘﻴﻕ ﺍﻟﺩﻜﺘﻭﺭ ﺭﺠﺎﺀ ﻤﺤﻤﻭﺩ ﺍﻟﺴﺎﻤﺭﺍﺌﻲ، ﻤﻨﺸـﻭﺭﺍﺕ ﻭﺯﺍﺭﺓ‬ ‫ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻭﺍﻹﻋﻼﻡ، ﺒﻐﺩﺍﺩ، ١٨٩١، ﺹ ﺹ ٥٤ ـ ٧٤.‬ ‫)٧(ﺠﻭﺭﺠﻲ ﺯﻴﺩﺍﻥ، ﻤﺭﺠﻊ ﺴﺎﻟﻑ ﺍﻟﺫﻜﺭ، ﺹ ١٤١.‬
‫ﺘﻨﻔﻲ ﻴﺩﺍﻫﺎ ﺍﻟﺤﺼﻰ ﻓﻲ ﻜل ﻫﺎﺠﺭﺓ‬ ‫ﻨﻔﻲ ﺍﻟﺩﺭﺍﻫﻴﻡ ﺘﻨﻘﺎﺩ ﺍﻟﺼﻴﺎﺭﻑ‬ ‫ﻭﻗﻴل ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻤﻭﺱ ﺍﻟﻤﺤﻴﻁ: ﺍﻟﺭﻁل ﺍﺜﻨﺘﺎ ﻋﺸﺭﺓ ﺃﻭﻗﻴﺔ، ﻭﺍﻷﻭﻗﻴﺔ‬ ‫ﺃﺴﺘﺎﺭ ﻭﺜﻠﺜﺎ ﺃﺴﺘﺎﺭ )٣/٢ ١ (، ﻭ " ﺍﻷﺴﺘﺎﺭ " ﺃﺭﺒﻌﺔ ﻤﺜﺎﻗﻴل، ﻭ " ﺍﻟﻤﺜﻘﺎل‬ ‫" ﺩﺭﻫﻡ ﻭﺜﻼﺜﺔ ﺃﺴﺒﺎﻉ ﺩﺭﻫﻡ )٧/٣ ١ ﺩﺭﻫﻡ (، ﻭﺍﻟﺩﺭﻫﻡ ﺴﺘﺔ ﺩﻭﺍﻨـﻕ، ﻭ‬ ‫"ﺍﻟﺩﺍﻨﻕ " ﻗﻴﺭﺍﻁﺎﻥ، ﻭ " ﺍﻟﻘﻴﺭﺍﻁ " ﻁﺴﻭﺠﺎﻥ، ﻭ " ﺍﻟﻁﺴﻭﺝ " ﺤﺒﺘـﺎﻥ، ﻭ‬ ‫"ﺍﻟﺤﺒﺔ " ﺴﺩﺱ ﺜﻤﻥ ﺩﺭﻫﻡ ) ١/٨٤ ﺩﺭﻫﻡ ( )٨(.‬ ‫ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻌﺼﺭ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ، ﻜﺎﻥ ﻋﻤﺭ ﺒﻥ ﺍﻟﺨﻁﺎﺏ ﺃﻭل ﻤﻥ ﻀﺭﺏ‬ ‫ﺍﻟﻌﻤﻠﺔ ﻓﻲ ﺴﻨﺔ ﺜﻤﺎﻨﻲ ﻋﺸﺭﺓ ﻤـﻥ ﺍﻟﻬﺠـﺭﺓ ﻋﻠـﻰ ﻨﻘـﺵ ﺍﻟﻜﺴـﺭﻭﻴﺔ‬ ‫) ﺍﻟﻔﺭﺱ (، ﻭﺯﺍﺩ ﻓﻴﻬﺎ ـ ﻜﻤﺎ ﻴﻘﻭل ﺍﻟﻤﻘﺭﻴﺯﻱ ـ " ﺍﻟﺤﻤـﺩ ﷲ ﻤﺤﻤـﺩ‬ ‫ﺭﺴﻭل ﺍﷲ "، ﻭﻓﻲ ﺒﻌﻀﻬﺎ " ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺍﷲ "، ﻭﻋﻠﻰ ﺠﺯﺀ ﻤﻨﻬـﺎ ﺍﺴـﻤﻪ‬ ‫"ﻋﻤﺭ " )٩(. ﻭﻗﺩ ﻜﺎﻥ ﻋﺒﺩ ﺍﷲ ﺒﻥ ﺍﻟﺯﺒﻴﺭ ﺃﻭل ﻤﻥ ﻀﺭﺏ ﺒﻤﻜﺔ ﺍﻟـﺩﺭﺍﻫﻡ‬ ‫ﺍﻟﻤﺴﺘﺩﻴﺭﺓ، ﻭﻨﻘﺵ ﺒﺩﺍﺌﺭﺘﻬﺎ " ﻋﺒﺩ ﺍﷲ "، ﻭﺒﺄﺤﺩ ﺍﻟﻭﺠﻬﻴﻥ " ﻤﺤﻤﺩ ﺭﺴﻭل‬ ‫ﺍﷲ "، ﻭﺒﺎﻵﺨﺭ " ﺃﻤﺭ ﺍﷲ ﺒﺎﻟﻭﻓﺎﺀ ﻭﺍﻟﻌﺩل ".‬ ‫ﻭﻓﻲ ﺴﻨﺔ ﺴﺕ ﻭﺴﺒﻌﻴﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﻬﺠﺭﺓ ﻀﺭﺏ ﻋﺒـﺩ ﺍﻟﻤﻠـﻙ ﺒـﻥ‬ ‫ﻤﺭﻭﺍﻥ ﺍﻟﺩﺭﺍﻫﻡ ﻭﺍﻟﺩﻨﺎﻨﻴﺭ، ﻭﻫﻭ ﺃﻭل ﻤﻥ ﺃﺤﺩﺙ ﻀﺭﺒﻬﻤﺎ ﻓـﻲ ﺍﻹﺴـﻼﻡ‬ ‫)٠١(‬ ‫ﻓﺎﻨﺘﻔﻊ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺒﺫﻟﻙ. ﻭﻜﺎﻥ ﺴﺒﺏ ﺍﻟﻀﺭﺏ ـ ﺒﺭﻭﺍﻴـﺔ ﺍﺒـﻥ ﺍﻷﺜﻴـﺭ‬ ‫ﻭﺍﻟﻤﻨﺎﻭﻱ )١١(، ﺃﻨﻪ ﻜﺘﺏ ﻓﻲ ﺼﺩﻭﺭ ﺍﻟﻜﺘﺏ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺭﻭﻡ: " ﻗـل ﻫـﻭ ﺍﷲ‬ ‫)٨( ﻤﺤﻤﺩ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﺭﺀﻭﻑ..، ﻤﺭﺠﻊ ﺴﺒﻕ ﺫﻜﺭﻩ، ﺹ ﺹ ٥٣ ـ ٦٣.‬ ‫)٩( ﺠﻭﺭﺠﻲ ﺯﻴﺩﺍﻥ، ﻤﺭﺠﻊ ﺴﺎﺒﻕ، ﺹ ٣٤١‬ ‫)٠١( ﺭﺍﺠﻊ ﺍﺒﻥ ﺍﻷﺜﻴﺭ، ﺍﻟﻜﺎﻤل، ﺍﻟﺠﺯﺀ ﺍﻟﺭﺍﺒﻊ، ﺹ ١٦١ ﻭﻤﺎ ﺒﻌﺩﻫﺎ.‬ ‫)١١( ﺍﻨﻅﺭ: ﺍﻟﻨﻘﻭﺩ ﻭﺍﻟﻤﻜﺎﻴﻴل ﻭﺍﻟﻤﻭﺍﺯﻴﻥ، ﻤﺭﺠﻊ ﺴﺎﺒﻕ، ﺹ ٤٦.‬
‫ﺃﺤﺩ " ﻭﺫﻜﺭ ﺍﻟﻨﺒﻲ ) ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ ( ﻤﻊ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ، ﻓﻜﺘﺏ ﺇﻟﻴﻪ ﻤﻠﻙ‬ ‫ﺍﻟﺭﻭﻡ ﺃﻨﻜﻡ ﺃﺤﺩﺜﺘﻡ ﻜﺫﺍ ﻭﻜﺫﺍ ﻓﺎﺘﺭﻜﻭﻩ ﻭﺇﻻ ﺃﺘﺎﻜﻡ ﻓﻲ ﺩﻨﺎﻨﻴﺭ ﻤﻥ ﺫﻜﺭ ﻤـﺎ‬ ‫ﺘﻜﺭﻫﻭﻥ، ﻓﻌﻅﻡ ﺫﻟﻙ ﻋﻠﻴﻪ. ﻓﺄﺤﻀﺭ ﺨﺎﻟﺩ ﺒﻥ ﻴﺯﻴﺩ ﺒﻥ ﻤﻌﺎﻭﻴﺔ ﻓﺎﺴﺘﺸﺎﺭﻩ‬ ‫ﻓﻴﻪ ﻓﻘﺎل ﻟﻪ: " ﺤﺭﻡ ﺩﻨﺎﻨﻴﺭﻫﻡ، ﻭﺍﻀﺭﺏ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺴـﻜﺔ ﻓﻴﻬـﺎ ﺫﻜـﺭ ﺍﷲ‬ ‫ﺘﻌﺎﻟﻰ"، ﻓﻀﺭﺏ ﺍﻟﺩﻨﺎﻨﻴﺭ ﻭﺍﻟﺩﺭﺍﻫﻡ.‬ ‫ﺜﻡ ﺇﻥ ﺍﻟﺤﺠﺎﺝ ﺒﻥ ﻴﻭﺴﻑ ﺍﻟﺜﻘﻔﻲ ﻀﺭﺏ ﺍﻟﺩﺭﺍﻫﻡ ﻭﻨﻘﺵ ﻓﻴﻬـﺎ:‬ ‫"ﻗل ﻫﻭ ﺍﷲ ﺃﺤﺩ "، ﻓﻜﺭﻩ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺫﻟﻙ ﻟﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﻷﻥ ﺍﻟﺠﻨﺏ ﻴﻤﺴـﻬﺎ،‬ ‫ﻭﻨﻬﻰ ﺃﻥ ﻴﻀﺭﺏ ﺃﺤﺩ ﻏﻴﺭﻩ.‬ ‫ﻭﻤﻥ ﻜل ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺸﻭﺍﻫﺩ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺔ ﻴﺘﻀﺢ ﻟﻨـﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻤﻠـﺔ ﺍﻟﺘـﻲ‬ ‫ﺘﺩﺍﻭﻟﻬﺎ ﺍﻟﻌﺭﺏ ـ ﻗﺒل ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻭﺒﻌﺩﻩ ـ ﻜﺎﻨﺕ ﻋﻤﻠﺔ ﻤﻌﺩﻨﻴﺔ ﻓﻘـﻁ ﻤـﻥ‬ ‫ﺍﻟﻨﻔﺎﺌﺱ ﻜﺎﻟﺫﻫﺏ ﻭﺍﻟﻔﻀﺔ ﻭﺍﻟﻨﺤﺎﺱ، ﻭﻟﻡ ﺘﻅﻬﺭ ﺍﻟﻌﻤﻠﺔ ﺍﻟﻭﺭﻗﻴﺔ ﺁﻨﺌـﺫ ﺇﻻ‬ ‫ﻓﻲ ﺼﻭﺭﺓ ﻤﺒﺴﻁﺔ ﺘﺘﻤﺜل ﻓﻴﻤﺎ ﻨﺴﻤﻴﻪ ﺍﻟﻴﻭﻡ " ﺍﻟﺸﻴﻙ " ﻭﺍﻗﺘﺼﺭ ﺍﻟﺘﻌﺎﻤـل‬ ‫ﺒﻬﺫﻩ ﺍﻟﻤﺴﺘﻨﺩﺍﺕ ﺍﻟﻤﺎﻟﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻴﻨﻘﻠﻭﻥ ﺍﻟﺒﻀﺎﺌﻊ ﻤﻥ ﺇﻗﻠﻴﻡ ﻵﺨﺭ‬ ‫ﻭﻴﺼﻌﺏ ﺤﻤل ﺍﻟﻨﻘﻭﺩ ﺍﻟﻤﻌﺩﻨﻴﺔ، ﻭﻴﺘﻌﺫﺭ ﺤﻤﺎﻴﺘﻬﺎ ﻤـﻥ ﻤﺨـﺎﻁﺭ‬ ‫ﺍﻟﻁﺭﻴﻕ، ﻟﺫﻟﻙ ﺍﺒﺘﻜﺭ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﻁﺭﻴﻘﺔ " ﺍﻟﺴﻔﺘﺠﺔ " ﺃﻭ " ﺍﻟﺴﻔﺎﺘﺞ ﻭﺍﻟﺼﻜﻭﻙ‬ ‫" ﻭﻫﻲ ﺃﺴﻤﺎﺀ ﻓﺎﺭﺴﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﺎﻟﺏ. ﻭﻴﺫﻜﺭ ﺍﻟﻤﺅﺭﺨﻭﻥ ﺃﻥ ﺃﺤـﺩ ﺍﻟﻌﻠﻤـﺎﺀ‬ ‫ﺴﺎﻓﺭ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﻨﺩﻟﺱ ﻭﻤﻌﻪ ﺴﻔﺘﺠﺔ ﻭﺨﻤﺴﺔ ﺁﻻﻑ ﺩﺭﻫﻡ ﻨﻘﺩﺍ. ﻭﻴﺤﻜﻰ ﻋـﻥ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻨﺎﺼﺭ ﺨﺴﺭﻭ ﺍﻟﺭﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﻔﺎﺭﺴﻲ ﺃﻨﻪ ﻟﻤﺎ ﺨﺭﺝ ﻤﻥ ﺃﺴﻭﺍﻥ ﺒﻤﺼﺭ، ﺃﺨـﺫ‬ ‫ﺨﻁﺎﺒﺎ ﻤﻥ ﺼﺩﻴﻕ ﻟﻪ ﻜﺘﺒﻪ ﺇﻟﻰ ﻭﻜﻴﻠﻪ ﻓﻲ ﻋﻴﺫﺍﺏ ﺒﺄﻥ ﻴﻌﻁﻲ ﻨﺎﺼﺭﺍ ﻜـل‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﺍﻨﻅﺭ ﺃﻴ ‪‬ﺎ: ﺠﻭﺭﺠﻲ ﺯﻴﺩﺍﻥ، ﺘﺎﺭﻴﺦ ﺍﻟﺘﻤﺩﻥ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ، ﻤﺭﺠﻊ ﺴﺎﻟﻑ ﺍﻟـﺫﻜﺭ، ﺹ‬ ‫ﻀ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺹ ٣٤١، ٤٤١.‬
‫ﻤﺎ ﻴﺭﻴﺩ، ﻭﻴﺄﺨﺫ ﻤﻨﻪ ﻤﺴﺘﻨﺩﺍ ﻟﻴﻀﺎﻑ ﺇﻟﻰ ﺤﺴﺎﺏ ﺍﻟﺼﺩﻴﻕ )٢١(، ﻭﻜـﺫﻟﻙ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺃﺭﺴل ﺍﻹﺨﺸﻴﺩ ﺼﺎﺤﺏ ﻤﺼﺭ ﺇﻟﻰ ﻨﺎﺌﺒﻪ ﺒﺒﻐﺩﺍﺩ ﺴﻔﺎﺘﺞ ﺒﺜﻼﺜﻴﻥ ﺃﻟﻑ ﺩﻴﻨﺎﺭ‬ ‫ﻟﻴﺴﻠﻤﻬﺎ ﻟﻠﻭﺯﻴﺭ ﺍﺒﻥ ﻤﻘﻠﺔ ﺃﻴﺎﻡ ﺃﻥ ﻜﺎﻥ ﻤﺼﺭﻭﻓﺎ. ﻭﻜﺎﻥ " ﺍﻟﺼـﻙ " ﻫـﻭ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﺍﻵﺨﺭ ﻤﻥ ﻭﺴﺎﺌل ﺍﻟﻤﻌﺎﻤﻼﺕ ﺍﻟﻤﺎﻟﻴﺔ. ﻭﻫﻭ ﻓﻲ ﺍﻷﺼل ﺴﻨﺩ ﺍﻟﺩﻴﻥ، ﻭﻜﺎﻥ‬ ‫ﺍﻟﺭﺠل ﺇﺫﺍ ﺍﺸﺘﺭﻯ ﻋﻘﺎﺭﺍ ﻜﺘﺏ ﺼﻜﺎ ﺒﺸﺭﺍﺌﻪ، ﻭﻴﻘﻭل ﻓﻴﻪ :" ﺼﻙ ﻓـﻼﻥ‬ ‫ﹰ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻋﻠﻰ ﻓﻼﻥ ﻜﺫﺍ.. ". ﻭﺘﺩل ﺍﻟﺸﻭﺍﻫﺩ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻭﺭﻕ ﻓـﻲ ﺫﻟـﻙ‬ ‫ﺍﻟﻌﺼﺭ ﻗﺩ ﺒﻠﻎ ﺇﻟﻰ ﻤﺴﺎﻓﺔ ﻜﺒﻴﺭﺓ ﻓﻲ ﻭﺴﻁ ﺍﻟﺼﺤﺭﺍﺀ ﺍﻟﻜﺒـﺭﻯ. ﻭﻜـﺎﻥ‬ ‫ﺍﻟﺼﻙ ﺒﺎﻟﻌﺭﺍﻕ ﺃﺸﺒﻪ ﺒﺎﻟﺸﻴﻙ ﺍﻟﺭﺴﻤﻲ ﻋﻨﺩﻨﺎ، ﻭﻜﺎﻥ ﻟﻠﺠﻬﺒﺫ ) ﺍﻟﺘﺎﺠﺭ ( ـ‬ ‫ﻤﻊ ﻭﺠﻭﺩ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺼﻜﻭﻙ ـ ﺸﺄﻥ ﻜﺒﻴﺭ، ﺨﻼل ﺍﻟﻘﺭﻥ ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ ﺍﻟﻬﺠﺭﻱ.‬ ‫ﻭﻴﺤﺩﺜﻨﺎ ﻨﺎﺼﺭ ﺨﺴﺭﻭ ﺃﻨﻪ ﻜﺎﻥ ﺒﺴﻭﻕ ﺍﻟﺼﺭﺍﻓﻴﻥ ﺒﻤﺩﻴﻨﺔ ﺃﺼﻔﻬﺎﻥ‬ ‫ﻤﺎﺌﺘﺎ ﺼﺭﺍﻑ، ﻭﻜﺎﻨﻭﺍ ﺠﻤﻴ ‪‬ﺎ ﻴﺠﻠﺴﻭﻥ ﻓﻲ ﺴﻭﻕ ﻭﺍﺤﺩ ﻴﺴـﻤﻰ " ﺴـﻭﻕ‬ ‫ﻌ‬ ‫ﺍﻟﺼﺭﺍﻓﻴﻥ " ﻭﻟﻡ ﻴﻜﻥ ﻋﻥ ﺍﻟﺼﺭﺍﻑ ﻏﻨﻰ ﻓﻲ ﺴﻭﻕ ﺍﻟﺒﺼﺭﺓ ﺤﻭﺍﻟﻲ ﻋﺎﻡ‬ ‫٠٠٤ ﻫـ ـ ٠١٠١ ﻡ. ﻓﻘﺩ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻌﻤل ﺒﻬﺫﺍ ﺍﻟﺴﻭﻕ ﺃﻥ ﻜل ﻤـﻥ ﻤﻌـﻪ‬ ‫ﻤﺎل، ﻴﻌﻁﻴﻪ ﻟﻠﺼﺭﺍﻑ ﻭﻴﺄﺨﺫ ﻤﻨﻪ ﺭﻗﺎﻋﺎ، ﺜﻡ ﻴﺸﺘﺭﻱ ﻤﺎ ﻴﻠﺯﻤﻪ ﻭﻴﺤـﻭل‬ ‫‪‬‬ ‫ﺜﻤﻨﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﺭﻑ، ﻭﻻ ﻴﻌﻁﻭﻥ ﺸﻴﺌﺎ ﻏﻴﺭ ﺭﻗﺎﻉ ﺍﻟﺼﺭﺍﻑ ﻁﺎﻟﻤﺎ ﻜﺎﻨﻭﺍ‬ ‫ً‬ ‫ﺒﺎﻟﻤﺩﻴﻨﺔ )٣١(.‬ ‫)٢١( ﺁﺩﻡ ﻤﻴﺘﺯ، ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﺓ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﻥ ﺍﻟﺭﺍﺒﻊ ﺍﻟﻬﺠـﺭﻱ، ﺍﻟﺠـﺯﺀ ﺍﻟﺜـﺎﻨﻲ،‬ ‫ﺘﺭﺠﻤﺔ ﻤﺤﻤﺩ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻬﺎﺩﻱ ﺃﺒﻭ ﺭﻴﺩﺓ، ﻤﻁﺒﻌﺔ ﻟﺠﻨـﺔ ﺍﻟﺘـﺄﻟﻴﻑ ﻭﺍﻟﺘﺭﺠﻤـﺔ ﻭﺍﻟﻨﺸـﺭ،‬ ‫ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ، ١٤٩١، ﺹ ﺹ ٩١٣ ـ ١٢٣. ﻭﺍﻨﻅﺭ ﺃﻴ ‪‬ﺎ:‬ ‫ﻀ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺩ. ﻤﺤﻤﺩ ﺃﻤﻴﻥ ﺼﺎﻟﺢ، ﺍﻟﻨﻅﺭﺓ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ ﻓﻲ ﻤﺼﺭ ﻭﺍﻟﺸﺎﻡ ﻓﻲ ﺼـﺩﺭ ﺍﻹﺴـﻼﻡ،‬ ‫ﻤﻜﺘﺒﺔ ﺴﻌﻴﺩ ﺭﺃﻓﺕ، ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ، ١٧٩١، ﺹ ﺹ ٨٧٢ ـ ٩٧٢.‬ ‫)٣١( ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ، ﺹ ١٢٣.‬
‫ﺜﺎﻨﻴﺎ: ﺍﻟﺘﺭﺍﺙ ﺍﻟﺸﻌﺒﻲ ﻭﺍﻟﻌﻤﻠﺔ:‬ ‫‪‬‬ ‫ﻴﻌﺘﻤﺩ ﺍﻟﺘﺭﺍﺙ ﺍﻟﺸﻌﺒﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻤﻠﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﺜﻴﺭ ﻤﻥ ﻋﻨﺎﺼﺭﻩ، ﻭﻫﻭ‬ ‫ﻴﺴﺘﺨﺩﻤﻬﺎ ﺤﻴﻨﺎ ﻟﻠﺘﻌﺒﻴﺭ ﻋﻥ ﺍﻟﻤﻜﺎﻨﺔ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻟﺤﺎﺌﺯﻫﺎ، ﻜﻤﺎ ﻴﺴﺘﺨﺩﻤﻬﺎ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﺤﻴﻨﺎ ﺁﺨﺭ ﻟﺘﻨﻤﻴﻁ ﺍﻟﺴﻠﻭﻙ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺴﺭ ﻭﺍﻟﻴﺴﺭ ﻭﺘﺤﺩﻴﺩﻩ ﻓﻲ ﺤﺎﻟﺘﻲ ﺍﻟﻔﻘـﺭ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻭﺍﻟﻐﻨﻰ، ﺇﻀﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﺴﺘﺨﺩﺍﻤﻬﺎ ﻓﻲ ﺤﺎﻻﺕ ﺍﻟﻭﻗﺎﻴـﺔ ﻤـﻥ ﺍﻟﻤـﺭﺽ ﺃﻭ‬ ‫ﺍﻟﻌﻼﺝ ﻤﻨﻪ، ﻤﻥ ﺨﻼل ﺍﻟﻤﻤﺎﺭﺴﺎﺕ ﺍﻻﻋﺘﻘﺎﺩﻴﺔ.‬ ‫ﻭﺍﻟﻭﺍﻗﻊ ﺇﻥ ﺍﻋﺘﻤﺎﺩ ﺒﻌﺽ ﻋﻨﺎﺼﺭ ﺍﻟﺘﺭﺍﺙ ﺍﻟﺸﻌﺒﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻤﻠﺔ،‬ ‫ﻫﻭ ﺍﻻﺴﺘﻔﺎﺩﺓ ﻤﻥ ﺍﻟﻁﺎﺒﻊ ﺍﻟﺭﻤﺯﻱ ﻟﻬﺎ ـ ﻤﻥ ﺨﻼل ﻗﻴﻤﺘﻬﺎ ـ ﻭﺃﻫﻤﻴﺘﻬـﺎ‬ ‫ﻓﻲ ﺇﺸﺒﺎﻉ ﺤﺎﺠﺎﺕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ، ﻋﻼﻭﺓ ﻋﻠﻰ ﺃﻨﻬﺎ ﻭﺴﻴﻠﺔ ﺘﺒﺎﺩﻟﻴـﺔ ﺃﺴﺎﺴـﻴﺔ،‬ ‫ﻴﻌﺭﻓﻬﺎ ﺠﻤﻴﻊ ﻓﺌﺎﺕ ﻭﻁﺒﻘﺎﺕ ﺍﻟﺸﻌﺏ ﻓﻲ ﺃﻱ ﻤﺠﺘﻤﻊ ﺇﻨﺴـﺎﻨﻲ، ﻴﻌﺭﻓﻬـﺎ‬ ‫ﺍﻟﺼﻐﻴﺭ ﻭﺍﻟﻜﺒﻴﺭ، ﻭﺍﻟﻐﻨﻲ ﻭﺍﻟﻔﻘﻴﺭ، ﻭﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻡ ﻭﻏﻴﺭ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻡ، ﻭﻗﺎﻁﻥ ﺍﻟﻘﺭﻴﺔ‬ ‫ﻭﺴﺎﻜﻥ ﺍﻟﻤﺩﻴﻨﺔ ﻭﺍﻟﻤﻘﻴﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺎﺩﻴﺔ. ﻭﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻓﺈﻥ ﺍﺴﺘﺨﺩﺍﻡ ﺍﻟﻌﻤﻠﺔ ﺇﺫﻥ ـ‬ ‫ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺭ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺭﻤﺯﻴﺔ ـ ﻴﺤﻅـﻰ ﺒﺎﻟـﺫﻴﻭﻉ ﻭﺍﻻﻨﺘﺸـﺎﺭ‬ ‫ﻭﻴﻭﺴﻊ ﻗﺎﻋﺩﺓ ﻓﻬﻡ ﺍﻟﻌﻨﺼﺭ ﺍﻟﺘﺭﺍﺜﻲ ﻭﻤﻤﺎﺭﺴﺘﻪ.‬ ‫ﻭﺴﻨﺤﺎﻭل ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ ﺍﻟﺴﺭﻴﻌﺔ ﺍﺴﺘﻌﺭﺍﺽ ﺒﻌﺽ ﻋﻨﺎﺼـﺭ‬ ‫ﺍﻟﺘﺭﺍﺙ ﺍﻟﺸﻌﺒﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺤﻭﻱ ﻓﻲ ﻤﻀﻤﻭﻨﻬﺎ ﻭﺃﻟﻔﺎﻅﻬﺎ ﺒﻌﺽ ﻓﺌﺎﺕ ﺍﻟﻌﻤﻠﺔ.‬ ‫ﻭﻴﺄﺘﻲ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺱ ﻫـﺫﻩ ﺍﻟﻌﻨﺎﺼـﺭ ﺍﻷﻤﺜـﺎل ﺍﻟﺸـﻌﺒﻴﺔ. ﻭﺍﻟﻤﻤﺎﺭﺴـﺎﺕ‬ ‫ﺍﻻﻋﺘﻘﺎﺩﻴﺔ.‬
‫) ١ ( ﺍﻷﻤﺜﺎل ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ:‬ ‫١- " ﺍﺸﺘﺭﻯ ﺒﺩﺭﻫﻡ ﺒﻠﺢ ﺒﻘﻰ ﻟﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻲ ﻨﺨل " ﻭﻴﻀﺭﺏ ﻟﻠﺩﻻﻟـﺔ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﻤﻥ ﻴﺤﻭﺯ ﺍﻟﻘﻠﻴل ﻓﻴﺘﺫﺭﻉ ﺒﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﺩﻋﺎﺀ ﺍﻟﻜﺜﻴﺭ )٤١(.‬ ‫٢- " ﺍﻟﻌﺏ ﺒﺎﻟﻤﺠﺭ ﻟﻤﺎ ﻴﺠﻴﻙ ﺍﻟﺒﻨﺩﻗﻲ " ﻭﺍﻟﻤﺠـﺭ ﺩﻴﻨـﺎﺭ ﺍﻟﻤﺠـﺭ،‬ ‫ﻭﺍﻟﺒﻨﺩﻗﻲ ﺩﻴﻨﺎﺭ ﺍﻟﺒﻨﺩﻗﻴﺔ ﻭﻫﻭ ﺃﺠﻭﺩ ﻤﻥ ﺩﻴﻨـﺎﺭ ﺍﻟﻤﺠـﺭ ﺫﻫ ‪‬ـﺎ،‬ ‫ﺒ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺃﺭﺽ ﺒﻤﺎ ﻗﺴﻡ ﻟﻙ ﺤﺘﻰ ﺘﺠﻲﺀ ﺍﻟﺴﻌﺔ )٥١(.‬ ‫٣- " ﺍﻟﻌﺏ ﺒﺎﻟﻤﻘﺼﻭﺹ ﻟﻤﺎ ﻴﺠﻴﻙ ﺍﻟـﺩﻴﻭﺍﻨﻲ "، ﻭﺍﻟﻤﻌﻨـﻰ ﺍﻟﻌـﺏ‬ ‫ﺒﺎﻟﺩﻴﻨﺎﺭ ﻴﻘﺹ ﻤﻨﻪ ﻓﻴﻨﻘﺹ، ﻭﺍﺭﺽ ﻤﺎ ﺩﻤﺕ ﻻ ﺘﺠﺩ ﺴﻭﺍﻩ ﺤﺘﻰ‬ ‫ﻴﺄﺘﻴﻙ ﺍﻟﺩﻴﻨﺎﺭ ﺍﻟﺩﻴﻭﺍﻨﻲ ﺍﻟﻜﺎﻤل، ﻭﻫﻤﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﻤﻼﺕ ﺍﻟﺴﺎﺌﺩﺓ ﺁﻨﺫﺍﻙ‬ ‫)٦١(.‬ ‫٤- " ﺍﻟﺩﺭﺍﻫﻡ ﻤﺭﺍﻫﻡ ﺘﺨﻠﻲ ﻟﻠﻤﻘﺩﺍﺭ ﻋﻭﻴل ﻭﺒﻌﺩ ﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﺒﻜﺭ ﺴـﻤﻭﻩ‬ ‫ﺍﻟﺤﺎﺝ ﺒﻜﺎﺭ ". ﻭﻓﻲ ﺫﻟﻙ ﻴﻘﻭل ﺍﻟﺸﺎﻋﺭ )٧١(:‬ ‫ﺇﻥ ﺍﻟﺩﺭﺍﻫﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻭﺍﻁﻥ ﻜﻠﻬﺎ‬ ‫ﺘﻜﺴﻭ ﺍﻟﺭﺠﺎل ﻤﻬﺎﺒﺔ ﻭﺠﻤﺎﻻ.‬ ‫ﹰ‬ ‫٥- " ﺍﻟﺩﺭﻫﻡ ﺍﻷﺒﻴﺽ ﻴﻨﻔﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﻴﻭﻡ ﺍﻷﺴﻭﺩ "، ﻭﻴﺭﻭﻱ " ﺍﻟﻤﻴـﺩﻱ "‬ ‫ﻭﻫﻭ ﺍﻟﺩﺭﻫﻡ ﺍﻟﻤﺅﻴﺩﻱ ﻨﺴﺒﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﻠﻁﺎﻥ ﺍﻟﻤﺅﻴـﺩ ﺸـﻴﺦ ﺃﺤـﺩ‬ ‫)٤١( ﺃﺤﻤﺩ ﺘﻴﻤﻭﺭ، ﺍﻷﻤﺜﺎل ﺍﻟﻌﺎﻤﻴﺔ، ﻁ ٣، ﻤﻁﺎﺒﻊ ﺍﻷﻫـﺭﺍﻡ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻴـﺔ، ﺍﻟﻘـﺎﻫﺭﺓ.‬ ‫٠٧٩١، ﺹ ٣٢.‬ ‫)٥١( ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ، ﺹ ٩٣.‬ ‫)٦١( ﻨﻔﺱ ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ، ﻭﻨﻔﺱ ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ.‬ ‫)٧١( ﺍﻷﻤﺜﺎل ﺍﻟﻌﺎﻤﻴﺔ، ﺹ ٠١٢.‬
‫ﺴﻼﻁﻴﻥ ﻤﺼﺭ، ﻜﻤﺎ ﻴﺭﻭﻱ " ﺍﻟﻘﺭﺵ "، ﻭﻴﺭﻭﻱ " ﺍﻟﺠﺩﻴﺩ " ﻭﻫﻭ‬ ‫ﻨﻭﻉ ﺁﺨﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﻤﻠﺔ ﺍﻟﻤﺼﺭﻴﺔ ﻗﺒﻠﺌﺫ )٨١(.‬ ‫٦- " ﺍﻟﻔﻠﻭﺱ ﺯﻱ ﺍﻟﻌﺼﺎﻓﻴﺭ ﺘﺭﻭﺡ ﻭﺘﻴﺠﻲ " ﺃﻱ ﺘﺫﻫﺏ ﻤـﻥ ﺍﻟﻴـﺩ‬ ‫ﻜﺎﻟﻌﺼﺎﻓﻴﺭ ﻓﻲ ﻁﻴﺭﺍﻨﻬﺎ ﺜﻡ ﻴﺄﺘﻲ ﻏﻴﺭﻫﺎ )٩١(.‬ ‫٧- " ﻋﻠﻰ ﻗﺩ ﻓﻠﻭﺴﻙ ﻁﻭﺡ ﺭﺠﻠﻴﻙ " ﺃﻱ ﺘﺄﺭﺠﺢ ﻓـﻲ ﺍﻷﺭﺠﻭﺤـﺔ‬ ‫ﺒﻘﺩﺭ ﻤﺎ ﺃﻋﻁﻴﺕ ﺼﺎﺤﺒﻬﺎ ﻤﻥ ﺍﻷﺠﺭ )٠٢(.‬ ‫٨- " ﺍﻟﻘﺭﺵ ﻴﻠﻌﺏ ﺍﻟﻘﺭﺩ " ﺃﻱ ﺘﻌﻴﻥ ﺍﻟﻨﻘﻭﺩ ﻋﻠﻰ ﻜل ﺸﻲﺀ )١٢(.‬ ‫٩- " ﻤﺴﻠﺔ ﺒﻌﺸﺭﺓ ﺘﻔﻠﺱ ﺤﻤﺎﺭ " ﺃﻱ ﻤﺴﻠﺔ ﺒﻌﺸﺭﺓ ﻨﻘﺩ ﻤﻥ ﺍﻟﻔﻠـﻭﺱ‬ ‫ﺍﻟﻨﺤﺎﺱ، ﺘﻌﺠﺯ ﺒﻬﺎ ﻤﺎﺌﺔ ﺤﻤﺎﺭ ﻤﻥ ﺴﺭﻋﺔ ﺍﻟﺴﻴﺭ )٢٢(.‬ ‫" ﻫﻴﻥ ﻗﺭﺸﻙ ﻭﻻ ﺘﻬﻴﻥ ﻨﻔﺴﻙ "، ﺃﻱ ﺍﺩﻓﻊ ﻋﻨﻙ ﺍﻹﻫﺎﻨﺔ‬ ‫٠١-‬ ‫ﺒﺎﻟﺒﺫل )٣٢(.‬ ‫)٤٢(‬ ‫ﻭ"‬ ‫" ﻴﺎ ﺸﺎﺭﻱ ﺍﻟﺨﺒﺭ ﺒﺸﺭﻴﻔﻲ ﺒﻜﺭﻩ ﻴﺒﻘﻰ ﺒﺒﻼﺵ "‬ ‫١١-‬ ‫ﺍﻟﺸﺭﻴﻔﻲ " ﺃﻱ ﺍﻷﺸﺭﻓﻲ ﻭﻫﻭ ﺍﻟﻌﻤﻠﺔ ﺍﻟﻨﻘﺩﻴﺔ ﺍﻟﻤﻨﺴﻭﺒﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻠﻙ‬ ‫ﺍﻷﺸﺭﻑ.‬ ‫)٨١( ﺭﺍﺠﻊ ﺃﺤﻤﺩ ﺘﻴﻤﻭﺭ، ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ، ﺹ ١١٢ ﻭﺹ ٩٧٣ ﻭ ٣٨٤.‬ ‫)٩١( ﻨﻔﺱ ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺼﻔﺤﺎﺕ ٥٩٣‬ ‫)٠٢( ﻨﻔﺱ ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺼﻔﺤﺎﺕ ٧٢٣‬ ‫)١٢( ﻨﻔﺱ ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺼﻔﺤﺎﺕ ٧٩٣‬ ‫)٢٢( ﻨﻔﺱ ﺍﻟﻤﺼﺩﺭ، ﺼﻔﺤﺔ ٧٥٤‬ ‫)٣٢( ﻨﻔﺱ ﺍﻟﻤﺼﺩﺭ، ﺼﻔﺤﺔ ٦٩٤‬ ‫)٤٢( ﻨﻔﺱ ﺍﻟﻤﺼﺩﺭ، ﺼﻔﺤﺔ ٩,٥‬
764
764
764
764
764
764
764
764
764
764
764
764
764
764
764
764
764
764
764
764
764
764
764
764
764
764
764
764
764
764
764
764
764
764
764
764
764
764
764
764
764
764
764
764
764
764
764
764
764
764
764
764
764
764
764
764
764
764
764
764
764
764
764
764
764
764
764
764
764
764
764
764
764
764
764
764
764
764
764
764
764
764
764
764
764
764
764
764
764
764
764
764
764
764
764
764
764
764
764
764
764
764
764
764
764
764
764
764
764
764
764
764
764
764
764
764
764
764
764
764
764
764
764
764
764
764
764
764
764
764
764
764
764
764
764
764
764
764
764
764
764
764
764
764
764
764
764
764
764
764
764
764
764
764
764
764
764
764
764
764
764
764
764
764
764
764
764
764
764
764
764
764
764
764
764
764
764
764
764

Recommended

763
763763
763kotob arabia
 
942
942942
942kotob arabia
 
1086
10861086
1086kotob arabia
 
594
594594
594kotob arabia
 
3188
31883188
3188kotob arabia
 
1183
11831183
1183kotob arabia
 
6500
65006500
6500kotob arabia
 
4969
49694969
4969kotob arabia
 

Recommended

763
763763
763kotob arabia
 
942
942942
942kotob arabia
 
1086
10861086
1086kotob arabia
 
594
594594
594kotob arabia
 
3188
31883188
3188kotob arabia
 
1183
11831183
1183kotob arabia
 
6500
65006500
6500kotob arabia
 
4969
49694969
4969kotob arabia
 
4163
41634163
4163kotob arabia
 
3718
37183718
3718kotob arabia
 
5154
51545154
5154kotob arabia
 
1170
11701170
1170kotob arabia
 
588
588588
588kotob arabia
 
5469
54695469
5469kotob arabia
 
3801
38013801
3801kotob arabia
 
3144
31443144
3144kotob arabia
 
393
393393
393kotob arabia
 
4105
41054105
4105kotob arabia
 
4222
42224222
4222kotob arabia
 
3975
39753975
3975kotob arabia
 
1441
14411441
1441kotob arabia
 
1234
12341234
1234kotob arabia
 
3703
37033703
3703kotob arabia
 
673
673673
673kotob arabia
 
984
984984
984kotob arabia
 
873
873873
873kotob arabia
 
4096
40964096
4096kotob arabia
 
1024
10241024
1024kotob arabia
 
594
594594
594kotob arabia
 
968
968968
968kotob arabia
 

More Related Content

What's hot

What's hot (20)

4163
41634163
4163
 
3718
37183718
3718
 
5154
51545154
5154
 
1170
11701170
1170
 
588
588588
588
 
5469
54695469
5469
 
3801
38013801
3801
 
3144
31443144
3144
 
393
393393
393
 
4105
41054105
4105
 
4222
42224222
4222
 
3975
39753975
3975
 
1441
14411441
1441
 
1234
12341234
1234
 
3703
37033703
3703
 
673
673673
673
 
984
984984
984
 
873
873873
873
 
4096
40964096
4096
 
1024
10241024
1024
 

Viewers also liked

Viewers also liked (7)

594
594594
594
 
968
968968
968
 
762
762762
762
 
5961
59615961
5961
 
960
960960
960
 
96
9696
96
 
1086
10861086
1086
 

Similar to 764

Similar to 764 (20)

1053
10531053
1053
 
1058
10581058
1058
 
1085
10851085
1085
 
1085
10851085
1085
 
1080
10801080
1080
 
1080
10801080
1080
 
1055
10551055
1055
 
5504
55045504
5504
 
747
747747
747
 
1382
13821382
1382
 
1067
10671067
1067
 
1083
10831083
1083
 
894
894894
894
 
515
515515
515
 
1074
10741074
1074
 
1413
14131413
1413
 
4346
43464346
4346
 
500
500500
500
 
5578
55785578
5578
 
338
338338
338
 

More from kotob arabia

More from kotob arabia (20)

6487
64876487
6487
 
6205
62056205
6205
 
5962
59625962
5962
 
6486
64866486
6486
 
745
745745
745
 
6204
62046204
6204
 
6435
64356435
6435
 
6182
61826182
6182
 
959
959959
959
 
941
941941
941
 
744
744744
744
 
6485
64856485
6485
 
6434
64346434
6434
 
6181
61816181
6181
 
5960
59605960
5960
 
5937
59375937
5937
 
940
940940
940
 
743
743743
743
 
6433
64336433
6433
 
5935
59355935
5935
 

Recently uploaded

الملكية الفكرية فى جمهورية مصر العربية للبحث العلمى
الملكية الفكرية فى جمهورية مصر العربية للبحث العلمىالملكية الفكرية فى جمهورية مصر العربية للبحث العلمى
الملكية الفكرية فى جمهورية مصر العربية للبحث العلمىGamal Mansour
 
الكيمياء 1.pdf.............................................
الكيمياء 1.pdf.............................................الكيمياء 1.pdf.............................................
الكيمياء 1.pdf.............................................zinhabdullah93
 
التعلم المؤسسي في المؤسسات الأكاديمية. pptx
التعلم المؤسسي في المؤسسات الأكاديمية. pptxالتعلم المؤسسي في المؤسسات الأكاديمية. pptx
التعلم المؤسسي في المؤسسات الأكاديمية. pptxyjana1298
 
وزارة التربية دورة استراتيجيات التعلم النشط -.ppt
وزارة التربية دورة استراتيجيات التعلم النشط -.pptوزارة التربية دورة استراتيجيات التعلم النشط -.ppt
وزارة التربية دورة استراتيجيات التعلم النشط -.pptAdamIdiris
 
الوعي المعلوماتي للعاملين في المكتبات و مراكز المعلومات.pptx
الوعي المعلوماتي للعاملين في المكتبات و مراكز المعلومات.pptxالوعي المعلوماتي للعاملين في المكتبات و مراكز المعلومات.pptx
الوعي المعلوماتي للعاملين في المكتبات و مراكز المعلومات.pptxMohamadAljaafari
 
درس الطباقالمحسنات المعنويّة، بهدف تحسين المعنى .pptx
درس الطباقالمحسنات المعنويّة، بهدف تحسين المعنى .pptxدرس الطباقالمحسنات المعنويّة، بهدف تحسين المعنى .pptx
درس الطباقالمحسنات المعنويّة، بهدف تحسين المعنى .pptxNaceraLAHOUEL1
 
التعليم في عصر الذكاء الاصطناعي مواطن التحدي ومناهل الفرص _.pdf
التعليم في عصر الذكاء الاصطناعي مواطن التحدي ومناهل الفرص _.pdfالتعليم في عصر الذكاء الاصطناعي مواطن التحدي ومناهل الفرص _.pdf
التعليم في عصر الذكاء الاصطناعي مواطن التحدي ومناهل الفرص _.pdfNaseej Academy أكاديمية نسيج
 
نشأة القضية الفلسطينية وتطورها التاريخي .pptx
نشأة القضية الفلسطينية وتطورها التاريخي .pptxنشأة القضية الفلسطينية وتطورها التاريخي .pptx
نشأة القضية الفلسطينية وتطورها التاريخي .pptxNaceraLAHOUEL1
 

Recently uploaded (8)

الملكية الفكرية فى جمهورية مصر العربية للبحث العلمى
الملكية الفكرية فى جمهورية مصر العربية للبحث العلمىالملكية الفكرية فى جمهورية مصر العربية للبحث العلمى
الملكية الفكرية فى جمهورية مصر العربية للبحث العلمى
 
الكيمياء 1.pdf.............................................
الكيمياء 1.pdf.............................................الكيمياء 1.pdf.............................................
الكيمياء 1.pdf.............................................
 
التعلم المؤسسي في المؤسسات الأكاديمية. pptx
التعلم المؤسسي في المؤسسات الأكاديمية. pptxالتعلم المؤسسي في المؤسسات الأكاديمية. pptx
التعلم المؤسسي في المؤسسات الأكاديمية. pptx
 
وزارة التربية دورة استراتيجيات التعلم النشط -.ppt
وزارة التربية دورة استراتيجيات التعلم النشط -.pptوزارة التربية دورة استراتيجيات التعلم النشط -.ppt
وزارة التربية دورة استراتيجيات التعلم النشط -.ppt
 
الوعي المعلوماتي للعاملين في المكتبات و مراكز المعلومات.pptx
الوعي المعلوماتي للعاملين في المكتبات و مراكز المعلومات.pptxالوعي المعلوماتي للعاملين في المكتبات و مراكز المعلومات.pptx
الوعي المعلوماتي للعاملين في المكتبات و مراكز المعلومات.pptx
 
درس الطباقالمحسنات المعنويّة، بهدف تحسين المعنى .pptx
درس الطباقالمحسنات المعنويّة، بهدف تحسين المعنى .pptxدرس الطباقالمحسنات المعنويّة، بهدف تحسين المعنى .pptx
درس الطباقالمحسنات المعنويّة، بهدف تحسين المعنى .pptx
 
التعليم في عصر الذكاء الاصطناعي مواطن التحدي ومناهل الفرص _.pdf
التعليم في عصر الذكاء الاصطناعي مواطن التحدي ومناهل الفرص _.pdfالتعليم في عصر الذكاء الاصطناعي مواطن التحدي ومناهل الفرص _.pdf
التعليم في عصر الذكاء الاصطناعي مواطن التحدي ومناهل الفرص _.pdf
 
نشأة القضية الفلسطينية وتطورها التاريخي .pptx
نشأة القضية الفلسطينية وتطورها التاريخي .pptxنشأة القضية الفلسطينية وتطورها التاريخي .pptx
نشأة القضية الفلسطينية وتطورها التاريخي .pptx
 

764

  • 1.
  • 2. ‫ﻅﺎﻫﺭﺓ ﺍﻟﻜﺘﺎﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻤﻠﺔ ﺍﻟﻭﺭﻗﻴﺔ‬ ‫ﺩﺭﺍﺴﺔ ﻭﺜﺎﺌﻘﻴﺔ ﻭﻤﻴﺩﺍﻨﻴﺔ‬ ‫ﺩﻜﺘﻭﺭ‬ ‫ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻤﻜﺎﻭﻱ‬ ‫ﻤﺩﺭﺱ ﻋﻠﻡ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻉ ﻭﺍﻷﻨﺜﺭﻭﺒﻭﻟﻭﺠﻴﺎ‬ ‫ﻜﻠﻴﺔ ﺍﻵﺩﺍﺏ ـ ﺠﺎﻤﻌﺔ ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ‬ ‫١١٤١ ﻫـ ـ ١٩٩١ ﻡ‬
  • 3. ‫ﻃﺒﻘﺎ ﻟﻘﻮﺍﻧﲔ ﺍﳌﻠﻜﻴﺔ ﺍﻟﻔﻜﺮﻳﺔ‬ ‫א‬ ‫א‬ ‫א‬ ‫.‬ ‫אא‬ ‫א‬ ‫)ﻋـﱪ ﺍﻻﻧﱰﻧـﺖ ﺃﻭ‬ ‫א‬ ‫אא‬ ‫ﻟﻠﻤﻜﺘﺒــﺎﺕ ﺍﻻﻟﻜﱰﻭﻧﻴــﺔ ﺃﻭ ﺍﻷﻗــﺮﺍﺹ ﺍﳌﺪﳎــﺔ ﺃﻭ ﺍﻯ‬ ‫א‬ ‫ﻭﺳﻴﻠﺔ ﺃﺧﺮﻯ (‬ ‫א‬ ‫א‬ ‫.‬ ‫.‬ ‫א א‬
  • 4. ‫ﺒﺴﻡ ﺍﷲ ﺍﻟﺭﺤﻤﻥ ﺍﻟﺭﺤﻴﻡ‬ ‫" ﻗﺎﻟﻭﺍ ﺭﺒﻜﻡ ﺃﻋﻠﻡ ﺒﻤﺎ ﻟﺒﺜﺘﻡ ﻓﺎﺒﻌﺜﻭﺍ ﺃﺤﺩﻜﻡ ﺒﻭﺭﻗﻜﻡ ﻫـﺫﻩ‬ ‫ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺩﻴﻨﺔ ﻓﻠﻴﻨﻅﺭ ﺃﻴﻬﺎ ﺃﺯﻜﻰ ﻁﻌﺎﻤﺎ ﻓﻠﻴﺄﺘﻜﻡ ﺒﺭﺯﻕ ﻤﻨﻪ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﻟﻴﺘﻠﻁﻑ ﻭﻻ ﻴﺸﻌﺭﻥ ﺒﻜﻡ ﺃﺤﺩﺍ ".‬ ‫‪‬‬ ‫ﺼﺩﻕ ﺍﷲ ﺍﻟﻌﻅﻴﻡ‬ ‫) ﺍﻟﻜﻬﻑ، ﺍﻵﻴﺔ ٩١ (‬
  • 5. ‫ﺍﻹﻫﺩﺍﺀ:‬ ‫ﺇﻟﻰ ﺍﺒﻨﺘﻲ ﺃﺴﻤﺎﺀ ﻋل ﺍﻟﻤﻜﺎﻭﻱ‬ ‫ﺍﻟﻁﻔﻠﺔ ﺍﻟﻬﺎﺩﺌﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺜﺎﺭﺕ‬ ‫ﻫﻲ ـ ﻭﻜل ﺍﻷﻁﻔﺎل ـ‬ ‫ﻓﻜﺭﺓ ﻫﺫﻩ‬ ‫ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ‬
  • 6. ‫ﺍﻟﻤﺤﺘﻭﻴﺎﺕ‬ ‫ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ‬ ‫ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻉ‬ ‫ﻤﻘﺩﻤﺔ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ‬ ‫ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻷﻭل:‬ ‫ﻤﻭﻀﻭﻉ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﻭﺃﻁﺭﻩ ﺍﻟﻨﻅﺭﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﻨﻬﺠﻴﺔ‬ ‫ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ:‬ ‫ﺍﻟﻌﻤﻠﺔ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ‬ ‫ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ:‬ ‫ﺍﻟﻜﺘﺎﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻤﻠﺔ ﻭﻋﺎﺩﺍﺕ ﺩﻭﺭﺓ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ‬ ‫ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻟﺭﺍﺒﻊ:‬ ‫ﺍﻟﻜﺘﺎﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻤﻠﺔ ﻭﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‬ ‫ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻟﺨﺎﻤﺱ:‬ ‫ﺍﻟﻜﺘﺎﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻤﻠﺔ ﻭﺒﻌﺽ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺎﺕ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‬ ‫ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ:‬ ‫ﺍﻟﺩﻋﺎﺒﺔ ﺍﻟﻤﺼﺭﻴﺔ ﻭﺍﻟﻜﺘﺎﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻤﻠﺔ‬ ‫ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻟﺜﺎﻤﻥ:‬ ‫ﺍﻟﻜﺘﺎﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻤﻠﺔ: ﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﺤﺎﻟﺔ‬ ‫ﻤﻠﺤﻕ ﺒﺎﻟﻌﺒﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﻜﺘﻭﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻤﻠﺔ‬ ‫ﺃﻫﻡ ﻤﺭﺍﺠﻊ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ‬
  • 7. ‫ﻓﻬﺭﺱ ﺍﻟﺠﺩﺍﻭل‬ ‫ﺹ‬ ‫ﺇﺠﻤـﺎﻟﻲ ﺍﻟﻌﻤـﻼﺕ ﻭﻓﺌﺎﺘﻬـﺎ ﻭﺘﻜﺭﺍﺭﻫـﺎ ٧٤‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ﺠﺩﻭل ﺭﻗﻡ ) ١ (‬ ‫ﻭﺃﻏﺭﺍﺽ ﺍﻟﻜﺘﺎﺒﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ‬ ‫٩٤‬ ‫ﺍﻟﻨﻤﻁ ﺍﻷﻭل ﻤﻥ ﺍﻟﻐﺭﺽ ﺍﻷﻭل‬ ‫ﺠﺩﻭل ﺭﻗﻡ ) ٢ (‬ ‫٤٥‬ ‫ﺍﻟﻨﻤﻁ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ﻤﻥ ﺍﻟﻐﺭﺽ ﺍﻷﻭل‬ ‫ﺠﺩﻭل ﺭﻗﻡ ) ٣ (‬ ‫٧٥‬ ‫ﺍﻟﻨﻤﻁ ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ ﻤﻥ ﺍﻟﻐﺭﺽ ﺍﻷﻭل‬ ‫ﺠﺩﻭل ﺭﻗﻡ ) ٤ (‬ ‫٠٦‬ ‫ﺍﻟﻨﻤﻁ ﺍﻟﺭﺍﺒﻊ ﻤﻥ ﺍﻟﻐﺭﺽ ﺍﻷﻭل‬ ‫ﺠﺩﻭل ﺭﻗﻡ ) ٥ (‬ ‫١٦‬ ‫ﺍﻟﻨﻤﻁ ﺍﻟﺨﺎﻤﺱ ﻤﻥ ﺍﻟﻐﺭﺽ ﺍﻷﻭل‬ ‫ﺠﺩﻭل ﺭﻗﻡ ) ٦ (‬ ‫٣٦‬ ‫ﺍﻟﻨﻤﻁ ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ ﻤﻥ ﺍﻟﻐﺭﺽ ﺍﻷﻭل‬ ‫ﺠﺩﻭل ﺭﻗﻡ ) ٧ (‬ ‫٤٦‬ ‫ﺍﻟﻨﻤﻁ ﺍﻟﺴﺎﺒﻊ ﻤﻥ ﺍﻟﻐﺭﺽ ﺍﻷﻭل‬ ‫ﺠﺩﻭل ﺭﻗﻡ ) ٨ (‬ ‫٧٦‬ ‫ﺍﻟﻨﻤﻁ ﺍﻟﺜﺎﻤﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﻐﺭﺽ ﺍﻷﻭل‬ ‫ﺠﺩﻭل ﺭﻗﻡ ) ٩ (‬ ‫٩٦‬ ‫ﺠﺩﻭل ﺭﻗﻡ ) ٠١ ( ﺍﻟﻨﻤﻁ ﺍﻟﺘﺎﺴﻊ ﻤﻥ ﺍﻟﻐﺭﺽ ﺍﻷﻭل‬ ‫٠٧‬ ‫ﺠﺩﻭل ﺭﻗﻡ ) ١١ ( ﺍﻟﻨﻤﻁ ﺍﻟﻌﺎﺸﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﻐﺭﺽ ﺍﻷﻭل‬ ‫ﺠﺩﻭل ﺭﻗﻡ ) ٢١ ( ﺇﺠﻤﺎﻟﻲ ﺃﻨﻤـﺎﻁ ﺍﻟﻐـﺭﺽ ﺍﻷﻭل ﻭﻨﺴـﺒﻬﺎ ٥٧‬ ‫ﺍﻟﻤﺌﻭﻴﺔ‬ ‫٧٧‬ ‫ﺠﺩﻭل ﺭﻗﻡ ) ٣١ ( ﺇﺠﻤﺎﻟﻲ ﺃﻨﻤﺎﻁ ﺍﻟﻐﺭﺽ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ‬ ‫٩٧‬ ‫ﺠﺩﻭل ﺭﻗﻡ ) ٤١ ( ﺍﻟﻨﻤﻁ ﺍﻷﻭل ﻤﻥ ﺍﻟﻐﺭﺽ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ‬ ‫٢٨‬ ‫ﺠﺩﻭل ﺭﻗﻡ ) ٥١ ( ﺍﻟﻨﻤﻁ ﺍﻟﺭﺍﺒﻊ ﻤﻥ ﺍﻟﻐﺭﺽ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ‬ ‫ﺠﺩﻭل ﺭﻗﻡ ) ٦١ ( ﺇﺠﻤﺎﻟﻲ ﺃﻨﻤﺎﻁ ﺍﻟﻐﺭﺽ ﺍﻟﺜﺎﻟـﺙ ﻭﻨﺴـﺒﻬﺎ ٤٨‬ ‫ﺍﻟﻤﺌﻭﻴﺔ‬ ‫٥٨‬ ‫ﺠﺩﻭل ﺭﻗﻡ ) ٧١ ( ﺍﻟﻨﻤﻁ ﺍﻷﻭل ﻤﻥ ﺍﻟﻐﺭﺽ ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ‬
  • 8. ‫٥٩‬ ‫ﺠﺩﻭل ﺭﻗﻡ ) ٨١ ( ﺇﺠﻤﺎﻟﻲ ﺃﻨﻤﺎﻁ ﺍﻟﻐﺭﺽ ﺍﻟﺭﺍﺒﻊ‬ ‫٦٩‬ ‫ﺠﺩﻭل ﺭﻗﻡ ) ٩١ ( ﺍﻟﻨﻤﻁ ﺍﻷﻭل ﻤﻥ ﺍﻟﻐﺭﺽ ﺍﻟﺭﺍﺒﻊ‬ ‫٢٠١‬ ‫ﺠﺩﻭل ﺭﻗﻡ ) ٠٢ ( ﺇﺠﻤﺎﻟﻲ ﺃﻨﻤﺎﻁ ﺍﻟﻐﺭﺽ ﺍﻟﺨﺎﻤﺱ‬ ‫٨٠١‬ ‫ﺠﺩﻭل ﺭﻗﻡ ) ١٢ ( ﺇﺠﻤﺎﻟﻲ ﺃﻨﻤﺎﻁ ﺍﻟﻐﺭﺽ ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ‬ ‫٩٠١‬ ‫ﺠﺩﻭل ﺭﻗﻡ ) ٢٢ ( ﺍﻟﻨﻤﻁ ﺍﻷﻭل ﻤﻥ ﺍﻟﻐﺭﺽ ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ‬ ‫٠١١‬ ‫ﺠﺩﻭل ﺭﻗﻡ ) ٣٢ ( ﺍﻟﻨﻤﻁ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ﻤﻥ ﺍﻟﻐﺭﺽ ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ‬ ‫٩١١‬ ‫ﺠﺩﻭل ﺭﻗﻡ ) ٤٢ ( ﺇﺠﻤﺎﻟﻲ ﺃﻨﻤﺎﻁ ﺍﻟﻐﺭﺽ ﺍﻟﺴﺎﺒﻊ‬ ‫٩١١‬ ‫ﺠﺩﻭل ﺭﻗﻡ ) ٥٢ ( ﺍﻟﻨﻤﻁ ﺍﻷﻭل ﻤﻥ ﺍﻟﻐﺭﺽ ﺍﻟﺴﺎﺒﻊ‬ ‫٣٢١‬ ‫ﺠﺩﻭل ﺭﻗﻡ ) ٦٢ ( ﺍﻟﻨﻤﻁ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ﻤﻥ ﺍﻟﻐﺭﺽ ﺍﻟﺴﺎﺒﻊ‬ ‫٨٢١‬ ‫ﺠﺩﻭل ﺭﻗﻡ ) ٧٢ ( ﺍﻟﻨﻤﻁ ﺍﻟﺨﺎﻤﺱ ﻤﻥ ﺍﻟﻐﺭﺽ ﺍﻟﺴﺎﺒﻊ‬ ‫٢٣١‬ ‫ﺠﺩﻭل ﺭﻗﻡ ) ٨٢ ( ﺇﺠﻤﺎﻟﻲ ﺘﻜﺭﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﻐﺭﺽ ﺍﻟﺜﺎﻤﻥ‬ ‫٨٣١‬ ‫ﺠﺩﻭل ﺭﻗﻡ ) ٩٢ ( ﺇﺠﻤﺎﻟﻲ ﺘﻜﺭﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﻐﺭﺽ ﺍﻟﺘﺎﺴﻊ‬ ‫٥٤١‬ ‫ﺠﺩﻭل ﺭﻗﻡ ) ٠٣ ( ﺇﺠﻤﺎﻟﻲ ﺃﻨﻤﺎﻁ ﺍﻟﻐﺭﺽ ﺍﻟﻌﺎﺸﺭ‬ ‫٢٥١‬ ‫ﺠﺩﻭل ﺭﻗﻡ ) ١٣ ( ﺇﺠﻤﺎﻟﻲ ﺃﻨﻤﺎﻁ ﺍﻟﻐﺭﺽ ﺍﻟﺤﺎﺩﻱ ﻋﺸﺭ‬ ‫٤٥١‬ ‫ﺠﺩﻭل ﺭﻗﻡ ) ٢٣ ( ﺍﻟﻨﻤﻁ ﺍﻷﻭل ﻤﻥ ﺍﻟﻐﺭﺽ ﺍﻟﺤﺎﺩﻱ ﻋﺸﺭ‬ ‫٥٥١‬ ‫ﺠﺩﻭل ﺭﻗﻡ ) ٣٣ ( ﺍﻟﻨﻤﻁ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ﻤﻥ ﺍﻟﻐﺭﺽ ﺍﻟﺤﺎﺩﻱ ﻋﺸﺭ‬ ‫٨٥١‬ ‫ﺠﺩﻭل ﺭﻗﻡ ) ٤٣ ( ﺍﻟﻨﻤﻁ ﺍﻟﺭﺍﺒﻊ ﻤﻥ ﺍﻟﻐﺭﺽ ﺍﻟﺤﺎﺩﻱ ﻋﺸﺭ‬ ‫٠٦١‬ ‫ﺠﺩﻭل ﺭﻗﻡ ) ٥٣ ( ﺍﻟﻨﻤﻁ ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ ﻤﻥ ﺍﻟﻐﺭﺽ ﺍﻟﺤﺎﺩﻱ ﻋﺸﺭ‬ ‫٥٦١‬ ‫ﺠﺩﻭل ﺭﻗﻡ ) ٦٣ ( ﺇﺠﻤﺎﻟﻲ ﺃﻨﻤﺎﻁ ﺍﻟﻐﺭﺽ ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ ﻋﺸﺭ‬ ‫٢٧١‬ ‫ﺠﺩﻭل ﺭﻗﻡ ) ٧٣ ( ﺇﺠﻤﺎﻟﻲ ﺃﻨﻤﺎﻁ ﺍﻟﻐﺭﺽ ﺍﻟﺭﺍﺒﻊ ﻋﺸﺭ‬ ‫٣٧١‬ ‫ﺠﺩﻭل ﺭﻗﻡ ) ٨٣ ( ﺍﻟﻨﻤﻁ ﺍﻷﻭل ﻤﻥ ﺍﻟﻐﺭﺽ ﺍﻟﺭﺍﺒﻊ ﻋﺸﺭ‬ ‫٥٧١‬ ‫ﺠﺩﻭل ﺭﻗﻡ ) ٩٣ ( ﺍﻟﻨﻤﻁ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ﻤﻥ ﺍﻟﻐﺭﺽ ﺍﻟﺭﺍﺒﻊ ﻋﺸﺭ‬ ‫٧٧١‬ ‫ﺠﺩﻭل ﺭﻗﻡ ) ٠٤ ( ﺍﻟﻨﻤﻁ ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ ﻤﻥ ﺍﻟﻐﺭﺽ ﺍﻟﺭﺍﺒﻊ ﻋﺸﺭ‬
  • 9. ‫ﺠﺩﻭل ﺭﻗﻡ ) ١٤ ( ﺘﻭﺯﻴﻊ ﻋﻨﺎﺼﺭ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻓﻲ ﻤﻀﻤﻭﻥ ٦٨١‬ ‫ﺍﻟﻜﺘﺎﺒﺔ‬
  • 10. ‫ﺒﺴﻡ ﺍﷲ ﺍﻟﺭﺤﻤﻥ ﺍﻟﺭﺤﻴﻡ‬ ‫ﻤﻘﺩﻤﺔ‬ ‫ﻴﺴﻌﻰ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻹﺸﺒﺎﻉ ﺤﺎﺠﺎﺘﻪ ﺍﻷﺴﺎﺴﻴﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺄﻜل ﻭﺍﻟﻤﺸـﺭﺏ‬ ‫ﻭﺍﻟﻤﺴﻜﻥ ﻭﺍﻟﻤﻠﺒﺱ ﻭﻏﻴﺭﻫﺎ ﻤﻥ ﺨﻼل ﻭﺴﻴﻠﺔ ﺍﺒﺘﻜﺭﻫﺎ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﺒﺸـﺭﻱ‬ ‫ﻟﺘﻴﺴﻴﺭ ﺍﻟﺘﻌﺎﻤل ﻭﺘﺤﻘﻴﻕ ﺍﻹﺸﺒﺎﻉ. ﻭﻗﺩ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﺘﺒﺎﺩل ﺃﻭ " ﺍﻟﻤﻘﺎﻴﻀﺔ " ﻫـﻲ‬ ‫ﺍﻟﻭﺴﻴﻠﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺜﻡ ﺃﻋﻘﺒﻬﺎ ﻭﺴﻴﻠﺔ ﺃﺨﺭﻯ ﺃﻜﺜﺭ ﺘﻘﺩﻤﺎ ﻭﻫﻲ ﺍﻟﻨﻘﻭﺩ. ﻭﻋﻠـﻰ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻫﺫﺍ ﺘﺤﻤل ﺍﻟﻨﻘﻭﺩ ﺒﺼﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ، ﻭﺘﻌﻜﺱ ﺜﻘﺎﻓﺘـﻪ ﻭﺃﺴـﻠﻭﺏ ﺘﻌﺎﻤﻠـﻪ‬ ‫ﻭﺍﺴﺘﺨﺩﺍﻤﻪ ﺇﻴﺎﻫﺎ.‬ ‫ﻭﻓﻲ ﻀﻭﺀ ﺫﻟﻙ ﻟﻔﺕ ﻨﻅﺭﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﻵﻭﻨﺔ ﺍﻷﺨﻴﺭﺓ ﻅﺎﻫﺭﺓ ﺍﻟﻜﺘﺎﺒـﺔ‬ ‫ﺍﻟﻴﺩﻭﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻤﻠﺔ ﺍﻟﻭﺭﻗﻴﺔ ﺍﻟﻤﺼﺭﻴﺔ ﺒﺄﺸﻜﺎل ﻤﺨﺘﻠﻔﺔ، ﻭﺨﻁﻭﻁ ﻤﺘﺒﺎﻴﻨﺔ،‬ ‫ﻭﻷﻏﺭﺍﺽ ﺸﺘﻰ، ﻭﻓﻲ ﻤﻨﺎﺴﺒﺎﺕ ﻤﺘﻨﻭﻋﺔ ﻓﻲ ﺩﻭﺭﺓ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ.. ﺍﻟﺦ، ﻭﻫـﻲ‬ ‫ﺃﺸﻜﺎل ﺠﺩﻴﺭﺓ ﺒﺎﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺤﻠﻴل. ﻭﻤﻥ ﺜﻡ ﻗﻤﻨﺎ ﺒﺠﻤﻊ ﻫـﺫﻩ ﺍﻟﻌﻤـﻼﺕ‬ ‫ﺍﻟﻭﺭﻗﻴﺔ ﺃﻴﻨﻤﺎ ﻭﺠﺩﺕ، ﻭﻤﻥ ﺃﻱ ﺸﺨﺹ ﺴﻭﺍﺀ ﻜﺎﻥ ﺒﺎﺌ ‪‬ـﺎ ﺃﻡ ﻤﺸـﺘﺭﻴﺎ ﺃﻡ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻌ‬ ‫ﻤﻘﺘﻨﻴﺎ ﻟﻬﺎ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﻟﻭ ﺘﺄﻤﻠﻨﺎ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ ﻟﻭﺠﺩﻨﺎ ﺃﻨﻬﺎ ﻟﻴﺴﺕ ﻏﺭﻴﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓـﺔ‬ ‫ﺍﻟﻤﺼﺭﻴﺔ، ﻭﻻ ﻋﻥ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﺍﻟﻘﻭﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﺼـﺭﻴﺔ، ﻭﻻ ﻋـﻥ ﺍﻟﺘـﺎﺭﻴﺦ‬ ‫ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﺍﻟﻤﺼﺭﻱ. ﺇﺫ ﺘﺩل ﺍﻟﺸﻭﺍﻫﺩ ﺍﻷﺜﻨﻭﺠﺭﺍﻓﻴﺔ ﺍﻟﻤﺴﺘﻤﺩﺓ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤـﻊ‬ ‫ﺍﻟﻤﺼﺭﻱ ﺍﻟﻘﺩﻴﻡ ﻋﻠﻰ ﻭﺠﻭﺩ ﺃﻨﻤﺎﻁ ﻤﻨﺎﻅﺭﺓ ـ ﺃﻭ ﻗﺭﻴﺒـﺔ ـ ﻤـﻥ ﻫـﺫﻩ‬ ‫ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ ﺍﻟﺤﺩﻴﺜﺔ. ﻟﻘﺩ ﺴﺠل ﺍﻟﻤﺼﺭﻱ ﺍﻟﻘﺩﻴﻡ ﺤﻴﺎﺘﻪ ﻭﻋﻼﻗﺎﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﺠﺩﺭﺍﻥ‬ ‫ﺍﻟﻤﻘﺎﺒﺭ ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﺒﺩ. ﻭﻨﻘﺵ ﺃﻟﻘﺎﺒﻪ ﻭﻭﻅﺎﺌﻔﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﺫﻱ ﺃﻋﺩﻩ ﻟﻴـﺩﻓﻥ‬ ‫ﻓﻴﻪ. ﻭﻟﻘﺩ ﻜﺘﺏ ﺍﻟﻤﺼﺭﻱ ﺍﻟﻘﺩﻴﻡ ﺨﻁﺎﺒﺎﺕ ﻟﻠﻤﻭﺘﻰ ﻭﻗﺭﺃﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﻤﻘﺎﺒﺭﻫﻡ،‬
  • 11. ‫ﻭﻋﻠﻘﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻬﺎﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﻘﺎﺒﺭ. ﻜﺫﻟﻙ ﻓﻘﺩ ﻜﺘﺏ ﺍﻟﻤﺼﺭﻱ ﺍﻟﺤـﺩﻴﺙ‬ ‫ﺨﻁﺎﺒﺎﺕ ﻟﻸﻭﻟﻴﺎﺀ ﺍﻷﻤﻭﺍﺕ ـ ﻜﺎﻹﻤﺎﻡ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ﻋﻠﻰ ﺴـﺒﻴل ﺍﻟﻤﺜـﺎل ـ‬ ‫ﻴﺸﻜﻭ ﺇﻟﻴﻬﻡ ﻫﻤﻭﻤﻪ ﻭﻤﻅﺎﻟﻤﻪ ﻭﻴﻁﻠﺏ ﻤﻨﻬﻡ ﺍﻟﻨﺠﺩﺓ ﻭﺍﻟﺘﺩﺨل ﻹﺤﻘﺎﻕ ﺍﻟﺤﻕ‬ ‫ﻭﺭﺩ ﺍﻟﻅﻠﻡ.‬ ‫ﻭﻟﻡ ﻴﻘﻑ ﺍﻷﻤﺭ ﻋﻨﺩ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺤﺩ، ﺒل ﺘﻌﺩﺍﻩ ﻟﻴﺸﻤل ﻜﺘﺎﺒﺔ ﺍﻟﻌﺒـﺎﺭﺍﺕ‬ ‫ﻭﺍﻷﻤﺜﺎل ﻭﺍﻟﺤﻜﻡ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺭﻜﺒﺎﺕ ﺍﻟﺤﺩﻴﺜﺔ. ﻓﻘﺩ ﻜﺘﺏ ﺍﻟﻤﺼـﺭﻱ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺓ ﻭﺍﻟﺸﺎﺤﻨﺔ ـ ﻭﺤﺘﻰ ﺍﻟﻌﺭﺒﺔ ﺍﻟﻜـﺎﺭﻭ ـ ﻋﺒـﺎﺭﺍﺕ ﺸـﻌﺒﻴﺔ‬ ‫ﻁﺭﻴﻔﺔ ﻭﻅﺭﻴﻔﺔ ﻤﺜل " ﺍﻟﻌﻴﻥ ﺼﺎﺒﺘﻨﻲ ﻭﺭﺏ ﺍﻟﻌﺭﺵ ﻨﺠﺎﻨﻲ " ﻭ " ﻴﺎ ﻨﺎﺱ‬ ‫ﻴﺎ ﻋﺴل ﺍﻷﺴﻁﻰ ﻓﻼﻥ ﻭﺼل "، ﻭ " ﻴﺎ ﻨﺎﺱ ﻴﺎ ﺸﺭ ﻜﻔﺎﻴﺔ ﻗﺭ "، ﻭ " ﻭﻴﺎ‬ ‫ﻨﺎﺱ ﻴﺎ ﻓل ﺍﻟﺨﻴﺭ ﻟﻠﻜل "، ﻭ " ﺒﺘﺒﺼﻠﻲ ﻜﺩﻩ ﻟﻴﻪ ﻴﺎ ﻋﺒـﻴﻁ ﺩﺍﻨـﺎ ﺠﺎﻴـﺔ‬ ‫ﺒﺎﻟﺘﻘﺴﻴﻁ ".. ﺍﻟﺦ.‬ ‫ﺜﻡ ﺃﺨﻴﺭﺍ ﺍﻨﺘﺸﺭﺕ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ ﻭﺯﺤﻔﺕ ﻋﻠـﻰ ﺃﺭﺽ ﺠﺩﻴـﺩﺓ،‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﻏﺯﺕ ﻤﺠﺎل ﺍﻷﻭﺭﺍﻕ ﺍﻟﻨﻘﺩﻴﺔ ﻟﺘﻨﺘﺸﺭ ﻋﻠﻴﻬﺎ، ﻭﺘﻌﻜـﺱ ﺤﻴـﺎﺓ ﻤﺠﺘﻤـﻊ‬ ‫ﻭﻁﺒﻴﻌﺔ ﺜﻘﺎﻓﺔ، ﻟﻘﺩ ﻜﺘﺏ ﺍﻟﻤﺼﺭﻱ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻤﻠﺔ ﺍﻟﻭﺭﻗﻴﺔ ﺒﻤﺨﺘﻠﻑ ﻓﺌﺎﺘﻬـﺎ‬ ‫) ٥، ٠١، ٥٢، ٠٥، ٠٠١، ٠٠٥، ٠٠٠١ ﻗﺭﺸﺎ (، ﻭﺴﺠل ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﺴﻤﻪ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻭﻋﻨﻭﺍﻨﻪ ﻟﻠﺫﻜﺭﻯ، ﻭﺍﺴﻡ ﺍﻟﻤﻭﻟﻭﺩ ﻭﺘﺎﺭﻴﺦ ﻤـﻴﻼﺩﻩ ﻟﻼﺤﺘﻔـﺎل ﺒﺎﻟﺴـﺒﻭﻉ،‬ ‫ﻭﺩﺍﻋﺏ ﺃﺼﺩﻗﺎﺀﻩ ﻭﺠﺎﻤﻠﻬﻡ ﻜﺘﺎﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻤﻠﺔ، ﻭﺃﺠﺭﻯ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﺤﺴﺎﺒﻴﺔ‬ ‫ﻋﻠﻴﻬﺎ، ﻭﺩﻭﻥ ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﺍﻟﺴﺭﻴﻌﺔ ﻭﺍﻟﻬﺎﻤﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺨﺸﻴﺔ ﻨﺴﻴﺎﻨﻬﺎ، ﻭﺸﺠﻊ‬ ‫ﻜﺭﺓ ﺍﻟﻘﺩﻡ ﻭﻓﺭﻗﻬﺎ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ.. ﺍﻟﺦ، ﻟﻘﺩ ﺘﻌﺩﺩﺕ ﺃﻏـﺭﺍﺽ ﺍﻟﻜﺘﺎﺒـﺔ ﻋﻠـﻰ‬ ‫ﺍﻟﻌﻤﻠﺔ ﺍﻟﻭﺭﻗﻴﺔ ﺇﺫﻥ ﺤﺘﻰ ﻭﺼﻠﺕ ﺇﻟﻰ ﺃﺭﺒﻌﺔ ﻋﺸﺭ ﻏﺭﻀﺎ ﻤﺨﺘﻠﻔﺎ، ﻤـﻥ‬ ‫ﹰ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺨﻼل ﺩﺭﺍﺴﺘﻨﺎ ﺍﻟﺤﺎﻟﻴﺔ.‬ ‫ﻭﻋﻠﻰ ﻫﺫﺍ ﺍﺴﺘﺤﻘﺕ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ ﻤﻨﺎ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﻭﺍﻟﻤﺘﺎﺒﻌﺔ ﻓﺒـﺩﺃﻨﺎ‬ ‫ﻤﺭﺤﻠﺔ ﺍﻟﺠﻤﻊ ﺍﻟﻤﻨﻅﻡ ﻟﻠﻌﻤﻼﺕ ﺍﻟﻭﺭﻗﻴﺔ ﺍﻟﺘـﻲ ﻜﺘﺒـﺕ ﻋﻠﻴﻬـﺎ ﺒﻌـﺽ‬
  • 12. ‫ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺍﺕ، ﻭﺍﻟﻭﺍﻗﻊ ﺇﻥ ﺒﺩﺍﻴﺔ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻔﻜﺭﺓ ﺠﺎﺀﺕ ﻓﻲ ﻴﻭﻡ ٥٢/ ٤/ ٤٨٩١‬ ‫ﺤﻴﻨﻤﺎ ﻜﻨﺕ ﻤﺘﺠﻬﺎ ﻤﻥ ﻤﺩﻴﻨﺔ ﺍﻟﺠﻴﺯﺓ ﺇﻟﻰ ﻤﺩﻴﻨﺔ ﺍﻟﻔﻴﻭﻡ ﻓﻲ ﺍﻷﺘﻭﺒﻴﺱ، ﻭﻟﻤﺎ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺃﻋﻁﺎﻨﻲ ﺍﻟﻤﺤﺼل ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﻤﻥ ﺜﻤﻥ ﺘﺫﻜﺭﺓ ﺍﻟﺭﻜﻭﺏ، ﻜﺎﻨـﺕ ﻓﻴـﻪ ﻋﻤﻠـﺔ‬ ‫ﻭﺭﻗﻴﺔ ﻓﺌﺔ ﻋﺸﺭﺓ ﻗﺭﻭﺵ ﻓﺘﺄﻤﻠﺘﻬﺎ ﺒﺎﻟﺼﺩﻓﺔ، ﻓﻭﺠﺩﺕ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻋﺒﺎﺭﺓ " ﻗﻴﺩﻭﺍ‬ ‫ﺸﻤﻭﻋﻲ ﻓﻲ ﻴﻭﻡ ﺴﺒﻭﻋﻲ : ﻭﺍﺴﻡ ﺍﻟﻤﻭﻟﻭﺩ ﻭﺘﺎﺭﻴﺦ ﻤﻴﻼﺩﻩ ﻭﺫﻟـﻙ ﻜﻠـﻪ‬ ‫ﻤﻁﺒﻭﻉ ﻋﻠﻴﻬﺎ. ﻓﻘﻠﺕ ﻫﺫﺍ ﺸﻲﺀ ﺠﺩﻴﺩ، ﻭﻟﻜﻥ ﻤﺎ ﺍﻟﺩﺍﻋﻲ ﺇﻟﻴـﻪ؟ ﻭﻟﻤـﺎﺫﺍ‬ ‫ﻴﻜﺘﺏ ﻫﺅﻻﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻤﻠﺔ ﺍﻟﻭﺭﻗﻴﺔ؟ ﻭﻤﺎ ﻫﻲ ﻤﺠﺎﻻﺕ ﻭﺃﻏﺭﺍﺽ ﺍﻟﻜﺘﺎﺒﺔ..‬ ‫ﺍﻟﺦ؟. ﻭﺒﺩﺃﺕ ﺍﻟﺠﻤﻊ ﺍﻟﻤﻴﺩﺍﻨﻲ ﺍﻟﻤﻨﻅﻡ ﺤﺘﻰ ﻴﻭﻡ ٥٢/ ٤/ ٧٨٩١، ﻭﺍﺘﻔﻘﺕ‬ ‫ﻤﻊ ﻤﺨﺒﺯ ﻭﻤﻁﻌﻡ ﻭﺒﺎﺌﻊ ﺼﺤﻑ ﺒﺤﻲ ﺍﻟﻁﺎﻟﺒﻴﺔ ﺒﻘﺴﻡ ﺍﻟﻬﺭﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺤﺘﻔﺎﻅ‬ ‫ﻴﻭﻤﻴﺎ ﺒﻬﺫﻩ ﺍﻟﻌﻤﻼﺕ ﻻﺴﺘﺒﺩﻟﻬﺎ ﻤﻌﻬﻡ ﻋﻼﻭﺓ ﻋﻠﻰ ﺁﺨـﺭﻴﻥ ﻓـﻲ ﻤﻴـﺩﺍﻥ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻟﺘﺤﺭﻴﺭ ﻭﺠﻬﺩﻨﺎ ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ.‬ ‫ﻭﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺇﻨﻨﺎ ﻋﺭﻀﻨﺎ ﻟﻬﺫﻩ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻠﻴﻔﺯﻴـﻭﻥ ﺍﻟﻤﺼـﺭﻱ‬ ‫ﺒﺎﻟﻘﻨﺎﺓ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻓﻲ ﺒﺭﻨﺎﻤﺞ " ﻤﺠﻠﺔ ﺍﻟﻔﻥ ﺍﻟﺸﻌﺒﻲ " ﺍﻟـﺫﻱ ﻴﻌـﺩﻩ ﻭﻴﻘﺩﻤـﻪ‬ ‫ﺍﻷﺴﺘﺎﺫ ﺇﺒﺭﺍﻫﻴﻡ ﺤﻠﻤﻲ. ﻭﺴﺠﻠﻨﺎ ﻋﺭﺽ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﻓﻲ ﻴﻭﻡ ﺍﻟﺜﻼﺜـﺎﺀ ٦٢/‬ ‫١/ ٨٨٩١ ﻭﺃﺫﻴﻊ ﻴﻭﻡ ﺍﻟﺨﻤﻴﺱ ١١/ ٢/ ٨٨٩١، ﻭﻴﺤﻭﻱ ﺍﻟﻌﺭﺽ ﻨﺒـﺫﺓ‬ ‫ﻋﻥ ﺍﻟﻜﺘﺎﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻤﻠﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺭﺍﺙ ﺍﻟﺸﻌﺒﻲ ﺍﻟﻤﺼﺭﻱ ﻭﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ ﺍﻟﺜﻘـﺎﻓﻲ‬ ‫ﺍﻟﻤﺼﺭﻱ. ﺜﻡ ﻋﺭﻀﻨﺎ ﻷﻫﻡ ﺃﻏﺭﺍﺽ ﺍﻟﻜﺘﺎﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻤﻠﺔ ﻭﺘﻔﺴﻴﺭ ﻟﺒﻌﻀﻬﺎ‬ ‫ﻭﺨﺎﺼﺔ ﻤﺎ ﻴﺘﻌﻠﻕ ﺒﺩﻭﺭﺓ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ.‬ ‫ﻭﻗﺩ ﻗﺴﻤﻨﺎ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﺍﻟﺤﺎﻟﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﻤﻘﺩﻤﺔ ﻭﺜﻤﺎﻨﻴﺔ ﻓﺼﻭل، ﺘﻨﺎﻭﻟﻨـﺎ‬ ‫ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻘﺩﻤﺔ ﻓﻜﺭﺓ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﻭﺒﺩﺍﻴﺔ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺒﻬـﺎ، ﻭﻓـﻲ ﺍﻟﻔﺼـل ﺍﻷﻭل‬ ‫ﻋﺭﻀﻨﺎ ﻟﻤﻭﻀﻭﻉ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﻭﺍﻹﻁﺎﺭﻴﻥ ﺍﻟﻨﻅﺭﻱ ﻭﺍﻟﻤﻨﻬﺠﻲ ﻟﻬﺎ، ﻭﺘﺼﺩﺭ‬ ‫ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ﻟﺘﻭﻀﻴﺢ ﻁﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺒﻴﻥ " ﺍﻟﻌﻤﻠﺔ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓـﺔ "‬ ‫ﻤﻊ ﺘﻘﺩﻴﻡ ﻨﺒﺫﺓ ﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺔ. ﻋﻠﻰ ﺤﻴﻥ ﻴﻌﺎﻟﺞ ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ ـ ﺒﺩﺍﻴﺔ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ‬
  • 13. ‫ﺍﻟﻤﻴﺩﺍﻨﻴﺔ ـ ﻅﺎﻫﺭﺓ " ﺍﻟﻜﺘﺎﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻤﻠﺔ ﻭﻋﺎﺩﺍﺕ ﺩﻭﺭﺓ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ " ﻭﻫـﻭ‬ ‫ﻴﺨﺘﺹ ﺒﺎﺴﺘﻌﺭﺍﺽ ﺍﻷﻏﺭﺍﺽ ﺍﻟﺜﻼﺜﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻟﻠﻜﺘﺎﺒﺔ ) ﺍﻟﻐـﺭﺽ ﺍﻷﻭل،‬ ‫ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ، ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ (، ﺒﻴﻨﻤﺎ ﺍﺨﺘﺹ ﻟﻠﻔﺼل ﺍﻟﺭﺍﺒﻊ ﺒﺘﻭﻀـﻴﺢ ﺍﻟﻌﻼﻗـﺔ ﺒـﻴﻥ‬ ‫ﻅﺎﻫﺭﺓ " ﺍﻟﻜﺘﺎﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻤﻠﺔ ﻭﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ " ﻭﻫﻭ ﺸﺭﺡ ﻭﺘﺤﻠﻴل‬ ‫ﻜﻤﻲ ﻭﻜﻴﻔﻲ ﻟﻸﻏﺭﺍﺽ ﺍﻟﺜﻼﺜﺔ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ) ﺍﻟﻐـﺭﺽ ﺍﻟﺭﺍﺒـﻊ، ﺍﻟﺨـﺎﻤﺱ،‬ ‫ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ (. ﺃﻤﺎ ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻟﺨﺎﻤﺱ ﻓﻴﻭﻀﺢ " ﺍﻟﻜﺘﺎﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻤﻠﺔ ﻭﺒﻌـﺽ‬ ‫ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺎﺕ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ " ﻭﻫﻭ ﺘﺤﻠﻴل ﻤﻴﺩﺍﻨﻲ ﻭﻭﺜﺎﺌﻘﻲ ﻟﻸﻏﺭﺍﺽ ﺍﻟﺜﻼﺜـﺔ‬ ‫ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ) ﺍﻟﻐﺭﺽ ﺍﻟﺴﺎﺒﻊ، ﺍﻟﺜﺎﻤﻥ، ﺍﻟﺘﺎﺴﻊ (. ﻭﻴﺨﺘﺹ ﺍﻟﻔﺼـل ﺍﻟﺴـﺎﺩﺱ‬ ‫ﺒﺘﺒﻴﺎﻥ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺒﻴﻥ " ﺍﻟﻜﺘﺎﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻤﻠﺔ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺩﻴـﺔ ﻭﺍﻟﺤﺩﻴﺜـﺔ "‬ ‫ﻭﺫﻟﻙ ﻤﻥ ﺨﻼل ﺍﻷﻏﺭﺍﺽ ﺍﻷﺭﺒﻌﺔ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ) ﺍﻟﻌﺎﺸﺭ، ﺍﻟﺤـﺎﺩﻱ ﻋﺸـﺭ،‬ ‫ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ﻋﺸﺭ، ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ ﻋﺸﺭ (. ﻭﻴﻌـﺭﺽ ﺍﻟﻔﺼـل ﺍﻟﺴـﺎﺒﻊ " ﺍﻟﺩﻋﺎﺒـﺔ‬ ‫ﺍﻟﻤﺼﺭﻴﺔ ﻭﺍﻟﻜﺘﺎﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻤﻠﺔ " ) ﻭﻴﻘﺘﺼﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺭﺽ ﺍﻟﺭﺍﺒﻊ ﻋﺸﺭ(.‬ ‫ﻭﺘﻨﺘﻬﻲ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﺒﺎﻟﻔﺼل ﺍﻟﺜﺎﻤﻥ ﺤﻴﺙ ﻴﺩﻭﺭ ﺤﻭل " ﺍﻟﻜﺘﺎﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻤﻠﺔ:‬ ‫ﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﺤﺎﻟﺔ " ﻭﻫﻭ ﻤﻘﺎﺒﻼﺕ ﻤﻴﺩﺍﻨﻴﺔ ﻤﻊ ﺍﻷﺴﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺠﺭﻱ ﺍﺤﺘﻔـﺎﻻﺕ‬ ‫ﺒﺎﻟﻤﻴﻼﺩ ﻭﺍﻟﺴﺒﻭﻉ، ﻭﺒﻌﺽ ﻋﻤﺎل ﺍﻟﻁﺒﺎﻋﺔ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻴﺘﻭﻟﻭﻥ ﻁﺒﺎﻋﺔ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺍﺕ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻤﻠﺔ ﺍﻟﻭﺭﻗﻴﺔ ﻭﻋﻤل ﺍﻟﻜﻼﺸﻴﻬﺎﺕ ﻭﺍﻷﺨﺘﺎﻡ.‬ ‫ﻭﻋﻠﻰ ﺍﷲ ﻗﺼﺩ ﺍﻟﺴﺒﻴل..‬ ‫ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻤﻜﺎﻭﻱ‬ ‫ﺍﻟﺩﻭﺤﺔ ﻓﻲ ﻴﻭﻡ ٠١/ ٢/ ١٩٩١‬
  • 14. ‫ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻷﻭل‬ ‫ﻤﻭﻀﻭﻉ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﻭﺇﻁﺎﺭﻫﺎ‬ ‫ﺍﻟﻨﻅﺭﻱ ﻭﺍﻟﻤﻨﻬﺠﻲ‬
  • 15. ‫ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻷﻭل‬ ‫ﻤﻭﻀﻭﻉ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﻭﺇﻁﺎﺭﻫﺎ‬ ‫ﺍﻟﻨﻅﺭﻱ ﻭﺍﻟﻤﻨﻬﺠﻲ‬ ‫ﻤﻘﺩﻤﺔ:‬ ‫ﺘﺩﻭﺭ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﺤﻭل ﻅﺎﻫﺭﺓ ﺍﻟﻜﺘﺎﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻤﻠـﺔ ﺍﻟﻭﺭﻗﻴـﺔ‬ ‫ﺍﻟﻤﺼﺭﻴﺔ، ﻭﻫﻲ ﻜﺘﺎﺒﺎﺕ ﻴﻜﺘﺒﻬﺎ ﺍﻟﺠﻤﻬﻭﺭ ﺒﺨﻁ ﺍﻟﻴـﺩ ﺃﻭ ﻴﻁﺒﻌﻬـﺎ ﻓـﻲ‬ ‫ﺍﻟﻤﻁﺎﺒﻊ ﺃﻭ ﻴﻁﺒﻌﻬﺎ ﻓﻲ ﺼﻭﺭﺓ ﺃﺨﺘﺎﻡ ﻭﻜﻠﺸﻴﻬﺎﺕ ﺘﺘﻴﺢ ﻟﻠﻌﺒﺎﺭﺓ ﺍﻟﻤﻜﺘﻭﺒـﺔ‬ ‫ﺍﻟﺫﻴﻭﻉ ﻭﺍﻻﻨﺘﺸﺎﺭ، ﻭﺍﻟﻭﺍﻗﻊ ﺇﻨﻨﺎ ﻻ ﻨﺴـﺘﻁﻴﻊ ﻫﻨـﺎ ﺃﻥ ﻨﺤـﺩﺩ ﺍﻟﻤﻨﻁﻘـﺔ‬ ‫ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻨﻁﻠﻘﺕ ﻤﻨﻬﺎ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ، ﻜﻤﺎ ﻻ ﻨﺴﺘﻁﻴﻊ ﺃﻥ ﻨﺤﺩﺩ ﻓﺌﺔ‬ ‫ﺒﻌﻴﻨﻬﺎ ﺃﻭﺠﺩﺘﻬﺎ ﺃﻭ ﺃﺒﺩﻋﺕ ﻓﻴﻬﺎ.‬ ‫ﻭﻗﺩ ﺃﺸﺭﻨﺎ ـ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻘﺩﻤﺔ ـ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ ﻟﻴﺴﺕ ﺠﺩﻴﺩﺓ‬ ‫ﻭﻻ ﻏﺭﻴﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﻤﺠﺘﻤﻌﻨﺎ ﺍﻟﻤﺼﺭﻱ، ﻭﻻ ﻋﻥ ﺜﻘﺎﻓﺘﻨﺎ ﺍﻟﻤﺼﺭﻴﺔ. ﻓﺘﺎﺭﻴﺨﻨﺎ‬ ‫ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﺍﻟﻤﺼﺭﻱ ﻴﺤﻭﻱ ﺍﻟﻌﺩﻴﺩ ﻤﻥ ﺍﻟﺸﻭﺍﻫﺩ ﻋﻠﻰ ﻭﺠﻭﺩ ﻅﺎﻫﺭﺓ " ﺍﻟﻜﺘﺎﺒﺔ‬ ‫" ﺴﻭﺍﺀ ﻟﻸﻤﻭﺍﺕ ﻤﻥ ﻋﺎﻤﺔ ﺍﻟﻨﺎﺱ ) ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﺍﻟﻔﺭﻋﻭﻨﻲ ﺍﻟﻘـﺩﻴﻡ (‬ ‫ﺃﻭ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ، ﺃﻭ ﺍﻟﻜﺘﺎﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﻫﻴﺎﻜل ﺍﻟﻤﺭﻜﺒﺎﺕ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﺍﻟﺘﻲ‬ ‫ﺘﺠﻭﺏ ﺍﻟﻤﺩﻥ ﻭﺍﻟﻘﺭﻯ ﺍﻟﻤﺼﺭﻴﺔ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ) ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺼﺭ ﺍﻟﺤﺎﻀﺭ (، ﺜـﻡ‬ ‫ﺍﻟﻜﺘﺎﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻤﻠﺔ ﺍﻟﻭﺭﻗﻴﺔ ﺃﺨﻴﺭﺍ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﻋﻠﻰ ﻫﺫﺍ ﺘﻌﺩ ﻅﺎﻫﺭﺓ ﺍﻟﻜﺘﺎﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻤﻠـﺔ ﺍﻟﻭﺭﻗﻴـﺔ ﺍﻤﺘـﺩﺍﺩﺍ‬ ‫ﻟﻅﻭﺍﻫﺭ ﻤﻨﺎﻅﺭﺓ ﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﺘﺎﺭﻴﺨﻨﺎ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﺍﻟﻤﺼﺭﻱ، ﺴﻨﺸﻴﺭ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻻﺤ ﹰﹰـﺎ‬ ‫ﻘ‬ ‫ﻭﺒﺎﻟﺘﻔﺼﻴل. ﻭﺇﺫﺍ ﻜﺎﻨﺕ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ ﻨﺘﺎﺠﺎ ﺤﺩﻴﺜﺎ ﺃﻓﺭﺯﺘﻪ ﻁﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ‬ ‫ﹰ‬ ‫‪‬‬
  • 16. ‫ﺍﻟﻤﺼﺭﻱ ﺒﺩﺀﺍ ﻤﻥ ﺍﻟﺴﺒﻌﻴﻨﻴﺎﺕ ﺘﻘﺭﻴﺒﺎ، ﻓﺈﻨﻬﺎ ﺘﻌﻜـﺱ ﺴـﻴﺎﻗﺎ ﺍﺠﺘﻤﺎﻋ ‪‬ـﺎ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﹰ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﺜﻘﺎﻓﻴﺎ، ﺤﺩﺩ ﺒﺩﺍﻴﺔ ﻅﻬﻭﺭﻫﺎ، ﻭﺤﺩﺩ ﺸﻜل ﺍﻟﻜﺘﺎﺒﺔ، ﻭﻤﻀﻤﻭﻥ ﺍﻟﻌﺒـﺎﺭﺍﺕ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻟﻤﻜﺘﻭﺒﺔ، ﻭﺍﻷﻏﺭﺍﺽ ﺃﻭ ﺍﻟﻭﻅﺎﺌﻑ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻀﻁﻠﻊ ﺒﻬﺎ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ،‬ ‫ﺇﻥ ﺍﻟﻌﻤﻠﺔ ﻓﻲ ﻤﺠﺘﻤﻌﻨﺎ ﺍﻟﻤﺼﺭﻱ ﻜﺎﻨﺕ ﻤﺤل ﺍﺤﺘﺭﺍﻡ ﻭﺘﻘﺩﻴﺭ، ﻭﻗﺩ ﺍﻨﻌﻜﺱ‬ ‫ﺫﻟﻙ ﻓﻲ ﺼﻭﺭﺓ ﺴﻠﻭﻙ ﺍﺠﺘﻤﺎﻋﻲ ﻻ ﺯﺍﻟﺕ ﺁﺜﺎﺭﻩ ﺒﺎﻗﻴﺔ ﺤﺘﻰ ﺍﻟﻴﻭﻡ. ﻓﻨﺤﻥ‬ ‫ﺤﻴﻨﻤﺎ ﻨﻜﻭﻥ ﺃﻭل ﻤﻥ ﻴﺸﺘﺭﻱ ﻤﻥ ﺒﺎﺌﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﺼـﺒﺎﺡ ) ﻨﺴـﺘﻔﺘﺤﻪ (، ﺃﻭ‬ ‫ﻨﺭﻜﺏ ﺴﻴﺎﺭﺓ ﺃﺠﺭﺓ، ﺃﻭ ﻨﻌﻁﻲ ﺃﺤﺩ ﺍﻟﻌﻤﺎل ﺃﺠﺭﻩ ﻤﻘـﺩﻤﺎ ﻓـﻲ ﺍﻟﺼـﺒﺎﺡ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﻜﺭ.. ﺍﻟﺦ، ﻓﺈﻥ ﻫﺅﻻﺀ ﻴﻘﺒﻠﻭﻥ ﺍﻟﻌﻤﻠﺔ ﺜﻡ ﻴﻀﻌﻭﻨﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺠﺒﻬﺘﻬﻡ، ﺜـﻡ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﻓﻤﻬﻡ ﺼﻌﻭﺩﺍ ﻭﻫﺒﻭﻁﺎ ﺜﻼﺙ ﻤﺭﺍﺕ، ﺇﻥ ) ﺍﻻﺴـﺘﻔﺘﺎﺡ ( ﺇﺫﻥ ﺃﺤـﺩ‬ ‫ﹰ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺠﻭﺍﻨﺏ ﺍﻟﺤﻅ ﻭﺍﻟﺒﺭﻜﺔ ﻭﺍﻟﺘﻔﺎﺅل ﺒﺎﻟﻴﻭﻡ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩ، ﻭﺴﺒﺏ ﺫﻟﻙ ﻫﻭ ﺍﻟﻌﻤﻠﺔ.‬ ‫ﻭﻟﻜﻥ ﻤﺎﺫﺍ ﺤﺩﺙ ﻟﻤﺠﺘﻤﻌﻨﺎ ﺍﻟﻤﺼﺭﻱ ﺒﺩﺀﺍ ﻤـﻥ ﺍﻟﺴـﺒﻌﻴﻨﻴﺎﺕ ﺃﻭ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺒﻤﻌﻨﻰ ﺁﺨﺭ ﻤﺎ ﻫﻲ ﻁﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﻕ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻓﺭﺯﺕ ﻫﺫﻩ‬ ‫ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ ؟ ﻻ ﺸﻙ ﻓﻲ ﺃﻥ ﺯﻴﺎﺩﺓ ﻓﺭﺹ ﺍﻟﻜﺴﺏ، ﻭﺘﻌﺩ ﻓـﺭﺹ ﺍﻟﻌﻤـل،‬ ‫ﻭﺍﻻﻨﻔﺘﺎﺡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻟﺨﺎﺭﺠﻲ، ﻜﺎﻨﺕ ﺠﻤﻴﻌﻬﺎ ﺴﺒﺒﺎ ﺃﺩﺨل ﺍﻟﻌﻤﻠﺔ ﺍﻟﻭﺭﻗﻴﺔ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻋﻨﺼﺭﺍ ﺜﻘﺎﻓﻴﺎ ﺠﺩﻴﺩﺍ ﻀﻤﻥ ﻋﻨﺎﺼﺭ ﺍﻟﻌﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻜﺎﻻﺤﺘﻔﺎل ﺒﺎﻟﺴﺒﻭﻉ،‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﻋﻴﺩ ﺍﻟﻤﻴﻼﺩ ﻭﺍﻟﺯﻭﺍﺝ.. ﺍﻟﺦ. ﻭﻟﻌل ﻜﺜﺭﺓ ﻁﺒﺎﻋﺔ ﺍﻟﻌﻤﻠﺔ ﺍﻟﻤﺼﺭﻴﺔ ﺒـﻼ‬ ‫ﻏﻁﺎﺀ، ﻭﺍﻻﻨﺨﻔﺎﺽ ﺍﻟﺘﺩﺭﻴﺠﻲ ﻟﻘﻴﻤﺘﻬﺎ ـ ﺒﻔﻌل ﺍﻟﺘﻀﺨﻡ ﺍﻻﻗﺘﺼـﺎﺩﻱ ـ‬ ‫ﻗﻠﻠﺕ ﻤﻥ ﺍﺤﺘﺭﺍﻡ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻟﻬﺎ، ﻓﺒﺩﺀﻭﺍ ﻴﻨﻅـﺭﻭﻥ ﺇﻟـﻰ ﺍﻟﻌﻤﻠـﺔ ﺍﻟﻭﺭﻗﻴـﺔ‬ ‫ﺍﻟﺼﻐﻴﺭﺓ ﺒﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻫﺎ ﻭﺭﻗﺔ ﻋﺎﺩﻴﺔ ﻻ ﺘﺴﺎﻭﻱ ﺸﻴﺌﺎ، ﻭﻤﻥ ﺜﻡ ﻜﺘﺒﻭﺍ ﻋﻠﻴﻬـﺎ‬ ‫ً‬ ‫ﻋﺒﺎﺭﺍﺕ ﺫﺍﺕ ﻤﻀﻤﻭﻥ، ﻭﺃﺨﺭﻯ ﻟﻠﺘﻬﺭﻴﺞ، ﻭﺜﺎﻟﺜـﺔ ﻟﻠﺘﺸـﻭﻴﻪ، ﻭﺭﺍﺒﻌـﺔ‬ ‫ﻟﻠﺘﺸﻔﻲ.. ﺍﻟﺦ.‬ ‫ﻭﻓﻲ ﻀﻭﺀ ﻤﺎ ﺴﺒﻕ ﻴﺘﻨﺎﻭل ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻋﺎﺕ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ:‬ ‫ﺃﻭﻻ: " ﻅﺎﻫﺭﺓ ﺍﻟﻜﺘﺎﺒﺔ " ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﺍﻟﻤﺼﺭﻱ ﺍﻟﻘﺩﻴﻡ.‬ ‫ﹰ‬
  • 17. ‫ﺜﺎﻨﻴﺎ: " ﻅﺎﻫﺭﺓ ﺍﻟﻜﺘﺎﺒﺔ " ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺭﺍﺙ ﺍﻟﺸﻌﺒﻲ ﺍﻟﻤﺼﺭﻱ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﺜﺎﻟﺜﺎ: ﺍﻷﺸﻜﺎل ﺍﻟﻤﺴﺘﺤﺩﺜﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻜﺘﺎﺒﺔ.‬ ‫ﹰ‬ ‫ﺭﺍﺒﻌﺎ: ﺍﻹﻁﺎﺭ ﺍﻟﻨﻅﺭﻱ ﻟﻠﺩﺭﺍﺴﺔ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﺨﺎﻤﺴﺎ: ﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﺃﻭﻻ: ﻅﺎﻫﺭﺓ ﺍﻟﻜﺘﺎﺒﺔ " ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﺍﻟﻤﺼﺭﻱ ﺍﻟﻘﺩﻴﻡ:‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻟﻘﺩ ﺴﺠل ﺍﻟﻔﺭﺍﻋﻨﺔ ﺘﺎﺭﻴﺨﻬﻡ ﻭﺤﻴﺎﺘﻬﻡ ﻋﻠﻰ ﺠﺩﺭﺍﻥ ﺍﻟﻤﻌﺎﺒﺩ ﻭﻋﻠﻰ‬ ‫ﺍﻵﺜﺎﺭ ﻭﺍﻟﻤﺨﻠﻔﺎﺕ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺔ ﺍﻟﺒﺸﺭﻴﺔ، ﻭﻨﻘﺸﻭﺍ ﻋﺎﺩﺍﺘﻬﻡ ﻭﻤﻌﺘﻘﺩﺍﺘﻬﻡ ﻋﻠـﻰ‬ ‫ﻤﻘﺎﺒﺭﻫﻡ، ﻋﻼﻭﺓ ﻋﻠﻰ ﻜﺘﺎﺒﺎﺘﻬﻡ ﺍﻟﻤﺘﻨﻭﻋﺔ ﺒﺎﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻬﻴﺭﻭﻏﻠﻴﻔﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﻭﺭﺍﻕ‬ ‫ﺍﻟﺒﺭﺩﻱ.‬ ‫ﻭﺍﻟﻭﺍﻗﻊ ﺇﻥ ﺃﻏﺭﺍﺽ ﺍﻟﻜﺘﺎﺒﺔ ﺘﻨﻭﻋﺕ ﻟﺩﻴﻬﻡ ﻟﺘﺸﻤل ﻜﺎﻓـﺔ ﺃﻭﺠـﻪ‬ ‫ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻴﺔ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼـﺎﺩﻴﺔ ﻭﻏﻴﺭﻫـﺎ، ﺇﻻ ﺇﻥ‬ ‫ﺃﻁﺭﻑ ﺃﺸﻜﺎل ﺍﻟﻜﺘﺎﺒﺔ ﻋﻨﺩﻫﻡ ـ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺘﺭﺘﺒﻁ ﺇﻟﻰ ﺤﺩ ﻤﺎ ﺒﻤﻭﻀﻭﻋﻨﺎ ـ‬ ‫ﻫﻭ ﺍﻟﻜﺘﺎﺒﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﻤﻭﺍﺕ. ﻓﺘﺎﺭﻴﺨﻨﺎ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﻴﺘﻀﻤﻥ ﺸﻭﺍﻫﺩ ﻤـﻥ ﺍﻟﺩﻭﻟـﺔ‬ ‫)١(‬ ‫. ﻓﻘﺩ‬ ‫ﺍﻟﻘﺩﻴﻤﺔ ﻓﻲ ﻤﺼﺭ ـ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻴﺒﺩﺃ ﻋﻬﺩﻫﺎ ﻤﻨﺫ ﻋﺎﻡ ٠٠٢٣ ﻕ. ﻡ‬ ‫ﻭﺠﺩﺕ ﺍﻟﻘﺼﺔ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ﻤﻜﺘﻭﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﻭﺭﻗﺔ ﺒﺭﺩﻱ ﻤﺤﻔﻭﻅﺔ ﺒﻤﺘﺤﻑ ﻟﻴـﺩﻥ،‬ ‫ﻭﺘﻘﻭل ﺒﺄﻥ ﺯﻭﺠﺎ ﻤﺭﺽ ﺒﻌﺩ ﻭﻓﺎﺓ ﺯﻭﺠﺘﻪ، ﻓﺎﺴﺘﺸﺎﺭ ﺃﺤﺩ ﺍﻟﺴـﺤﺭﺓ ﻓـﻲ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺫﻟﻙ، ﻓﺄﺸﺎﺭ ﻋﻠﻴﻪ ﺒﻜﺘﺎﺒﺔ ﺨﻁﺎﺏ ﺇﻟﻰ ﺭﻭﺤﻬﺎ، ﻓﻜﺘﺏ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺨﻁﺎﺒﺎ ﻭﻗـﺭﺃﻩ‬ ‫‪‬‬ ‫)١( ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻤﻜﺎﻭﻱ، ﺍﻟﻤﻌﺘﻘﺩﺍﺕ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻐﻴﺭ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ: ﺩﺭﺍﺴﺔ ﻤﻴﺩﺍﻨﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻗﺭﻴﺔ‬ ‫ﺴﻴﻑ ﺍﻟﺩﻴﻥ ﺒﻤﺤﺎﻓﻅﺔ ﺩﻤﻴﺎﻁ، ﺭﺴﺎﻟﺔ ﻤﺎﺠﺴﺘﻴﺭ ) ﻏﻴﺭ ﻤﻨﺸﻭﺭﺓ (، ﺠﺎﻤﻌﺔ ﺍﻟﻘـﺎﻫﺭﺓ،‬ ‫٢٨٩١، ﺹ ٧٦٢.‬
  • 18. ‫ﺒﺼﻭﺕ ﻋﺎل ﺃﻤﺎﻡ ﻤﻘﺒﺭﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﺃﺤﺩ ﺍﻷﻋﻴﺎﺩ، ﺜﻡ ﺭﺒﻁﻪ ﺒﺘﻤﺜﺎﻟﻬﺎ ﺤﺘﻰ ﻴﺼل‬ ‫ﺇﻟﻴﻬﺎ )٢(.‬ ‫ﺜﺎﻨﻴﺎ: " ﻅﺎﻫﺭﺓ ﺍﻟﻜﺘﺎﺒﺔ " ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺭﺍﺙ ﺍﻟﺸﻌﺒﻲ ﺍﻟﻤﺼﺭﻱ:‬ ‫‪‬‬ ‫ﻟﻌل ﺃﻏﺭﺏ ﺼﻭﺭﺓ ﻟﻠﻜﺘﺎﺒﺔ ﺘﺘﻤﺜل ﻓﻲ ﺍﻟﻜﺘﺎﺒﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﻤﻭﺍﺕ ﻤـﻥ‬ ‫ﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺀ. ﻭﻗﺩ ﺍﻨﺒﺭﻯ ﺍﻟﺩﻜﺘﻭﺭ ﺴﻴﺩ ﻋﻭﻴﺱ ﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﻅﺎﻫﺭﺓ ﺍﻟﻜﺘﺎﺒـﺔ ﺇﻟـﻰ‬ ‫ﺍﻹﻤﺎﻡ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ﻭﺇﺭﺴﺎل ﺍﻟﺭﺴﺎﺌل ﻋﻠﻰ ﻀـﺭﻴﺤﻪ ﺒﻤﺩﻴﻨـﺔ ﺍﻟﻘـﺎﻫﺭﺓ )٣(.‬ ‫ﻭﺃﻭﻀﺤﺕ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﻋﻤﻕ ﺍﻟﻤﻌﺘﻘﺩﺍﺕ ﺍﻟﻜﺎﻤﻨﺔ ﺨﻠﻑ ﺍﻟﻜﺘﺎﺒﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﻭﻟﻴـﺎﺀ‬ ‫ﺍﻷﻤﻭﺍﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺭﺍﺙ ﺍﻟﺸﻌﺒﻲ، ﻭﺍﻟﻭﻅﺎﺌﻑ ﺍﻟﻌﺩﻴﺩﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻀﻁﻠﻊ ﺒﻬﺎ ﻫـﺫﻩ‬ ‫ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ.‬ ‫ﻭﻗﺩ ﻜﺸﻔﺕ ﻅﺎﻫﺭﺓ " ﺍﻟﻜﺘﺎﺒﺔ " ﺇﻟﻰ ﺍﻹﻤﺎﻡ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ﻋﻥ ﺍﻟﺠـﺭﺍﺌﻡ‬ ‫ﻏﻴﺭ ﺍﻟﻤﻨﻅﻭﺭﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺭﺘﻜﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ـ ﻜﺎﻟﺭﺸﻭﺓ ﻭﺍﻟﺴﺭﻗﺔ ﻭﺍﻟﺠﺭﺍﺌﻡ‬ ‫ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ـ ﻭﻻ ﺘﺼل ﺇﻟﻰ ﺭﺠﺎل ﺍﻟﺸﺭﻁﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺤﺎﻜﻡ ﻟﺴـﺒﺏ ﺃﻭ ﻵﺨـﺭ‬ ‫)٤(. ﻭﺘﻭﻀﺢ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﺃﻥ ﺍﻟﻜﺘﺎﺒﺔ ﺍﺘﺨﺫﺕ ﺼـﻭﺭﺘﻴﻥ، ﺃﻭﻻﻫﻤـﺎ ﻫـﻲ‬ ‫ﻗﺼﺎﺼﺎﺕ ﻴﻠﻘﻴﻬﺎ ﺃﺼﺤﺎﺒﻬﺎ ﻓﻲ " ﻤﻘﺼﻭﺭﺓ " ﺍﻟﻀﺭﻴﺢ، ﻭﺜﺎﻨﻴﺘﻬﻤـﺎ ﻫـﻲ‬ ‫ﺍﻟﺭﺴﺎﺌل ﺍﻟﺒﺭﻴﺩﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺒﻠﻎ ﻋﺩﺩﻫﺎ ٣٦١ ﺭﺴﺎﻟﺔ.‬ ‫)٢( ﻭﻟﻴﻡ ﻨﻅﻴﺭ، ﺍﻟﻤﺭﺃﺓ ﻓﻲ ﺘﺎﺭﻴﺦ ﻤﺼﺭ ﺍﻟﻘﺩﻴﻡ، ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻘﻠﻡ، ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ، ٥٦٩١، ﺹ ﺹ‬ ‫٥١، ٦١.‬ ‫)٣( ﺩ. ﺴﻴﺩ ﻋﻭﻴﺱ، ﻤﻥ ﻤﻼﻤﺢ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺼـﺭﻱ ﺍﻟﻤﻌﺎﺼـﺭ: ﻅـﺎﻫﺭﺓ ﺇﺭﺴـﺎل‬ ‫ﺍﻟﺭﺴﺎﺌل ﺇﻟﻰ ﻀﺭﻴﺢ ﺍﻹﻤﺎﻡ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ، ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺸﻌﺏ، ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ، ٥٦٩١.‬ ‫)٤(ﺩ. ﺴﻴﺩ ﻋﻭﻴﺱ، ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ، ﺹ ﺹ ٩١ ـ ٠٢.‬
  • 19. ‫ﺜﺎﻟﺜﺎ: ﺍﻷﺸﻜﺎل ﺍﻟﻤﺴﺘﺤﺩﺜﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻜﺘﺎﺒﺔ:‬ ‫ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻨﺕ ﺍﻟﺼﻭﺭﺘﺎﻥ ﺍﻟﺴﺎﺒﻘﺘﺎﻥ ﺘﻌﻜﺴﺎﻥ ﺃﻏﺭﺏ ﺼﻭﺭ " ﺍﻟﻜﺘﺎﺒﺔ "‬ ‫ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﺍﻟﻤﺼﺭﻱ ﺍﻟﻘﺩﻴﻡ ﻭﺍﻟﺤﺩﻴﺙ، ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺘـﺎﺭﻴﺦ ﺍﻟﺜﻘـﺎﻓﻲ‬ ‫ﺍﻟﻤﻌﺎﺼﺭ ﻴﺤﻭﻱ ﺼﻭﺭﺍ ﻤﺴﺘﺤﺩﺜﺔ ﻤﻥ " ﺍﻟﻜﺘﺎﺒﺔ "، ﻭﻟﻌل ﺃﻫﻤﻬﺎ " ﺍﻟﻜﺘﺎﺒـﺔ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺭﻜﺒﺎﺕ " )٥(، ﻭ " ﺍﻟﻜﺘﺎﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻤﻠـﺔ ﺍﻟﻭﺭﻗﻴـﺔ " ــ ﻤﺠـﺎل‬ ‫•‬ ‫ﺩﺭﺍﺴﺘﻨﺎ ﺍﻟﺤﺎﻟﻴﺔ ـ ﻭ " ﺍﻟﻜﺘﺎﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﺠﺩﺭﺍﻥ ﺩﻭﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ "‬ ‫ﺃﻤﺎ " ﺍﻟﻜﺘﺎﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻤﻠﺔ ﺍﻟﻭﺭﻗﻴﺔ " ﻓﻬﻲ ﻤﻭﻀﻭﻉ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ،‬ ‫ﺒﻴﻨﻤﺎ " ﺍﻟﻜﺘﺎﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﺠﺩﺭﺍﻥ ﺩﻭﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ " ﺘﺤﺘﺎﺝ ﺠﻬﺩﺍ ﻭﺍﻫﺘﻤﺎﻤﺎ ﺁﺨـﺭ‬ ‫ﻟﺩﺭﺍﺴﺘﻬﺎ ﻭﺘﺤﻠﻴﻠﻬﺎ، ﻋﻠﻰ ﺤﻴﻥ ﻨﺎﻟﺕ " ﺍﻟﻜﺘﺎﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺭﻜﺒﺎﺕ " ﺍﻫﺘﻤﺎﻤـﺎ‬ ‫ﻤﻠﺤﻭﻅﺎ ﺤﻴﺙ ﻴﺭﺍﻫﺎ ﺍﻟﺩﻜﺘﻭﺭ ﺴﻴﺩ ﻋﻭﻴﺱ ﻭﺴﻴﻠﺔ ﻤﻥ ﻭﺴـﺎﺌل ﻤﻭﺍﺠﻬـﺔ‬ ‫ﺍﻟﻤﺠﻬﻭل، ﻭﻫﻲ ﺃﺴﻠﻭﺏ ﺠﺩﻴﺩ ﺍﺒﺘﺩﻋﻪ ﺍﻟﻤﺼﺭﻱ ﻟﻠﻤﻭﺍﺠﻬـﺔ ﺍﻟﻤﺴـﺘﻘﺒﻠﻴﺔ،‬ ‫ﻓﻬﺫﻩ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻜﺘﺒﻬﺎ ﺃﺼﺤﺎﺏ ﺍﻟﻤﺭﻜﺒﺎﺕ ﻭﺴـﺎﺌﻘﻭﻫﺎ ﺘﻌﻜـﺱ ﻤـﺎ‬ ‫ﻴﺭﺠﻭﻨﻪ ﻤﻥ ﻤﻭﺍﻗﻑ ﻤﺴﺘﺤﺒﺔ ) ﺍﻟﺭﺯﻕ ﻭﺍﻟﺴﻼﻤﺔ ( ﻭﺍﻟﻭﻗﺎﻴﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻭﺍﻗﻑ‬ ‫ﻏﻴﺭ ﺍﻟﻤﺴﺘﺤﺒﺔ ) ﺍﻟﺤﺴﺩ ﻭﻀﺂﻟﺔ ﺍﻟﺭﺯﻕ ﻭﺍﻟﺤﻭﺍﺩﺙ ﻭﻋﻨﺕ ﺍﻟﺯﺒﺎﺌﻥ (. ﻫﻲ‬ ‫ﺇﺫﻥ ﺃﺴﻠﻭﺏ ﺠﺩﻴﺩ ﻤﻥ ﺃﺴﺎﻟﻴﺏ ﻤﻭﺍﺠﻬﺔ ﺍﻟﻤﺠﻬﻭل ﻴﺭﺠﻭ ﺍﻟﻭﻗﺎﻴﺔ ﻭﻴﻠﺢ ﻓﻲ‬ ‫ﺘﺤﻘﻴﻕ ﺍﻟﺴﻼﻤﺔ )٦(.‬ ‫)٥( ﺩ. ﺴﻴﺩ ﻋﻭﻴﺱ،ﻫﺘﺎﻑ ﺍﻟﺼﺎﻤﺘﻴﻥ ) ﻅﺎﻫﺭﺓ ﺍﻟﻜﺘﺎﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﻫﻴﺎﻜل ﺍﻟﻤﺭﻜﺒـﺎﺕ ﻓـﻲ‬ ‫ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺼﺭﻱ ﺍﻟﻤﻌﺎﺼﺭ (، ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻁﺒﺎﻋﺔ ﺍﻟﺤﺩﻴﺜﺔ، ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ، ١٧٩١.‬ ‫ﺘﻌﺘﺒﺭ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻜﺘﺎﺒﺔ ﻅﺎﻫﺭﺓ ﻋﺎﻟﻤﻴﺔ، ﻭﻫﻲ ﺘﺴﻭﺩ ﻜﺎﻓﺔ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﻭﺘﻌﻜـﺱ ﺜﻘﺎﻓـﺔ‬ ‫•‬ ‫ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻭﺍﻟﻤﻭﻗﻑ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴـﻲ ﻟـﺒﻌﺽ ﺠﻤﺎﻋﺎﺘـﻪ ﻜﻤـﺎ ﺘﻘـﻭﻡ ﺒﻭﻅﻴﻔـﺔ ﺍﻟﺘﻨﻔـﻴﺱ‬ ‫ﻋﻥ ﺍﻟﺘﻭﺘﺭﺍﺕ ﻭﺍﻟﺼﺭﺍﻋﺎﺕ ﺍﻟﻤﻜﺒﻭﺘﺔ، ﻭﻋﻤﻭﻤﺎ ﻓﻬﻲ ﻅﺎﻫﺭﺓ ﺘﺴﺘﺤﻕ ﻤﻨﺎ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ.‬ ‫)٦( ﺩ. ﺴﻴﺩ ﻋﻭﻴﺱ، ﻫﺘﺎﻑ ﺍﻟﺼﺎﻤﺘﻴﻥ، ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ، ﺹ ﺹ ٨٢، ٩٣‬
  • 20. ‫ﻟﻘﺩ ﺒﺩﺃﺕ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﺍﻟﻤﻴﺩﺍﻨﻴﺔ ﻟﻠﻜﺘﺎﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺭﻜﺒﺎﺕ ﻓـﻲ ١/ ٩/‬ ‫٧٦٩١ ﻭﺍﺴﺘﻤﺭﺕ ﺤﺘﻰ ١٣/ ٨/ ٠٧٩١. ﻓﻘﺩ ﺠﻤﻊ ﺍﻟﺩﻜﺘﻭﺭ ﺴﻴﺩ ﻋﻭﻴﺱ‬ ‫ﺨﻼل ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻔﺘﺭﺓ ﺃﻟﻑ ﻜﻠﻤﺔ ﻭﻋﺒﺎﺭﺓ، ﻤﻜﺘﻭﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﻫﻴﺎﻜـل ﺍﻟﺴـﻴﺎﺭﺍﺕ‬ ‫ﻭﺍﻟﻠﻭﺭﻴﺎﺕ ﻭﺍﻟﻌﺭﺒﺎﺕ، ﺒﻌﻀﻬﺎ ﻤﻜـﺭﺭ ﻭﺒﻌﻀـﻬﺎ ﻤﺘﺸـﺎﺒﻬﺔ ﻭﺃﺸـﻜﺎﻟﻬﺎ‬ ‫ﻤﺘﻌﺩﺩﺓ، ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﺘﺤﻤل ﻓﻲ ﻁﻴﺎﺘﻬﺎ ﺍﻟﻌﺩﻴﺩ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﻨﺎﺼـﺭ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴـﺔ ﻏﻴـﺭ‬ ‫ﺍﻟﻤﺎﺩﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻌﻴﺵ ﻓﻲ ﻨﻔﻭﺱ ﺍﻟﻜﺜﻴﺭ ﻤﻥ ﺃﻋﻀﺎﺀ ﻤﺠﺘﻤﻌﻨﺎ، ﻓﻬـﻲ ﺘﻌﺒـﺭ‬ ‫ﻋﻥ ﺃﻨﺎﺘﻬﻡ ﻭﺁﻤﺎﻟﻬﻡ ﻭﺃﻓﺭﺍﺤﻬﻡ ﻭﺃﺘﺭﺍﺤﻬﻡ ﻭﺍﺴﺘﺴﻼﻤﻬﻡ ﻭﺩﻋﺎﺒﺎﺘﻬﻡ، ﻭﻋـﻥ‬ ‫ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻘﻴﻡ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻘﺩﺴﻭﻨﻬﺎ ﻭﺘﻌﻜﺱ ﺍﻟﻜﺜﻴﺭ ﻤﻥ ﺃﻨﻤﺎﻁ ﺘﻔﻜﻴﺭﻫﻡ )٧(. ﻭﻴﺅﻜﺩ‬ ‫ﺍﻟﺩﻜﺘﻭﺭ ﻋﻭﻴﺱ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻜﺘﺎﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺭﻜﺒﺎﺕ ﻅﺎﻫﺭﺓ ﺍﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻓﺭﻴﺩﺓ،‬ ‫ﻓﻬﻲ ﺠﻬﺎﺯ ﺇﻋﻼﻤﻲ ﺠﺩﻴﺩ ) ﻏﻴﺭ ﺍﻷﺴﺭﺓ ﻭﺍﻟﻤﺩﺭﺴﺔ ﻭﺍﻟﻨـﺎﺩﻱ.. ﺍﻟـﺦ (‬ ‫ﻴﺩﻋﻭ ﺇﻟﻰ ﺘﺜﺒﻴﺕ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻌﻨﺎﺼﺭ ﻓﻲ ﻨﻔﻭﺱ ﺃﻋﻀﺎﺌﻬﺎ، ﺇﺫﻥ ﻓﻬﺫﻩ ﺍﻟﻅـﺎﻫﺭﺓ‬ ‫ﺘﻤﺜل ﺠﻬﺎﺯﺍ ﺸﻌﺒﻴﺎ ﻤﻥ ﺃﺠﻬﺯﺓ ﺍﻹﻋﻼﻡ، ﻴﺘﺤﺭﻙ ﻋﻠﻰ ﺍﻤﺘﺩﺍﺩ ﻤﺩﻥ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻟﻤﺼﺭﻱ ﻭﻗﺭﺍﻩ.‬ ‫ﻭﺘﻌﺩ ﺍﻟﻜﺘﺎﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﻫﻴﺎﻜل ﺍﻟﻤﺭﻜﺒﺎﺕ ﻅﺎﻫﺭﺓ ﻤﻭﺠﻭﺩﺓ ﻓﻲ ﻤﺠﺘﻤﻌﻨﺎ‬ ‫ﻭﻤﺴﺘﻤﺭﺓ ﻓﻴﻪ ﻭﻤﻘﺒﻭﻟﺔ ﻤﻌﺘﺭﻓﺎ ﺒﻬﺎ. ﻭﺇﻥ ﻭﺠـﺩ ﺘﺸـﺎﺒﻪ ﻟﻠﻅـﺎﻫﺭﺓ ﻓـﻲ‬ ‫ﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﺃﺨﺭﻯ، ﻓﺈﻥ ﺍﻷﺴﻠﻭﺏ ﻭﺍﻟﻤﻀﻤﻭﻥ ﻴﺨﺘﻠﻔﺎﻥ ﺘﻤﺎﻤﺎ. ﺇﻨﻬﺎ ﺘﻜـﻭﻥ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻤﻠﺼﻘﺎﺕ ﻤﺼﻭﺭﺓ ﺃﺤﻴﺎﻨﺎ، ﻭﻏﻴﺭ ﻤﺼﻭﺭﺓ ﺃﺤﻴﺎﻨﺎ ﺃﺨـﺭﻯ، ﻭﺍﻟﻤﻀـﻤﻭﻥ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻋﺎﺩﺓ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻥ ﺇﻋﻼﻨﺎﺕ ﺘﺠﺎﺭﻴﺔ ﺃﻭ ﺴـﻴﺎﺤﻴﺔ، ﻭﻻ ﺘﻌﻜـﺱ ﺇﻻ ﺍﻟﻨـﺫﺭ‬ ‫ﺍﻟﻴﺴﻴﺭ ﻤﻥ ﻋﻨﺎﺼﺭ ﺍﻟﻤﻨﺎﺥ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ. ﺒﻴﻨﻤﺎ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ ﻓـﻲ‬ ‫ﻤﺠﺘﻤﻌﻨﺎ ﺍﻟﻤﺼﺭﻱ ﻓﺭﻴﺩﺓ ﻭﺜﺭﻴﺔ ﻓﻲ ﺃﺴﻠﻭﺒﻬﺎ ﻭﺸﻜﻠﻬﺎ ﻭﻤﻀﻤﻭﻨﻬﺎ.‬ ‫)٧( ﻨﻔﺱ ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ، ﺹ ١٤.‬
  • 21. ‫ﻭﻴﺒﺩﻭ ﻋﻤﻕ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ ﻭﺭﺴﻭﺨﻬﺎ ﻤﻥ ﺨﻼل ﺇﺼﺭﺍﺭ ﺃﺼﺤﺎﺏ‬ ‫ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺍﺕ ﻭﺴﺎﺌﻘﻴﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﺘﺎﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﻫﻴﺎﻜل ﺴـﻴﺎﺭﺘﻬﻡ، ﻭﺩﻓـﻊ ﺃﺠـﺭ‬ ‫ﺍﻟﺨﻁﺎﻁ ـ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻜﺘﺏ ﻤﺎ ﻴﺭﻏﺒﻭﻨﻪ ـ ﻤﻥ ﻤﺎﻟﻬﻡ ﺍﻟﺨـﺎﺹ، ﻭﻴﺼـﺭﻭﻥ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﺘﺎﺒﺔ ﺒﺎﻟﺭﻏﻡ ﻤﻥ ﻤﻌﺎﺭﻀﺔ ﺇﺩﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺭﻭﺭ ﻟﻬﻡ ﻜﻠﻤﺎ ﺤﺎﻥ ﻤﻭﻋـﺩ‬ ‫ﺘﺠﺩﻴﺩ ﺍﻟﺭﺨﺼﺔ )٨(.‬ ‫ﻟﻘﺩ ﺠﺎﺏ ﺍﻟﺩﻜﺘﻭﺭ ﻋﻭﻴﺱ ﺇﺤﺩﻯ ﻋﺸﺭﺓ ﻤﺤﺎﻓﻅﺔ، ﻭﺠﻤﻊ ﻋﺒﺎﺭﺍﺘﻪ‬ ‫ﻤﻥ ٠٠٥ ﻤﺭﻜﺒﺔ، ﻭﺴﺠل ﻜﻠﻤﺎﺘﻬﺎ ﻭﺍﺴﺘﻭﻋﺒﻬﺎ، ﺜﻡ ﻗﺴﻤﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﻭﺤﺩﺍﺕ ﺃﻭ‬ ‫ﻓﺌﺎﺕ ﺘﺤﻠﻴﻠﻴﺔ ﻟﻴﺘﻤﻜﻥ ﻤﻥ ﺘﺤﻠﻴﻠﻬﺎ ﺘﺤﻠﻴﻼ ﻜﻴﻔﻴﺎ ﻓﻲ ﻀﻭﺀ ﻨﻭﻉ ﺍﻟﻤﺭﻜﺒﺎﺕ،‬ ‫ﹰ ‪‬‬ ‫ﻭﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻅﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺴﻴﺭ ﻓﻴﻬﺎ، ﻭﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻅﺔ ﺍﻟﻤﺸﺭﻓﺔ ﺇﺩﺍﺭﻴﺎ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭﺍﻟﻜﻠﻤﺔ‬ ‫ﻭﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺓ ﻭﺃﺸﻜﺎل ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﻭﻤﻀﻤﻭﻨﻬﺎ. ﻭﺘﺘﻭﺯﻉ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺭﻜﺒـﺎﺕ ﻋﻠـﻰ‬ ‫ﻓﺌﺎﺕ ﺴﺕ ﻭﻫﻲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺍﺕ ﺍﻷﺠﺭﺓ ) ٠٠٢ ( ﻭﺍﻟﻠﻭﺭﻱ ﻭﺍﻟﻨﻘل ) ٧٧١ (‬ ‫ﻭﺍﻷﺘﻭﺒﻴﺱ ) ٠٥ ( ﻭﻋﺭﺒﺔ ﻤﺄﻜﻭﻻﺕ ﺃﻭ ﻤﺸﺭﻭﺒﺎﺕ ) ٧٤ ( ﻭﻋﺭﺒـﺎﺕ‬ ‫)٩(‬ ‫ﻭﻗﺩ ﺠﻤﻊ ٩١٦ ﻋﺒـﺎﺭﺓ‬ ‫ﺍﻟﻜﺎﺭﻭ ) ٠٢ ( ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﻼﻜﻲ ) ٦ (‬ ‫ﻤﻥ ﻋﻠﻰ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺭﻜﺒﺎﺕ ﻭﺼﻨﻔﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺩﻋﻭﺍﺕ ﻭﺍﺒﺘﻬﺎﻻﺕ، ﻭﺃﺠﺯﺍﺀ ﻤـﻥ‬ ‫ﺍﻷﻏﺎﻨﻲ، ﻭﺍﻷﻤﺜﺎل، ﻭﺍﻟﺘﺤﺫﻴﺭﺍﺕ، ﻭﺍﻟﺘﺤﻴـﺎﺕ، ﻭﺍﻵﻴـﺎﺕ، ﻭﺍﻟﺘﻌﺒﻴـﺭﺍﺕ‬ ‫ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ، ﻭﺍﻷﻗﻭﺍل ﺍﻟﻤﺄﺜﻭﺭﺓ، ﻭﺍﻷﺴﻤﺎﺀ، ﻭﺍﻷﺤﺎﺩﻴﺙ )٠١(.‬ ‫ﺜﻡ ﺘﻨﺘﻬﻲ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﺒﻤﻠﺤـﻕ ﻴﻀـﻡ ﻗﺎﻤﻭ ‪‬ـﺎ ﺃﺒﺠـﺩﻴﺎ ﻟﻠﻜﻠﻤـﺎﺕ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺴ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺍﺕ ﻤﻭﻀﻭﻉ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﻴﺒﺩﺃ ﻤﻥ ﺤﺭﻑ ﺍﻷﻟﻑ ﻤﺜل ) ﺍﺒـﻥ ﺍﻟـﻭﺯ‬ ‫)٨( ﺩ. ﺴﻴﺩ ﻋﻭﻴﺱ، ﻫﺘﺎﻑ ﺍﻟﺼﺎﻤﺘﻴﻥ، ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ، ﺹ ٣٤.‬ ‫)٩( ﻨﻔﺱ ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ،٣٦.‬ ‫)٠١( ﻫﺘﺎﻑ ﺍﻟﺼﺎﻤﺘﻴﻥ، ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ، ﺹ ﺹ ٣٧ ـ ٢٨.‬
  • 22. ‫ﻋﻭﺍﻡ (، ﻭﻴﻨﺘﻬﻲ ﺒﺎﻟﻴﺎﺀ ﻤﺜل ) ﻴﻌﺩ ﻟﻬـﺎ ﺍﻟﻤـﻭﻟﻰ (، ﻭ ) ﻴﻘﻴﻨـﻲ ﺒـﺎﷲ‬ ‫ﻴﻘﻴﻨﻲ () * (.‬ ‫ﺭﺍﺒﻌﺎ: ﺍﻹﻁﺎﺭ ﺍﻟﻨﻅﺭﻱ ﻟﻠﺩﺭﺍﺴﺔ:‬ ‫‪‬‬ ‫ﺘﺘﺨﺫ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﻤﻥ ﻅﺎﻫﺭﺓ " ﺍﻟﻜﺘﺎﺒﺔ ﻋﻠـﻰ ﺍﻟﻌﻤﻠـﺔ ﺍﻟﻭﺭﻗﻴـﺔ "‬ ‫ﻤﻭﻀﻭﻋﺎ ﻟﻬﺎ. ﻭﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻨﻜﻭﻥ ﺒﺼﺩﺩ ﻋﻼﻗﺔ ﺒـﻴﻥ ﺍﻟﺘـﺭﺍﺙ ﺍﻟﺸـﻌﺒﻲ ـ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺒﺸﻜل ﻋﺎﻡ ـ ﻭﺒﻴﻥ ﺍﻟﻌﻤﻠﺔ ﺍﻟﻭﺭﻗﻴﺔ ﻭﻜﻴﻔﻴﺔ ﺍﻟﺘﻌﺎﻤل ﻤﻌﻬﺎ ﺒﻨﺤـﻭ‬ ‫ﺨﺎﺹ. ﺃﻀﻑ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺘﻐﻴﺭ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﻤﺘﻐﻴﺭﺍ ﺁﺨﺭ ﻭﻫﻭ ﺍﻹﺒﺩﺍﻉ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﺍﻟﻭﺍﻗﻊ ﺇﻨﻨﺎ ﻨﻌﺘﺒﺭ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ ﺸﻜﻼ ﻤﻥ ﺃﺸﻜﺎل ﺍﻹﺒـﺩﺍﻉ ﻓـﻲ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﺍﻟﺘﺭﺍﺙ ﺍﻟﺸﻌﺒﻲ، ﺇﺫ ﺇﻨﻬﺎ ﺘﺤﻭﻱ ﻤﻀﺎﻤﻴﻥ ﺘﺴﺘﻠﻬﻡ ﻋﻨﺎﺼﺭ ﻋﺩﻴﺩﺓ ﻤﻥ ﺫﺍﻙ‬ ‫ﺍﻟﺘﺭﺍﺙ ﻜﺎﻟﻘﻴﻡ ) ﺍﻟﺨﺼﻭﺒﺔ ﻤـﺜﻼ ( ﻭﺍﻟﻌـﺎﺩﺍﺕ ) ﺍﻟﺴـﺒﻭﻉ ﻭﺍﻟـﺯﻭﺍﺝ (‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻭﺍﻟﻤﻌﺘﻘﺩﺍﺕ ) ﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺀ ﻭﺍﻟﻁﺭﻕ ﺍﻟﺼﻭﻓﻴﺔ ( ﻭﺍﻵﺩﺍﺏ ﺍﻟﺸـﻌﺒﻴﺔ ) ﺍﻟﺤﻜـﻡ‬ ‫ﻭﺍﻷﻤﺜﺎل ﻭﺍﻷﻏﺎﻨﻲ.. ﺍﻟﺦ (، ﺇﻨﻬﺎ ﺇﺫﻥ ﺘﺴﺘﻠﻬﻡ ـ ﻓﻲ ﻤﺠﻤﻠﻬﺎ ـ ﻋﻨﺎﺼﺭ‬ ‫ﺍﻟﺘﺭﺍﺙ ﺍﻟﺸﻌﺒﻲ ﻭﺘﻬﻀﻤﻪ ﻭﺘﻌﻴﺩ ﺇﻓﺭﺍﺯﻩ ﻓﻲ ﺸﻜل ﺠﺩﻴﺩ ﻭﺒﻁﺭﻴﻘﺔ ﺠﺩﻴـﺩﺓ‬ ‫ـ ﻭﺇﻥ ﻜﺎﻨﺕ ﻏﻴﺭ ﻤﺭﻴﺤﺔ ـ ﻭﻓﺭﻴﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﻜﻠﻪ ﺤﻴـﺙ ﺘﺘﺨـﺫ ﻤـﻥ‬ ‫ﺍﻟﻌﻤﻠﺔ ﺍﻟﻭﺭﻗﻴﺔ ﻤﺴﺭﺤﺎ ﻟﻬﺎ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﻟﻌل ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ ﺃﻴﻀﺎ ﺘﺜﻴﺭ ﻋﺩﻴﺩﺍ ﻤـﻥ ﺍﻟﻘﻀـﺎﻴﺎ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘـﺔ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫)١١(‬ ‫ﺇﺫ ﻜﻴﻑ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺒﺩﻉ ﺍﻟﻔﺭﺩ، ﻴﻨﻘـل‬ ‫ﺒﺎﻟﺘﺭﺍﺙ ﺍﻟﺸﻌﺒﻲ ﻭﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻹﺒﺩﺍﻋﻴﺔ‬ ‫ﻋﻨﺼﺭﺍ ﺸﻌﺒﻴﺎ ﻤﻠﻜﺎ ﻟﻠﺠﻤﻴﻊ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺴﺘﻭﻯ ﺍﻹﺒﺩﺍﻋﻲ ﺍﻟﻔـﺭﺩﻱ؟ ﻭﺒﻤﻌﻨـﻰ‬ ‫‪ ‬ﹰ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻨﻅﺭ ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ، ﺹ ﺹ ٧٠٢ ـ ٥٣٢.‬ ‫)*(‬ ‫)١١( ﺭﺍﺠﻊ ﺍﻟﻭﺭﻗﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺩﻤﻬﺎ ﺍﻟﺩﻜﺘﻭﺭ ﻤﺤﻤﺩ ﺍﻟﺠﻭﻫﺭﻱ ﺒﻌﻨﻭﺍﻥ: " ﺍﻹﺒﺩﺍﻉ ﻭﺍﻟﺘﺭﺍﺙ‬ ‫ﺍﻟﺸﻌﺒﻲ " ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺩﻭﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻋﻘﺩﺘﻬﺎ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺒﺩﺍﺭ ﺍﻷﻭﺒﺭﺍ ﺨﻼل ﺍﻟﻔﺘﺭﺓ ﻤﻥ ٩ ﺇﻟﻰ‬ ‫١١/ ٧/ ١٩٩١. ﻭﺤﻭل ﻨﻔﺱ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻉ " ﺍﻹﺒﺩﺍﻉ ﻭﺍﻟﺘﺭﺍﺙ ﺍﻟﺸﻌﺒﻲ ".‬
  • 23. ‫ﺁﺨﺭ ﻜﻴﻑ ﻴﻔﺴﺢ ﺍﻟﺘـﺭﺍﺙ ﺍﻟﺸـﻌﺒﻲ ) ﻗـﻭﺓ ﺍﻟﺤﻔـﺎﻅ ﻋﻠـﻰ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋـﺔ‬ ‫ﻭﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻅﺔ ( ﻤﺠﺎﻻ ﻟﻺﺒﺩﺍﻉ ﺍﻟﻔﺭﺩﻱ ) ﺍﻟﺨﻠﻕ ﻭﺍﻻﺒﺘﻜﺎﺭ (؟‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻭﻤﻥ ﻨﺎﺤﻴﺔ ﺃﺨﺭﻯ ﻓﺈﻥ ﻅﺎﻫﺭﺓ ﺍﻟﻜﺘﺎﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻤﻠﺔ ﺍﻟﻭﺭﻗﻴﺔ ﺘﻤﺜل‬ ‫ﻤﻭﺠﺔ ﻤﻥ ﻤﻭﺠﺎﺕ ﺤﺭﻜﺔ ﺍﻟﺘﺭﺍﺙ ﺍﻟﺸﻌﺒﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺴﺘﻤﺭ ﻓﺘﺭﺓ ﻁﻭﻴﻠـﺔ. ﺇﻻ‬ ‫ﺇﻨﻨﺎ ﻨﺘﺴﺎﺀل ﻋﻥ ﻤﺴﺘﻘﺒل ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ " ﺍﻹﺒﺩﺍﻋﻴﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ " ـ ﻜﻤﺎ ﻗﻠﻨـﺎ‬ ‫ـ ﺒﻌﺩ ﺃﻥ ﺃﻟﻐﻲ ﺍﻟﻌﻤل ﺒﺎﻟﻌﻤﻠﺘﻴﻥ ﺍﻟﻭﺭﻗﻴﺘﻴﻥ ﻓﺌﺘﻲ ﺨﻤﺴﺔ ﻗﺭﻭﺵ ﻭﻋﺸـﺭﺓ‬ ‫ُ‬ ‫ﻗﺭﻭﺵ، ﻟﻘﺩ ﻨﺎﻗﺵ ﻤﺠﻠﺱ ﺍﻟﻭﺯﺭﺍﺀ ﻓﻲ ﺍﺠﺘﻤﺎﻋﻪ ﺒﺭﺌﺎﺴﺔ ﺍﻟﺩﻜﺘﻭﺭ ﻋﻠـﻲ‬ ‫ﻟﻁﻔﻲ ﺇﻟﻐﺎﺀ ﺍﻟﻌﻤﻠﺔ ﺍﻟﻭﺭﻗﻴﺔ ٥ ﻭ ٠١ ﻗﺭﻭﺵ، ﻭﺴـﺤﺒﻬﺎ ﻤـﻥ ﺍﻟﺘـﺩﺍﻭل‬ ‫ﻭﺇﺤﻼل ﻋﻤﻼﺕ ﻤﻌﺩﻨﻴﺔ ﺒﺩﻟﻬﺎ )٢١(. ﺜﻡ ﺃﺠل ﺘﻨﻔﻴﺫ ﻫﺫﺍ ﺍﻹﻟﻐﺎﺀ ﻋﺎﻤﺎ ﺁﺨﺭ،‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﺒﻌﺩﻫﺎ ﺘﺄﺠل ﻤﺭﺓ ﺃﺨﺭﻯ ﺇﻟﻰ ١/ ٧/ ٩٨٩١ ﻭﺃﺨﻴﺭﺍ ﺒﺩﺃ ﺘﻨﻔﻴﺫﻩ ﺍﻋﺘﺒـﺎﺭﺍ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﻤﻥ ١/ ١/ ١٩٩١.‬ ‫ﻭﻜﺎﻥ ﻟﻬﺫﺍ ﺍﻹﻟﻐﺎﺀ ﺭﺩ ﻓﻌل ﻋﻜﺴﺘﻪ ﺒﻌﺽ ﻭﺴـﺎﺌل ﺍﻹﻋـﻼﻡ ـ‬ ‫ﻭﻤﻨﻬﺎ ﺼﺤﻴﻔﺔ ﺍﻷﻫﺭﺍﻡ ـ ﻓﻲ ﺭﺴﻭﻤﻬﺎ ﺍﻟﻜﺎﺭﻴﻜﺎﺘﻴﺭﻴـﺔ ﻟﻠﺘﻌﺒﻴـﺭ ﻋـﻥ‬ ‫ﺍﻨﺨﻔﺎﺽ ﺍﻟﻘﻴﻤﺔ ﺍﻟﺸﺭﺍﺌﻴﺔ ﻟﻠﻌﻤﻠﺔ ﺍﻟﻤﺼﺭﻴﺔ )٣١(، ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺤﻭ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ:‬ ‫ﻭﻟﻌل ﺍﻟﻨﻅﺭﺓ ﺍﻟﺴﻭﺴﻴﻭﻟﻭﺠﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﻜﻭﻟﻭﺠﻴﺔ ﻓﻲ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﻔﻭﻟﻜﻠـﻭﺭ‬ ‫ﺘﻭﻀﺢ ﺃﻥ ﻜل ﻤﺅﺩ ﻟﻸﻋﻤﺎل ﺍﻷﺩﺒﻴﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ـ ﻭﺍﻟﺸـﻌﺭﻴﺔ ﺍﻟﺸـﻔﻬﻴﺔ ـ‬ ‫ﺇﻨﻤﺎ ﻫﻭ ـ ﻓﻲ ﻨﻔﺱ ﺍﻟﻭﻗﺕ ﻭﺇﻟﻰ ﺤﺩ ﻜﺒﻴﺭ ـ ﻤﺒﺩﻋﻬﺎ ﻭﻤﺅﻟﻔﻬﺎ. ﻭﻤﻥ ﺒﻴﻥ‬ ‫ﻫﺅﻻﺀ ﺍﻟﻤﺅﺩﻴﻥ ﻴﻭﺠﺩ ﺍﻟﻤﻭﻫﻭﺏ ﻭﺍﻟﻤﻘﻠﺩ ﻭﺍﻟﻤﺘﻔﻜﻪ ﺍﻟﻤـﺭﺡ، ﻭﺍﻷﺨﻼﻗـﻲ‬ ‫ﺍﻟﻤﺘﺯﻤﺕ، ﻭﺍﻟﺼﺎﻟﺢ ﻭﺍﻟﻁﺎﻟﺢ، ﻭﺍﻟﺭﻭﻤﺎﻨﺴﻲ ﻭﺍﻟـﻭﺍﻗﻌﻲ )٤١(، ﻭﺒﺎﻟﺘـﺎﻟﻲ‬ ‫)٢١( ﺼﺤﻴﻔﺔ ﺍﻷﻫﺭﺍﻡ، ﺍﻟﻌﺩﺩ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﺒﺘﺎﺭﻴﺦ ٩١/ ٢/ ٦٨٩١.‬ ‫)٣١( ﺼﺤﻴﻔﺔ ﺍﻷﻫﺭﺍﻡ، ﺍﻟﻌﺩﺩ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﺒﺘﺎﺭﻴﺦ ٢٢/ ٢/ ٦٨٩١.‬ ‫)٤١( ﺩ. ﻤﺤﻤﺩ ﺍﻟﺠﻭﻫﺭﻱ، ﻋﻠﻡ ﺍﻟﻔﻭﻟﻜﻠـﻭﺭ، ﺝ ١، ﻁ ٢، ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻤﻌـﺎﺭﻑ ﺍﻟﻘـﺎﻫﺭﺓ،‬ ‫٧٧٩١، ٢ ﺹ ١٢٣.‬
  • 24. ‫ﺘﻅﻬﺭ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻔﺭﻭﻕ ﺍﻟﻔﺭﺩﻴﺔ ﻓﻲ ﻤﻀﻤﻭﻥ ﺍﻟﻜﺘﺎﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻤﻠـﺔ ﺍﻟﻭﺭﻗﻴـﺔ،‬ ‫ﻭﻫﺫﺍ ﻤﺎ ﻨﺴﻌﻰ ﻟﺘﻭﻀﻴﺤﻪ ﻤﻥ ﺨﻼل ﺘﺤﻠﻴل ﻤﻀﻤﻭﻨﻬﺎ.‬ ‫ﻭﻓﻲ ﻀﻭﺀ ﻫﺎﺘﻴﻥ ﺍﻟﻨﻅﺭﺘﻴﻥ ﺍﻟﺴﻭﺴـﻴﻭﻟﻭﺠﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴـﻴﻜﻭﻟﻭﺠﻴﺔ،‬ ‫ﺘﺴﻌﻰ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﻟﻺﺠﺎﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺴﺎﺅﻻﺕ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ:‬ ‫١- ﻤﺎ ﻫﻲ ﺍﻟﻭﻅﺎﺌﻑ ﺍﻟﺭﺌﻴﺴﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻀﻁﻠﻊ ﺒﻬﺎ ﻅﺎﻫﺭﺓ ﺍﻟﻜﺘﺎﺒﺔ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﺍﻟﻌﻤﻠﺔ ﺍﻟﻭﺭﻗﻴﺔ؟ ﺃﻭ ﻤﺎ ﻫﻲ ﺍﻷﻏﺭﺍﺽ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻟﻠﻜﺘﺎﺒﺔ؟.‬ ‫٢- ﻜﻴﻑ ﻴﺴﺘﻠﻬﻡ ﺍﻟﺸﺨﺹ ﺍﻟﻜﺎﺘﺏ ) ﺍﻟﻤﺒﺩﻉ ( ﺍﻟﺘـﺭﺍﺙ ﺍﻟﺸـﻌﺒﻲ؟‬ ‫ﻭﻜﻴﻑ ﻴﻘﺩﻤﻪ ﺨﺎﺼﺔ ﺇﺫﺍ ﺍﻋﺘﺒﺭﻨﺎﻩ ﻤﺒﺩﻋﺎ؟‬ ‫‪‬‬ ‫٣- ﺃﻱ ﻋﻨﺎﺼﺭ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﺃﻜﺜﺭ ﺍﻨﺘﺸﺎﺭﺍ ﻓﻲ ﻤﻀﻤﻭﻥ ﺍﻟﻜﺘﺎﺒـﺔ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻤﻠﺔ؟ ﻋﻨﺎﺼﺭ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﺃﻜﺜﺭ ﺍﻨﺘﺸﺎﺭﺍ ﻓﻲ ﻤﻀﻤﻭﻥ‬ ‫ﺍﻟﻜﺘﺎﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻤﻠﺔ؟ ﺍﻋﺘﺭﻨﺎﻩ ﻤﺒﺩﻋﺎ؟ ﻱ ﺍﻷﻏﺭﺍﺽ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔـﺔ‬ ‫ﻟﻠﻜﺘﺎﺒﺔ؟.ﺤﺤﺢ ﺍ ﻫﻭ ـ ﻓﻲ ﻨﻔﺱ‬
  • 25. ‫٤ ـ ﻤﺎ ﻫﻲ ﻁﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﻕ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ ـ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﺍﻟﺫﻱ ﺃﻓـﺭﺯ‬ ‫ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ ؟‬ ‫٥ ـ ﻟﻤﺎﺫﺍ ـ ﺇﺫﻥ ـ ﻴﻜﺘﺏ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻤﻠﺔ ﺍﻟﻭﺭﻗﻴﺔ ؟‬ ‫ﺨﺎﻤﺴﺎ: ﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ:‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻋﺘﻤﺩﺕ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻷﻨﺜﺭﻭﺒﻭﻟﺠﻲ ﻭﻋﻠﻰ ﺘﺤﻠﻴـل‬ ‫ﺍﻟﻤﻀﻤﻭﻥ، ﺒﺎﻹﻀﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻁﺭﻴﻘﺔ ﺍﻹﺤﺼﺎﺌﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺤﺩ ﻤﺎ، ﻓﻲ ﺴﺒﻴل ﻓﻬﻡ‬ ‫ٍ‬ ‫ﻅﺎﻫﺭﺓ " ﺍﻟﻜﺘﺎﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻤﻠﺔ " ﻭﺘﻔﺴﻴﺭﻫﺎ.‬ ‫ﻭﺇﺫﺍ ﻜﺎﻨﺕ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ ﺘﺒﺩﻭ ﻟﻨﺎ ﺒﺴﻴﻁﺔ ﻭﻁﺭﻴﻔﺔ، ﺇﻻ ﺇﻨﻬﺎ ﺒﺎﻟﻐﺔ‬ ‫ﺍﻟﺘﻌﻘﻴﺩ ﺴﻭﺍﺀ ﻓﻲ ﺠﻤﻊ ﻤﺎﺩﺘﻬﺎ ﺃﻭ ﻓﻲ ﺘﺼﻨﻴﻔﻬﺎ ﺃﻭ ﻓـﻲ ﺘﺤﻠﻴﻠﻬـﺎ ﺃﻭ ﻓـﻲ‬ ‫ﺘﻔﺴﻴﺭﻫﺎ. ﻭﻗﺩ ﻭﺍﺠﻬﺘﻨﺎ ﻤﺸﻜﻼﺕ ﻋﺩﺩﻴﺔ ﻓﻲ ﻜل ﻤﺭﺤﻠـﺔ ﻤـﻥ ﻤﺭﺍﺤـل‬ ‫ﺍﻟﺒﺤﺙ، ﻭﺤﺎﻭﻟﻨﺎ ﺍﻟﺘﻐﻠﺏ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺒﻘﺩﺭ ﺍﻹﻤﻜﺎﻥ. ﻭﻓﻴﻤﺎ ﻴﻠﻲ ﺒﻴﺎﻥ ﺘﻔﺼـﻴﻠﻲ‬ ‫ﻟﻠﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﻤﺴﺘﺨﺩﻡ:‬ ‫١ ـ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻷﻨﺜﺭﻭﺒﻭﻟﻭﺠﻲ:‬ ‫ﻭﻗﺩ ﺍﻋﺘﻤﺩﻨﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ ﺠﻤﻊ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻤﻥ ﺨﻼل ﻤﺎ ﻴﻠﻲ:‬ ‫ﺒﺎﻟﻤﻁﺒﻌﺔ. ﻭﻗﺩ ﺘﻨﺎﻗﺸﻨﺎ ﻤﻊ ﻫﺅﻻﺀ ﺤﻭل ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ ﻭﺒﺩﺍﻴﺘﻬﺎ‬ ‫ﻭﻭﻅﻴﻔﺘﻬﺎ ﻭﺩ) ١ ( ﺍﻹﺨﺒﺎﺭﻴﻭﻥ:‬ ‫ﻭﻫﻡ ﻤﻥ ﺃﺒﻨﺎﺀ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻤﺎﺭﺱ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ، ﻭﻟـﺩﻴﻬﻡ ﻓﻜـﺭﺓ‬ ‫ﻭﺍﻀﺤﺔ ﻋﻨﻬﺎ، ﻋﻼﻭﺓ ﻋﻠﻰ ﺃﻨﻬﻡ ‪‬ﻀ ‪‬ﻨﻭﻥ ﺍﺤﺘﻔﺎﻻﺘﻬﻡ ﺒﺎﻟﺴﺒﻭﻉ ﻭﺍﻟـﺯﻭﺍﺝ‬ ‫ﻴ ﻤ‬ ‫‪ ‬‬ ‫ﻭﺍﻷﻋﻴﺎﺩ ﺍﻟﺩﻭﺭﻴﺔ ﺘﻭﺯﻴﻊ ﺍﻟﻌﻤﻼﺕ ﺍﻟﻭﺭﻗﻴﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘـﻭﺏ ﻋﻠﻴﻬـﺎ ﻴـﺩﻭ ‪‬ﺎ ﺃﻭ‬ ‫ﻴ‪‬‬ ‫ﻭﺍﻋﻲ ﻤﻤﺎﺭﺴﺘﻬﺎ.‬
  • 26. ‫) ﺏ ( ﺍﻟﻤﻼﺤﻅﺔ:‬ ‫ﻟﺴﻠﻭﻙ ﺒﻌﺽ ﺍﻷﺴﺭ ﻓﻲ ﺃﺜﻨﺎﺀ ﺍﺤﺘﻔﺎﻟﻬﺎ ﺒﻌﻴﺩ ﻤﻴﻼﺩ ﺃﺤﺩ ﺃﻓﺭﺍﺩﻫـﺎ‬ ‫ﺃﻭ ﺒﺴﺒﻭﻉ ﺃﺤﺩ ﺍﻟﻤﻭﺍﻟﻴﺩ ﻭﻤﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻤﻥ ﺘﻭﺯﻴﻊ ﺍﻟﻬﺩﺍﻴﺎ ﻓﻲ ﺃﻜﻴﺎﺱ ﺼـﻐﻴﺭﺓ‬ ‫ﺘﺤﻭﻱ ﺍﻟﻤﻠﺒﺴﺎﺕ ﻭﺍﻟﻔﻭل ﺍﻟﺴﻭﺩﺍﻨﻲ ﻭﺍﻟﺒﻠﺢ ﻭﺍﻟﺤﻤﺹ ﻭﺍﻟﻔﻴﺸﺎﺭ ﻭﺍﻟﺨﺭﻭﺏ‬ ‫ﻭﺍﻟﻌﻤﻠﺔ ﺍﻟﻭﺭﻗﻴﺔ ) ٥ ﺃﻭ ٠١ ﻗﺭﻭﺵ ﻤﻜﺘﻭﺏ ﻋﻠﻴﻬﺎ (.‬ ‫) ﺠـ ( ﺍﻟﻤﻘﺎﺒﻠﺔ: ﻤﻊ ﺍﻟﻌﺎﻤﻠﻴﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻁﺎﺒﻊ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻁﺒﻊ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺍﺕ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﺍﻟﻌﻤﻠﺔ ﺍﻟﻭﺭﻗﻴﺔ ﻟﺘﻭﺯﻉ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﺎﺴﺒﺔ. ﻜﺫﻟﻙ ﺇﺠﺭﺍﺀ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻤﻘﺎﺒﻼﺕ ﻤـﻊ‬ ‫ﺨﻁﺎﻁ ﻜﻼﺸﻴﻬﺎﺕ ﻴﺘﻭﻟﻰ ﺇﻋﺩﺍﺩ ﺍﻟﻜﻼﺸـﻴﻬﺎﺕ ﺃﻭ ﺍﻷﺨﺘـﺎﻡ ﺒﺎﻟﻌﺒـﺎﺭﺍﺕ‬ ‫ﺍﻟﻤﻁﻠﻭﺒﺔ ﺤﺴﺏ ﺍﻟﻤﻨﺎﺴﺒﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻐﺭﺽ ﺍﻟﻤﺤﺩﺩ. ﻜﻤﺎ ﺃﺠﺭﻴﻨﺎ ﻤﻘﺎﺒﻠـﺔ ﻤـﻊ‬ ‫ﺼﺎﺤﺏ ﻤﺤل ﺃﺩﻭﺍﺕ ﻜﻬﺭﺒﺎﺌﻴﺔ ﻭﺼﺎﺤﺏ ﻤﺼﻨﻊ ﺒﻼﻁ ﻴﻀﻌﺎﻥ ﺨﺘﻤﻬﻤـﺎ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻤﻠﺔ ﺍﻟﻭﺭﻗﻴﺔ ) ﻤﻥ ﻓﺌﺔ ٠١ـ ٥٢ ـ ٠٠١ ﻗﺭﺵ ( ﻭﻫﻲ ﻁﺭﻴﻘﺔ‬ ‫ٍ‬ ‫ﻤﻥ ﻁﺭﻕ ﺍﻹﻋﻼﻥ ﻋﻥ ﻨﺸﺎﻁﻴﻬﻤﺎ.‬ ‫) ﺩ ( ﺍﻟﻤﺭﺸﺩﻭﻥ:‬ ‫ﻭﺍﻟﻤﻘﺼﻭﺩ ﺒﻬﻡ ﺠﻤﺎﻋﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻴﺘﻌﺎﻤﻠﻭﻥ ﻤﻊ ﺍﻟﺠﻤﻬﻭﺭ ﻤﺒﺎﺸﺭﺓ‬ ‫ﻤﻥ ﺨﻼل ﺍﻟﺒﻴﻊ ﻭﺍﻟﺸﺭﺍﺀ، ﻭﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻴﺤﺘﻔﻅﻭﻥ ﺒـﺎﻟﻌﻤﻼﺕ ﺍﻟﻭﺭﻗﻴـﺔ ﺫﺍﺕ‬ ‫ﺍﻟﻜﺘﺎﺒﺔ ﻭﻴﺴﻠﻤﻭﻨﻨﻲ ﺇﻴﺎﻫﺎ ﻜل ﻴﻭﻤﻴﻥ ﺃﻭ ﺃﺴﺒﻭﻉ. ﻭﻤﻥ ﻫـﺅﻻﺀ ﺃﺼـﺤﺎﺏ‬ ‫)*‬ ‫ﻓﺭﻥ ﺃﻭﻻﺩ ﺭﺒﻴﻊ ﺒﺎﻟﻁﺎﻟﺒﻴﺔ ﺒﺎﻟﻬﺭﻡ) * (، ﻭﺃﺼﺤﺎﺏ ﻤﻁﻌﻡ ﺍﻹﺨـﻼﺹ‬ ‫*(‬ ‫ﺒﺎﻟﻁﺎﻟﺒﻴﺔ ﺃﻴﻀﺎ، ﻭﺒﺎﺌﻊ ﺍﻟﺼﺤﻑ ﺒﻤﻴﺩﺍﻥ ﺍﻟﺠﻴـﺯﺓ، ﻭﻨﻅﻴـﺭﻩ ﺒﻤﻴـﺩﺍﻥ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﺃﺨﺹ ﻤﻨﻬﻡ ﺍﻟﻤﻌﻠﻡ ﺼﺎﻟﺢ ﺭﺒﻴﻊ ﻭﺍﻟﻤﻌﻠﻡ ﺴﻴﺩ ﺭﺒﻴﻊ.‬ ‫)*(‬ ‫ﻭﺃﺨﺹ ﻤﻨﻬﻡ ﺍﻟﻤﺤﺎﺴﺏ ﺇﺒﺭﺍﻫﻴﻡ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﺤﻤﻴﺩ ﻋﻁﻴﺔ.‬ ‫)**(‬
  • 27. ‫ﺍﻟﺘﺤﺭﻴﺭ، ﻋﻼﻭﺓ ﻋﻠﻰ ﻤﺎ ﻴﻘﻊ ﺘﺤﺕ ﺃﻴﺩﻴﻨﺎ ـ ﺃﻭ ﻨﺭﺍﻩ ﻤﻊ ﺃﻱ ﺸﺨﺹ ﻭﻓﻲ‬ ‫ﺃﻱ ﻤﻜﺎﻥ ـ ﻤﻥ ﻋﻤﻼﺕ ﻭﺭﻗﻴﺔ ﻤﻜﺘﻭﺏ ﻋﻠﻴﻬﺎ.‬ ‫٢ ـ ﺘﺤﻠﻴل ﺍﻟﻤﻀﻤﻭﻥ: ﻭﻫﻭ ﻤﻼﺤﻅﺔ ﻏﻴﺭ ﻤﺒﺎﺸـﺭﺓ ﻟﻠﻅـﺎﻫﺭﺓ‬ ‫ﺍﻟﺘﻲ ﻨﺩﺭﺴﻬﺎ، ﻤﻥ ﺨﻼل ﺘﺤﻠﻴل ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺍﺕ ﻭﺍﻟﺭﻤﻭﺯ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻜﺘﺒﻭﻨﻬﺎ ﻋﻠـﻰ‬ ‫ﺍﻟﻌﻤﻠﺔ ﺍﻟﻭﺭﻗﻴﺔ. ﻭﺍﻟﻭﺍﻗﻊ ﺇﻨﻨﺎ ﺍﻋﺘﻤﺩﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴل ﻓﻲ ﻓﻬﻡ ﺍﻟﻤﻀﻤﻭﻥ‬ ‫ﺍﻟﻅﺎﻫﺭ ﻟﻠﻌﺒﺎﺭﺓ ﺍﻟﻤﻜﺘﻭﺒﺔ، ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺭﻏﻡ ﻤﻥ ﻭﺠﻭﺩ ـ ﺃ ﻭﺇﻤﻜﺎﻨﻴﺔ ﻭﺠﻭﺩ ـ‬ ‫ﻤﻌﻨﻰ ﺨﻔﻲ ﻟﻬﺎ، ﺇﻻ ﺇﻨﻨﺎ ﻨﻬﺘﻡ ﺒﺎﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺼﺭﻴﺢ ﻟﻠﺸﻲﺀ ﺍﻟﻤﻜﺘﻭﺏ.‬ ‫ﻭﺍﻟﻤﻼﺤﻅ ﻫﻨﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻤﻼﺕ ﺍﻟﻭﺭﻗﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺠﻤﻌﻨﺎﻫﺎ ﻋﺩﻴـﺩﺓ ﺠـﺩﺍ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﺒﻌﻀﻬﺎ ﻴﺴﻴﺭ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺓ، ﻭﺒﻌﻀﻬﺎ ﺍﻵﺨﺭ ﻤﺒﻬﻡ ﻭﺭﻜﻴﻙ ﻭﺘﺼﻌﺏ ﻗﺭﺍﺀﺘﻪ،‬ ‫ﻤﻤﺎ ﺍﺤﺘﺎﺝ ﻭﻗﺘﺎ ﻜﺒﻴﺭﺍ ﻭﺠﻬﺩﺍ ﻤﻤﺘﺩﺍ ﻟﺘﻨﻅﻴﻡ ﻫـﺫﻩ ﺍﻟﻌﻤـﻼﺕ ﻭﺘﺭﺘﻴﺒﻬـﺎ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻭﺘﺼﻨﻴﻔﻬﺎ ـ ﺤﺴﺏ ﻗﻴﻤﺘﻬﺎ ﻭﺤﺴﺏ ﻤﻀﻤﻭﻨﻬﺎ ﺍﻟﻅـﺎﻫﺭ ـ ﺇﻟـﻰ ﻓﺌـﺎﺕ‬ ‫ﺘﺤﻠﻴﻠﻴﺔ ﺘﻌﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﺘﺤﻠﻴﻠﻬﺎ ﻭﺍﻟﻤﻘﺎﺭﻨﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﺒﻴﻨﻬﺎ. ﻭﻗﺩ ﺴـﺎﻋﺩ ﺫﻟـﻙ ﻤـﻥ‬ ‫)١(‬ ‫ﺃﻭ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺭ ﺒﺎﻷﺭﻗﺎﻡ، ﻭﺍﻟﺘﻌﺭﻑ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﻭﺍﻨﺏ‬ ‫ﺠﺎﻨﺏ ﺁﺨﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻜﻤﻴﻡ‬ ‫ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻟﻤﻀﻤﻭﻥ ﺍﻟﻜﺘﺎﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻤﻠﺔ ﺍﻟﻭﺭﻗﻴﺔ.‬ ‫***‬ ‫)١( ﺍﻨﻅﺭ: ﺩ. ﻤﺤﻤﺩ ﺍﻟﺠﻭﻫﺭﻱ ﻭﺁﺨﺭ، ﻁﺭﻕ ﺍﻟﺒﺤﺙ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ، ﻁ ٤، ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓـﺔ‬ ‫ﻟﻠﻨﺸﺭ ﻭﺍﻟﺘﻭﺯﻴﻊ، ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ، ٤٨٩١، ﺹ ٣٢٢ ﻭﻤﺎ ﺒﻌﺩﻫﺎ.‬
  • 29. ‫ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ‬ ‫ﺍﻟﻌﻤﻠﺔ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ‬ ‫ﻤﻘﺩﻤﺔ:‬ ‫ﺍﻟﻌﻤﻠﺔ ﻭﺴﻴﻠﺔ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ ﻟﻠﺘﻌﺎﻤل ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﺇﺸـﺒﺎﻉ ﺤﺎﺠـﺎﺘﻬﻡ.‬ ‫ﻭﻟﺫﻟﻙ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻌﻤﻠﺔ ﺘﻌﻜﺱ ﻁﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ﻭﺍﻟﻤﻭﺍﺭﺩ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ، ﻭﺘﻌﻜـﺱ‬ ‫ﻁﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﻤﺭﺤﻠﺔ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻤﺭ ﺒﻬﺎ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ، ﺇﻀـﺎﻓﺔ ﺇﻟـﻰ ﺃﻨﻬـﺎ‬ ‫ﺘﻌﻜﺱ ﻁﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﺴﺎﺌﺩﺓ، ﻤﻥ ﺨﻼل ﻤﺎ ﺘﺤﻭﻴﻪ ﻤﻥ ﺍﻟﺭﻤﻭﺯ ﻭﺍﻟﻘـﻴﻡ،‬ ‫ﻭﻤﺎ ﺘﻠﻌﺒﻪ ﻤﻥ ﺃﺩﻭﺍﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ.‬ ‫ﻭﻤﻥ ﻨﺎﺤﻴﺔ ﺃﺨﺭﻯ، ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻌﻤﻠـﺔ ﻭﺴـﻴﻠﺔ ﺍﺠﺘﻤﺎﻋﻴـﺔ ﺍﺒﺘﻜﺭﻫـﺎ‬ ‫ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻭﺍﺭﺘﻀﺎﻫﺎ ﻭﺘﻌﺎﺭﻑ ﻋﻠﻴﻬﺎ، ﻭﺤﺩﺩ ﻗﻴﻤﺘﻬﺎ ﻭﺃﻀﻔﻰ ﻋﻠﻴﻬـﺎ ﻤـﺎ‬ ‫ﻴﻀﻤﻥ ﻟﻬﺎ ﺍﻻﺴﺘﻤﺭﺍﺭ ﻭﺍﻻﺴﺘﻘﺭﺍﺭ. ﻭﻟﻌل ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻌﻤﻠﺔ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤـﻊ‬ ‫ﺘﻅﻬﺭ ﺒﺠﻼﺀ ﺤﻴﻨﻤﺎ ﻨﺴﺘﻌﺭﺽ ﺍﻟﻤﺼﻁﻠﺤﺎﺕ ﺍﻟﺩﺍﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﻓﺌـﺎﺕ ﺍﻟﻌﻤﻠـﺔ،‬ ‫ﻭﺍﻟﻤﺼﻁﻠﺤﺎﺕ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺼﻜﻬﺎ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻟﻜل ﻓﺌﺔ ﻤﻨﻬﺎ ﻓـﻲ ﻀـﻭﺀ‬ ‫ﺍﻟﺘﻐﻴﺭﺍﺕ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺘﻌﺭﺽ ﻟﻬﺎ.‬ ‫ﻭﻟﻘﺩ ﻤﺭ " ﺼﻙ ﺍﻟﻌﻤﻠﺔ " ﺒﻤﺭﺍﺤل ﻋﺩﻴﺩﺓ، ﺤﺎﻭﻟﻨﺎ ﺍﺴﺘﻌﺭﻀـﺎﻫﺎ‬ ‫ﻓﻲ ﻤﺠﺘﻤﻌﻨﺎ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﺒﺩﺀﺍ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﺼﻭﺭ ﺍﻟﺠﺎﻫﻠﻴـﺔ، ﻭﺤﺘـﻰ ﺍﻟﻌﺼـﻭﺭ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﻤﻥ ﺨﻼل ﻨﺒﺫﺓ ﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺔ ﺴـﺭﻴﻌﺔ، ﻭﺍﻟﻤﻼﺤـﻅ ﺨـﻼل ﻫـﺫﻩ‬ ‫ﺍﻟﻌﺼﻭﺭ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺔ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻤﻠﺔ ﻟﻡ ﺘﻜﻥ ﻭﺭﻗﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻁﻼﻕ، ﻭﺇﻨﻤﺎ ﻜﺎﻨﺕ‬ ‫ﻤﻌﺩﻨﻴﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﺫﻫﺏ ﻭﺍﻟﻔﻀﺔ ﻭﺍﻟﻨﺤﺎﺱ، ﺜﻡ ﺍﺒﺘﻜﺭ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﻁﺭﻴﻘﺔ " ﺍﻟﺴﻔﺘﺠﺔ"‬ ‫ﻭ " ﺍﻟﺼﻜﻭﻙ " ﻭﺒﻌﺩ ﺫﻟﻙ ﺒﺩﺃﺕ ﺘﻁﺒﻊ ﻋﻠﻰ ﺍﻟـﻭﺭﻕ ﻓﻅﻬـﺭﺕ ﺍﻟﻌﻤﻠـﺔ‬ ‫ﺍﻟﻭﺭﻗﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺼﺭ ﺍﻟﺤﺩﻴﺙ، ﻤﻊ ﺍﺨﺘﺭﺍﻉ ﺍﻟﻁﺒﺎﻋﺔ ﻭﺼﻨﺎﻋﺔ ﺍﻟﻭﺭﻕ.‬
  • 30. ‫ﻭﺍﻟﻭﺍﻗﻊ ﺇﻥ ﺍﻟﻌﻤﻠﺔ ﻟﻡ ﻟﺘﻘﺘﺼﺭ ﻭﻅﻴﻔﺘﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻌﺎﻤل ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ‬ ‫ﻭﺇﺸﺒﺎﻉ ﺍﻟﺤﺎﺠﺎﺕ ﺍﻷﺴﺎﺴﻴﺔ ﻟﻺﻨﺴﺎﻥ ـ ﻤﻥ ﺨﻼل ﻋﻤﻠﻴﺘﻲ ﺍﻟﺒﻴﻊ ﻭﺍﻟﺸﺭﺍﺀ‬ ‫ـ ﻭﺇﻨﻤﺎ ﻟﻌﺒﺕ ﺍﻟﻌﻤﻠﺔ ﺩﻭﺭﺍ ﺜﻘﺎﻓﻴﺎ ﺁﺨﺭ ﻓﻲ ﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤـﻊ، ﻭﻫـﻭ ﺩﻭﺭ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﻴﺘﻤﺜل ﻓﻲ ﺍﻀﻁﻼﻉ ﺍﻟﻌﻤﻠﺔ ﺒﺩﻭﺭ ﻋﻼﺠﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻁـﺏ ﺍﻟﺸـﻌﺒﻲ، ﻭﺩﻭﺭ‬ ‫ﺭﻤﺯﻱ ﻓﻲ ﺍﻷﺩﺏ ﺍﻟﺸﻌﺒﻲ ﻜﻤﺎ ﺘﺠﺴﺩﻩ ﺍﻷﻤﺜﺎل ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ. ﻭﻟﺫﻟﻙ ﺼـﺎﺭﺕ‬ ‫ﺍﻟﻌﻤﻠﺔ ﻋﻨﺼﺭﺍ ﺃﺴﺎﺴﻴﺎ ﻓﻲ ﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ.‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﻓﻲ ﻀﻭﺀ ﺫﻟﻙ ﻴﻌﺎﻟﺞ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻋﺎﺕ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ:‬ ‫ﺃﻭﻻ: ﻨﺒﺫﺓ ﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺔ ﻋﻥ ﺍﻟﻌﻤﻠﺔ.‬ ‫ﹰ‬ ‫ﺜﺎﻨﻴﺎ: ﺍﻟﺘﺭﺍﺙ ﺍﻟﺸﻌﺒﻲ ﻭﺍﻟﻌﻤﻠﺔ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﺜﺎﻟﺜﺎ: ﺍﻟﻌﻤﻠﺔ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻓﻲ ﻀﻭﺀ ﺍﻟﺘﻐﻴﺭﺍﺕ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ‬ ‫ﹰ‬ ‫) ﺍﻟﺴﻴﺎﻕ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﻟﻠﻜﺘﺎﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻤﻠﺔ (.‬ ‫***‬ ‫ﺃﻭﻻ: ﻨﺒﺫﺓ ﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺔ ﻋﻥ ﺍﻟﻌﻤﻠﺔ:‬ ‫ﹰ‬ ‫ﺒﺩﺃ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻴﺘﻌﺎﻤل ﻤﻊ ﺒﻨﻲ ﻤﺠﺘﻤﻌﻪ ﻤـﻥ ﺨـﻼل ﺍﻟﺘﺒـﺎﺩل ﺃﻭ‬ ‫ﺍﻟﻤﻘﺎﻴﻀﺔ ﻓﻲ ﺴﺒﻴل ﺍﻟﺤﺼﻭل ﻋﻠﻰ ﺍﺤﺘﻴﺎﺠﺎﺘﻪ ﺍﻷﺴﺎﺴﻴﺔ. ﺜﻡ ﺍﺘﺨﺫ ﺒﻌﺩ ﻫﺫﻩ‬ ‫ﺍﻟﻤﺭﺤﻠﺔ ﻤﻥ ﺃﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻠﻊ ﻗﻴﻤﺔ، ﺃﺩﺍﺓ ﻟﻠﺘﻌﺎﻤل، ﻭﻟﻌل ﺃﻭل ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺴـﻠﻊ ـ‬ ‫ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺴﺘﺨﺩﻤﺕ ﻜﻌﻤﻠﺔ ـ ﺍﻟﻤﻠﺢ. ﻓﻘﺩ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﺠﻨﻭﺩ ﺍﻟﺭﻭﻤـﺎﻥ ﻴﺘﻘﺎﻀـﻭﻥ‬ ‫ﺒﺭﻭﺍﺘﺒﻬﻡ ﻤﻥ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻓﻲ ﺼﻭﺭﺓ " ﻤﻠﺢ " ‪ Salt‬ﻭﻟﺫﻟﻙ ﺍﺸﺘﻕ ﻤـﻥ ﻫـﺫﻩ‬ ‫ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﻜﻠﻤﺔ ﺍﻟﺭﺍﺘﺏ ‪ Salary‬ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺸﻴﺭ ﺇﻟﻰ ﻤﺒﻠﻎ ﻤﻥ ﺍﻟﻤـﺎل ﻴﺘﻘﺎﻀـﺎﻩ‬
  • 31. ‫ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻨﻅﻴﺭ ﻋﻤل ﻤﻨﺘﻅﻡ ﻴﺅﺩﻴﻪ )٢(. ﺜﻡ ﻅﻬﺭﺕ ﺍﻟﺴﻠﻊ ﺍﻟﻨﻔﻴﺴﺔ ـ ﻓﻴﻤـﺎ‬ ‫ﺒﻌﺩ ـ ﻟﻴﺘﺨﺫﻫﺎ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻋﻤﻠﺔ ﻟﻠﺘﺩﺍﻭل ﻜﺎﻟﺫﻫﺏ ﻭﺍﻟﻔﻀﺔ.‬ ‫ﻭﻜﺎﻥ ﺍﻟﻐﺎﻟﺏ ﻋﻠﻰ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻌﺼﻭﺭ ﺍﻟﺴﺎﺒﻘﺔ ـ ﻋﻤﻭﻤﺎ ـ ﺍﺴﺘﺨﺩﺍﻡ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻟﻌﻤﻼﺕ ﺍﻟﻤﻌﺩﻨﻴﺔ، ﺤﻴﺙ ﻟﻡ ﺘﻅﻬﺭ ﺍﻟﻌﻤﻼﺕ ﺍﻟﻭﺭﻗﻴـﺔ ﺇﻻ ﺤـﺩﻴﺜﺎ، ﻭﺇﺫﺍ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻨﻅﺭﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﻗﺒل ﺍﻹﺴﻼﻡ، ﻭﺠﺩﻨﺎ ﺃﻨﻬﻡ ﻜﺎﻨﻭﺍ ﻴﺘﻌﺎﻤﻠﻭﻥ ﺒﻨﻘﻭﺩ ﻜﺴﺭﻯ‬ ‫ﻭﻗﻴﺼﺭ، ﻭﻫﻲ ﺍﻟﺩﺭﺍﻫﻡ ﻭﺍﻟﺩﻨﺎﻨﻴﺭ. ﻭﻜﺎﻨﺕ ﺍﻟﺩﻨﺎﻨﻴﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺠﻤﺎل ﻨﻘـﻭﺩﺍ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺫﻫﺒﻴﺔ، ﻭﺍﻟﺩﺭﺍﻫﻡ ﻨﻘﻭﺩﺍ ﻓﻀﻴﺔ ﺒﻤﺎ ﻴﻘﺎﺒل ﺍﻟﺠﻨﻴﻪ ﻭﺍﻟﺭﻴﺎل ﻋﻨﺩﻨﺎ )٣(. ﻭﻜﺎﻥ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻟﻌﺭﺏ ﻴﻌﺒﺭﻭﻥ ﻋﻥ ﺍﻟﺫﻫﺏ " ﺒﺎﻟﻌﻴﻥ " ﻭﻋﻥ ﺍﻟﻔﻀﺔ " ﺒﺎﻟﻭﺭﻕ ". ﻭﻟـﺫﻟﻙ‬ ‫ﺠﺎﺀ ﻓﻴﻤﺎ ﻴﻘﺼﻪ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ ﻋﻥ ﺃﻫل ﺍﻟﻜﻬﻑ " ﻓﺎﺒﻌﺜﻭﺍ ﺃﺤﺩﻜﻡ ﺒﻭﺭﻗﻜﻡ‬ ‫)٤(‬ ‫ﻫﺫﻩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺩﻴﻨﺔ ﻓﻠﻴﻨﻅﺭ ﺃﻴﻬﺎ ﺃﺯﻜﻰ ﻁﻌﺎﻤﺎ ﻓﻠﻴﺄﺘﻜﻡ ﺒـﺭﺯﻕ ﻤﻨـﻪ.. "‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﺘﻌﺎﻤل ﺍﻟﻌﺭﺏ ﺃﻴﻀﺎ ﺒﺎﻟﻨﻘﻭﺩ ﺍﻟﻨﺤﺎﺴﻴﺔ ﻭﻤﻨﻬﺎ " ﺍﻟﺤﺒﺔ "، ﻭ " ﺍﻟـﺩﺍﻨﻕ ".‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﻤﺭﺠﻊ ﻗﻴﻤﺔ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻨﻘﻭﺩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻭﺯﻥ، ﻷﻥ ﺍﻟﻤﺭﺍﺩ ﺒﺎﻟـﺩﻴﻨﺎﺭ ﻗﻁﻌـﺔ ﻤـﻥ‬ ‫ﺍﻟﺫﻫﺏ ﻭﺯﻨﻬﺎ ﻤﺜﻘﺎل ﻋﻠﻴﻪ ﻨﻘﺵ ﺍﻟﻤﻠﻙ ﺃﻭ ﺍﻟﺴﻠﻁﺎﻥ ﺍﻟﺫﻱ ﻀﺭﺒﻪ، ﻭﺍﻟﻤﺭﺍﺩ‬ ‫ﺒﺎﻟﺩﺭﻫﻡ ﻭﺯﻥ ﺩﺭﻫﻡ ﻤﻥ ﺍﻟﻔﻀﺔ ﻭﻴﺴﻤﻭﻨﻪ " ﺍﻟـﻭﺍﻓﻲ ". ﻭﻴﻘـﺩﺭ ﺩﻴﻨـﺎﺭ‬ ‫ﺍﻟﻌﺭﺏ ـ ﻗﺒل ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻭﺒﺴﻌﺭ ﻋﺎﻡ ٠١٩١ ﻭﺤﺴﺒﻤﺎ ﻴﻘﻭل ﺠـﻭ ﺭﺠـﻲ‬ ‫ﺯﻴﺩﺍﻥ ـ ﺒﺜﻤﺎﻨﻴﺔ ﻭﺃﺭﺒﻌﻴﻥ ﻗﺭﺸﺎ ﻤﺼﺭﻴﺎ. ﻭﻜﺎﻥ ﺍﻟﺩﻴﻨﺎﺭ ﻋﻨﺩﻫﻡ ﻋﺸـﺭﺓ‬ ‫‪‬‬ ‫ﹰ‬ ‫ﺩﺭﺍﻫﻡ، ﻭﺭﺒﻤﺎ ﺍﺨﺘﻠﻔﺕ ﻗﻴﻤﺘﻪ ﺇﻟﻰ ﺜﻼﺜﺔ ﻋﺸﺭ ﺃﻭ ﺨﻤﺴﺔ ﻋﺸﺭ ﺩﺭﻫﻤﺎ ﺃﻭ‬ ‫‪‬‬ ‫)٢( ﺩ. ﺤﺴﻥ ﺸﺤﺎﺘﺔ ﺴﻌﻔﺎﻥ، ﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﻓﻲ ﻋﻠﻡ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻉ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ، ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻤﻌﺭﻓـﺔ،‬ ‫ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ، ٢٧٩١، ﺹ ٠٢ ﻭﻤﺎ ﺒﻌﺩﻫﺎ. ﻭﺍﻨﻅﺭ ﻜﺫﻟﻙ: ﺴﻌﻴﺩ ﺃﺤﻤﺩ ﺤﺴﻥ، ) ﻤﺘﺭﺠﻡ (،‬ ‫ﻜﻴﻑ ﻨﺸﺄﺕ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﻌﺘﻘﺩﺍﺕ، ﻤﺠﻠﺔ ﺍﻟﺘﺭﺍﺙ ﺍﻟﺸﻌﺒﻲ، ﺍﻟﻌﺩﺩﺍﻥ ﺍﻟﺴﺎﺒﻊ ﻭﺍﻟﺜﺎﻤﻥ، ﺍﻟﺴـﻨﺔ‬ ‫٥١، ﺒﻐﺩﺍﺩ ٤٨٩١، ﺹ ٢٧٢.‬ ‫)٣( ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ، ﺴﻭﺭﺓ ﺍﻟﻜﻬﻑ، ﺍﻵﻴﺔ ٩١.‬ ‫)٤( ﺠﻭ ﺭﺠﻲ ﺯﻴﺩﺍﻥ، ﺘﺎﺭﻴﺦ ﺍﻟﺘﻤﺩﻥ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ، ﻤﺭﺠﻊ ﺴﺎﺒﻕ، ﺹ ١٤١.‬
  • 32. ‫ﺃﻜﺜﺭ ﻋﻠﻰ ﺤﺴﺏ ﺍﻷﺤﻭﺍل )٥(. ﻓﻜﺎﻥ ﺍﻟﺩﺭﻫﻡ ﻴﻘﺎﺒل ﺃﺭﺒﻌﺔ ﻗﺭﻭﺵ ﻭﻨﺼﻑ‬ ‫ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺘﻭﺴﻁ ﻭﺒﺘﻘﺩﻴﺭ ﻨﻔﺱ ﻋﺎﻡ ٠١٩١ ﻡ.‬ ‫ﻭﻴﻘﻭل ﺍﻟﻤﻘﺭﻴﺯﻱ ﺇﻥ ﺍﻟﻨﻘﻭﺩ ﺍﻟﺘﻲ ﻜﺎﻨﺕ ﻋﻨﺩ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﻗﺒل ﺍﻹﺴﻼﻡ‬ ‫ﻫﻲ ﺩﻨﺎﻨﻴﺭ ﺍﻟﺫﻫﺏ ﻗﻴﺼﺭﻴﺔ ) ﻤﻥ ﺍﻟﺭﻭﻡ ( ﻭﻜﺴﺭﻭﻴﺔ ) ﻤـﻥ ﺍﻟﻔـﺭﺱ (.‬ ‫ﻭﻜﺎﻨﺕ ﺩﺭﺍﻫﻡ ﺍﻟﻔﻀﺔ ﻋﻠﻰ ﻨﻭﻋﻴﻥ: ﺴﻭﺩ ﻭﺍﻓﻴﺔ، ﻭﻁﺒﺭﻴﺔ ﻋﺘـﻕ. ﻭﻜـﺎﻥ‬ ‫ﻭﺯﻥ ﺍﻟﺩﺭﺍﻫﻡ ﻭﺍﻟﺩﻨﺎﻨﻴﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺎﻫﻠﻴﺔ ﻤﺜل ﻭﺯﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻹﺴـﻼﻡ ﻤـﺭﺘﻴﻥ.‬ ‫ﻭﻴﺴﻤﻰ ﺍﻟﻤﺜﻘﺎل ﻤﻥ ﺍﻟﻔﻀﺔ ﺩﺭﻫﻤﺎ، ﻭﻤﻥ ﺍﻟﺫﻫﺏ ﺩﻴﻨﺎﺭﺍ. ﻭﻟﻡ ﻴﻜـﻥ ﻤـﻥ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﺸﻲﺀ ﻤﻥ ﺫﻟﻙ ﻴﺘﻌﺎﻤل ﺒﻪ ﺃﻫل ﻤﻜﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺎﻫﻠﻴﺔ، ﻭﺇﻨﻤﺎ ﻜﺎﻨـﺕ ﺘﺘﻌﺎﻤـل‬ ‫ﺒﺎﻟﻤﺜﺎﻗﻴل، ﻭﺯﻥ ﺍﻟﺩﺭﻫﻡ ﻭﺯﻥ ﺍﻟﺩﻴﻨﺎﺭ )٦(.‬ ‫ﻭ " ﺍﻟﺩﻴﻨﺎﺭ " ﻟﻔﻅ ﻻﺘﻴﻨﻲ ﺍﻷﺼل ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺩﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﻗﻁﻌـﺔ ﻤـﻥ‬ ‫ﺍﻟﻔﻀﺔ ﺘﺴﺎﻭﻱ ﻋﺸﺭﺓ " ﺁﺴﺎﺕ "، ﻭﺍﻵﺱ ﺩﺭﻫﻡ ﻤـﻥ ﺩﺭﺍﻫـﻡ ﺍﻟـﺭﻭﻡ ،‬ ‫ﻭﺍﻟﺩﻴﻨﺎﺭ ﻋﻨﺩ ﺍﻟﺭﻭﻡ ﻤﺸﺘﻕ ﻤﻥ ﻜﻠﻤﺔ ‪ Deni‬ﺃﻱ ﻋﺸﺭﺓ. ﻭﻜﺎﻥ ﻭﺯﻨﻪ ﺴﺒﻊ‬ ‫‪‬‬ ‫) ١/٧ ( ﺍﻷﻭﻗﻴﺔ ﺍﻟﺭﻭﻤﺎﻨﻴﺔ، ﺃﻭ ١/٠٠١ ﻤﻥ ﺍﻟﺭﻁل ) ﻟﻴﺒـﺭﺓ ‪( Libra‬‬ ‫)٧(.‬ ‫ﺃﻤﺎ ﺍﻟﺩﺭﻫﻡ ﺍﻟﻔﺎﺭﺴﻲ ﻓﻬﻭ ﻤﻌﺭﺏ ـ ﻋﻠﻰ ﺤﺩ ﻗﻭل ﺍﻟﺠﻭﻫﺭﻱ ﻓﻲ‬ ‫ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ـ ﻭﻜﺴﺭ ﺍﻟﻬﺎﺀ ﻟﻐﺔ، ﻭﺭﺒﻤﺎ ﻗﺎﻟﻭﺍ ﺩﺭﻫﺎﻡ، ﻗﺎل ﻟـﻭ ﺃﻥ ﻋﻨـﺩﻱ‬ ‫ﻤﺎﺌﺘﻲ ﺩﺭﻫﺎﻡ. ﻭﺠﻤﻊ ﺍﻟﺩﺭﻫﻡ ﺩﺭﺍﻫﻡ، ﻭﺠﻤﻊ ﺍﻟـﺩﺭﺍﻫﺎﻡ ﺩﺭﺍﻫـﻴﻡ. ﻗـﺎل‬ ‫ﺍﻟﻔﺭﺯﺩﻕ:‬ ‫)٥( ﺠﻭ ﺭﺠﻲ ﺯﻴﺩﺍﻥ، ﺘﺎﺭﻴﺦ ﺍﻟﺘﻤﺩﻥ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ، ﻤﺭﺠﻊ ﺴﺎﺒﻕ، ﺹ ١٤١‬ ‫)٦( ﻤﺤﻤﺩ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﺭﺀﻭﻑ ﺒﻥ ﺘﺎﺝ ﺍﻟﻌﺎﺭﻓﻴﻥ ﺒﻥ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻤﻌـﺭﻭﻑ ﺒﺎﻟﻤﻨـﺎﻭﻱ، ﺍﻟﻨﻘـﻭﺩ‬ ‫ﻭﺍﻟﻤﻜﺎﻴﻴل ﻭﺍﻟﻤﻭﺍﺯﻴﻥ، ﺘﺤﻘﻴﻕ ﺍﻟﺩﻜﺘﻭﺭ ﺭﺠﺎﺀ ﻤﺤﻤﻭﺩ ﺍﻟﺴﺎﻤﺭﺍﺌﻲ، ﻤﻨﺸـﻭﺭﺍﺕ ﻭﺯﺍﺭﺓ‬ ‫ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻭﺍﻹﻋﻼﻡ، ﺒﻐﺩﺍﺩ، ١٨٩١، ﺹ ﺹ ٥٤ ـ ٧٤.‬ ‫)٧(ﺠﻭﺭﺠﻲ ﺯﻴﺩﺍﻥ، ﻤﺭﺠﻊ ﺴﺎﻟﻑ ﺍﻟﺫﻜﺭ، ﺹ ١٤١.‬
  • 33. ‫ﺘﻨﻔﻲ ﻴﺩﺍﻫﺎ ﺍﻟﺤﺼﻰ ﻓﻲ ﻜل ﻫﺎﺠﺭﺓ‬ ‫ﻨﻔﻲ ﺍﻟﺩﺭﺍﻫﻴﻡ ﺘﻨﻘﺎﺩ ﺍﻟﺼﻴﺎﺭﻑ‬ ‫ﻭﻗﻴل ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻤﻭﺱ ﺍﻟﻤﺤﻴﻁ: ﺍﻟﺭﻁل ﺍﺜﻨﺘﺎ ﻋﺸﺭﺓ ﺃﻭﻗﻴﺔ، ﻭﺍﻷﻭﻗﻴﺔ‬ ‫ﺃﺴﺘﺎﺭ ﻭﺜﻠﺜﺎ ﺃﺴﺘﺎﺭ )٣/٢ ١ (، ﻭ " ﺍﻷﺴﺘﺎﺭ " ﺃﺭﺒﻌﺔ ﻤﺜﺎﻗﻴل، ﻭ " ﺍﻟﻤﺜﻘﺎل‬ ‫" ﺩﺭﻫﻡ ﻭﺜﻼﺜﺔ ﺃﺴﺒﺎﻉ ﺩﺭﻫﻡ )٧/٣ ١ ﺩﺭﻫﻡ (، ﻭﺍﻟﺩﺭﻫﻡ ﺴﺘﺔ ﺩﻭﺍﻨـﻕ، ﻭ‬ ‫"ﺍﻟﺩﺍﻨﻕ " ﻗﻴﺭﺍﻁﺎﻥ، ﻭ " ﺍﻟﻘﻴﺭﺍﻁ " ﻁﺴﻭﺠﺎﻥ، ﻭ " ﺍﻟﻁﺴﻭﺝ " ﺤﺒﺘـﺎﻥ، ﻭ‬ ‫"ﺍﻟﺤﺒﺔ " ﺴﺩﺱ ﺜﻤﻥ ﺩﺭﻫﻡ ) ١/٨٤ ﺩﺭﻫﻡ ( )٨(.‬ ‫ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻌﺼﺭ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ، ﻜﺎﻥ ﻋﻤﺭ ﺒﻥ ﺍﻟﺨﻁﺎﺏ ﺃﻭل ﻤﻥ ﻀﺭﺏ‬ ‫ﺍﻟﻌﻤﻠﺔ ﻓﻲ ﺴﻨﺔ ﺜﻤﺎﻨﻲ ﻋﺸﺭﺓ ﻤـﻥ ﺍﻟﻬﺠـﺭﺓ ﻋﻠـﻰ ﻨﻘـﺵ ﺍﻟﻜﺴـﺭﻭﻴﺔ‬ ‫) ﺍﻟﻔﺭﺱ (، ﻭﺯﺍﺩ ﻓﻴﻬﺎ ـ ﻜﻤﺎ ﻴﻘﻭل ﺍﻟﻤﻘﺭﻴﺯﻱ ـ " ﺍﻟﺤﻤـﺩ ﷲ ﻤﺤﻤـﺩ‬ ‫ﺭﺴﻭل ﺍﷲ "، ﻭﻓﻲ ﺒﻌﻀﻬﺎ " ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺍﷲ "، ﻭﻋﻠﻰ ﺠﺯﺀ ﻤﻨﻬـﺎ ﺍﺴـﻤﻪ‬ ‫"ﻋﻤﺭ " )٩(. ﻭﻗﺩ ﻜﺎﻥ ﻋﺒﺩ ﺍﷲ ﺒﻥ ﺍﻟﺯﺒﻴﺭ ﺃﻭل ﻤﻥ ﻀﺭﺏ ﺒﻤﻜﺔ ﺍﻟـﺩﺭﺍﻫﻡ‬ ‫ﺍﻟﻤﺴﺘﺩﻴﺭﺓ، ﻭﻨﻘﺵ ﺒﺩﺍﺌﺭﺘﻬﺎ " ﻋﺒﺩ ﺍﷲ "، ﻭﺒﺄﺤﺩ ﺍﻟﻭﺠﻬﻴﻥ " ﻤﺤﻤﺩ ﺭﺴﻭل‬ ‫ﺍﷲ "، ﻭﺒﺎﻵﺨﺭ " ﺃﻤﺭ ﺍﷲ ﺒﺎﻟﻭﻓﺎﺀ ﻭﺍﻟﻌﺩل ".‬ ‫ﻭﻓﻲ ﺴﻨﺔ ﺴﺕ ﻭﺴﺒﻌﻴﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﻬﺠﺭﺓ ﻀﺭﺏ ﻋﺒـﺩ ﺍﻟﻤﻠـﻙ ﺒـﻥ‬ ‫ﻤﺭﻭﺍﻥ ﺍﻟﺩﺭﺍﻫﻡ ﻭﺍﻟﺩﻨﺎﻨﻴﺭ، ﻭﻫﻭ ﺃﻭل ﻤﻥ ﺃﺤﺩﺙ ﻀﺭﺒﻬﻤﺎ ﻓـﻲ ﺍﻹﺴـﻼﻡ‬ ‫)٠١(‬ ‫ﻓﺎﻨﺘﻔﻊ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺒﺫﻟﻙ. ﻭﻜﺎﻥ ﺴﺒﺏ ﺍﻟﻀﺭﺏ ـ ﺒﺭﻭﺍﻴـﺔ ﺍﺒـﻥ ﺍﻷﺜﻴـﺭ‬ ‫ﻭﺍﻟﻤﻨﺎﻭﻱ )١١(، ﺃﻨﻪ ﻜﺘﺏ ﻓﻲ ﺼﺩﻭﺭ ﺍﻟﻜﺘﺏ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺭﻭﻡ: " ﻗـل ﻫـﻭ ﺍﷲ‬ ‫)٨( ﻤﺤﻤﺩ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﺭﺀﻭﻑ..، ﻤﺭﺠﻊ ﺴﺒﻕ ﺫﻜﺭﻩ، ﺹ ﺹ ٥٣ ـ ٦٣.‬ ‫)٩( ﺠﻭﺭﺠﻲ ﺯﻴﺩﺍﻥ، ﻤﺭﺠﻊ ﺴﺎﺒﻕ، ﺹ ٣٤١‬ ‫)٠١( ﺭﺍﺠﻊ ﺍﺒﻥ ﺍﻷﺜﻴﺭ، ﺍﻟﻜﺎﻤل، ﺍﻟﺠﺯﺀ ﺍﻟﺭﺍﺒﻊ، ﺹ ١٦١ ﻭﻤﺎ ﺒﻌﺩﻫﺎ.‬ ‫)١١( ﺍﻨﻅﺭ: ﺍﻟﻨﻘﻭﺩ ﻭﺍﻟﻤﻜﺎﻴﻴل ﻭﺍﻟﻤﻭﺍﺯﻴﻥ، ﻤﺭﺠﻊ ﺴﺎﺒﻕ، ﺹ ٤٦.‬
  • 34. ‫ﺃﺤﺩ " ﻭﺫﻜﺭ ﺍﻟﻨﺒﻲ ) ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ ( ﻤﻊ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ، ﻓﻜﺘﺏ ﺇﻟﻴﻪ ﻤﻠﻙ‬ ‫ﺍﻟﺭﻭﻡ ﺃﻨﻜﻡ ﺃﺤﺩﺜﺘﻡ ﻜﺫﺍ ﻭﻜﺫﺍ ﻓﺎﺘﺭﻜﻭﻩ ﻭﺇﻻ ﺃﺘﺎﻜﻡ ﻓﻲ ﺩﻨﺎﻨﻴﺭ ﻤﻥ ﺫﻜﺭ ﻤـﺎ‬ ‫ﺘﻜﺭﻫﻭﻥ، ﻓﻌﻅﻡ ﺫﻟﻙ ﻋﻠﻴﻪ. ﻓﺄﺤﻀﺭ ﺨﺎﻟﺩ ﺒﻥ ﻴﺯﻴﺩ ﺒﻥ ﻤﻌﺎﻭﻴﺔ ﻓﺎﺴﺘﺸﺎﺭﻩ‬ ‫ﻓﻴﻪ ﻓﻘﺎل ﻟﻪ: " ﺤﺭﻡ ﺩﻨﺎﻨﻴﺭﻫﻡ، ﻭﺍﻀﺭﺏ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺴـﻜﺔ ﻓﻴﻬـﺎ ﺫﻜـﺭ ﺍﷲ‬ ‫ﺘﻌﺎﻟﻰ"، ﻓﻀﺭﺏ ﺍﻟﺩﻨﺎﻨﻴﺭ ﻭﺍﻟﺩﺭﺍﻫﻡ.‬ ‫ﺜﻡ ﺇﻥ ﺍﻟﺤﺠﺎﺝ ﺒﻥ ﻴﻭﺴﻑ ﺍﻟﺜﻘﻔﻲ ﻀﺭﺏ ﺍﻟﺩﺭﺍﻫﻡ ﻭﻨﻘﺵ ﻓﻴﻬـﺎ:‬ ‫"ﻗل ﻫﻭ ﺍﷲ ﺃﺤﺩ "، ﻓﻜﺭﻩ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺫﻟﻙ ﻟﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﻷﻥ ﺍﻟﺠﻨﺏ ﻴﻤﺴـﻬﺎ،‬ ‫ﻭﻨﻬﻰ ﺃﻥ ﻴﻀﺭﺏ ﺃﺤﺩ ﻏﻴﺭﻩ.‬ ‫ﻭﻤﻥ ﻜل ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺸﻭﺍﻫﺩ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺔ ﻴﺘﻀﺢ ﻟﻨـﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻤﻠـﺔ ﺍﻟﺘـﻲ‬ ‫ﺘﺩﺍﻭﻟﻬﺎ ﺍﻟﻌﺭﺏ ـ ﻗﺒل ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻭﺒﻌﺩﻩ ـ ﻜﺎﻨﺕ ﻋﻤﻠﺔ ﻤﻌﺩﻨﻴﺔ ﻓﻘـﻁ ﻤـﻥ‬ ‫ﺍﻟﻨﻔﺎﺌﺱ ﻜﺎﻟﺫﻫﺏ ﻭﺍﻟﻔﻀﺔ ﻭﺍﻟﻨﺤﺎﺱ، ﻭﻟﻡ ﺘﻅﻬﺭ ﺍﻟﻌﻤﻠﺔ ﺍﻟﻭﺭﻗﻴﺔ ﺁﻨﺌـﺫ ﺇﻻ‬ ‫ﻓﻲ ﺼﻭﺭﺓ ﻤﺒﺴﻁﺔ ﺘﺘﻤﺜل ﻓﻴﻤﺎ ﻨﺴﻤﻴﻪ ﺍﻟﻴﻭﻡ " ﺍﻟﺸﻴﻙ " ﻭﺍﻗﺘﺼﺭ ﺍﻟﺘﻌﺎﻤـل‬ ‫ﺒﻬﺫﻩ ﺍﻟﻤﺴﺘﻨﺩﺍﺕ ﺍﻟﻤﺎﻟﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻴﻨﻘﻠﻭﻥ ﺍﻟﺒﻀﺎﺌﻊ ﻤﻥ ﺇﻗﻠﻴﻡ ﻵﺨﺭ‬ ‫ﻭﻴﺼﻌﺏ ﺤﻤل ﺍﻟﻨﻘﻭﺩ ﺍﻟﻤﻌﺩﻨﻴﺔ، ﻭﻴﺘﻌﺫﺭ ﺤﻤﺎﻴﺘﻬﺎ ﻤـﻥ ﻤﺨـﺎﻁﺭ‬ ‫ﺍﻟﻁﺭﻴﻕ، ﻟﺫﻟﻙ ﺍﺒﺘﻜﺭ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﻁﺭﻴﻘﺔ " ﺍﻟﺴﻔﺘﺠﺔ " ﺃﻭ " ﺍﻟﺴﻔﺎﺘﺞ ﻭﺍﻟﺼﻜﻭﻙ‬ ‫" ﻭﻫﻲ ﺃﺴﻤﺎﺀ ﻓﺎﺭﺴﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﺎﻟﺏ. ﻭﻴﺫﻜﺭ ﺍﻟﻤﺅﺭﺨﻭﻥ ﺃﻥ ﺃﺤـﺩ ﺍﻟﻌﻠﻤـﺎﺀ‬ ‫ﺴﺎﻓﺭ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﻨﺩﻟﺱ ﻭﻤﻌﻪ ﺴﻔﺘﺠﺔ ﻭﺨﻤﺴﺔ ﺁﻻﻑ ﺩﺭﻫﻡ ﻨﻘﺩﺍ. ﻭﻴﺤﻜﻰ ﻋـﻥ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻨﺎﺼﺭ ﺨﺴﺭﻭ ﺍﻟﺭﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﻔﺎﺭﺴﻲ ﺃﻨﻪ ﻟﻤﺎ ﺨﺭﺝ ﻤﻥ ﺃﺴﻭﺍﻥ ﺒﻤﺼﺭ، ﺃﺨـﺫ‬ ‫ﺨﻁﺎﺒﺎ ﻤﻥ ﺼﺩﻴﻕ ﻟﻪ ﻜﺘﺒﻪ ﺇﻟﻰ ﻭﻜﻴﻠﻪ ﻓﻲ ﻋﻴﺫﺍﺏ ﺒﺄﻥ ﻴﻌﻁﻲ ﻨﺎﺼﺭﺍ ﻜـل‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﺍﻨﻅﺭ ﺃﻴ ‪‬ﺎ: ﺠﻭﺭﺠﻲ ﺯﻴﺩﺍﻥ، ﺘﺎﺭﻴﺦ ﺍﻟﺘﻤﺩﻥ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ، ﻤﺭﺠﻊ ﺴﺎﻟﻑ ﺍﻟـﺫﻜﺭ، ﺹ‬ ‫ﻀ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺹ ٣٤١، ٤٤١.‬
  • 35. ‫ﻤﺎ ﻴﺭﻴﺩ، ﻭﻴﺄﺨﺫ ﻤﻨﻪ ﻤﺴﺘﻨﺩﺍ ﻟﻴﻀﺎﻑ ﺇﻟﻰ ﺤﺴﺎﺏ ﺍﻟﺼﺩﻴﻕ )٢١(، ﻭﻜـﺫﻟﻙ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺃﺭﺴل ﺍﻹﺨﺸﻴﺩ ﺼﺎﺤﺏ ﻤﺼﺭ ﺇﻟﻰ ﻨﺎﺌﺒﻪ ﺒﺒﻐﺩﺍﺩ ﺴﻔﺎﺘﺞ ﺒﺜﻼﺜﻴﻥ ﺃﻟﻑ ﺩﻴﻨﺎﺭ‬ ‫ﻟﻴﺴﻠﻤﻬﺎ ﻟﻠﻭﺯﻴﺭ ﺍﺒﻥ ﻤﻘﻠﺔ ﺃﻴﺎﻡ ﺃﻥ ﻜﺎﻥ ﻤﺼﺭﻭﻓﺎ. ﻭﻜﺎﻥ " ﺍﻟﺼـﻙ " ﻫـﻭ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﺍﻵﺨﺭ ﻤﻥ ﻭﺴﺎﺌل ﺍﻟﻤﻌﺎﻤﻼﺕ ﺍﻟﻤﺎﻟﻴﺔ. ﻭﻫﻭ ﻓﻲ ﺍﻷﺼل ﺴﻨﺩ ﺍﻟﺩﻴﻥ، ﻭﻜﺎﻥ‬ ‫ﺍﻟﺭﺠل ﺇﺫﺍ ﺍﺸﺘﺭﻯ ﻋﻘﺎﺭﺍ ﻜﺘﺏ ﺼﻜﺎ ﺒﺸﺭﺍﺌﻪ، ﻭﻴﻘﻭل ﻓﻴﻪ :" ﺼﻙ ﻓـﻼﻥ‬ ‫ﹰ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻋﻠﻰ ﻓﻼﻥ ﻜﺫﺍ.. ". ﻭﺘﺩل ﺍﻟﺸﻭﺍﻫﺩ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻭﺭﻕ ﻓـﻲ ﺫﻟـﻙ‬ ‫ﺍﻟﻌﺼﺭ ﻗﺩ ﺒﻠﻎ ﺇﻟﻰ ﻤﺴﺎﻓﺔ ﻜﺒﻴﺭﺓ ﻓﻲ ﻭﺴﻁ ﺍﻟﺼﺤﺭﺍﺀ ﺍﻟﻜﺒـﺭﻯ. ﻭﻜـﺎﻥ‬ ‫ﺍﻟﺼﻙ ﺒﺎﻟﻌﺭﺍﻕ ﺃﺸﺒﻪ ﺒﺎﻟﺸﻴﻙ ﺍﻟﺭﺴﻤﻲ ﻋﻨﺩﻨﺎ، ﻭﻜﺎﻥ ﻟﻠﺠﻬﺒﺫ ) ﺍﻟﺘﺎﺠﺭ ( ـ‬ ‫ﻤﻊ ﻭﺠﻭﺩ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺼﻜﻭﻙ ـ ﺸﺄﻥ ﻜﺒﻴﺭ، ﺨﻼل ﺍﻟﻘﺭﻥ ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ ﺍﻟﻬﺠﺭﻱ.‬ ‫ﻭﻴﺤﺩﺜﻨﺎ ﻨﺎﺼﺭ ﺨﺴﺭﻭ ﺃﻨﻪ ﻜﺎﻥ ﺒﺴﻭﻕ ﺍﻟﺼﺭﺍﻓﻴﻥ ﺒﻤﺩﻴﻨﺔ ﺃﺼﻔﻬﺎﻥ‬ ‫ﻤﺎﺌﺘﺎ ﺼﺭﺍﻑ، ﻭﻜﺎﻨﻭﺍ ﺠﻤﻴ ‪‬ﺎ ﻴﺠﻠﺴﻭﻥ ﻓﻲ ﺴﻭﻕ ﻭﺍﺤﺩ ﻴﺴـﻤﻰ " ﺴـﻭﻕ‬ ‫ﻌ‬ ‫ﺍﻟﺼﺭﺍﻓﻴﻥ " ﻭﻟﻡ ﻴﻜﻥ ﻋﻥ ﺍﻟﺼﺭﺍﻑ ﻏﻨﻰ ﻓﻲ ﺴﻭﻕ ﺍﻟﺒﺼﺭﺓ ﺤﻭﺍﻟﻲ ﻋﺎﻡ‬ ‫٠٠٤ ﻫـ ـ ٠١٠١ ﻡ. ﻓﻘﺩ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻌﻤل ﺒﻬﺫﺍ ﺍﻟﺴﻭﻕ ﺃﻥ ﻜل ﻤـﻥ ﻤﻌـﻪ‬ ‫ﻤﺎل، ﻴﻌﻁﻴﻪ ﻟﻠﺼﺭﺍﻑ ﻭﻴﺄﺨﺫ ﻤﻨﻪ ﺭﻗﺎﻋﺎ، ﺜﻡ ﻴﺸﺘﺭﻱ ﻤﺎ ﻴﻠﺯﻤﻪ ﻭﻴﺤـﻭل‬ ‫‪‬‬ ‫ﺜﻤﻨﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﺭﻑ، ﻭﻻ ﻴﻌﻁﻭﻥ ﺸﻴﺌﺎ ﻏﻴﺭ ﺭﻗﺎﻉ ﺍﻟﺼﺭﺍﻑ ﻁﺎﻟﻤﺎ ﻜﺎﻨﻭﺍ‬ ‫ً‬ ‫ﺒﺎﻟﻤﺩﻴﻨﺔ )٣١(.‬ ‫)٢١( ﺁﺩﻡ ﻤﻴﺘﺯ، ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﺓ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﻥ ﺍﻟﺭﺍﺒﻊ ﺍﻟﻬﺠـﺭﻱ، ﺍﻟﺠـﺯﺀ ﺍﻟﺜـﺎﻨﻲ،‬ ‫ﺘﺭﺠﻤﺔ ﻤﺤﻤﺩ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻬﺎﺩﻱ ﺃﺒﻭ ﺭﻴﺩﺓ، ﻤﻁﺒﻌﺔ ﻟﺠﻨـﺔ ﺍﻟﺘـﺄﻟﻴﻑ ﻭﺍﻟﺘﺭﺠﻤـﺔ ﻭﺍﻟﻨﺸـﺭ،‬ ‫ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ، ١٤٩١، ﺹ ﺹ ٩١٣ ـ ١٢٣. ﻭﺍﻨﻅﺭ ﺃﻴ ‪‬ﺎ:‬ ‫ﻀ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺩ. ﻤﺤﻤﺩ ﺃﻤﻴﻥ ﺼﺎﻟﺢ، ﺍﻟﻨﻅﺭﺓ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ ﻓﻲ ﻤﺼﺭ ﻭﺍﻟﺸﺎﻡ ﻓﻲ ﺼـﺩﺭ ﺍﻹﺴـﻼﻡ،‬ ‫ﻤﻜﺘﺒﺔ ﺴﻌﻴﺩ ﺭﺃﻓﺕ، ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ، ١٧٩١، ﺹ ﺹ ٨٧٢ ـ ٩٧٢.‬ ‫)٣١( ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ، ﺹ ١٢٣.‬
  • 36. ‫ﺜﺎﻨﻴﺎ: ﺍﻟﺘﺭﺍﺙ ﺍﻟﺸﻌﺒﻲ ﻭﺍﻟﻌﻤﻠﺔ:‬ ‫‪‬‬ ‫ﻴﻌﺘﻤﺩ ﺍﻟﺘﺭﺍﺙ ﺍﻟﺸﻌﺒﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻤﻠﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﺜﻴﺭ ﻤﻥ ﻋﻨﺎﺼﺭﻩ، ﻭﻫﻭ‬ ‫ﻴﺴﺘﺨﺩﻤﻬﺎ ﺤﻴﻨﺎ ﻟﻠﺘﻌﺒﻴﺭ ﻋﻥ ﺍﻟﻤﻜﺎﻨﺔ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻟﺤﺎﺌﺯﻫﺎ، ﻜﻤﺎ ﻴﺴﺘﺨﺩﻤﻬﺎ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﺤﻴﻨﺎ ﺁﺨﺭ ﻟﺘﻨﻤﻴﻁ ﺍﻟﺴﻠﻭﻙ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺴﺭ ﻭﺍﻟﻴﺴﺭ ﻭﺘﺤﺩﻴﺩﻩ ﻓﻲ ﺤﺎﻟﺘﻲ ﺍﻟﻔﻘـﺭ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻭﺍﻟﻐﻨﻰ، ﺇﻀﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﺴﺘﺨﺩﺍﻤﻬﺎ ﻓﻲ ﺤﺎﻻﺕ ﺍﻟﻭﻗﺎﻴـﺔ ﻤـﻥ ﺍﻟﻤـﺭﺽ ﺃﻭ‬ ‫ﺍﻟﻌﻼﺝ ﻤﻨﻪ، ﻤﻥ ﺨﻼل ﺍﻟﻤﻤﺎﺭﺴﺎﺕ ﺍﻻﻋﺘﻘﺎﺩﻴﺔ.‬ ‫ﻭﺍﻟﻭﺍﻗﻊ ﺇﻥ ﺍﻋﺘﻤﺎﺩ ﺒﻌﺽ ﻋﻨﺎﺼﺭ ﺍﻟﺘﺭﺍﺙ ﺍﻟﺸﻌﺒﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻤﻠﺔ،‬ ‫ﻫﻭ ﺍﻻﺴﺘﻔﺎﺩﺓ ﻤﻥ ﺍﻟﻁﺎﺒﻊ ﺍﻟﺭﻤﺯﻱ ﻟﻬﺎ ـ ﻤﻥ ﺨﻼل ﻗﻴﻤﺘﻬﺎ ـ ﻭﺃﻫﻤﻴﺘﻬـﺎ‬ ‫ﻓﻲ ﺇﺸﺒﺎﻉ ﺤﺎﺠﺎﺕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ، ﻋﻼﻭﺓ ﻋﻠﻰ ﺃﻨﻬﺎ ﻭﺴﻴﻠﺔ ﺘﺒﺎﺩﻟﻴـﺔ ﺃﺴﺎﺴـﻴﺔ،‬ ‫ﻴﻌﺭﻓﻬﺎ ﺠﻤﻴﻊ ﻓﺌﺎﺕ ﻭﻁﺒﻘﺎﺕ ﺍﻟﺸﻌﺏ ﻓﻲ ﺃﻱ ﻤﺠﺘﻤﻊ ﺇﻨﺴـﺎﻨﻲ، ﻴﻌﺭﻓﻬـﺎ‬ ‫ﺍﻟﺼﻐﻴﺭ ﻭﺍﻟﻜﺒﻴﺭ، ﻭﺍﻟﻐﻨﻲ ﻭﺍﻟﻔﻘﻴﺭ، ﻭﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻡ ﻭﻏﻴﺭ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻡ، ﻭﻗﺎﻁﻥ ﺍﻟﻘﺭﻴﺔ‬ ‫ﻭﺴﺎﻜﻥ ﺍﻟﻤﺩﻴﻨﺔ ﻭﺍﻟﻤﻘﻴﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺎﺩﻴﺔ. ﻭﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻓﺈﻥ ﺍﺴﺘﺨﺩﺍﻡ ﺍﻟﻌﻤﻠﺔ ﺇﺫﻥ ـ‬ ‫ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺭ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺭﻤﺯﻴﺔ ـ ﻴﺤﻅـﻰ ﺒﺎﻟـﺫﻴﻭﻉ ﻭﺍﻻﻨﺘﺸـﺎﺭ‬ ‫ﻭﻴﻭﺴﻊ ﻗﺎﻋﺩﺓ ﻓﻬﻡ ﺍﻟﻌﻨﺼﺭ ﺍﻟﺘﺭﺍﺜﻲ ﻭﻤﻤﺎﺭﺴﺘﻪ.‬ ‫ﻭﺴﻨﺤﺎﻭل ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ ﺍﻟﺴﺭﻴﻌﺔ ﺍﺴﺘﻌﺭﺍﺽ ﺒﻌﺽ ﻋﻨﺎﺼـﺭ‬ ‫ﺍﻟﺘﺭﺍﺙ ﺍﻟﺸﻌﺒﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺤﻭﻱ ﻓﻲ ﻤﻀﻤﻭﻨﻬﺎ ﻭﺃﻟﻔﺎﻅﻬﺎ ﺒﻌﺽ ﻓﺌﺎﺕ ﺍﻟﻌﻤﻠﺔ.‬ ‫ﻭﻴﺄﺘﻲ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺱ ﻫـﺫﻩ ﺍﻟﻌﻨﺎﺼـﺭ ﺍﻷﻤﺜـﺎل ﺍﻟﺸـﻌﺒﻴﺔ. ﻭﺍﻟﻤﻤﺎﺭﺴـﺎﺕ‬ ‫ﺍﻻﻋﺘﻘﺎﺩﻴﺔ.‬
  • 37. ‫) ١ ( ﺍﻷﻤﺜﺎل ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ:‬ ‫١- " ﺍﺸﺘﺭﻯ ﺒﺩﺭﻫﻡ ﺒﻠﺢ ﺒﻘﻰ ﻟﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻲ ﻨﺨل " ﻭﻴﻀﺭﺏ ﻟﻠﺩﻻﻟـﺔ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﻤﻥ ﻴﺤﻭﺯ ﺍﻟﻘﻠﻴل ﻓﻴﺘﺫﺭﻉ ﺒﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﺩﻋﺎﺀ ﺍﻟﻜﺜﻴﺭ )٤١(.‬ ‫٢- " ﺍﻟﻌﺏ ﺒﺎﻟﻤﺠﺭ ﻟﻤﺎ ﻴﺠﻴﻙ ﺍﻟﺒﻨﺩﻗﻲ " ﻭﺍﻟﻤﺠـﺭ ﺩﻴﻨـﺎﺭ ﺍﻟﻤﺠـﺭ،‬ ‫ﻭﺍﻟﺒﻨﺩﻗﻲ ﺩﻴﻨﺎﺭ ﺍﻟﺒﻨﺩﻗﻴﺔ ﻭﻫﻭ ﺃﺠﻭﺩ ﻤﻥ ﺩﻴﻨـﺎﺭ ﺍﻟﻤﺠـﺭ ﺫﻫ ‪‬ـﺎ،‬ ‫ﺒ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺃﺭﺽ ﺒﻤﺎ ﻗﺴﻡ ﻟﻙ ﺤﺘﻰ ﺘﺠﻲﺀ ﺍﻟﺴﻌﺔ )٥١(.‬ ‫٣- " ﺍﻟﻌﺏ ﺒﺎﻟﻤﻘﺼﻭﺹ ﻟﻤﺎ ﻴﺠﻴﻙ ﺍﻟـﺩﻴﻭﺍﻨﻲ "، ﻭﺍﻟﻤﻌﻨـﻰ ﺍﻟﻌـﺏ‬ ‫ﺒﺎﻟﺩﻴﻨﺎﺭ ﻴﻘﺹ ﻤﻨﻪ ﻓﻴﻨﻘﺹ، ﻭﺍﺭﺽ ﻤﺎ ﺩﻤﺕ ﻻ ﺘﺠﺩ ﺴﻭﺍﻩ ﺤﺘﻰ‬ ‫ﻴﺄﺘﻴﻙ ﺍﻟﺩﻴﻨﺎﺭ ﺍﻟﺩﻴﻭﺍﻨﻲ ﺍﻟﻜﺎﻤل، ﻭﻫﻤﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﻤﻼﺕ ﺍﻟﺴﺎﺌﺩﺓ ﺁﻨﺫﺍﻙ‬ ‫)٦١(.‬ ‫٤- " ﺍﻟﺩﺭﺍﻫﻡ ﻤﺭﺍﻫﻡ ﺘﺨﻠﻲ ﻟﻠﻤﻘﺩﺍﺭ ﻋﻭﻴل ﻭﺒﻌﺩ ﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﺒﻜﺭ ﺴـﻤﻭﻩ‬ ‫ﺍﻟﺤﺎﺝ ﺒﻜﺎﺭ ". ﻭﻓﻲ ﺫﻟﻙ ﻴﻘﻭل ﺍﻟﺸﺎﻋﺭ )٧١(:‬ ‫ﺇﻥ ﺍﻟﺩﺭﺍﻫﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻭﺍﻁﻥ ﻜﻠﻬﺎ‬ ‫ﺘﻜﺴﻭ ﺍﻟﺭﺠﺎل ﻤﻬﺎﺒﺔ ﻭﺠﻤﺎﻻ.‬ ‫ﹰ‬ ‫٥- " ﺍﻟﺩﺭﻫﻡ ﺍﻷﺒﻴﺽ ﻴﻨﻔﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﻴﻭﻡ ﺍﻷﺴﻭﺩ "، ﻭﻴﺭﻭﻱ " ﺍﻟﻤﻴـﺩﻱ "‬ ‫ﻭﻫﻭ ﺍﻟﺩﺭﻫﻡ ﺍﻟﻤﺅﻴﺩﻱ ﻨﺴﺒﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﻠﻁﺎﻥ ﺍﻟﻤﺅﻴـﺩ ﺸـﻴﺦ ﺃﺤـﺩ‬ ‫)٤١( ﺃﺤﻤﺩ ﺘﻴﻤﻭﺭ، ﺍﻷﻤﺜﺎل ﺍﻟﻌﺎﻤﻴﺔ، ﻁ ٣، ﻤﻁﺎﺒﻊ ﺍﻷﻫـﺭﺍﻡ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻴـﺔ، ﺍﻟﻘـﺎﻫﺭﺓ.‬ ‫٠٧٩١، ﺹ ٣٢.‬ ‫)٥١( ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ، ﺹ ٩٣.‬ ‫)٦١( ﻨﻔﺱ ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ، ﻭﻨﻔﺱ ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ.‬ ‫)٧١( ﺍﻷﻤﺜﺎل ﺍﻟﻌﺎﻤﻴﺔ، ﺹ ٠١٢.‬
  • 38. ‫ﺴﻼﻁﻴﻥ ﻤﺼﺭ، ﻜﻤﺎ ﻴﺭﻭﻱ " ﺍﻟﻘﺭﺵ "، ﻭﻴﺭﻭﻱ " ﺍﻟﺠﺩﻴﺩ " ﻭﻫﻭ‬ ‫ﻨﻭﻉ ﺁﺨﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﻤﻠﺔ ﺍﻟﻤﺼﺭﻴﺔ ﻗﺒﻠﺌﺫ )٨١(.‬ ‫٦- " ﺍﻟﻔﻠﻭﺱ ﺯﻱ ﺍﻟﻌﺼﺎﻓﻴﺭ ﺘﺭﻭﺡ ﻭﺘﻴﺠﻲ " ﺃﻱ ﺘﺫﻫﺏ ﻤـﻥ ﺍﻟﻴـﺩ‬ ‫ﻜﺎﻟﻌﺼﺎﻓﻴﺭ ﻓﻲ ﻁﻴﺭﺍﻨﻬﺎ ﺜﻡ ﻴﺄﺘﻲ ﻏﻴﺭﻫﺎ )٩١(.‬ ‫٧- " ﻋﻠﻰ ﻗﺩ ﻓﻠﻭﺴﻙ ﻁﻭﺡ ﺭﺠﻠﻴﻙ " ﺃﻱ ﺘﺄﺭﺠﺢ ﻓـﻲ ﺍﻷﺭﺠﻭﺤـﺔ‬ ‫ﺒﻘﺩﺭ ﻤﺎ ﺃﻋﻁﻴﺕ ﺼﺎﺤﺒﻬﺎ ﻤﻥ ﺍﻷﺠﺭ )٠٢(.‬ ‫٨- " ﺍﻟﻘﺭﺵ ﻴﻠﻌﺏ ﺍﻟﻘﺭﺩ " ﺃﻱ ﺘﻌﻴﻥ ﺍﻟﻨﻘﻭﺩ ﻋﻠﻰ ﻜل ﺸﻲﺀ )١٢(.‬ ‫٩- " ﻤﺴﻠﺔ ﺒﻌﺸﺭﺓ ﺘﻔﻠﺱ ﺤﻤﺎﺭ " ﺃﻱ ﻤﺴﻠﺔ ﺒﻌﺸﺭﺓ ﻨﻘﺩ ﻤﻥ ﺍﻟﻔﻠـﻭﺱ‬ ‫ﺍﻟﻨﺤﺎﺱ، ﺘﻌﺠﺯ ﺒﻬﺎ ﻤﺎﺌﺔ ﺤﻤﺎﺭ ﻤﻥ ﺴﺭﻋﺔ ﺍﻟﺴﻴﺭ )٢٢(.‬ ‫" ﻫﻴﻥ ﻗﺭﺸﻙ ﻭﻻ ﺘﻬﻴﻥ ﻨﻔﺴﻙ "، ﺃﻱ ﺍﺩﻓﻊ ﻋﻨﻙ ﺍﻹﻫﺎﻨﺔ‬ ‫٠١-‬ ‫ﺒﺎﻟﺒﺫل )٣٢(.‬ ‫)٤٢(‬ ‫ﻭ"‬ ‫" ﻴﺎ ﺸﺎﺭﻱ ﺍﻟﺨﺒﺭ ﺒﺸﺭﻴﻔﻲ ﺒﻜﺭﻩ ﻴﺒﻘﻰ ﺒﺒﻼﺵ "‬ ‫١١-‬ ‫ﺍﻟﺸﺭﻴﻔﻲ " ﺃﻱ ﺍﻷﺸﺭﻓﻲ ﻭﻫﻭ ﺍﻟﻌﻤﻠﺔ ﺍﻟﻨﻘﺩﻴﺔ ﺍﻟﻤﻨﺴﻭﺒﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻠﻙ‬ ‫ﺍﻷﺸﺭﻑ.‬ ‫)٨١( ﺭﺍﺠﻊ ﺃﺤﻤﺩ ﺘﻴﻤﻭﺭ، ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ، ﺹ ١١٢ ﻭﺹ ٩٧٣ ﻭ ٣٨٤.‬ ‫)٩١( ﻨﻔﺱ ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺼﻔﺤﺎﺕ ٥٩٣‬ ‫)٠٢( ﻨﻔﺱ ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺼﻔﺤﺎﺕ ٧٢٣‬ ‫)١٢( ﻨﻔﺱ ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺼﻔﺤﺎﺕ ٧٩٣‬ ‫)٢٢( ﻨﻔﺱ ﺍﻟﻤﺼﺩﺭ، ﺼﻔﺤﺔ ٧٥٤‬ ‫)٣٢( ﻨﻔﺱ ﺍﻟﻤﺼﺩﺭ، ﺼﻔﺤﺔ ٦٩٤‬ ‫)٤٢( ﻨﻔﺱ ﺍﻟﻤﺼﺩﺭ، ﺼﻔﺤﺔ ٩,٥‬