SlideShare una empresa de Scribd logo
1 de 4
نشرية تربوية من إعداد تلاميذ السادسة ابتدائي بمدرسة بوزويتة –قصرهلال-العدد1ص1 نوفمبر 2010إشراف سمية الخفي 1
لا تحرموا أنفسكم إن النعمة الكبرى والخير العميمالذى يملأ البيت بركة هو فى وجود الأبوين بين أفراد الأسرة .. فلا تحرموا أنفسكم من تلك النعمة الكبرى .. ولا تقلدوا مجتمعات أخرى لها تقاليدها التى تحرمها من حميمية التآلف والتراحم والتواد .. احذروا...لا تكونوا مثلهم يفكر بعض الأبناء بإيداع "بركة البيوت.. وشموعها" آباء وأمهات ربوا وتعبوا وبنوا وأسسوا في دور المسنين بحجة أن ما يقدم في تلك الدور أفضل وأشمل من الرعاية التي تقدم في المنزل متناسين حاجة هؤلاء الكبار للحب والعطف والحنان وبما يخفف عنهم ما يعانونه من عجز أو مرض.. وكم حزنت وذرفت دموعي على ذاك الذي ترك والدته في دار المسنين ولم يعد لتلك الدار إلا لاستلام جثمانها رغم توسلاتها والى الرمق الأخير من أجل رؤية ابنها أو أحد أحفادها.. ولكن هيهات. بعد أن كانت نسبة المسنين تمثل 4,1 بالمائة سنة 1956، أصبحت اليوم تمثل 9,7بالمائة من مجموع السكان سنة 2008 و من المتوقع أن ترتفع هذه النسبة إلى 11 بالمائة سنة 2014. في حين يفوق مؤمل الحياة  عند الولادة 74 سنة. ومن المرتقب حسب الإسقاطات السكانية أن ترتفع نسبة المسنين في تونس إلى 15 بالمائة من مجموع السكان سنة2020 و 7, 17 بالمائة سنة 2029 . كما أن مؤمل الحياة عند الولادة سيصل إلى 78,4 سنة. إن تطور ظروف العيش ونوعية الحياة أدى إلى ارتفاع معدل أمل الحياة عند الولادة وبالتالي ارتفاع نسبة المسنين  في البلاد التونسية  علامات الشيخوخة هي قصر القامة وانخفاض في المحتوي العضلي للجسم والشعر الأبيض وتجاعيد البشرة وضعف التناسق العضلي  وفقد الأسنان. ضعف الرغبة في العمل والاكتئاب والوحدة وضعف المصادر المالية.ويبدأ قوام المسن وانحناءات ظهره الطبيعية في التدهور حيث تتحرك الرأس للأمام ويزيد انحناء الفقرات الصدرية ويختفي الانحناء الأمامي للفقرات القطنية وتبدأ الركبتان في الانثناء وكل هذه الأوضاع الخاطئة تغير من ميكانيكية أجزاء الجسم وتؤدى إلي آلام واستهلاك زائد للطاقة. المسنون هم آباؤنا ... أمهاتنا....!!!! يوماً ما سنكون مثلهم....ليتخيل كل واحد منا أنه في العمر 90 عاماً.... ليتخيل تلك الأحاسيس....!!!تلك الآلام والتي عادة ما تخرج ولا نراها.... لكن يحس بها فقط المسنون....المسنون لهم الفضل بعد الله على تربيتهم لنا وتنشئتنا التنشئة الصحيحةالسليمة ...... بعضنا لا يحسن التصرف مع المسنين !!! وقد يرجع ذلك سوءفهمهم الفهم الصحيح....  نشرية تربوية من إعداد تلاميذ السادسة ابتدائي بمدرسة بوزويتة –قصرهلال-العدد1ص1 نوفمبر 2010إشراف سمية الخفي = هل تعلم أن : عدد المسنين  60 سنة فما فوق  :   400 . 926 مسن ومسنة يمثل المسنون في تونس9.3%  من مجموع  السكان إناث : 100. 463 ذكور  : 300 .463 60 ـ 64 سنة : 609 . 252 65-69 سنة : 823 . 239 70 ـ 74 سنة : 448 . 197 75 ـ 79 ـ  سنة : 786 . 118 80 سنة  فما فوق : 780 . 117 نسبة عدد المسنين  النشيطين : 756 . 124 عدد مستعملي  الهاتف الجوال: 600 . 34 عدد مستعملي الأنترنات : 700 . 1 عدد المتقاعدين : 362 . 326 التغطية  الاجتماعية 87% كبار السن من الآباء والأمهات نعمة من الله عز وجل منحنا إياها.. ولن نعرف قدر هذه النعمة حتى يرحلوا عن دنيانا.. عندها لن يفيد الندم.. ولا اجترار الذكريات.. ولا الحزن على ما فات. فالآباء والأمهات شموع مضيئة في منازلنا وبركة من العزيز الحكيم.. وقد حدد الله عز وجل طريقة التعامل معهم وقرنها بعبادته .قال تعالى (وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما وأخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب أرحمهما كما ربياني صغيرا) كبار السن يحتاجون إلى الرعاية والحب والعطف والحنان من أبنائهم وذويهم في مرحلة من العمر ينتظرون فيها جزاء ما قدموه طيلة حياتهم.. لا أن يقابلوا بالعقوق والجحود والنكران.. والمعاملة السيئة من الأبناء والأحفاد.. أو الوصول معهم لمرحلة لا إنسانية بتسليمهم لدور المسنين تحت أي ذريعة. 2
* تدهورت أوضاعه المادية فتخلّوا عنهعم الطاهر... سنّه تجاوز السبعين وهو أصيل مدينة جمّال من ولاية المنستير يقول انه سبق له الزواج مرتين كما أنه طلّق مرتين وأنجب من زيجته الثانية بنتا لها من العمر 21 سنة... سامح الله الزمان والنساء...يؤكد عم الطاهر أنه هاجر إلى ألمانيا حيث عمل هناك لمدة تزيد عن 20 سنة وأثناء العطلة الصيفية كان يعود إلى مسقط رأسه ولما كانت أوضاعه المادية طيبة كان أقاربه يتقرّبون منه ويزورونه وكان لا يبخل عليهم بالهدايا التي يحملها إليهم من ألمانيا وكانت علاقته حسنة بأخته... ومنذ 3 سنوات يضيف: فقدت البصر وتدهورت أوضاعي الصحية والمادية تبعا لذلك وهو ما جعل أختي تتغيّر في سلوكها نحوي ولم تعد ترغب في بقائي بمنزلها فاتصلت بالمرشدة الاجتماعية بالجهة التي عاينت وضعي وأعانتني على الالتجاء لجمعية رعاية المسنين. * تبخرت حصيلة العمرالعم سالم هو شيخ تجاوز الستين وينحدر من إحدى معتمديات ولاية المنستير عمل بالجيش الفرنسي قبل الاستقلال وكان يتمتع بمنحة مالية من قبل السلط الفرنسية. لم يسبق له الزواج وقد استغلت أخته جهله للقراءة والكتابة ودفعته إلى الإمضاء على وثائق وأخذت منه مبلغا ماليا يقارب 110 مليونا من مليماتنا بعد إيهامه بفتح مشروع باسمه ثم تنكرت له، فساءت أوضاعه المادية وتحول بين عشية وضحاها من صاحب ثروة إلى شخص لا يجد ثمن خبزة. الخالة زينة لها 80 سنة تقريبا وهي تنحدر من إحدى معتمديات ولاية سليانة قالت لنا أن زوجها توفي منذ 40 سنة وترك لها 3 أبناء،ولدان توفّيا منذ سنوات  وبنتا لديها الآن 35 سنة متزوجة ولها ابن معوق. تقول الخالة زينة أنه بعد وفاة زوجها ولم يترك لها من حطام  الدنيا سوى المحل الذي كانت تسكن به وقعت لها مشاكل وخلافات مع أبناء زوجها من زيجته الأولى حيث وقع طردها هي وابنتها  من المحل وهذه المشاكل أثرت على أعصابها وقد أقامت بمستشفى الأمراض العقلية «الرازي» وهي تقيم بدار المسنين منذ قرابة العام ونصف. الشيخ عمران من مواليد 1930 وأصيل ولاية باجة سألناه عن الظروف التي أدت إلى العيش بدار المسنين فأجابنا أنه عاش في الفيتنام أكثر من 20 سنة حيث عمل في صفوف الجيش الفرنسي بعد الحرب العالمية الثانية وشارك في الحرب الهند الصينية وحارب في كمبوديا والفيتنام. وهنالك تعرّف على سيدة فيتنامية فأحبها وتزوجها وفي سنة 1960 عاد إلى مسقط رأسه باجة صحبة زوجته وعمل سائق سيارة لدى أحد الخواص وبعد 10 سنوات من الاستقرار فوجئ بتغيب زوجته ثم وصلته رسالة منها بعد مدة تعلمه فيها بعدم رغبتها في مواصلة العيش معه ببلده وأنها عادت الى الفيتنام.يقول العم عمران: لم  أنجب أبناء من هذه الزيجة، ليس لي إخوة وحتى  أعمامي انشغلوا بحياتهم الخاصة ومع تقدمي في السن وإصابتي بعدة أمراض وجدت نفسي وحيدا  وغير قادر على العيش بمفردي "لم أعد أشعر بالوحدة.. فكلهم إخواني وأخواتي.. جعلوني أنسى أن لي أبناء... وأقارب.. صاروا كل شيء في حياتي.." هذه العبارات صدرت عن الحاجة خديجة المقيمة بإحدى مراكز العناية بالمسنين وهذا الوصف يناسب الشيوخ الموجودين في المركز من نساء ورجال حيث استطاعت المراكز المخصصة للمسنين فئ تونس بفضل ما توفره من عناية وحسب تعبيرهم من اعتبارها "البيت السعيد" لما في لمة "البيت" من ألفة وانسجام وتآزر وتوفير كل مرافق العيش الكريم وقد عبرت الحاجة خديجة بأن المركز أصبح يغنيها عن زياراتها لأقاربها فصار كل أفراده جزءا من أسرة كبيرة وفى ذلك تقول "وجدت الأب والأخت والأم والصديقة والجارة فلم أعد أحتاج إلى أي فرد خارج إطار هذاالمركز.." "عم بشير " (70 سنة) -موظف سابق ترك مسكنه قبل 10 سنوات؛ للإقامة في الدار بعدما تزوج فتاة تصغره بـ30 عاما، لترحمه من الوحدة التي كان يعيش فيها بعد وفاة زوجته الأولى والتي لم ينجب منها، ولكن الفتاة استغلّت طيبة "عم بشير"، وحصلت منه على تنازل عن الشقة، وطردته منها شر طردة، وضغطت عليه بطلب الطلاق فقام بتنفيذه.ولم يشعر "عم بشير" بالراحة عندما ذهب للإقامة عند أخيه، الذي يسكن هو وأبناؤه الخمسة في شقة ضيقة بعقار مجاور له فاختار الذهاب إلى دار المسنّين ليقضي بقيّة عمره هناك. اعلم أنّ عدد مراكز رعاية المسنين:في تونس يبلغ 11 مركزا تسيرهم جمعيات رعاية المسنين، موزعين على كامل تراب الجمهورية التونسية. وتقدر طاقة استيعابهم ب720 سرير فيهم الآن 694 مسن ومسنة.يتم اختيارهم وفقا لمجموعة من الشروط إذ يجب أن يكون سنه فوق الستين سنة و يكون مسنّا معوزا وليس لديه سند عائلي .كما يشترط أن يكون خاليا من الأمراض المعدية أو العقلية التي يمكن أن تهدد بقية المسنين وعمره يتجاوز الستين سنة. نشرية تربوية من إعداد تلاميذ السادسة ابتدائي بمدرسة بوزويتة –قصرهلال-العدد1ص3نوفمبر2010إشراف سمية الخفي 3
عبرة لمن يعتبر احتضر رجل الذي ولم يستطع أن ينطق الشهادتين فلما أُخبر الرسول الكريم بذلك قال آتوني بأمه .. فلما جاءت قال أكنت تأخذين عليه شيئًا .. قالت: لا. ولكنه كان يقدم زوجته عليَّ .. فقال لها سامحيه. فقالت: لا. فقال آتوني بنار لنحرقه .. حينئذ قالت: لا. لقد سامحته وعندئذٍ نطق الشهادتين. كن مثله تفز بالجنّة هو محاسب تزوج حديثًا وله أخ وأخت .. ولكن أمه تعيش معه .. حينما ذهب ليخطب زوجته قالوا لابد من شقة منفصلة بك .. فأتى بالشقة، قالوا لا نريد أمك مع ابنتنا قال هذه ابنتكم فلتظل معكم، أما أمي ففي سويداء القلب.. أمام إصراره رضخوا وزوجوه .. وبعد الزواج بدأت زوجته في تكدير أمه كي تجعلها تترك الشقة وتفر إلى ابنها أو ابنتها .. لكن إبراهيم يحكي عن تجربته ويقول: قلت لزوجتي حينما رأيت ذلك .. إن أمي أولاً وثانيًا وأنت ثالثًا .. وإذا خيّرت بينكما سأختار أمي فافسحي لها مكانًا سلمًا .. حتى لا أضطر إلى أن أفسح لها المكان عنوة .. أو أجعله لها هي وحدها .. ومن يومها وهي تشتري طاعة أمي .. وقد أنجبت ولدًا وبنتًا، وزوجتي تعمل ولولا أمي التي تفعل لنا كل شيء لكان وضعنا صعبًا. وفوق ذلك تفتح بيتي ليزورنا الأهل والأقارب ببركتها.. ولو لم تكن موجودة معي لحرمت من هذا الجو العائلي. الحاجة زينب 68 سنة ما أن لمحتنا نجلس في قاعة الاستقبال حتى قدمت مستبشرة ومداعبة زميلها المهندس عبد السلام قائلة : 'أراك لم تستعجل لتكمل الزواج مني' فرد عليها مازحًا' ما زال العمر طويلاً .. فلماذا العجلة ؟' ثم ضحك الجميع. كانت السيدة العجوز بشوشة ومنطلقة في الحديث بشكل لافت للنظر .. فهي تضفي علي المكان جواً خاصًا ولا تترك أحدًا يجلس وحيدًا دون أن يتحدث. تحدثت في كل شيء وعن أي شيء وضحكت ما شاء الله لها أن تضحك ولكني حينما سألتها لماذا جئت إلى هنا؟ وهل لك أولاد؟ تغير وجهها وتحول السرور والانشراح إلى كآبة ودموع وظلت الدموع تنهمر حتى انصرفنا. هي ثرية، ولديها من الأموال الكثير، وأبناؤها تجار، كل منهم له بيته وزوجته وأولاده، لم يتحملوها .. ولكنها كانت مثابرة، أرادت أن تفرض نفسها وتجد لها مكانًا في هذا الدفء الأسري فلم تستطع، وكانت المفاجأة أن حملوها بالسيارة دون رضاها .. قالوا لها سنذهب بك إلى أفخم دار للمسنين .. بكت وقالت: بل أريد أضيق حجرة في أصغر شقة مع أحدكم أو إحداكن .. ولكنها كانت تكلم نفسها بعد أن أغلقت قلوب أبنائها دونها. أين نحن منهم؟ أين الرفق بالآبـاء وبرهم؟! أين نحن من السلف الصالح؟! أين نحن من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟!أين نحن من ذلك الرجل الذي يقدم لوالديه الزاد والطعام قبل أن يقدمه لنفسه وهو في أشد الجوع, ولمّا تأخر في يوم من الأيام على أمهِ بالطعام وهي قد نامت ظل واقفاً حاملاً الزاد ولم يشأ أن يوقظها حتى استيقظت مع بزوغ الفجر قال تعالى: (( فإما يبلغن عندك الكــبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أفٍ ولا تنهرهما وقل لهما قولاً كريما)) أين نحن من هذه السطور الربانية والتي أبلغها الوحي إلى سيد الخلق كله؟! والتي يجب أن تكون دستور السلامة في الحياة البشرية الفانية. إن إحساس الشيخ الهرم بأنه منبوذ وغير مرغوب فيه هو إحساس خطير يدمر نفسيته في وقت هو أحوج لأن يعيش في دفء الأسرة بين الأبناء والأحفاد ويندمج معهم وينقل لهم خبرته ويتألم لألمهم ويفرح لفرحهم .. وتزداد حاجته إلى هذا الجو العائلي كلما تقدم في السن. فالجو العائلي في هذا التوقيت أقوى من أي دواء .. وإشراكه في أمور العائلة والأقارب وأصدقاء العائلة يخرجه بدرجة كبيرة من مشاكله وهمومه لينطلق إلى عالم أكبر. كما أن العناية الصحية .. سواء في الاهتمام بغذاء المسن أو إعطائه الدواء أو تنظيف ثيابه .. كل ذلك لا يمكن أن يتم على  الصورة المطلوبة إلا في الجو الأسري. نشرية تربوية من إعداد تلاميذ السادسة ابتدائي بمدرسة بوزويتة –قصرهلال-العدد1ص4 نوفمبر2010  -إشراف سمية الخفي 4 4

Más contenido relacionado

Destacado

H:\;كلانا ابوه النيل وامه مصر
H:\;كلانا ابوه النيل وامه مصرH:\;كلانا ابوه النيل وامه مصر
H:\;كلانا ابوه النيل وامه مصرaboomar1960
 
ورشة العمل
ورشة العملورشة العمل
ورشة العملia7lam
 
Efficient, fast and reliable backup and recovery solutions featuring IBM Prot...
Efficient, fast and reliable backup and recovery solutions featuring IBM Prot...Efficient, fast and reliable backup and recovery solutions featuring IBM Prot...
Efficient, fast and reliable backup and recovery solutions featuring IBM Prot...IBM India Smarter Computing
 
منطلقات النجاح
منطلقات النجاحمنطلقات النجاح
منطلقات النجاحbabyice99
 
Model transformations in the VIATRA2 framework
Model transformations in the VIATRA2 frameworkModel transformations in the VIATRA2 framework
Model transformations in the VIATRA2 frameworkIstvan Rath
 
Verbale comm 5 del 7 novembre 2013
Verbale comm 5 del 7 novembre 2013Verbale comm 5 del 7 novembre 2013
Verbale comm 5 del 7 novembre 2013GMarazzini
 
الأسس العلمية لكتابة رسائل الماجستير والدكتوراه
الأسس العلمية لكتابة رسائل الماجستير والدكتوراهالأسس العلمية لكتابة رسائل الماجستير والدكتوراه
الأسس العلمية لكتابة رسائل الماجستير والدكتوراهSalah Abdelsalam
 
Interneteko aurkezpena
Interneteko aurkezpenaInterneteko aurkezpena
Interneteko aurkezpenaAneMaite
 
Case study: Ving, Åsa Broberg, frukostseminarium hos Antrop 15 april 2010
Case study: Ving, Åsa Broberg, frukostseminarium hos Antrop 15 april 2010Case study: Ving, Åsa Broberg, frukostseminarium hos Antrop 15 april 2010
Case study: Ving, Åsa Broberg, frukostseminarium hos Antrop 15 april 2010Lotta Lindberg
 
Waha3
Waha3Waha3
Waha3myoon
 
Brazilian leadership oral skill class - daniel caldas
Brazilian leadership   oral skill class - daniel caldasBrazilian leadership   oral skill class - daniel caldas
Brazilian leadership oral skill class - daniel caldasDaniel Caldas
 

Destacado (19)

1222
12221222
1222
 
H:\;كلانا ابوه النيل وامه مصر
H:\;كلانا ابوه النيل وامه مصرH:\;كلانا ابوه النيل وامه مصر
H:\;كلانا ابوه النيل وامه مصر
 
ورشة العمل
ورشة العملورشة العمل
ورشة العمل
 
Efficient, fast and reliable backup and recovery solutions featuring IBM Prot...
Efficient, fast and reliable backup and recovery solutions featuring IBM Prot...Efficient, fast and reliable backup and recovery solutions featuring IBM Prot...
Efficient, fast and reliable backup and recovery solutions featuring IBM Prot...
 
منطلقات النجاح
منطلقات النجاحمنطلقات النجاح
منطلقات النجاح
 
Model transformations in the VIATRA2 framework
Model transformations in the VIATRA2 frameworkModel transformations in the VIATRA2 framework
Model transformations in the VIATRA2 framework
 
Verbale comm 5 del 7 novembre 2013
Verbale comm 5 del 7 novembre 2013Verbale comm 5 del 7 novembre 2013
Verbale comm 5 del 7 novembre 2013
 
الأسس العلمية لكتابة رسائل الماجستير والدكتوراه
الأسس العلمية لكتابة رسائل الماجستير والدكتوراهالأسس العلمية لكتابة رسائل الماجستير والدكتوراه
الأسس العلمية لكتابة رسائل الماجستير والدكتوراه
 
Ppt balaghoh kel iv
Ppt balaghoh kel ivPpt balaghoh kel iv
Ppt balaghoh kel iv
 
Sabar menghadapi musuh
Sabar menghadapi musuhSabar menghadapi musuh
Sabar menghadapi musuh
 
Interneteko aurkezpena
Interneteko aurkezpenaInterneteko aurkezpena
Interneteko aurkezpena
 
Case study: Ving, Åsa Broberg, frukostseminarium hos Antrop 15 april 2010
Case study: Ving, Åsa Broberg, frukostseminarium hos Antrop 15 april 2010Case study: Ving, Åsa Broberg, frukostseminarium hos Antrop 15 april 2010
Case study: Ving, Åsa Broberg, frukostseminarium hos Antrop 15 april 2010
 
Business
BusinessBusiness
Business
 
3
33
3
 
___________
  ___________  ___________
___________
 
Exportacion
ExportacionExportacion
Exportacion
 
Waha3
Waha3Waha3
Waha3
 
Ray connif saudade
Ray connif   saudadeRay connif   saudade
Ray connif saudade
 
Brazilian leadership oral skill class - daniel caldas
Brazilian leadership   oral skill class - daniel caldasBrazilian leadership   oral skill class - daniel caldas
Brazilian leadership oral skill class - daniel caldas
 

Revue

  • 1. نشرية تربوية من إعداد تلاميذ السادسة ابتدائي بمدرسة بوزويتة –قصرهلال-العدد1ص1 نوفمبر 2010إشراف سمية الخفي 1
  • 2. لا تحرموا أنفسكم إن النعمة الكبرى والخير العميمالذى يملأ البيت بركة هو فى وجود الأبوين بين أفراد الأسرة .. فلا تحرموا أنفسكم من تلك النعمة الكبرى .. ولا تقلدوا مجتمعات أخرى لها تقاليدها التى تحرمها من حميمية التآلف والتراحم والتواد .. احذروا...لا تكونوا مثلهم يفكر بعض الأبناء بإيداع "بركة البيوت.. وشموعها" آباء وأمهات ربوا وتعبوا وبنوا وأسسوا في دور المسنين بحجة أن ما يقدم في تلك الدور أفضل وأشمل من الرعاية التي تقدم في المنزل متناسين حاجة هؤلاء الكبار للحب والعطف والحنان وبما يخفف عنهم ما يعانونه من عجز أو مرض.. وكم حزنت وذرفت دموعي على ذاك الذي ترك والدته في دار المسنين ولم يعد لتلك الدار إلا لاستلام جثمانها رغم توسلاتها والى الرمق الأخير من أجل رؤية ابنها أو أحد أحفادها.. ولكن هيهات. بعد أن كانت نسبة المسنين تمثل 4,1 بالمائة سنة 1956، أصبحت اليوم تمثل 9,7بالمائة من مجموع السكان سنة 2008 و من المتوقع أن ترتفع هذه النسبة إلى 11 بالمائة سنة 2014. في حين يفوق مؤمل الحياة  عند الولادة 74 سنة. ومن المرتقب حسب الإسقاطات السكانية أن ترتفع نسبة المسنين في تونس إلى 15 بالمائة من مجموع السكان سنة2020 و 7, 17 بالمائة سنة 2029 . كما أن مؤمل الحياة عند الولادة سيصل إلى 78,4 سنة. إن تطور ظروف العيش ونوعية الحياة أدى إلى ارتفاع معدل أمل الحياة عند الولادة وبالتالي ارتفاع نسبة المسنين  في البلاد التونسية  علامات الشيخوخة هي قصر القامة وانخفاض في المحتوي العضلي للجسم والشعر الأبيض وتجاعيد البشرة وضعف التناسق العضلي وفقد الأسنان. ضعف الرغبة في العمل والاكتئاب والوحدة وضعف المصادر المالية.ويبدأ قوام المسن وانحناءات ظهره الطبيعية في التدهور حيث تتحرك الرأس للأمام ويزيد انحناء الفقرات الصدرية ويختفي الانحناء الأمامي للفقرات القطنية وتبدأ الركبتان في الانثناء وكل هذه الأوضاع الخاطئة تغير من ميكانيكية أجزاء الجسم وتؤدى إلي آلام واستهلاك زائد للطاقة. المسنون هم آباؤنا ... أمهاتنا....!!!! يوماً ما سنكون مثلهم....ليتخيل كل واحد منا أنه في العمر 90 عاماً.... ليتخيل تلك الأحاسيس....!!!تلك الآلام والتي عادة ما تخرج ولا نراها.... لكن يحس بها فقط المسنون....المسنون لهم الفضل بعد الله على تربيتهم لنا وتنشئتنا التنشئة الصحيحةالسليمة ...... بعضنا لا يحسن التصرف مع المسنين !!! وقد يرجع ذلك سوءفهمهم الفهم الصحيح....  نشرية تربوية من إعداد تلاميذ السادسة ابتدائي بمدرسة بوزويتة –قصرهلال-العدد1ص1 نوفمبر 2010إشراف سمية الخفي = هل تعلم أن : عدد المسنين  60 سنة فما فوق  :  400 . 926 مسن ومسنة يمثل المسنون في تونس9.3%  من مجموع  السكان إناث : 100. 463 ذكور  : 300 .463 60 ـ 64 سنة : 609 . 252 65-69 سنة : 823 . 239 70 ـ 74 سنة : 448 . 197 75 ـ 79 ـ  سنة : 786 . 118 80 سنة  فما فوق : 780 . 117 نسبة عدد المسنين  النشيطين : 756 . 124 عدد مستعملي  الهاتف الجوال: 600 . 34 عدد مستعملي الأنترنات : 700 . 1 عدد المتقاعدين : 362 . 326 التغطية  الاجتماعية 87% كبار السن من الآباء والأمهات نعمة من الله عز وجل منحنا إياها.. ولن نعرف قدر هذه النعمة حتى يرحلوا عن دنيانا.. عندها لن يفيد الندم.. ولا اجترار الذكريات.. ولا الحزن على ما فات. فالآباء والأمهات شموع مضيئة في منازلنا وبركة من العزيز الحكيم.. وقد حدد الله عز وجل طريقة التعامل معهم وقرنها بعبادته .قال تعالى (وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما وأخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب أرحمهما كما ربياني صغيرا) كبار السن يحتاجون إلى الرعاية والحب والعطف والحنان من أبنائهم وذويهم في مرحلة من العمر ينتظرون فيها جزاء ما قدموه طيلة حياتهم.. لا أن يقابلوا بالعقوق والجحود والنكران.. والمعاملة السيئة من الأبناء والأحفاد.. أو الوصول معهم لمرحلة لا إنسانية بتسليمهم لدور المسنين تحت أي ذريعة. 2
  • 3. * تدهورت أوضاعه المادية فتخلّوا عنهعم الطاهر... سنّه تجاوز السبعين وهو أصيل مدينة جمّال من ولاية المنستير يقول انه سبق له الزواج مرتين كما أنه طلّق مرتين وأنجب من زيجته الثانية بنتا لها من العمر 21 سنة... سامح الله الزمان والنساء...يؤكد عم الطاهر أنه هاجر إلى ألمانيا حيث عمل هناك لمدة تزيد عن 20 سنة وأثناء العطلة الصيفية كان يعود إلى مسقط رأسه ولما كانت أوضاعه المادية طيبة كان أقاربه يتقرّبون منه ويزورونه وكان لا يبخل عليهم بالهدايا التي يحملها إليهم من ألمانيا وكانت علاقته حسنة بأخته... ومنذ 3 سنوات يضيف: فقدت البصر وتدهورت أوضاعي الصحية والمادية تبعا لذلك وهو ما جعل أختي تتغيّر في سلوكها نحوي ولم تعد ترغب في بقائي بمنزلها فاتصلت بالمرشدة الاجتماعية بالجهة التي عاينت وضعي وأعانتني على الالتجاء لجمعية رعاية المسنين. * تبخرت حصيلة العمرالعم سالم هو شيخ تجاوز الستين وينحدر من إحدى معتمديات ولاية المنستير عمل بالجيش الفرنسي قبل الاستقلال وكان يتمتع بمنحة مالية من قبل السلط الفرنسية. لم يسبق له الزواج وقد استغلت أخته جهله للقراءة والكتابة ودفعته إلى الإمضاء على وثائق وأخذت منه مبلغا ماليا يقارب 110 مليونا من مليماتنا بعد إيهامه بفتح مشروع باسمه ثم تنكرت له، فساءت أوضاعه المادية وتحول بين عشية وضحاها من صاحب ثروة إلى شخص لا يجد ثمن خبزة. الخالة زينة لها 80 سنة تقريبا وهي تنحدر من إحدى معتمديات ولاية سليانة قالت لنا أن زوجها توفي منذ 40 سنة وترك لها 3 أبناء،ولدان توفّيا منذ سنوات  وبنتا لديها الآن 35 سنة متزوجة ولها ابن معوق. تقول الخالة زينة أنه بعد وفاة زوجها ولم يترك لها من حطام  الدنيا سوى المحل الذي كانت تسكن به وقعت لها مشاكل وخلافات مع أبناء زوجها من زيجته الأولى حيث وقع طردها هي وابنتها  من المحل وهذه المشاكل أثرت على أعصابها وقد أقامت بمستشفى الأمراض العقلية «الرازي» وهي تقيم بدار المسنين منذ قرابة العام ونصف. الشيخ عمران من مواليد 1930 وأصيل ولاية باجة سألناه عن الظروف التي أدت إلى العيش بدار المسنين فأجابنا أنه عاش في الفيتنام أكثر من 20 سنة حيث عمل في صفوف الجيش الفرنسي بعد الحرب العالمية الثانية وشارك في الحرب الهند الصينية وحارب في كمبوديا والفيتنام. وهنالك تعرّف على سيدة فيتنامية فأحبها وتزوجها وفي سنة 1960 عاد إلى مسقط رأسه باجة صحبة زوجته وعمل سائق سيارة لدى أحد الخواص وبعد 10 سنوات من الاستقرار فوجئ بتغيب زوجته ثم وصلته رسالة منها بعد مدة تعلمه فيها بعدم رغبتها في مواصلة العيش معه ببلده وأنها عادت الى الفيتنام.يقول العم عمران: لم  أنجب أبناء من هذه الزيجة، ليس لي إخوة وحتى  أعمامي انشغلوا بحياتهم الخاصة ومع تقدمي في السن وإصابتي بعدة أمراض وجدت نفسي وحيدا  وغير قادر على العيش بمفردي "لم أعد أشعر بالوحدة.. فكلهم إخواني وأخواتي.. جعلوني أنسى أن لي أبناء... وأقارب.. صاروا كل شيء في حياتي.." هذه العبارات صدرت عن الحاجة خديجة المقيمة بإحدى مراكز العناية بالمسنين وهذا الوصف يناسب الشيوخ الموجودين في المركز من نساء ورجال حيث استطاعت المراكز المخصصة للمسنين فئ تونس بفضل ما توفره من عناية وحسب تعبيرهم من اعتبارها "البيت السعيد" لما في لمة "البيت" من ألفة وانسجام وتآزر وتوفير كل مرافق العيش الكريم وقد عبرت الحاجة خديجة بأن المركز أصبح يغنيها عن زياراتها لأقاربها فصار كل أفراده جزءا من أسرة كبيرة وفى ذلك تقول "وجدت الأب والأخت والأم والصديقة والجارة فلم أعد أحتاج إلى أي فرد خارج إطار هذاالمركز.." "عم بشير " (70 سنة) -موظف سابق ترك مسكنه قبل 10 سنوات؛ للإقامة في الدار بعدما تزوج فتاة تصغره بـ30 عاما، لترحمه من الوحدة التي كان يعيش فيها بعد وفاة زوجته الأولى والتي لم ينجب منها، ولكن الفتاة استغلّت طيبة "عم بشير"، وحصلت منه على تنازل عن الشقة، وطردته منها شر طردة، وضغطت عليه بطلب الطلاق فقام بتنفيذه.ولم يشعر "عم بشير" بالراحة عندما ذهب للإقامة عند أخيه، الذي يسكن هو وأبناؤه الخمسة في شقة ضيقة بعقار مجاور له فاختار الذهاب إلى دار المسنّين ليقضي بقيّة عمره هناك. اعلم أنّ عدد مراكز رعاية المسنين:في تونس يبلغ 11 مركزا تسيرهم جمعيات رعاية المسنين، موزعين على كامل تراب الجمهورية التونسية. وتقدر طاقة استيعابهم ب720 سرير فيهم الآن 694 مسن ومسنة.يتم اختيارهم وفقا لمجموعة من الشروط إذ يجب أن يكون سنه فوق الستين سنة و يكون مسنّا معوزا وليس لديه سند عائلي .كما يشترط أن يكون خاليا من الأمراض المعدية أو العقلية التي يمكن أن تهدد بقية المسنين وعمره يتجاوز الستين سنة. نشرية تربوية من إعداد تلاميذ السادسة ابتدائي بمدرسة بوزويتة –قصرهلال-العدد1ص3نوفمبر2010إشراف سمية الخفي 3
  • 4. عبرة لمن يعتبر احتضر رجل الذي ولم يستطع أن ينطق الشهادتين فلما أُخبر الرسول الكريم بذلك قال آتوني بأمه .. فلما جاءت قال أكنت تأخذين عليه شيئًا .. قالت: لا. ولكنه كان يقدم زوجته عليَّ .. فقال لها سامحيه. فقالت: لا. فقال آتوني بنار لنحرقه .. حينئذ قالت: لا. لقد سامحته وعندئذٍ نطق الشهادتين. كن مثله تفز بالجنّة هو محاسب تزوج حديثًا وله أخ وأخت .. ولكن أمه تعيش معه .. حينما ذهب ليخطب زوجته قالوا لابد من شقة منفصلة بك .. فأتى بالشقة، قالوا لا نريد أمك مع ابنتنا قال هذه ابنتكم فلتظل معكم، أما أمي ففي سويداء القلب.. أمام إصراره رضخوا وزوجوه .. وبعد الزواج بدأت زوجته في تكدير أمه كي تجعلها تترك الشقة وتفر إلى ابنها أو ابنتها .. لكن إبراهيم يحكي عن تجربته ويقول: قلت لزوجتي حينما رأيت ذلك .. إن أمي أولاً وثانيًا وأنت ثالثًا .. وإذا خيّرت بينكما سأختار أمي فافسحي لها مكانًا سلمًا .. حتى لا أضطر إلى أن أفسح لها المكان عنوة .. أو أجعله لها هي وحدها .. ومن يومها وهي تشتري طاعة أمي .. وقد أنجبت ولدًا وبنتًا، وزوجتي تعمل ولولا أمي التي تفعل لنا كل شيء لكان وضعنا صعبًا. وفوق ذلك تفتح بيتي ليزورنا الأهل والأقارب ببركتها.. ولو لم تكن موجودة معي لحرمت من هذا الجو العائلي. الحاجة زينب 68 سنة ما أن لمحتنا نجلس في قاعة الاستقبال حتى قدمت مستبشرة ومداعبة زميلها المهندس عبد السلام قائلة : 'أراك لم تستعجل لتكمل الزواج مني' فرد عليها مازحًا' ما زال العمر طويلاً .. فلماذا العجلة ؟' ثم ضحك الجميع. كانت السيدة العجوز بشوشة ومنطلقة في الحديث بشكل لافت للنظر .. فهي تضفي علي المكان جواً خاصًا ولا تترك أحدًا يجلس وحيدًا دون أن يتحدث. تحدثت في كل شيء وعن أي شيء وضحكت ما شاء الله لها أن تضحك ولكني حينما سألتها لماذا جئت إلى هنا؟ وهل لك أولاد؟ تغير وجهها وتحول السرور والانشراح إلى كآبة ودموع وظلت الدموع تنهمر حتى انصرفنا. هي ثرية، ولديها من الأموال الكثير، وأبناؤها تجار، كل منهم له بيته وزوجته وأولاده، لم يتحملوها .. ولكنها كانت مثابرة، أرادت أن تفرض نفسها وتجد لها مكانًا في هذا الدفء الأسري فلم تستطع، وكانت المفاجأة أن حملوها بالسيارة دون رضاها .. قالوا لها سنذهب بك إلى أفخم دار للمسنين .. بكت وقالت: بل أريد أضيق حجرة في أصغر شقة مع أحدكم أو إحداكن .. ولكنها كانت تكلم نفسها بعد أن أغلقت قلوب أبنائها دونها. أين نحن منهم؟ أين الرفق بالآبـاء وبرهم؟! أين نحن من السلف الصالح؟! أين نحن من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟!أين نحن من ذلك الرجل الذي يقدم لوالديه الزاد والطعام قبل أن يقدمه لنفسه وهو في أشد الجوع, ولمّا تأخر في يوم من الأيام على أمهِ بالطعام وهي قد نامت ظل واقفاً حاملاً الزاد ولم يشأ أن يوقظها حتى استيقظت مع بزوغ الفجر قال تعالى: (( فإما يبلغن عندك الكــبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أفٍ ولا تنهرهما وقل لهما قولاً كريما)) أين نحن من هذه السطور الربانية والتي أبلغها الوحي إلى سيد الخلق كله؟! والتي يجب أن تكون دستور السلامة في الحياة البشرية الفانية. إن إحساس الشيخ الهرم بأنه منبوذ وغير مرغوب فيه هو إحساس خطير يدمر نفسيته في وقت هو أحوج لأن يعيش في دفء الأسرة بين الأبناء والأحفاد ويندمج معهم وينقل لهم خبرته ويتألم لألمهم ويفرح لفرحهم .. وتزداد حاجته إلى هذا الجو العائلي كلما تقدم في السن. فالجو العائلي في هذا التوقيت أقوى من أي دواء .. وإشراكه في أمور العائلة والأقارب وأصدقاء العائلة يخرجه بدرجة كبيرة من مشاكله وهمومه لينطلق إلى عالم أكبر. كما أن العناية الصحية .. سواء في الاهتمام بغذاء المسن أو إعطائه الدواء أو تنظيف ثيابه .. كل ذلك لا يمكن أن يتم على  الصورة المطلوبة إلا في الجو الأسري. نشرية تربوية من إعداد تلاميذ السادسة ابتدائي بمدرسة بوزويتة –قصرهلال-العدد1ص4 نوفمبر2010 -إشراف سمية الخفي 4 4