إن للعارفين سياحات كثيرة منها: السياحة الكونية وتكون في عالم الكون لتهذيب النفس ورياضتها، أو التفكر في آثار قدرة الله، والتعرف علي بعض مظاهر نعم الله علي خلقه، وقد تكون للجهاد في سبيل الله وإعلاء كلمة الله. وقد تكون لنشر العلم النافع، وإكساب واكتساب الحال الرافع، وأحياناً تكون السياحة لعمل من أعمال البر والخير كالتعرف علي الصالحين وإصلاح أحوال المسلمين، والتخفيف عن البؤساء والمساكين، وصلة ذوي الأرحام، وحل مشاكل المسلمين وغيرها من أعمال الخير التي حببها الله عزوجل لعباده الصالحين. ومنها السياحة الملكوتية وقد تكون مناماً بالرؤيا الصالحة وقد تكون يقظةً إذاً كشف الله الحجب عن القلب فيستضئ بنور الله عزوجل فيتحقق بقول الرجل الصالح: قلوب العارفين لها عيون تري ما لا يراه الناظرون وأجنحة تطير بغير ريش إلي ملكوت رب العالمينا فيشاهد الصالح بقلبه عوالم الملكوت الأعلى