2. نظرة تاريخية $ تظهر جذور الدراسات المقارنة قديما فى انطباعات الرحالة القدامى عن نظم التعليم فى البلاد التى زاروها . وفى جمهورية أفلاطون يمكن مشاهدة بعض الآثار الثقافية والتعليمية التى نتجت من تأثره بالتعليم فى ( إسبرطة ) كما تأثر الرومان بثقافة اليونان . $ ويعتبر ابن خلدون مؤسس علم الاجتماع أحد رجال الدراسات المقارنة ، حيث تظهر مقدمته وعيا بأهمية دراسة الفروق الثقافية التى تظهر وفقا لعوامل تاريخية وجغرافية وتعليمية . $ وعندما تمكن الباحثون والدارسون من الاحتكاك بالبلاد الأخرى، عن طريق الزيارات أو الذهاب للدراسة، أخذت الدراسات المقارنة وضعا متميزا عن ذى قبل من حيث كونها مادة علمية للدراسة والبحث والإفادة من نتائج ذلك فى اصلاح النظم التعليمية وتطويرها فى البلاد المختلفة .
3. $ ويعتبر جوليان Gullien هو أول مؤسس للدراسات المقارنة فى وضعها العلمى الحديث، إذ أنه فى عام 1817 وضع أول دراسة علمية منظمة لنظم التعليم تحت اسم : مخططات ونظريات أولية لدراسة التربية المقارنة . $ وقد شهد القرن العشرين قمة الدراسات المقارنة قياسا على الدراسات السابقة ، نتيجة لنشاط حركة النشر والترجمة بين دوائر المعارف العالمية وحركة المنظمات الدولية فى هذا الاتجاه . $ وبعد الحربين العالميتين الأولى والثانية، زاد الاهتمام بالدراسات المقارنة، حيث أصبحت جزء من برامج اعداد المعلمين فى العديد من الدول , وأصبح لها بعد ذلك المتخصصين فيها، وأقسامها المتخصصة . $ ولقد انتقلت الإدارة المقارنة من مجرد وصف نظم التعليم فى البلاد الأجنبية إلى تحليل تلك النظم وتفسيرها وإلقاء الضوء عليها بغية الوقوف على الأسباب أو القوى الثقافية التى أثرت فيها وشكلتها .
4. مفهوم الإدارة المقارنة من المعلوم أنه لا يوجد تعريف وحيد متفق عليه لمصطلح الإدارة المقارنة ، لأنه يقع ضمن العلوم الإنسانية التى تتعدد تعريفاتها باختلاف الرؤى والاهتمامات وباختلاف المكان والزمان، ومن ضمن هذه التعريفات : ** دراسة تحليلية لنظم التعليم فى البلاد المختلفة على أساس الحقائق والملاحظات وترتيبها فى جداول تسمح بالمقارنة بينها، بهدف التوصل إلى تطوير النظم التعليمية القومية وتعديلها بما يتماشى مع الظروف المحلية . ** فرع من فروع الإدارة التربوية يهتم بدراسة نظم التعليم وبخاصة الجوانب الإدارية والتنظيمية ومشكلاتها فى ضوء القوى والعوامل الثقافية المؤثرة فيها .
5. تابع مفهوم الإدارة المقارنة دراسة نظام التعليم وفلسفته وأوضاعه ومشكلاته فى بلد من البلاد أو أكثر، مع رد كل ظاهرة من ظواهرها ومشكلة من مشكلاتها إلى القوى والعوامل الثقافية التي أدت إليها، بحثا عن تلك الشخصية القومية التي تقف وراء النظام التعليمي بما فيه من ظواهر ومشكلات . ويمكن لنا ببساطة أن نعرف الإدارة المقارنة بأنها : دراسة تحليلية متأنية لنظم التعليم فى البلدان المختلفة فى ضوء القوى والعوامل الثقافية التى شكلتها للتعرف على نقاط قوتها وضعفها بهدف الاستفادة من ذلك فى التطوير المستقبلي للنظام نفسه أو نظم التعليم فى البلدان الأخرى .
6. أهمية الإدارة المقارنة $ وسيلة لفهم حقيقة الآخر والجذور التى يبنى عليها فعله حتى يسهل التعامل معه . $ تربط بين التربية كنظام والواقع القومي المحيط بها، وتلفت النظر إلى دور القوى الثقافية فى تشكيل النظم التعليمية، وضرورة وضع تلك القوى فى الاعتبار عند التخطيط لإصلاح وتطوير النظم التعليمية . $ وسيلة من وسائل تشكيل المستقبل، إذ أن الإدارة المقارنة فى اعتمادها على دراسة ما هو موجود فعلا من فلسفات وتطبيقات ونظم تعليم، إنما تشارك بفعالية فى تشكيل المستقبل .
7.
8. تابع أهداف الإدارة المقارنة - تنمية الاتجاه نحو الواقعية : لأنها دراسة قائمة على الواقع وفهمه وتحليله وتفسيره ولا تحلق في الخيال النظري الفلسفي، وإن كان تسعى إلى الوصول إلى نموذج تعليمي مثالي . 3– الهدف النفعي الإصلاحي، ويمثل فى : -- التعرف على طرق ووسائل جديدة لحل المشكلات أو لتطوير النظم التعليمية أو بناء نظم جديدة لم تكون موجودة، بمعنى أن الإدارة المقارنة وسيلة إثراء ثقافي وإصلاح تربوي . -- فهم شخصيات الشعوب ليسهل التعامل والتفاوض معهم على كل الأصعدة . -- تحقيق السلام والتفاهم العالمي . -- تزويد الدارس فى الإدارة المقارنة بالموضوعية وسعة الأفق والقدرة على التعرف على حقيقة الأمور .
20. التعليم كنظام مفتوح : المدخلات Inputs العمليات Processes المخرجات Outputs التغذية الراجعة مدخلات مادية مدخلات بشرية مدخلات رمزية التخطيط التنظيم التوجيه الإشراف المتابعة الرقابة متعلمون مؤهلون لديهم مهارات الحياة والعمل وطلب العلم القوى الثقافية القوى الاقتصادية القوى السياسية الجغرافية السكانية