أعتقد أن المرء في حاجة دائمة لتنقيح أفكاره وتصحيحها ذاتياً للاقتراب أكثر من "عالم الواقع" ، لفك شفراته وأحجيته، لاهثاً وراء معرفة الايدولوجيات التي تقف خلفه وتتحكم فيه، وغالباً ما تفضي عمليات البحث والتنقيب والتقصي والمُطالعة، إما إلى استبعاد بعضاً من الأفكار التي تثبت خطئها، أو تعطيل العمل بالأفكار التقليدية التي اصابها التقادم العلمي أو المعرفي نتيجة سرعة تدفقاتها في نهر الأحداث المتسارعة محلياً وإقليمياً ودولياً ، أخيراً ً، الإبقاء على المستقر والثابت والصحيح منها والعمل على تطويره وتنميته، باعتبار أننا لم نحيط بكل العلوم ولم نطالع كل دقائقها وفلسفتها ونظرياتها التي تمكنا من البحث في ميدان "ميتافيزيقا الواقع" المعقد الذي نعيش فيه.
من هذا المنطلق، أعود وأتساءل، مثل كل المصريين، ماذا كان يقصد الرئيس/ عبدالفتاح السيسي ، بأن "الواقع تعيشه مصر والمنطقة: هو حرب وجود وليست حرب حدود" ... تلك المقولة التي سبق وأن تناولتها في مقال مطول على جزءين - والتي يبدو أننا سنقف عندها كثيراً خلال الأيام القادمة - بتاريخ 25/2/2015، إلاَّ أنني بمراجعة ما كتبته سابقاً، وجدتُ أنني قد انزلقت في مزلة سطحية التفسير - وإن كنت قد تلمست لنفسي العذر بأنني سعت فيهما لربط تلك المقولة بمفهوم "الأمن القومي"، أو كما يقول أهل الاختصاص أنني تناولتها من "مُقاربة أمنية" نتيجة قلة ما لدي ومن ذخيرة علمية ومعرفية، تمكنني من فهم هذه المقولة واسبر أغوارها، وبما تستحقه من عناية.