SlideShare a Scribd company logo
1 of 121
Download to read offline
‫ُ ْ َ ْ َ ُ ْ َ يِّ َ ْ ُ َ ُ‬
‫‪ ‬قل ما َيعبأ بِكُم رب لو َل دعاؤُ كمْ ‪‬‬
               ‫الفرقان: 77‬




       ‫هذا الكتاب وقف هلل تعاىل‬
    ‫يوزع جمانا اأو يباع ب�سعر التكلفة‬
‫ح املوؤلفة 2341هـ‬


                        ‫فهر�س مكتبة امللك فهد الوطنية اأثناء الن�سر‬
                             ‫لوال دعائكم ./ ط3، اخلرب، 2341هـ‬
                                      ‫021 �س ؛ 5.21 × 02 �سم‬
                             ‫ردمك : 6-5196-00-306-879‬
   ‫اأ – العنوان‬                                  ‫1- االأدعية واالأوراد‬
‫1832/2341‬                                          ‫ديوي : 29،212‬

                 ‫رقم االإيداع : 1832/2341‬
             ‫ردمك : 6-5196-00-306-879‬




           ‫الطبعة الثالثة‬
                  ‫مزيدة ومنقحة‬




     ‫للمالحظات حول الكتاب:‬
  ‫‪thebook77@gmail.com‬‬

‫شكر وتقدير‬

‫الأن تزكية ف�سيلة ال�سيخ عبدالرحمن‬
‫بن حممد اآل رقيب، جاءت عقب ف�سلنا‬
‫لالأ�سماء احل�سنى عن كتاب (لوال دعاوؤكم)،‬
‫ارتاأينا ن�سرها يف الكتابني، ولل�سيخ منا‬
‫جزيل ال�سكر، ووافر التقدير، على كلماته‬
                            ‫الطيبة هذه.‬




                                            ‫4‬
5
...............................................................................................
‫اهتداء‬
         ‫بسم اهلل واحلمدهلل والصالة والسالم على رسول اهلل وعلى آله وصحبه ومن تبعه بإحسان ليوم الدين.‬

    ‫هداين اهلل لفكرة هذا الكتاب، اأثناء طوايف بالكعبة حني مر بجانبي‬
    ‫معتمر يقراأ ملن حوله ب�سوت عالٍ اأدعية من كتيب �سغري كان منها‬          ‫ُ‬
                                                       ‫َّ َ‬
    ‫عبارة (دركِ ال�سقاءِ)، فظل يتاأتاأ فيها، حيث قراأها اأول االأمر‬
                                                                  ‫ََ‬
                 ‫ََ َ‬                                        ‫ُْ ْ‬
    ‫بال�سمة (درك)، ثم بالك�سرة(درِكِ ) ثم بالفتحة(درك)، وا�ستمر‬
                                        ‫ِ‬
                                                ‫بالتاأتاأة يف بقية االأدعية.‬
    ‫فت�ساءلت يف نف�سي اأي اإجابة ينتظر؟!. وهو يدعو اهلل بدعاء ال‬
    ‫يفهمه، ثم ات�سع ال�سوؤال يف نف�سي واأنا اأنظر خلليط ب�سري هائل‬
    ‫ميوج يف �سحن احلرم، ملا مل يكن هناك كتيب �سغري ي�سرح االأدعية‬
                      ‫بلغة مب�سطة ل�سيوف الرحمن املتعددة ثقافتهم؟!.‬
    ‫ثم فيما بعد، األح علي �سوؤال اآخر عن �سحة االأدعية، فر�سه تداول‬
    ‫بع�س النا�س الأوراق م�سورة حتوي اأدعية �سعيفة ال�سند ومو�سوعة‬
    ‫ومنكرة، يجمِ ع جميع موزعيها على اجلزم باإجابة فورية للداعي-‬
                                                            ‫ُْ ْ‬
    ‫تعاىل اهلل عما يقولون-، ف�سعرت مب�سوؤولية جتاه عمل �سيء بهذا‬
         ‫اخل�سو�س، في�سر اهلل لنا اأمر هذا الكتاب الذي تقراأونه االآن.‬
    ‫وقبل البدء به،كنت قد ع�ست حالة من الده�سة من نتائج ن�سيحة‬
    ‫بثمار الذكر، فطريق املطار الذي قطعته ذكرا واإ�ستغفارا، اأدى الأن‬
       ‫تكون �سفرتي هي االأي�سر يف حياتي كلها، فاأ�سفت بع�س االأذكار.‬
    ‫وبعد االإنتهاء من تاأليف الكتاب، ح�سل تبدل اإيجابي عميق جدا يف‬
              ‫نف�سي، ويف روؤيتي للحياة، اأمتناه لكل من قراأ هذا الكتاب.‬
    ‫فاحلمد هلل واملنة اأن هدانا اهلل ملا بني اأيديكم من كنوز الذكر‬
                       ‫واالأدعية، ندعو اهلل اأن ي�سركنا فيها معكم باالأجر.‬
                                ‫اأختكم‬
                             ‫الفقرية هلل‬
                ‫‪ ‬رب إِن لِا َأنزَ ْلت إِل من خري فقري ‪‬‬
                    ‫ٍ ِ‬     ‫ِ‬
                  ‫َ َ َّ ْ َ ْ َ ٌ‬            ‫َ يِّ يِّ َ‬


‫7‬
‫مقدمة الطبعة الثالثة‬
                               ‫اللهم لك احلمد أن وفقتنا هلذا األمر وسخرته لنا وسخرتنا له‬


‫ت�سدر هذه الطبعة الثالثة واالإرتياح يغ�سى م�ساعرنا اأن املغزى‬
        ‫الذي ن�سدناه،(النا�سرة واملوؤلفة) قد و�سل الأكرث من قراأه.‬
‫ما�سرنا اأن بع�سهم اأخذه هدية ملري�س يف م�ست�سفى، واالآخر اأهداه‬
‫ملحزون، وبع�سهم من تلقاء نف�سه وبحما�س �سديد، اإ�سطلع مبهمة‬
                                        ‫توزيعه على من ينتفع به.‬
‫بقي اأمر نو�سحه هنا حتت اإ�سرار البع�س، وهو ملاذا‬
‫اأغفلنا ذكر ا�سم املوؤلفة على الكتاب، م�ستعي�سني عنه بـ(الفقرية‬
‫هلل)، والنا�سرة بـ(فاعلة خري)، هناك اأ�سباب كثرية لذلك، اأهمها‬
‫اأن هذا العمل خال�س لوجه اهلل تعاىل مرادنا منه ذكر ا�سماءنا يف‬
                                                       ‫املالأ االأعلى.‬
‫كما اإننا ل�سنا من اأهل االإخت�سا�س بالعلم ال�سرعي، فخ�سينا اأن‬
                            ‫و�سع اال�سم يلب�سنا رداء ل�سنا اأهل له.‬
‫فما هذا الكتاب اإال حماولة ب�سيطة الإعادة ن�سر املعرفة بقالب‬
‫جديد يحاكي تطور �سناعة الكلمة يف هذا الع�سر، وال ندعي‬
                                                            ‫الكمال.‬
‫ورغبة منا يف اإحياء �سنة وقف الكتب، فهذا الكتاب وقفي تاأليفا‬
‫وطباعة، ومن تكفل بطباعته كان لهم نف�س الهدف، ومن �ساركنا‬
‫توزيع الكتاب وهم ال يعرفوننا، دفعهم لذلك حب التعاون على‬
‫اخلري، والرجاء باأن تبقى قيمة الدعاء يف االأنف�س عالية وغالية،‬
                                          ‫تعلقا باهلل وتوكال عليه.‬
                ‫ً‬
‫وفقنا اهلل مجيعا ملا حيبه ويرضاه‬



                                                                                           ‫8‬
‫منهج الكتاب‬

    ‫	 •االأدعية الواردة هنا م�سروعة ومباحة، وهي ال توؤثر بذاتها بل بتقدير اهلل، لكن‬
    ‫احلر�س على جمعها ون�سرها هو من باب احلر�س على األفاظ وعبارات خالية‬
    ‫من الغلط والزلل، واإقتداءا مبن �سبقنا بالدعاء بها من االأنبياء وال�ساحلني.‬

    ‫	 •الهدف االأ�سا�س من الكتاب هو �سرح معنى االأدعية املاأثورة، الأن الدعاء والرقية‬
    ‫مبا جهل معناه حمرم عند اأهل العلم، وعللوا ذلك باخل�سية من اأن يكون فيه‬   ‫ُ‬
                                                        ‫كفر اأو ما هو حمرم �سرعاً.‬

                            ‫	 •ق�سم الكتاب الأربعة ف�سول، لي�سهل على القارئ ت�سفحه.‬
                                                                               ‫ُ‬

    ‫	 •مت اإلغاء االإ�سارة للم�سادر املتكررة يف �سياق الكالم، حيث كرثتها ت�سعف قدرة‬
    ‫القارئ على متابعة املعلومة ب�سكل �سل�س، ومتت اإ�سافتها مفهر�سة اآخر الف�سل‬
                                                                 ‫اأو اآخر الكتاب.‬
    ‫	 •فيما يخ�س ف�سل االأدعية، روعي اأن يكون الدعاء يف ال�سفحة اليمني و�سرحه‬
    ‫يف ال�سفحة املقابلة، ليتمكن القارئ من املطابقة بني الدعاء و�سرحه دون‬
                                                     ‫البحث بني ال�سفحات.‬
                         ‫	 •االإلتزام بو�سع ال�سرح اأمام الدعاء، جاء الأهمية فهم الدعاء.‬

    ‫	 •تق�سيم االأدعية(�سالح نف�س، طلب رزق، هم وحزن وغريه) جاء �سريا على‬
    ‫منهج االإمام ابن قيم اجلوزية رحمه اهلل يف كتابه (الوابل ال�سيب من الكلم‬
    ‫الطيب)، وهذا ال يعني على االإطالق، اأال يُدعى اإال بها اأو يف ذاك املو�سع فقط،‬
                                                          ‫بل هي مطلوبة يف كل حال.‬

    ‫	 •اإعتمدت االأدعية على ما ورد يف القراآن الكرمي من دعاء االأنبياء وال�ساحلني،‬
                              ‫وعلى ما ورد فقط يف كتب االأحاديث ال�ستة التالية:‬

      ‫5. �سنن الرتمذي‬              ‫3. �سنن اأبي داود‬        ‫1. �سحيح البخاري‬
      ‫6. �سنن ابن ماجه‬             ‫4. �سنن الن�سائي‬           ‫2. �سحيح م�سلم‬




‫9‬
‫	 •مل يكن االإكتفاء بكتب االأحاديث ال�ستة تقليال من �ساأن بقية كتب االأحاديث،‬
‫ولكن التخفيف على الداعي واالإخت�سار عليه كان �سببا، وال�سبب االآخر هو‬
‫تكرر معنى تلك االأدعية ب�سيغ خمتلفة يف بقية كتب احلديث، فاإقت�سرنا‬
                                                                    ‫عليها.‬
‫	 •ما مل يرد يف �سحيحي البخاري وم�سلم من االأدعية، اأُخذ على �سرط ت�سحيح‬
  ‫ال�سيخ حممد نا�سر الدين االألباين، له يف موؤلفاته بدرجة (�سحيح) فقط.‬

‫	 •مل ن�سع هنا بع�س االأدعية امل�سهورة بني النا�س، الأنها وردت يف اأحاديث بدرجة‬
‫(ح�سن) اأو (غريب) اأو (�سعيف)، اأو (منكر) اأحيانا، ومنهج الكتاب هنا �سرد ما‬
            ‫ورد من االأدعية بدرجة (�سحيح) فقط، ومن الكتب ال�ستة فقط.‬

‫	 •ما تكرر من االأدعية يف الكتب ال�ستة اأُكتفي باالإ�سارة اإىل م�سدره يف �سحيحي‬
   ‫البخاري وم�سلم، لكي ال يت�ستت القارئ غري املتخ�س�س بكرثة الهوام�س.‬

         ‫	 •لفظ(متفق عليه)يعني اأن احلديث روي يف �سحيحي البخاري وم�سلم.‬

‫	 •�سرح االأدعية من ال�سنة ماأخوذ من كتب �سروح االأحاديث كفتح الباري وغريه،‬
                                      ‫ُ‬
                                  ‫ومن فتاوى ابن تيمية و كتب ابن القيم.‬
            ‫	 •مت متييز االأدعية من القراآن عن غريها من اأدعية ال�سنة باالأقوا�س.‬

‫	 •و�سعت هوام�س االأدعية، وهوام�س االأذكار اآخر الكتاب، لكي ال تزدحم ال�سفحات‬
                                                                          ‫ُ‬
                                 ‫باأرقام واأ�سماء قد ال تهم غري املتخ�س�س.‬

‫	 •اإقت�سرنا يف الذكر على االأذكار املنفردة، لوجود عدد من الكتب القيمة يف‬
                          ‫املكتبات تخ�س�ست يف اأذكار كل اأحوال امل�سلم.‬

‫	 •اأُرفقت بالكتاب مطوية حوت كل االأدعية املوجودة دومنا �سرح اأو هوام�س،‬
                                  ‫لي�سهل حملها اأو و�سعها داخل امل�سحف.‬
‫واهلل ويل التوفيق‬




                                                                                    ‫01‬
‫الفصل األول‬




‫الدعاء‬
‫ســـــــــــر‬
‫سـر الدعاء‬
      ‫ال أوصي بقراءة هذا الكتاب، بقدر ما اأو�سي بالدعاء، فاإن �سئتم قلتُ‬
     ‫اأن الدعاء هو املاء البارد الذي يطفئ حرائق القهر واحلزن، واإن �سئتم‬
     ‫قلتُ اأنه الر�سا�س الذي نطلقه على خماوفنا، واإن �سئتم قلتُ اأنه النور‬
     ‫الذي نرجوه لنا وملن نهتم الأمرهم، واحلق يقال اأن الدعاء هو كل هذا‬
                                                                  ‫واأكرث بكثري.‬
     ‫واإن كانت قراءة هذا الكتاب �ستجعلكم تقفون على اأر�س م�ستوية‬
                                         ‫و�سليمة، فاإين اأو�سي بالنهل من نبعه.‬
     ‫اإرفعوا اأيديكم ودعوا اأكفها ت�ستقي مباء اأعينكم، اإطلبوا وا�ساألوا واأحلوا‬
                    ‫يف ال�سوؤال، فاأنتم ت�ساألون كرمي ال يرد اأيدي عباده خالية.‬

     ‫هذه األدعية ليست جمرد كلمات، اأنت ال حتمل هذا الكتاب‬
     ‫وتقف بني يدي اهلل ثم ت�سردها -جاهال لبع�س معانيها- لتغادر‬
     ‫م�سالك منتظرا اإجابة فورية، تفقد معها �سربك، واإميانك يف بع�س‬
                                         ‫احلاالت اإن مل ي�ستجاب لك يف اأيام.‬
                                                             ‫ُ‬
     ‫اإنها مفاتيح لقلبك، لين�ساب اإليه النور االإلهي، فين�سرح �سدرك لنور‬
     ‫اهلل، فيخ�سع القلب وتخ�سع معه كل جوارحك خلالقها، وتت�سرب روحك‬
          ‫هذا النور فتخرج من حال حلال اآخر �ستدركه بنهاية هذا الكتاب.‬
     ‫فهذه االأدعية، اإعرتاف منك باإفتقارك واإحتياجك للخالق عز وجل،‬
     ‫وجلوءك اإليها تذلل للعزيز الكرمي، لتقريب امل�سافة بينك وبينه‬
                  ‫تعاىل، فيحيل تذللك اإليه عزة و رفعة يف الدنيا واالآخرة.‬
     ‫حمتوى هذا الكتاب من الذكر والدعاء، �سيمدك بطاقة هائلة وعجيبة،‬
     ‫تثري ده�ستك لو اتخذته �سمن التفا�سيل اليومية حلياتك، وت�سبح‬
                                          ‫حياتك اأكرث رقيا واأ�سمى روحانية.‬
     ‫لي�س هذا فقط �سر الدعاء والذكر، هناك اأ�سرار ثمينة اأخرى �سنعر�س‬
     ‫بع�سها، والبع�س االآخر �ستكت�سفه اأنت مبالزمتك الذكر والدعاء،‬
     ‫واالأهم هو ما �ستكت�سفه يف االآخرة باأن ذكرك ودعاءك قد ادخره اهلل لك‬
                             ‫مبا ال تت�سور ح�سره واأنت اأحوج ما تكون اإليه.‬

‫31‬
‫~مساحة الدعاء}‬
                      ‫الدعاء: اأف�سل تعريف للدعاء هو قول الر�سول ‪:‬‬
                                                              ‫ِ‬
                                                         ‫ُ ُ َ ْ َ َُ‬
             ‫«الدُّ عَاء هو العبادة ».اأبو داود 1841-الرتمذي 2323-ابن ماجه 0693‬

‫وهو ذكر للمدعو (اأي اهلل تعاىل)، مت�سمن للطلب منه، والثناء عليه‬   ‫ِْ‬
                  ‫ْ ُ‬                       ‫ِْ‬
‫باأ�سمائه واأو�سافه، فهو ذكر وزيادة كما اأن الذِ كر �سمي دعاء لت�سمنه‬
‫َّ َّ َّ‬
‫الطلب. وعرف اخلطابي الدعاء باأنه: "ا�ستدعاء العبدِ ربه عز وجل‬
                    ‫ُ‬                                       ‫ََ‬
                                     ‫".‬ ‫العناية، وا�ستمدادُه منه املعونةَ‬
                                                                  ‫َ‬
‫وحقيقته:اإظهار االفتقار اإىل اهلل تعاىل، والتربوؤ من احلول والقوة،‬
  ‫ّ‬                ‫ُّ‬
                                  ‫ُ َّ‬                     ‫ُ‬
‫وهو �سمة العبودية، وا�ست�سعار الذلة الب�سرية، وفيه معنى الثناء على‬
                       ‫َّ‬
                                                         ‫َّ َّ‬
                           ‫اهلل عز وجل، واإ�سافة اجلود والكرم اإليه.‬

                                 ‫الدعاء نوعان:‬
‫دعاء عبادة وثناء، ودعاء م�ساألة وطلب، والنوعني متالزمان، فكل دعاء‬
‫عبادة م�ستلزم لدعاء امل�ساألة، وكل دعاء م�ساألة مت�سمن لدعاء العبادة،‬
                      ‫وكالهما ال ي�سلح اإال هلل-كما قال ابن تيمية-.‬

‫1. دعاء عبادة وثناء: «�سامل جلميع القربات الظاهرة والباطنة،‬
‫الأن املتعبد هلل طال- بل�سان مقاله ول�سان حاله-ربه قبول تلك العبادة،‬
                    ‫َّ‬
‫واالإثابة عليها، فهو العبادة مبعناها ال�سامل، ومن اأعظم ما يدخل فيها‬
                 ‫1‬
                   ‫ذكر اهلل، وحمده، والثناء عليه تعاىل مبا هو اأهله».‬

 ‫2. دعاء مسألة وطلب: هو ما ت�سمن م�ساألة، وهو اأن يطلب‬
                                   ‫الداعي ما ينفعه، وما يك�سف �سره.‬
‫فالداعني اهلل بدعاء امل�ساألة اأي�سا ق�سمهم اهلل اإىل ق�سمني يف اأرجاأ‬
                                     ‫اأماكن قبول الدعاء (يوم عرفة):‬
                                   ‫1. �سوؤال رقم 283،موقع دعوة االإ�سالم،ال�سيخ حممد بن اإبراهيم احلمد‬


                                                                                                         ‫41‬
‫الق�سم االأول: قوم اإقت�سر دعاءهم على الدنيا فقط، كما قال تعاىل‬
                     ‫َ ْ َ ٍ‬   ‫ِ ِ ِ‬  ‫َْ َ َ َُ ِ‬        ‫ِ‬     ‫ِ‬                          ‫ِ‬
                                                                   ‫ِ َ َ ُ ُ َ َّ‬     ‫َ َ‬
          ‫‪ ‬فمن النَّاس من يقول ربنَا آتنَا ف الدُّ نيا وما له ف اآلخرة من خالَق‪‬البقرة:002‬

     ‫هنا �سيجيبهم اهلل لطلبهم اأمور الدنيا، لكن ال �سيء �سيبقى لهم لالآخرة‬
                                     ‫َ ْ َ ٍ‬        ‫ِ ِ ِ‬
                                    ‫‪ ‬وما له ِف اآلخرة من خالَق‪‬‬
                                                        ‫َ َ َُ‬
     ‫الق�سم الثاين: قوم اأثنى اهلل عليهم،الأنهم اأح�سنوا ق�سمة دعاءهم حني‬
     ‫�ساألوه ثالثة اأمور، واحدة للدنيا ب�سوؤال اخلري، واإثنتان لالآخرة ب�سوؤال‬
                                                      ‫اجلنة والتعوذ من النار‬
                               ‫ِ‬          ‫ِ ِ‬      ‫َْ َ َ ً َِ‬        ‫ِ‬ ‫ِ‬                      ‫ِ‬
                          ‫َ َ َ ً َ ََ َ‬                                        ‫ِ ُ َّ َ ُ ُ َ َّ‬
     ‫‪‬ومنْهم من يقول ربنَا آتنَا ف الدُّ نيا حسنَة وف اآلخرة حسنَة وقنَا عذاب النَّارِ‪ ‬البقرة:102‬

                                                        ‫واالإجابة بالدعاء كانت من ن�سيبهم‬
                                                ‫ِ‬                           ‫ِ‬         ‫ِ‬
                                        ‫ٌ يِّ َ ُ ْ َ َ ِ ُ ْ َ ِ‬            ‫ُ َ َ َُ ْ‬
                            ‫‪‬أولـئك لم نَصيب م َّا كَسبوا واللهُّ سيع الساب‪ ‬البقرة:202‬




     ‫~ تعليق الدعاء على علم اهلل}‬
     ‫من كانت م�ساحة دعاءه للدنيا هي الغالبة، فاالأغلب اأنه ال يدرك‬
     ‫حقيقة االأ�سياء حوله، وهو يظن يف نف�سه متام العلم بحاله حني يدعو‬
                                             ‫اهلل باأمور قد ال ت�سلح له.‬
     ‫فنحن ال نعلم الغيب، وال نعلم ما هو خري لنا وما هو �سر، فليحذر‬
               ‫الداعي اأن ي�ساأل اهلل تعاىل �سيئا خريه وعاقبته مغيبة عنه‬
                                ‫ِ‬
             ‫‪‬وعسى َأن َتكْرهو ْا شيئا وهو خي لكُم وعسى َأن تبو ْا شيئا وهو ش‬
             ‫ُ ُّ َ ْ ً َ ُ َ َ ٌّ‬  ‫َ ُ َ ْ ً َ ُ َ َ ْ ٌ َّ ْ َ َ َ‬                  ‫َ َ َ‬
                                                           ‫َّ ْ َ َ ْ َ ُ َ َ ْ َ ْ َ ُ‬
                                           ‫لكُم واللهُّ يعلم وأنتُم ل َ تعلمونَ ‪ ‬البقرة:612‬



             ‫كما فعل نوح ‪‬حني دعا اهلل اأن ينجي ابنه، فرد اهلل تعاىل عليه‬
                       ‫ِِ‬  ‫َ َْ‬
            ‫من الاهلنيَ ‪ ‬هود:64‬
                                   ‫‪‬فال تَسألن ما ليس لك بِه علم إِن َأعظك َأن َتكونَ ِ‬
                                        ‫ُ‬       ‫َ َ ْ َ ْ ِ َ َ ْ َ َ َ ِ ِ ْ ٌ يِّ ِ ُ َ‬

     ‫والق�س�س يف ذلك كثرية، منها المراأة ذات وزن زائد، دعت اهلل اأن ينق�س‬
     ‫من وزنها، وبالفعل مل يدر العام عليها اإال ونق�ست الن�سف من وزنها،‬
     ‫لكن ب�سبب اإ�سابتها مبر�س، واأخرى دعت اهلل لنف�سها بالزواج من رجل‬

‫51‬
‫و�سيم وغني، واأجيبت دعوتها، فكان مع ثراءه بخيل جدا، ومع و�سامته‬
                           ‫ال�سديدة �سيء املع�سر لدرجة ال�سرب باالأيدي.‬
‫لذا حني ندعو الأنف�سنا باأمر خم�سو�س لنا مل يرد يف االأدعية املاأثورة،‬
‫نعلقه على علم اهلل وحكمته بقولنا (اإن كان خري يل) اأو (على ح�سن‬
                                      ‫حال).كما هو دعاءنا يف اال�ستخارة:‬
    ‫«اللهم إِن كنْت َتعلم َأن هذا األَمر خري ل ِف دينِي ومعاش وعَاقبة َأمري».‬
       ‫ِ َ َ َ ِ َ َِِ ْ ِ‬          ‫َْ َ ٌْ ِ‬    ‫َّ ُ َّ ْ ُ َ ْ َ ُ َّ َ َ‬
                                               ‫اأو كما يف دعاءنا بجوامع الدعاء:‬
      ‫« اللهم َأحينِي ما كَانَت الَياة خريا ل، وتَوفنِي إِذا كَانَت ا ْلوفاة خريا ل ».‬
          ‫ِ َ َ ُ َ ًْ ِ‬         ‫َ‬      ‫ِ ْ َ ُ َ ْ ً ِ َ َ َّ‬       ‫َّ ُ َّ ْ ِ َ‬
‫وتعليق الدعوة على علم اهلل، لي�س من االأدب مع اهلل وح�سب، بل هو قبل‬
              ‫ذلك من االإميان بعلمه وحكمته التي تخفى على الب�سر‬
                       ‫ِ ِ‬    ‫َ ْ ََ َ َ َْ َ ِ‬
                   ‫أسألك ما ليس ل بِه علم ‪‬‬       ‫‪‬رب إ يِِّن َأعوذ بِك َأنْ‬
                                                       ‫ُ ُ َ‬
              ‫هود:74‬ ‫ٌْ‬                                                  ‫َ يِّ‬



‫~متى ندعو اهلل؟}‬
‫االأ�سل اأن املوؤمن يدعو يف كل حاالته دون توقف، فاإن كان غنيا ال يتوقف‬
‫عن طلب الرزق، وبركة هذا الرزق، ودوام النعمة فهي زائلة لوال رحمة‬
‫اهلل، واإن كان معافى و�سعيدا فال يتوقف عن طلب العون واحلوقلة،‬
‫لدوام هذه العافية وطلب العون اأن ي�سخرها فيما ير�سي اهلل، واإن كان‬
                              ‫مهتديا ال يتوقف عن �سوؤال اهلل الثبات.‬
‫لكن من نق�س اإميانه اأو نق�س فهمه لقيمة الدعاء، يرتبط دعاءه بال�سر‬
                   ‫فقط، يف حالتني بينهما اهلل تعاىل يف كتابه الكرمي:‬
          ‫	‪‬احلالة االأوىل: اإن�سان يتوقف عن الدعاء اإذا اأ�سابه �سر:‬
                                                                ‫‪ ‬ل يسأم النسانُ ِ‬
                ‫ُ َ َْ ْ ِ َ َّ َّ ُ َّ ُّ َ َ ُ ٌ َ ٌ‬
      ‫من دعاء الي وإِن مسه الش فيؤوس قنُوط ‪‬ف�سلت:94‬                 ‫َ ْ َُ ِْ َ‬
‫اإحلاح يف الدعاء باملال وال�سحة وغريها بال ملل وال كلل، واإن م�سه‬
‫الفقر اأو املر�س، �سكنه الياأ�س من اإجابة الدعاء وزوال كربته، وي�سيء‬
            ‫الظن باهلل وهو يقنط من رحمة مالأت ال�سموات واالأر�س.‬
                                     ‫ٍ‬

                                                                                         ‫61‬
‫ثم اإذا فرج اهلل عنه �سدته، ظن وتوهم اأنه �سيء ا�ستحقه على اهلل لر�ساه‬
                                  ‫بعمله ولي�س برحمة اهلل له وف�سله عليه‬
                                                     ‫ِ‬      ‫ِ‬                   ‫ِ‬
                           ‫َ ْ َ َّ َ َّ ْ ُ َ َ ُ َ َّ َ َ‬ ‫َ َ ْ َ َ ْ ُ َ ْ َ ً يِّ‬
               ‫‪‬ولئن أذقنَاه رحة منَّا من بعد ضاء مسته ليقولن هذا ل‪‬ف�سلت:05‬

     ‫ثم يزداد توهمه مع ازدياد نعمة اهلل عليه فيظن اأنها ثروة اأبدية ال‬
     ‫تزول، غري م�سدق بيوم البعث، و اإن �سدق باأن هناك بعث، فهو يتوهم‬
     ‫اأن اهلل �سيمنحه نعيم االآخرة كما منحه نعيم الدنيا، يتمنى االأماين بال‬
                                  ‫عمل، وهذا النوع توعده اهلل بعذاب �سديد‬
         ‫‪ ‬وما َأظن الساعة قائِمة ولئِن رجعت إِل رب إِنَّ ل عندَ ه للحسنَى فلنُنَبئَن‬
         ‫ُ َ ْ ُ ْ َ َ يِّ َّ‬
                                 ‫ِ ِ‬
                                            ‫َ َ ُ ُّ َّ َ َ َ َ ً َ َ ُّ ِ ْ ُ َ َ يِّ‬
                                       ‫َ ٍ ِ ٍ‬                  ‫ِ‬      ‫ِ‬
                            ‫الذين كفروا ب َِم عملوا ولنُذيقنَّهم من عذاب غَليظ ‪‬ف�سلت:05‬
                                                                                        ‫ِ‬
                                                    ‫َ ُ َ َ َ ُ يِّ ْ َ‬         ‫َّ َ َ َ ُ‬

                         ‫‪‬احلالة الثانية:اإن�سان يبداأ بالدعاء، اإذا اأ�سابه �سر:‬‫	‬
                                               ‫ِ ِ‬
              ‫َ َ َ َّ ُ َّ ُّ َ ُ ُ َ َ ِ ٍ‬   ‫َ‬       ‫َ َ َْ َ ْ َ َ ْ ِ َ ِ َ ْ َ َ َ‬
     ‫‪‬وإِذا أنعمنَا عل النسان أعرض ونَأى بِجانبِه وإِذا مسه الش فذو دعاء عريض‪‬ف�سلت:15‬


     ‫تتحول النعمة اإىل نقمة، واالإن�سان يعر�س ويتباعد عن اهلل ب�سببها،‬
                                    ‫ُ‬
     ‫ت�ستغرقه الدنيا فين�سى االآخرة، ثم اإذا اأ�سابه مكروه اأو �سدة حتولت‬
     ‫م�ساحة دعاءه املهجورة اإىل م�ساحة عري�سة بدعاء عري�س (وهو ما‬
     ‫طال لفظه وقل معناه)، والكافر بنعم اهلل، يعرف ربه يف البالء وال‬
                                                         ‫يعرفه يف الرخاء.‬


     ‫~ دعاء ختم القران}‬
     ‫ال يوجد دعاء خم�سو�س ا�سمه (دعاء ختم القراآن)، وما يدعى به بعد‬
                 ‫ُ‬
                       ‫اخلتمة هو من جوامع الدعاء الواردة يف هذا الكتاب.‬
     ‫بل ي�سح للداعي اأن يدعو مبا يرغب االإن�سان ب�سوؤال اهلل اإياه من خري‬
     ‫يف الدنيا اأواالآخرة،.فمو�سع ختم القراآن مل ي�سح فيه حديث بالدعاء،‬
       ‫لكنه يعترب من �سمن االأعمال ال�ساحلة التي ي�ستحب الدعاء بعدها.‬


‫71‬
‫~ أقرب من حبل الوريد }‬
‫امل�سافة بني الدعاء واالإجابة هي ذاتها امل�سافة بني املفردتني يف قوله تعاىل:‬
                                 ‫غافر:06‬    ‫ُْ ِ َْ ِ ْ َ ْ‬
                                           ‫‪ ‬ادعون أستَجب لكُم‪‬‬

‫وامل�سافة بني ذكرنا هلل وذكره لنا، هي اأي�سا ذاتها بني املفردتني يف االآية:‬
                                  ‫لبقرة:251‬   ‫َ ْ ُ ِ َْ ْ ْ‬
                                            ‫‪‬فاذكُرون أذكُركُم ‪‬‬

‫ال م�سافة وال و�سطاء، هكذا بب�ساطة �سديدة، هي اأ�سد مما ورد عن النبي‬
                              ‫‪ ‬يف حديث قد�سي قال فيه اهلل تعاىل:‬
                   ‫ِ‬           ‫ِ ِ‬       ‫ِ‬                                              ‫ِ ِ‬
‫ُ ُّ ْ َ ٌ َ ْ ْ َ ْ ُ ُ‬         ‫ُ ُّ ْ َ ٌّ َ ْ َ ُ ُ َ ْ ْ ِ ْ ْ َ‬
‫« َيا عبادي كلكُم ضال إِالَّمن هدَ ْيته فاستَهدُ ون َأهدكُم َيا عبادي كلكُم جائع إِالَّمن َأطعمته‬
                                                                                          ‫َ‬
‫ُ ْ َ َ ي‬‫ِ‬             ‫َ ْ َ ْ ِ ُ ِ ْ ِ ْ ْ َ ِ َ ِ ُ ُّ ْ ٍ َ ْ َ ْ ُ َ ْ َ ُ ِ‬
    ‫فاستطعمون ُأطعمكُم يا عبادي كلكُم عَار إِالَّ من كَسو ُته فاستكْسون َأكْسكُم يا عبادِ‬
                     ‫ِ‬      ‫ِ‬          ‫ِ‬                ‫ِ‬                             ‫َّ ُ ِ‬
             ‫َ َّ ْ ِ َ َ ِ َ َ َ ُ ُّ َ َ ً َ ْ َ ُ ِ َ ْ َ ْ‬
‫إِنكُم تْطئُون بِالليل والنَّهار وأنَا أغْفر الذنُوب جيعا فاستغْفرون أغْفر لكُم». م�سلم 7376‬‫ْ‬

‫ويف �سياق اإنعدام امل�سافة، جاء حديث قد�سي اآخر ليقطع على االإن�سان‬
‫وهم البعد(حني يظن اأنه بعيد عن اهلل) ووهم الوحدة (حني يظن اأنه‬
                                                ‫وحيد يف كربته) :‬
   ‫َ ِ ْ َ ُ ُ َّ ْ ِ ِ ُ ُ ُ‬                  ‫ِ‬           ‫ٍ‬
‫« َينْزل ر ُّبنَا َتبارك و َتعال كُل َليلة إِل الس َمء الدُّ ْنيا حنيَ َيبقى ُثلث الليل اآلخر َيقول :‬
                                                   ‫ِ ُ َ َ َ َ َ َ َ َّ ْ َ َ َّ‬
                        ‫ِ‬      ‫ِ‬             ‫ِ‬         ‫ِ‬
                   ‫ِ ََ ْ ِ َ َ ُ َ ْ َ ْ َُ َُ َ ُ َ ْ َ ْ َ ُ ِ ََ َ َ ُ‬
 ‫من يدْ عُون فأستَجيب له ؟ من يسألني فأعْطيه ؟ من يستغْفرن فأغْفر له ؟ ». البخاري 5411‬        ‫َ ْ َ‬

        ‫بل اإن مدى قرب اهلل تعاىل من االإن�سان، اأو�سحه تعاىل يف االآية:‬
      ‫َ ََ َ َْ ِْ َ َ َْ ُ َ َ ْ ِ ُ ِ ْ ُ ُ َ ْ ُ َْ ُ ِْ ِ ْ َ ْ ِ‬
      ‫‪‬ولقدْ خلقنَا النسانَ و َنعلم ما تُوسوس بِه َنفسه ونَحن َأقرب إ َِليه من حبل‬
                                                                               ‫ْ ِ ِ‬
                                                                        ‫الوريد‪ ‬ق: 61‬
                                                                                   ‫َ‬
                       ‫واأكد اهلل عز وجل قربه وهو ي�سمي به نف�سه(القريب)‬
                  ‫ِ َ ََ ِ‬                                               ‫ِ ِ‬
                                     ‫َ َ يِّ َ ِ ٌ ُ ِ ُ َ ْ َ َ‬   ‫َ َ َ ََ َ َ‬
       ‫‪‬وإِذا سألك عبادي عنيِّي فإِن قريب أجيب دعوة الدَّ اع إِذا دعان‪‬البقرة:681‬

                     ‫ِ‬
‫وهذا القرب يكون مببادرة منك اأوال‪‬إِذا دعَان‪‬حيث الدعاء ا�ستدعاء‬
                         ‫َ َ‬
‫هلل تعاىل ،حتى لي�سل قربه تعاىل من االإن�سان باأن يكون معه يف كل‬
                                                         ‫اأحواله.‬

                                                                                                        ‫81‬
‫~ معية ذي الجاللة }‬
     ‫اأن تكون يف معية قوي كرمي �ساحب نفوذ وا�سع، فال�سك اأنك �ستحظى‬
     ‫بن�سيب وافر من �سفاته تلك، فماذا لو كانت هذه املعية خمت�سة مبلك‬
                                                  ‫ال�سموات واالأر�س؟!.‬
     ‫«اهلل �سبحانه وتعاىل ي�سل علمه يف كل مكان، وهو فوق العر�س غري‬
     ‫خمتلط باخللق، ويجتمع العلو مع املعية، الأن اهلل تعاىل لي�س كمثله‬
     ‫�سيء يف جميع �سفاته، فهو علي يف دنوه، قريب يف علوه، ففي دعاء‬
     ‫، جمع بني‬                  ‫َّ َ ِ َ ْ ِ َ ُ‬      ‫ِ‬
                    ‫ال�سفر: « اللهم َأنْت الصاحب ِف السفر والَليفة ِف األَهل »‬
                      ‫ْ ِ‬
                        ‫م�سلم 9333‬                  ‫ُ‬   ‫َّ ُ َّ َ َّ‬
                                          ‫كونه �ساحباً له وخليفة له يف اأهله.‬
                                       ‫1‬
                                           ‫ومعية اهلل عز وجل خللقه تنق�سم اإىل ق�سمني:»‬

                                                                          ‫1. معية عامة:‬
                ‫احلديد: 4‬    ‫ْ‬       ‫َ ُ َ َ َ ْ َْ َ َ‬
                            ‫‪‬وهو معكُم أين ما كُنتُم‪‬‬

                                                                                   ‫تقت�سي‬
                 ‫َ ٍ‬                        ‫ُ ِ‬
      ‫‪‬ما َيكُون من نَّجوى َثل َثة إ َِّال هو‬
       ‫ُ َ‬                   ‫ْ َ‬                          ‫َ‬                           ‫العلم‬
                  ‫ِ‬            ‫َ ُ ُ ْ َ َ َ َ ٍ َّ‬
         ‫رابِعهم وال خْسة إِال هو سادسهم و َ‬
      ‫ُ َ َ ُ ُ ْ َ ال‬
      ‫َأدنَى من ذلِك وال َأكثر إ َِّال هو معهم‬
      ‫ُ َ َ َُ ْ‬         ‫َ َ َ َ ْ ََ‬
                                                     ‫ِ‬
                                                            ‫ْ‬                    ‫واالإحاطة‬
                                                       ‫َ‬ ‫َْ َ‬
                                  ‫أين ما كَانُوا ‪‬املجادلة:7‬                  ‫بجميع اخللق‬
                                                                             ‫املوؤمن والكافر‬
                                     ‫ِ‬
        ‫ْ ُْ َ‬             ‫ِ َ‬
       ‫‪َ ‬يستَخفون من النَّاس والَ َيستَخفون‬
                                    ‫ْ ُْ َ َ‬                                 ‫الرب والفاجر.‬
      ‫من اللهِّ وهو معهم إِذ ُيبيتُون ما الَ‬
               ‫َ ُ َ َ َ ُ ْ ْ َ يِّ َ‬                  ‫ِ‬
           ‫َ‬                                         ‫َ‬
                             ‫ْ َ ِ َ َْ ِ َ َ‬
       ‫َيرض من ا ْلقول وكَان اللهُّ بِ َم َيعملونَ‬
          ‫َُْ‬
                                                   ‫ُِ ً‬
                                       ‫ميطا‪‬الن�ساء:801‬




                   ‫1. �سرح ال�سيخ حممد بن عثيمني على العقيدة الوا�سطية لل�سيخ اأحمد بن تيمية رحمهما اهلل.‬


‫91‬
‫2.معية خاصة:‬
                                                                                      ‫تقت�سي احلفظ‬
                                                                                     ‫والن�سر والتاأييد‬
                                        ‫ِِ‬
                                        ‫َ َّ َ َ ُْ‬
                              ‫‪‬أن اللهَّ مع الؤْ مننيَ ‪‬‬
                ‫االأنفال:91‬                                                       ‫واملعونة، وغريها من‬
                                      ‫ُْ ِ‬
                                   ‫‪َ ‬أن اللهَّ مع التَّقنيَ‬
                                                                                  ‫اأ�سكال املعية املحققة‬
                ‫البقرة:491‬    ‫‪‬‬              ‫َّ َ َ‬
                                                                                       ‫للنجاح والفوز،‬
                                  ‫ِ ِ‬
                        ‫‪ ‬إِن اللََّ لع الحسنني‪‬‬
             ‫العنكبوت:96‬     ‫َ َ ُْ ْ‬      ‫َّ‬                                        ‫وهي خا�سة مبن‬
                                                                                       ‫يتقرب اإىل اهلل‬
                                                                                            ‫باإخال�س.‬


‫وقد جت�سدت �سورة معية اهلل يف م�ساهد عديدة وردت يف القراآن الكرمي،‬
‫منها ق�سة خروج الر�سول ‪ ‬مع اأبي بكر ال�سديق، من مكة جتنبا لبط�س‬
‫قري�س، حني وقفوا على الغار املختبئان به، فقال اأبو بكر‪" : ‬يا ر�سول‬
      ‫اهلل، لو نظر اأحدهم اإىل قدمه الأب�سرنا"، فرد عليه الر�سول ‪:‬‬
                                                ‫‪ ‬الَ تْزَ ن إِن اللهَّ معنَا ‪‬‬
                                                     ‫َ ْ َّ َ َ‬
                                                            ‫فتجلت �سورة معية اهلل يف بقية االآية‬
    ‫‪‬فأنزَل اللهُّ سكِينَته عليه و َأ َّيدَ ه بِجنُود ل ْ تَروها وجعل كَلِمة الذين كفرو ْا‬
                ‫ِ‬
        ‫َ َ َّ َ َ َ ُ‬   ‫َ َ ُ َ َ ْ ِ َ ُ ُ ٍ َّ َ ْ َ َ َ َ َ‬                     ‫ََ َ‬
                                           ‫ِ‬                       ‫ِ‬        ‫ُّ ْ َ َ ِ َ ُ‬
                                         ‫َ ْ َُْ َ َ ِ ٌ َ ٌ‬
                             ‫السفل وكَلمة اللهِّ هي العليا واللهُّ عزيز حكيم ‪ ‬التوبة:04‬



‫وكما اأجناهما اهلل، اأجنى قوم مو�سى حني حلق بهم فرعون حتى و�سلوا‬
        ‫اإىل البحر، فقالوا: ‪ ‬إِنَّا لدْ َركُونَ ‪ ، ‬فرد عليهم مو�سى‪:‬‬
                                        ‫َُ‬                 ‫ال�سعراء: 16‬



                                  ‫ل�سعراء: 26‬   ‫َ ِ َ َ يِّ َ َ ْ ِ ِ‬
                                             ‫‪‬قال كَال إِنَّ معي رب سيهدين‪ ‬ا‬
                                                                      ‫َ َ َّ‬

‫منح اهلل العبد الفر�سة لنيل معية اهلل اخلا�سة، هذه املنحة اأعلنها لنا‬
                         ‫النبي ‪ ‬يف حديث قد�سي عن قول اهلل تعاىل:‬
                                ‫َُ َ َ ِ‬                 ‫ِ‬          ‫ِ‬
                              ‫« َأنَا عنْدَ ظن عبدي ب و َأنَا معه إِذا ذكَرن»‬
                                 ‫َ‬          ‫َ يِّ َ ْ ِ َ َ‬


                                                                                                           ‫02‬
‫ويت�سع اأفق هذه املنحة العظيمة للعبد مع اإت�ساع مالمح هذه املعية يف‬
                                                          ‫بقية احلديث:‬
         ‫َ ٍ َ ْ ُ َ ٍ َ ٍْ‬           ‫ْ ِ َ ْ َ َ ِ‬                  ‫ِ ِ‬      ‫ْ َ َ ِ‬
         ‫« إِن ذكَرن ِف َنفسه ذكَر ُته ِف َنفس، وإِن ذكَرن ِف مأل ذكَر ُته ِف مأل خري‬
                                                               ‫ْ َ ْ ُ‬
          ‫ِ ُ ْ َ ْ َ َّ َ َ َّ ِ ْ ٍ َ َّ ُ ْ ِ ِ َ ً َ ْ َ َّ َ َ َّ ِ َ ً َ َّ ُ‬
         ‫منْهم، وإِن َتقرب إِل بِشب َتقر ْبت إِ َليه ذراعا، وإِن َتقرب إِل ذراعا َتقر ْبت‬
                                                                                    ‫ِ‬                       ‫ِ‬
                          ‫متفق عليه،البخاري 5047، م�سلم 1896‬      ‫ُُْ َ ْ َ ً‬         ‫ً َ ْ ِ ْ‬
                                                               ‫إِ َليه َباعا، وإِن َأتَان َيمشى َأ َتيته هرو َلة» »‬
                                                                                                              ‫ْ‬



         ‫~ ِع ْن َد ظن َع ْبدي}‬
           ‫َ ِّ ِ‬
     ‫ت�ستلزم املعية اخلا�سة، ثقتك اأوال فيمن ترغب يف مرافقته، الأجل ذلك‬
     ‫تقدم الظن على املعية يف احلديث التايل و يف موا�سع اأخرى من القراآن‬
                       ‫وال�سنة، كداللة على اعتباره �سرطاً للمعية اخلا�سة‬
                             ‫ِ َ يِّ َ ْ ِ ِ َ َ َ ُ َ َ َ ِ‬
                           ‫« َأنَا عنْدَ ظن عبدي ب و َأنَا معه إِذا ذكَرن»‬

     ‫واملعني بالظن هنا، هو الظن احل�سن باهلل تعاىل، املقرتن بالعمل‬
              ‫احل�سن، املت�سل بذكر اهلل والدعاء املُ�سدق بوعد اهلل باالإجابة.‬
                           ‫َ َ ِ‬
     ‫وقيل عن معنى ح�سن الظن باهلل تعاىل (ظن ع ْبدي ِب) "ظن االإجابة‬
                               ‫يِّ‬
     ‫عند الدعاء، وظن القبول عند التوبة، وظن املغفرة عند اال�ستغفار،‬
           ‫ظن املجازاة عند فعل العبادة ب�سروطها، مت�سكا ب�سادق وعده"1.‬
     ‫قال ابن م�سعود: "ما اأُعطي عبد موؤمن �سيئا خريا من ح�سن الظن‬
             ‫باهلل، و ال يح�سن عبد باهلل الظن اإال اأعطاه اهلل عز وجل ظنه".‬
     ‫وذكر ابن القيم: "اأن ح�سن الظن باهلل، هو ح�سن العمل نف�سه، فالعبد‬
     ‫اإمنا يدفعه حل�سن العمل، ح�سن ظنه بربه اأن يجازيه على اأعماله‬
            ‫ويتقبلها منه ويثيبه عليها، فكلما ح�سن ظنه بربه ح�سن عمله"‬
                    ‫ُ‬              ‫ُ‬
         ‫‪‬إِنَّ الذين آمنُو ْا والذين هاجرو ْا وجاهدُ و ْا ِف سبِيل اللهِّ ُأولـئِك َيرجونَ‬
            ‫َْ َ ْ ُ‬             ‫َ ِ‬                             ‫ِ‬
                                                 ‫َّ َ َ َ َّ َ َ َ ُ َ َ َ‬
                                                                                 ‫ِ‬

                                                                                               ‫رحت اللهِّ ‪‬‬
                                                                                      ‫البقرة:812‬        ‫َ َْ َ‬

                                                                                                   ‫1.القرطبي يف املفهم‬

‫12‬
‫ويف اآية اأخرى توؤكد ارتباط ح�سن الظن بح�سن العمل‬
                                                 ‫ِ ِ‬                             ‫‪‬إِنَّ‬
                              ‫االأعراف:65‬    ‫َ‬   ‫َ ِ ٌ يِّ َ ُْ ْ‬
                                            ‫رحت اللهِّ قريب من الحسنني‪‬‬
                                                                    ‫َ َْ َ‬

‫ومن اأمثلة ح�سن الظن باهلل، جاءت ق�سة ثالثة من اأ�سحاب النبي ‪‬‬
‫تخلفوا عن غزوة تبوك، فلم يختلقوا اأكاذيب يف اعتذارهم للر�سول عن‬
‫امل�ساركة يف الغزوة لتيقنهم باإحاطة اهلل بكل �سيء، فاأجناهم ظنهم باهلل‬
    ‫‪‬وعل الثال َثة الذين خلفو ْا حتَّى إِذا ضاقت عليهم األَرض بِ َم رحبت‬
                  ‫َ َ َ ْ َ َِْ ُ ْ ُ‬                                     ‫ِ ِ‬
     ‫َ َُ ْ‬                                                ‫َ َ َ َّ َ َّ َ ُ يِّ ُ َ‬
                     ‫ِ‬                   ‫ِ‬
    ‫ْ َّ َ َ َ ْ ِ ْ‬                    ‫َْ َ َ َ‬
    ‫وضاقت عليهم َأنفسهم وظنُّو ْا َأن لَّ ملجأ من اللهِّ إِلَّ إ َِليه ُثم تَاب عليهم‬
                                                               ‫َ َ َ ْ َ َِْ ْ ُ ُ ُ ْ َ َ‬
                                                            ‫ِ‬                             ‫َِ ُ ْ‬
                                              ‫ليتُوبوا إِنَّ اللهَّ هو التَّواب الرحيم ‪‬التوبة:811‬
                                                          ‫ُ َ َّ ُ َّ ُ‬

  ‫وتاأكيداً لوجوب هذه الظنية، قال النبي ‪ ‬قبل موته بثالثة اأيام:‬
                                                                      ‫ِ‬
                                         ‫«الَ َيمو َتن َأحدُ كُم إِالَّ وهو يسن الظن بِاللَِّ عَزَّ وجل».‬
                                            ‫َ َ َّ‬
                            ‫م�سلم 2147‬                        ‫َ ُ َ ُ ْ ُ َّ َّ‬   ‫ُ َّ َ ْ‬

             ‫ملاذا هذا احلر�س من اهلل ور�سوله على ح�سن الظن؟‬
   ‫الأن �سوء الظن باهلل يوقع النفاق يف القلب، وقد يقود لل�سرك باهلل‬
                                  ‫ِ‬
                        ‫‪ v‬ف َم ظنُّكُم بِرب العالني ‪‬‬             ‫‪َ ‬أئِفكا آلة دونَ اللَِّ تُريدُ ونَ‬
                                                                         ‫ِ‬                ‫ِ‬
           ‫ال�سافات:68-78‬ ‫َ يِّ ْ َ َ َ‬      ‫َ َ‬                                       ‫ْ ً ًَ ُ‬
                                                           ‫و �سوء الظن، متالزم ب�سوء العاقبة‬
                  ‫ِ‬                          ‫ِ‬
                   ‫َ َ ُْ َ َ ُْ ْ ِ َ َ ُْ ْ ِ‬        ‫ِ‬    ‫ِ‬
                                                  ‫َ ُ َ يِّ َ ُْ‬
              ‫‪‬ويعذب النَافقني والنَافقات والشكني والشكَات‪‬‬
                                                                      ‫ِِ‬

                                                                                 ‫كما ت�سرح بقية االآية‬
       ‫‪‬الظانيِّني بِاللَِّ ظن السوء عليهم دائِرة السوء وغَضب اللَُّ عليهم ولعنَهم‬
       ‫َ َِْ ْ َ َ َ ُ ْ‬      ‫َ‬
                                  ‫ِ‬     ‫ِ‬                     ‫ِ‬
                                       ‫َ َّ َّ ْ َ َ ْ ِ ْ َ َ ُ َّ ْ َ‬ ‫َّ َ‬
                                    ‫َ َ َ َُ ْ َ َ َ َ َ ْ َ ِ ً‬
                          ‫وأعدَّ لم جهنَّم وساءت مصيا‪‬الفتح:6‬


                                                                           ‫فهو يقود للهالك والبوار‬
                                      ‫َ َ ْ َ َّ َّ ْ ِ َ ْ َ ْ ً ُ ً‬
                             ‫‪‬وظنَنتُم ظن السوء وكُنتُم قوما بورا‪‬الفتح:21‬



                                                                           ‫ظن ينجي وظن يردي‬
‫الظن نوعان، ظن ينجي وظن يردي كما قال اأحد املف�سرين ، وقال‬
‫احل�سن الب�سري: "واأما الكافر واملنافق فاأ�ساءا الظن باهلل فاأ�ساءا‬
‫العمل، اإن قوما األهتهم االأماين حتى خرجوا من الدنيا وما لهم ح�سنة،‬
‫ويقول اأحدهم: اإين اأح�سن الظن بربي وكذب، ولو اأح�سن الظن الأح�سن‬

                                                                                                            ‫22‬
‫العمل"، وتال قول اهلل تعاىل:‬
          ‫‪ ‬ظنَنتُم َأنَّ اللََّ َل َيعلم كَثِي ًا م َّا َتعملونَ ‪ v‬وذلِكُم ظنُّكُم الذي ظنَنتُم ب َِر يِّبكُم‬
          ‫ْ‬                   ‫َ َ ْ َ ُ َّ ِ َ‬               ‫يِّ ْ َ ُ‬         ‫َْ ُ‬                  ‫َ ْ‬
                                                                         ‫َأرداكُم فأصبحتُم من ال ِ‬
                                                                   ‫ِ َ‬
                                                     ‫َْ اسين ‪ ‬ف�سلت:22-32‬       ‫ْ َ ْ َ َ ْ َ ْ يِّ ْ‬
     ‫هذا الظن الفا�سد بعدم علم اهلل هو الذي اأتلفكم واأرداكم عند ربكم،‬
                                                         ‫ِ‬
                                                      ‫ْ ْ يِّ ْ ْ ِ َ‬
               ‫َف َأص َبحتُم من الَاسين : الأنف�سكم واأهليكم يف مواقف القيامة.‬
     ‫وقد يبلغ بالبع�س اأن يظن بنف�سه القدرة التامة دون اهلل كما ح�سل‬
                                                    ‫ل�ساحب الب�ستان:‬
                                       ‫ِِ‬                           ‫ِ ِ‬
                ‫الكهف:53‬           ‫َ ََ‬
                             ‫هذه أبد ًا ‪‬‬               ‫َ َ َ َ َ َ ُ َ ُ َ َ ِ يِّ ْ َ َ َ ُ ُّ‬
                                            ‫‪ ‬ودخل جنَّته وهو ظال ٌ لنَفسه قال ما َأظن َأن َتبِيدَ‬

                                            ‫ومتادى يف تكربه وظنه بنف�سه وثروته حتى قال:‬
            ‫لكهف:63‬‫‪‬وما َأظن الساعة قائِمة ولئِن رددت إِل رب َألَجدَ نَّ خي ًا منْها منقلبا‪‬ا‬
                     ‫َ ْ يِّ َ ُ َ َ ً‬        ‫ِ‬                 ‫ِ‬
                                                     ‫َ َ ُ ُّ َّ َ َ َ َ ً َ َ ُّ ُّ َ َ يِّ‬
                                                                           ‫فنزل بب�ستانه عقاب اهلل :‬
          ‫‪‬و ُأحيط ب َِثمره فأصبح ُيقلب كفيه عل ما َأنفق فِيها وهي خاو َية عل عروشها‬
            ‫ِ‬                ‫ِ‬                        ‫ِ‬
           ‫َ َ ِ َ َ ْ َ َ َ يِّ ُ َ َّ ْ َ َ َ َ َ َ َ َ َ ِ ٌ َ َ ُ ُ َ‬
                                                                            ‫ِ‬            ‫ِ‬
                                                                                           ‫َ‬
                                                           ‫و َيقول َيا ليتَنِي ل ُأشك ب َِرب أَ‬
                                                        ‫ْ يِّ َ ً‬
                                            ‫حدا ‪‬الكهف:24‬             ‫َ ُ ُ َْ َْ ْ ِ‬

     ‫ومل يكن قبل ذلك لي�ستمع للرجل املوؤمن حني ن�سحه باالإعرتاف‬
                                                  ‫بف�سل اهلل عليه:‬
     ‫َ َّ ِ َ‬       ‫َ ِ‬
     ‫‪‬ولو َل إِذ دخلت جنَّتَك قلت ما شاء اللَُّ َل قوة إِ َّل بِاللَِّ إِن تُرن َأنَا َأقل منك‬
                                             ‫ُ َّ َ‬          ‫ََْ ْ َ َ ْ َ َ َ ُْ َ َ َ‬
                                                                               ‫لكهف:93‬‫مالً وولداً ‪‬ا‬
                                                                                            ‫َ َ ََ‬

      ‫ملاذا قال اهلل تعاىل (ظن) مبعناه االأقرب لليقني، ومل يقل (يقني)؟‬
     ‫اأمر اهلل لعباده بالدعاء على ال�سورة التالية يف االآية، ي�سعنا على‬
                                                                      ‫ُْ‬
                                            ‫م�سارف االإجابة لهذا ال�سوؤال‬
                                 ‫ِ ِ‬                              ‫‪‬وادعوه خوفا وطمعا إِنَّ‬
               ‫االأعراف:65‬‫َ‬   ‫َ ِ ٌ يِّ َ ُْ ْ‬
                         ‫رحت اللهِّ قريب من الحسنني‪‬‬
                                                 ‫َ َْ َ‬                 ‫َ ُْ ُ َ ْ ً َ ََ ً‬
     ‫خوفا من عقابه وطمعا يف رحمته، اأي اأن حالتي اخلوف والطمع ال‬
     ‫جتتمع معها مرحلة يقني، بل جتعل االإن�سان يف حالة ظن وخوف ورجاء‬
                                                  ‫بني العقاب والرحمة.‬
     ‫قال بع�س ال�سلف: «اخلوف والرجاء كجناحي الطائر اإذا ا�ستويا ا�ستوى‬
                                          ‫ّ‬               ‫ّ‬

‫32‬
‫ّ‬                                      ‫ّ‬
‫الطري ومت طريانه، واإذا نق�س اأحدهما وقع فيه النق�س واإذا ذهبا �سار‬
                                                ‫الطائر يف حد املوت».‬
                                                        ‫ّ‬
‫و ق�سة (قارون) امل�سهور برثائه الفاح�س، لي�ست ببعيدة عن هذا االأمر‬
‫حني انتفى منه اخلوف والرجاء، بتحول الظن ليقني من جهة، ومن‬
‫جهة اأخرى عدم اإقرتان يقينه هذا بعمل ح�سن، حيث ذكر اهلل عز وجل‬
                     ‫ق�سة قارون مقرونة بغروره وتكربه على قومه:‬
            ‫ِ‬                    ‫ِ‬                                             ‫ِ‬
  ‫َ َ َ ُ ََ ُ‬         ‫َ ْ ِ ُ َ ََ َ َِْ ْ َ ْ ُ َ ْ ُ ِ َ‬
  ‫‪‬إِنَّ قارونَ كَانَ من قوم موسى فبغَى عليهم وآ َتينَاه من الكنُوز ما إِنَّ مفاته لتنُوء‬
                                                                                       ‫َ ُ‬
      ‫ني‪‬الق�س�س:67‬
                   ‫بِالعصبة ُأول القوة إِذ قال له قومه َل َتفرح إِنَّ اللََّ َل يِب الفرحِ‬
                     ‫ُ ُّ ْ َ ِ‬                   ‫ْ ُ ْ َ ِ ِ ْ ُ َّ ِ ْ َ َ َ ُ َ ْ ُ ُ ْ‬
                 ‫َ‬                            ‫َ ْ‬
‫بزهو �سديد يخرج على النا�س مبفاتيح خزائنه اأينما ارحتل، وبزهو‬
‫اأ�سد يتحدث عن م�سدر ثروته بيقني تام يف نف�سه اأن النعمة التي نالته‬
                    ‫الأجل علم اهلل باأنه اأهل لها وي�ستحقها وملحبته له:‬
                                    ‫ِ ِ‬      ‫ِ‬          ‫ِ‬
                               ‫‪‬قال إِنَّم أوتيته عَل علم عندي‪‬‬
                                     ‫َ َ َ ُ ُُ َ ْ ٍ‬

                     ‫فقال اهلل تعاىل راداً عليه فيما ادعاه من اعتناء اهلل به:‬
    ‫‪‬قال إِن ََّم ُأوتِيته عل علم عندي َأول ْ َيعلم َأنَّ اللََّ قدْ َأهلك من قبلِه من القرون‬
    ‫َ ْ َ َ ِ َْ ِ ِ َ ُُ ِ‬                   ‫ََ َْ ْ‬
                                                            ‫ُ َ ِْ ٍ ِ ِ‬
                                                                          ‫ُ َ‬             ‫َ َ‬
                                                                              ‫من هو َأشدُّ مِ‬
                       ‫َ ْ ُ َ َ ْ ُ ُ َّ ً َ َ ْ َ ُ َ ْ ً َ َ ُ ْ َ ُ َ ُ ِ ُ ُْ ْ ِ ُ‬
        ‫نه قوة وأكثر جعا ول يسأل عن ذنُوبِم الجرمونَ ‪‬الق�س�س:87‬

                                                 ‫ومن جراء غ�سب اهلل عليه كان عقابه:‬
    ‫‪‬فخَ سفنَا بِه وبِدَ اره األَرض ف َم كَانَ له من فِئَة َينصو َنه من دون اللَِّ وما كَانَ‬
           ‫ُ ِ ََ‬
                          ‫ِ‬
                            ‫ُ ُ ُ‬
                                      ‫ٍ‬      ‫َ ِ‬
                                               ‫ُ‬           ‫َ َ ْ ِ َ ِِ ْ ْ َ َ‬
                                                                                    ‫ِ‬      ‫ِ‬
                                                                             ‫َ ُ ِ َ‬
                                                                  ‫من النتَصين‪‬الق�س�س:18‬


 ‫خ�سف بهم اإِىل االأر�س ال�سابعة، هوة �سحيقة ما اأغنى عنه منها ماله‬
‫وال خدمه وال ح�سمه، وال دفعوا عنه نقمة اهلل وعذابه، وال كان منت�سراً‬
                                                                  ‫لنف�سه.‬
 ‫ال ميكن القطع باأمر، مفاتيح غيبه عند اهلل عز وجل، فاإن اأنعم اهلل‬
 ‫عليك، اأنت ال تعلم اإن كان ر�سا من اهلل عليك اأم هو مكر اهلل باإ�ستدراج‬
                                                            ‫العبد بالنعم‬
                                     ‫ٍ‬                                   ‫ِ‬
  ‫‪‬فل َّم نَسو ْا ما ذكيِّرو ْا بِه فتَحنَا عليهم َأ ْبواب كُل شء حتَّى إِذا فرحو ْا بِ َم ُأوتُو ْا‬
                      ‫َ َِ ُ‬       ‫َ ْ َ َ ْ ِ ْ َ َ يِّ َ ْ َ‬               ‫ََ ُ َ ُ ُ‬
                                                                    ‫َأخذنَاهم بغتة فإِذا هم مبلِ‬
                                                  ‫ُّ ْ سونَ ‪‬االأنعام:44‬
                                                                  ‫ُ‬        ‫َ ْ ُ َ ًَْ َ َ ُ‬
‫واإن نزلت بك م�سيبة لن تقطع اأمرك حيالها اإن كانت ابتالء اأم عقوبة.‬

                                                                                                       ‫42‬
‫اهلل اأعلم، نحن ال نعلم ما بذات �سدور االآخرين من الب�سر، فكيف‬
     ‫نعلم مقا�سد اهلل تعاىل فينا، فال منلك اإال الظن باأنها االثنتني عقوبة‬
         ‫وابتالء، فن�ستغفر اهلل عن املعا�سي ون�ستعني بال�سرب على البالء.‬
                                                                                                   ‫بل هي فتنة..‬
     ‫نعم اهلل على العبد فتنة اأي اإختبار، يختربه فيما اأنعم عليه اأيطيع اأم‬
                                                                        ‫َِْ‬
                                                                    ‫يع�سي‬
         ‫‪ ‬فإِذا مس النسانَ ض دعانَا ُثم إِذا خولنَاه نِعمة منَّا قال إِن ََّم ُأوتِيته عل علم‬
         ‫ُُ َ َ ِْ ٍ‬               ‫َّ َ َ َّ ْ ُ ْ َ ً يِّ َ َ‬          ‫َ َ َ َّ ْ ِ َ ُ ٌّ َ َ‬
                                                                                       ‫ِ‬       ‫ِ ِ‬
                                                               ‫َ ْ َ ْ ٌ َ َ َّ َ ْ َ َ ُ ْ َ َ ْ َ ُ‬
                                                 ‫بل هي فتنَة ولكن أكثرهم ل يعلمونَ ‪ ‬الزمر:94‬


      ‫والفتنة هنا تقع بظن وتوهم العبد اأن البالء وامل�سائب زالت عنه بعمله.‬
     ‫ظن االإن�سان املتحول ليقني، غالبا يكون يف نف�سه ولي�س يف اهلل، وذلك‬
                  ‫حني ي�سعر اأنه ي�ستحق نعمة اهلل لقوته اأو قدرته اأو علمه.‬
     ‫واليقني بالنف�س ال يتفق مع ما ينبغي اأن يكون عليه املوؤمن من التربوؤ‬
                       ‫من احلول والقوة، بقولنا(ال حول وال قوة اإال باهلل).‬


     ‫~ مصدر الطاقة}‬
     ‫ال حول لالإن�سان وال قوة وال عزة وال توفيق وال طاقة وال قدرة على‬
       ‫�سيء اإال باهلل وباأمر منه، فكل �سيء فقري اإليه، وهو الغني عما �سواه‬
                                                                      ‫الكهف:93‬   ‫‪‬ل قوة إِل بِاللَِّ ‪‬‬
                                                                                                ‫ُ َّ َ‬
                                          ‫‪َ ‬و َما َلكُم ِمن دون اللَِّ ِمن َو ٍِّل َول نَصيٍ‪ ‬ا‬
                                 ‫لعنكبوت:22‬
                                               ‫ِ‬
                                                               ‫ْ‬          ‫ْ ْ ُ ِ‬
                                                                                         ‫ِ ِ‬
                                                                          ‫‪‬وما تَوفيقي إِلَّ بِاللِ‪‬‬
                                                                 ‫هود:88‬                     ‫ََ ْ‬

                                      ‫حتى ال�سرب، ال ي�ستطيعه اإن مل مينحه اهلل اإياه‬
                                                  ‫النحل:721‬   ‫‪‬واصب وما صبك إِلَّ بِاللهِّ ‪‬‬
                                                                               ‫َ ْ ِْ َ َ َ ُْ َ‬

     ‫وكما يف الدنيا ففي االآخرة ما لالإن�سان من قوة يف نف�سه تنقذه، وما له‬
                                            ‫من نا�سر يدفع عنه عذاب اهلل‬
                                                                                    ‫ٍ‬          ‫ِ‬
                                                        ‫الطارق:01‬           ‫ُ َّ َ‬   ‫َ َُ‬
                                                                    ‫‪‬ف َم له من قوة ول نَاصٍ‪‬‬

‫52‬
‫اإذن اأين توجد القوة؟‬
                                                                                                  ‫تفرد اهلل تعاىل بالقوة،‬
                                                                          ‫َ ْ ُ َّ َ َ ِ ً‬
                                                               ‫‪ ‬أنَّ القوة للهِّ جيعا‪‬البقرة:561‬

                                                          ‫ِ ِ‬
                                           ‫‪‬إِنَّ اللََّ هو الرزَّاق ذو القوة التني‪ ‬الذاريات:85‬
                                                        ‫ُ َ َّ ُ ُ ْ ُ َّ َْ ُ‬

‫له احلكم وحده ال �سريك له، وجميع االأ�سياء حتت قهره وغلبته‬
      ‫و�سلطانه، وانتفى اأي م�سدر اآخر لطاقة االإن�سان باالكتفاء باهلل،‬
                              ‫ِ‬
                          ‫‪‬وللهِّ ما ِف الس َموات وما ِف األَرض وكفى بِاللهِّ وكيال‪‬‬
                           ‫َ ً‬             ‫ْ ِ َ ََ‬                                     ‫ِ‬
            ‫الن�ساء:231‬                                   ‫ََ‬   ‫َّ َ‬        ‫َ َ‬
                                          ‫الن�ساء:54‬
                                                                  ‫ِ‬
                                                   ‫‪‬وكفى بِاللهِّ وليا وكفى بِاللهِّ نَصي ًا ‪‬‬
                                                                       ‫َ هّ ً َ َ َ‬       ‫َ ََ‬    ‫ِ‬

                                            ‫ثم ياأتي ت�ساوؤل فيه اإقرار بقدرة اهلل الكايف:‬
                                                                                              ‫ٍ‬
                                                                        ‫الزمر:63‬    ‫َْ ُ‬                  ‫ََْ َ‬
                                                                                   ‫‪‬أليس اللَُّ بِكَاف عبدَ ه‪‬‬


                                  ‫وبعد كل ذلك ياأتي االإقرار باالإيجاب على الت�ساوؤل‬
                                                       ‫ِ‬                ‫ِ‬                             ‫ِ‬
                                             ‫َ ُ َ َّ ُ ْ َ ُ‬                 ‫ََ َ‬
                                            ‫‪‬فسيكْفيكَهم اللهُّ وهو السميع العليم‪‬‬
                                   ‫البقرة:731‬                         ‫ُ ُ‬

‫وكيف ال يركن العبد لقدرة اهلل القدير وهي جارية على قلبه، فيحول‬
‫بني املوؤمن والكفر، وبني الكافر واالإميان، فال يوؤمن وال يكفر اإال باإذنه:‬
                                                                        ‫َْ ِ َ ْ ِ‬
                                                                      ‫‪َ ‬أنَّ اللهَّ يول َبني الرء وقلبِه‪‬ا‬
                                                           ‫الأنفال:42‬        ‫َُ ُ َْ ْ َ‬


                                                                                            ‫ي�ستمدها و ال ميلكها..‬
‫�سمن هذا ال�سياق يت�سح اأن االإن�سان ي�ستمد الطاقة الروحية وال‬
‫ميلكها، كما طاقته البدنية م�ستمدة مما يرزقه اهلل تعاىل من الطعام‬
‫وال�سراب، فبمعية اهلل عز وجل اخلا�سة للعبد التقي املُح�سن الظن،‬
‫ي�ستمد قوة من اهلل، فتتفاعل هذه الطاقة بالدعاء كما هو دعاءه‬
                                             ‫باملغفرة والتوبة هلل:‬
                                          ‫ِ ِ‬                                       ‫ِ‬
     ‫‪‬و َيا قوم استغْفرو ْا ر َّبكُم ُثم تُو ُبو ْا إ َِليه ُيرسل الس َمء عليكُم مدْ رار ًا و َيزدكُم‬
     ‫ْ ْ ِ َّ َ َ ْ يِّ َ َ ِ ْ ْ‬                                 ‫َ َ ْ ِ ْ َ ُ َ ْ َّ‬
                                                                                         ‫ِ‬
                                                                             ‫قوة إِل قوتكُم‪ ‬هود:25‬
                                                                                      ‫ُ َّ ً َ ُ َّ ْ‬

                                                                                                                            ‫62‬
‫ويف �سورة البقرة الطاردة لل�سياطني من املنازل والتي ال ت�ستطيعها‬
     ‫ال�سحرة والتي هي اإحدى الزهراوان اأي املنريتان واملدافعتان عن العبد‬
     ‫يوم القيامة،وفيها اآية الكر�سي اأعظم اآيات القراآن، وخواتيم البقرة‬
     ‫التي من قراأها يف ليلة كفتاه من كل �سيء، جاءت اآية اجتمع فيها ح�سن‬
     ‫الظن باهلل ومعية اهلل فتولدت طاقة هائلة مدت اأ�سحابها بالن�سر‬
                            ‫والغلبة رغم قلة عددهم، وهم طالوت وجنوده‬
                   ‫َّ ُّ َ ُ‬         ‫َ َ َ َ ْ َ ْ َ َ ُ َ َ ُ ِ ِ َ َ َّ ِ َ ُ‬
       ‫‪‬قالو ْا لَ طاقة لنَا اليوم بِجالوت وجنوده قال الذين َيظنُّونَ َأنُم مالقو اللهِّ كَم‬           ‫َ ُ‬
                                                                          ‫من فِئَة قلِيلة غلبت ف َِئة كَثِ‬
                                                                                           ‫ٍ َ ٍَ‬
                                      ‫َ َ َ ْ ً َ ً ْ ِ َ َ َ َّ ِ َ‬
                          ‫ية بِإِذن اللهِّ واللهُّ مع الصابِرين‪‬البقرة:942‬                                 ‫يِّ‬
                                                   ‫والظن هنا مبعنى اأنهم �سيلقون اهلل �سهداء.‬
     ‫ا�ست�سعار العبد ل�سعفه اأمام قوة اهلل، قوة يف حد ذاتها، الأنها يف حقيقتها‬
     ‫اإ�ستح�سار لقوة اهلل، فهي كنز ثمني من كنوز اجلنة علمنا اإياه خامت‬
                                       ‫االأنبياء ‪ ‬يف حديثه الأحد اأ�سحابه:‬
          ‫متفق عليه،‬                    ‫َ ْ َ َ ُ َّ َ‬    ‫ُ َ َ َ ٍ ِ ْ ُ ِ َْ ِ ُ ْ‬
                       ‫« َأالَ َأد ُّلك عَل كنْز من كنُوز النَّة ، قل الَ حول والَ قوة إِالَّ بِاللَِّ»‬
                                                                                                      ‫البخاري 0166-م�سلم 7307‬




     ‫~ مناهل النور}‬
                                                                   ‫م�سدر النور والهدى هو اهلل عز وجل‬
                                                                      ‫ِ‬
                                                   ‫‪‬اللَُّ نُور الس َموات واألَرض‪‬‬
                                                    ‫َ ْ ِ‬
                                        ‫النور:53‬              ‫ُ َّ َ‬
     ‫هادي اأهل ال�سموات واالأر�س ومنورهما، فالنور تعددت معانيه يف‬
     ‫القراآن ما بني الهدى والدين واالإميان و القراآن الكرمي و النبي حممد‬
     ‫‪ ،‬ومن مادة النور خلق اهلل تعاىل مالئكته التي تتنزل باأمر اهلل على‬
                                                     ‫اأهل الذكر والتقوى.‬
     ‫ولي�س الدعاء جمرد طلب واإجابة، و لي�س الذكر جمرد األفاظ مكررة‬
                                                     ‫بالل�سان، بل هما نور‬
                                                                                                  ‫ِ‬        ‫ِ‬           ‫ِ‬
                                                                            ‫النور:53‬     ‫ِ َ ََ ُ‬
                                                                                       ‫‪‬يدي اللَُّ لنُوره من يشاء ‪‬‬
                                                                                                                 ‫َْ‬
                                              ‫فيهتدي اإليه بقلبه ولي�س بب�سره، فاهلل تعاىل‬
                                                    ‫االأنعام:301‬   ‫‪‬لَّ تُدْ ركه األ َْبصار وهو يدْ رك األ َْبصار ‪‬‬
                                                                     ‫َ َ‬        ‫َ ُ َ ُ َ ُ ِ ُ‬       ‫ِ ُُ‬

‫72‬
‫وين�سرح به �سدره‬
    ‫‪َ ‬أفمن شح اللَُّ صدْ ره لِإلسالم فهو عل نُور من ر يِّبه فو ْيل للقاسية قلوبم‬
             ‫ِ ِ‬            ‫ِ‬
     ‫ٍ يِّ َّ َ َ ٌ يِّ ْ َ َ ُ ُ ُ ُ‬     ‫َ َُ ِْ ِ َُ َ ََ‬            ‫ََ ََ َ‬
                                                    ‫يِّ ِ ِ ُ ْ َ ِ َ ِ َ ٍ ُ ٍ‬
                                          ‫من ذكْر اللَِّ أولئك ف ضالل مبِني‪ ‬الزمر:22‬


                                                               ‫ويكون �سبب لهدايته كما اأمره تعاىل‬
    ‫‪َ ‬يا َأ ُّيا الذين آمنُوا اذكُروا اللََّ ذكْر ًا كَثِي ًا ‪ v‬وسبحوه ُبكْرة و َأصيالً‪v‬‬
            ‫ً ِ‬
                 ‫َ َ يِّ ُ ُ َ َ‬
                                              ‫ِ‬
                                                         ‫ْ ُ‬
                                                                              ‫ِ‬
                                                                       ‫َ َّ َ َ‬
    ‫وكَانَ‬
         ‫َ‬ ‫هو الذي ُيصل عليكُم ومالئِكته لِيخْ رجكُم من الظلمت إِل النُّورِ‬
                     ‫َ‬  ‫ُّ ُ ِ‬
                                 ‫يِّ َ‬ ‫َ‬ ‫َ يِّ َ َ ْ ْ َ َ َ ُ ُ ُ ِ‬               ‫َّ ِ‬
                                                                                               ‫ُ َ‬
                          ‫َ‬
                                                                           ‫ً‬ ‫بِالؤمنِني رحِ‬
                                                           ‫َ َ يم‪ ‬االأحزاب:14-34‬
                                                                                        ‫ُْ ْ ِ‬

                                                ‫فاالإن�سان اأعجز من اأن يكت�سب لنف�سه نور‬
                                               ‫ٍ‬       ‫ِ‬
                                   ‫النور:04‬             ‫َ َُ‬            ‫َ َ َّ َ ْ َ ِ َ ُ‬
                                              ‫‪ ‬ومن ل ْ يعل اللَُّ له نُور ًا ف َم له من نُّور‪‬‬

‫فاإن اإخت�سه اهلل تعاىل بالنور، كان نورا يف الدنيا يهتدي و يتب�سر به‬
                                               ‫من العمى واجلهالة‬
    ‫‪َ ‬يا َأ ُّيا الذين آمنُوا ا َّتقوا اللََّ وآمنُوا ب َِرسولِه ُيؤتِكُم كِفلني من رحتِه ويعل‬
            ‫ِ‬
     ‫َّ ْ َ َ َ ْ َ‬
                    ‫َْ ِ ِ‬
                        ‫ْ‬          ‫ْ ْ‬
                                          ‫ِ‬
                                             ‫ُ‬
                                                      ‫ِ‬
                                                        ‫َ‬       ‫ُ‬               ‫ِ‬
                                                                         ‫َ َّ َ َ‬
                                        ‫ِ‬                     ‫ِ ِ‬
                          ‫لكُم نُورا تَ ْشونَ بِه ويغْفر لكُم واللَُّ غفور رحيم ‪ ‬احلديد:82‬
                                      ‫َ َ ْ َ ْ َ َ ُ ٌ َّ ٌ‬                 ‫َّ ْ ً ُ‬
                                           ‫نور يف الظلمات كما هي احلياة من بعد ممات‬
                            ‫ِ ِ‬
       ‫ِ َ َّ َ ُ ُ‬              ‫ْ‬           ‫َ ْ ً ََ ْ َْ ُ َ َ َْ َُ‬
    ‫‪َ ‬أو من كَانَ ميتا فأحيينَاه وجعلنَا له نُور ًا َيمش بِه ِف النَّاس كَمن مثله ِف‬ ‫َ َ‬
                                                                                    ‫الظلم ِ‬
                                                                ‫ِ يِّ َ‬
                                                ‫ُّ ُ ت ليس بِخَ ارجٍ منْها ‪ ‬االأنعام:221‬
                                                                                ‫َ َْ َ‬
‫وكما اأ�ساء اهلل �سبحانه هذا النور للموؤمن يف الدنيا فهو ميتد لالآخرة‬
‫بدءاً من اأول منازلها يف القرب، واإن م�سى املوؤمن بالنور يف الدنيا، فالنور‬
                                             ‫هو من �سي�سري به يف االآخرة‬
                                       ‫ِ‬                   ‫ِ‬
                                ‫ُ ُ ْ َ ْ َ َ ْ َ َْ ْ َ َْ ِ ْ‬
                               ‫‪ ‬نُورهم يسعى بني أيديِم وبِأي َمنم‪‬‬
                       ‫التحرمي:8‬


‫ولي�س اأحد يوم القيامة اإال يعطيه اهلل نوراً بح�سب عمله، فاإذا و�سلوا‬
                                                       ‫ُ‬
‫اإىل ال�سراط طفئ نور املنافقني، فلما راأى املوؤمنون ذلك، اأ�سفقوا اأن‬
             ‫يطفاأ نورهم اأي�ساً، فدعوا اهلل اأن يتم نورهم على ال�سراط‬
                                                                     ‫ُ‬
      ‫ِ‬                 ‫ِ‬                                   ‫ِ‬
    ‫ْ َ َ ِْ‬
    ‫‪َ ‬يوم ل يْزي اللَُّ النَّبِي والذين َآمنُوا معه نُورهم َيسعى َبني َأ ْيديِم وبِأ ْي َمنم‬
                             ‫َّ َ َّ َ َ َ َ ُ ُ ُ ْ ْ َ ْ َ‬                       ‫َْ ُ ِ‬
                                ‫ٍ ِ‬                   ‫َ َ ِْ َ‬              ‫َ ُ ُ َ َّ َ ِ ْ َ‬
                 ‫يقولونَ ربنَا أتْ م لنَا نُورنَا واغْفر لنَا إِنَّك عل كُل شء قدير‪ ‬التحرمي: 8‬
                              ‫َ َ َ يِّ َ ْ َ ٌ‬
                       ‫وجاءت ب�سارة اهلل تعاىل باإجابة الدعاء يف مو�سع اآخر‬


                                                                                                       ‫82‬
‫‪َ ‬يوم تَرى الؤمنِني والؤمنَات َيسعى نُورهم َبني َأ ْيديِم وبِأ ْي َمنم ُبشاكُم اليوم‬
                          ‫ِ‬
      ‫ْ َ َ ِ ْ ْ َ ُ َْْ َ‬
                                      ‫ِ‬
                                             ‫ُ ُ ْ َْ‬   ‫ْ َ‬
                                                              ‫ُْ ْ ِ ِ‬       ‫ِ‬
                                                                         ‫ْ َ َ ُْ ْ َ َ‬
                        ‫ِ‬                  ‫ِ‬      ‫َ ِِ ِ‬               ‫ِ‬    ‫ٌ َ ِ ِ‬
                      ‫َ َ َ َ ُ َ َْ ْ ُ ْ َ ُ‬              ‫ْ َ َ َْ ُ‬
         ‫جنَّات تْري من تْتها األنَار خالدين فيها ذلك هو الفوز العظيم ‪ ‬احلديد: 21‬    ‫َ‬
                               ‫فيكون مثارا للعجب، و�سببا للتميز عن اأهل النفاق‬
           ‫‪َ ‬يوم َيقول النَافِقونَ والنَافِقات لِلذين آمنُوا انظرونَا َنقتبِس من نُّوركُم قيل‬
             ‫ِ ْ ِ َ‬       ‫ِ‬
                                ‫َْ ْ‬     ‫ُُ‬
                                                        ‫ِ‬
                                                    ‫ْ َ ُ ُ ُْ ُ َ ُْ َ ُ َّ َ َ‬
           ‫ارجعوا وراءكُم فالتَمسوا نُور ًا فضب َبينَهم بِسور له َباب َباطِنُه فِيه الرحة‬
           ‫ُ ِ َّ ْ َ ُ‬        ‫َ ُ ِ َ ْ ُ ُ ٍ َّ ُ ٌ‬
                                                                       ‫ِ‬
                                                                      ‫ْ ِ ُ ََ ْ َ ْ ُ‬
                                                                            ‫َ ِ ِ ِ ِِ‬
                                                                     ‫َ ََْ ُ‬
                                                          ‫وظاهره من قبله العذاب‪ ‬احلديد:31‬
                                                                                    ‫ُُ‬       ‫َ‬



     ‫~مقام اإلحسان}‬
     ‫الدخول يف معية اهلل، يجعل العبد مراقبا هلل يف كل اأحواله، حتى يدخل‬
            ‫باب االإح�سان وهو اأعلى مقامات الطاعة باأن يعبد اهلل كاأنه يراه.‬
     ‫ويرتبط مقام الطاعة مبقام املعية، في�سعر بروحه بلغت اأعلى مقام‬
     ‫يف كل اأحوالها، فحني حتل به االأزمات ي�سعر باأنه فوق جبل يهتز‬
     ‫من حتته، ويدوي �سوت �سخوره املتهاوية حوله، لكن ال حتجب تلك‬
     ‫ال�سدة النازلة به الهواء عن اأنفا�سه، واإن �سربت بجدران �سدره فاإنها‬
     ‫ال ت�ستطيع نفاذا لقلبه، الأنه موقن اأن الدعاء هلل، يرفع عنه البالء،‬
     ‫فال تكون حاله كذاك الذي �سورة م�ساعره يف اأزمته معتمة، متكد�سة‬
     ‫يف اأطرافها، حتوطها رطوبة عفنة، فهو ال�سنك -اأي ال�سيق-احلا�سل‬
                                                      ‫باإعرا�سه عن ذكر اهلل،‬
                       ‫ِ‬   ‫ِ‬                            ‫ِ‬          ‫ََ ْ َْ َ َ ِ ِ َ‬
       ‫طه:421‬     ‫َُ َ َ ً َ ً َ ْ ُ ُ ُ َ ْ َ ْ َ َ َ ْ َ‬
                ‫له معيشة ضنكا ونَحشه يوم القيامة أعمى‪‬‬        ‫‪‬ومن َأعرض عن ذكْري فإِنَّ‬



     ‫~ ظل اهلل}‬
       ‫ويت�سع مع الدعاء والذكر و ح�سن الظن باهلل دخول العبد يف معية اهلل‬
       ‫وبلوغه مقام االإح�سان يف الدنيا، حتى ينتهي اإىل الظل االإلهي يوم‬
     ‫احلر االأكرب يف االآخرة، قال النبِي ‪ « :‬سبعة ُيظِلهم اللَُّ ِف ظِله َيوم الَ ظِل إِالَّ‬
             ‫َّ‬          ‫ِ‬
                    ‫يِّ ْ َ‬             ‫َ ْ َ ٌ ُّ ُ ُ‬     ‫َ َ َّ ِّ‬
                                                         ‫ظِ ُّل ُه »، وعدهم حتى ختمهم بقوله:‬

‫92‬
‫البخاري066 -م�سلم 7242‬   ‫« ورجل ذكَر اللََّ خالِيا ففاضت عينَاه ».‬
                                              ‫َ ً ََ َ ْ َْ ُ‬            ‫ََ ٌُ َ َ‬
‫ذكر اهلل بقلبه اأو بل�سانه، يف خلوة تبعده عن الرياء، ومن االلتفات اإىل‬
        ‫غري اهلل ولو كان يف مالأ، َف َفاضت ع ْينَا ُه: بالدموع من خ�سية اهلل.‬
                                         ‫َ ْ َ‬
‫ولو مل يكن من الدعاء والذكر اإال اأن يحوز الذاكر �سرف ظل اهلل، لكفى.‬


‫~ طوق النجاة}‬
‫طوق النجاة هو ذاته طوق املكب يف الهاوية، فالل�سان الذي ال ت�ستطيع‬
‫بقية اجلوارح جماراته يف حركته الدائبة واخلفيفة واإال الأُنهكت وكلت‬
‫عن احلركة، هو االأداة الأب�سط العبادات واأعظمها اأجرا عند اهلل وهي‬
                                                      ‫الذكر والدعاء.‬
‫ي�سمو باالإن�سان للمعايل اإن �سخر حركته الدائبة هذه لطاعة اهلل، وقد‬
‫يكب بوجهه يف النار اإن ترك جلام ل�سانه ل�سيطان هواه يتلوى عليه‬
‫كما االأفعى، ففي حوار النبي ‪ ‬مع معاذ بن جبل، تتجلى خطورة هذا‬
                                                             ‫الل�سان:‬
       ‫ْ ِ َ ِ ِ‬                              ‫ِِ‬        ‫ِ‬      ‫ِِ‬
                                  ‫ِْ َ ُ‬                            ‫ْ ُِ َ َ ِ ِْ َ ُ‬
    ‫« َأالَ ُأخبك بِر ْأس األَمر وعَموده وذروة سنَامه الهاد، َأالَ ُأخبك بِملَك‬
                    ‫ُ‬                                ‫َ ُْ َ َ‬
    ‫ذلِك كله»، فأخذ بِلسانِه فقال: « َتكُف عليك هذا »،فقال معاذ: َيا نَبِي اللَِّ‬
           ‫َّ‬                              ‫ُّ َ َ ْ َ َ َ‬              ‫َ َ ُ يِّ ِ َ َ َ َ ِ َ ِ َ َ َ‬
                        ‫ِ َ َ ُّ َ ُ َ ُ َ َ ْ‬                       ‫َ َُ َ ُ َ َ َ َّ ُ ِ َ َ‬
    ‫وإِنَّا لؤَ اخذون بِ َم َنتكلم بِه قال ‪َ « :‬ثكلتْك ُأمك َيا معاذ وهل َيكُب النَّاس‬
        ‫َ‬        ‫ُّ‬
                                                          ‫ِ ِ ِ‬                 ‫ِ‬       ‫َ ُ ُ ِِ ْ ِ‬
                         ‫عَل وجوههم ف النَّار إِال َّ حصائدُ ألسنَتهم ». الرتمذي 5282-ابن ماجه 8014‬
                                                       ‫َْ ِ ْ‬         ‫َ َ‬
‫وجتدر االإ�سارة، اإىل اأن هناك تالزم بني مفردتي الذكر والدعاء يف‬
‫كثري من املوا�سع من القراآن وال�سنة-مع تف�سيل الذكر على الدعاء-،‬
‫وقد يالحظ القارئ الكرمي اأن معظم االأدعية ت�سبيح هلل تعاىل، كدعاء‬
‫يون�س ‪ ‬يف بطن احلوت، ودعاء الكرب الذي دعا به النبي حممد ‪، ‬‬
                                      ‫ال طلب فيه الأمر دنيا اأو اآخرة.‬
‫والذكر مفردة ت�سمل باالإ�سافة لقراءة القراآن الكرمي، التهليل‬
‫والت�سبيح واأذكار امل�سلم يف ال�سباح وامل�ساء وبعد ال�سالة وعند النوم‬
                         ‫وغريها من االأذكار املرتبطة مبعظم اأفعاله.‬

                                                                                                         ‫03‬
لولا دعاؤكم
لولا دعاؤكم
لولا دعاؤكم
لولا دعاؤكم
لولا دعاؤكم
لولا دعاؤكم
لولا دعاؤكم
لولا دعاؤكم
لولا دعاؤكم
لولا دعاؤكم
لولا دعاؤكم
لولا دعاؤكم
لولا دعاؤكم
لولا دعاؤكم
لولا دعاؤكم
لولا دعاؤكم
لولا دعاؤكم
لولا دعاؤكم
لولا دعاؤكم
لولا دعاؤكم
لولا دعاؤكم
لولا دعاؤكم
لولا دعاؤكم
لولا دعاؤكم
لولا دعاؤكم
لولا دعاؤكم
لولا دعاؤكم
لولا دعاؤكم
لولا دعاؤكم
لولا دعاؤكم
لولا دعاؤكم
لولا دعاؤكم
لولا دعاؤكم
لولا دعاؤكم
لولا دعاؤكم
لولا دعاؤكم
لولا دعاؤكم
لولا دعاؤكم
لولا دعاؤكم
لولا دعاؤكم
لولا دعاؤكم
لولا دعاؤكم
لولا دعاؤكم
لولا دعاؤكم
لولا دعاؤكم
لولا دعاؤكم
لولا دعاؤكم
لولا دعاؤكم
لولا دعاؤكم
لولا دعاؤكم
لولا دعاؤكم
لولا دعاؤكم
لولا دعاؤكم
لولا دعاؤكم
لولا دعاؤكم
لولا دعاؤكم
لولا دعاؤكم
لولا دعاؤكم
لولا دعاؤكم
لولا دعاؤكم
لولا دعاؤكم
لولا دعاؤكم
لولا دعاؤكم
لولا دعاؤكم
لولا دعاؤكم
لولا دعاؤكم
لولا دعاؤكم
لولا دعاؤكم
لولا دعاؤكم
لولا دعاؤكم
لولا دعاؤكم
لولا دعاؤكم
لولا دعاؤكم
لولا دعاؤكم
لولا دعاؤكم
لولا دعاؤكم
لولا دعاؤكم
لولا دعاؤكم
لولا دعاؤكم
لولا دعاؤكم
لولا دعاؤكم
لولا دعاؤكم
لولا دعاؤكم
لولا دعاؤكم
لولا دعاؤكم
لولا دعاؤكم
لولا دعاؤكم
لولا دعاؤكم
لولا دعاؤكم
لولا دعاؤكم

More Related Content

What's hot

شرح المقدمة الجزرية المبسط للمبتدئين
شرح المقدمة الجزرية المبسط  للمبتدئينشرح المقدمة الجزرية المبسط  للمبتدئين
شرح المقدمة الجزرية المبسط للمبتدئينعرفت فالزم
 
كيف تحفظ القرآن من دون معلم
كيف تحفظ القرآن من دون معلمكيف تحفظ القرآن من دون معلم
كيف تحفظ القرآن من دون معلمغايتي الجنة
 
جواهر الدعاء .محمدالخواص
جواهر الدعاء .محمدالخواصجواهر الدعاء .محمدالخواص
جواهر الدعاء .محمدالخواصEng Shaheen
 
النصيحة في الأدعية الصحيحة للحافظ عبد الغني المقدسي الدمشقي برواية الحافظ عبد...
النصيحة في الأدعية الصحيحة للحافظ عبد الغني المقدسي الدمشقي برواية الحافظ عبد...النصيحة في الأدعية الصحيحة للحافظ عبد الغني المقدسي الدمشقي برواية الحافظ عبد...
النصيحة في الأدعية الصحيحة للحافظ عبد الغني المقدسي الدمشقي برواية الحافظ عبد...allahcom
 
تدبر القران الكريم
 تدبر القران الكريم  تدبر القران الكريم
تدبر القران الكريم Fouzia Sahlaoui
 
كيف احفظ القرآن بدون معلم
كيف احفظ القرآن بدون معلمكيف احفظ القرآن بدون معلم
كيف احفظ القرآن بدون معلمmoath Al-Baltan
 
القول الأصدق في بيان ما خالف فيه الأصبهاني الأزرق
القول الأصدق في بيان ما خالف فيه الأصبهاني الأزرقالقول الأصدق في بيان ما خالف فيه الأصبهاني الأزرق
القول الأصدق في بيان ما خالف فيه الأصبهاني الأزرقسمير بسيوني
 
الحلقه الاولى من درسات سفر يشوع القس راضى عطالله - درس الكتاب الكنيسه الانج...
الحلقه الاولى من درسات سفر يشوع   القس راضى عطالله - درس الكتاب الكنيسه الانج...الحلقه الاولى من درسات سفر يشوع   القس راضى عطالله - درس الكتاب الكنيسه الانج...
الحلقه الاولى من درسات سفر يشوع القس راضى عطالله - درس الكتاب الكنيسه الانج...Ibrahimia Church Ftriends
 
نصائح إبداعية: كيف تحفظ القرآن من دون معلم
نصائح إبداعية: كيف تحفظ القرآن من دون معلمنصائح إبداعية: كيف تحفظ القرآن من دون معلم
نصائح إبداعية: كيف تحفظ القرآن من دون معلمF El Mohdar
 
كيف تحفظ القرآن
كيف تحفظ القرآنكيف تحفظ القرآن
كيف تحفظ القرآنIslamiculture
 
كيف تحفظ القرآن من دون معلم
كيف تحفظ القرآن من دون معلم كيف تحفظ القرآن من دون معلم
كيف تحفظ القرآن من دون معلم F El Mohdar
 
الوحى و عصمة الكتاب المقدس مفاهيم خاطئه د ق. اشرف عزمى
الوحى و عصمة الكتاب المقدس   مفاهيم خاطئه د ق. اشرف عزمىالوحى و عصمة الكتاب المقدس   مفاهيم خاطئه د ق. اشرف عزمى
الوحى و عصمة الكتاب المقدس مفاهيم خاطئه د ق. اشرف عزمىIbrahimia Church Ftriends
 
دروس من حياه موسى 3 الاحد 5 مارس 2012
دروس من حياه موسى 3   الاحد 5 مارس  2012دروس من حياه موسى 3   الاحد 5 مارس  2012
دروس من حياه موسى 3 الاحد 5 مارس 2012Ibrahimia Church Ftriends
 
القواعد الحسان في أسرار الطاعة والاستعداد لرمضان
القواعد الحسان في أسرار الطاعة والاستعداد لرمضانالقواعد الحسان في أسرار الطاعة والاستعداد لرمضان
القواعد الحسان في أسرار الطاعة والاستعداد لرمضانTaha Rabea
 
هداية الحيران في المتشابه من القرءان
هداية الحيران في المتشابه من القرءانهداية الحيران في المتشابه من القرءان
هداية الحيران في المتشابه من القرءانAhmedomer17
 
021 دروس من حياة موسى 3 صباح الأحد 11 مارس 2012 (2)
021   دروس من حياة موسى 3         صباح  الأحد 11 مارس 2012 (2)021   دروس من حياة موسى 3         صباح  الأحد 11 مارس 2012 (2)
021 دروس من حياة موسى 3 صباح الأحد 11 مارس 2012 (2)Ibrahimia Church Ftriends
 

What's hot (19)

شرح المقدمة الجزرية المبسط للمبتدئين
شرح المقدمة الجزرية المبسط  للمبتدئينشرح المقدمة الجزرية المبسط  للمبتدئين
شرح المقدمة الجزرية المبسط للمبتدئين
 
كيف تحفظ القرآن من دون معلم
كيف تحفظ القرآن من دون معلمكيف تحفظ القرآن من دون معلم
كيف تحفظ القرآن من دون معلم
 
جواهر الدعاء .محمدالخواص
جواهر الدعاء .محمدالخواصجواهر الدعاء .محمدالخواص
جواهر الدعاء .محمدالخواص
 
النصيحة في الأدعية الصحيحة للحافظ عبد الغني المقدسي الدمشقي برواية الحافظ عبد...
النصيحة في الأدعية الصحيحة للحافظ عبد الغني المقدسي الدمشقي برواية الحافظ عبد...النصيحة في الأدعية الصحيحة للحافظ عبد الغني المقدسي الدمشقي برواية الحافظ عبد...
النصيحة في الأدعية الصحيحة للحافظ عبد الغني المقدسي الدمشقي برواية الحافظ عبد...
 
تدبر القران الكريم
 تدبر القران الكريم  تدبر القران الكريم
تدبر القران الكريم
 
حصن المسلم
حصن المسلمحصن المسلم
حصن المسلم
 
كيف احفظ القرآن بدون معلم
كيف احفظ القرآن بدون معلمكيف احفظ القرآن بدون معلم
كيف احفظ القرآن بدون معلم
 
القول الأصدق في بيان ما خالف فيه الأصبهاني الأزرق
القول الأصدق في بيان ما خالف فيه الأصبهاني الأزرقالقول الأصدق في بيان ما خالف فيه الأصبهاني الأزرق
القول الأصدق في بيان ما خالف فيه الأصبهاني الأزرق
 
الحلقه الاولى من درسات سفر يشوع القس راضى عطالله - درس الكتاب الكنيسه الانج...
الحلقه الاولى من درسات سفر يشوع   القس راضى عطالله - درس الكتاب الكنيسه الانج...الحلقه الاولى من درسات سفر يشوع   القس راضى عطالله - درس الكتاب الكنيسه الانج...
الحلقه الاولى من درسات سفر يشوع القس راضى عطالله - درس الكتاب الكنيسه الانج...
 
Innovative advise
Innovative adviseInnovative advise
Innovative advise
 
نصائح إبداعية: كيف تحفظ القرآن من دون معلم
نصائح إبداعية: كيف تحفظ القرآن من دون معلمنصائح إبداعية: كيف تحفظ القرآن من دون معلم
نصائح إبداعية: كيف تحفظ القرآن من دون معلم
 
كيف تحفظ القرآن
كيف تحفظ القرآنكيف تحفظ القرآن
كيف تحفظ القرآن
 
كيف تحفظ القرآن من دون معلم
كيف تحفظ القرآن من دون معلم كيف تحفظ القرآن من دون معلم
كيف تحفظ القرآن من دون معلم
 
الوحى و عصمة الكتاب المقدس مفاهيم خاطئه د ق. اشرف عزمى
الوحى و عصمة الكتاب المقدس   مفاهيم خاطئه د ق. اشرف عزمىالوحى و عصمة الكتاب المقدس   مفاهيم خاطئه د ق. اشرف عزمى
الوحى و عصمة الكتاب المقدس مفاهيم خاطئه د ق. اشرف عزمى
 
دروس من حياه موسى 3 الاحد 5 مارس 2012
دروس من حياه موسى 3   الاحد 5 مارس  2012دروس من حياه موسى 3   الاحد 5 مارس  2012
دروس من حياه موسى 3 الاحد 5 مارس 2012
 
القواعد الحسان في أسرار الطاعة والاستعداد لرمضان
القواعد الحسان في أسرار الطاعة والاستعداد لرمضانالقواعد الحسان في أسرار الطاعة والاستعداد لرمضان
القواعد الحسان في أسرار الطاعة والاستعداد لرمضان
 
هداية الحيران في المتشابه من القرءان
هداية الحيران في المتشابه من القرءانهداية الحيران في المتشابه من القرءان
هداية الحيران في المتشابه من القرءان
 
كتاب أحكام القرآن Kelip
كتاب أحكام القرآن  Kelipكتاب أحكام القرآن  Kelip
كتاب أحكام القرآن Kelip
 
021 دروس من حياة موسى 3 صباح الأحد 11 مارس 2012 (2)
021   دروس من حياة موسى 3         صباح  الأحد 11 مارس 2012 (2)021   دروس من حياة موسى 3         صباح  الأحد 11 مارس 2012 (2)
021 دروس من حياة موسى 3 صباح الأحد 11 مارس 2012 (2)
 

Viewers also liked

تصرفات الانسان مع الاخرين - اختيار الصديق - ادب ونصوص
تصرفات الانسان مع الاخرين - اختيار الصديق - ادب ونصوصتصرفات الانسان مع الاخرين - اختيار الصديق - ادب ونصوص
تصرفات الانسان مع الاخرين - اختيار الصديق - ادب ونصوصAlaa Eldesoky
 
السنن المهجورة
السنن المهجورةالسنن المهجورة
السنن المهجورةwf-center
 
اعتماد وجودة
اعتماد وجودةاعتماد وجودة
اعتماد وجودةmeroadel86
 
احيا الله من أحياها
احيا الله من أحياهااحيا الله من أحياها
احيا الله من أحياهاso0o0maya
 
دورة مهارات العلاقات والاتصال
دورة مهارات العلاقات والاتصالدورة مهارات العلاقات والاتصال
دورة مهارات العلاقات والاتصالmonem75
 
العمل التطوعي وحديثي التخرج, الاهمية والفائدة
العمل التطوعي وحديثي التخرج, الاهمية والفائدةالعمل التطوعي وحديثي التخرج, الاهمية والفائدة
العمل التطوعي وحديثي التخرج, الاهمية والفائدةA. M. Wadi Qualitytcourse
 
مقدمة في مهارات التواصل الاجتماعي
مقدمة في مهارات التواصل الاجتماعيمقدمة في مهارات التواصل الاجتماعي
مقدمة في مهارات التواصل الاجتماعيAmr Rabie
 
دورة الذكاء الاجتماعي
دورة الذكاء الاجتماعيدورة الذكاء الاجتماعي
دورة الذكاء الاجتماعيHeba Abouelnile
 
الذكاء الاجتماعي@@@
الذكاء الاجتماعي@@@الذكاء الاجتماعي@@@
الذكاء الاجتماعي@@@Abeer Kamal
 
العلاقات العامة والاتيكيت عبد الرحمن تيشوري اتصالات طرطوس
العلاقات العامة والاتيكيت عبد الرحمن تيشوري اتصالات طرطوسالعلاقات العامة والاتيكيت عبد الرحمن تيشوري اتصالات طرطوس
العلاقات العامة والاتيكيت عبد الرحمن تيشوري اتصالات طرطوسAbdullrahman Tayshoori
 
دورة دراسة الجدوى و مهارات إدارة المشاريع
دورة دراسة الجدوى و مهارات إدارة المشاريعدورة دراسة الجدوى و مهارات إدارة المشاريع
دورة دراسة الجدوى و مهارات إدارة المشاريعDr. Fayez ALFarhan
 
ادارة الجودة الشاملة
ادارة الجودة الشاملةادارة الجودة الشاملة
ادارة الجودة الشاملةeng murad
 
العمل التطوعي
العمل التطوعيالعمل التطوعي
العمل التطوعيDreamchild
 
فن التعامل مع الناس والتأثير فيهم
فن التعامل مع الناس والتأثير فيهمفن التعامل مع الناس والتأثير فيهم
فن التعامل مع الناس والتأثير فيهمalgomiah4
 
العمل التطوعي
العمل التطوعي العمل التطوعي
العمل التطوعي Ali Alkhudair
 
ابعاد الجودة
ابعاد الجودةابعاد الجودة
ابعاد الجودةSaad Khuder
 
عرض الذكاء الاجتماعي
عرض الذكاء الاجتماعيعرض الذكاء الاجتماعي
عرض الذكاء الاجتماعيHeba Abouelnile
 
Volunteerism العمل التطوعي
Volunteerism العمل التطوعيVolunteerism العمل التطوعي
Volunteerism العمل التطوعيguest65ade7
 
الاتيكيت في الإسلام
الاتيكيت في الإسلامالاتيكيت في الإسلام
الاتيكيت في الإسلامMission 3D
 

Viewers also liked (20)

تصرفات الانسان مع الاخرين - اختيار الصديق - ادب ونصوص
تصرفات الانسان مع الاخرين - اختيار الصديق - ادب ونصوصتصرفات الانسان مع الاخرين - اختيار الصديق - ادب ونصوص
تصرفات الانسان مع الاخرين - اختيار الصديق - ادب ونصوص
 
السنن المهجورة
السنن المهجورةالسنن المهجورة
السنن المهجورة
 
اعتماد وجودة
اعتماد وجودةاعتماد وجودة
اعتماد وجودة
 
quality
quality quality
quality
 
احيا الله من أحياها
احيا الله من أحياهااحيا الله من أحياها
احيا الله من أحياها
 
دورة مهارات العلاقات والاتصال
دورة مهارات العلاقات والاتصالدورة مهارات العلاقات والاتصال
دورة مهارات العلاقات والاتصال
 
العمل التطوعي وحديثي التخرج, الاهمية والفائدة
العمل التطوعي وحديثي التخرج, الاهمية والفائدةالعمل التطوعي وحديثي التخرج, الاهمية والفائدة
العمل التطوعي وحديثي التخرج, الاهمية والفائدة
 
مقدمة في مهارات التواصل الاجتماعي
مقدمة في مهارات التواصل الاجتماعيمقدمة في مهارات التواصل الاجتماعي
مقدمة في مهارات التواصل الاجتماعي
 
دورة الذكاء الاجتماعي
دورة الذكاء الاجتماعيدورة الذكاء الاجتماعي
دورة الذكاء الاجتماعي
 
الذكاء الاجتماعي@@@
الذكاء الاجتماعي@@@الذكاء الاجتماعي@@@
الذكاء الاجتماعي@@@
 
العلاقات العامة والاتيكيت عبد الرحمن تيشوري اتصالات طرطوس
العلاقات العامة والاتيكيت عبد الرحمن تيشوري اتصالات طرطوسالعلاقات العامة والاتيكيت عبد الرحمن تيشوري اتصالات طرطوس
العلاقات العامة والاتيكيت عبد الرحمن تيشوري اتصالات طرطوس
 
دورة دراسة الجدوى و مهارات إدارة المشاريع
دورة دراسة الجدوى و مهارات إدارة المشاريعدورة دراسة الجدوى و مهارات إدارة المشاريع
دورة دراسة الجدوى و مهارات إدارة المشاريع
 
ادارة الجودة الشاملة
ادارة الجودة الشاملةادارة الجودة الشاملة
ادارة الجودة الشاملة
 
العمل التطوعي
العمل التطوعيالعمل التطوعي
العمل التطوعي
 
فن التعامل مع الناس والتأثير فيهم
فن التعامل مع الناس والتأثير فيهمفن التعامل مع الناس والتأثير فيهم
فن التعامل مع الناس والتأثير فيهم
 
العمل التطوعي
العمل التطوعي العمل التطوعي
العمل التطوعي
 
ابعاد الجودة
ابعاد الجودةابعاد الجودة
ابعاد الجودة
 
عرض الذكاء الاجتماعي
عرض الذكاء الاجتماعيعرض الذكاء الاجتماعي
عرض الذكاء الاجتماعي
 
Volunteerism العمل التطوعي
Volunteerism العمل التطوعيVolunteerism العمل التطوعي
Volunteerism العمل التطوعي
 
الاتيكيت في الإسلام
الاتيكيت في الإسلامالاتيكيت في الإسلام
الاتيكيت في الإسلام
 

Similar to لولا دعاؤكم

فتح المجيد للفاجيتاني
فتح المجيد للفاجيتانيفتح المجيد للفاجيتاني
فتح المجيد للفاجيتانيALHAMA COMPANY
 
Hadis tentang perumpamaan mukmin yang membaca al quran
Hadis tentang perumpamaan mukmin yang membaca al quranHadis tentang perumpamaan mukmin yang membaca al quran
Hadis tentang perumpamaan mukmin yang membaca al quranSuhaila Zailani
 
خريطة ذهنية للقران الكريم
خريطة ذهنية للقران الكريمخريطة ذهنية للقران الكريم
خريطة ذهنية للقران الكريمAssoib Rachid
 
خريطة ذهنية للقران الكريم
خريطة ذهنية للقران الكريمخريطة ذهنية للقران الكريم
خريطة ذهنية للقران الكريمHammad Alhajri
 
الخرائط الذهنية لسور القرآن الكريم‏
الخرائط الذهنية لسور القرآن الكريم‏الخرائط الذهنية لسور القرآن الكريم‏
الخرائط الذهنية لسور القرآن الكريم‏Mohammed Algarni
 
خرائط ذهنيه لسور الفرآن
خرائط ذهنيه لسور الفرآنخرائط ذهنيه لسور الفرآن
خرائط ذهنيه لسور الفرآنWatani DZ
 
خريطة ذهنية للقران الكريم
خريطة ذهنية للقران الكريمخريطة ذهنية للقران الكريم
خريطة ذهنية للقران الكريمAssoib Rachid
 
متفائلون رحلوا زهورا
متفائلون رحلوا زهورامتفائلون رحلوا زهورا
متفائلون رحلوا زهوراguestbfd7302
 
Kitab risalah istihsan_al_khawd_fi_ilm_al-kalam
Kitab risalah istihsan_al_khawd_fi_ilm_al-kalamKitab risalah istihsan_al_khawd_fi_ilm_al-kalam
Kitab risalah istihsan_al_khawd_fi_ilm_al-kalamHimpunan Kitab Turath PDF
 
كتاب رقم ( 66 ) من سلسلة الكامل
كتاب رقم ( 66 ) من سلسلة الكاملكتاب رقم ( 66 ) من سلسلة الكامل
كتاب رقم ( 66 ) من سلسلة الكاملAhmedNaser92
 
الكامل في تواتر حديث استأذنت ربي أن أستغفر لأمي فلم يأذن لي من ( 24 ) طريقا م...
الكامل في تواتر حديث استأذنت ربي أن أستغفر لأمي فلم يأذن لي من ( 24 ) طريقا م...الكامل في تواتر حديث استأذنت ربي أن أستغفر لأمي فلم يأذن لي من ( 24 ) طريقا م...
الكامل في تواتر حديث استأذنت ربي أن أستغفر لأمي فلم يأذن لي من ( 24 ) طريقا م...MaymonSalim
 
المشيخه الكتابيه BIBLICAL ELDERSHIP
المشيخه الكتابيه BIBLICAL ELDERSHIPالمشيخه الكتابيه BIBLICAL ELDERSHIP
المشيخه الكتابيه BIBLICAL ELDERSHIPIbrahimia Church Ftriends
 
الكامل في السنن / أول كتاب يجمع السنة النبوية كلها مع الحكم علي جميع الأحاديث...
الكامل في السنن / أول كتاب يجمع السنة النبوية كلها مع الحكم علي جميع الأحاديث...الكامل في السنن / أول كتاب يجمع السنة النبوية كلها مع الحكم علي جميع الأحاديث...
الكامل في السنن / أول كتاب يجمع السنة النبوية كلها مع الحكم علي جميع الأحاديث...AhmedNaser92
 
الكامل في السنن / أول كتاب يجمع السنة النبوية كلها مع الحكم علي جميع الأحاديث...
الكامل في السنن / أول كتاب يجمع السنة النبوية كلها مع الحكم علي جميع الأحاديث...الكامل في السنن / أول كتاب يجمع السنة النبوية كلها مع الحكم علي جميع الأحاديث...
الكامل في السنن / أول كتاب يجمع السنة النبوية كلها مع الحكم علي جميع الأحاديث...MaymonSalim
 
كتاب رقم ( 201 ) من سلسلة الكامل
كتاب رقم ( 201 ) من سلسلة الكاملكتاب رقم ( 201 ) من سلسلة الكامل
كتاب رقم ( 201 ) من سلسلة الكاملAhmedNaser92
 
الكامل في أسانيد وتصحيح حديث من زار قبر والديه في كل جمعة غُفِر له وكُتب بَرّ...
الكامل في أسانيد وتصحيح حديث من زار قبر والديه في كل جمعة غُفِر له وكُتب بَرّ...الكامل في أسانيد وتصحيح حديث من زار قبر والديه في كل جمعة غُفِر له وكُتب بَرّ...
الكامل في أسانيد وتصحيح حديث من زار قبر والديه في كل جمعة غُفِر له وكُتب بَرّ...MaymonSalim
 
من خطب النساء
من خطب النساءمن خطب النساء
من خطب النساءsarabomar
 
كتاب رقم ( 221 ) من سلسلة الكامل
كتاب رقم ( 221 ) من سلسلة الكاملكتاب رقم ( 221 ) من سلسلة الكامل
كتاب رقم ( 221 ) من سلسلة الكاملAhmedNaser92
 
الكامل في تواتر حديث اللهم املأ بيوتهم وقبورهم نارا لأنهم شغلونها عن صلاة الع...
الكامل في تواتر حديث اللهم املأ بيوتهم وقبورهم نارا لأنهم شغلونها عن صلاة الع...الكامل في تواتر حديث اللهم املأ بيوتهم وقبورهم نارا لأنهم شغلونها عن صلاة الع...
الكامل في تواتر حديث اللهم املأ بيوتهم وقبورهم نارا لأنهم شغلونها عن صلاة الع...MaymonSalim
 

Similar to لولا دعاؤكم (20)

فتح المجيد للفاجيتاني
فتح المجيد للفاجيتانيفتح المجيد للفاجيتاني
فتح المجيد للفاجيتاني
 
Hadis tentang perumpamaan mukmin yang membaca al quran
Hadis tentang perumpamaan mukmin yang membaca al quranHadis tentang perumpamaan mukmin yang membaca al quran
Hadis tentang perumpamaan mukmin yang membaca al quran
 
خريطة ذهنية للقران الكريم
خريطة ذهنية للقران الكريمخريطة ذهنية للقران الكريم
خريطة ذهنية للقران الكريم
 
خريطة ذهنية للقران الكريم
خريطة ذهنية للقران الكريمخريطة ذهنية للقران الكريم
خريطة ذهنية للقران الكريم
 
الخرائط الذهنية لسور القرآن الكريم‏
الخرائط الذهنية لسور القرآن الكريم‏الخرائط الذهنية لسور القرآن الكريم‏
الخرائط الذهنية لسور القرآن الكريم‏
 
خرائط ذهنيه لسور الفرآن
خرائط ذهنيه لسور الفرآنخرائط ذهنيه لسور الفرآن
خرائط ذهنيه لسور الفرآن
 
خريطة ذهنية للقران الكريم
خريطة ذهنية للقران الكريمخريطة ذهنية للقران الكريم
خريطة ذهنية للقران الكريم
 
متفائلون رحلوا زهورا
متفائلون رحلوا زهورامتفائلون رحلوا زهورا
متفائلون رحلوا زهورا
 
Kitab risalah istihsan_al_khawd_fi_ilm_al-kalam
Kitab risalah istihsan_al_khawd_fi_ilm_al-kalamKitab risalah istihsan_al_khawd_fi_ilm_al-kalam
Kitab risalah istihsan_al_khawd_fi_ilm_al-kalam
 
كتاب رقم ( 66 ) من سلسلة الكامل
كتاب رقم ( 66 ) من سلسلة الكاملكتاب رقم ( 66 ) من سلسلة الكامل
كتاب رقم ( 66 ) من سلسلة الكامل
 
الكامل في تواتر حديث استأذنت ربي أن أستغفر لأمي فلم يأذن لي من ( 24 ) طريقا م...
الكامل في تواتر حديث استأذنت ربي أن أستغفر لأمي فلم يأذن لي من ( 24 ) طريقا م...الكامل في تواتر حديث استأذنت ربي أن أستغفر لأمي فلم يأذن لي من ( 24 ) طريقا م...
الكامل في تواتر حديث استأذنت ربي أن أستغفر لأمي فلم يأذن لي من ( 24 ) طريقا م...
 
المشيخه الكتابيه BIBLICAL ELDERSHIP
المشيخه الكتابيه BIBLICAL ELDERSHIPالمشيخه الكتابيه BIBLICAL ELDERSHIP
المشيخه الكتابيه BIBLICAL ELDERSHIP
 
الكامل في السنن / أول كتاب يجمع السنة النبوية كلها مع الحكم علي جميع الأحاديث...
الكامل في السنن / أول كتاب يجمع السنة النبوية كلها مع الحكم علي جميع الأحاديث...الكامل في السنن / أول كتاب يجمع السنة النبوية كلها مع الحكم علي جميع الأحاديث...
الكامل في السنن / أول كتاب يجمع السنة النبوية كلها مع الحكم علي جميع الأحاديث...
 
الكامل في السنن / أول كتاب يجمع السنة النبوية كلها مع الحكم علي جميع الأحاديث...
الكامل في السنن / أول كتاب يجمع السنة النبوية كلها مع الحكم علي جميع الأحاديث...الكامل في السنن / أول كتاب يجمع السنة النبوية كلها مع الحكم علي جميع الأحاديث...
الكامل في السنن / أول كتاب يجمع السنة النبوية كلها مع الحكم علي جميع الأحاديث...
 
كتاب رقم ( 201 ) من سلسلة الكامل
كتاب رقم ( 201 ) من سلسلة الكاملكتاب رقم ( 201 ) من سلسلة الكامل
كتاب رقم ( 201 ) من سلسلة الكامل
 
الكامل في أسانيد وتصحيح حديث من زار قبر والديه في كل جمعة غُفِر له وكُتب بَرّ...
الكامل في أسانيد وتصحيح حديث من زار قبر والديه في كل جمعة غُفِر له وكُتب بَرّ...الكامل في أسانيد وتصحيح حديث من زار قبر والديه في كل جمعة غُفِر له وكُتب بَرّ...
الكامل في أسانيد وتصحيح حديث من زار قبر والديه في كل جمعة غُفِر له وكُتب بَرّ...
 
من خطب النساء
من خطب النساءمن خطب النساء
من خطب النساء
 
كتاب رقم ( 221 ) من سلسلة الكامل
كتاب رقم ( 221 ) من سلسلة الكاملكتاب رقم ( 221 ) من سلسلة الكامل
كتاب رقم ( 221 ) من سلسلة الكامل
 
الكامل في تواتر حديث اللهم املأ بيوتهم وقبورهم نارا لأنهم شغلونها عن صلاة الع...
الكامل في تواتر حديث اللهم املأ بيوتهم وقبورهم نارا لأنهم شغلونها عن صلاة الع...الكامل في تواتر حديث اللهم املأ بيوتهم وقبورهم نارا لأنهم شغلونها عن صلاة الع...
الكامل في تواتر حديث اللهم املأ بيوتهم وقبورهم نارا لأنهم شغلونها عن صلاة الع...
 
٣٥ توصية لحفظة كتاب الله تعالى
٣٥ توصية لحفظة كتاب الله تعالى   ٣٥ توصية لحفظة كتاب الله تعالى
٣٥ توصية لحفظة كتاب الله تعالى
 

Recently uploaded

الخرائط الموضوعاتية وتحليلية - المحاضرة الثالثة.pdf
الخرائط الموضوعاتية وتحليلية - المحاضرة الثالثة.pdfالخرائط الموضوعاتية وتحليلية - المحاضرة الثالثة.pdf
الخرائط الموضوعاتية وتحليلية - المحاضرة الثالثة.pdfabdomjido9
 
أمثلة عن قضية السرقات الشعريه والانتحال في الشعر
أمثلة عن قضية السرقات الشعريه والانتحال في الشعرأمثلة عن قضية السرقات الشعريه والانتحال في الشعر
أمثلة عن قضية السرقات الشعريه والانتحال في الشعرneamam383
 
الفعل الصحيح والفعل المعتل ونواعه لفيف نقص .ppt
الفعل الصحيح والفعل المعتل ونواعه لفيف نقص .pptالفعل الصحيح والفعل المعتل ونواعه لفيف نقص .ppt
الفعل الصحيح والفعل المعتل ونواعه لفيف نقص .pptNaeema18
 
مخطط رياضيات .مخطط الفترة 4 و 5 رياضيات سنة سادسة6.docx
مخطط رياضيات .مخطط الفترة 4 و 5 رياضيات سنة سادسة6.docxمخطط رياضيات .مخطط الفترة 4 و 5 رياضيات سنة سادسة6.docx
مخطط رياضيات .مخطط الفترة 4 و 5 رياضيات سنة سادسة6.docxouassam
 
وزارة التربية دورة استراتيجيات التعلم النشط -.ppt
وزارة التربية دورة استراتيجيات التعلم النشط -.pptوزارة التربية دورة استراتيجيات التعلم النشط -.ppt
وزارة التربية دورة استراتيجيات التعلم النشط -.pptAdamIdiris
 
درس الطباقالمحسنات المعنويّة، بهدف تحسين المعنى .pptx
درس الطباقالمحسنات المعنويّة، بهدف تحسين المعنى .pptxدرس الطباقالمحسنات المعنويّة، بهدف تحسين المعنى .pptx
درس الطباقالمحسنات المعنويّة، بهدف تحسين المعنى .pptxNaceraLAHOUEL1
 
التعلم المؤسسي في المؤسسات الأكاديمية. pptx
التعلم المؤسسي في المؤسسات الأكاديمية. pptxالتعلم المؤسسي في المؤسسات الأكاديمية. pptx
التعلم المؤسسي في المؤسسات الأكاديمية. pptxyjana1298
 
نشأة القضية الفلسطينية وتطورها التاريخي .pptx
نشأة القضية الفلسطينية وتطورها التاريخي .pptxنشأة القضية الفلسطينية وتطورها التاريخي .pptx
نشأة القضية الفلسطينية وتطورها التاريخي .pptxNaceraLAHOUEL1
 
الوعي المعلوماتي للعاملين في المكتبات و مراكز المعلومات.pptx
الوعي المعلوماتي للعاملين في المكتبات و مراكز المعلومات.pptxالوعي المعلوماتي للعاملين في المكتبات و مراكز المعلومات.pptx
الوعي المعلوماتي للعاملين في المكتبات و مراكز المعلومات.pptxMohamadAljaafari
 
أهمية كرة القدم ومخاطر التعصب الكروي وعلاجه
أهمية كرة القدم ومخاطر التعصب الكروي وعلاجهأهمية كرة القدم ومخاطر التعصب الكروي وعلاجه
أهمية كرة القدم ومخاطر التعصب الكروي وعلاجهneamam383
 
التعليم في عصر الذكاء الاصطناعي مواطن التحدي ومناهل الفرص _.pdf
التعليم في عصر الذكاء الاصطناعي مواطن التحدي ومناهل الفرص _.pdfالتعليم في عصر الذكاء الاصطناعي مواطن التحدي ومناهل الفرص _.pdf
التعليم في عصر الذكاء الاصطناعي مواطن التحدي ومناهل الفرص _.pdfNaseej Academy أكاديمية نسيج
 
مدخل لعلم الارشاد السياحي الفصل الاول.pptx
مدخل لعلم الارشاد السياحي الفصل الاول.pptxمدخل لعلم الارشاد السياحي الفصل الاول.pptx
مدخل لعلم الارشاد السياحي الفصل الاول.pptxtourismistchristenaa
 
أنواع الحياة والاغراض الشعرية في العصر الجاهلي
أنواع الحياة والاغراض الشعرية في العصر الجاهليأنواع الحياة والاغراض الشعرية في العصر الجاهلي
أنواع الحياة والاغراض الشعرية في العصر الجاهليneamam383
 

Recently uploaded (13)

الخرائط الموضوعاتية وتحليلية - المحاضرة الثالثة.pdf
الخرائط الموضوعاتية وتحليلية - المحاضرة الثالثة.pdfالخرائط الموضوعاتية وتحليلية - المحاضرة الثالثة.pdf
الخرائط الموضوعاتية وتحليلية - المحاضرة الثالثة.pdf
 
أمثلة عن قضية السرقات الشعريه والانتحال في الشعر
أمثلة عن قضية السرقات الشعريه والانتحال في الشعرأمثلة عن قضية السرقات الشعريه والانتحال في الشعر
أمثلة عن قضية السرقات الشعريه والانتحال في الشعر
 
الفعل الصحيح والفعل المعتل ونواعه لفيف نقص .ppt
الفعل الصحيح والفعل المعتل ونواعه لفيف نقص .pptالفعل الصحيح والفعل المعتل ونواعه لفيف نقص .ppt
الفعل الصحيح والفعل المعتل ونواعه لفيف نقص .ppt
 
مخطط رياضيات .مخطط الفترة 4 و 5 رياضيات سنة سادسة6.docx
مخطط رياضيات .مخطط الفترة 4 و 5 رياضيات سنة سادسة6.docxمخطط رياضيات .مخطط الفترة 4 و 5 رياضيات سنة سادسة6.docx
مخطط رياضيات .مخطط الفترة 4 و 5 رياضيات سنة سادسة6.docx
 
وزارة التربية دورة استراتيجيات التعلم النشط -.ppt
وزارة التربية دورة استراتيجيات التعلم النشط -.pptوزارة التربية دورة استراتيجيات التعلم النشط -.ppt
وزارة التربية دورة استراتيجيات التعلم النشط -.ppt
 
درس الطباقالمحسنات المعنويّة، بهدف تحسين المعنى .pptx
درس الطباقالمحسنات المعنويّة، بهدف تحسين المعنى .pptxدرس الطباقالمحسنات المعنويّة، بهدف تحسين المعنى .pptx
درس الطباقالمحسنات المعنويّة، بهدف تحسين المعنى .pptx
 
التعلم المؤسسي في المؤسسات الأكاديمية. pptx
التعلم المؤسسي في المؤسسات الأكاديمية. pptxالتعلم المؤسسي في المؤسسات الأكاديمية. pptx
التعلم المؤسسي في المؤسسات الأكاديمية. pptx
 
نشأة القضية الفلسطينية وتطورها التاريخي .pptx
نشأة القضية الفلسطينية وتطورها التاريخي .pptxنشأة القضية الفلسطينية وتطورها التاريخي .pptx
نشأة القضية الفلسطينية وتطورها التاريخي .pptx
 
الوعي المعلوماتي للعاملين في المكتبات و مراكز المعلومات.pptx
الوعي المعلوماتي للعاملين في المكتبات و مراكز المعلومات.pptxالوعي المعلوماتي للعاملين في المكتبات و مراكز المعلومات.pptx
الوعي المعلوماتي للعاملين في المكتبات و مراكز المعلومات.pptx
 
أهمية كرة القدم ومخاطر التعصب الكروي وعلاجه
أهمية كرة القدم ومخاطر التعصب الكروي وعلاجهأهمية كرة القدم ومخاطر التعصب الكروي وعلاجه
أهمية كرة القدم ومخاطر التعصب الكروي وعلاجه
 
التعليم في عصر الذكاء الاصطناعي مواطن التحدي ومناهل الفرص _.pdf
التعليم في عصر الذكاء الاصطناعي مواطن التحدي ومناهل الفرص _.pdfالتعليم في عصر الذكاء الاصطناعي مواطن التحدي ومناهل الفرص _.pdf
التعليم في عصر الذكاء الاصطناعي مواطن التحدي ومناهل الفرص _.pdf
 
مدخل لعلم الارشاد السياحي الفصل الاول.pptx
مدخل لعلم الارشاد السياحي الفصل الاول.pptxمدخل لعلم الارشاد السياحي الفصل الاول.pptx
مدخل لعلم الارشاد السياحي الفصل الاول.pptx
 
أنواع الحياة والاغراض الشعرية في العصر الجاهلي
أنواع الحياة والاغراض الشعرية في العصر الجاهليأنواع الحياة والاغراض الشعرية في العصر الجاهلي
أنواع الحياة والاغراض الشعرية في العصر الجاهلي
 

لولا دعاؤكم

  • 1.
  • 2. ‫ُ ْ َ ْ َ ُ ْ َ يِّ َ ْ ُ َ ُ‬ ‫‪ ‬قل ما َيعبأ بِكُم رب لو َل دعاؤُ كمْ ‪‬‬ ‫الفرقان: 77‬ ‫هذا الكتاب وقف هلل تعاىل‬ ‫يوزع جمانا اأو يباع ب�سعر التكلفة‬
  • 3. ‫ح املوؤلفة 2341هـ‬ ‫فهر�س مكتبة امللك فهد الوطنية اأثناء الن�سر‬ ‫لوال دعائكم ./ ط3، اخلرب، 2341هـ‬ ‫021 �س ؛ 5.21 × 02 �سم‬ ‫ردمك : 6-5196-00-306-879‬ ‫اأ – العنوان‬ ‫1- االأدعية واالأوراد‬ ‫1832/2341‬ ‫ديوي : 29،212‬ ‫رقم االإيداع : 1832/2341‬ ‫ردمك : 6-5196-00-306-879‬ ‫الطبعة الثالثة‬ ‫مزيدة ومنقحة‬ ‫للمالحظات حول الكتاب:‬ ‫‪thebook77@gmail.com‬‬
  • 4.
  • 5. ‫شكر وتقدير‬ ‫الأن تزكية ف�سيلة ال�سيخ عبدالرحمن‬ ‫بن حممد اآل رقيب، جاءت عقب ف�سلنا‬ ‫لالأ�سماء احل�سنى عن كتاب (لوال دعاوؤكم)،‬ ‫ارتاأينا ن�سرها يف الكتابني، ولل�سيخ منا‬ ‫جزيل ال�سكر، ووافر التقدير، على كلماته‬ ‫الطيبة هذه.‬ ‫4‬
  • 6. 5
  • 8. ‫اهتداء‬ ‫بسم اهلل واحلمدهلل والصالة والسالم على رسول اهلل وعلى آله وصحبه ومن تبعه بإحسان ليوم الدين.‬ ‫هداين اهلل لفكرة هذا الكتاب، اأثناء طوايف بالكعبة حني مر بجانبي‬ ‫معتمر يقراأ ملن حوله ب�سوت عالٍ اأدعية من كتيب �سغري كان منها‬ ‫ُ‬ ‫َّ َ‬ ‫عبارة (دركِ ال�سقاءِ)، فظل يتاأتاأ فيها، حيث قراأها اأول االأمر‬ ‫ََ‬ ‫ََ َ‬ ‫ُْ ْ‬ ‫بال�سمة (درك)، ثم بالك�سرة(درِكِ ) ثم بالفتحة(درك)، وا�ستمر‬ ‫ِ‬ ‫بالتاأتاأة يف بقية االأدعية.‬ ‫فت�ساءلت يف نف�سي اأي اإجابة ينتظر؟!. وهو يدعو اهلل بدعاء ال‬ ‫يفهمه، ثم ات�سع ال�سوؤال يف نف�سي واأنا اأنظر خلليط ب�سري هائل‬ ‫ميوج يف �سحن احلرم، ملا مل يكن هناك كتيب �سغري ي�سرح االأدعية‬ ‫بلغة مب�سطة ل�سيوف الرحمن املتعددة ثقافتهم؟!.‬ ‫ثم فيما بعد، األح علي �سوؤال اآخر عن �سحة االأدعية، فر�سه تداول‬ ‫بع�س النا�س الأوراق م�سورة حتوي اأدعية �سعيفة ال�سند ومو�سوعة‬ ‫ومنكرة، يجمِ ع جميع موزعيها على اجلزم باإجابة فورية للداعي-‬ ‫ُْ ْ‬ ‫تعاىل اهلل عما يقولون-، ف�سعرت مب�سوؤولية جتاه عمل �سيء بهذا‬ ‫اخل�سو�س، في�سر اهلل لنا اأمر هذا الكتاب الذي تقراأونه االآن.‬ ‫وقبل البدء به،كنت قد ع�ست حالة من الده�سة من نتائج ن�سيحة‬ ‫بثمار الذكر، فطريق املطار الذي قطعته ذكرا واإ�ستغفارا، اأدى الأن‬ ‫تكون �سفرتي هي االأي�سر يف حياتي كلها، فاأ�سفت بع�س االأذكار.‬ ‫وبعد االإنتهاء من تاأليف الكتاب، ح�سل تبدل اإيجابي عميق جدا يف‬ ‫نف�سي، ويف روؤيتي للحياة، اأمتناه لكل من قراأ هذا الكتاب.‬ ‫فاحلمد هلل واملنة اأن هدانا اهلل ملا بني اأيديكم من كنوز الذكر‬ ‫واالأدعية، ندعو اهلل اأن ي�سركنا فيها معكم باالأجر.‬ ‫اأختكم‬ ‫الفقرية هلل‬ ‫‪ ‬رب إِن لِا َأنزَ ْلت إِل من خري فقري ‪‬‬ ‫ٍ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ َ َّ ْ َ ْ َ ٌ‬ ‫َ يِّ يِّ َ‬ ‫7‬
  • 9. ‫مقدمة الطبعة الثالثة‬ ‫اللهم لك احلمد أن وفقتنا هلذا األمر وسخرته لنا وسخرتنا له‬ ‫ت�سدر هذه الطبعة الثالثة واالإرتياح يغ�سى م�ساعرنا اأن املغزى‬ ‫الذي ن�سدناه،(النا�سرة واملوؤلفة) قد و�سل الأكرث من قراأه.‬ ‫ما�سرنا اأن بع�سهم اأخذه هدية ملري�س يف م�ست�سفى، واالآخر اأهداه‬ ‫ملحزون، وبع�سهم من تلقاء نف�سه وبحما�س �سديد، اإ�سطلع مبهمة‬ ‫توزيعه على من ينتفع به.‬ ‫بقي اأمر نو�سحه هنا حتت اإ�سرار البع�س، وهو ملاذا‬ ‫اأغفلنا ذكر ا�سم املوؤلفة على الكتاب، م�ستعي�سني عنه بـ(الفقرية‬ ‫هلل)، والنا�سرة بـ(فاعلة خري)، هناك اأ�سباب كثرية لذلك، اأهمها‬ ‫اأن هذا العمل خال�س لوجه اهلل تعاىل مرادنا منه ذكر ا�سماءنا يف‬ ‫املالأ االأعلى.‬ ‫كما اإننا ل�سنا من اأهل االإخت�سا�س بالعلم ال�سرعي، فخ�سينا اأن‬ ‫و�سع اال�سم يلب�سنا رداء ل�سنا اأهل له.‬ ‫فما هذا الكتاب اإال حماولة ب�سيطة الإعادة ن�سر املعرفة بقالب‬ ‫جديد يحاكي تطور �سناعة الكلمة يف هذا الع�سر، وال ندعي‬ ‫الكمال.‬ ‫ورغبة منا يف اإحياء �سنة وقف الكتب، فهذا الكتاب وقفي تاأليفا‬ ‫وطباعة، ومن تكفل بطباعته كان لهم نف�س الهدف، ومن �ساركنا‬ ‫توزيع الكتاب وهم ال يعرفوننا، دفعهم لذلك حب التعاون على‬ ‫اخلري، والرجاء باأن تبقى قيمة الدعاء يف االأنف�س عالية وغالية،‬ ‫تعلقا باهلل وتوكال عليه.‬ ‫ً‬ ‫وفقنا اهلل مجيعا ملا حيبه ويرضاه‬ ‫8‬
  • 10. ‫منهج الكتاب‬ ‫ •االأدعية الواردة هنا م�سروعة ومباحة، وهي ال توؤثر بذاتها بل بتقدير اهلل، لكن‬ ‫احلر�س على جمعها ون�سرها هو من باب احلر�س على األفاظ وعبارات خالية‬ ‫من الغلط والزلل، واإقتداءا مبن �سبقنا بالدعاء بها من االأنبياء وال�ساحلني.‬ ‫ •الهدف االأ�سا�س من الكتاب هو �سرح معنى االأدعية املاأثورة، الأن الدعاء والرقية‬ ‫مبا جهل معناه حمرم عند اأهل العلم، وعللوا ذلك باخل�سية من اأن يكون فيه‬ ‫ُ‬ ‫كفر اأو ما هو حمرم �سرعاً.‬ ‫ •ق�سم الكتاب الأربعة ف�سول، لي�سهل على القارئ ت�سفحه.‬ ‫ُ‬ ‫ •مت اإلغاء االإ�سارة للم�سادر املتكررة يف �سياق الكالم، حيث كرثتها ت�سعف قدرة‬ ‫القارئ على متابعة املعلومة ب�سكل �سل�س، ومتت اإ�سافتها مفهر�سة اآخر الف�سل‬ ‫اأو اآخر الكتاب.‬ ‫ •فيما يخ�س ف�سل االأدعية، روعي اأن يكون الدعاء يف ال�سفحة اليمني و�سرحه‬ ‫يف ال�سفحة املقابلة، ليتمكن القارئ من املطابقة بني الدعاء و�سرحه دون‬ ‫البحث بني ال�سفحات.‬ ‫ •االإلتزام بو�سع ال�سرح اأمام الدعاء، جاء الأهمية فهم الدعاء.‬ ‫ •تق�سيم االأدعية(�سالح نف�س، طلب رزق، هم وحزن وغريه) جاء �سريا على‬ ‫منهج االإمام ابن قيم اجلوزية رحمه اهلل يف كتابه (الوابل ال�سيب من الكلم‬ ‫الطيب)، وهذا ال يعني على االإطالق، اأال يُدعى اإال بها اأو يف ذاك املو�سع فقط،‬ ‫بل هي مطلوبة يف كل حال.‬ ‫ •اإعتمدت االأدعية على ما ورد يف القراآن الكرمي من دعاء االأنبياء وال�ساحلني،‬ ‫وعلى ما ورد فقط يف كتب االأحاديث ال�ستة التالية:‬ ‫5. �سنن الرتمذي‬ ‫3. �سنن اأبي داود‬ ‫1. �سحيح البخاري‬ ‫6. �سنن ابن ماجه‬ ‫4. �سنن الن�سائي‬ ‫2. �سحيح م�سلم‬ ‫9‬
  • 11. ‫ •مل يكن االإكتفاء بكتب االأحاديث ال�ستة تقليال من �ساأن بقية كتب االأحاديث،‬ ‫ولكن التخفيف على الداعي واالإخت�سار عليه كان �سببا، وال�سبب االآخر هو‬ ‫تكرر معنى تلك االأدعية ب�سيغ خمتلفة يف بقية كتب احلديث، فاإقت�سرنا‬ ‫عليها.‬ ‫ •ما مل يرد يف �سحيحي البخاري وم�سلم من االأدعية، اأُخذ على �سرط ت�سحيح‬ ‫ال�سيخ حممد نا�سر الدين االألباين، له يف موؤلفاته بدرجة (�سحيح) فقط.‬ ‫ •مل ن�سع هنا بع�س االأدعية امل�سهورة بني النا�س، الأنها وردت يف اأحاديث بدرجة‬ ‫(ح�سن) اأو (غريب) اأو (�سعيف)، اأو (منكر) اأحيانا، ومنهج الكتاب هنا �سرد ما‬ ‫ورد من االأدعية بدرجة (�سحيح) فقط، ومن الكتب ال�ستة فقط.‬ ‫ •ما تكرر من االأدعية يف الكتب ال�ستة اأُكتفي باالإ�سارة اإىل م�سدره يف �سحيحي‬ ‫البخاري وم�سلم، لكي ال يت�ستت القارئ غري املتخ�س�س بكرثة الهوام�س.‬ ‫ •لفظ(متفق عليه)يعني اأن احلديث روي يف �سحيحي البخاري وم�سلم.‬ ‫ •�سرح االأدعية من ال�سنة ماأخوذ من كتب �سروح االأحاديث كفتح الباري وغريه،‬ ‫ُ‬ ‫ومن فتاوى ابن تيمية و كتب ابن القيم.‬ ‫ •مت متييز االأدعية من القراآن عن غريها من اأدعية ال�سنة باالأقوا�س.‬ ‫ •و�سعت هوام�س االأدعية، وهوام�س االأذكار اآخر الكتاب، لكي ال تزدحم ال�سفحات‬ ‫ُ‬ ‫باأرقام واأ�سماء قد ال تهم غري املتخ�س�س.‬ ‫ •اإقت�سرنا يف الذكر على االأذكار املنفردة، لوجود عدد من الكتب القيمة يف‬ ‫املكتبات تخ�س�ست يف اأذكار كل اأحوال امل�سلم.‬ ‫ •اأُرفقت بالكتاب مطوية حوت كل االأدعية املوجودة دومنا �سرح اأو هوام�س،‬ ‫لي�سهل حملها اأو و�سعها داخل امل�سحف.‬ ‫واهلل ويل التوفيق‬ ‫01‬
  • 13.
  • 14. ‫سـر الدعاء‬ ‫ال أوصي بقراءة هذا الكتاب، بقدر ما اأو�سي بالدعاء، فاإن �سئتم قلتُ‬ ‫اأن الدعاء هو املاء البارد الذي يطفئ حرائق القهر واحلزن، واإن �سئتم‬ ‫قلتُ اأنه الر�سا�س الذي نطلقه على خماوفنا، واإن �سئتم قلتُ اأنه النور‬ ‫الذي نرجوه لنا وملن نهتم الأمرهم، واحلق يقال اأن الدعاء هو كل هذا‬ ‫واأكرث بكثري.‬ ‫واإن كانت قراءة هذا الكتاب �ستجعلكم تقفون على اأر�س م�ستوية‬ ‫و�سليمة، فاإين اأو�سي بالنهل من نبعه.‬ ‫اإرفعوا اأيديكم ودعوا اأكفها ت�ستقي مباء اأعينكم، اإطلبوا وا�ساألوا واأحلوا‬ ‫يف ال�سوؤال، فاأنتم ت�ساألون كرمي ال يرد اأيدي عباده خالية.‬ ‫هذه األدعية ليست جمرد كلمات، اأنت ال حتمل هذا الكتاب‬ ‫وتقف بني يدي اهلل ثم ت�سردها -جاهال لبع�س معانيها- لتغادر‬ ‫م�سالك منتظرا اإجابة فورية، تفقد معها �سربك، واإميانك يف بع�س‬ ‫احلاالت اإن مل ي�ستجاب لك يف اأيام.‬ ‫ُ‬ ‫اإنها مفاتيح لقلبك، لين�ساب اإليه النور االإلهي، فين�سرح �سدرك لنور‬ ‫اهلل، فيخ�سع القلب وتخ�سع معه كل جوارحك خلالقها، وتت�سرب روحك‬ ‫هذا النور فتخرج من حال حلال اآخر �ستدركه بنهاية هذا الكتاب.‬ ‫فهذه االأدعية، اإعرتاف منك باإفتقارك واإحتياجك للخالق عز وجل،‬ ‫وجلوءك اإليها تذلل للعزيز الكرمي، لتقريب امل�سافة بينك وبينه‬ ‫تعاىل، فيحيل تذللك اإليه عزة و رفعة يف الدنيا واالآخرة.‬ ‫حمتوى هذا الكتاب من الذكر والدعاء، �سيمدك بطاقة هائلة وعجيبة،‬ ‫تثري ده�ستك لو اتخذته �سمن التفا�سيل اليومية حلياتك، وت�سبح‬ ‫حياتك اأكرث رقيا واأ�سمى روحانية.‬ ‫لي�س هذا فقط �سر الدعاء والذكر، هناك اأ�سرار ثمينة اأخرى �سنعر�س‬ ‫بع�سها، والبع�س االآخر �ستكت�سفه اأنت مبالزمتك الذكر والدعاء،‬ ‫واالأهم هو ما �ستكت�سفه يف االآخرة باأن ذكرك ودعاءك قد ادخره اهلل لك‬ ‫مبا ال تت�سور ح�سره واأنت اأحوج ما تكون اإليه.‬ ‫31‬
  • 15. ‫~مساحة الدعاء}‬ ‫الدعاء: اأف�سل تعريف للدعاء هو قول الر�سول ‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫ُ ُ َ ْ َ َُ‬ ‫«الدُّ عَاء هو العبادة ».اأبو داود 1841-الرتمذي 2323-ابن ماجه 0693‬ ‫وهو ذكر للمدعو (اأي اهلل تعاىل)، مت�سمن للطلب منه، والثناء عليه‬ ‫ِْ‬ ‫ْ ُ‬ ‫ِْ‬ ‫باأ�سمائه واأو�سافه، فهو ذكر وزيادة كما اأن الذِ كر �سمي دعاء لت�سمنه‬ ‫َّ َّ َّ‬ ‫الطلب. وعرف اخلطابي الدعاء باأنه: "ا�ستدعاء العبدِ ربه عز وجل‬ ‫ُ‬ ‫ََ‬ ‫".‬ ‫العناية، وا�ستمدادُه منه املعونةَ‬ ‫َ‬ ‫وحقيقته:اإظهار االفتقار اإىل اهلل تعاىل، والتربوؤ من احلول والقوة،‬ ‫ّ‬ ‫ُّ‬ ‫ُ َّ‬ ‫ُ‬ ‫وهو �سمة العبودية، وا�ست�سعار الذلة الب�سرية، وفيه معنى الثناء على‬ ‫َّ‬ ‫َّ َّ‬ ‫اهلل عز وجل، واإ�سافة اجلود والكرم اإليه.‬ ‫الدعاء نوعان:‬ ‫دعاء عبادة وثناء، ودعاء م�ساألة وطلب، والنوعني متالزمان، فكل دعاء‬ ‫عبادة م�ستلزم لدعاء امل�ساألة، وكل دعاء م�ساألة مت�سمن لدعاء العبادة،‬ ‫وكالهما ال ي�سلح اإال هلل-كما قال ابن تيمية-.‬ ‫1. دعاء عبادة وثناء: «�سامل جلميع القربات الظاهرة والباطنة،‬ ‫الأن املتعبد هلل طال- بل�سان مقاله ول�سان حاله-ربه قبول تلك العبادة،‬ ‫َّ‬ ‫واالإثابة عليها، فهو العبادة مبعناها ال�سامل، ومن اأعظم ما يدخل فيها‬ ‫1‬ ‫ذكر اهلل، وحمده، والثناء عليه تعاىل مبا هو اأهله».‬ ‫2. دعاء مسألة وطلب: هو ما ت�سمن م�ساألة، وهو اأن يطلب‬ ‫الداعي ما ينفعه، وما يك�سف �سره.‬ ‫فالداعني اهلل بدعاء امل�ساألة اأي�سا ق�سمهم اهلل اإىل ق�سمني يف اأرجاأ‬ ‫اأماكن قبول الدعاء (يوم عرفة):‬ ‫1. �سوؤال رقم 283،موقع دعوة االإ�سالم،ال�سيخ حممد بن اإبراهيم احلمد‬ ‫41‬
  • 16. ‫الق�سم االأول: قوم اإقت�سر دعاءهم على الدنيا فقط، كما قال تعاىل‬ ‫َ ْ َ ٍ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫َْ َ َ َُ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ َ َ ُ ُ َ َّ‬ ‫َ َ‬ ‫‪ ‬فمن النَّاس من يقول ربنَا آتنَا ف الدُّ نيا وما له ف اآلخرة من خالَق‪‬البقرة:002‬ ‫هنا �سيجيبهم اهلل لطلبهم اأمور الدنيا، لكن ال �سيء �سيبقى لهم لالآخرة‬ ‫َ ْ َ ٍ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫‪ ‬وما له ِف اآلخرة من خالَق‪‬‬ ‫َ َ َُ‬ ‫الق�سم الثاين: قوم اأثنى اهلل عليهم،الأنهم اأح�سنوا ق�سمة دعاءهم حني‬ ‫�ساألوه ثالثة اأمور، واحدة للدنيا ب�سوؤال اخلري، واإثنتان لالآخرة ب�سوؤال‬ ‫اجلنة والتعوذ من النار‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫َْ َ َ ً َِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ َ َ ً َ ََ َ‬ ‫ِ ُ َّ َ ُ ُ َ َّ‬ ‫‪‬ومنْهم من يقول ربنَا آتنَا ف الدُّ نيا حسنَة وف اآلخرة حسنَة وقنَا عذاب النَّارِ‪ ‬البقرة:102‬ ‫واالإجابة بالدعاء كانت من ن�سيبهم‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٌ يِّ َ ُ ْ َ َ ِ ُ ْ َ ِ‬ ‫ُ َ َ َُ ْ‬ ‫‪‬أولـئك لم نَصيب م َّا كَسبوا واللهُّ سيع الساب‪ ‬البقرة:202‬ ‫~ تعليق الدعاء على علم اهلل}‬ ‫من كانت م�ساحة دعاءه للدنيا هي الغالبة، فاالأغلب اأنه ال يدرك‬ ‫حقيقة االأ�سياء حوله، وهو يظن يف نف�سه متام العلم بحاله حني يدعو‬ ‫اهلل باأمور قد ال ت�سلح له.‬ ‫فنحن ال نعلم الغيب، وال نعلم ما هو خري لنا وما هو �سر، فليحذر‬ ‫الداعي اأن ي�ساأل اهلل تعاىل �سيئا خريه وعاقبته مغيبة عنه‬ ‫ِ‬ ‫‪‬وعسى َأن َتكْرهو ْا شيئا وهو خي لكُم وعسى َأن تبو ْا شيئا وهو ش‬ ‫ُ ُّ َ ْ ً َ ُ َ َ ٌّ‬ ‫َ ُ َ ْ ً َ ُ َ َ ْ ٌ َّ ْ َ َ َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َّ ْ َ َ ْ َ ُ َ َ ْ َ ْ َ ُ‬ ‫لكُم واللهُّ يعلم وأنتُم ل َ تعلمونَ ‪ ‬البقرة:612‬ ‫كما فعل نوح ‪‬حني دعا اهلل اأن ينجي ابنه، فرد اهلل تعاىل عليه‬ ‫ِِ‬ ‫َ َْ‬ ‫من الاهلنيَ ‪ ‬هود:64‬ ‫‪‬فال تَسألن ما ليس لك بِه علم إِن َأعظك َأن َتكونَ ِ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ ْ َ ْ ِ َ َ ْ َ َ َ ِ ِ ْ ٌ يِّ ِ ُ َ‬ ‫والق�س�س يف ذلك كثرية، منها المراأة ذات وزن زائد، دعت اهلل اأن ينق�س‬ ‫من وزنها، وبالفعل مل يدر العام عليها اإال ونق�ست الن�سف من وزنها،‬ ‫لكن ب�سبب اإ�سابتها مبر�س، واأخرى دعت اهلل لنف�سها بالزواج من رجل‬ ‫51‬
  • 17. ‫و�سيم وغني، واأجيبت دعوتها، فكان مع ثراءه بخيل جدا، ومع و�سامته‬ ‫ال�سديدة �سيء املع�سر لدرجة ال�سرب باالأيدي.‬ ‫لذا حني ندعو الأنف�سنا باأمر خم�سو�س لنا مل يرد يف االأدعية املاأثورة،‬ ‫نعلقه على علم اهلل وحكمته بقولنا (اإن كان خري يل) اأو (على ح�سن‬ ‫حال).كما هو دعاءنا يف اال�ستخارة:‬ ‫«اللهم إِن كنْت َتعلم َأن هذا األَمر خري ل ِف دينِي ومعاش وعَاقبة َأمري».‬ ‫ِ َ َ َ ِ َ َِِ ْ ِ‬ ‫َْ َ ٌْ ِ‬ ‫َّ ُ َّ ْ ُ َ ْ َ ُ َّ َ َ‬ ‫اأو كما يف دعاءنا بجوامع الدعاء:‬ ‫« اللهم َأحينِي ما كَانَت الَياة خريا ل، وتَوفنِي إِذا كَانَت ا ْلوفاة خريا ل ».‬ ‫ِ َ َ ُ َ ًْ ِ‬ ‫َ‬ ‫ِ ْ َ ُ َ ْ ً ِ َ َ َّ‬ ‫َّ ُ َّ ْ ِ َ‬ ‫وتعليق الدعوة على علم اهلل، لي�س من االأدب مع اهلل وح�سب، بل هو قبل‬ ‫ذلك من االإميان بعلمه وحكمته التي تخفى على الب�سر‬ ‫ِ ِ‬ ‫َ ْ ََ َ َ َْ َ ِ‬ ‫أسألك ما ليس ل بِه علم ‪‬‬ ‫‪‬رب إ يِِّن َأعوذ بِك َأنْ‬ ‫ُ ُ َ‬ ‫هود:74‬ ‫ٌْ‬ ‫َ يِّ‬ ‫~متى ندعو اهلل؟}‬ ‫االأ�سل اأن املوؤمن يدعو يف كل حاالته دون توقف، فاإن كان غنيا ال يتوقف‬ ‫عن طلب الرزق، وبركة هذا الرزق، ودوام النعمة فهي زائلة لوال رحمة‬ ‫اهلل، واإن كان معافى و�سعيدا فال يتوقف عن طلب العون واحلوقلة،‬ ‫لدوام هذه العافية وطلب العون اأن ي�سخرها فيما ير�سي اهلل، واإن كان‬ ‫مهتديا ال يتوقف عن �سوؤال اهلل الثبات.‬ ‫لكن من نق�س اإميانه اأو نق�س فهمه لقيمة الدعاء، يرتبط دعاءه بال�سر‬ ‫فقط، يف حالتني بينهما اهلل تعاىل يف كتابه الكرمي:‬ ‫ ‪‬احلالة االأوىل: اإن�سان يتوقف عن الدعاء اإذا اأ�سابه �سر:‬ ‫‪ ‬ل يسأم النسانُ ِ‬ ‫ُ َ َْ ْ ِ َ َّ َّ ُ َّ ُّ َ َ ُ ٌ َ ٌ‬ ‫من دعاء الي وإِن مسه الش فيؤوس قنُوط ‪‬ف�سلت:94‬ ‫َ ْ َُ ِْ َ‬ ‫اإحلاح يف الدعاء باملال وال�سحة وغريها بال ملل وال كلل، واإن م�سه‬ ‫الفقر اأو املر�س، �سكنه الياأ�س من اإجابة الدعاء وزوال كربته، وي�سيء‬ ‫الظن باهلل وهو يقنط من رحمة مالأت ال�سموات واالأر�س.‬ ‫ٍ‬ ‫61‬
  • 18. ‫ثم اإذا فرج اهلل عنه �سدته، ظن وتوهم اأنه �سيء ا�ستحقه على اهلل لر�ساه‬ ‫بعمله ولي�س برحمة اهلل له وف�سله عليه‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ ْ َ َّ َ َّ ْ ُ َ َ ُ َ َّ َ َ‬ ‫َ َ ْ َ َ ْ ُ َ ْ َ ً يِّ‬ ‫‪‬ولئن أذقنَاه رحة منَّا من بعد ضاء مسته ليقولن هذا ل‪‬ف�سلت:05‬ ‫ثم يزداد توهمه مع ازدياد نعمة اهلل عليه فيظن اأنها ثروة اأبدية ال‬ ‫تزول، غري م�سدق بيوم البعث، و اإن �سدق باأن هناك بعث، فهو يتوهم‬ ‫اأن اهلل �سيمنحه نعيم االآخرة كما منحه نعيم الدنيا، يتمنى االأماين بال‬ ‫عمل، وهذا النوع توعده اهلل بعذاب �سديد‬ ‫‪ ‬وما َأظن الساعة قائِمة ولئِن رجعت إِل رب إِنَّ ل عندَ ه للحسنَى فلنُنَبئَن‬ ‫ُ َ ْ ُ ْ َ َ يِّ َّ‬ ‫ِ ِ‬ ‫َ َ ُ ُّ َّ َ َ َ َ ً َ َ ُّ ِ ْ ُ َ َ يِّ‬ ‫َ ٍ ِ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الذين كفروا ب َِم عملوا ولنُذيقنَّهم من عذاب غَليظ ‪‬ف�سلت:05‬ ‫ِ‬ ‫َ ُ َ َ َ ُ يِّ ْ َ‬ ‫َّ َ َ َ ُ‬ ‫‪‬احلالة الثانية:اإن�سان يبداأ بالدعاء، اإذا اأ�سابه �سر:‬‫ ‬ ‫ِ ِ‬ ‫َ َ َ َّ ُ َّ ُّ َ ُ ُ َ َ ِ ٍ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َْ َ ْ َ َ ْ ِ َ ِ َ ْ َ َ َ‬ ‫‪‬وإِذا أنعمنَا عل النسان أعرض ونَأى بِجانبِه وإِذا مسه الش فذو دعاء عريض‪‬ف�سلت:15‬ ‫تتحول النعمة اإىل نقمة، واالإن�سان يعر�س ويتباعد عن اهلل ب�سببها،‬ ‫ُ‬ ‫ت�ستغرقه الدنيا فين�سى االآخرة، ثم اإذا اأ�سابه مكروه اأو �سدة حتولت‬ ‫م�ساحة دعاءه املهجورة اإىل م�ساحة عري�سة بدعاء عري�س (وهو ما‬ ‫طال لفظه وقل معناه)، والكافر بنعم اهلل، يعرف ربه يف البالء وال‬ ‫يعرفه يف الرخاء.‬ ‫~ دعاء ختم القران}‬ ‫ال يوجد دعاء خم�سو�س ا�سمه (دعاء ختم القراآن)، وما يدعى به بعد‬ ‫ُ‬ ‫اخلتمة هو من جوامع الدعاء الواردة يف هذا الكتاب.‬ ‫بل ي�سح للداعي اأن يدعو مبا يرغب االإن�سان ب�سوؤال اهلل اإياه من خري‬ ‫يف الدنيا اأواالآخرة،.فمو�سع ختم القراآن مل ي�سح فيه حديث بالدعاء،‬ ‫لكنه يعترب من �سمن االأعمال ال�ساحلة التي ي�ستحب الدعاء بعدها.‬ ‫71‬
  • 19. ‫~ أقرب من حبل الوريد }‬ ‫امل�سافة بني الدعاء واالإجابة هي ذاتها امل�سافة بني املفردتني يف قوله تعاىل:‬ ‫غافر:06‬ ‫ُْ ِ َْ ِ ْ َ ْ‬ ‫‪ ‬ادعون أستَجب لكُم‪‬‬ ‫وامل�سافة بني ذكرنا هلل وذكره لنا، هي اأي�سا ذاتها بني املفردتني يف االآية:‬ ‫لبقرة:251‬ ‫َ ْ ُ ِ َْ ْ ْ‬ ‫‪‬فاذكُرون أذكُركُم ‪‬‬ ‫ال م�سافة وال و�سطاء، هكذا بب�ساطة �سديدة، هي اأ�سد مما ورد عن النبي‬ ‫‪ ‬يف حديث قد�سي قال فيه اهلل تعاىل:‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ُ ُّ ْ َ ٌ َ ْ ْ َ ْ ُ ُ‬ ‫ُ ُّ ْ َ ٌّ َ ْ َ ُ ُ َ ْ ْ ِ ْ ْ َ‬ ‫« َيا عبادي كلكُم ضال إِالَّمن هدَ ْيته فاستَهدُ ون َأهدكُم َيا عبادي كلكُم جائع إِالَّمن َأطعمته‬ ‫َ‬ ‫ُ ْ َ َ ي‬‫ِ‬ ‫َ ْ َ ْ ِ ُ ِ ْ ِ ْ ْ َ ِ َ ِ ُ ُّ ْ ٍ َ ْ َ ْ ُ َ ْ َ ُ ِ‬ ‫فاستطعمون ُأطعمكُم يا عبادي كلكُم عَار إِالَّ من كَسو ُته فاستكْسون َأكْسكُم يا عبادِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ ُ ِ‬ ‫َ َّ ْ ِ َ َ ِ َ َ َ ُ ُّ َ َ ً َ ْ َ ُ ِ َ ْ َ ْ‬ ‫إِنكُم تْطئُون بِالليل والنَّهار وأنَا أغْفر الذنُوب جيعا فاستغْفرون أغْفر لكُم». م�سلم 7376‬‫ْ‬ ‫ويف �سياق اإنعدام امل�سافة، جاء حديث قد�سي اآخر ليقطع على االإن�سان‬ ‫وهم البعد(حني يظن اأنه بعيد عن اهلل) ووهم الوحدة (حني يظن اأنه‬ ‫وحيد يف كربته) :‬ ‫َ ِ ْ َ ُ ُ َّ ْ ِ ِ ُ ُ ُ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫« َينْزل ر ُّبنَا َتبارك و َتعال كُل َليلة إِل الس َمء الدُّ ْنيا حنيَ َيبقى ُثلث الليل اآلخر َيقول :‬ ‫ِ ُ َ َ َ َ َ َ َ َّ ْ َ َ َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ََ ْ ِ َ َ ُ َ ْ َ ْ َُ َُ َ ُ َ ْ َ ْ َ ُ ِ ََ َ َ ُ‬ ‫من يدْ عُون فأستَجيب له ؟ من يسألني فأعْطيه ؟ من يستغْفرن فأغْفر له ؟ ». البخاري 5411‬ ‫َ ْ َ‬ ‫بل اإن مدى قرب اهلل تعاىل من االإن�سان، اأو�سحه تعاىل يف االآية:‬ ‫َ ََ َ َْ ِْ َ َ َْ ُ َ َ ْ ِ ُ ِ ْ ُ ُ َ ْ ُ َْ ُ ِْ ِ ْ َ ْ ِ‬ ‫‪‬ولقدْ خلقنَا النسانَ و َنعلم ما تُوسوس بِه َنفسه ونَحن َأقرب إ َِليه من حبل‬ ‫ْ ِ ِ‬ ‫الوريد‪ ‬ق: 61‬ ‫َ‬ ‫واأكد اهلل عز وجل قربه وهو ي�سمي به نف�سه(القريب)‬ ‫ِ َ ََ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫َ َ يِّ َ ِ ٌ ُ ِ ُ َ ْ َ َ‬ ‫َ َ َ ََ َ َ‬ ‫‪‬وإِذا سألك عبادي عنيِّي فإِن قريب أجيب دعوة الدَّ اع إِذا دعان‪‬البقرة:681‬ ‫ِ‬ ‫وهذا القرب يكون مببادرة منك اأوال‪‬إِذا دعَان‪‬حيث الدعاء ا�ستدعاء‬ ‫َ َ‬ ‫هلل تعاىل ،حتى لي�سل قربه تعاىل من االإن�سان باأن يكون معه يف كل‬ ‫اأحواله.‬ ‫81‬
  • 20. ‫~ معية ذي الجاللة }‬ ‫اأن تكون يف معية قوي كرمي �ساحب نفوذ وا�سع، فال�سك اأنك �ستحظى‬ ‫بن�سيب وافر من �سفاته تلك، فماذا لو كانت هذه املعية خمت�سة مبلك‬ ‫ال�سموات واالأر�س؟!.‬ ‫«اهلل �سبحانه وتعاىل ي�سل علمه يف كل مكان، وهو فوق العر�س غري‬ ‫خمتلط باخللق، ويجتمع العلو مع املعية، الأن اهلل تعاىل لي�س كمثله‬ ‫�سيء يف جميع �سفاته، فهو علي يف دنوه، قريب يف علوه، ففي دعاء‬ ‫، جمع بني‬ ‫َّ َ ِ َ ْ ِ َ ُ‬ ‫ِ‬ ‫ال�سفر: « اللهم َأنْت الصاحب ِف السفر والَليفة ِف األَهل »‬ ‫ْ ِ‬ ‫م�سلم 9333‬ ‫ُ‬ ‫َّ ُ َّ َ َّ‬ ‫كونه �ساحباً له وخليفة له يف اأهله.‬ ‫1‬ ‫ومعية اهلل عز وجل خللقه تنق�سم اإىل ق�سمني:»‬ ‫1. معية عامة:‬ ‫احلديد: 4‬ ‫ْ‬ ‫َ ُ َ َ َ ْ َْ َ َ‬ ‫‪‬وهو معكُم أين ما كُنتُم‪‬‬ ‫تقت�سي‬ ‫َ ٍ‬ ‫ُ ِ‬ ‫‪‬ما َيكُون من نَّجوى َثل َثة إ َِّال هو‬ ‫ُ َ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ‬ ‫العلم‬ ‫ِ‬ ‫َ ُ ُ ْ َ َ َ َ ٍ َّ‬ ‫رابِعهم وال خْسة إِال هو سادسهم و َ‬ ‫ُ َ َ ُ ُ ْ َ ال‬ ‫َأدنَى من ذلِك وال َأكثر إ َِّال هو معهم‬ ‫ُ َ َ َُ ْ‬ ‫َ َ َ َ ْ ََ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫واالإحاطة‬ ‫َ‬ ‫َْ َ‬ ‫أين ما كَانُوا ‪‬املجادلة:7‬ ‫بجميع اخللق‬ ‫املوؤمن والكافر‬ ‫ِ‬ ‫ْ ُْ َ‬ ‫ِ َ‬ ‫‪َ ‬يستَخفون من النَّاس والَ َيستَخفون‬ ‫ْ ُْ َ َ‬ ‫الرب والفاجر.‬ ‫من اللهِّ وهو معهم إِذ ُيبيتُون ما الَ‬ ‫َ ُ َ َ َ ُ ْ ْ َ يِّ َ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ ِ َ َْ ِ َ َ‬ ‫َيرض من ا ْلقول وكَان اللهُّ بِ َم َيعملونَ‬ ‫َُْ‬ ‫ُِ ً‬ ‫ميطا‪‬الن�ساء:801‬ ‫1. �سرح ال�سيخ حممد بن عثيمني على العقيدة الوا�سطية لل�سيخ اأحمد بن تيمية رحمهما اهلل.‬ ‫91‬
  • 21. ‫2.معية خاصة:‬ ‫تقت�سي احلفظ‬ ‫والن�سر والتاأييد‬ ‫ِِ‬ ‫َ َّ َ َ ُْ‬ ‫‪‬أن اللهَّ مع الؤْ مننيَ ‪‬‬ ‫االأنفال:91‬ ‫واملعونة، وغريها من‬ ‫ُْ ِ‬ ‫‪َ ‬أن اللهَّ مع التَّقنيَ‬ ‫اأ�سكال املعية املحققة‬ ‫البقرة:491‬ ‫‪‬‬ ‫َّ َ َ‬ ‫للنجاح والفوز،‬ ‫ِ ِ‬ ‫‪ ‬إِن اللََّ لع الحسنني‪‬‬ ‫العنكبوت:96‬ ‫َ َ ُْ ْ‬ ‫َّ‬ ‫وهي خا�سة مبن‬ ‫يتقرب اإىل اهلل‬ ‫باإخال�س.‬ ‫وقد جت�سدت �سورة معية اهلل يف م�ساهد عديدة وردت يف القراآن الكرمي،‬ ‫منها ق�سة خروج الر�سول ‪ ‬مع اأبي بكر ال�سديق، من مكة جتنبا لبط�س‬ ‫قري�س، حني وقفوا على الغار املختبئان به، فقال اأبو بكر‪" : ‬يا ر�سول‬ ‫اهلل، لو نظر اأحدهم اإىل قدمه الأب�سرنا"، فرد عليه الر�سول ‪:‬‬ ‫‪ ‬الَ تْزَ ن إِن اللهَّ معنَا ‪‬‬ ‫َ ْ َّ َ َ‬ ‫فتجلت �سورة معية اهلل يف بقية االآية‬ ‫‪‬فأنزَل اللهُّ سكِينَته عليه و َأ َّيدَ ه بِجنُود ل ْ تَروها وجعل كَلِمة الذين كفرو ْا‬ ‫ِ‬ ‫َ َ َّ َ َ َ ُ‬ ‫َ َ ُ َ َ ْ ِ َ ُ ُ ٍ َّ َ ْ َ َ َ َ َ‬ ‫ََ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُّ ْ َ َ ِ َ ُ‬ ‫َ ْ َُْ َ َ ِ ٌ َ ٌ‬ ‫السفل وكَلمة اللهِّ هي العليا واللهُّ عزيز حكيم ‪ ‬التوبة:04‬ ‫وكما اأجناهما اهلل، اأجنى قوم مو�سى حني حلق بهم فرعون حتى و�سلوا‬ ‫اإىل البحر، فقالوا: ‪ ‬إِنَّا لدْ َركُونَ ‪ ، ‬فرد عليهم مو�سى‪:‬‬ ‫َُ‬ ‫ال�سعراء: 16‬ ‫ل�سعراء: 26‬ ‫َ ِ َ َ يِّ َ َ ْ ِ ِ‬ ‫‪‬قال كَال إِنَّ معي رب سيهدين‪ ‬ا‬ ‫َ َ َّ‬ ‫منح اهلل العبد الفر�سة لنيل معية اهلل اخلا�سة، هذه املنحة اأعلنها لنا‬ ‫النبي ‪ ‬يف حديث قد�سي عن قول اهلل تعاىل:‬ ‫َُ َ َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫« َأنَا عنْدَ ظن عبدي ب و َأنَا معه إِذا ذكَرن»‬ ‫َ‬ ‫َ يِّ َ ْ ِ َ َ‬ ‫02‬
  • 22. ‫ويت�سع اأفق هذه املنحة العظيمة للعبد مع اإت�ساع مالمح هذه املعية يف‬ ‫بقية احلديث:‬ ‫َ ٍ َ ْ ُ َ ٍ َ ٍْ‬ ‫ْ ِ َ ْ َ َ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ْ َ َ ِ‬ ‫« إِن ذكَرن ِف َنفسه ذكَر ُته ِف َنفس، وإِن ذكَرن ِف مأل ذكَر ُته ِف مأل خري‬ ‫ْ َ ْ ُ‬ ‫ِ ُ ْ َ ْ َ َّ َ َ َّ ِ ْ ٍ َ َّ ُ ْ ِ ِ َ ً َ ْ َ َّ َ َ َّ ِ َ ً َ َّ ُ‬ ‫منْهم، وإِن َتقرب إِل بِشب َتقر ْبت إِ َليه ذراعا، وإِن َتقرب إِل ذراعا َتقر ْبت‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫متفق عليه،البخاري 5047، م�سلم 1896‬ ‫ُُْ َ ْ َ ً‬ ‫ً َ ْ ِ ْ‬ ‫إِ َليه َباعا، وإِن َأتَان َيمشى َأ َتيته هرو َلة» »‬ ‫ْ‬ ‫~ ِع ْن َد ظن َع ْبدي}‬ ‫َ ِّ ِ‬ ‫ت�ستلزم املعية اخلا�سة، ثقتك اأوال فيمن ترغب يف مرافقته، الأجل ذلك‬ ‫تقدم الظن على املعية يف احلديث التايل و يف موا�سع اأخرى من القراآن‬ ‫وال�سنة، كداللة على اعتباره �سرطاً للمعية اخلا�سة‬ ‫ِ َ يِّ َ ْ ِ ِ َ َ َ ُ َ َ َ ِ‬ ‫« َأنَا عنْدَ ظن عبدي ب و َأنَا معه إِذا ذكَرن»‬ ‫واملعني بالظن هنا، هو الظن احل�سن باهلل تعاىل، املقرتن بالعمل‬ ‫احل�سن، املت�سل بذكر اهلل والدعاء املُ�سدق بوعد اهلل باالإجابة.‬ ‫َ َ ِ‬ ‫وقيل عن معنى ح�سن الظن باهلل تعاىل (ظن ع ْبدي ِب) "ظن االإجابة‬ ‫يِّ‬ ‫عند الدعاء، وظن القبول عند التوبة، وظن املغفرة عند اال�ستغفار،‬ ‫ظن املجازاة عند فعل العبادة ب�سروطها، مت�سكا ب�سادق وعده"1.‬ ‫قال ابن م�سعود: "ما اأُعطي عبد موؤمن �سيئا خريا من ح�سن الظن‬ ‫باهلل، و ال يح�سن عبد باهلل الظن اإال اأعطاه اهلل عز وجل ظنه".‬ ‫وذكر ابن القيم: "اأن ح�سن الظن باهلل، هو ح�سن العمل نف�سه، فالعبد‬ ‫اإمنا يدفعه حل�سن العمل، ح�سن ظنه بربه اأن يجازيه على اأعماله‬ ‫ويتقبلها منه ويثيبه عليها، فكلما ح�سن ظنه بربه ح�سن عمله"‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫‪‬إِنَّ الذين آمنُو ْا والذين هاجرو ْا وجاهدُ و ْا ِف سبِيل اللهِّ ُأولـئِك َيرجونَ‬ ‫َْ َ ْ ُ‬ ‫َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ َ َ َ َّ َ َ َ ُ َ َ َ‬ ‫ِ‬ ‫رحت اللهِّ ‪‬‬ ‫البقرة:812‬ ‫َ َْ َ‬ ‫1.القرطبي يف املفهم‬ ‫12‬
  • 23. ‫ويف اآية اأخرى توؤكد ارتباط ح�سن الظن بح�سن العمل‬ ‫ِ ِ‬ ‫‪‬إِنَّ‬ ‫االأعراف:65‬ ‫َ‬ ‫َ ِ ٌ يِّ َ ُْ ْ‬ ‫رحت اللهِّ قريب من الحسنني‪‬‬ ‫َ َْ َ‬ ‫ومن اأمثلة ح�سن الظن باهلل، جاءت ق�سة ثالثة من اأ�سحاب النبي ‪‬‬ ‫تخلفوا عن غزوة تبوك، فلم يختلقوا اأكاذيب يف اعتذارهم للر�سول عن‬ ‫امل�ساركة يف الغزوة لتيقنهم باإحاطة اهلل بكل �سيء، فاأجناهم ظنهم باهلل‬ ‫‪‬وعل الثال َثة الذين خلفو ْا حتَّى إِذا ضاقت عليهم األَرض بِ َم رحبت‬ ‫َ َ َ ْ َ َِْ ُ ْ ُ‬ ‫ِ ِ‬ ‫َ َُ ْ‬ ‫َ َ َ َّ َ َّ َ ُ يِّ ُ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ْ َّ َ َ َ ْ ِ ْ‬ ‫َْ َ َ َ‬ ‫وضاقت عليهم َأنفسهم وظنُّو ْا َأن لَّ ملجأ من اللهِّ إِلَّ إ َِليه ُثم تَاب عليهم‬ ‫َ َ َ ْ َ َِْ ْ ُ ُ ُ ْ َ َ‬ ‫ِ‬ ‫َِ ُ ْ‬ ‫ليتُوبوا إِنَّ اللهَّ هو التَّواب الرحيم ‪‬التوبة:811‬ ‫ُ َ َّ ُ َّ ُ‬ ‫وتاأكيداً لوجوب هذه الظنية، قال النبي ‪ ‬قبل موته بثالثة اأيام:‬ ‫ِ‬ ‫«الَ َيمو َتن َأحدُ كُم إِالَّ وهو يسن الظن بِاللَِّ عَزَّ وجل».‬ ‫َ َ َّ‬ ‫م�سلم 2147‬ ‫َ ُ َ ُ ْ ُ َّ َّ‬ ‫ُ َّ َ ْ‬ ‫ملاذا هذا احلر�س من اهلل ور�سوله على ح�سن الظن؟‬ ‫الأن �سوء الظن باهلل يوقع النفاق يف القلب، وقد يقود لل�سرك باهلل‬ ‫ِ‬ ‫‪ v‬ف َم ظنُّكُم بِرب العالني ‪‬‬ ‫‪َ ‬أئِفكا آلة دونَ اللَِّ تُريدُ ونَ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ال�سافات:68-78‬ ‫َ يِّ ْ َ َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫ْ ً ًَ ُ‬ ‫و �سوء الظن، متالزم ب�سوء العاقبة‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ َ ُْ َ َ ُْ ْ ِ َ َ ُْ ْ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ ُ َ يِّ َ ُْ‬ ‫‪‬ويعذب النَافقني والنَافقات والشكني والشكَات‪‬‬ ‫ِِ‬ ‫كما ت�سرح بقية االآية‬ ‫‪‬الظانيِّني بِاللَِّ ظن السوء عليهم دائِرة السوء وغَضب اللَُّ عليهم ولعنَهم‬ ‫َ َِْ ْ َ َ َ ُ ْ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ َّ َّ ْ َ َ ْ ِ ْ َ َ ُ َّ ْ َ‬ ‫َّ َ‬ ‫َ َ َ َُ ْ َ َ َ َ َ ْ َ ِ ً‬ ‫وأعدَّ لم جهنَّم وساءت مصيا‪‬الفتح:6‬ ‫فهو يقود للهالك والبوار‬ ‫َ َ ْ َ َّ َّ ْ ِ َ ْ َ ْ ً ُ ً‬ ‫‪‬وظنَنتُم ظن السوء وكُنتُم قوما بورا‪‬الفتح:21‬ ‫ظن ينجي وظن يردي‬ ‫الظن نوعان، ظن ينجي وظن يردي كما قال اأحد املف�سرين ، وقال‬ ‫احل�سن الب�سري: "واأما الكافر واملنافق فاأ�ساءا الظن باهلل فاأ�ساءا‬ ‫العمل، اإن قوما األهتهم االأماين حتى خرجوا من الدنيا وما لهم ح�سنة،‬ ‫ويقول اأحدهم: اإين اأح�سن الظن بربي وكذب، ولو اأح�سن الظن الأح�سن‬ ‫22‬
  • 24. ‫العمل"، وتال قول اهلل تعاىل:‬ ‫‪ ‬ظنَنتُم َأنَّ اللََّ َل َيعلم كَثِي ًا م َّا َتعملونَ ‪ v‬وذلِكُم ظنُّكُم الذي ظنَنتُم ب َِر يِّبكُم‬ ‫ْ‬ ‫َ َ ْ َ ُ َّ ِ َ‬ ‫يِّ ْ َ ُ‬ ‫َْ ُ‬ ‫َ ْ‬ ‫َأرداكُم فأصبحتُم من ال ِ‬ ‫ِ َ‬ ‫َْ اسين ‪ ‬ف�سلت:22-32‬ ‫ْ َ ْ َ َ ْ َ ْ يِّ ْ‬ ‫هذا الظن الفا�سد بعدم علم اهلل هو الذي اأتلفكم واأرداكم عند ربكم،‬ ‫ِ‬ ‫ْ ْ يِّ ْ ْ ِ َ‬ ‫َف َأص َبحتُم من الَاسين : الأنف�سكم واأهليكم يف مواقف القيامة.‬ ‫وقد يبلغ بالبع�س اأن يظن بنف�سه القدرة التامة دون اهلل كما ح�سل‬ ‫ل�ساحب الب�ستان:‬ ‫ِِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫الكهف:53‬ ‫َ ََ‬ ‫هذه أبد ًا ‪‬‬ ‫َ َ َ َ َ َ ُ َ ُ َ َ ِ يِّ ْ َ َ َ ُ ُّ‬ ‫‪ ‬ودخل جنَّته وهو ظال ٌ لنَفسه قال ما َأظن َأن َتبِيدَ‬ ‫ومتادى يف تكربه وظنه بنف�سه وثروته حتى قال:‬ ‫لكهف:63‬‫‪‬وما َأظن الساعة قائِمة ولئِن رددت إِل رب َألَجدَ نَّ خي ًا منْها منقلبا‪‬ا‬ ‫َ ْ يِّ َ ُ َ َ ً‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ َ ُ ُّ َّ َ َ َ َ ً َ َ ُّ ُّ َ َ يِّ‬ ‫فنزل بب�ستانه عقاب اهلل :‬ ‫‪‬و ُأحيط ب َِثمره فأصبح ُيقلب كفيه عل ما َأنفق فِيها وهي خاو َية عل عروشها‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ َ ِ َ َ ْ َ َ َ يِّ ُ َ َّ ْ َ َ َ َ َ َ َ َ َ ِ ٌ َ َ ُ ُ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫و َيقول َيا ليتَنِي ل ُأشك ب َِرب أَ‬ ‫ْ يِّ َ ً‬ ‫حدا ‪‬الكهف:24‬ ‫َ ُ ُ َْ َْ ْ ِ‬ ‫ومل يكن قبل ذلك لي�ستمع للرجل املوؤمن حني ن�سحه باالإعرتاف‬ ‫بف�سل اهلل عليه:‬ ‫َ َّ ِ َ‬ ‫َ ِ‬ ‫‪‬ولو َل إِذ دخلت جنَّتَك قلت ما شاء اللَُّ َل قوة إِ َّل بِاللَِّ إِن تُرن َأنَا َأقل منك‬ ‫ُ َّ َ‬ ‫ََْ ْ َ َ ْ َ َ َ ُْ َ َ َ‬ ‫لكهف:93‬‫مالً وولداً ‪‬ا‬ ‫َ َ ََ‬ ‫ملاذا قال اهلل تعاىل (ظن) مبعناه االأقرب لليقني، ومل يقل (يقني)؟‬ ‫اأمر اهلل لعباده بالدعاء على ال�سورة التالية يف االآية، ي�سعنا على‬ ‫ُْ‬ ‫م�سارف االإجابة لهذا ال�سوؤال‬ ‫ِ ِ‬ ‫‪‬وادعوه خوفا وطمعا إِنَّ‬ ‫االأعراف:65‬‫َ‬ ‫َ ِ ٌ يِّ َ ُْ ْ‬ ‫رحت اللهِّ قريب من الحسنني‪‬‬ ‫َ َْ َ‬ ‫َ ُْ ُ َ ْ ً َ ََ ً‬ ‫خوفا من عقابه وطمعا يف رحمته، اأي اأن حالتي اخلوف والطمع ال‬ ‫جتتمع معها مرحلة يقني، بل جتعل االإن�سان يف حالة ظن وخوف ورجاء‬ ‫بني العقاب والرحمة.‬ ‫قال بع�س ال�سلف: «اخلوف والرجاء كجناحي الطائر اإذا ا�ستويا ا�ستوى‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫32‬
  • 25. ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الطري ومت طريانه، واإذا نق�س اأحدهما وقع فيه النق�س واإذا ذهبا �سار‬ ‫الطائر يف حد املوت».‬ ‫ّ‬ ‫و ق�سة (قارون) امل�سهور برثائه الفاح�س، لي�ست ببعيدة عن هذا االأمر‬ ‫حني انتفى منه اخلوف والرجاء، بتحول الظن ليقني من جهة، ومن‬ ‫جهة اأخرى عدم اإقرتان يقينه هذا بعمل ح�سن، حيث ذكر اهلل عز وجل‬ ‫ق�سة قارون مقرونة بغروره وتكربه على قومه:‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ َ َ ُ ََ ُ‬ ‫َ ْ ِ ُ َ ََ َ َِْ ْ َ ْ ُ َ ْ ُ ِ َ‬ ‫‪‬إِنَّ قارونَ كَانَ من قوم موسى فبغَى عليهم وآ َتينَاه من الكنُوز ما إِنَّ مفاته لتنُوء‬ ‫َ ُ‬ ‫ني‪‬الق�س�س:67‬ ‫بِالعصبة ُأول القوة إِذ قال له قومه َل َتفرح إِنَّ اللََّ َل يِب الفرحِ‬ ‫ُ ُّ ْ َ ِ‬ ‫ْ ُ ْ َ ِ ِ ْ ُ َّ ِ ْ َ َ َ ُ َ ْ ُ ُ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ‬ ‫بزهو �سديد يخرج على النا�س مبفاتيح خزائنه اأينما ارحتل، وبزهو‬ ‫اأ�سد يتحدث عن م�سدر ثروته بيقني تام يف نف�سه اأن النعمة التي نالته‬ ‫الأجل علم اهلل باأنه اأهل لها وي�ستحقها وملحبته له:‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪‬قال إِنَّم أوتيته عَل علم عندي‪‬‬ ‫َ َ َ ُ ُُ َ ْ ٍ‬ ‫فقال اهلل تعاىل راداً عليه فيما ادعاه من اعتناء اهلل به:‬ ‫‪‬قال إِن ََّم ُأوتِيته عل علم عندي َأول ْ َيعلم َأنَّ اللََّ قدْ َأهلك من قبلِه من القرون‬ ‫َ ْ َ َ ِ َْ ِ ِ َ ُُ ِ‬ ‫ََ َْ ْ‬ ‫ُ َ ِْ ٍ ِ ِ‬ ‫ُ َ‬ ‫َ َ‬ ‫من هو َأشدُّ مِ‬ ‫َ ْ ُ َ َ ْ ُ ُ َّ ً َ َ ْ َ ُ َ ْ ً َ َ ُ ْ َ ُ َ ُ ِ ُ ُْ ْ ِ ُ‬ ‫نه قوة وأكثر جعا ول يسأل عن ذنُوبِم الجرمونَ ‪‬الق�س�س:87‬ ‫ومن جراء غ�سب اهلل عليه كان عقابه:‬ ‫‪‬فخَ سفنَا بِه وبِدَ اره األَرض ف َم كَانَ له من فِئَة َينصو َنه من دون اللَِّ وما كَانَ‬ ‫ُ ِ ََ‬ ‫ِ‬ ‫ُ ُ ُ‬ ‫ٍ‬ ‫َ ِ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ ْ ِ َ ِِ ْ ْ َ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ ُ ِ َ‬ ‫من النتَصين‪‬الق�س�س:18‬ ‫خ�سف بهم اإِىل االأر�س ال�سابعة، هوة �سحيقة ما اأغنى عنه منها ماله‬ ‫وال خدمه وال ح�سمه، وال دفعوا عنه نقمة اهلل وعذابه، وال كان منت�سراً‬ ‫لنف�سه.‬ ‫ال ميكن القطع باأمر، مفاتيح غيبه عند اهلل عز وجل، فاإن اأنعم اهلل‬ ‫عليك، اأنت ال تعلم اإن كان ر�سا من اهلل عليك اأم هو مكر اهلل باإ�ستدراج‬ ‫العبد بالنعم‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫‪‬فل َّم نَسو ْا ما ذكيِّرو ْا بِه فتَحنَا عليهم َأ ْبواب كُل شء حتَّى إِذا فرحو ْا بِ َم ُأوتُو ْا‬ ‫َ َِ ُ‬ ‫َ ْ َ َ ْ ِ ْ َ َ يِّ َ ْ َ‬ ‫ََ ُ َ ُ ُ‬ ‫َأخذنَاهم بغتة فإِذا هم مبلِ‬ ‫ُّ ْ سونَ ‪‬االأنعام:44‬ ‫ُ‬ ‫َ ْ ُ َ ًَْ َ َ ُ‬ ‫واإن نزلت بك م�سيبة لن تقطع اأمرك حيالها اإن كانت ابتالء اأم عقوبة.‬ ‫42‬
  • 26. ‫اهلل اأعلم، نحن ال نعلم ما بذات �سدور االآخرين من الب�سر، فكيف‬ ‫نعلم مقا�سد اهلل تعاىل فينا، فال منلك اإال الظن باأنها االثنتني عقوبة‬ ‫وابتالء، فن�ستغفر اهلل عن املعا�سي ون�ستعني بال�سرب على البالء.‬ ‫بل هي فتنة..‬ ‫نعم اهلل على العبد فتنة اأي اإختبار، يختربه فيما اأنعم عليه اأيطيع اأم‬ ‫َِْ‬ ‫يع�سي‬ ‫‪ ‬فإِذا مس النسانَ ض دعانَا ُثم إِذا خولنَاه نِعمة منَّا قال إِن ََّم ُأوتِيته عل علم‬ ‫ُُ َ َ ِْ ٍ‬ ‫َّ َ َ َّ ْ ُ ْ َ ً يِّ َ َ‬ ‫َ َ َ َّ ْ ِ َ ُ ٌّ َ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫َ ْ َ ْ ٌ َ َ َّ َ ْ َ َ ُ ْ َ َ ْ َ ُ‬ ‫بل هي فتنَة ولكن أكثرهم ل يعلمونَ ‪ ‬الزمر:94‬ ‫والفتنة هنا تقع بظن وتوهم العبد اأن البالء وامل�سائب زالت عنه بعمله.‬ ‫ظن االإن�سان املتحول ليقني، غالبا يكون يف نف�سه ولي�س يف اهلل، وذلك‬ ‫حني ي�سعر اأنه ي�ستحق نعمة اهلل لقوته اأو قدرته اأو علمه.‬ ‫واليقني بالنف�س ال يتفق مع ما ينبغي اأن يكون عليه املوؤمن من التربوؤ‬ ‫من احلول والقوة، بقولنا(ال حول وال قوة اإال باهلل).‬ ‫~ مصدر الطاقة}‬ ‫ال حول لالإن�سان وال قوة وال عزة وال توفيق وال طاقة وال قدرة على‬ ‫�سيء اإال باهلل وباأمر منه، فكل �سيء فقري اإليه، وهو الغني عما �سواه‬ ‫الكهف:93‬ ‫‪‬ل قوة إِل بِاللَِّ ‪‬‬ ‫ُ َّ َ‬ ‫‪َ ‬و َما َلكُم ِمن دون اللَِّ ِمن َو ٍِّل َول نَصيٍ‪ ‬ا‬ ‫لعنكبوت:22‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ْ ْ ُ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫‪‬وما تَوفيقي إِلَّ بِاللِ‪‬‬ ‫هود:88‬ ‫ََ ْ‬ ‫حتى ال�سرب، ال ي�ستطيعه اإن مل مينحه اهلل اإياه‬ ‫النحل:721‬ ‫‪‬واصب وما صبك إِلَّ بِاللهِّ ‪‬‬ ‫َ ْ ِْ َ َ َ ُْ َ‬ ‫وكما يف الدنيا ففي االآخرة ما لالإن�سان من قوة يف نف�سه تنقذه، وما له‬ ‫من نا�سر يدفع عنه عذاب اهلل‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫الطارق:01‬ ‫ُ َّ َ‬ ‫َ َُ‬ ‫‪‬ف َم له من قوة ول نَاصٍ‪‬‬ ‫52‬
  • 27. ‫اإذن اأين توجد القوة؟‬ ‫تفرد اهلل تعاىل بالقوة،‬ ‫َ ْ ُ َّ َ َ ِ ً‬ ‫‪ ‬أنَّ القوة للهِّ جيعا‪‬البقرة:561‬ ‫ِ ِ‬ ‫‪‬إِنَّ اللََّ هو الرزَّاق ذو القوة التني‪ ‬الذاريات:85‬ ‫ُ َ َّ ُ ُ ْ ُ َّ َْ ُ‬ ‫له احلكم وحده ال �سريك له، وجميع االأ�سياء حتت قهره وغلبته‬ ‫و�سلطانه، وانتفى اأي م�سدر اآخر لطاقة االإن�سان باالكتفاء باهلل،‬ ‫ِ‬ ‫‪‬وللهِّ ما ِف الس َموات وما ِف األَرض وكفى بِاللهِّ وكيال‪‬‬ ‫َ ً‬ ‫ْ ِ َ ََ‬ ‫ِ‬ ‫الن�ساء:231‬ ‫ََ‬ ‫َّ َ‬ ‫َ َ‬ ‫الن�ساء:54‬ ‫ِ‬ ‫‪‬وكفى بِاللهِّ وليا وكفى بِاللهِّ نَصي ًا ‪‬‬ ‫َ هّ ً َ َ َ‬ ‫َ ََ‬ ‫ِ‬ ‫ثم ياأتي ت�ساوؤل فيه اإقرار بقدرة اهلل الكايف:‬ ‫ٍ‬ ‫الزمر:63‬ ‫َْ ُ‬ ‫ََْ َ‬ ‫‪‬أليس اللَُّ بِكَاف عبدَ ه‪‬‬ ‫وبعد كل ذلك ياأتي االإقرار باالإيجاب على الت�ساوؤل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ ُ َ َّ ُ ْ َ ُ‬ ‫ََ َ‬ ‫‪‬فسيكْفيكَهم اللهُّ وهو السميع العليم‪‬‬ ‫البقرة:731‬ ‫ُ ُ‬ ‫وكيف ال يركن العبد لقدرة اهلل القدير وهي جارية على قلبه، فيحول‬ ‫بني املوؤمن والكفر، وبني الكافر واالإميان، فال يوؤمن وال يكفر اإال باإذنه:‬ ‫َْ ِ َ ْ ِ‬ ‫‪َ ‬أنَّ اللهَّ يول َبني الرء وقلبِه‪‬ا‬ ‫الأنفال:42‬ ‫َُ ُ َْ ْ َ‬ ‫ي�ستمدها و ال ميلكها..‬ ‫�سمن هذا ال�سياق يت�سح اأن االإن�سان ي�ستمد الطاقة الروحية وال‬ ‫ميلكها، كما طاقته البدنية م�ستمدة مما يرزقه اهلل تعاىل من الطعام‬ ‫وال�سراب، فبمعية اهلل عز وجل اخلا�سة للعبد التقي املُح�سن الظن،‬ ‫ي�ستمد قوة من اهلل، فتتفاعل هذه الطاقة بالدعاء كما هو دعاءه‬ ‫باملغفرة والتوبة هلل:‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪‬و َيا قوم استغْفرو ْا ر َّبكُم ُثم تُو ُبو ْا إ َِليه ُيرسل الس َمء عليكُم مدْ رار ًا و َيزدكُم‬ ‫ْ ْ ِ َّ َ َ ْ يِّ َ َ ِ ْ ْ‬ ‫َ َ ْ ِ ْ َ ُ َ ْ َّ‬ ‫ِ‬ ‫قوة إِل قوتكُم‪ ‬هود:25‬ ‫ُ َّ ً َ ُ َّ ْ‬ ‫62‬
  • 28. ‫ويف �سورة البقرة الطاردة لل�سياطني من املنازل والتي ال ت�ستطيعها‬ ‫ال�سحرة والتي هي اإحدى الزهراوان اأي املنريتان واملدافعتان عن العبد‬ ‫يوم القيامة،وفيها اآية الكر�سي اأعظم اآيات القراآن، وخواتيم البقرة‬ ‫التي من قراأها يف ليلة كفتاه من كل �سيء، جاءت اآية اجتمع فيها ح�سن‬ ‫الظن باهلل ومعية اهلل فتولدت طاقة هائلة مدت اأ�سحابها بالن�سر‬ ‫والغلبة رغم قلة عددهم، وهم طالوت وجنوده‬ ‫َّ ُّ َ ُ‬ ‫َ َ َ َ ْ َ ْ َ َ ُ َ َ ُ ِ ِ َ َ َّ ِ َ ُ‬ ‫‪‬قالو ْا لَ طاقة لنَا اليوم بِجالوت وجنوده قال الذين َيظنُّونَ َأنُم مالقو اللهِّ كَم‬ ‫َ ُ‬ ‫من فِئَة قلِيلة غلبت ف َِئة كَثِ‬ ‫ٍ َ ٍَ‬ ‫َ َ َ ْ ً َ ً ْ ِ َ َ َ َّ ِ َ‬ ‫ية بِإِذن اللهِّ واللهُّ مع الصابِرين‪‬البقرة:942‬ ‫يِّ‬ ‫والظن هنا مبعنى اأنهم �سيلقون اهلل �سهداء.‬ ‫ا�ست�سعار العبد ل�سعفه اأمام قوة اهلل، قوة يف حد ذاتها، الأنها يف حقيقتها‬ ‫اإ�ستح�سار لقوة اهلل، فهي كنز ثمني من كنوز اجلنة علمنا اإياه خامت‬ ‫االأنبياء ‪ ‬يف حديثه الأحد اأ�سحابه:‬ ‫متفق عليه،‬ ‫َ ْ َ َ ُ َّ َ‬ ‫ُ َ َ َ ٍ ِ ْ ُ ِ َْ ِ ُ ْ‬ ‫« َأالَ َأد ُّلك عَل كنْز من كنُوز النَّة ، قل الَ حول والَ قوة إِالَّ بِاللَِّ»‬ ‫البخاري 0166-م�سلم 7307‬ ‫~ مناهل النور}‬ ‫م�سدر النور والهدى هو اهلل عز وجل‬ ‫ِ‬ ‫‪‬اللَُّ نُور الس َموات واألَرض‪‬‬ ‫َ ْ ِ‬ ‫النور:53‬ ‫ُ َّ َ‬ ‫هادي اأهل ال�سموات واالأر�س ومنورهما، فالنور تعددت معانيه يف‬ ‫القراآن ما بني الهدى والدين واالإميان و القراآن الكرمي و النبي حممد‬ ‫‪ ،‬ومن مادة النور خلق اهلل تعاىل مالئكته التي تتنزل باأمر اهلل على‬ ‫اأهل الذكر والتقوى.‬ ‫ولي�س الدعاء جمرد طلب واإجابة، و لي�س الذكر جمرد األفاظ مكررة‬ ‫بالل�سان، بل هما نور‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫النور:53‬ ‫ِ َ ََ ُ‬ ‫‪‬يدي اللَُّ لنُوره من يشاء ‪‬‬ ‫َْ‬ ‫فيهتدي اإليه بقلبه ولي�س بب�سره، فاهلل تعاىل‬ ‫االأنعام:301‬ ‫‪‬لَّ تُدْ ركه األ َْبصار وهو يدْ رك األ َْبصار ‪‬‬ ‫َ َ‬ ‫َ ُ َ ُ َ ُ ِ ُ‬ ‫ِ ُُ‬ ‫72‬
  • 29. ‫وين�سرح به �سدره‬ ‫‪َ ‬أفمن شح اللَُّ صدْ ره لِإلسالم فهو عل نُور من ر يِّبه فو ْيل للقاسية قلوبم‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ يِّ َّ َ َ ٌ يِّ ْ َ َ ُ ُ ُ ُ‬ ‫َ َُ ِْ ِ َُ َ ََ‬ ‫ََ ََ َ‬ ‫يِّ ِ ِ ُ ْ َ ِ َ ِ َ ٍ ُ ٍ‬ ‫من ذكْر اللَِّ أولئك ف ضالل مبِني‪ ‬الزمر:22‬ ‫ويكون �سبب لهدايته كما اأمره تعاىل‬ ‫‪َ ‬يا َأ ُّيا الذين آمنُوا اذكُروا اللََّ ذكْر ًا كَثِي ًا ‪ v‬وسبحوه ُبكْرة و َأصيالً‪v‬‬ ‫ً ِ‬ ‫َ َ يِّ ُ ُ َ َ‬ ‫ِ‬ ‫ْ ُ‬ ‫ِ‬ ‫َ َّ َ َ‬ ‫وكَانَ‬ ‫َ‬ ‫هو الذي ُيصل عليكُم ومالئِكته لِيخْ رجكُم من الظلمت إِل النُّورِ‬ ‫َ‬ ‫ُّ ُ ِ‬ ‫يِّ َ‬ ‫َ‬ ‫َ يِّ َ َ ْ ْ َ َ َ ُ ُ ُ ِ‬ ‫َّ ِ‬ ‫ُ َ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫بِالؤمنِني رحِ‬ ‫َ َ يم‪ ‬االأحزاب:14-34‬ ‫ُْ ْ ِ‬ ‫فاالإن�سان اأعجز من اأن يكت�سب لنف�سه نور‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫النور:04‬ ‫َ َُ‬ ‫َ َ َّ َ ْ َ ِ َ ُ‬ ‫‪ ‬ومن ل ْ يعل اللَُّ له نُور ًا ف َم له من نُّور‪‬‬ ‫فاإن اإخت�سه اهلل تعاىل بالنور، كان نورا يف الدنيا يهتدي و يتب�سر به‬ ‫من العمى واجلهالة‬ ‫‪َ ‬يا َأ ُّيا الذين آمنُوا ا َّتقوا اللََّ وآمنُوا ب َِرسولِه ُيؤتِكُم كِفلني من رحتِه ويعل‬ ‫ِ‬ ‫َّ ْ َ َ َ ْ َ‬ ‫َْ ِ ِ‬ ‫ْ‬ ‫ْ ْ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫َ َّ َ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫لكُم نُورا تَ ْشونَ بِه ويغْفر لكُم واللَُّ غفور رحيم ‪ ‬احلديد:82‬ ‫َ َ ْ َ ْ َ َ ُ ٌ َّ ٌ‬ ‫َّ ْ ً ُ‬ ‫نور يف الظلمات كما هي احلياة من بعد ممات‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ َ َّ َ ُ ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ ْ ً ََ ْ َْ ُ َ َ َْ َُ‬ ‫‪َ ‬أو من كَانَ ميتا فأحيينَاه وجعلنَا له نُور ًا َيمش بِه ِف النَّاس كَمن مثله ِف‬ ‫َ َ‬ ‫الظلم ِ‬ ‫ِ يِّ َ‬ ‫ُّ ُ ت ليس بِخَ ارجٍ منْها ‪ ‬االأنعام:221‬ ‫َ َْ َ‬ ‫وكما اأ�ساء اهلل �سبحانه هذا النور للموؤمن يف الدنيا فهو ميتد لالآخرة‬ ‫بدءاً من اأول منازلها يف القرب، واإن م�سى املوؤمن بالنور يف الدنيا، فالنور‬ ‫هو من �سي�سري به يف االآخرة‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُ ُ ْ َ ْ َ َ ْ َ َْ ْ َ َْ ِ ْ‬ ‫‪ ‬نُورهم يسعى بني أيديِم وبِأي َمنم‪‬‬ ‫التحرمي:8‬ ‫ولي�س اأحد يوم القيامة اإال يعطيه اهلل نوراً بح�سب عمله، فاإذا و�سلوا‬ ‫ُ‬ ‫اإىل ال�سراط طفئ نور املنافقني، فلما راأى املوؤمنون ذلك، اأ�سفقوا اأن‬ ‫يطفاأ نورهم اأي�ساً، فدعوا اهلل اأن يتم نورهم على ال�سراط‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ْ َ َ ِْ‬ ‫‪َ ‬يوم ل يْزي اللَُّ النَّبِي والذين َآمنُوا معه نُورهم َيسعى َبني َأ ْيديِم وبِأ ْي َمنم‬ ‫َّ َ َّ َ َ َ َ ُ ُ ُ ْ ْ َ ْ َ‬ ‫َْ ُ ِ‬ ‫ٍ ِ‬ ‫َ َ ِْ َ‬ ‫َ ُ ُ َ َّ َ ِ ْ َ‬ ‫يقولونَ ربنَا أتْ م لنَا نُورنَا واغْفر لنَا إِنَّك عل كُل شء قدير‪ ‬التحرمي: 8‬ ‫َ َ َ يِّ َ ْ َ ٌ‬ ‫وجاءت ب�سارة اهلل تعاىل باإجابة الدعاء يف مو�سع اآخر‬ ‫82‬
  • 30. ‫‪َ ‬يوم تَرى الؤمنِني والؤمنَات َيسعى نُورهم َبني َأ ْيديِم وبِأ ْي َمنم ُبشاكُم اليوم‬ ‫ِ‬ ‫ْ َ َ ِ ْ ْ َ ُ َْْ َ‬ ‫ِ‬ ‫ُ ُ ْ َْ‬ ‫ْ َ‬ ‫ُْ ْ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ْ َ َ ُْ ْ َ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ ِِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٌ َ ِ ِ‬ ‫َ َ َ َ ُ َ َْ ْ ُ ْ َ ُ‬ ‫ْ َ َ َْ ُ‬ ‫جنَّات تْري من تْتها األنَار خالدين فيها ذلك هو الفوز العظيم ‪ ‬احلديد: 21‬ ‫َ‬ ‫فيكون مثارا للعجب، و�سببا للتميز عن اأهل النفاق‬ ‫‪َ ‬يوم َيقول النَافِقونَ والنَافِقات لِلذين آمنُوا انظرونَا َنقتبِس من نُّوركُم قيل‬ ‫ِ ْ ِ َ‬ ‫ِ‬ ‫َْ ْ‬ ‫ُُ‬ ‫ِ‬ ‫ْ َ ُ ُ ُْ ُ َ ُْ َ ُ َّ َ َ‬ ‫ارجعوا وراءكُم فالتَمسوا نُور ًا فضب َبينَهم بِسور له َباب َباطِنُه فِيه الرحة‬ ‫ُ ِ َّ ْ َ ُ‬ ‫َ ُ ِ َ ْ ُ ُ ٍ َّ ُ ٌ‬ ‫ِ‬ ‫ْ ِ ُ ََ ْ َ ْ ُ‬ ‫َ ِ ِ ِ ِِ‬ ‫َ ََْ ُ‬ ‫وظاهره من قبله العذاب‪ ‬احلديد:31‬ ‫ُُ‬ ‫َ‬ ‫~مقام اإلحسان}‬ ‫الدخول يف معية اهلل، يجعل العبد مراقبا هلل يف كل اأحواله، حتى يدخل‬ ‫باب االإح�سان وهو اأعلى مقامات الطاعة باأن يعبد اهلل كاأنه يراه.‬ ‫ويرتبط مقام الطاعة مبقام املعية، في�سعر بروحه بلغت اأعلى مقام‬ ‫يف كل اأحوالها، فحني حتل به االأزمات ي�سعر باأنه فوق جبل يهتز‬ ‫من حتته، ويدوي �سوت �سخوره املتهاوية حوله، لكن ال حتجب تلك‬ ‫ال�سدة النازلة به الهواء عن اأنفا�سه، واإن �سربت بجدران �سدره فاإنها‬ ‫ال ت�ستطيع نفاذا لقلبه، الأنه موقن اأن الدعاء هلل، يرفع عنه البالء،‬ ‫فال تكون حاله كذاك الذي �سورة م�ساعره يف اأزمته معتمة، متكد�سة‬ ‫يف اأطرافها، حتوطها رطوبة عفنة، فهو ال�سنك -اأي ال�سيق-احلا�سل‬ ‫باإعرا�سه عن ذكر اهلل،‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ََ ْ َْ َ َ ِ ِ َ‬ ‫طه:421‬ ‫َُ َ َ ً َ ً َ ْ ُ ُ ُ َ ْ َ ْ َ َ َ ْ َ‬ ‫له معيشة ضنكا ونَحشه يوم القيامة أعمى‪‬‬ ‫‪‬ومن َأعرض عن ذكْري فإِنَّ‬ ‫~ ظل اهلل}‬ ‫ويت�سع مع الدعاء والذكر و ح�سن الظن باهلل دخول العبد يف معية اهلل‬ ‫وبلوغه مقام االإح�سان يف الدنيا، حتى ينتهي اإىل الظل االإلهي يوم‬ ‫احلر االأكرب يف االآخرة، قال النبِي ‪ « :‬سبعة ُيظِلهم اللَُّ ِف ظِله َيوم الَ ظِل إِالَّ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫يِّ ْ َ‬ ‫َ ْ َ ٌ ُّ ُ ُ‬ ‫َ َ َّ ِّ‬ ‫ظِ ُّل ُه »، وعدهم حتى ختمهم بقوله:‬ ‫92‬
  • 31. ‫البخاري066 -م�سلم 7242‬ ‫« ورجل ذكَر اللََّ خالِيا ففاضت عينَاه ».‬ ‫َ ً ََ َ ْ َْ ُ‬ ‫ََ ٌُ َ َ‬ ‫ذكر اهلل بقلبه اأو بل�سانه، يف خلوة تبعده عن الرياء، ومن االلتفات اإىل‬ ‫غري اهلل ولو كان يف مالأ، َف َفاضت ع ْينَا ُه: بالدموع من خ�سية اهلل.‬ ‫َ ْ َ‬ ‫ولو مل يكن من الدعاء والذكر اإال اأن يحوز الذاكر �سرف ظل اهلل، لكفى.‬ ‫~ طوق النجاة}‬ ‫طوق النجاة هو ذاته طوق املكب يف الهاوية، فالل�سان الذي ال ت�ستطيع‬ ‫بقية اجلوارح جماراته يف حركته الدائبة واخلفيفة واإال الأُنهكت وكلت‬ ‫عن احلركة، هو االأداة الأب�سط العبادات واأعظمها اأجرا عند اهلل وهي‬ ‫الذكر والدعاء.‬ ‫ي�سمو باالإن�سان للمعايل اإن �سخر حركته الدائبة هذه لطاعة اهلل، وقد‬ ‫يكب بوجهه يف النار اإن ترك جلام ل�سانه ل�سيطان هواه يتلوى عليه‬ ‫كما االأفعى، ففي حوار النبي ‪ ‬مع معاذ بن جبل، تتجلى خطورة هذا‬ ‫الل�سان:‬ ‫ْ ِ َ ِ ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِْ َ ُ‬ ‫ْ ُِ َ َ ِ ِْ َ ُ‬ ‫« َأالَ ُأخبك بِر ْأس األَمر وعَموده وذروة سنَامه الهاد، َأالَ ُأخبك بِملَك‬ ‫ُ‬ ‫َ ُْ َ َ‬ ‫ذلِك كله»، فأخذ بِلسانِه فقال: « َتكُف عليك هذا »،فقال معاذ: َيا نَبِي اللَِّ‬ ‫َّ‬ ‫ُّ َ َ ْ َ َ َ‬ ‫َ َ ُ يِّ ِ َ َ َ َ ِ َ ِ َ َ َ‬ ‫ِ َ َ ُّ َ ُ َ ُ َ َ ْ‬ ‫َ َُ َ ُ َ َ َ َّ ُ ِ َ َ‬ ‫وإِنَّا لؤَ اخذون بِ َم َنتكلم بِه قال ‪َ « :‬ثكلتْك ُأمك َيا معاذ وهل َيكُب النَّاس‬ ‫َ‬ ‫ُّ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ ُ ُ ِِ ْ ِ‬ ‫عَل وجوههم ف النَّار إِال َّ حصائدُ ألسنَتهم ». الرتمذي 5282-ابن ماجه 8014‬ ‫َْ ِ ْ‬ ‫َ َ‬ ‫وجتدر االإ�سارة، اإىل اأن هناك تالزم بني مفردتي الذكر والدعاء يف‬ ‫كثري من املوا�سع من القراآن وال�سنة-مع تف�سيل الذكر على الدعاء-،‬ ‫وقد يالحظ القارئ الكرمي اأن معظم االأدعية ت�سبيح هلل تعاىل، كدعاء‬ ‫يون�س ‪ ‬يف بطن احلوت، ودعاء الكرب الذي دعا به النبي حممد ‪، ‬‬ ‫ال طلب فيه الأمر دنيا اأو اآخرة.‬ ‫والذكر مفردة ت�سمل باالإ�سافة لقراءة القراآن الكرمي، التهليل‬ ‫والت�سبيح واأذكار امل�سلم يف ال�سباح وامل�ساء وبعد ال�سالة وعند النوم‬ ‫وغريها من االأذكار املرتبطة مبعظم اأفعاله.‬ ‫03‬