SlideShare a Scribd company logo
1 of 90
،الحمد لله رب العالمين 
و الصلة  و السلم  على سيدنا محمد و آله و صحبه أجمعين، و بعد 
،مرحبا بكم في الدورة  التي تتناول العقبات التي تواجه المرأة  الداعية 
، و كيفية مواجهة هذه العقبات 
.إضافة إلى بعض المعالم و المحاذير في طريق الداعيات 
“و هذه الدروس مختصرة  من كتاب " المرأة  الداعية 
،لفضيلة الشيخ محمد موسى الشريف 
،و بعضا من الكتب المتعلقة بالمرأة  كعودة  الحجاب لمحمد المقدم  
والمرأة  المسلمة المعاصرة : إعدادها و مسؤليتها في الدعوة  ، لمحمد أبا بطين 
.و بعضا من المقالت المتعلقة بالدعوة  
هذه الدروس ليست لكل النساء 
و إنما للتي انضممن إلى قافلة الدعاة  إلى ا تعالى، الذين يقول فيهم: 
." و من أحسن قول ممن دعا إلى ا و عمل صالحا و قال إنني من المسلمين “
هذه الدروس لمن اتخذت من وظيفة النبيين و المصلحين من بعدهم، وظيفة لها 
، و الحمد لله تعالى أن ظهر في هذا الزمن جماعات من الداعيات 
،و كثير منهن لهن جهد يشكرن عليه 
بل إن بعضهن قدمن للدعوة  ما لم يقدمه الكثير من الرجال 
و ليس من العجيب سمو أنثى *** على رجل ترجله الثيابُ 
نساء غير أن لهن نفسا *** إذا همت تسهلت الصعابُ 
فإن تلق البحار تكن سفينا *** و إن ترد السما فهي الشهابُ 
ضعافٌ غير أن لهن رأيا *** يسدده إلى القصدِ الصوابُ
يقول الحافظ ابن حجر رحمه ا تعالى في فضل أمنا خديجة رضي ا تعالى عنها: 
" -إنها أول من أجاب إلى السلم ، و دعا إليه – بعد رسول ا صلى ا عليه و سلم 
و أعان على ثبوته بالنفس و المال و التوجه التام ، فلها مثل أجر من جاء 
بعدها، و ل يقدر قدر ذلك إل ا تعالى " 
فنبدأ على بركة ا تعالى : 
أمام  المرأة  الداعية –للسف- عقبات كثيرة ، و هي بحاجة إلى التعامل معها بصبر و حكمة 
من أجل تذليلها و تخطيها و هذا يعظم لها الجر لنها تعاني ما ل يعاني منه الرجل في هذه المسألة 
و الثواب –إن شاء ا تعالى- على قدر المشقة . 
تنقسم الدروس الى ثلثة أقسام  رئيسية وهي كالتالي 
العقبات التي تواجه المرأة  الداعية وكيفية مواجهة هذه العقبات 
معالم تهتدي بها الداعيات 
محاذير موجهة للداعيات
-1 العـــقــبــات 
الجتتـــــمــاعـــــيــــة 
-2 العـقـــبـات الــعــلـمــيــة 
و الفـــكـــــريــــة 
و الـــثــقـــافــــيـــة 
-3 العـــقــبــات 
النــــفـــســـيـــة 
-4 العـــقــبــات 
المـــــالــــــيــــــة
--55 ععققببةة االلووللدد 
-6 الجمع بين متطلبات 
الدعوة  و وظيفة البيت 
-6 الجمع بين متطلبات 
الدعوة  و وظيفة البيت 
-7 عقبة الجمع بين 
الوظيفة و الدعوة  
-7 عقبة الجمع بين 
الوظيفة و الدعوة  
--11 ععقب قبةة ا البليبئيئةة ا اللففااسسددة ة  
--22 ععققببةة االلززووااجج 
-3 عقبة الزوج غير الملتزم  
أو الملتزم  التزاما أعوج 
-3 عقبة الزوج غير الملتزم  
أو الملتزم  التزاما أعوج 
-4-4 ععقب قبة ةا لالززووج جا لالدا داعي عيةة 
العـــقــبــات 
الجتتـــــمــاعـــــيــــة 
العـــقــبــات 
الجتتـــــمــاعـــــيــــة
من الداعيات من تعيش في بيئة يغلب خيرها شرها، و فسادها مستور محتقر 
و من الداعيات من تعيش في بيئة يغلب شرها خيرها، و فيها فساد ظاهر ملحوظ 
و هنا يعظم البلء و يشتد الخطب على أولئك النسوة  العاملت، و قد يعاديهن من في تلك البيئة 
،و يرميهن عن قوس واحدة ، و في هذا من الفتنة و البتلء ما فيه 
لكن ليس أمام  الخت الداعية إل الصبر و العتصام  بالله تعالى 
و لتتذكر الداعيات الوائل اللواتي كن يعشن في البلد العربية في النصف الول من القرن الفائت 
،و كيف كن يواجهن عواصف الشيوعية و الشتراكية، و موجات اللحاد و المادية 
و كيف كن يعانين من أمور كثيرة  تعد اليوم  من التاريخ و ذكريات الماضي، و بعضهن تعرضن لسجن 
،طويل و اضطهاد عظيم 
فإن تذكرت كل ذلك، و تذكرت ما أعد ا تعالى للصابرات العاملت من أجر عظيم هان عليها ما تجد من أعراض 
و ثلج صدرها، و اضمحلّ  همها، و أقبلت على دعوتها و هي ممتلئة حماسا و تفاؤل 
و هنا مسألة مهمة يكثر دورانها في البيئات الفاسدة  أو التي يغلب خيرها شرها 
أل و هي قلة التجاوب و ضعف التأثير من قبل المدعوات، و هذا أمر طبيعي في مثل تلك البيئات 
و ليس أمام  المرأة  الداعية الحصيفة إل أن تصبر و تحتسب، و تحاول أن تجدد العهد ببعض 
أساليب الدعوة  المبتكرة  الجديدة  
و لتحاول أن تصلح ما قد يكون فيها من عيوب تصد الخريات عنها 
و لتضع في ذهنها دوما أن ا تعالى سائلها عن عملها و ليس عن النتائج 
فهي موكولة إليه، مأمولة منه جل جلله 
و هو أعلم بالزمن التي تظهر فيه نتائج العمال و تثمر جهود العمال .
الزواج للمرأة  أمر مهم دعت إليه الشريعة، و قررته الفطرة  السوية، و الزواج للمرأة  الداعية 
قد يكون أكثر أهمية للسباب التالية: 
أ – وجود الزوج الملتزم  الفاهم الذي تستشيره في خاصة أمرها و في شؤونها الدعوية 
و يخفف عنها شيئا من عنائها في الخارج، و تجد لديه السكن و الرحمة، و تعفه و يعفها 
ب – بناء السرة  المسلمة التي طالما نادت بها المرأة  الداعية، و حثت على إيجادها 
،ج – المرأة  الداعية ما لم تتزوج يظل كلمها أقرب إلى التنظير منه إلى الواقع 
،أما إن تزوجت فستتعرف عن قرب على مشكلت الزواج، و تعاني من الزوج و الولد ما ينضج تجربتها 
و يحسن رؤيتها، و يقرب القول من العمل، و يلصق التجربة بالمقال 
د – المرأة  الداعية إن تزوجت تصبح أكثر قدرة  على الحركة، و أقدر على التخلص 
من رقابة الهل اللصيقة، و يستفيد منها المجتمع أكثر و ل شك. 
هذا كله يحكم بأهمية الزواج للمرأة  الداعية، و فاقرة  الظهر أن تترك هذه المرأة  بدون تزويج 
-خاصة في المجتمعات المغلقة المحافظة- 
فيكبر سنها، و من ثم يضغط عليها أهلها لجل الزواج بأول طارق، و قد يكون غير ملتزم  
،أو غير واع فيكدر عليها حياتها، و يفسد عليها صفو دعوتها، و يعطل سيرها 
و قد تكون من الداعيات البارزات فيفقدها المجتمع و العياذ بالله .
و إليكن هذه الحوادث الصعبة 
،أخت داعية عاملة تقدم  بها العمر و لم يأتها كفؤها من الدعاة ، و تقدم  لها أحد الملتزمين فقبلته 
فلما زفت إليه حملت معها مكتبتها، فلما رأى بعض ما فيها من كتب ألزمها أن تخرج عددا منها 
فل تحتفظ بها لن رأيه يخالف آراء هؤلء، ثم ألزمها بمجموعة من اللزامات الفكرية و الثقافية 
كان من جرائها أن تركت الداعية قناعاتها الدعوية و الفكرية المعتدلة و اتبعت ما عليه زوجها من 
هَج وَج ج فكري و هوس دعويّ  
و أخت داعية أخرى اضطرت للزواج برجل عاميّ ، و كانت من الداعيات العاملت فألزمها 
،بالبقاء في بيتها و النقطاع عن دعوتها، فكان من جراء ذلك أن انقلبت الداعية امرأة  كسائر النساء 
و هذه الحادثة مثال و إل فهناك حالت كثيرة  مثل حال هذه المرأة  المسكينة التي لم تجد معينا و ل 
و ل ناصرا بسبب تقاعس الخوة  الصالحين عن القتران بمثلها 
،و أخت ثالثة خطبها أحد الدعاة  الذين ل يعذرون المخالف، و ل يطيقون اختلف الرأي 
فاشترط عليها ال تدخل مقر الجماعة التي تؤمن بأفكارها الدعوية و التي يخالفها في الرأي 
.أن تقطع صلتها بها، فرفضته و لم ترتضه، و حُق لها ذلك 
لذلك على العقلء من الدعاة  أن يسارعوا بالقتران بالداعيات و أل يتركوهن نهبا للوساوس 
و عذاب النتظار، و أن يتواصوا فيما بينهم بهذا، فأحق من يكافؤ بالزواج مثل هذه الداعية 
التي جردت نفسها لربها و دينها، فكيف تترك هكذا؟!! و قد يُعد هذا من نقص مروءات الدعاة  و قلة 
اكثراثهم بنفسية الداعيات و مشكلتهن، و المجتمع السلمي ل يكون هكذا أبدا
المرأة  الداعية تعاني كثيرا من زوجها إذا لم يفهم رسالتها في الحياة  و هدفها السامي، فقد يمنعها 
من الخروج لتفقد المدعوات، أو يمنعها من استقبالهن في بيتها، و قد يمنعها من قضاء جزء من وقتها 
منفردة  لتخطط لدعوتها أو لتفكر في أحوالها و تراجع أمرها، و هذا قد يكون منه نوعا من التعسف 
،يضايقها إلى الغاية، أو يحبطها، أو قد يتعب نفسيتها تعبا قد تتوقف معه عن الدعوة  
و هذه مشكلة حقيقية بل هي أكبر مشكلة تهدد المرأة  الداعية، و هذه بعض الحلول العملية: 
أ – ابتداءً م ينبغي على المرأة  أن تحسن اختيار الزوج الذي يساعدها على المضي قُدما 
. في دعوتها، و هذا حق لها كفله السلم  . 
ب – فإن لم تستطع التحكم في اختيارها، أو أنها التزمت بعد الزواج من زوج غير ملتزم  
فعليها أن تداري زوجها بكل أنواع المداراة ، و توضح له ما ترغب فيه، فإن لم يستجب 
ج – تخاطب العقلء من أهله، فإن لم يكن من أهله عاقل يتفهم فالعقلء من أصحابه حتى يثنوه 
،عن صنيعه 
فإن لم يحصل بهذا كله، فعلى المرأة  أن 
هـ - تبتهل إلى ا بالدعاء، و الدعاء سلح  ماض، و ا تعالى المسؤول أن يقشع عنها هذه الغمة 
و يرفع عنها هذا الكرب 
و على المرأة  أن ترضى بعد ذلك بما قسم ا تعالى لها حتى ل تتحطم حياتها 
و تتدمر أسرتها، و يضيع أطفالها
قد تستطيع المرأة  أن تمارس الدعوة  من بيتها عن طريق شبكة المعلومات (النترنت) 
،أو أن تشارك في برنامج عبر الهاتف للنصائح الدعوية و الجتماعية أو وسيلة غير ذلك 
،،و إليكن أخواتي قصة هذه المرأة  الداعية التي حيل بينها و بين الدعوة  لكنها لم تستسلم 
و فعلت كل ما في وسعها، على لسان أحد الدعاة  و هي من شريط "صانعات المآثر" 
للشيخ خالد بن إبراهيم الصقعبي 
هي قصة لمرأة  أعرفها تمام  المعرفة ، كما تقول هذه الخت : هي امرأة  لكنها ليست كالنساء 
الكادحات الكالحات ، بل ملكة متوجة ، خريجة قسم أصول الدين من جامعة المام  محمد بن سعود 
رحمه ا تعالى ، وهي متزوجة ، تدير شؤون مملكتها بنفسها ، ترعى حق ا تعالى ، وحق زوجها 
،وأهله ، تقوم  على خدمتهم وترعى شئونهم صابرة  محتسبة ، تقوم  بأعباء المنزل ول خادمة 
مع قيامها بحق أم  زوجها المسنة ، لكن ، لم يهنأ لها بال وهي ترقب السالكين والسالكات في 
في طريق الدعوة  إلى ا تعالى ، نعم ، كانت ترقبهم بطرف حزين ، لم يكن ليهنأ لها بال 
وهي لم تدلي بدلوها بين دلء الداعيات إلى ا تعالى ، لتأخذ على إثر ذالك نصيبها من الخير 
كانت تحاول أن تجد لها موضعا ، فما كانت لترضى العيش في السافل دون العالي يتراوح  له 
إذا ما عُدد  من سقط المتاع 
قول الشاعر : 
وما للمرء خير في حياة ***
ولكن هذه الرغبة اصطدمت برفض زوجها لخروجها إلى ميادين الدعوة  على اختلفها ، لكن ما زال 
،الهم في قلبها يكبر ويكبر مع مرور اليام  ، فعزمت على المضي على شق الطريق مهما توغل 
في الوعورة  ، لكن مع رضى زوجها ، وفكرة ً م بعد فكرة  ، وخاطرة ً م بعد خاطرة  ، ومع الدعاء والتضرع 
هداها ا عز وجل إلى فكرة ٍ  وضاءة  تجمع فيها بين رضا خالقها ورضا زوجها ، إنها الدعوة  بالمراسلة 
هي وسيلة ل تحتاج إلى كبير جهد ، ومع ذالك فهي عظيمة النفع والثر ، ولكن تصدت لفكرتها 
عقبة كؤود كادت تتهاوى عليها قوارب الحلم  إنها المادة  عصب الحياة  ، من أين لها تأمين مستلزمات 
هذه الرسائل ، مع قيمة إرسالها ؟؟ لكن العبد إذا صدقت نيته صدقه ا تعالى 
أرى نفسي تتوق إلى أمور وتقصر دون مبلغهن حالي 
فنفسي ل تطاوعني ببخلٍ  ومالي ل يبلغني فعالي 
ثم عادت إلى التفكير والدعاء مرة  أخرى ، فطريق النبياء تريده بأي ثمن ، حينها تذكرت قصة 
أم  المساكين زينب رضي ا تعالى عنها، التي قالت عنها أمنا 
كانت تعمل بيديها وتتصدق " :“ 
عائشة رضي ا تعالى عنها 
فاتخذت من صنع يديها عمل يدر عليها ربحا وإن قل ، فالشأن كل الشأن في البركة 
، ،حينها توصلت إلى ما تحتاجه ، فهي تحتاج إلى جهاز للحاسب اللي ، مع طابعته ، وآلة تصوير 
وجهاز للفاكس ، ولكن من أين ذالك ؟ فتأملت ذهبا عندها ، ووجدت أن قيمته يكفي بعض ما تحتاجه 
،فكلمت زوجها بذالك فأكمل لها المبلغ مع قلة ذات اليد ، حينها بدأت بطباعة بعض الرسائل 
،مقابل مبلغ مادي تتقاضاه ، ثم تستثمر ثمن ذالك في الدعوة  إلى ا عز وجل
وكان من نتاج ذالك مئة وعشرون رسالة دعوية ، تحصلت على عناوينها من خلل إذاعة القرآن الكريم 
تتراوح  هذه الرسائل ما بين مطوية وكتب صغيرة  ومتوسطة تتعلق بموضوعات العقيدة  الصحيحة 
وهي ما كانت تحرص عليه ، ثم هي مع ذالك تقوم  بشراء بعض الكتيبات من مكاتب توعية الجاليات 
وتقوم  بنشرها على الطبيبات والممرضات في المستوصفات والمستشفيات ، حتى أخذت رسائل 
المسترشدين تتوافد على غرفتها الصغيرة  ، فهذا يطلب مصحفا وآخر كتابا وآخر مطوية 
كان جهد المقل ، مع ذالك فكم أحيا ا بهذا العمل اليسير قلوبا غافلة ، وأنار بصائر مستغرقة 
كانت رسائل خير ونور رائعة 
.وأروع منها اليدان اللتان قدمتهما وصاغتهما أحرفا من نور تضيء للسالكين الطريق
قد يكون الزوج الداعية عقبة كبيرة  أمام  امرأته الداعية، على الوجه التالي 
أ – قد يمنعها من الدعوة  بحجة العناية بالولد و البيت، و العناية به و إجابة مطالبه 
ب – قد يضيق عليها في خروجها و دخولها حتى يصير هذا التضييق كأخي المنع 
قال بعض الخوة  
إن بعض الدعاة  ل يريد لزوجه أن تدرس في مدارس تحفيظ القرآن المسائية، و يشترط عليها 
أن تبحث عن مدرسة صباحية،و السبب أنه يريد إذا عاد من عمله في العصر 
أن يجدها بجواره فل يريد ، أن يتنغص بترك زوجه للبيت آنذاك و لو لدراسة القرآن أو تدريسه 
،و هذا من حقه و ل شك لكن ينبغي له أن يتنازل قليل حتى يرتقي بزوجه و بعلمها و عملها 
ليتخلص من أثرته و أنانيته 
حتى أنه اشتهر أن الداعية المتزوجة رجل داعية أيضا قلما تشارك في النشطة العامة أو تذهب 
بأولدها إليها، و هذا بسبب أنانية زوجها و تسلطه، أو عدم  كمال فهمه لوظيفة زوجه الداعية 
و ليس أمام  الزوجة التي ابتليت بمثل هذا إل أن تصارح  زوجها، و تنبهه إلى أهمية العمل الذي تقوم  
،به و أنه ل يقل أهمية عن عمله، و تحاول بكل السبل أن تذكره بمثل الدعوة  العليا 
.،فإن لم يستجب بعد ذلك فعليها أن تسلك معه المسالك التي ذُكرت في العقبة السابقة 
و ا أعلم.
هناك شد و جذب كبيران في مسألة الولد 
،لكن المر المتفق عليه أن الولد تتعلق مسئوليتهم بالوالدين كليهما و ليس الوالدة  فقط 
و المر المتفق عليه أيضا أن تعلق المسؤولية بالوالدة  أكبر و أعظم، فكما أن البر مصروف ثلثة 
،أرباعه إلى الوالدة  "أمك ثم أمك ثم أمك ثم أبوك" فكذلك ينبغي أن تكون مسؤولية الوالدة  أكبر 
و أعظم لن الغنم بالغرم ، و لن الوالدة  أقدر بحكم عاطفتها و توهج مشاعرها أن تتولى رعاية أولدها 
،و النظر في شؤونهم و حياطتهم بحنانها، هذه المسؤولية ل تستطيع المرأة  حتى لو كانت داعية أن 
تتملص منها، أو أن تتهاون في شأنها لكن هناك نقاط تستضيء بها المرأة  الوالدة  الداعية: 
المعونة على قدر المؤونة – أ: 
و هذه المقولة صالحة رائعة، و معناها – هنا – أن ا تعالى سيعين هذه الوالدة  على قد مشقتها 
و ما يتعلق بها من أعمال و مسؤوليات، و ل تنسى قول ا تعالى 
( ( و الذين جَج اهدُوا فِينَج ا لَج نَج هْدِيَج نّهُمْ سُبُلَج نَج ا، و إنّ اَج  لَج مَج عَج  المُحْسِنِينَج ) ( العنكبوت: 69 
فالمرأة  التي تستعين بالله تعالى و تبذل جهدها مع أولدها و دعوتها سيوفقها ا تعالى و يعينها 
على الستمرار في دروب هذه الحياة  الشائكة بهداية أولدها أو على القل يعينها بأن تُكفى مشكلتهم 
و شرورهم، فإن لم يوفّ ق أولدها للعمل الصالح فعليها أن تصبر ، و سيأتي مزيد بيان لهذه المسألة
ب – الموازنة بين حاجة الولد و حاجة الدعوة  
،فبعض الداعيات ترى أنها ينبغي أن تعطي القدر الكبر لولدها و القل لدعوتها خارج المنزل 
و بعضهن يرين العكس، و ل بأس بهذا أو ذاك لكن المهم أن توجد هذه الموازنة عند الخت الداعية 
بحيث ل تُتهم بالتقصير في هذا أو ذاك، فهي أدرى بضبط المسألة، و العرف بحاجة أولدها 
و مستواهم اليماني و الفكري و الثقافي، و هي الدرى بقدرة  الزوج على مساعدتها 
على تربية أولدها، فإن استطاعت أن توفق بين كل ذلك فقد فتح لها أبواب من السعادة  عظيمة 
ج– التسليم لقضاء ا تعالى في الولد 
أمور ا تعالى ل تجري على مراد العبيد و رغباتهم، و إنما تُقضى وفق حكمة عظيمة قد يعلمها 
البشر و قد يجهلونها، فقد يرزق ا تعالى إمرأة  صالحة ذرية صالحة، و قد يهب ا تعالى المرأة  
الطالحة ذرية صالحة، و يهب ا تعالى الطالح طالحين، و قد يهب الصالح طالحين، و هذه أربع صور 
للهبات اللهية موجودة  متداولة بين الناس، و هي صور من القدار التي هي خير للعبد 
في دينه و دنياه و إن جهل الحكمة منها
،لكن من الحالت السالفة الذكر حالة صعبة مؤلمة، وقعها على النفوس شديد و أثرها عظيم 
،أل و هي الحالة التي تُرزق فيها المرأة  الصالحة الداعية ذرية طالحة كلها أو بعضها طالح 
فعليها حينئذ أن ترضى و تسلم تسليما، و ل يبدر منها علئم العتراض على القدار 
التي تغيب الحكمة من ورائها، و تتعلل بقوله تعالى 
( [ للهِ مُلكُ السماواتِ و الرضِ يخلقُ ما يشاءُ] ( الشورى: 49 
( و قوله تعالى : [ و رَج بٌّككَج  يَج خْلُقُ مَج ا يشاءُ و يختارُ، ما كانَج  لهُمُ الخِيَج رَج ة ُ] ( القصص: 68 
،و بعد أن تبذل الوالدة  الداعية جهدها في بيتها و أولدها و تقوم  بما يجب عليها من العناية بهم 
و تربيتهم و تعليمهم شؤون دينهم، و تنشئهم على حب السلم  و اللتزام ، بعد أن تقوم  بكل ذلك 
،فلتتوكل على ا تعالى في إنجاز ما تتطلع إليه ، و لترض بقضاء ا تعالى فيهم بعد ذلك 
لن البعض يُصبن باليأس و الحباط، و يشعرن بالخفاق في الوصول إلى أهدافهن، و هذه مشكلة 
تقضي على جهود الداعية و تحطم نفسيتها، لكن عليها أن تنظر إلى حكمة ا تعالى في قضائه 
،و قدره، و لتنظر إلى الحوادث التاريخية لتعلم أنها ليست هي وحدها التي ابتليت بهذا 
فقد ابتلي به عظام  في التاريخ البعيد و القريب 
فهذا نبي ا نوح  عليه السلم  من النبياء العظام  و أولي العزم  من الرسل حاول أن يهدي ابنه 
لكنه لم يستجب له و أصر على كفره و ضلله كما أخبرنا ا تعالى في كتابه الحكيم 
،و ل يمكن أن يتهم أحد هذا النبي العظيم بالتقصير في التربية أو الضعف في أساليب الدعوة  
،و هو في الوقت نفسه كان حريصا على قومه مكثرا من دعوتهم إلى الحق و الرشاد
يعني أنه كان متوازنا كما ينبغي للرسول أن يكون، لكن في النهاية سلم لمر ا تعالى و رضي 
بقضائه . 
،و يمكن أن تتفكر المرأة  فيما يمكن أن تكون الحكمة من وراء هذا القدر العظيم 
فلعلها ابتليت بهذا الولد الطالح أو الولد الطالحين ليعظم بذلك أجرها إن صبرت و رضيت، قال تعالى 
( [ إنّ ما يُوَج فّ ى الصابرونَج  أجرَج همْ بغيرِ حِسَج اب] ( الزمر: 10 
و لعله إنما رُزقت به لرفعة مكانتها و عظيم منزلتها عند ربها، و ل بد لهذه الرفعة و المنزلة 
من البتلء الواقع و البلء الحاصل، ألم يقل النبي صلى ا عليه و سلم 
"أشد الناس بلء النبياء ثم المثل فالمثل، كل يبتلى على قدر دينه" 
أخرجه البخاري معلقا ، و الترمذي 
و قد قال تعالى: 
( [ أَج حَج سِبَج  النّ اسُ أنْ يُتْرَج كُوا أنْ يَج قٌولوا آمنّ ا و هُمْ ل يُفْتَج نُون] ( العنكبوت: 2 
و لعل من ابتليت بأولد طالحين إنما ابتليت بهم لذنوب اقترفتها و هي ل تدري بعاقبتها فلتتب إلى ا تعالى
،و الوالدة  – عادة - ينالها من الذى بسبب ضلل الولد أضعاف ما ينال الوالد 
الوالد، فالوالد مشغول بأعماله و الوالدة  هي التي تواجه مشكلت هؤلء الولد في البيت 
و تعاني منها أكثر مما يعانيه الوالد، فلتتق ا تعالى كل والدة ، و لتحرص على ضبط شؤونها 
حتى تتفق مع أوامر ا تعالى و نواهية. و لتعلم هي و زوجها أن ا تعالى ليس بينه و بين أحد من 
خلقه سبب و ل نسب، و أنه تعالى يعاقب العصاة  من الصالحين كما أنه تعالى يعاقب العصاة  
من غير الصالحين، و أنه ليس أحد بكريم على ا تعالى إل بقدر تقواه و استقامته على الجادة  
. 
و بعده عن الصرار على الذنوب و فزعه إلى الستغفار و التوبة و العمل الصالح 
: 
لكن الزوجين إن رُزقا بأولد ضالين – نسأل ا تعالى السلمة و العافية – عليهما فعل التالي 
أول :ً م الدعاء ، و هو سلح  ماض، و اللحاح  فيه و الستكانة و التضرع و النكسار 
قد يعجل بالفرج، و يأتي بما يشتهي الوالدان و يحبان 
ثانيا : النصح الدائم لهؤلء الولد، و إظهار الشفقة عليهم، و بيان الخطر الذي هم مقبلون عليه 
ثالثا : الحرص على توفير صحبة صالحة لهم، و منعهم من الختلط بأصحاب السوء 
بكل وجه ممكن من الترغيب و الترهيب 
رابعا : إن أصر الولد بعد هذا على ما هم عليه فينبغي على الوالدين أن يميزا بين 
.بين الصالحين من أولدهما و الطالحين، فيمنعان الخلطة بينهما ما أمكن
خامسا : عدم  السماح  لهؤلء الولد بممارسة معاصيهم في البيت كائنا ما كان المر 
و إجبارهم على مراعاة  حرمة البيت 
سادسا : إظهار المتعاض الشديد من تصرفات هؤلء الولد و الحرص على إنكارها 
و عدم  التهاون في ذلك أبدا 
سابعا : الهجر الجزئي أو الكلي لهؤلء الولد حتى يشعروا بفداحة ما صنعوه 
قال : 
رسول ا صلى ا عليه و سلم 
”: 
إن أول ما دخل النقص على بني إسرائيل كان الرجل يلقى الرجل فيقول 
يا هذا اتق ا و دع ما تصنع، ثم يلقاه من الغد فل يمنعه أن يكون أكيله و شريبه و قعيده“ 
أخرجه الترمذي، و أبو داود و ابن ماجة 
و ينبغي على الجهلة أن يكفوا عن لومها بقولهم : "لو كانت هذه داعية جيدة  لما كان أولدها كذلك" 
و هذا منهم جهل و تعدٍ ، إذ ل أحد يعلم ما بذلته الخت الداعية 
من أجل أولدها فل يجوز أن تتهم على هذا الوجه المجحف المتسرع 
نعم هناك داعيات يقصرن مع أولدهن لكن الحديث هنا مع من بذلت و أعطت ما عندها 
و ما تستطيعه، فل تحرن و ل تنكسر بعد ذلك إذا كان القضاء المقدور جرى على غير ما تحبه 
و تشتهيه لولدها، خاصة و نحن نرى أن عددا من الوالدات غير الملتزمات 
يكون أولدهن آية في الخلق و الدين و السلوك .
كم حسرة  لي في الحشا *** من ولدي و قد نشا 
كـنـا نشـاء رشـده *** فما نشا كما نشـا 
و قال أحد الشعراء 
و سميته صالحا فاغتدى *** بضد اسمه في الورى سائرا 
و هذا المام  ابن الجوزي صاحب الوعظ الرائق، و التأثير الفائق، و ممن اهتدى على يديه عشرات 
اللف من الناس، و اليوم  هناك دراسات علمية في الجامعات تحوم  حول النظريات 
،التربوية التي سطرها في كتبه، هذا المام  الذي قلّ  نظيره في الوعظ و التذكير كان له ولد عاق 
اسمه عليّ ، سرق مصنفات والده و باعها لما ابتلي ابن الجوزي و أصابته محنة من قبل 
،الحاكم و أخرج من بغداد لمدة  خمس سنوات، فانتهز الفرصة و باع الكتب 
و صار في صف المعادين لوالده الذي كان قد هجره قبل المحنة بسنوات
و هذا من أعسر المور على المرأة الداعية العاملة، و هو أن تجمع بين عملها في الدعوة و عملها 
في البيت، و بعض النسوة وفقن في هذا إلى حد كبير، لكن أكثرهن استسلمن لعمل البيت 
و تركن الدعوة كلا أو بعضا، فكم سمعنا عن نساء داعيات كن مشاركات بقوة في العمل الدعوي 
،،فتزوجن و أتى ا تعالى لهن بأولد فشغللن بهم أيما شُغغلل 
خاصة إن لم تُغرزق بزوج متفهم، فها هنا الطامة، و المجتمع السلامي في أمس الحاجة 
،إلى هذه المرأة الداعية، إذ أن عدد الداعيات من النساء قليل و نسبتهن إلى دعاة الرجال ضئيلة 
،و الهجمة على المرأة شرسة، لذلك كله عظمت الحاجة إلى كل امرأة داعية 
و ها هي بعض الخطوات العملية في هذه المسألة 
أ - الصل أن ترعى المرأة بيتها و أولدها، فإن فضل وقت فيمكن إنفاقه في الدعوة 
و إن عَسسُغر عليها توفير وقت للدعوة فلا تضيع أولدها و زوجها لتخرج إلى دعوتها و عليها أن تلجأ 
إلى بدائل أخرى سنذكرها لحقا إن شاء ا تعالى، هذا و قد قال النبي صلى ا عليه و سلم: 
”و المرأة راعية على أهل بيت زوجها و ولده و هي مسؤولة عنهم ..." متفق عليه 
– يجب على المرأة الداعية ابتداءً أ نفي المقولة القائلة إنه عليها القتصار على أولدها و زوجها 
ب ،و ترك دعوتها، فهذا ل يصلح لمثلها، فإن المال –بعد ا تعالى- معلقة بمثلها 
و تركها الدعوة هو تخلٍّ عن ثغلرة مهمة
ج – عليها أن تتفق مع عدد من مثيلاتها من الداعيات أن يتوزعن العمل بينهن بحيث يخف عليها 
العبء شيئا ما، و عليها القتصار في خروجها من بيتها على الحاجة التي ل بد منها 
د – يمكنها إلحاق أبنائها بالمراكز السلامية و حلقات تحفيظ القرآن الكريم ، فتضمن وجود 
وجود أولدها في أيدٍ  أمينة، و ليتوفر لديها بعضا من الوقت للدعوة 
إذا اتفقنا على أن شخصية الخت المسلمة ل بد أن تتربى على الجوانب الثلاثة: الثقافي و 
السلوكي و الحركي و أن الكل مطلوب، إذن فسلوك الزوجة يظهر في معاملتها لزوجها و أولده 
و ثقافتها تظهر عند القيام بواجباتها و طاعتها، أما حركتها فهي إعداد البيت المسلم 
،و معاونة زوجها على أداء واجبه الدعوي بجانب مساهمتها في توصيل دعوة ا تعالى لبنات جنسها 
إذن فدورها تجاه الدعوة و البيت مطلوب دون إهمال لي منها، و حتى ل يكون هناك تقصير 
فإنه ينبغلي للخت أن تراعي: 
* الحرص على كسب خبرات الخريات في الدارة المنزلية و أمور الطهي و سرعة الداء 
* الحرص على أداء واجبات و رغبات الزوج بحيث ل يؤثر عملها في الدعوة على أداء هذه الواجبات 
و ل بد أن تعرف الداعية أنه كلما زادت المودة بين الزوجين كلما تيسر لها أداء واجبات الدعوة ... 
دون استياء الزوج 
* التركيز على تربية الولد خاصة في الفترة الولى من عمرهم 
.و تعويدهم العتماد على النفس في بعض التصرفات البسيطة
،المرأة الداعية إن احتاجت أن تعمل خارج بيتها في وظيفة ما فإن العبء يكون ضخما عليها 
فإذا اجتمع إلى ذلك كونها ذات زوج و أولد فقد تضاعف عليها العبء أضعافا مضاعفة 
فماذا تصنع حينئذ؟ 
إليكِ  أختي بعض الخطوات التي قد تحل شيئا من هذا الشكال: 
أ – إذا كانت الوظيفة ذات طبيعة دعوية، مثل أن تكون المرأة مدرسة أو وكيلة مدرسة أو مديرتها 
أو ما شابه هذا من العمال فإنها قد تعد كافية في مزاولة المرأة دعوتها، و عليها بعد ذلك أن تتفرغ 
.لبيتها و أولدها، و ل تخرج إل لغلرض دعوي مُغلحٍ  ل يقوم بدونها 
ب – و إن لم تكن الوظيفة ذات طابع دعوي فإن على المرأة الداعية العاقلة أن تنظر في أمر 
الستمرار فيها إلى أن تجد وظيفة أخرى أنسب و الصق بدعوتها. و إن لم يمكن إيجاد وظيفة أخرى 
فإنه يمكن النظر من قبل بعض أصحاب الموال من أجل تفريغلها و تعويضها بمال مناسب كريم 
يحقق لها حاجتها، و في الوقت نفسه يحفظ للمجتمع جهدها في الدعوة، و كفالة الداعية من 
الرجال أمر معروف متداول، فلم ل يكون المر نفسه متحققا للمرأة. 
ج – و هناك من الوظائف ما يمكن أن يكون في البيت، و في ذلك أفكار متعددة، كأن تعمل في 
ما يمكن 
شبكة المعلومات (النترنت) موظفة في موقع معين، أو منسقة لبعض الهيئات، إلى آخر 
.أن يتفتق الذهن عنه من أعمال منزلية لها صبغلة دعوية و تدر مال مناسبا يقضي حاجة المرأة. 
،تلك كانت بعض العقبات الجتماعية التي قد تقف حائلا بين المرأة و دعوتها وجدها و اجتهادها فيها 
،و قد ذُغكرت بعض الحلول لكن المشكلة تظل قائمة تفتقر إلى توفيق إلهي و معونة ربانية 
.بحيث تستطيع المرأة تجاوز العقبات و التحرك الجيد اليجابي النافع، و ا الموفق.
عقبة ضعف 
العلم الشرعي 
العقبات العلمية 
و الفكرية 
و الثقافية 
عقبة ضعف 
المهارات و قلة 
التدريب 
عقبة ضعف 
الثقافة
هناك بعض العقبات أمام المرأة الداعية ناشئة من ضعف العلم الشرعي أو ضعف الجوانب الثقافية 
،العلم الشرعي حصن حصين للمرأة الداعية، يقيها شر النتكاس، و حمأة الرتكاس، و يقوي دينها 
.و يعظم يقينها، و يطلعها على اساسيات ل بد لها من فهمها إن أرادت ضبط دعوتها و إحسان عملها 
و كثيرات هن الداعيات اللواتي يعانين من ضعف في العلم الشرعي و قلة في تحصيله، و 
يستطعن أن يحصلن طرفا صالحا منه إن حضرن الدروس الشرعية و حافظن عليها، و بسماع الدروس 
الشرعية و حافظن عليها، و بسماع الدروس المسجلة للمشايخ المعتبرين، و بسؤال أهل العلم 
عما يشكل عليهن، كل هذا يساعد في تحصيل القدر المطلوب، و ل نعني بهذا أن تصبح عالمة، ل، و 
الدعوة ل تشترط هذا لكن أن يكون لديها قدر معقول من العلم الشرعي تستطيع به السير الصالح 
في دروب الحياة، و تمتلك به السلاح الذي يعينها على دعوتها و النجاح فيها، فإن أكثر النساء 
ينجذبن نحو من تملك العلم الشرعي أو طرفا جيدا منه، و قد تكون الداعية متميزة في طرحها 
الدعوي ذات شخصية قوية مؤثرة لكن بسبب ضعفها في مسائل من العلم الشرعي مهمة و حيوية 
و حيوية فإنها تفقد جزءا من تأثيرها و بريقها لدى الخريات، و قد تستولي على قلوبهن امرأة أخرى 
أقل شأنا منها و أضعف تأثيرا و مكانة، و قد تكون مشوشة ثقافيا و فكريا و دعويا 
.لكن هذا بسبب تقصير تلك المرأة في تحصيل ما تحتاجه من العلم الشرعي فحلّتت هذه مكانها
بعض الداعيات يستغلرقن جل وقتهن في دقائق علم معين، - 1 
فالفضل الجمع. 
،قد ل يحتجنه في دعوتهن 
بعض الداعيات يصيبهن شيء من الزهو و العتداد بأنفسهن بسبب تحصيلهن طرفا من العلم - 2 
الشرعي، و تغلدو ملطخة بقدر غير قليل من التعالم و التعالي، و هذه المسكينة لم تفهم أن المراد 
، من العلم هو العمل، و أنها بدون عمل يصبح العلم الشرعي حجة عليها ل لها 
فنعوذ بالله تعالى من الخذلن و تلاعب الشيطان. 
عدد من النسوة الداعيات ممن تعلمن العلم الشرعي لم يفهمنه حق الفهم، و لم يهذبهن العلم - 3 
، الشرعي حق التهذيب، فانقلبن يؤثمن المخالف، و صرن يبدعن و يفسقن بدون وجه حق 
، و نسين أن أس الدعوة و أصلها هو مراعاة أدب الخلاف، و الحرص على جمع الصف و اجتماع الكلمة 
و كان يمكن لهن أن يستفدن من علمهن الشرعي في شد الواصر الجتماعية، و تعميق الخوة 
، اليمانية. لكنهن اخترن سبيل المخالفة، و طريق الشقاق فنبذتهن القلوب، ومجَّتهن النفس 
و انفضت عنهن جملة من النساء كن بأمس الحاجة إليهن و إلى علمهن و فقههن، و ا المستعان
-2 
تحصيل قدر مناسب من الثقافة شرط مهم لنجاح الخت الداعية في دعوتها 
و الثقافة قسمان: ثقافة إسلامية و ثقافة عالمية، فالثقافة السلامية تحصن الخت من الشبهات ، 
و تفهمها دينها على وجه تعتز به و تدفع عنه، و تحسن به رعاية زوجها و أولدها، و تجيد به 
التعامل مع الخريات، و كذلك ثقافتها السلامية تسمح لها بالطلاع على أمهات الكتب المؤثرة و 
التي تستطيع أن تمل بأحاديثها المجالس و المنتديات 
أما الثقافة العالمية فهي مهمة لتنجح في دعوتها على وجه مقبول خاصة إذا أرادت أن تدعو 
مثقفات متميزات أو متعلمات تعليما عاليا، و الثقافة العالمية تعمق فهم المرأة فيما يدور حولها من 
أحداث، و ما يقوم من دول و أنظمة، و مؤسسات، بحيث تستطيع الحصول على المعلومات المهمة 
التي تستطيع بها المقارنة بين شريعتها و كمالها، و بين شرائع الخرين و نقصها على وجه 
و كذلك القول في معرفتها للمذاهب الفكرية الهدامة كالحداثة مثلا،ً أ و معرفتها للفرق الضالة 
و الغلزو الفكري، و المكر اليهودي، و التخطيط الصليبي، و التنصير المسمى زورا بالتبشير، و هكذا 
فمن لم تفقه هذا كله،فماذا فهمت و ماذا عرفت؟ و ماذا ستقول لبنات جنسها إن لقيتهم؟
و الناظر لحال النساء الداعيات يرى أن كثيرا منهن يفتقدن الحد الدنى لهذه الثقافة، و ل يكدن 
يعرفن ماذا يدور حولهن معرفة مناسبة، و ل يفهمن مسائل في السلام هن بأمس الحاجة 
إلى فهمها خاصة ما يتعلق بالنساء، و الشبهات الدائرة حول الحكام المتعلقة بهن ل سيما 
في هذا العصر، أي نستطيع أن نقول إن وعيهن ضعيف أو أقرب إلى الضعف. 
و تبعا لذلك ترى كثيرا ممن يٌسسَسمَسينَس داعيات ل يستطعن ابتداء الحديث اللبق في المجالس 
و ل المشاركة الجيدة عندما يثار نقاش ما، و إذا أردت معرفة السباب فسيكون ذلك 
ضعف الحصيلة الثقافية إلى حد مفزع، و العتماد على مكنون سابق قد قلّتت جدواه منذ زمن طويل 
نعم إن النساء قد يستهويهن الحديث العاطفي الوعظي القصصي أكثر من الحديث الثقافي 
الفكري لكن لبد من الستزادة من الثقافة و المزج بينها و بين أحاديث العاطفة 
حتى تستطيع المرأة بناء شخصية متوازنة
* من المناسب علاجا لهذين المرين أن تنشر رسائل و كتب خاصة موجهة للمرأة 
لتعميق علمها و ثقافتها و فهمها لدينها 
* -و أن تنشر الرسائل الجامعية و غيرها التي تؤلفها النساء –بعد أن يتخير النافع منها 
على نطاق واسع، فهي أدرى بكيفية مخاطبة بنات جنسها. 
* و أن تكون هناك رابطة للنساء المثقفات اللواتي يجمعن بين الفهم و الوعي و الدين. 
* إقامة ندوات و ديوانيات في البيوت و المؤسسات الثقافية و الخيرية و التربوية لنشر 
الثقافة السلامية و العلم الشرعي المناسب للنساء.
على الداعية الواعية أن ترتقي بنفسها دوما، و أن تعمل على استكمال جوانب القوة في قدراتها 
و شخصيتها و تجنب أسباب الضعف، و ذلك يتحقق في ضوء تدريب متواصل، و التحاق بدورات 
متنوعة تساعدها و تأخذ بيدها، بيدها، و لضرب مثال واقعيا على هذا أل و هو التعامل 
مع وسائل التقنية الحديثة؛ إذ هي من أبواب إحسان الدعوة و ضبطها و إيصالها إلى أكبر عدد 
ممكن من الناس، فمن ذلك أن عليها أن تتقن التعامل مع الحاسب اللي –الكمبيوتر- التقان 
المناسب الذي يهيئ لها الستفادة منه في دعوتها، و كذلك يجدر بها إتقان التعامل مع شبكة 
المعلومات –النترنت- و في ذلك خير كبير، و تواصل مع معلومات مهمة ل غنى لها عنها و ل تتيحها 
وسائل العلام المعتادة غالبا، و أيضا يمكن التنسيق مع عدد من المؤسسات الخيرية 
و الثقافية عبر شبكة المعلومات هذه و المشاهد أن الكثرة الكاثرة من الداعيات لم يستطعن إتقان 
مع هذه الوسائل و مثيلاتها إلى الن، و لعل ذلك بسبب قلة ذات اليد، أو النشغلال التام 
لكن لبد مما ليس منه بد، و عليها أن تبذل جهدها حتى تصل إلى إحسان استخدام هذه الوسائل 
التي يستخدمها أعداء السلام في بث كيد كبير و مكر ضخم فلا بد من مواجهتهم 
و قد رأينا بعض النساء قد أحسنّت استخدام الوسائل التقنية في دعوتهن فعادت عليهن و على 
الدعوة بخير كبير ،و اليوم قد انتشرت معاهد التدريب على المهارات المتنوعة، و سهل اللتحاق بها
و لم يعد للداعية عذر في الجهل بهذه المهارات و ل بعد الخذ بوسائل الرتقاء بالقدرات 
فلتمض قدما في تعلم كل ما تحتاجه من فنون الدعوة 
و آلتها و لوازمها حتى تلج دعوتها القلوب بيسر و سهولة، و 
و تحوم حولها المحبات و المعجبات بسمتها و هديها و طريقتها
العقبات 
النفسية 
-2 عقبة الشعور 
بالقصور 
-2 عقبة الشعور 
بالقصور 
-1 عقبة الشعور 
بالتقصير 
-1 عقبة الشعور 
بالتقصير 
عقبة المرراض 
عقبة المرراض 
القلبية 
القلبية 
-5 عقبة الشعور 
بالكسل 
-5 عقبة الشعور 
بالكسل 
-3 عقبة الخوف 
مرن الرياء 
-3 عقبة الخوف 
مرن الرياء 
-4 عقبة الشعور 
بالخجل 
-4 عقبة الشعور 
بالخجل
، و هذا مرض صعب، و الداعية إذا غلب عليها هذا الشعور أحبطها، و أيأسها 
و قنّتطها من نجاح دعوتها، لكن ليكن هذا الشعور مثل ملح الطعام 
،الذي يكسبه مذاقا سائغلا و ل يتضرر الطعام به 
و ليكن هذا الشعور مثل اللذعات التي يستيقظ بها النائم و يتنبه بها الغلافل، فهذا هو المطلوب؛ 
إذ رضاها عن نفسها بالكامل مرض 
،و المبالغلة في الشعور بالتقصير و جلد الذات هو مرض أيضا 
و المر الوسط الخيار هو أن تكون بين هذين المرين 
و وسطا بين نقيضين
،و هذا مرض منتشر، و أسميه التواضع الكاذب و الخجل الخادع 
و هو مشكلة كبيرة في حياة الرجال و النساء على السواء، لكنه في النساء أكثر؛ 
،إذا يقل فيهن من تشعر بالقوة و الجدارة للتصدر و الفادة 
،و يكثر فيهن المنسحبات من الصف و العتذار بشتى العذار 
و الدليل هو النقص الكبير المشاهد في صفوف النسوة الداعيات مع وفرة أعداد المتخرجات 
منهن في كليات الشريعة و الدعوة و أصول الدين 
و العجيب أنه بسبب أن أكثر المتخرجات في تلك الكليات قد تخلين عن مهمتن 
برزت نسوة داعيات من كليات الطب و العلوم و الدارة و القتصاد و غيرها 
ليتسلمن الراية و يتصدرن الصفوف، و هذا ليس بعيب 
لكنه قصور من أولئك 
.اللواتي كن الجدر –بحكم تخصصاتهن- بقيادة المجتمع النسوي و نشر الدعوة فيه 
و ل خيار أمام المرأة الداعية إل أن تنفي عنها هذا الشعور المميت، و تقبل على الدعوة و العمل؛ 
و لتقدم ما عندها و ل تلتفت إلى مثل هذه العوائق، و لتعزم و لتتوكل على ا تعالى 
و لتقبل فإن الحال ل يحتمل التأخير و النكوص.
، وهو عائق نفسي ينشأ عن المبالغلة في التحسس من الرياء، والخوف من الوقوع في النفاق 
،نتيجة لعدم فهم النصوص الشرعية، مع الورع الناشيء من عدم التمييز بين ما تتناوله النصوص 
،وما ل يدخل فيها , فيفضي ذلك ، لدى كثير من الصالحات، إلى ازورار، وانسحاب 
وإزراءٍ  بالغ على النفس يمنعها من العطاء والمشاركة ؛ بل ربما منعهن ذلك من فعل بعض 
، العبادات الخاصة ،ولبد أن تتيقن المؤمنة أن كثيرا من شرائع الدين ل تتم إل علانية 
، و ل بد أن ينتدب لها من يقوم بها قدر الطاقة، وإل تعطلت مقاصد الشريعة 
، وفروض الكفايات، وأثم الجميع , والواجب على المؤمن والمؤمنة تصحيح نيته الولى 
،وعدم اللتفات إلى المزعجات الشيطانية التي تتلبس بلبوس الورع الكاذب 
فتفوت على العبد مصالحه، وعلى المة رسالتها. 
،عن أبي ذرٍ  رضي ا عنه 
أرأيت الرجل يعمل العمل الخير، ويحمده الناس عليه ؟ 
قال: قيل لرسول ا صلى ا عليه وسلم: 
قال ( تلك عاجل بشرى المؤمن ) رواه مسلم 
(من سرته حسناته،وساءته سيئاته فذلك المؤمن ) 
وقال: 
رواه أحمد والترمذي، وقال: حسن صحيح غريب 
وقال الفضيل بن عياض، رحمه ا ,ترك العمل من أجل الناس رياء 
والعمل من أجل الناس شرك, والخلاص أن يعافيك ا منهما.
وهو نوع من أنواع الحياء غيرُغ محمود,وأصل الحياء،كما قال الجرجاني: 
: انقباض النفس من شيء، وتركه حذرا من اللوم فيه ,وهو نوعان 
نفساني : وهو الذي خلقه ا تعالى في النفوس 
، كلها؛ كالحياء من كشف العورة 
وإيماني : وهو أن يمنع المؤمن من فعل المعاصي خوفا من ا تعالى 
.التعريفات : 126 
،فالخجل، إذا، نوع من الحياء يمنع المؤمن من فعل بعض الطاعات 
, أو من تحصيل بعض المصالح، خوفا من الخَسلق 
:وقد قالت عائشة، رضي ا عنها في نساء النصار 
( نعم النساء نساء النصار؛ لم يمنعهن الحياء أن يتفقهن في الدين) 
، ومن شواهد الخجل المذموم ، عند بعض الخوات، تخاذلها عن إنكار المنكر في المناسبات العامة 
، كحفلات العراس، ونحوها، وعدم الحتساب على بنات جنسها في السواق والمتنزهات 
مما يؤول بها إلى أحد حالين 
إما النسحاب من الحياة العامة، أو استمراء المنكر، وغض الطرف عنه :
،فينبغلي للخت الموفقة أن تتخطى حواجز الخجل 
،وأن تكتسب الجرأة الدبية، والشجاعة المعنوية 
، والدربة على اللقاء، والمحاضرة، والحوار 
, والمجادلة بالتي هي أحسن 
ول بأس في هذا الصدد أن تنمي قدراتها عن طريق اللتحاق بدورات المهارات الشخصية 
، فإن العلم بالتعلم 
والحلم بالتحلم 
.
، الكسل آفة توهن النفس، وترخي البدن ؛ فإذا بضحيته يستصعب السهل 
ويستطيل الطريق، ويكثر الحتمالت، ويقع في دوامة التسويف، فيصبح أمره فرطا؛ 
لذلك كان النبي صلى ا عليه و سلم في الحاديث الثابتة عنه يتعوذ من الكسل. 
,وعلاج هذا الداء العزيمة، والتوكل، والستعانة بالله، وإصلاح التفكير 
.و قراءة سير العظماء من العلماء و الدعاة و المصلحين 
zzZ 
Z
،مثل الكبر و الغلرور و التعالي، و الحسد، و الغلل، و الحقد، و سوء الظن 
و التشاؤم إلى آخر تلك القائمة السوداء التي قد تصاب الداعية بشيء منها 
،مما يؤدي إلى إخفاقها و ربما إنهاء حياتها الدعوية، فلتعتصم الخت بالله 
و لتحرص على نفي كل تلك المراض عنها 
.حتى تثمر دعوتها و يفلح عملها
و هي عقبة كؤود تتحطم لديها الجهود، و تتبخر معها المال، فكم من داعية 
يمتلئ رأسها بأفكار كثيرة، و مشروعات نافعة، و لديها من الهمة و الحماس و الرشد 
ما يكفل نقل تلك الفكار و المشروعات من عالم المثاليات 
إلى عالم الواقع ماثلة للنظار لكن المشكلة هي قلة المال –أو ندرته- اللازم 
،لتحقيق ذلك 
و هذا أمر واقع تعاني منه النساء خاصة في الدول الفقيرة، حيث يكابد الدعاة 
و يجاهدون من أجل توفير الحد الدنى من المال اللازم 
،لتحقيق ما ل بد من تحقيقه من أمور الدعوة 
أما في الدول الغلنية فإن مشكلة الكثرة الكاثرة من المتبرعين 
– أنهم يريدون بناء المساجد 
-و لو في بلد فيها من المساجد ما يفيض عن حاجتها النية و المستقبلية 
،و يريدون كفالة اليتام و بناء المدارس 
، و كل ذلك حسن، لكن المتبرع لنقل أفكار الدعاة إلى مشاريع مهمة عدد قليل جدا 
و ليس أمام الداعية الحصيفة إل أن تتصل بعدد من الوجيهات و المؤثرات اللواتي يملكن المال 
،و من ثم تحسن عرض بضاعتها عليهن، و تعمل كل ما في وسعها لقناعهن بأهمية عملها 
،و لتتوصل إلى ذلك بكل من يمت إليهن بصلة حتى تتمكن من الوصول إلى عقولهن و قلوبهن 
و ليس من بأس أن تحاول الداعية أن توصل كل ما عندها من مشاريع و أفكار 
إلى ذوي الموال من الرجال عسى أن يلتفت إليها واحد منهم 
.و يجود عليها بشيء يمكنها من تحقيق ما تصبو إليه
و هناك بعض المؤسسات الخيرية و الثقافية و التربوية- 
يمكن أن تتبنى بعض المشروعات 
الجيدة كلا أو جزءا فلتحرص الخت الداعية على إيصال فكرتها 
إلى القائمين على تلك المؤسسات 
. 
و هناك بعض المشروعات يصح إعطاء الزكاة - 
لتحقيقها كلها أو شيء منها 
-على اختلاف في الفتوى في هذه المسألة– 
فلتحرص أيضا الخت الداعية على الستفادة من أموال الزكاة 
.حينئذ فإن النفوس بها أسخى
-1 تنسيق العمل 
النسائي و ترتيبه 
-2 استغللال زمن 
الحرية و المن 
-3 كيفية طَسرْقق 
الموضوعات الحساسة 
-4 تحصيل الشهادات العليا 
-7 القدرة على 
التأثير و التوجيه 
-8 المشاركة في 
وسائل العلام 
-9 دعوة الوجيهات 
و المؤثرات 
-10 العناية بصغليرات السن 
-5 المبادرة إلى التأليف 11 -العناية بالترفيه والترويح 
-6 امتلاك القدرة الخطابية 12 -توريث الدعوة
هناك معالم في طريق الدعوة قد تفيد معرفتها 
و الخذ بها أخواتنا الداعيات، و تعظم من أثر دعوتهن 
و هي كثيرة 
لكن سنعرج على بعضها لما لها من أهمية في هذا العصر، فمن تلك المعالم الهاديات 
، هناك بلاد إسلامية فيها عمل نسائي منظم قوي، له ضوابط و قواعد، و هيكل و عوايد 
، و مثل هذا العمل تكون المرأة الداعية فيه لبنة من بناء، و جزءا من كل 
فهذه تكمل عمل تلك، و واحدة تدفع عن الخرى و تقوم مقامها إن قامت الحاجة لذلك 
،في ظل تخطيط محكم و تنسيق منضبط 
.بعيد عن العشوائية و الفوضى و العفوية و المزاجية التي تقتل العمل
أما البلد التي ليس فيها مثل ذلك التنظيم و التنسيق فإنه قد يعسر على المرأة فيها 
،الستمرار في دعوتها على وجه قوي منضبط 
و قد تشعر أنها مثل جزيرة منقطعة في محيط خضم، و هذه الداعية قد تبدأ في دعوتها و جهدها 
،ل عند انتهاء جهد الخريات بل تبدأ من حيث بدأن 
،و ليس هذا من جهل بأصول الدعوة لكنها جهلت أعمال الخريات و جهدهن 
،و ذلك بسبب عدم وجود عمل دعوي قوي مرتب منظم يأخذ بعضه بحجز بعض 
،و يظل في تصاعد تراكمي إلى أن يؤتي ثماره 
و الحل في هذه المشكلة 
أن تتداعى الداعيات إلى ترتيب العمل فيما بينهن و ينسقنه و ينظمنه 
حتى ينفع ا تعالى بجهدهن على وجه جيد متكامل 
،و يمكن للمؤسسات الخيرية أو الدعوية أو التربوية أن تبتدئ مثل هذا الترتيب و التنسيق، 
.و تدعو الداعيات إلى النتظام في هذا السلك المبارك 
و ل بأس أن يساعد الرجال النساء 
في وضع بذور العمل المؤسسي المنظم 
.فإنهم أسبق إلى هذا و أعرف به، و أكثر ضبطا و ممارسة
و لقد وجدنا من الثار النافعة لترتيب العمل النسائي في البلد العربية و السلمية 
ما يشجع على سلوك هذا المسلك، و دخول هذا المعترك 
،فالهجمة على النساء المسلمات عظيمة، و جهود العداء لفسادها هائلة 
،و معظم تلك الجهود تنبعث من تنظيم قوي و تكتل متكامل يساعد بعضه بعضا 
-فكيف نواجه ذلك بجبهة مفككة –إن صح أن يطلق على العمل النسائي غير المرتب جبهة 
، و نفسيات محبطة 
،و ل يوجد شيء قوي يشد من أزر النساء العاملت الداعيات 
.فيبصرن به الضياء القادم و المل المنتظر 
،وترتيب العمل النسائي و تنسيقه ضامن ليصال الدعوة إلى المجتمعات النسائية 
، و ضامن لتأسيس عبادة الشورى، و تحقيق الطاعة و النضباط 
،كما أنه يتجاوز عقبة مهمة تعاني منها بعض الداعيات 
،و هي عدم تجاوب بعض الداعيات معها في همها الدعوي، و انشغالهن بأمور مرجوحة 
،و هذه العقبة يمكن أن تقضي على جهد الداعية و حماسها و انطلقتها 
،فإن اندرجت في عمل مؤسسي منظم تجاوزت هذه العقبة 
.و شعرت بتعاون أخواتها معها و مساعدتهن و مؤازرتهن
,هناك بلدان عربية وإسلمية وعالمية تتمتع بقدر ل بأس به من حرية الدعوة إلى ا تعالى 
، وهناك بلدان ابتليت بتضييقات ل حصر لها. و ا يبتلي من شاء بما شاء سبحانه 
، لكل أفعاله حكمة جل جلله 
,فمن كانت من النسوة الداعيات فى بلد تتمتع بحرية العمل و النطلق, 
,فإنه ينبغى لها أن تنتهز الفرصة للعمل على التمكين لدين ا تعالى 
، ما استطاعت إلى ذلك سبيل و بكل الوسائل المتاحة، وذلك للسباب التالية: 
،إن دعوة الداعية و انطلقتها تعد من جملة شكر نعمة ا تعالى عليها أن مكنها 
و مهد لها قلوب العباد؛ إذ كم من امرأة مسلمة صالحة عاملة تشكو إلى ا تعالى 
،من تسلط الطغاة و الظلمة في بلدها 
،الذين وصل بهم الحال –كما في تونس- إلى منع الحجاب في المدارس و الجامعات و أماكن العمل 
.فالداعية التي تعيش في أماكن كهذه يعسر عليها أمر الدعوة جدا 
فالداعية في بلد آمنة عليها أن تشكر نعمة ا تعالى عليها و تقوم على الدعوة خير قيام.
فإن الزمان دائم التحول، و الحوال سريعة التقلب، و 
،ل يدري أحد أتطول مدة المن و المان و الحريات المفسوحة في بلد ما أم تقصر 
،فلهذا كان لزاما على الخوات الداعيات فهم هذه المسألة 
و المسارعة إلى الدعوة و العمل 
.قبل أن يدهمهن ما لم يكن في حسبانهن 
و أمريكا أقرب مثال على ذلك، فقد كانت هي البلد المثالية 
،في حرية الدعوة و العمل و التحرك 
فلما ابتلى ا تعالى المسلمين في تلك البلد بما ابتلهم به 
.صاروا يتحسرون على اليام الخوالي 
فالعاقلة إذا هي من تسارع للدعوة 
و لتمكين دين ا تعالى في الرض 
قبل تغير الزمان و فساد الحوال
لما لهذه المؤسسات من أثر قوي قد يتعدى إلى بلد إسلمية كثيرة، كالمؤسسات 
،التي اُننشئت في الكويت 
(و أيضا في القسم النسائي في (الندوة العالمية للشباب السلمي 
، التي نفع ا تعالى بها كثيرا و لله الحمد 
.و لها فروع في أنحاء العالم 
،فينبغي تأسيس مثل هذه المؤسسات ، و الستفادة من القائم منها 
،و ضبط توجهها السلمي، و التنسيق بين تلك المؤسسات 
،و أن يكمل بعضها بعضا 
و ذلك من خلل إقامة مؤتمرات مشتركة 
.و لقاءات لتنسيق المواقف و الستفادة من الخبرات المتنوعة 
و من أحسن أوجه الستفادة من هذه المؤسسات 
،هو توجيه النساء و الفتيات إلى المشاركة في أنشطتها 
.و العمل من خللها
إن البلد المنة المطمئنة يمكن فيها إعداد مجموعات كبيرة من الداعيات 
،يتعدى أثرهن إلى العالم كله 
-فإعداد داعية جيدة موفقة خير من دعوة الجم الغفير من العاميات –و في كل خير 
، فهذه الداعية سيكون لها أثر كبير في بنات جنسها 
،و سيهدي بها ا تعالى و يفتح بها قلوبا غلفا 
، و أعينا عميا 
،و آذانا صما 
و حبذا لو كان هناك معهد متخصص في كل بل 
لعداد الداعيات فسيكون له أثر عظيم.
،و المجتمع المن الحر مليء بالفرص الرائعة 
و حري بالداعية أن تنتهزها و تستغلها لصالح دعوتها، فمن تلك الفرص –وهي كثيرة :- 
طرق, أبواب الجمعيات و المنتديات النسائية - 1 
إيصال الدعوة إلى المشاغل النسائية، و المتنزهات العامة، و غيرها عن طريق توزيع 
الشرطة و الكتيبات، أو الوعظ المباشر، أو المر بالمعروف و النهي عن المنكر 
.العناية بالعمل في القرى و الرياف، فأهلها ما زال كثير منهم على فطرة حسنة 
المشاركة في حملت الحج و العمرة الكثيرة، و استغلل هذه الرحلة اليمانية استغللً،  
فكم هدى ا تعالى فيها من أناس. موفقا جيدا 
إقامة فروع نسائية لمكاتب دعوة الجاليات 
تتولى العناية بالنساء الكافرات و محاولة هدايتهن 
فتح مكاتب استشارية للسرة و إصلح ذات البين 
.و هناك الكثير من الفرص القريبة من الخوات الداعيات، و ما ذ كر فمثال 
،و قد نذكر أمثلة أخرى في ثنايا الدروس 
،و الفرصة إن لم تنتهز فهي غُنصة، و تورث الندامة و الحسرة 
في انتهاز الفرص - و نورد هنا موقفين توضح ما نريد –على وجازتهما
الموقف الول: 
امرأة فاضلة و داعية موفقة أُندخلت المستشفى، و رغم ما لها من وجاهة و نسب 
إل أنها رفضت أن تكون في غرفة مستقلة 
و قالت: أبقى مع المريضات في غرفة مشتركة حتى أدعوهن، و كان لها ذلك 
-فتوطدت علقتها بالمريضات، و دعتهن إلى الخذ بالسباب و التوكل على ا –عز و جل، 
و أوضحت لهن في أيام ما ل يستطيع غيرها في شهور لقرب المكان و كثرة الفراغ. 
:الموقف الثاني 
امرأة إذا ذهبت إلى الحرم المكي أو المسجد النبوي 
، بذلت نفسها لتعليم المسلمات أمور دينهن، و حثهنّ  على الحجاب الشرعي 
إحداهن رأت مجموعة من الفتيات من دولة عربية كاشفات الرأس 
،و عندما سألت عن حضور الشابات بهذه الصورة 
قلن لها: نحن عضوات فريق كرة الطائرة في بلد ... و أتينا للعمرة. 
عندها بدأت الموفقة في الدعوة إلى ا –عز و جل- فما خرجت حتى تحجب بعضهن 
و قد رأيت رسالة من إحدى اللعبات أرسلتها إلى الداعية من بلدها 
و بشرتها بأنها بدأت تبث في نفوس اللعبات التمسك بالحجاب و الستر و العفاف! 
فانظر ي أختي 
إلى الثر الكبير 
،و التحول السريع من لعبات كرة طائرة سافرات كاشفات 
إلى متحجبات متسترات 
(القصتان من كتاب (كيف أخدم السلم
إن الداعية الحصيفة العاقلة هي التي تعرف كيف و متى تتحدث 
،عن الموضوعات الحساسة المهمة في مجتمع ما 
،ذلك أن خطابها مع الناس قد يخفق و يتعثر ما لم تراع هذه القضية 
و إنما قلت هذا لن عددا من الداعيات يطرقن الموضوعات ذوات الحساسية 
، طرقهن للموضوعات الخرى 
،و بعضهن يجهرن برأيهن في مجتمع قد ل يوافقهن على هذا الرأي 
،و بهذا يخسرن جملة من النساء كان يمكن مداراتهن بأحسن من هذا الصنيع 
و مثال هذا كثير، أجتزئ منه التالي : 
، أ - بعض الداعيات يرين رأيا فقهيا معينا يستقينه من مدرسة فقهية معينة 
فيظللن يصدعن بهذا الرأي على وجه ل يراعين فيه ما ترى المخاطبات 
من آراء أخرى تسود في مجتمعهن، فمثل هذا ل ينبغي، و قد يحدث فتنة 
و مثال على هذا 
بعض الداعيات اللواتي يرين كشف الوجه و أنه جائز 
،فيذكرن رأيهن هذا في مجتمع ل يرضى عن غطاء الوجه بديل،ً، و ل يلتفت إلى من يقول بغيره 
،فصدع الداعية برأيها في ذلك المجتمع مما ل يعد من الحصافة بحال،و ل من اللباقة بوجه 
بل تحتفظ به لنفسها و لمن يساعدنها على هذا و يرينه 
و ليس هذا من التذبذب بحال، و ل من كتمان الرأي و التجاه، بل هو من مراعاة الحال 
و الحكمة التي أمر ا تعالى بها في قوله 
اُندعُن إلى سبيل رَبِكَ بالحكمةِ و الموعظةِ الحَسَنَةِ، و جادلهم بالتي هيَ أحَسن
،ب – و بعض الداعيات لها توجه فكري معين ل يقبل به مجتمع ما 
نعم إن توجهها هذا موافق للشرع غير مخالف له 
، لكنه قد يكون غريبا على المجتمع في بعض جوانبه 
،فينبغي -و الحالة هذه- أل تجاهر به و أل تطرق, منه إل ما كان موافقا للمجتمع 
، غير غريب فيه 
،و لتصدع به بين قريناتها الموافقات لها فهو أحكم و أجدر 
،و أوفق لدعوتها، و أدعى لجلب القلوب إليها، و دوران النساء حولها 
و هذا من الحكمة المأمورة بها. 
، ج – هناك موضوعات ذات طابع سياسي ل يحسن أن تطرق, في كل وقت 
،و قد ل يحسن أن يُنتبنى فيها رأي من الراء في بعض الحيان 
،فتترك و ل تطرق,، و إن سُنئلت عنها الخت الداعية فعليها أن تتخلص بلباقة و ذكاء 
،و هذا لن إجابتها و الدلء برأيها في هذه الموضوعات أمر قد ل يحمد عقباه 
فل ينبغي للخت الداعية أن تسارع للحديث عن قضية تشغل بال الكثير 
،في الساحة حديثا سطحيا غير موثق 
و ل مدلل عليه، فهذا ينقص من قدرها، و يطعن في مصداقيتها.
، هذا العصر الذي نعيش فيه هو عصر التخصص في كل شيء 
، و هو عصر الشهادات العلمية الموثقة 
و قد كان بعض المشايخ يقولون: اعتنوا بطلب الشهادة 
لنها هي التي تعبد الطريق لكم إلى عقول الناس 
،و ربما قلوبهم 
، و قد حصل عدد كبير من الرجال على شهادات عليا في مجالت متعددة 
، منها الشرعي و الدعوي، لكن نصيب المرأة في ذلك محدودا مقارنةً،  بالرجال 
،على أنهن بدأن يسلكن الطريق الصعب الشاق, مؤخرا على وجه ل بأس به 
و إنما نريد من حديثنا عدة أمور هي : 
، أ – الشهادة العليا هي الشهادة الجامعية التي قد حازتها نسوة كثيرات 
.ثم شهادة الماجستير و الدكتوراه التي قد حازتها قليل من النساء الداعيات 
، ب – يفضل للمرأة الداعية أن تسلك سبيل التخصصات الشرعية أو الدعوية 
،على أن المجتمع بحاجة إلى كل التخصصات 
، لكن أثر التخصصات الشرعية و الدعوية أقوى و أوقع في النفوس 
، لكن ل يعني هذا أن المرأة التي تخصصت في العلوم الطبيعية ل أثر دعويا لها 
كل فكم رأينا من داعيات طبيبات أو ذوات تخصص علمي محض 
كان لهن أثر كبير في مجتمعاتهن 
.لكننا نقول إن التخصص الشرعي أو الدعوي قد يفيد المرأة في كثير من المجتمعات أكثر من غيره
ج – على الداعية أن تدرك أن سلوكها طريق الشهادة العليا له ثمن باهظ و ضريبة موجعة 
،خاصة إن كانت ذات زوج و أولد 
، و إن كانت موظفة فقد تضاعف عليها الحمل الثقيل 
،فل بد لمن تريد أن نسلك هذا الطريق أن تكون ذات همة عالية 
،و جهد كبير لئل تقف و تعجز أثناء الطريق، و لئل تترك دعوتها في سبيل هذه الشهادة 
، و بعض الخوات قد تسلك هذا الطريق من أجل الحصول على الشهادة فقط 
،و يتركن الجد و الجتهاد في تحصيل المواد على وجه جيد مناسب بحجة الدعوة و البيت و الولد 
،و ينتج عن هذا المسلك قصورا و ضعفا في التحصيل الشرعي أو الدعوي أو العلمي 
فكيف تستطيع الداعية بعد ذلك أن تتصدر المجالس 
و تزعم أنها متخصصة في الشريعة أو الدعوة 
بينما هي لم تحصّل إل الحد الدنى الذي حصلت به على الشهادة؟ ! 
و قد سمعنا عن نساء حصّ لن أعلى الشهادات 
، لكنهن لم يكن على مستوى جيد من الفهم و القدرة على الستفادة من هذه الشهادة 
و بعضهن يُنسألن عن مسائل في الشريعة التي تخصصن فيها 
الجابة، و كل ذلك مرده إلى ضعف التحصيل –و قد تكون من بديهيات العلم- فل يستطعن
د – حيازة الشهادة ل تعني النقطاع عن التحصيل 
،إذ الشهادة العليا تمكن من مفاتح العلوم 
،و يبقى بعد ذلك المراجعة و القراءة المستمرة 
.و الطلع الجيد لتحافظ المرأة على ما نالته من علوم و حازته من قواعد الفنون 
و كم سمعنا عن متميزات فقدن تميزهن بسبب انقطاعهن عن الدرس 
،و التحصيل بعد الشهادة الجامعية 
فاجتمع عليهن ضياع الزمان الطويل 
الذي بذلنه في سبيل تحصيل الشهادة 
.مع ضعف الحصيلة العلمية، فكأنهن لم يصنعن شيئا
من المناسب أن تبادر الداعيات صاحبات القدرة على الكتابة 
بلغة رصينة سليمة و أسلوب سلس أن يبادرن إلى التأليف 
،في الموضوعات التي تهم النسوة و خاصتهن 
،و ذلك لن مساهمة المرأة في عالم الكتب ضعيفة 
، و مساهمة المرأة الداعية أشد ضعفا 
،و الرجال –في الغلب- هم الذين يصنفون المؤلفات النسائية 
.إل أن المرأة الداعية أقدر على تلمس مواطن الحاجة لو أحسنت التأليف فيها 
و هناك جملة من الرسائل العلمية الشرعية و الدعوية 
لعدد من النسوة الداعيات في عدد من الجامعات 
.لكنها ل تزال حبيسة الرفف تنتظر من يمد إليها يدا حانية حتى ترى النور 
و المرأة الداعية يجدر بها أن تتدرب على الكتابة عن طريق تأليف المطويات و النشرات أولً،  
،التي تحتاجها المرأة في المواسم كالحج و رمضان 
.و كذلك بعض المطويات و النشرات التي تعالج عددا من المشكلت النسائية المتنوعة 
و ما أحسن أن تكتب المرأة الداعية ذكرياتها 
و تجاربها الدعوية في مصنفات تتركها مَعْلََمَا و ضياءً،  لبنات جنسها 
.تساعدهن على تحمل مشاق, الدعوة و الصبر عليها
،هناك داعيات يحسن الحديث مع الخريات 
،و يستطعن المناقشة على وجه ل بأس به لكن إن كان الجمع قليل محدودا 
، لكن المشكلة أن القادرات منهن على الحديث في الجموع الكبيرة عدد قليل 
.!و اللواتي يستطعن التصدر في المجالس الخاصة بالنساء عدد قليل أيضا، فما العمل؟ 
ينبغي للخت الداعية التي ترغب في سعة التأثير و إحسان الخطاب أن تصنع ما يلي: 
أ - أن تحوز قدرا جيدا من الثقافة السلمية و العلمية، و قد ذكرنا ذلك بشيء من التفصيل 
. 
ب – أن تحوز قدرا معقول من العلم الشرعي تستطيع به ضبط حديثها 
و الجابة عن أسئلة الحاضرات، و قد مر معنا الحديث عن ذلك 
. 
،ج – أن تتدرب على اللقاء الجيد 
،و هناك كتب كثيرة تكفلت بهذا، كما أن هناك دورات متخصصة 
،و ليس هناك شيء أنفع من الممارسة العملية 
إذ يمكن لها أن تبدأ الحديث مع قريناتها و صاحباتها تدربا في مجموعة صغيرة حتى 
ل ينحبس لسانها بسبب الخجل 
و يحسن بها أن تبتدئ التدرب على الكلم و اللقاء بعناصر مدونة في ورقة 
،تستعين بها ثم تعتاد –تدريجيا- على التخلص من الورقة 
و مواجهة النساء بأفكار سلسة مرتبة تلقيها فتؤثر بها 
التأثير الحسن المرجو
و هذا المر هو هبة من ا تعالى لكن يمكن اكتساب شيء منه و تنميته عن طريق العناية بالتي: 
أ – سلوك طريق الوسطية و العتدال، و هو في لبه طريقة السلم و منهجه 
ب – التوازن بين العقل و القلب و الجسد. 
ج – الحوار مع الخريات ل التلقين و التعالي. 
د – المصاحبة طورا و الستاذية طورا آخر. 
هـ – أن تكون قدوة في هديها الظاهر، و تصرفاتها من كلم و أفعال. 
،و – أن تكون الداعية متميزة –في جانب واحد على القل- بحيث تنجذب إليها القلوب و العقول 
،فبعض الداعيات يتميزن بالثقافة الجيدة 
،و بعضهن يتميزن بالعاطفة اليمانية القوية 
، و ثالثة متميزة في فكرها المنضبط المنظم 
، و خامسة امتازت بمهارتها في تجميع النساء حولها و انقيادهن إليها بسبب خفة ظلها و ظرفها 
.و قد تجمع طرفا من ذلك كله فتصبح قائدة متميزة، قادرة على التأثير و التوجيه 
.إلى غير ذلك من العوامل
. 
،هناك حاجة ماسة لمشاركة الداعيات الجيدات في وسائل العلم المختلفة 
فإن الجرايد و المجلت –على سبيل المثال- تفتقد للمشاركة النسائية الجيدة 
عموما 
،و للمشاركة النسائية السلمية خصوصا 
، إل أنه ل يمكن إغفال أن هناك بدايات مشجعة 
،و أعمال ناجحة في الساحة السلمية العلمية النسائية 
حيث برزت مجلت ناجحة 
.أسهمت في بناء الكوادر الدعوية
،الداعية المسلمة تخاطب الناس جميعا، و تتمنى هدايتهن جميعا 
فل تتناول فئة و تترك أخرى، بل يصل خيرها إلى جميع الفئات النسائية 
على أنه ينبغي أل تغفل الداعية أن تحسن صلتها بفئة مهمة في المجتمع النسائي 
،و هي فئة الوجيهات و سيدات العمال 
، و ذوات الوظائف المؤثرة الموجّهة 
،و هؤلء قد ل يحضرن المجامع النسائية، و ل يغشين الدروس و المحاضرات 
، و ل يلتقين بسائر النساء 
،إذن ل بد من طرق, بابهن و إيصال الرسالة إليهن 
،و محاولة التأثير عليهن حتى يصبحن صالحات عاملت 
، أو على القل أن يكفى المجتمع أثرهن السيئ 
و كم سمعنا عن نساء من تلك الفئات قد تأثرن تأثرا بالغا 
بعد حسن الحتكاك بسبب أنهن كن معزولت عن الداعيات الحصيفات الحكيمات 
،فلما اتصلن بهن حسن حالهن 
، و انضبطت كثير من تصرفاتهن بضوابط الشريعة، و لله الحمد 
،بل إن بعضهن نفع ا تعالى بهن، و صرن في مقدمة الصفوف النسوية في الدعوة و التربية 
.و انتصرت بهن الدعوة في بعض الحيان
و الطريقة الجيدة التي تفيد في هذا المر 
،هي عمل صالونات أو ديوانيات أو ندوات في بيت إحدى الوجيهات 
، و دعوة إحدى المؤثرات لتتحدث على وجه متتابع كل أسبوع 
، فهذا له أثر كبير مجرب 
و ل ننسى صالون الميرة نازلي في زمن الملكية في مصر و ما كان له من أثر كبير 
.في توجيه السياسة المصرية و التأثير على طبقات المجتمع النافذ أمرها آنذاك 
و هناك مثال مهم في قضية دعوة المؤثرات 
أل و هو من يُنسمين بالفنانات و الممثلت 
،اللواتي يمتلكن في قلوب الفتيات الشيء الكثير للسف الشديد 
،و قد جرب بعض الدعاة دعوتهن فاستجاب لهم عدد منهن 
،و حسنت توبتهن، و أقبلن على ا تعالى 
، و بعضهن صرن داعيات جيدات 
فيا حبذا لو وجهت بعض الجهود لدعوة أمثال هؤلء 
لما لتوبتهن من أثر كبير على النساء على مختلف طبقاتهن .
إن الكنز الكبر الذي ل يُنعَوّض فقده هو الشابات صغيرات السن 
،اللواتي يرتجى منهن إن كبرن نصرة السلم و المسلمين 
، و هذه الفئة عمرها ما بين العاشرة و السابعة عشرة تقريبا 
،و هن اللواتي يمكن التأثير عليهن بإحسان تربيتهن، و تعهدهن بأحكام الشرع 
، و أن يُنذكر لهن قصص العظيمات، و المؤثرات في تاريخنا السلمي 
، و أن المة تنتظرهن للمشاركة في بنائها و استعادة مجدها 
، و أن يُنعظّ مَ ا تعالى في صدورهن 
،و بتفقيههن بكتاب ربهن و سنة نبيهن صلى ا عليه و سلم 
و هذا يعني العناية بطالبات المدارس على وجه الخصوص 
،فهن ثروة المة و كنزها الدفين الذي إن أحسن استخراجه و العناية به أثمر أعظم النتائج، 
،مع مراعاة التوازن و عدم إضفاء صفات الكمال على أولئك الصغيرات 
،و إنزالهن المنزلة اللئقة بهن من غير تضخيم و ل نفش 
إذ في بعض الحيان تسمى مبتدئات الداعيات أو المتوسطات 
، بالداعية الكبيرة و يبالغ في وصفهن 
،و هذا مفسد لهن 
و مفوت على المشرفات عليهن فرصة توجيههن و تقويمهن، فلينتبه لهذا.
فإن عرفت الداعية هذا فعليها أن تضاعف من جهدها مع تلك الفتيات 
،المراهقات منهن و البالغات 
،فذلك هو سن التجاوب العاطفي و التأثر اليماني 
.قبل قسوة القلوب، و تغير القناعات، و تلوث الفطرة 
و ليس شيء في باب العناية بالصغيرات أحسن من العناية بهن في المدارس؛ 
،إذ أن كل الفتيات تقريبا- يتعلمن في المدارس 
،و يمكثن فيها أحسن أوقات يومهن و أنشطها 
،فعلى الداعيات محاولة الوصول إلى قلوبهن و عقولهن بكل وسيلة ممكنة 
،فمن ذلك أن تحرص الداعية على أن تكون مدرسة أو موجهة أو وكيلة أو مديرة 
و في هذا خير كبير، إذ وجود الداعية الحصيفة العاقلة المؤثرة 
في مدرسة من المدارس كفيل بتغيير الوجهة 
.و ضبط المسيرة السلمية الدعوية في المدرسة 
و إن لم يمكنها هذا فلتحرص على زيارة المدارس 
.و إلقاء الكلمات و المحاضرات فيها فله أثر كبير
و يمكن للداعيات بالتنسيق مع المؤسسات الخيرية الثقافية 
، و بالتنسيق مع مديرات المدارس أن يُنقمن ما يُنسمى باليوم المفتوح 
،و معارض الكتب 
و أن يستغللن المناسبات السلمية العامة و الحداث الصعبة 
،التي تقع في العالم السلمي، كل ذلك له أثر كبير في نفوس الطالبات 
، و تغدو المدارس بهذا محاضن قادرة على تخريج عدد كبير من البنات الصالحات العاملت 
،و هذا بمقدور الداعيات عمله 
، و ل يفوتني أن أنبه أخواتي إلى العناية التامة بالموهوبات و المتميزات 
.فهن عليهن المعوّ ل في النهوض بالدعوة و ارتقائها في مستقبل اليام إن شاء ا تعالى 
فعلى أرباب الموال الصالحين إذا أن يحرصوا على بناء المدارس 
و الكليات النموذجية 
.التي يمكن الجمع فيها بين العلم النافع و العمل الصالح و الدعوة المؤثرة بل قيود و ل مضايقة 
و من أكبر المور تأثيرا في صغيرات السن 
من المراهقات و البالغات و ممن يراوحن ما بين السابعة عشرة و العشرين 
، الدعوة المصحوبة بالترفيه و الترويح 
و هذا ما سنتحدث عنه في الفقرة القادمة إن شاء ا تعالى .
،و هذا المر من أكبر المؤثرات في المدعوات 
،إذ أصبحت الفتيات و النساء في هذا العصر متعلقات بالترفيه على وجه عجيب 
،و ذلك نتيجة التأثيرات المتتالية عليهن من وسائل العلم المختلفة 
، و بسبب الحتكاكات بين الشعوب و المم، و انتقال الثقافات 
!!!و الترفيه صار سمة هذا العصر الغريب بل صار هدفا و غاية في ذاته عند كثير من الناس 
.و ما هذا إل بسبب تضييع كثير من الناس منهج السلم المتوازن 
،و المرأة الداعية إن أرادت أن تحسن التعامل مع بنات جنسها 
،و أن توجد اللبنات القوية فعليها أل تغفل هذا المر 
و ذلك لنه ل بد مما ليس منه بد، و هذه خطوات قد تساعدها: 
،أ – عمل حفلت موسمية و دورية 
فهذا من أكثر وسائل الترفيه جذبا خاصة إن أُنحسن إعداد الحفل و ضبطت فقراته. 
ب – الرحلت إلى الستراحات، و هي من أهم وسائل جذب الطبقات الفقيرة و المتوسطة. 
ج – إنشاء مراكز ترفيهية ذات صبغة إسلمية لقطع الطريق على المفسدات.
:ما أجمل أن تدعو المرأة إلى ربها سبحانه و تعالى، فهذا هو أحسن أعمال الخلق بنص قوله تعالى 
“وَ مَنْ أحْسَنُ قَول مِمّن دعآ إلى اِ و عَمِلَ صَلِحا وَقَالَ إنّني من المُسلمينَ 
( .(فصلت: 33 
و يحسن بها مع هذا إن بلغت درجة كافية من النضج الدعوي و سنا مناسبة 
، أن تحرص على ربط مجموعة من الداعيات بها، يستقين من تجربتها 
،و يرتقين بتوجيهاتها، و يستفدن من قدراتها 
،فل تفارق هذه الحياة إل و قد صار يخلفها مجموعة من الداعيات اللواتي صنعتهن على عينها 
،و كن يذهبن معها و يجئن، و يحطنها إحاطة السوار بالمعصم 
.حتى يتعلمن منها تجربتها و طريقتها 
و هذه طريقة ناجحة في تربية الداعيات؛ 
، إذ ل يكفي العلم النظري و الشهادة في هذا الباب، بل لبد من الممارسة 
،و النغماس مع الشراف الجيد المناسب 
،و تقويم المسيرة مرة بعد مرة، فهذا هو الذي يصقل الشخصية الدعوية 
.و يصحح المسيرة السلمية النسائية 
،و إن استطاعت الداعية أن تشرف على طالباتها عمليا و نظريا فقد بلغت ما تريد و تتمنى 
و أعني بالشراف النظري أن تعقد لهن جلسات علمية و ثقافية و فكرية و دعوية 
.يقرأن فيها معا منهاجا معينا على سلوك دروب الدعوة العملية الشاقة و الصعبة
و إليكن هذا المثال المهم من حال امرأة ضلت الطريق و لم تستنر بنور السلم 
،فتلقفتها اليدي الثمة و صنعتها على عينها 
و هذه المرأة هي هدى محمد سلطان، التي اشتهرت بلقب زوجها شعراوي 
جريا على عادة المستغربين فصارت: هدى شعراوي، فقد تلقفتها امرأة ضالة 
،و هي زوج حسين رشدي باشا الفرنسية التي كانت أكبر منها 
،و كانت ترى فيها ما لم تره في غيرها من نساء مصريات و غيرهن 
،فهذه الفرنسية كانت مشغولة بالفكر و الثقافة و الجتماعات 
و قد وصفت هدى مبررات إعجابها بهذه السيدة 
و اتخاذها مثلها العلى و عنايتها بها فقالت: 
،لم تكن تُعنى بظروفي و حالتي و اسمي فقط 
،و إنما كانت أيضا تجتهد في تثقيفي في اللغة الفرنسية 
،و كانت ترشدني إلى أثمن الكتب و أنفعها 
، و كانت تناقشني فيما قرأت و تفسر لي ما يصعب فهمه 
،و كانت تغذي عقلي و روحي بكل أنواع الجمال و الكمال 
.و تحتم عليّ حضور صالونها كل يوم سبت، و تقول لي أنت زهرة صالوني 
-و كانت هذه المرأة الفرنسية الصل –التي أعدت هدى شعراوي إعدادا جيدا لمهمتها 
قد الفت كتابين: الول بعنوان حريم و مسلمات مصر و كتاب المطلقات 
-تعبر فيهما –على حد قولها 
عن مدى اللم و التعاسة التي تعانيها من أجل تعاسة المصرية و ظلم الرجل لها !!
،و كانت هذه المرأة الفرنسية على صلة وثيقة بحركة تحرير المرأة المصرية 
كما كانت موضع عناية النابهين في مصر من رواد هذه الحركة 
،من أمثال سعد زغلول و قاسم أمين، الذي كانت تعجب كثيرا به 
،و تأسف لعدم تقدير المصريين له التقدير اللئق برسالته 
و كانت كثيرا ما تقص على صفيتها هدى شعراوي ما كان يدور بين هؤلء الكبار من حديث 
،تشعل به كيانها 
و تدفعها إلى التطلع إلى تحسين أحوال المرأة المصرية 
و السير بحركتها إلى المام 
!!! 
أرأيتن إلى العناية الكبيرة التي أولتها الفرنسية لهدى حتى 
،أصبحت قائدة لحركة تحرير نسائية مشبوهة في مصر 
.و فعلت الفاعيل بنسائها بعد ذلك
ضعف الصلة - 6 
بالله تعالى 
التمرد - 5 
على الزوج 
-4 عدم مساعدة 
زوجها الداعية العامل 
-1 تميع المواقف 
-3 التعلق بسفاسف 
المور و دناياها، 
و التعلق بالدنيا 
-2 ضعف الهمة 
و قلة الصبر 
قلة العناية - 7 
بالتربية 
محاذير موجهة 
للداعيات
، هناك جملة من المور على الخوات الداعيات أن يجتنبنها فل يقعن فيها 
،حتى يضمنّ لدعوتهن نقاءها، و حسن سيرها 
،و تميزها 
، فإنهن إن وقعن فيها فسيحصل لهن و لدعوتهن خلل 
،يؤخر النتائج 
، و ل ينضج الثمار المرجوة 
:فمن تلك المحاذير 
، ينبغي للمرأة أن تظل مستمسكة بدينها 
:محافظة على تعاليم الشرع المطهر إلى أن تلقى ربها 
(و اعْبُدْ رَبَكَ حتى يَأتِيَكَ اليقين) 
( .(الحجر: 99 
و قد يعتريها في مسيرتها الدعوية الطويلة شيء من التراخي و التميع 
، لكن عليها أن تعود سريعا إلى مبادئ التربية الولى 
.و أن تستمسك بها و تعتصم حتى ل تتمادى في هذا التراخي فتضل، و العياذ بالله
دورة للداعيات
دورة للداعيات
دورة للداعيات
دورة للداعيات
دورة للداعيات
دورة للداعيات
دورة للداعيات
دورة للداعيات
دورة للداعيات
دورة للداعيات
دورة للداعيات
دورة للداعيات
دورة للداعيات
دورة للداعيات
دورة للداعيات
دورة للداعيات

More Related Content

What's hot

مذكرة أراسيل الرمضانية
مذكرة أراسيل الرمضانيةمذكرة أراسيل الرمضانية
مذكرة أراسيل الرمضانيةaraseel
 
كيف تحصلين على زوج مناسب؟ الحياة الزوجيه على فساتين اقلاع فاشن
كيف تحصلين على زوج مناسب؟ الحياة الزوجيه على فساتين اقلاع فاشنكيف تحصلين على زوج مناسب؟ الحياة الزوجيه على فساتين اقلاع فاشن
كيف تحصلين على زوج مناسب؟ الحياة الزوجيه على فساتين اقلاع فاشنeqla3fashion
 
أقبل وتزود
أقبل وتزودأقبل وتزود
أقبل وتزودaraseel
 

What's hot (6)

Hapy Women
Hapy WomenHapy Women
Hapy Women
 
مذكرة أراسيل الرمضانية
مذكرة أراسيل الرمضانيةمذكرة أراسيل الرمضانية
مذكرة أراسيل الرمضانية
 
كيف تحصلين على زوج مناسب؟ الحياة الزوجيه على فساتين اقلاع فاشن
كيف تحصلين على زوج مناسب؟ الحياة الزوجيه على فساتين اقلاع فاشنكيف تحصلين على زوج مناسب؟ الحياة الزوجيه على فساتين اقلاع فاشن
كيف تحصلين على زوج مناسب؟ الحياة الزوجيه على فساتين اقلاع فاشن
 
أقبل وتزود
أقبل وتزودأقبل وتزود
أقبل وتزود
 
Whorlds Happy Woman
Whorlds Happy WomanWhorlds Happy Woman
Whorlds Happy Woman
 
Happy
HappyHappy
Happy
 

Similar to دورة للداعيات

رسالة للمبتعثات
رسالة للمبتعثاترسالة للمبتعثات
رسالة للمبتعثاتABUSARAH2010
 
سبعون مخالفة تقع فيها النِّساء
سبعون مخالفة تقع فيها النِّساء  سبعون مخالفة تقع فيها النِّساء
سبعون مخالفة تقع فيها النِّساء F El Mohdar
 
تنظير التغيير
تنظير التغييرتنظير التغيير
تنظير التغييرLoay Qabajeh
 
مراحل القراءة 2003
مراحل القراءة 2003مراحل القراءة 2003
مراحل القراءة 2003Brahim Khababa
 
البلايا تحن إلى اللبيب
البلايا تحن إلى اللبيبالبلايا تحن إلى اللبيب
البلايا تحن إلى اللبيبHamid Benkhibech
 
كيف تحتسبين الأجر
كيف تحتسبين الأجركيف تحتسبين الأجر
كيف تحتسبين الأجرF El Mohdar
 
أسعد إمرأة فى العالم
أسعد إمرأة فى العالمأسعد إمرأة فى العالم
أسعد إمرأة فى العالمTaha Rabea
 
رسالة المؤتمر5
رسالة المؤتمر5رسالة المؤتمر5
رسالة المؤتمر5GreenLife1978
 
تقرير يوميات نسوية لشهر ديسمبر2012
تقرير يوميات نسوية لشهر ديسمبر2012تقرير يوميات نسوية لشهر ديسمبر2012
تقرير يوميات نسوية لشهر ديسمبر2012fwid96
 
بيان صلة الرحم.doc
بيان صلة الرحم.docبيان صلة الرحم.doc
بيان صلة الرحم.dochayaahealth
 
الطريق الي السعادة
الطريق الي السعادةالطريق الي السعادة
الطريق الي السعادةislamtics default
 
مجلة الجنة فى بيوتنا
مجلة الجنة فى بيوتنامجلة الجنة فى بيوتنا
مجلة الجنة فى بيوتناemhms
 
مجلة الجنة فى بيوتنا
مجلة الجنة فى بيوتنامجلة الجنة فى بيوتنا
مجلة الجنة فى بيوتناemhms
 

Similar to دورة للداعيات (20)

رسالة للمبتعثات
رسالة للمبتعثاترسالة للمبتعثات
رسالة للمبتعثات
 
سبعون مخالفة تقع فيها النِّساء
سبعون مخالفة تقع فيها النِّساء  سبعون مخالفة تقع فيها النِّساء
سبعون مخالفة تقع فيها النِّساء
 
تنظير التغيير
تنظير التغييرتنظير التغيير
تنظير التغيير
 
مراحل القراءة 2003
مراحل القراءة 2003مراحل القراءة 2003
مراحل القراءة 2003
 
البلايا تحن إلى اللبيب
البلايا تحن إلى اللبيبالبلايا تحن إلى اللبيب
البلايا تحن إلى اللبيب
 
كيف تحتسبين الأجر
كيف تحتسبين الأجر كيف تحتسبين الأجر
كيف تحتسبين الأجر
 
كيف تحتسبين الأجر
كيف تحتسبين الأجركيف تحتسبين الأجر
كيف تحتسبين الأجر
 
jafrali
jafralijafrali
jafrali
 
أسعد إمرأة فى العالم
أسعد إمرأة فى العالمأسعد إمرأة فى العالم
أسعد إمرأة فى العالم
 
رسالة المؤتمر5
رسالة المؤتمر5رسالة المؤتمر5
رسالة المؤتمر5
 
تقرير يوميات نسوية لشهر ديسمبر2012
تقرير يوميات نسوية لشهر ديسمبر2012تقرير يوميات نسوية لشهر ديسمبر2012
تقرير يوميات نسوية لشهر ديسمبر2012
 
بيان صلة الرحم.doc
بيان صلة الرحم.docبيان صلة الرحم.doc
بيان صلة الرحم.doc
 
Sunnah of love arabic
Sunnah of love arabicSunnah of love arabic
Sunnah of love arabic
 
muslim live
muslim livemuslim live
muslim live
 
الطريق الي السعادة
الطريق الي السعادةالطريق الي السعادة
الطريق الي السعادة
 
Sa3ada
Sa3adaSa3ada
Sa3ada
 
Sa3ada
Sa3adaSa3ada
Sa3ada
 
Essa3ada
Essa3adaEssa3ada
Essa3ada
 
مجلة الجنة فى بيوتنا
مجلة الجنة فى بيوتنامجلة الجنة فى بيوتنا
مجلة الجنة فى بيوتنا
 
مجلة الجنة فى بيوتنا
مجلة الجنة فى بيوتنامجلة الجنة فى بيوتنا
مجلة الجنة فى بيوتنا
 

More from GreenLife1978

الأصول العشرون
الأصول العشرونالأصول العشرون
الأصول العشرونGreenLife1978
 
رسالة التعاليم للإمام
رسالة التعاليم للإمامرسالة التعاليم للإمام
رسالة التعاليم للإمامGreenLife1978
 
مهم مدارس وغيره ر ع
مهم  مدارس وغيره   ر عمهم  مدارس وغيره   ر ع
مهم مدارس وغيره ر عGreenLife1978
 
وسائل العمل الطلابي
وسائل العمل الطلابيوسائل العمل الطلابي
وسائل العمل الطلابيGreenLife1978
 
البيت المسلم
البيت المسلمالبيت المسلم
البيت المسلمGreenLife1978
 
ماذا يعني انتمائي للدعوة
ماذا يعني انتمائي للدعوةماذا يعني انتمائي للدعوة
ماذا يعني انتمائي للدعوةGreenLife1978
 
ماذا أقرأ وكيف أقرأ
ماذا أقرأ وكيف أقرأماذا أقرأ وكيف أقرأ
ماذا أقرأ وكيف أقرأGreenLife1978
 
لماذا العمل في وسائل الإعلام؟
لماذا العمل في وسائل الإعلام؟لماذا العمل في وسائل الإعلام؟
لماذا العمل في وسائل الإعلام؟GreenLife1978
 
كيفية بناء الاستمارة
كيفية بناء الاستمارةكيفية بناء الاستمارة
كيفية بناء الاستمارةGreenLife1978
 
صفات جيل التمكين
صفات جيل التمكينصفات جيل التمكين
صفات جيل التمكينGreenLife1978
 
النملة والادارة
النملة والادارةالنملة والادارة
النملة والادارةGreenLife1978
 
الدعوة فى مجال_الزهرات
الدعوة فى مجال_الزهراتالدعوة فى مجال_الزهرات
الدعوة فى مجال_الزهراتGreenLife1978
 
الريادة والمبادرة
الريادة والمبادرةالريادة والمبادرة
الريادة والمبادرةGreenLife1978
 
سعد ين معاذ
سعد ين معاذسعد ين معاذ
سعد ين معاذGreenLife1978
 
الانفتاح على المجتمع
الانفتاح على المجتمعالانفتاح على المجتمع
الانفتاح على المجتمعGreenLife1978
 
قبعات التفكير
قبعات التفكيرقبعات التفكير
قبعات التفكيرGreenLife1978
 
قواعد العمل الموسسي
قواعد العمل الموسسيقواعد العمل الموسسي
قواعد العمل الموسسيGreenLife1978
 

More from GreenLife1978 (20)

الأصول العشرون
الأصول العشرونالأصول العشرون
الأصول العشرون
 
رسالة التعاليم للإمام
رسالة التعاليم للإمامرسالة التعاليم للإمام
رسالة التعاليم للإمام
 
مهم مدارس وغيره ر ع
مهم  مدارس وغيره   ر عمهم  مدارس وغيره   ر ع
مهم مدارس وغيره ر ع
 
ع ع
ع عع ع
ع ع
 
وسائل العمل الطلابي
وسائل العمل الطلابيوسائل العمل الطلابي
وسائل العمل الطلابي
 
البيت المسلم
البيت المسلمالبيت المسلم
البيت المسلم
 
ماذا يعني انتمائي للدعوة
ماذا يعني انتمائي للدعوةماذا يعني انتمائي للدعوة
ماذا يعني انتمائي للدعوة
 
ماذا أقرأ وكيف أقرأ
ماذا أقرأ وكيف أقرأماذا أقرأ وكيف أقرأ
ماذا أقرأ وكيف أقرأ
 
لماذا العمل في وسائل الإعلام؟
لماذا العمل في وسائل الإعلام؟لماذا العمل في وسائل الإعلام؟
لماذا العمل في وسائل الإعلام؟
 
كيفية بناء الاستمارة
كيفية بناء الاستمارةكيفية بناء الاستمارة
كيفية بناء الاستمارة
 
صفات جيل التمكين
صفات جيل التمكينصفات جيل التمكين
صفات جيل التمكين
 
النهضة
النهضةالنهضة
النهضة
 
الافكار
الافكارالافكار
الافكار
 
النملة والادارة
النملة والادارةالنملة والادارة
النملة والادارة
 
الدعوة فى مجال_الزهرات
الدعوة فى مجال_الزهراتالدعوة فى مجال_الزهرات
الدعوة فى مجال_الزهرات
 
الريادة والمبادرة
الريادة والمبادرةالريادة والمبادرة
الريادة والمبادرة
 
سعد ين معاذ
سعد ين معاذسعد ين معاذ
سعد ين معاذ
 
الانفتاح على المجتمع
الانفتاح على المجتمعالانفتاح على المجتمع
الانفتاح على المجتمع
 
قبعات التفكير
قبعات التفكيرقبعات التفكير
قبعات التفكير
 
قواعد العمل الموسسي
قواعد العمل الموسسيقواعد العمل الموسسي
قواعد العمل الموسسي
 

دورة للداعيات

  • 1.
  • 2.
  • 3. ،الحمد لله رب العالمين و الصلة و السلم على سيدنا محمد و آله و صحبه أجمعين، و بعد ،مرحبا بكم في الدورة التي تتناول العقبات التي تواجه المرأة الداعية ، و كيفية مواجهة هذه العقبات .إضافة إلى بعض المعالم و المحاذير في طريق الداعيات “و هذه الدروس مختصرة من كتاب " المرأة الداعية ،لفضيلة الشيخ محمد موسى الشريف ،و بعضا من الكتب المتعلقة بالمرأة كعودة الحجاب لمحمد المقدم والمرأة المسلمة المعاصرة : إعدادها و مسؤليتها في الدعوة ، لمحمد أبا بطين .و بعضا من المقالت المتعلقة بالدعوة هذه الدروس ليست لكل النساء و إنما للتي انضممن إلى قافلة الدعاة إلى ا تعالى، الذين يقول فيهم: ." و من أحسن قول ممن دعا إلى ا و عمل صالحا و قال إنني من المسلمين “
  • 4. هذه الدروس لمن اتخذت من وظيفة النبيين و المصلحين من بعدهم، وظيفة لها ، و الحمد لله تعالى أن ظهر في هذا الزمن جماعات من الداعيات ،و كثير منهن لهن جهد يشكرن عليه بل إن بعضهن قدمن للدعوة ما لم يقدمه الكثير من الرجال و ليس من العجيب سمو أنثى *** على رجل ترجله الثيابُ نساء غير أن لهن نفسا *** إذا همت تسهلت الصعابُ فإن تلق البحار تكن سفينا *** و إن ترد السما فهي الشهابُ ضعافٌ غير أن لهن رأيا *** يسدده إلى القصدِ الصوابُ
  • 5. يقول الحافظ ابن حجر رحمه ا تعالى في فضل أمنا خديجة رضي ا تعالى عنها: " -إنها أول من أجاب إلى السلم ، و دعا إليه – بعد رسول ا صلى ا عليه و سلم و أعان على ثبوته بالنفس و المال و التوجه التام ، فلها مثل أجر من جاء بعدها، و ل يقدر قدر ذلك إل ا تعالى " فنبدأ على بركة ا تعالى : أمام المرأة الداعية –للسف- عقبات كثيرة ، و هي بحاجة إلى التعامل معها بصبر و حكمة من أجل تذليلها و تخطيها و هذا يعظم لها الجر لنها تعاني ما ل يعاني منه الرجل في هذه المسألة و الثواب –إن شاء ا تعالى- على قدر المشقة . تنقسم الدروس الى ثلثة أقسام رئيسية وهي كالتالي العقبات التي تواجه المرأة الداعية وكيفية مواجهة هذه العقبات معالم تهتدي بها الداعيات محاذير موجهة للداعيات
  • 6.
  • 7. -1 العـــقــبــات الجتتـــــمــاعـــــيــــة -2 العـقـــبـات الــعــلـمــيــة و الفـــكـــــريــــة و الـــثــقـــافــــيـــة -3 العـــقــبــات النــــفـــســـيـــة -4 العـــقــبــات المـــــالــــــيــــــة
  • 8. --55 ععققببةة االلووللدد -6 الجمع بين متطلبات الدعوة و وظيفة البيت -6 الجمع بين متطلبات الدعوة و وظيفة البيت -7 عقبة الجمع بين الوظيفة و الدعوة -7 عقبة الجمع بين الوظيفة و الدعوة --11 ععقب قبةة ا البليبئيئةة ا اللففااسسددة ة --22 ععققببةة االلززووااجج -3 عقبة الزوج غير الملتزم أو الملتزم التزاما أعوج -3 عقبة الزوج غير الملتزم أو الملتزم التزاما أعوج -4-4 ععقب قبة ةا لالززووج جا لالدا داعي عيةة العـــقــبــات الجتتـــــمــاعـــــيــــة العـــقــبــات الجتتـــــمــاعـــــيــــة
  • 9. من الداعيات من تعيش في بيئة يغلب خيرها شرها، و فسادها مستور محتقر و من الداعيات من تعيش في بيئة يغلب شرها خيرها، و فيها فساد ظاهر ملحوظ و هنا يعظم البلء و يشتد الخطب على أولئك النسوة العاملت، و قد يعاديهن من في تلك البيئة ،و يرميهن عن قوس واحدة ، و في هذا من الفتنة و البتلء ما فيه لكن ليس أمام الخت الداعية إل الصبر و العتصام بالله تعالى و لتتذكر الداعيات الوائل اللواتي كن يعشن في البلد العربية في النصف الول من القرن الفائت ،و كيف كن يواجهن عواصف الشيوعية و الشتراكية، و موجات اللحاد و المادية و كيف كن يعانين من أمور كثيرة تعد اليوم من التاريخ و ذكريات الماضي، و بعضهن تعرضن لسجن ،طويل و اضطهاد عظيم فإن تذكرت كل ذلك، و تذكرت ما أعد ا تعالى للصابرات العاملت من أجر عظيم هان عليها ما تجد من أعراض و ثلج صدرها، و اضمحلّ همها، و أقبلت على دعوتها و هي ممتلئة حماسا و تفاؤل و هنا مسألة مهمة يكثر دورانها في البيئات الفاسدة أو التي يغلب خيرها شرها أل و هي قلة التجاوب و ضعف التأثير من قبل المدعوات، و هذا أمر طبيعي في مثل تلك البيئات و ليس أمام المرأة الداعية الحصيفة إل أن تصبر و تحتسب، و تحاول أن تجدد العهد ببعض أساليب الدعوة المبتكرة الجديدة و لتحاول أن تصلح ما قد يكون فيها من عيوب تصد الخريات عنها و لتضع في ذهنها دوما أن ا تعالى سائلها عن عملها و ليس عن النتائج فهي موكولة إليه، مأمولة منه جل جلله و هو أعلم بالزمن التي تظهر فيه نتائج العمال و تثمر جهود العمال .
  • 10. الزواج للمرأة أمر مهم دعت إليه الشريعة، و قررته الفطرة السوية، و الزواج للمرأة الداعية قد يكون أكثر أهمية للسباب التالية: أ – وجود الزوج الملتزم الفاهم الذي تستشيره في خاصة أمرها و في شؤونها الدعوية و يخفف عنها شيئا من عنائها في الخارج، و تجد لديه السكن و الرحمة، و تعفه و يعفها ب – بناء السرة المسلمة التي طالما نادت بها المرأة الداعية، و حثت على إيجادها ،ج – المرأة الداعية ما لم تتزوج يظل كلمها أقرب إلى التنظير منه إلى الواقع ،أما إن تزوجت فستتعرف عن قرب على مشكلت الزواج، و تعاني من الزوج و الولد ما ينضج تجربتها و يحسن رؤيتها، و يقرب القول من العمل، و يلصق التجربة بالمقال د – المرأة الداعية إن تزوجت تصبح أكثر قدرة على الحركة، و أقدر على التخلص من رقابة الهل اللصيقة، و يستفيد منها المجتمع أكثر و ل شك. هذا كله يحكم بأهمية الزواج للمرأة الداعية، و فاقرة الظهر أن تترك هذه المرأة بدون تزويج -خاصة في المجتمعات المغلقة المحافظة- فيكبر سنها، و من ثم يضغط عليها أهلها لجل الزواج بأول طارق، و قد يكون غير ملتزم ،أو غير واع فيكدر عليها حياتها، و يفسد عليها صفو دعوتها، و يعطل سيرها و قد تكون من الداعيات البارزات فيفقدها المجتمع و العياذ بالله .
  • 11. و إليكن هذه الحوادث الصعبة ،أخت داعية عاملة تقدم بها العمر و لم يأتها كفؤها من الدعاة ، و تقدم لها أحد الملتزمين فقبلته فلما زفت إليه حملت معها مكتبتها، فلما رأى بعض ما فيها من كتب ألزمها أن تخرج عددا منها فل تحتفظ بها لن رأيه يخالف آراء هؤلء، ثم ألزمها بمجموعة من اللزامات الفكرية و الثقافية كان من جرائها أن تركت الداعية قناعاتها الدعوية و الفكرية المعتدلة و اتبعت ما عليه زوجها من هَج وَج ج فكري و هوس دعويّ و أخت داعية أخرى اضطرت للزواج برجل عاميّ ، و كانت من الداعيات العاملت فألزمها ،بالبقاء في بيتها و النقطاع عن دعوتها، فكان من جراء ذلك أن انقلبت الداعية امرأة كسائر النساء و هذه الحادثة مثال و إل فهناك حالت كثيرة مثل حال هذه المرأة المسكينة التي لم تجد معينا و ل و ل ناصرا بسبب تقاعس الخوة الصالحين عن القتران بمثلها ،و أخت ثالثة خطبها أحد الدعاة الذين ل يعذرون المخالف، و ل يطيقون اختلف الرأي فاشترط عليها ال تدخل مقر الجماعة التي تؤمن بأفكارها الدعوية و التي يخالفها في الرأي .أن تقطع صلتها بها، فرفضته و لم ترتضه، و حُق لها ذلك لذلك على العقلء من الدعاة أن يسارعوا بالقتران بالداعيات و أل يتركوهن نهبا للوساوس و عذاب النتظار، و أن يتواصوا فيما بينهم بهذا، فأحق من يكافؤ بالزواج مثل هذه الداعية التي جردت نفسها لربها و دينها، فكيف تترك هكذا؟!! و قد يُعد هذا من نقص مروءات الدعاة و قلة اكثراثهم بنفسية الداعيات و مشكلتهن، و المجتمع السلمي ل يكون هكذا أبدا
  • 12. المرأة الداعية تعاني كثيرا من زوجها إذا لم يفهم رسالتها في الحياة و هدفها السامي، فقد يمنعها من الخروج لتفقد المدعوات، أو يمنعها من استقبالهن في بيتها، و قد يمنعها من قضاء جزء من وقتها منفردة لتخطط لدعوتها أو لتفكر في أحوالها و تراجع أمرها، و هذا قد يكون منه نوعا من التعسف ،يضايقها إلى الغاية، أو يحبطها، أو قد يتعب نفسيتها تعبا قد تتوقف معه عن الدعوة و هذه مشكلة حقيقية بل هي أكبر مشكلة تهدد المرأة الداعية، و هذه بعض الحلول العملية: أ – ابتداءً م ينبغي على المرأة أن تحسن اختيار الزوج الذي يساعدها على المضي قُدما . في دعوتها، و هذا حق لها كفله السلم . ب – فإن لم تستطع التحكم في اختيارها، أو أنها التزمت بعد الزواج من زوج غير ملتزم فعليها أن تداري زوجها بكل أنواع المداراة ، و توضح له ما ترغب فيه، فإن لم يستجب ج – تخاطب العقلء من أهله، فإن لم يكن من أهله عاقل يتفهم فالعقلء من أصحابه حتى يثنوه ،عن صنيعه فإن لم يحصل بهذا كله، فعلى المرأة أن هـ - تبتهل إلى ا بالدعاء، و الدعاء سلح ماض، و ا تعالى المسؤول أن يقشع عنها هذه الغمة و يرفع عنها هذا الكرب و على المرأة أن ترضى بعد ذلك بما قسم ا تعالى لها حتى ل تتحطم حياتها و تتدمر أسرتها، و يضيع أطفالها
  • 13. قد تستطيع المرأة أن تمارس الدعوة من بيتها عن طريق شبكة المعلومات (النترنت) ،أو أن تشارك في برنامج عبر الهاتف للنصائح الدعوية و الجتماعية أو وسيلة غير ذلك ،،و إليكن أخواتي قصة هذه المرأة الداعية التي حيل بينها و بين الدعوة لكنها لم تستسلم و فعلت كل ما في وسعها، على لسان أحد الدعاة و هي من شريط "صانعات المآثر" للشيخ خالد بن إبراهيم الصقعبي هي قصة لمرأة أعرفها تمام المعرفة ، كما تقول هذه الخت : هي امرأة لكنها ليست كالنساء الكادحات الكالحات ، بل ملكة متوجة ، خريجة قسم أصول الدين من جامعة المام محمد بن سعود رحمه ا تعالى ، وهي متزوجة ، تدير شؤون مملكتها بنفسها ، ترعى حق ا تعالى ، وحق زوجها ،وأهله ، تقوم على خدمتهم وترعى شئونهم صابرة محتسبة ، تقوم بأعباء المنزل ول خادمة مع قيامها بحق أم زوجها المسنة ، لكن ، لم يهنأ لها بال وهي ترقب السالكين والسالكات في في طريق الدعوة إلى ا تعالى ، نعم ، كانت ترقبهم بطرف حزين ، لم يكن ليهنأ لها بال وهي لم تدلي بدلوها بين دلء الداعيات إلى ا تعالى ، لتأخذ على إثر ذالك نصيبها من الخير كانت تحاول أن تجد لها موضعا ، فما كانت لترضى العيش في السافل دون العالي يتراوح له إذا ما عُدد من سقط المتاع قول الشاعر : وما للمرء خير في حياة ***
  • 14. ولكن هذه الرغبة اصطدمت برفض زوجها لخروجها إلى ميادين الدعوة على اختلفها ، لكن ما زال ،الهم في قلبها يكبر ويكبر مع مرور اليام ، فعزمت على المضي على شق الطريق مهما توغل في الوعورة ، لكن مع رضى زوجها ، وفكرة ً م بعد فكرة ، وخاطرة ً م بعد خاطرة ، ومع الدعاء والتضرع هداها ا عز وجل إلى فكرة ٍ وضاءة تجمع فيها بين رضا خالقها ورضا زوجها ، إنها الدعوة بالمراسلة هي وسيلة ل تحتاج إلى كبير جهد ، ومع ذالك فهي عظيمة النفع والثر ، ولكن تصدت لفكرتها عقبة كؤود كادت تتهاوى عليها قوارب الحلم إنها المادة عصب الحياة ، من أين لها تأمين مستلزمات هذه الرسائل ، مع قيمة إرسالها ؟؟ لكن العبد إذا صدقت نيته صدقه ا تعالى أرى نفسي تتوق إلى أمور وتقصر دون مبلغهن حالي فنفسي ل تطاوعني ببخلٍ ومالي ل يبلغني فعالي ثم عادت إلى التفكير والدعاء مرة أخرى ، فطريق النبياء تريده بأي ثمن ، حينها تذكرت قصة أم المساكين زينب رضي ا تعالى عنها، التي قالت عنها أمنا كانت تعمل بيديها وتتصدق " :“ عائشة رضي ا تعالى عنها فاتخذت من صنع يديها عمل يدر عليها ربحا وإن قل ، فالشأن كل الشأن في البركة ، ،حينها توصلت إلى ما تحتاجه ، فهي تحتاج إلى جهاز للحاسب اللي ، مع طابعته ، وآلة تصوير وجهاز للفاكس ، ولكن من أين ذالك ؟ فتأملت ذهبا عندها ، ووجدت أن قيمته يكفي بعض ما تحتاجه ،فكلمت زوجها بذالك فأكمل لها المبلغ مع قلة ذات اليد ، حينها بدأت بطباعة بعض الرسائل ،مقابل مبلغ مادي تتقاضاه ، ثم تستثمر ثمن ذالك في الدعوة إلى ا عز وجل
  • 15. وكان من نتاج ذالك مئة وعشرون رسالة دعوية ، تحصلت على عناوينها من خلل إذاعة القرآن الكريم تتراوح هذه الرسائل ما بين مطوية وكتب صغيرة ومتوسطة تتعلق بموضوعات العقيدة الصحيحة وهي ما كانت تحرص عليه ، ثم هي مع ذالك تقوم بشراء بعض الكتيبات من مكاتب توعية الجاليات وتقوم بنشرها على الطبيبات والممرضات في المستوصفات والمستشفيات ، حتى أخذت رسائل المسترشدين تتوافد على غرفتها الصغيرة ، فهذا يطلب مصحفا وآخر كتابا وآخر مطوية كان جهد المقل ، مع ذالك فكم أحيا ا بهذا العمل اليسير قلوبا غافلة ، وأنار بصائر مستغرقة كانت رسائل خير ونور رائعة .وأروع منها اليدان اللتان قدمتهما وصاغتهما أحرفا من نور تضيء للسالكين الطريق
  • 16. قد يكون الزوج الداعية عقبة كبيرة أمام امرأته الداعية، على الوجه التالي أ – قد يمنعها من الدعوة بحجة العناية بالولد و البيت، و العناية به و إجابة مطالبه ب – قد يضيق عليها في خروجها و دخولها حتى يصير هذا التضييق كأخي المنع قال بعض الخوة إن بعض الدعاة ل يريد لزوجه أن تدرس في مدارس تحفيظ القرآن المسائية، و يشترط عليها أن تبحث عن مدرسة صباحية،و السبب أنه يريد إذا عاد من عمله في العصر أن يجدها بجواره فل يريد ، أن يتنغص بترك زوجه للبيت آنذاك و لو لدراسة القرآن أو تدريسه ،و هذا من حقه و ل شك لكن ينبغي له أن يتنازل قليل حتى يرتقي بزوجه و بعلمها و عملها ليتخلص من أثرته و أنانيته حتى أنه اشتهر أن الداعية المتزوجة رجل داعية أيضا قلما تشارك في النشطة العامة أو تذهب بأولدها إليها، و هذا بسبب أنانية زوجها و تسلطه، أو عدم كمال فهمه لوظيفة زوجه الداعية و ليس أمام الزوجة التي ابتليت بمثل هذا إل أن تصارح زوجها، و تنبهه إلى أهمية العمل الذي تقوم ،به و أنه ل يقل أهمية عن عمله، و تحاول بكل السبل أن تذكره بمثل الدعوة العليا .،فإن لم يستجب بعد ذلك فعليها أن تسلك معه المسالك التي ذُكرت في العقبة السابقة و ا أعلم.
  • 17. هناك شد و جذب كبيران في مسألة الولد ،لكن المر المتفق عليه أن الولد تتعلق مسئوليتهم بالوالدين كليهما و ليس الوالدة فقط و المر المتفق عليه أيضا أن تعلق المسؤولية بالوالدة أكبر و أعظم، فكما أن البر مصروف ثلثة ،أرباعه إلى الوالدة "أمك ثم أمك ثم أمك ثم أبوك" فكذلك ينبغي أن تكون مسؤولية الوالدة أكبر و أعظم لن الغنم بالغرم ، و لن الوالدة أقدر بحكم عاطفتها و توهج مشاعرها أن تتولى رعاية أولدها ،و النظر في شؤونهم و حياطتهم بحنانها، هذه المسؤولية ل تستطيع المرأة حتى لو كانت داعية أن تتملص منها، أو أن تتهاون في شأنها لكن هناك نقاط تستضيء بها المرأة الوالدة الداعية: المعونة على قدر المؤونة – أ: و هذه المقولة صالحة رائعة، و معناها – هنا – أن ا تعالى سيعين هذه الوالدة على قد مشقتها و ما يتعلق بها من أعمال و مسؤوليات، و ل تنسى قول ا تعالى ( ( و الذين جَج اهدُوا فِينَج ا لَج نَج هْدِيَج نّهُمْ سُبُلَج نَج ا، و إنّ اَج لَج مَج عَج المُحْسِنِينَج ) ( العنكبوت: 69 فالمرأة التي تستعين بالله تعالى و تبذل جهدها مع أولدها و دعوتها سيوفقها ا تعالى و يعينها على الستمرار في دروب هذه الحياة الشائكة بهداية أولدها أو على القل يعينها بأن تُكفى مشكلتهم و شرورهم، فإن لم يوفّ ق أولدها للعمل الصالح فعليها أن تصبر ، و سيأتي مزيد بيان لهذه المسألة
  • 18. ب – الموازنة بين حاجة الولد و حاجة الدعوة ،فبعض الداعيات ترى أنها ينبغي أن تعطي القدر الكبر لولدها و القل لدعوتها خارج المنزل و بعضهن يرين العكس، و ل بأس بهذا أو ذاك لكن المهم أن توجد هذه الموازنة عند الخت الداعية بحيث ل تُتهم بالتقصير في هذا أو ذاك، فهي أدرى بضبط المسألة، و العرف بحاجة أولدها و مستواهم اليماني و الفكري و الثقافي، و هي الدرى بقدرة الزوج على مساعدتها على تربية أولدها، فإن استطاعت أن توفق بين كل ذلك فقد فتح لها أبواب من السعادة عظيمة ج– التسليم لقضاء ا تعالى في الولد أمور ا تعالى ل تجري على مراد العبيد و رغباتهم، و إنما تُقضى وفق حكمة عظيمة قد يعلمها البشر و قد يجهلونها، فقد يرزق ا تعالى إمرأة صالحة ذرية صالحة، و قد يهب ا تعالى المرأة الطالحة ذرية صالحة، و يهب ا تعالى الطالح طالحين، و قد يهب الصالح طالحين، و هذه أربع صور للهبات اللهية موجودة متداولة بين الناس، و هي صور من القدار التي هي خير للعبد في دينه و دنياه و إن جهل الحكمة منها
  • 19. ،لكن من الحالت السالفة الذكر حالة صعبة مؤلمة، وقعها على النفوس شديد و أثرها عظيم ،أل و هي الحالة التي تُرزق فيها المرأة الصالحة الداعية ذرية طالحة كلها أو بعضها طالح فعليها حينئذ أن ترضى و تسلم تسليما، و ل يبدر منها علئم العتراض على القدار التي تغيب الحكمة من ورائها، و تتعلل بقوله تعالى ( [ للهِ مُلكُ السماواتِ و الرضِ يخلقُ ما يشاءُ] ( الشورى: 49 ( و قوله تعالى : [ و رَج بٌّككَج يَج خْلُقُ مَج ا يشاءُ و يختارُ، ما كانَج لهُمُ الخِيَج رَج ة ُ] ( القصص: 68 ،و بعد أن تبذل الوالدة الداعية جهدها في بيتها و أولدها و تقوم بما يجب عليها من العناية بهم و تربيتهم و تعليمهم شؤون دينهم، و تنشئهم على حب السلم و اللتزام ، بعد أن تقوم بكل ذلك ،فلتتوكل على ا تعالى في إنجاز ما تتطلع إليه ، و لترض بقضاء ا تعالى فيهم بعد ذلك لن البعض يُصبن باليأس و الحباط، و يشعرن بالخفاق في الوصول إلى أهدافهن، و هذه مشكلة تقضي على جهود الداعية و تحطم نفسيتها، لكن عليها أن تنظر إلى حكمة ا تعالى في قضائه ،و قدره، و لتنظر إلى الحوادث التاريخية لتعلم أنها ليست هي وحدها التي ابتليت بهذا فقد ابتلي به عظام في التاريخ البعيد و القريب فهذا نبي ا نوح عليه السلم من النبياء العظام و أولي العزم من الرسل حاول أن يهدي ابنه لكنه لم يستجب له و أصر على كفره و ضلله كما أخبرنا ا تعالى في كتابه الحكيم ،و ل يمكن أن يتهم أحد هذا النبي العظيم بالتقصير في التربية أو الضعف في أساليب الدعوة ،و هو في الوقت نفسه كان حريصا على قومه مكثرا من دعوتهم إلى الحق و الرشاد
  • 20. يعني أنه كان متوازنا كما ينبغي للرسول أن يكون، لكن في النهاية سلم لمر ا تعالى و رضي بقضائه . ،و يمكن أن تتفكر المرأة فيما يمكن أن تكون الحكمة من وراء هذا القدر العظيم فلعلها ابتليت بهذا الولد الطالح أو الولد الطالحين ليعظم بذلك أجرها إن صبرت و رضيت، قال تعالى ( [ إنّ ما يُوَج فّ ى الصابرونَج أجرَج همْ بغيرِ حِسَج اب] ( الزمر: 10 و لعله إنما رُزقت به لرفعة مكانتها و عظيم منزلتها عند ربها، و ل بد لهذه الرفعة و المنزلة من البتلء الواقع و البلء الحاصل، ألم يقل النبي صلى ا عليه و سلم "أشد الناس بلء النبياء ثم المثل فالمثل، كل يبتلى على قدر دينه" أخرجه البخاري معلقا ، و الترمذي و قد قال تعالى: ( [ أَج حَج سِبَج النّ اسُ أنْ يُتْرَج كُوا أنْ يَج قٌولوا آمنّ ا و هُمْ ل يُفْتَج نُون] ( العنكبوت: 2 و لعل من ابتليت بأولد طالحين إنما ابتليت بهم لذنوب اقترفتها و هي ل تدري بعاقبتها فلتتب إلى ا تعالى
  • 21. ،و الوالدة – عادة - ينالها من الذى بسبب ضلل الولد أضعاف ما ينال الوالد الوالد، فالوالد مشغول بأعماله و الوالدة هي التي تواجه مشكلت هؤلء الولد في البيت و تعاني منها أكثر مما يعانيه الوالد، فلتتق ا تعالى كل والدة ، و لتحرص على ضبط شؤونها حتى تتفق مع أوامر ا تعالى و نواهية. و لتعلم هي و زوجها أن ا تعالى ليس بينه و بين أحد من خلقه سبب و ل نسب، و أنه تعالى يعاقب العصاة من الصالحين كما أنه تعالى يعاقب العصاة من غير الصالحين، و أنه ليس أحد بكريم على ا تعالى إل بقدر تقواه و استقامته على الجادة . و بعده عن الصرار على الذنوب و فزعه إلى الستغفار و التوبة و العمل الصالح : لكن الزوجين إن رُزقا بأولد ضالين – نسأل ا تعالى السلمة و العافية – عليهما فعل التالي أول :ً م الدعاء ، و هو سلح ماض، و اللحاح فيه و الستكانة و التضرع و النكسار قد يعجل بالفرج، و يأتي بما يشتهي الوالدان و يحبان ثانيا : النصح الدائم لهؤلء الولد، و إظهار الشفقة عليهم، و بيان الخطر الذي هم مقبلون عليه ثالثا : الحرص على توفير صحبة صالحة لهم، و منعهم من الختلط بأصحاب السوء بكل وجه ممكن من الترغيب و الترهيب رابعا : إن أصر الولد بعد هذا على ما هم عليه فينبغي على الوالدين أن يميزا بين .بين الصالحين من أولدهما و الطالحين، فيمنعان الخلطة بينهما ما أمكن
  • 22. خامسا : عدم السماح لهؤلء الولد بممارسة معاصيهم في البيت كائنا ما كان المر و إجبارهم على مراعاة حرمة البيت سادسا : إظهار المتعاض الشديد من تصرفات هؤلء الولد و الحرص على إنكارها و عدم التهاون في ذلك أبدا سابعا : الهجر الجزئي أو الكلي لهؤلء الولد حتى يشعروا بفداحة ما صنعوه قال : رسول ا صلى ا عليه و سلم ”: إن أول ما دخل النقص على بني إسرائيل كان الرجل يلقى الرجل فيقول يا هذا اتق ا و دع ما تصنع، ثم يلقاه من الغد فل يمنعه أن يكون أكيله و شريبه و قعيده“ أخرجه الترمذي، و أبو داود و ابن ماجة و ينبغي على الجهلة أن يكفوا عن لومها بقولهم : "لو كانت هذه داعية جيدة لما كان أولدها كذلك" و هذا منهم جهل و تعدٍ ، إذ ل أحد يعلم ما بذلته الخت الداعية من أجل أولدها فل يجوز أن تتهم على هذا الوجه المجحف المتسرع نعم هناك داعيات يقصرن مع أولدهن لكن الحديث هنا مع من بذلت و أعطت ما عندها و ما تستطيعه، فل تحرن و ل تنكسر بعد ذلك إذا كان القضاء المقدور جرى على غير ما تحبه و تشتهيه لولدها، خاصة و نحن نرى أن عددا من الوالدات غير الملتزمات يكون أولدهن آية في الخلق و الدين و السلوك .
  • 23. كم حسرة لي في الحشا *** من ولدي و قد نشا كـنـا نشـاء رشـده *** فما نشا كما نشـا و قال أحد الشعراء و سميته صالحا فاغتدى *** بضد اسمه في الورى سائرا و هذا المام ابن الجوزي صاحب الوعظ الرائق، و التأثير الفائق، و ممن اهتدى على يديه عشرات اللف من الناس، و اليوم هناك دراسات علمية في الجامعات تحوم حول النظريات ،التربوية التي سطرها في كتبه، هذا المام الذي قلّ نظيره في الوعظ و التذكير كان له ولد عاق اسمه عليّ ، سرق مصنفات والده و باعها لما ابتلي ابن الجوزي و أصابته محنة من قبل ،الحاكم و أخرج من بغداد لمدة خمس سنوات، فانتهز الفرصة و باع الكتب و صار في صف المعادين لوالده الذي كان قد هجره قبل المحنة بسنوات
  • 24. و هذا من أعسر المور على المرأة الداعية العاملة، و هو أن تجمع بين عملها في الدعوة و عملها في البيت، و بعض النسوة وفقن في هذا إلى حد كبير، لكن أكثرهن استسلمن لعمل البيت و تركن الدعوة كلا أو بعضا، فكم سمعنا عن نساء داعيات كن مشاركات بقوة في العمل الدعوي ،،فتزوجن و أتى ا تعالى لهن بأولد فشغللن بهم أيما شُغغلل خاصة إن لم تُغرزق بزوج متفهم، فها هنا الطامة، و المجتمع السلامي في أمس الحاجة ،إلى هذه المرأة الداعية، إذ أن عدد الداعيات من النساء قليل و نسبتهن إلى دعاة الرجال ضئيلة ،و الهجمة على المرأة شرسة، لذلك كله عظمت الحاجة إلى كل امرأة داعية و ها هي بعض الخطوات العملية في هذه المسألة أ - الصل أن ترعى المرأة بيتها و أولدها، فإن فضل وقت فيمكن إنفاقه في الدعوة و إن عَسسُغر عليها توفير وقت للدعوة فلا تضيع أولدها و زوجها لتخرج إلى دعوتها و عليها أن تلجأ إلى بدائل أخرى سنذكرها لحقا إن شاء ا تعالى، هذا و قد قال النبي صلى ا عليه و سلم: ”و المرأة راعية على أهل بيت زوجها و ولده و هي مسؤولة عنهم ..." متفق عليه – يجب على المرأة الداعية ابتداءً أ نفي المقولة القائلة إنه عليها القتصار على أولدها و زوجها ب ،و ترك دعوتها، فهذا ل يصلح لمثلها، فإن المال –بعد ا تعالى- معلقة بمثلها و تركها الدعوة هو تخلٍّ عن ثغلرة مهمة
  • 25. ج – عليها أن تتفق مع عدد من مثيلاتها من الداعيات أن يتوزعن العمل بينهن بحيث يخف عليها العبء شيئا ما، و عليها القتصار في خروجها من بيتها على الحاجة التي ل بد منها د – يمكنها إلحاق أبنائها بالمراكز السلامية و حلقات تحفيظ القرآن الكريم ، فتضمن وجود وجود أولدها في أيدٍ أمينة، و ليتوفر لديها بعضا من الوقت للدعوة إذا اتفقنا على أن شخصية الخت المسلمة ل بد أن تتربى على الجوانب الثلاثة: الثقافي و السلوكي و الحركي و أن الكل مطلوب، إذن فسلوك الزوجة يظهر في معاملتها لزوجها و أولده و ثقافتها تظهر عند القيام بواجباتها و طاعتها، أما حركتها فهي إعداد البيت المسلم ،و معاونة زوجها على أداء واجبه الدعوي بجانب مساهمتها في توصيل دعوة ا تعالى لبنات جنسها إذن فدورها تجاه الدعوة و البيت مطلوب دون إهمال لي منها، و حتى ل يكون هناك تقصير فإنه ينبغلي للخت أن تراعي: * الحرص على كسب خبرات الخريات في الدارة المنزلية و أمور الطهي و سرعة الداء * الحرص على أداء واجبات و رغبات الزوج بحيث ل يؤثر عملها في الدعوة على أداء هذه الواجبات و ل بد أن تعرف الداعية أنه كلما زادت المودة بين الزوجين كلما تيسر لها أداء واجبات الدعوة ... دون استياء الزوج * التركيز على تربية الولد خاصة في الفترة الولى من عمرهم .و تعويدهم العتماد على النفس في بعض التصرفات البسيطة
  • 26. ،المرأة الداعية إن احتاجت أن تعمل خارج بيتها في وظيفة ما فإن العبء يكون ضخما عليها فإذا اجتمع إلى ذلك كونها ذات زوج و أولد فقد تضاعف عليها العبء أضعافا مضاعفة فماذا تصنع حينئذ؟ إليكِ أختي بعض الخطوات التي قد تحل شيئا من هذا الشكال: أ – إذا كانت الوظيفة ذات طبيعة دعوية، مثل أن تكون المرأة مدرسة أو وكيلة مدرسة أو مديرتها أو ما شابه هذا من العمال فإنها قد تعد كافية في مزاولة المرأة دعوتها، و عليها بعد ذلك أن تتفرغ .لبيتها و أولدها، و ل تخرج إل لغلرض دعوي مُغلحٍ ل يقوم بدونها ب – و إن لم تكن الوظيفة ذات طابع دعوي فإن على المرأة الداعية العاقلة أن تنظر في أمر الستمرار فيها إلى أن تجد وظيفة أخرى أنسب و الصق بدعوتها. و إن لم يمكن إيجاد وظيفة أخرى فإنه يمكن النظر من قبل بعض أصحاب الموال من أجل تفريغلها و تعويضها بمال مناسب كريم يحقق لها حاجتها، و في الوقت نفسه يحفظ للمجتمع جهدها في الدعوة، و كفالة الداعية من الرجال أمر معروف متداول، فلم ل يكون المر نفسه متحققا للمرأة. ج – و هناك من الوظائف ما يمكن أن يكون في البيت، و في ذلك أفكار متعددة، كأن تعمل في ما يمكن شبكة المعلومات (النترنت) موظفة في موقع معين، أو منسقة لبعض الهيئات، إلى آخر .أن يتفتق الذهن عنه من أعمال منزلية لها صبغلة دعوية و تدر مال مناسبا يقضي حاجة المرأة. ،تلك كانت بعض العقبات الجتماعية التي قد تقف حائلا بين المرأة و دعوتها وجدها و اجتهادها فيها ،و قد ذُغكرت بعض الحلول لكن المشكلة تظل قائمة تفتقر إلى توفيق إلهي و معونة ربانية .بحيث تستطيع المرأة تجاوز العقبات و التحرك الجيد اليجابي النافع، و ا الموفق.
  • 27. عقبة ضعف العلم الشرعي العقبات العلمية و الفكرية و الثقافية عقبة ضعف المهارات و قلة التدريب عقبة ضعف الثقافة
  • 28. هناك بعض العقبات أمام المرأة الداعية ناشئة من ضعف العلم الشرعي أو ضعف الجوانب الثقافية ،العلم الشرعي حصن حصين للمرأة الداعية، يقيها شر النتكاس، و حمأة الرتكاس، و يقوي دينها .و يعظم يقينها، و يطلعها على اساسيات ل بد لها من فهمها إن أرادت ضبط دعوتها و إحسان عملها و كثيرات هن الداعيات اللواتي يعانين من ضعف في العلم الشرعي و قلة في تحصيله، و يستطعن أن يحصلن طرفا صالحا منه إن حضرن الدروس الشرعية و حافظن عليها، و بسماع الدروس الشرعية و حافظن عليها، و بسماع الدروس المسجلة للمشايخ المعتبرين، و بسؤال أهل العلم عما يشكل عليهن، كل هذا يساعد في تحصيل القدر المطلوب، و ل نعني بهذا أن تصبح عالمة، ل، و الدعوة ل تشترط هذا لكن أن يكون لديها قدر معقول من العلم الشرعي تستطيع به السير الصالح في دروب الحياة، و تمتلك به السلاح الذي يعينها على دعوتها و النجاح فيها، فإن أكثر النساء ينجذبن نحو من تملك العلم الشرعي أو طرفا جيدا منه، و قد تكون الداعية متميزة في طرحها الدعوي ذات شخصية قوية مؤثرة لكن بسبب ضعفها في مسائل من العلم الشرعي مهمة و حيوية و حيوية فإنها تفقد جزءا من تأثيرها و بريقها لدى الخريات، و قد تستولي على قلوبهن امرأة أخرى أقل شأنا منها و أضعف تأثيرا و مكانة، و قد تكون مشوشة ثقافيا و فكريا و دعويا .لكن هذا بسبب تقصير تلك المرأة في تحصيل ما تحتاجه من العلم الشرعي فحلّتت هذه مكانها
  • 29. بعض الداعيات يستغلرقن جل وقتهن في دقائق علم معين، - 1 فالفضل الجمع. ،قد ل يحتجنه في دعوتهن بعض الداعيات يصيبهن شيء من الزهو و العتداد بأنفسهن بسبب تحصيلهن طرفا من العلم - 2 الشرعي، و تغلدو ملطخة بقدر غير قليل من التعالم و التعالي، و هذه المسكينة لم تفهم أن المراد ، من العلم هو العمل، و أنها بدون عمل يصبح العلم الشرعي حجة عليها ل لها فنعوذ بالله تعالى من الخذلن و تلاعب الشيطان. عدد من النسوة الداعيات ممن تعلمن العلم الشرعي لم يفهمنه حق الفهم، و لم يهذبهن العلم - 3 ، الشرعي حق التهذيب، فانقلبن يؤثمن المخالف، و صرن يبدعن و يفسقن بدون وجه حق ، و نسين أن أس الدعوة و أصلها هو مراعاة أدب الخلاف، و الحرص على جمع الصف و اجتماع الكلمة و كان يمكن لهن أن يستفدن من علمهن الشرعي في شد الواصر الجتماعية، و تعميق الخوة ، اليمانية. لكنهن اخترن سبيل المخالفة، و طريق الشقاق فنبذتهن القلوب، ومجَّتهن النفس و انفضت عنهن جملة من النساء كن بأمس الحاجة إليهن و إلى علمهن و فقههن، و ا المستعان
  • 30. -2 تحصيل قدر مناسب من الثقافة شرط مهم لنجاح الخت الداعية في دعوتها و الثقافة قسمان: ثقافة إسلامية و ثقافة عالمية، فالثقافة السلامية تحصن الخت من الشبهات ، و تفهمها دينها على وجه تعتز به و تدفع عنه، و تحسن به رعاية زوجها و أولدها، و تجيد به التعامل مع الخريات، و كذلك ثقافتها السلامية تسمح لها بالطلاع على أمهات الكتب المؤثرة و التي تستطيع أن تمل بأحاديثها المجالس و المنتديات أما الثقافة العالمية فهي مهمة لتنجح في دعوتها على وجه مقبول خاصة إذا أرادت أن تدعو مثقفات متميزات أو متعلمات تعليما عاليا، و الثقافة العالمية تعمق فهم المرأة فيما يدور حولها من أحداث، و ما يقوم من دول و أنظمة، و مؤسسات، بحيث تستطيع الحصول على المعلومات المهمة التي تستطيع بها المقارنة بين شريعتها و كمالها، و بين شرائع الخرين و نقصها على وجه و كذلك القول في معرفتها للمذاهب الفكرية الهدامة كالحداثة مثلا،ً أ و معرفتها للفرق الضالة و الغلزو الفكري، و المكر اليهودي، و التخطيط الصليبي، و التنصير المسمى زورا بالتبشير، و هكذا فمن لم تفقه هذا كله،فماذا فهمت و ماذا عرفت؟ و ماذا ستقول لبنات جنسها إن لقيتهم؟
  • 31. و الناظر لحال النساء الداعيات يرى أن كثيرا منهن يفتقدن الحد الدنى لهذه الثقافة، و ل يكدن يعرفن ماذا يدور حولهن معرفة مناسبة، و ل يفهمن مسائل في السلام هن بأمس الحاجة إلى فهمها خاصة ما يتعلق بالنساء، و الشبهات الدائرة حول الحكام المتعلقة بهن ل سيما في هذا العصر، أي نستطيع أن نقول إن وعيهن ضعيف أو أقرب إلى الضعف. و تبعا لذلك ترى كثيرا ممن يٌسسَسمَسينَس داعيات ل يستطعن ابتداء الحديث اللبق في المجالس و ل المشاركة الجيدة عندما يثار نقاش ما، و إذا أردت معرفة السباب فسيكون ذلك ضعف الحصيلة الثقافية إلى حد مفزع، و العتماد على مكنون سابق قد قلّتت جدواه منذ زمن طويل نعم إن النساء قد يستهويهن الحديث العاطفي الوعظي القصصي أكثر من الحديث الثقافي الفكري لكن لبد من الستزادة من الثقافة و المزج بينها و بين أحاديث العاطفة حتى تستطيع المرأة بناء شخصية متوازنة
  • 32. * من المناسب علاجا لهذين المرين أن تنشر رسائل و كتب خاصة موجهة للمرأة لتعميق علمها و ثقافتها و فهمها لدينها * -و أن تنشر الرسائل الجامعية و غيرها التي تؤلفها النساء –بعد أن يتخير النافع منها على نطاق واسع، فهي أدرى بكيفية مخاطبة بنات جنسها. * و أن تكون هناك رابطة للنساء المثقفات اللواتي يجمعن بين الفهم و الوعي و الدين. * إقامة ندوات و ديوانيات في البيوت و المؤسسات الثقافية و الخيرية و التربوية لنشر الثقافة السلامية و العلم الشرعي المناسب للنساء.
  • 33. على الداعية الواعية أن ترتقي بنفسها دوما، و أن تعمل على استكمال جوانب القوة في قدراتها و شخصيتها و تجنب أسباب الضعف، و ذلك يتحقق في ضوء تدريب متواصل، و التحاق بدورات متنوعة تساعدها و تأخذ بيدها، بيدها، و لضرب مثال واقعيا على هذا أل و هو التعامل مع وسائل التقنية الحديثة؛ إذ هي من أبواب إحسان الدعوة و ضبطها و إيصالها إلى أكبر عدد ممكن من الناس، فمن ذلك أن عليها أن تتقن التعامل مع الحاسب اللي –الكمبيوتر- التقان المناسب الذي يهيئ لها الستفادة منه في دعوتها، و كذلك يجدر بها إتقان التعامل مع شبكة المعلومات –النترنت- و في ذلك خير كبير، و تواصل مع معلومات مهمة ل غنى لها عنها و ل تتيحها وسائل العلام المعتادة غالبا، و أيضا يمكن التنسيق مع عدد من المؤسسات الخيرية و الثقافية عبر شبكة المعلومات هذه و المشاهد أن الكثرة الكاثرة من الداعيات لم يستطعن إتقان مع هذه الوسائل و مثيلاتها إلى الن، و لعل ذلك بسبب قلة ذات اليد، أو النشغلال التام لكن لبد مما ليس منه بد، و عليها أن تبذل جهدها حتى تصل إلى إحسان استخدام هذه الوسائل التي يستخدمها أعداء السلام في بث كيد كبير و مكر ضخم فلا بد من مواجهتهم و قد رأينا بعض النساء قد أحسنّت استخدام الوسائل التقنية في دعوتهن فعادت عليهن و على الدعوة بخير كبير ،و اليوم قد انتشرت معاهد التدريب على المهارات المتنوعة، و سهل اللتحاق بها
  • 34. و لم يعد للداعية عذر في الجهل بهذه المهارات و ل بعد الخذ بوسائل الرتقاء بالقدرات فلتمض قدما في تعلم كل ما تحتاجه من فنون الدعوة و آلتها و لوازمها حتى تلج دعوتها القلوب بيسر و سهولة، و و تحوم حولها المحبات و المعجبات بسمتها و هديها و طريقتها
  • 35. العقبات النفسية -2 عقبة الشعور بالقصور -2 عقبة الشعور بالقصور -1 عقبة الشعور بالتقصير -1 عقبة الشعور بالتقصير عقبة المرراض عقبة المرراض القلبية القلبية -5 عقبة الشعور بالكسل -5 عقبة الشعور بالكسل -3 عقبة الخوف مرن الرياء -3 عقبة الخوف مرن الرياء -4 عقبة الشعور بالخجل -4 عقبة الشعور بالخجل
  • 36. ، و هذا مرض صعب، و الداعية إذا غلب عليها هذا الشعور أحبطها، و أيأسها و قنّتطها من نجاح دعوتها، لكن ليكن هذا الشعور مثل ملح الطعام ،الذي يكسبه مذاقا سائغلا و ل يتضرر الطعام به و ليكن هذا الشعور مثل اللذعات التي يستيقظ بها النائم و يتنبه بها الغلافل، فهذا هو المطلوب؛ إذ رضاها عن نفسها بالكامل مرض ،و المبالغلة في الشعور بالتقصير و جلد الذات هو مرض أيضا و المر الوسط الخيار هو أن تكون بين هذين المرين و وسطا بين نقيضين
  • 37. ،و هذا مرض منتشر، و أسميه التواضع الكاذب و الخجل الخادع و هو مشكلة كبيرة في حياة الرجال و النساء على السواء، لكنه في النساء أكثر؛ ،إذا يقل فيهن من تشعر بالقوة و الجدارة للتصدر و الفادة ،و يكثر فيهن المنسحبات من الصف و العتذار بشتى العذار و الدليل هو النقص الكبير المشاهد في صفوف النسوة الداعيات مع وفرة أعداد المتخرجات منهن في كليات الشريعة و الدعوة و أصول الدين و العجيب أنه بسبب أن أكثر المتخرجات في تلك الكليات قد تخلين عن مهمتن برزت نسوة داعيات من كليات الطب و العلوم و الدارة و القتصاد و غيرها ليتسلمن الراية و يتصدرن الصفوف، و هذا ليس بعيب لكنه قصور من أولئك .اللواتي كن الجدر –بحكم تخصصاتهن- بقيادة المجتمع النسوي و نشر الدعوة فيه و ل خيار أمام المرأة الداعية إل أن تنفي عنها هذا الشعور المميت، و تقبل على الدعوة و العمل؛ و لتقدم ما عندها و ل تلتفت إلى مثل هذه العوائق، و لتعزم و لتتوكل على ا تعالى و لتقبل فإن الحال ل يحتمل التأخير و النكوص.
  • 38. ، وهو عائق نفسي ينشأ عن المبالغلة في التحسس من الرياء، والخوف من الوقوع في النفاق ،نتيجة لعدم فهم النصوص الشرعية، مع الورع الناشيء من عدم التمييز بين ما تتناوله النصوص ،وما ل يدخل فيها , فيفضي ذلك ، لدى كثير من الصالحات، إلى ازورار، وانسحاب وإزراءٍ بالغ على النفس يمنعها من العطاء والمشاركة ؛ بل ربما منعهن ذلك من فعل بعض ، العبادات الخاصة ،ولبد أن تتيقن المؤمنة أن كثيرا من شرائع الدين ل تتم إل علانية ، و ل بد أن ينتدب لها من يقوم بها قدر الطاقة، وإل تعطلت مقاصد الشريعة ، وفروض الكفايات، وأثم الجميع , والواجب على المؤمن والمؤمنة تصحيح نيته الولى ،وعدم اللتفات إلى المزعجات الشيطانية التي تتلبس بلبوس الورع الكاذب فتفوت على العبد مصالحه، وعلى المة رسالتها. ،عن أبي ذرٍ رضي ا عنه أرأيت الرجل يعمل العمل الخير، ويحمده الناس عليه ؟ قال: قيل لرسول ا صلى ا عليه وسلم: قال ( تلك عاجل بشرى المؤمن ) رواه مسلم (من سرته حسناته،وساءته سيئاته فذلك المؤمن ) وقال: رواه أحمد والترمذي، وقال: حسن صحيح غريب وقال الفضيل بن عياض، رحمه ا ,ترك العمل من أجل الناس رياء والعمل من أجل الناس شرك, والخلاص أن يعافيك ا منهما.
  • 39. وهو نوع من أنواع الحياء غيرُغ محمود,وأصل الحياء،كما قال الجرجاني: : انقباض النفس من شيء، وتركه حذرا من اللوم فيه ,وهو نوعان نفساني : وهو الذي خلقه ا تعالى في النفوس ، كلها؛ كالحياء من كشف العورة وإيماني : وهو أن يمنع المؤمن من فعل المعاصي خوفا من ا تعالى .التعريفات : 126 ،فالخجل، إذا، نوع من الحياء يمنع المؤمن من فعل بعض الطاعات , أو من تحصيل بعض المصالح، خوفا من الخَسلق :وقد قالت عائشة، رضي ا عنها في نساء النصار ( نعم النساء نساء النصار؛ لم يمنعهن الحياء أن يتفقهن في الدين) ، ومن شواهد الخجل المذموم ، عند بعض الخوات، تخاذلها عن إنكار المنكر في المناسبات العامة ، كحفلات العراس، ونحوها، وعدم الحتساب على بنات جنسها في السواق والمتنزهات مما يؤول بها إلى أحد حالين إما النسحاب من الحياة العامة، أو استمراء المنكر، وغض الطرف عنه :
  • 40. ،فينبغلي للخت الموفقة أن تتخطى حواجز الخجل ،وأن تكتسب الجرأة الدبية، والشجاعة المعنوية ، والدربة على اللقاء، والمحاضرة، والحوار , والمجادلة بالتي هي أحسن ول بأس في هذا الصدد أن تنمي قدراتها عن طريق اللتحاق بدورات المهارات الشخصية ، فإن العلم بالتعلم والحلم بالتحلم .
  • 41. ، الكسل آفة توهن النفس، وترخي البدن ؛ فإذا بضحيته يستصعب السهل ويستطيل الطريق، ويكثر الحتمالت، ويقع في دوامة التسويف، فيصبح أمره فرطا؛ لذلك كان النبي صلى ا عليه و سلم في الحاديث الثابتة عنه يتعوذ من الكسل. ,وعلاج هذا الداء العزيمة، والتوكل، والستعانة بالله، وإصلاح التفكير .و قراءة سير العظماء من العلماء و الدعاة و المصلحين zzZ Z
  • 42. ،مثل الكبر و الغلرور و التعالي، و الحسد، و الغلل، و الحقد، و سوء الظن و التشاؤم إلى آخر تلك القائمة السوداء التي قد تصاب الداعية بشيء منها ،مما يؤدي إلى إخفاقها و ربما إنهاء حياتها الدعوية، فلتعتصم الخت بالله و لتحرص على نفي كل تلك المراض عنها .حتى تثمر دعوتها و يفلح عملها
  • 43. و هي عقبة كؤود تتحطم لديها الجهود، و تتبخر معها المال، فكم من داعية يمتلئ رأسها بأفكار كثيرة، و مشروعات نافعة، و لديها من الهمة و الحماس و الرشد ما يكفل نقل تلك الفكار و المشروعات من عالم المثاليات إلى عالم الواقع ماثلة للنظار لكن المشكلة هي قلة المال –أو ندرته- اللازم ،لتحقيق ذلك و هذا أمر واقع تعاني منه النساء خاصة في الدول الفقيرة، حيث يكابد الدعاة و يجاهدون من أجل توفير الحد الدنى من المال اللازم ،لتحقيق ما ل بد من تحقيقه من أمور الدعوة أما في الدول الغلنية فإن مشكلة الكثرة الكاثرة من المتبرعين – أنهم يريدون بناء المساجد -و لو في بلد فيها من المساجد ما يفيض عن حاجتها النية و المستقبلية ،و يريدون كفالة اليتام و بناء المدارس ، و كل ذلك حسن، لكن المتبرع لنقل أفكار الدعاة إلى مشاريع مهمة عدد قليل جدا و ليس أمام الداعية الحصيفة إل أن تتصل بعدد من الوجيهات و المؤثرات اللواتي يملكن المال ،و من ثم تحسن عرض بضاعتها عليهن، و تعمل كل ما في وسعها لقناعهن بأهمية عملها ،و لتتوصل إلى ذلك بكل من يمت إليهن بصلة حتى تتمكن من الوصول إلى عقولهن و قلوبهن و ليس من بأس أن تحاول الداعية أن توصل كل ما عندها من مشاريع و أفكار إلى ذوي الموال من الرجال عسى أن يلتفت إليها واحد منهم .و يجود عليها بشيء يمكنها من تحقيق ما تصبو إليه
  • 44. و هناك بعض المؤسسات الخيرية و الثقافية و التربوية- يمكن أن تتبنى بعض المشروعات الجيدة كلا أو جزءا فلتحرص الخت الداعية على إيصال فكرتها إلى القائمين على تلك المؤسسات . و هناك بعض المشروعات يصح إعطاء الزكاة - لتحقيقها كلها أو شيء منها -على اختلاف في الفتوى في هذه المسألة– فلتحرص أيضا الخت الداعية على الستفادة من أموال الزكاة .حينئذ فإن النفوس بها أسخى
  • 45. -1 تنسيق العمل النسائي و ترتيبه -2 استغللال زمن الحرية و المن -3 كيفية طَسرْقق الموضوعات الحساسة -4 تحصيل الشهادات العليا -7 القدرة على التأثير و التوجيه -8 المشاركة في وسائل العلام -9 دعوة الوجيهات و المؤثرات -10 العناية بصغليرات السن -5 المبادرة إلى التأليف 11 -العناية بالترفيه والترويح -6 امتلاك القدرة الخطابية 12 -توريث الدعوة
  • 46. هناك معالم في طريق الدعوة قد تفيد معرفتها و الخذ بها أخواتنا الداعيات، و تعظم من أثر دعوتهن و هي كثيرة لكن سنعرج على بعضها لما لها من أهمية في هذا العصر، فمن تلك المعالم الهاديات ، هناك بلاد إسلامية فيها عمل نسائي منظم قوي، له ضوابط و قواعد، و هيكل و عوايد ، و مثل هذا العمل تكون المرأة الداعية فيه لبنة من بناء، و جزءا من كل فهذه تكمل عمل تلك، و واحدة تدفع عن الخرى و تقوم مقامها إن قامت الحاجة لذلك ،في ظل تخطيط محكم و تنسيق منضبط .بعيد عن العشوائية و الفوضى و العفوية و المزاجية التي تقتل العمل
  • 47. أما البلد التي ليس فيها مثل ذلك التنظيم و التنسيق فإنه قد يعسر على المرأة فيها ،الستمرار في دعوتها على وجه قوي منضبط و قد تشعر أنها مثل جزيرة منقطعة في محيط خضم، و هذه الداعية قد تبدأ في دعوتها و جهدها ،ل عند انتهاء جهد الخريات بل تبدأ من حيث بدأن ،و ليس هذا من جهل بأصول الدعوة لكنها جهلت أعمال الخريات و جهدهن ،و ذلك بسبب عدم وجود عمل دعوي قوي مرتب منظم يأخذ بعضه بحجز بعض ،و يظل في تصاعد تراكمي إلى أن يؤتي ثماره و الحل في هذه المشكلة أن تتداعى الداعيات إلى ترتيب العمل فيما بينهن و ينسقنه و ينظمنه حتى ينفع ا تعالى بجهدهن على وجه جيد متكامل ،و يمكن للمؤسسات الخيرية أو الدعوية أو التربوية أن تبتدئ مثل هذا الترتيب و التنسيق، .و تدعو الداعيات إلى النتظام في هذا السلك المبارك و ل بأس أن يساعد الرجال النساء في وضع بذور العمل المؤسسي المنظم .فإنهم أسبق إلى هذا و أعرف به، و أكثر ضبطا و ممارسة
  • 48. و لقد وجدنا من الثار النافعة لترتيب العمل النسائي في البلد العربية و السلمية ما يشجع على سلوك هذا المسلك، و دخول هذا المعترك ،فالهجمة على النساء المسلمات عظيمة، و جهود العداء لفسادها هائلة ،و معظم تلك الجهود تنبعث من تنظيم قوي و تكتل متكامل يساعد بعضه بعضا -فكيف نواجه ذلك بجبهة مفككة –إن صح أن يطلق على العمل النسائي غير المرتب جبهة ، و نفسيات محبطة ،و ل يوجد شيء قوي يشد من أزر النساء العاملت الداعيات .فيبصرن به الضياء القادم و المل المنتظر ،وترتيب العمل النسائي و تنسيقه ضامن ليصال الدعوة إلى المجتمعات النسائية ، و ضامن لتأسيس عبادة الشورى، و تحقيق الطاعة و النضباط ،كما أنه يتجاوز عقبة مهمة تعاني منها بعض الداعيات ،و هي عدم تجاوب بعض الداعيات معها في همها الدعوي، و انشغالهن بأمور مرجوحة ،و هذه العقبة يمكن أن تقضي على جهد الداعية و حماسها و انطلقتها ،فإن اندرجت في عمل مؤسسي منظم تجاوزت هذه العقبة .و شعرت بتعاون أخواتها معها و مساعدتهن و مؤازرتهن
  • 49. ,هناك بلدان عربية وإسلمية وعالمية تتمتع بقدر ل بأس به من حرية الدعوة إلى ا تعالى ، وهناك بلدان ابتليت بتضييقات ل حصر لها. و ا يبتلي من شاء بما شاء سبحانه ، لكل أفعاله حكمة جل جلله ,فمن كانت من النسوة الداعيات فى بلد تتمتع بحرية العمل و النطلق, ,فإنه ينبغى لها أن تنتهز الفرصة للعمل على التمكين لدين ا تعالى ، ما استطاعت إلى ذلك سبيل و بكل الوسائل المتاحة، وذلك للسباب التالية: ،إن دعوة الداعية و انطلقتها تعد من جملة شكر نعمة ا تعالى عليها أن مكنها و مهد لها قلوب العباد؛ إذ كم من امرأة مسلمة صالحة عاملة تشكو إلى ا تعالى ،من تسلط الطغاة و الظلمة في بلدها ،الذين وصل بهم الحال –كما في تونس- إلى منع الحجاب في المدارس و الجامعات و أماكن العمل .فالداعية التي تعيش في أماكن كهذه يعسر عليها أمر الدعوة جدا فالداعية في بلد آمنة عليها أن تشكر نعمة ا تعالى عليها و تقوم على الدعوة خير قيام.
  • 50. فإن الزمان دائم التحول، و الحوال سريعة التقلب، و ،ل يدري أحد أتطول مدة المن و المان و الحريات المفسوحة في بلد ما أم تقصر ،فلهذا كان لزاما على الخوات الداعيات فهم هذه المسألة و المسارعة إلى الدعوة و العمل .قبل أن يدهمهن ما لم يكن في حسبانهن و أمريكا أقرب مثال على ذلك، فقد كانت هي البلد المثالية ،في حرية الدعوة و العمل و التحرك فلما ابتلى ا تعالى المسلمين في تلك البلد بما ابتلهم به .صاروا يتحسرون على اليام الخوالي فالعاقلة إذا هي من تسارع للدعوة و لتمكين دين ا تعالى في الرض قبل تغير الزمان و فساد الحوال
  • 51. لما لهذه المؤسسات من أثر قوي قد يتعدى إلى بلد إسلمية كثيرة، كالمؤسسات ،التي اُننشئت في الكويت (و أيضا في القسم النسائي في (الندوة العالمية للشباب السلمي ، التي نفع ا تعالى بها كثيرا و لله الحمد .و لها فروع في أنحاء العالم ،فينبغي تأسيس مثل هذه المؤسسات ، و الستفادة من القائم منها ،و ضبط توجهها السلمي، و التنسيق بين تلك المؤسسات ،و أن يكمل بعضها بعضا و ذلك من خلل إقامة مؤتمرات مشتركة .و لقاءات لتنسيق المواقف و الستفادة من الخبرات المتنوعة و من أحسن أوجه الستفادة من هذه المؤسسات ،هو توجيه النساء و الفتيات إلى المشاركة في أنشطتها .و العمل من خللها
  • 52. إن البلد المنة المطمئنة يمكن فيها إعداد مجموعات كبيرة من الداعيات ،يتعدى أثرهن إلى العالم كله -فإعداد داعية جيدة موفقة خير من دعوة الجم الغفير من العاميات –و في كل خير ، فهذه الداعية سيكون لها أثر كبير في بنات جنسها ،و سيهدي بها ا تعالى و يفتح بها قلوبا غلفا ، و أعينا عميا ،و آذانا صما و حبذا لو كان هناك معهد متخصص في كل بل لعداد الداعيات فسيكون له أثر عظيم.
  • 53. ،و المجتمع المن الحر مليء بالفرص الرائعة و حري بالداعية أن تنتهزها و تستغلها لصالح دعوتها، فمن تلك الفرص –وهي كثيرة :- طرق, أبواب الجمعيات و المنتديات النسائية - 1 إيصال الدعوة إلى المشاغل النسائية، و المتنزهات العامة، و غيرها عن طريق توزيع الشرطة و الكتيبات، أو الوعظ المباشر، أو المر بالمعروف و النهي عن المنكر .العناية بالعمل في القرى و الرياف، فأهلها ما زال كثير منهم على فطرة حسنة المشاركة في حملت الحج و العمرة الكثيرة، و استغلل هذه الرحلة اليمانية استغللً، فكم هدى ا تعالى فيها من أناس. موفقا جيدا إقامة فروع نسائية لمكاتب دعوة الجاليات تتولى العناية بالنساء الكافرات و محاولة هدايتهن فتح مكاتب استشارية للسرة و إصلح ذات البين .و هناك الكثير من الفرص القريبة من الخوات الداعيات، و ما ذ كر فمثال ،و قد نذكر أمثلة أخرى في ثنايا الدروس ،و الفرصة إن لم تنتهز فهي غُنصة، و تورث الندامة و الحسرة في انتهاز الفرص - و نورد هنا موقفين توضح ما نريد –على وجازتهما
  • 54. الموقف الول: امرأة فاضلة و داعية موفقة أُندخلت المستشفى، و رغم ما لها من وجاهة و نسب إل أنها رفضت أن تكون في غرفة مستقلة و قالت: أبقى مع المريضات في غرفة مشتركة حتى أدعوهن، و كان لها ذلك -فتوطدت علقتها بالمريضات، و دعتهن إلى الخذ بالسباب و التوكل على ا –عز و جل، و أوضحت لهن في أيام ما ل يستطيع غيرها في شهور لقرب المكان و كثرة الفراغ. :الموقف الثاني امرأة إذا ذهبت إلى الحرم المكي أو المسجد النبوي ، بذلت نفسها لتعليم المسلمات أمور دينهن، و حثهنّ على الحجاب الشرعي إحداهن رأت مجموعة من الفتيات من دولة عربية كاشفات الرأس ،و عندما سألت عن حضور الشابات بهذه الصورة قلن لها: نحن عضوات فريق كرة الطائرة في بلد ... و أتينا للعمرة. عندها بدأت الموفقة في الدعوة إلى ا –عز و جل- فما خرجت حتى تحجب بعضهن و قد رأيت رسالة من إحدى اللعبات أرسلتها إلى الداعية من بلدها و بشرتها بأنها بدأت تبث في نفوس اللعبات التمسك بالحجاب و الستر و العفاف! فانظر ي أختي إلى الثر الكبير ،و التحول السريع من لعبات كرة طائرة سافرات كاشفات إلى متحجبات متسترات (القصتان من كتاب (كيف أخدم السلم
  • 55. إن الداعية الحصيفة العاقلة هي التي تعرف كيف و متى تتحدث ،عن الموضوعات الحساسة المهمة في مجتمع ما ،ذلك أن خطابها مع الناس قد يخفق و يتعثر ما لم تراع هذه القضية و إنما قلت هذا لن عددا من الداعيات يطرقن الموضوعات ذوات الحساسية ، طرقهن للموضوعات الخرى ،و بعضهن يجهرن برأيهن في مجتمع قد ل يوافقهن على هذا الرأي ،و بهذا يخسرن جملة من النساء كان يمكن مداراتهن بأحسن من هذا الصنيع و مثال هذا كثير، أجتزئ منه التالي : ، أ - بعض الداعيات يرين رأيا فقهيا معينا يستقينه من مدرسة فقهية معينة فيظللن يصدعن بهذا الرأي على وجه ل يراعين فيه ما ترى المخاطبات من آراء أخرى تسود في مجتمعهن، فمثل هذا ل ينبغي، و قد يحدث فتنة و مثال على هذا بعض الداعيات اللواتي يرين كشف الوجه و أنه جائز ،فيذكرن رأيهن هذا في مجتمع ل يرضى عن غطاء الوجه بديل،ً، و ل يلتفت إلى من يقول بغيره ،فصدع الداعية برأيها في ذلك المجتمع مما ل يعد من الحصافة بحال،و ل من اللباقة بوجه بل تحتفظ به لنفسها و لمن يساعدنها على هذا و يرينه و ليس هذا من التذبذب بحال، و ل من كتمان الرأي و التجاه، بل هو من مراعاة الحال و الحكمة التي أمر ا تعالى بها في قوله اُندعُن إلى سبيل رَبِكَ بالحكمةِ و الموعظةِ الحَسَنَةِ، و جادلهم بالتي هيَ أحَسن
  • 56. ،ب – و بعض الداعيات لها توجه فكري معين ل يقبل به مجتمع ما نعم إن توجهها هذا موافق للشرع غير مخالف له ، لكنه قد يكون غريبا على المجتمع في بعض جوانبه ،فينبغي -و الحالة هذه- أل تجاهر به و أل تطرق, منه إل ما كان موافقا للمجتمع ، غير غريب فيه ،و لتصدع به بين قريناتها الموافقات لها فهو أحكم و أجدر ،و أوفق لدعوتها، و أدعى لجلب القلوب إليها، و دوران النساء حولها و هذا من الحكمة المأمورة بها. ، ج – هناك موضوعات ذات طابع سياسي ل يحسن أن تطرق, في كل وقت ،و قد ل يحسن أن يُنتبنى فيها رأي من الراء في بعض الحيان ،فتترك و ل تطرق,، و إن سُنئلت عنها الخت الداعية فعليها أن تتخلص بلباقة و ذكاء ،و هذا لن إجابتها و الدلء برأيها في هذه الموضوعات أمر قد ل يحمد عقباه فل ينبغي للخت الداعية أن تسارع للحديث عن قضية تشغل بال الكثير ،في الساحة حديثا سطحيا غير موثق و ل مدلل عليه، فهذا ينقص من قدرها، و يطعن في مصداقيتها.
  • 57. ، هذا العصر الذي نعيش فيه هو عصر التخصص في كل شيء ، و هو عصر الشهادات العلمية الموثقة و قد كان بعض المشايخ يقولون: اعتنوا بطلب الشهادة لنها هي التي تعبد الطريق لكم إلى عقول الناس ،و ربما قلوبهم ، و قد حصل عدد كبير من الرجال على شهادات عليا في مجالت متعددة ، منها الشرعي و الدعوي، لكن نصيب المرأة في ذلك محدودا مقارنةً، بالرجال ،على أنهن بدأن يسلكن الطريق الصعب الشاق, مؤخرا على وجه ل بأس به و إنما نريد من حديثنا عدة أمور هي : ، أ – الشهادة العليا هي الشهادة الجامعية التي قد حازتها نسوة كثيرات .ثم شهادة الماجستير و الدكتوراه التي قد حازتها قليل من النساء الداعيات ، ب – يفضل للمرأة الداعية أن تسلك سبيل التخصصات الشرعية أو الدعوية ،على أن المجتمع بحاجة إلى كل التخصصات ، لكن أثر التخصصات الشرعية و الدعوية أقوى و أوقع في النفوس ، لكن ل يعني هذا أن المرأة التي تخصصت في العلوم الطبيعية ل أثر دعويا لها كل فكم رأينا من داعيات طبيبات أو ذوات تخصص علمي محض كان لهن أثر كبير في مجتمعاتهن .لكننا نقول إن التخصص الشرعي أو الدعوي قد يفيد المرأة في كثير من المجتمعات أكثر من غيره
  • 58. ج – على الداعية أن تدرك أن سلوكها طريق الشهادة العليا له ثمن باهظ و ضريبة موجعة ،خاصة إن كانت ذات زوج و أولد ، و إن كانت موظفة فقد تضاعف عليها الحمل الثقيل ،فل بد لمن تريد أن نسلك هذا الطريق أن تكون ذات همة عالية ،و جهد كبير لئل تقف و تعجز أثناء الطريق، و لئل تترك دعوتها في سبيل هذه الشهادة ، و بعض الخوات قد تسلك هذا الطريق من أجل الحصول على الشهادة فقط ،و يتركن الجد و الجتهاد في تحصيل المواد على وجه جيد مناسب بحجة الدعوة و البيت و الولد ،و ينتج عن هذا المسلك قصورا و ضعفا في التحصيل الشرعي أو الدعوي أو العلمي فكيف تستطيع الداعية بعد ذلك أن تتصدر المجالس و تزعم أنها متخصصة في الشريعة أو الدعوة بينما هي لم تحصّل إل الحد الدنى الذي حصلت به على الشهادة؟ ! و قد سمعنا عن نساء حصّ لن أعلى الشهادات ، لكنهن لم يكن على مستوى جيد من الفهم و القدرة على الستفادة من هذه الشهادة و بعضهن يُنسألن عن مسائل في الشريعة التي تخصصن فيها الجابة، و كل ذلك مرده إلى ضعف التحصيل –و قد تكون من بديهيات العلم- فل يستطعن
  • 59. د – حيازة الشهادة ل تعني النقطاع عن التحصيل ،إذ الشهادة العليا تمكن من مفاتح العلوم ،و يبقى بعد ذلك المراجعة و القراءة المستمرة .و الطلع الجيد لتحافظ المرأة على ما نالته من علوم و حازته من قواعد الفنون و كم سمعنا عن متميزات فقدن تميزهن بسبب انقطاعهن عن الدرس ،و التحصيل بعد الشهادة الجامعية فاجتمع عليهن ضياع الزمان الطويل الذي بذلنه في سبيل تحصيل الشهادة .مع ضعف الحصيلة العلمية، فكأنهن لم يصنعن شيئا
  • 60. من المناسب أن تبادر الداعيات صاحبات القدرة على الكتابة بلغة رصينة سليمة و أسلوب سلس أن يبادرن إلى التأليف ،في الموضوعات التي تهم النسوة و خاصتهن ،و ذلك لن مساهمة المرأة في عالم الكتب ضعيفة ، و مساهمة المرأة الداعية أشد ضعفا ،و الرجال –في الغلب- هم الذين يصنفون المؤلفات النسائية .إل أن المرأة الداعية أقدر على تلمس مواطن الحاجة لو أحسنت التأليف فيها و هناك جملة من الرسائل العلمية الشرعية و الدعوية لعدد من النسوة الداعيات في عدد من الجامعات .لكنها ل تزال حبيسة الرفف تنتظر من يمد إليها يدا حانية حتى ترى النور و المرأة الداعية يجدر بها أن تتدرب على الكتابة عن طريق تأليف المطويات و النشرات أولً، ،التي تحتاجها المرأة في المواسم كالحج و رمضان .و كذلك بعض المطويات و النشرات التي تعالج عددا من المشكلت النسائية المتنوعة و ما أحسن أن تكتب المرأة الداعية ذكرياتها و تجاربها الدعوية في مصنفات تتركها مَعْلََمَا و ضياءً، لبنات جنسها .تساعدهن على تحمل مشاق, الدعوة و الصبر عليها
  • 61. ،هناك داعيات يحسن الحديث مع الخريات ،و يستطعن المناقشة على وجه ل بأس به لكن إن كان الجمع قليل محدودا ، لكن المشكلة أن القادرات منهن على الحديث في الجموع الكبيرة عدد قليل .!و اللواتي يستطعن التصدر في المجالس الخاصة بالنساء عدد قليل أيضا، فما العمل؟ ينبغي للخت الداعية التي ترغب في سعة التأثير و إحسان الخطاب أن تصنع ما يلي: أ - أن تحوز قدرا جيدا من الثقافة السلمية و العلمية، و قد ذكرنا ذلك بشيء من التفصيل . ب – أن تحوز قدرا معقول من العلم الشرعي تستطيع به ضبط حديثها و الجابة عن أسئلة الحاضرات، و قد مر معنا الحديث عن ذلك . ،ج – أن تتدرب على اللقاء الجيد ،و هناك كتب كثيرة تكفلت بهذا، كما أن هناك دورات متخصصة ،و ليس هناك شيء أنفع من الممارسة العملية إذ يمكن لها أن تبدأ الحديث مع قريناتها و صاحباتها تدربا في مجموعة صغيرة حتى ل ينحبس لسانها بسبب الخجل و يحسن بها أن تبتدئ التدرب على الكلم و اللقاء بعناصر مدونة في ورقة ،تستعين بها ثم تعتاد –تدريجيا- على التخلص من الورقة و مواجهة النساء بأفكار سلسة مرتبة تلقيها فتؤثر بها التأثير الحسن المرجو
  • 62. و هذا المر هو هبة من ا تعالى لكن يمكن اكتساب شيء منه و تنميته عن طريق العناية بالتي: أ – سلوك طريق الوسطية و العتدال، و هو في لبه طريقة السلم و منهجه ب – التوازن بين العقل و القلب و الجسد. ج – الحوار مع الخريات ل التلقين و التعالي. د – المصاحبة طورا و الستاذية طورا آخر. هـ – أن تكون قدوة في هديها الظاهر، و تصرفاتها من كلم و أفعال. ،و – أن تكون الداعية متميزة –في جانب واحد على القل- بحيث تنجذب إليها القلوب و العقول ،فبعض الداعيات يتميزن بالثقافة الجيدة ،و بعضهن يتميزن بالعاطفة اليمانية القوية ، و ثالثة متميزة في فكرها المنضبط المنظم ، و خامسة امتازت بمهارتها في تجميع النساء حولها و انقيادهن إليها بسبب خفة ظلها و ظرفها .و قد تجمع طرفا من ذلك كله فتصبح قائدة متميزة، قادرة على التأثير و التوجيه .إلى غير ذلك من العوامل
  • 63. . ،هناك حاجة ماسة لمشاركة الداعيات الجيدات في وسائل العلم المختلفة فإن الجرايد و المجلت –على سبيل المثال- تفتقد للمشاركة النسائية الجيدة عموما ،و للمشاركة النسائية السلمية خصوصا ، إل أنه ل يمكن إغفال أن هناك بدايات مشجعة ،و أعمال ناجحة في الساحة السلمية العلمية النسائية حيث برزت مجلت ناجحة .أسهمت في بناء الكوادر الدعوية
  • 64. ،الداعية المسلمة تخاطب الناس جميعا، و تتمنى هدايتهن جميعا فل تتناول فئة و تترك أخرى، بل يصل خيرها إلى جميع الفئات النسائية على أنه ينبغي أل تغفل الداعية أن تحسن صلتها بفئة مهمة في المجتمع النسائي ،و هي فئة الوجيهات و سيدات العمال ، و ذوات الوظائف المؤثرة الموجّهة ،و هؤلء قد ل يحضرن المجامع النسائية، و ل يغشين الدروس و المحاضرات ، و ل يلتقين بسائر النساء ،إذن ل بد من طرق, بابهن و إيصال الرسالة إليهن ،و محاولة التأثير عليهن حتى يصبحن صالحات عاملت ، أو على القل أن يكفى المجتمع أثرهن السيئ و كم سمعنا عن نساء من تلك الفئات قد تأثرن تأثرا بالغا بعد حسن الحتكاك بسبب أنهن كن معزولت عن الداعيات الحصيفات الحكيمات ،فلما اتصلن بهن حسن حالهن ، و انضبطت كثير من تصرفاتهن بضوابط الشريعة، و لله الحمد ،بل إن بعضهن نفع ا تعالى بهن، و صرن في مقدمة الصفوف النسوية في الدعوة و التربية .و انتصرت بهن الدعوة في بعض الحيان
  • 65. و الطريقة الجيدة التي تفيد في هذا المر ،هي عمل صالونات أو ديوانيات أو ندوات في بيت إحدى الوجيهات ، و دعوة إحدى المؤثرات لتتحدث على وجه متتابع كل أسبوع ، فهذا له أثر كبير مجرب و ل ننسى صالون الميرة نازلي في زمن الملكية في مصر و ما كان له من أثر كبير .في توجيه السياسة المصرية و التأثير على طبقات المجتمع النافذ أمرها آنذاك و هناك مثال مهم في قضية دعوة المؤثرات أل و هو من يُنسمين بالفنانات و الممثلت ،اللواتي يمتلكن في قلوب الفتيات الشيء الكثير للسف الشديد ،و قد جرب بعض الدعاة دعوتهن فاستجاب لهم عدد منهن ،و حسنت توبتهن، و أقبلن على ا تعالى ، و بعضهن صرن داعيات جيدات فيا حبذا لو وجهت بعض الجهود لدعوة أمثال هؤلء لما لتوبتهن من أثر كبير على النساء على مختلف طبقاتهن .
  • 66. إن الكنز الكبر الذي ل يُنعَوّض فقده هو الشابات صغيرات السن ،اللواتي يرتجى منهن إن كبرن نصرة السلم و المسلمين ، و هذه الفئة عمرها ما بين العاشرة و السابعة عشرة تقريبا ،و هن اللواتي يمكن التأثير عليهن بإحسان تربيتهن، و تعهدهن بأحكام الشرع ، و أن يُنذكر لهن قصص العظيمات، و المؤثرات في تاريخنا السلمي ، و أن المة تنتظرهن للمشاركة في بنائها و استعادة مجدها ، و أن يُنعظّ مَ ا تعالى في صدورهن ،و بتفقيههن بكتاب ربهن و سنة نبيهن صلى ا عليه و سلم و هذا يعني العناية بطالبات المدارس على وجه الخصوص ،فهن ثروة المة و كنزها الدفين الذي إن أحسن استخراجه و العناية به أثمر أعظم النتائج، ،مع مراعاة التوازن و عدم إضفاء صفات الكمال على أولئك الصغيرات ،و إنزالهن المنزلة اللئقة بهن من غير تضخيم و ل نفش إذ في بعض الحيان تسمى مبتدئات الداعيات أو المتوسطات ، بالداعية الكبيرة و يبالغ في وصفهن ،و هذا مفسد لهن و مفوت على المشرفات عليهن فرصة توجيههن و تقويمهن، فلينتبه لهذا.
  • 67. فإن عرفت الداعية هذا فعليها أن تضاعف من جهدها مع تلك الفتيات ،المراهقات منهن و البالغات ،فذلك هو سن التجاوب العاطفي و التأثر اليماني .قبل قسوة القلوب، و تغير القناعات، و تلوث الفطرة و ليس شيء في باب العناية بالصغيرات أحسن من العناية بهن في المدارس؛ ،إذ أن كل الفتيات تقريبا- يتعلمن في المدارس ،و يمكثن فيها أحسن أوقات يومهن و أنشطها ،فعلى الداعيات محاولة الوصول إلى قلوبهن و عقولهن بكل وسيلة ممكنة ،فمن ذلك أن تحرص الداعية على أن تكون مدرسة أو موجهة أو وكيلة أو مديرة و في هذا خير كبير، إذ وجود الداعية الحصيفة العاقلة المؤثرة في مدرسة من المدارس كفيل بتغيير الوجهة .و ضبط المسيرة السلمية الدعوية في المدرسة و إن لم يمكنها هذا فلتحرص على زيارة المدارس .و إلقاء الكلمات و المحاضرات فيها فله أثر كبير
  • 68. و يمكن للداعيات بالتنسيق مع المؤسسات الخيرية الثقافية ، و بالتنسيق مع مديرات المدارس أن يُنقمن ما يُنسمى باليوم المفتوح ،و معارض الكتب و أن يستغللن المناسبات السلمية العامة و الحداث الصعبة ،التي تقع في العالم السلمي، كل ذلك له أثر كبير في نفوس الطالبات ، و تغدو المدارس بهذا محاضن قادرة على تخريج عدد كبير من البنات الصالحات العاملت ،و هذا بمقدور الداعيات عمله ، و ل يفوتني أن أنبه أخواتي إلى العناية التامة بالموهوبات و المتميزات .فهن عليهن المعوّ ل في النهوض بالدعوة و ارتقائها في مستقبل اليام إن شاء ا تعالى فعلى أرباب الموال الصالحين إذا أن يحرصوا على بناء المدارس و الكليات النموذجية .التي يمكن الجمع فيها بين العلم النافع و العمل الصالح و الدعوة المؤثرة بل قيود و ل مضايقة و من أكبر المور تأثيرا في صغيرات السن من المراهقات و البالغات و ممن يراوحن ما بين السابعة عشرة و العشرين ، الدعوة المصحوبة بالترفيه و الترويح و هذا ما سنتحدث عنه في الفقرة القادمة إن شاء ا تعالى .
  • 69. ،و هذا المر من أكبر المؤثرات في المدعوات ،إذ أصبحت الفتيات و النساء في هذا العصر متعلقات بالترفيه على وجه عجيب ،و ذلك نتيجة التأثيرات المتتالية عليهن من وسائل العلم المختلفة ، و بسبب الحتكاكات بين الشعوب و المم، و انتقال الثقافات !!!و الترفيه صار سمة هذا العصر الغريب بل صار هدفا و غاية في ذاته عند كثير من الناس .و ما هذا إل بسبب تضييع كثير من الناس منهج السلم المتوازن ،و المرأة الداعية إن أرادت أن تحسن التعامل مع بنات جنسها ،و أن توجد اللبنات القوية فعليها أل تغفل هذا المر و ذلك لنه ل بد مما ليس منه بد، و هذه خطوات قد تساعدها: ،أ – عمل حفلت موسمية و دورية فهذا من أكثر وسائل الترفيه جذبا خاصة إن أُنحسن إعداد الحفل و ضبطت فقراته. ب – الرحلت إلى الستراحات، و هي من أهم وسائل جذب الطبقات الفقيرة و المتوسطة. ج – إنشاء مراكز ترفيهية ذات صبغة إسلمية لقطع الطريق على المفسدات.
  • 70. :ما أجمل أن تدعو المرأة إلى ربها سبحانه و تعالى، فهذا هو أحسن أعمال الخلق بنص قوله تعالى “وَ مَنْ أحْسَنُ قَول مِمّن دعآ إلى اِ و عَمِلَ صَلِحا وَقَالَ إنّني من المُسلمينَ ( .(فصلت: 33 و يحسن بها مع هذا إن بلغت درجة كافية من النضج الدعوي و سنا مناسبة ، أن تحرص على ربط مجموعة من الداعيات بها، يستقين من تجربتها ،و يرتقين بتوجيهاتها، و يستفدن من قدراتها ،فل تفارق هذه الحياة إل و قد صار يخلفها مجموعة من الداعيات اللواتي صنعتهن على عينها ،و كن يذهبن معها و يجئن، و يحطنها إحاطة السوار بالمعصم .حتى يتعلمن منها تجربتها و طريقتها و هذه طريقة ناجحة في تربية الداعيات؛ ، إذ ل يكفي العلم النظري و الشهادة في هذا الباب، بل لبد من الممارسة ،و النغماس مع الشراف الجيد المناسب ،و تقويم المسيرة مرة بعد مرة، فهذا هو الذي يصقل الشخصية الدعوية .و يصحح المسيرة السلمية النسائية ،و إن استطاعت الداعية أن تشرف على طالباتها عمليا و نظريا فقد بلغت ما تريد و تتمنى و أعني بالشراف النظري أن تعقد لهن جلسات علمية و ثقافية و فكرية و دعوية .يقرأن فيها معا منهاجا معينا على سلوك دروب الدعوة العملية الشاقة و الصعبة
  • 71. و إليكن هذا المثال المهم من حال امرأة ضلت الطريق و لم تستنر بنور السلم ،فتلقفتها اليدي الثمة و صنعتها على عينها و هذه المرأة هي هدى محمد سلطان، التي اشتهرت بلقب زوجها شعراوي جريا على عادة المستغربين فصارت: هدى شعراوي، فقد تلقفتها امرأة ضالة ،و هي زوج حسين رشدي باشا الفرنسية التي كانت أكبر منها ،و كانت ترى فيها ما لم تره في غيرها من نساء مصريات و غيرهن ،فهذه الفرنسية كانت مشغولة بالفكر و الثقافة و الجتماعات و قد وصفت هدى مبررات إعجابها بهذه السيدة و اتخاذها مثلها العلى و عنايتها بها فقالت: ،لم تكن تُعنى بظروفي و حالتي و اسمي فقط ،و إنما كانت أيضا تجتهد في تثقيفي في اللغة الفرنسية ،و كانت ترشدني إلى أثمن الكتب و أنفعها ، و كانت تناقشني فيما قرأت و تفسر لي ما يصعب فهمه ،و كانت تغذي عقلي و روحي بكل أنواع الجمال و الكمال .و تحتم عليّ حضور صالونها كل يوم سبت، و تقول لي أنت زهرة صالوني -و كانت هذه المرأة الفرنسية الصل –التي أعدت هدى شعراوي إعدادا جيدا لمهمتها قد الفت كتابين: الول بعنوان حريم و مسلمات مصر و كتاب المطلقات -تعبر فيهما –على حد قولها عن مدى اللم و التعاسة التي تعانيها من أجل تعاسة المصرية و ظلم الرجل لها !!
  • 72. ،و كانت هذه المرأة الفرنسية على صلة وثيقة بحركة تحرير المرأة المصرية كما كانت موضع عناية النابهين في مصر من رواد هذه الحركة ،من أمثال سعد زغلول و قاسم أمين، الذي كانت تعجب كثيرا به ،و تأسف لعدم تقدير المصريين له التقدير اللئق برسالته و كانت كثيرا ما تقص على صفيتها هدى شعراوي ما كان يدور بين هؤلء الكبار من حديث ،تشعل به كيانها و تدفعها إلى التطلع إلى تحسين أحوال المرأة المصرية و السير بحركتها إلى المام !!! أرأيتن إلى العناية الكبيرة التي أولتها الفرنسية لهدى حتى ،أصبحت قائدة لحركة تحرير نسائية مشبوهة في مصر .و فعلت الفاعيل بنسائها بعد ذلك
  • 73. ضعف الصلة - 6 بالله تعالى التمرد - 5 على الزوج -4 عدم مساعدة زوجها الداعية العامل -1 تميع المواقف -3 التعلق بسفاسف المور و دناياها، و التعلق بالدنيا -2 ضعف الهمة و قلة الصبر قلة العناية - 7 بالتربية محاذير موجهة للداعيات
  • 74. ، هناك جملة من المور على الخوات الداعيات أن يجتنبنها فل يقعن فيها ،حتى يضمنّ لدعوتهن نقاءها، و حسن سيرها ،و تميزها ، فإنهن إن وقعن فيها فسيحصل لهن و لدعوتهن خلل ،يؤخر النتائج ، و ل ينضج الثمار المرجوة :فمن تلك المحاذير ، ينبغي للمرأة أن تظل مستمسكة بدينها :محافظة على تعاليم الشرع المطهر إلى أن تلقى ربها (و اعْبُدْ رَبَكَ حتى يَأتِيَكَ اليقين) ( .(الحجر: 99 و قد يعتريها في مسيرتها الدعوية الطويلة شيء من التراخي و التميع ، لكن عليها أن تعود سريعا إلى مبادئ التربية الولى .و أن تستمسك بها و تعتصم حتى ل تتمادى في هذا التراخي فتضل، و العياذ بالله