هذا المقال المشتمل على " دقة اختيار الألفاظ وطرافتها في شعر الوزير جنيد وقصيدتا الشكر للسير إلى بيت الله الحرام والخرطوم نموذجتين"، لأهمية هذا الجانب للدارسي اللغة العربية في كل المستويات العلمية في نيجيريا حيث تتجلى فيه عبقرية الأديب ومهارته في اختيار ألفاظ دقيقة تصيب الهدف وتحمل في طياتها قوة ومتانة في المعاني المرادة بها، فكانت كلها من كنوز الأدب الرائع لتكوين ثقافة عربية عالية واسعة الأفق، ترفع بمستوى الأدب العربي في العالم العربي النيجيري خاصة وفي العالم العربي والإسلامي عامة. وقد احتوى المقال على موجز ترجمة الأديب الوزير جنيد، فمضمون قصيدة الشكر ودقة الألفاظ في القصيدة، و مضمون قصيدة النزول بخرطوم وطرافة الألفاظ في القصيدة، ثم الخاتمة و الاقتراح.

1. ‫موضو‬:‫ع‬
‫دقة‬‫وطر‬ ‫األلفاظ‬ ‫اختيار‬‫ا‬‫شعر‬ ‫في‬ ‫فتها‬‫جني‬ ‫الوزير‬‫د‬
(‫قصيدت‬‫ا‬ ‫ا‬‫لشكر‬‫والخرطوم‬ ‫الحرام‬ ‫هللا‬ ‫بيت‬ ‫إلى‬ ‫للسير‬‫نموذج‬)‫تين‬
: ‫اعداد‬
‫القادر‬ ‫عبد‬ ‫صفي‬ ‫محمد‬ ‫الدكتور‬
Dr. Muhammad Safiyyu Abdulkadir
Dept. of Languages
Arabic Unit
FEDERAL UNIVERSITY KASHERE
GOMBE, GOMBE STATE NIGERIA
E-mail:muhammadsafiyyuabdulkadir@gmail.com
GSM: +2348065992340
5102‫م‬
‫دقة‬‫وطر‬ ‫األلفاظ‬ ‫اختيار‬‫ا‬‫شعر‬ ‫في‬ ‫فتها‬‫جني‬ ‫الوزير‬‫د‬

2. (‫قصيدت‬‫ا‬ ‫ا‬‫لشكر‬‫والخرطوم‬ ‫الحرام‬ ‫هللا‬ ‫بيت‬ ‫إلى‬ ‫للسير‬‫نموذج‬)‫تين‬
‫المل‬‫خص‬:
‫ال‬ ‫المقال‬ ‫هذا‬‫م‬‫على‬ ‫شتمل‬"‫دقة‬‫األلفاظ‬ ‫اختيار‬‫وطر‬‫ا‬‫شعر‬ ‫في‬ ‫فتها‬‫الوزير‬‫وقصيدت‬ ‫جنيد‬‫ا‬‫ا‬‫لشكر‬‫الحرام‬ ‫هللا‬ ‫بيت‬ ‫إلى‬ ‫للسير‬
‫والخرطوم‬‫نموذج‬‫تين‬‫ألهمية‬ ،"‫للد‬ ‫الجانب‬ ‫هذا‬‫ف‬ ‫العربية‬ ‫اللغة‬ ‫ارسي‬‫العلمية‬ ‫المستويات‬ ‫كل‬ ‫ي‬‫عبقرية‬ ‫فيه‬ ‫تتجلى‬ ‫حيث‬ ‫نيجيريا‬ ‫في‬
‫ف‬ ،‫بها‬ ‫المرادة‬ ‫المعاني‬ ‫في‬ ‫ومتانة‬ ‫قوة‬ ‫طياتها‬ ‫في‬ ‫وتحمل‬ ‫الهدف‬ ‫تصيب‬ ‫دقيقة‬ ‫ألفاظ‬ ‫اختيار‬ ‫في‬ ‫ومهارته‬ ‫األديب‬‫كل‬ ‫كانت‬‫ه‬‫ا‬‫من‬
‫الرائع‬ ‫األدب‬ ‫كنوز‬‫ل‬‫تكو‬‫ي‬‫ن‬‫عالية‬ ‫عربية‬ ‫ثقافة‬‫ت‬ ،‫األفق‬ ‫واسعة‬‫النيجيري‬ ‫العربي‬ ‫العالم‬ ‫في‬ ‫العربي‬ ‫األدب‬ ‫بمستوى‬ ‫رفع‬‫خاص‬‫ة‬
‫واإلسالمي‬ ‫العربي‬ ‫العالم‬ ‫وفي‬‫عامة‬‫عل‬ ‫المقال‬ ‫احتوى‬ ‫وقد‬ .،‫جنيد‬ ‫الوزير‬ ‫األديب‬ ‫ترجمة‬ ‫موجز‬ ‫ى‬‫ف‬‫ودقة‬ ‫الشكر‬ ‫قصيدة‬ ‫مضمون‬
‫قصيدة‬ ‫مضمون‬ ‫و‬ ،‫القصيدة‬ ‫في‬ ‫األلفاظ‬‫بخرطوم‬ ‫النزول‬.‫االقتراح‬ ‫و‬ ‫الخاتمة‬ ‫ثم‬ ،‫القصيدة‬ ‫في‬ ‫األلفاظ‬ ‫وطرافة‬
:‫مقدمة‬
‫الذي‬ ‫هلل‬ ‫الحمد‬‫أبصار‬ ‫ألولي‬ ‫عبرة‬ ‫السير‬ ‫جعل‬‫الر‬ ‫الخلق‬ ‫سيد‬ ‫على‬ ‫هللا‬ ‫وصلى‬ ‫والنعم‬ ‫الخيرات‬ ‫لتكسب‬ ‫وسببا‬‫سول‬‫و‬ ‫محمد‬‫آله‬ ‫على‬
‫وأصحابه‬ ‫وأزواجه‬‫كثيرا‬ ‫تسليما‬ ‫وسلم‬.
‫والخرطوم‬ ‫الحرام‬ ‫هللا‬ ‫بيت‬ ‫إلى‬ ‫للسير‬ ‫الشكلر‬ ‫(قصيدتا‬ ،‫جنيد‬ ‫الوزير‬ ‫شعر‬ ‫في‬ ‫وطرافتها‬ ‫األلفاظ‬ ‫ب"دقة‬ ‫معنون‬ ‫البحث‬ ‫هذا‬ ‫إن‬
‫نموذجت‬‫بأن‬ ‫علما‬ ،")‫ين‬‫العربي‬ ‫األدب‬ ‫في‬ ‫الحساسة‬ ‫الموضوعات‬ ‫من‬ ‫المناسبات‬ ‫شعر‬،،‫الحديث‬ ‫العصر‬ ‫في‬ ‫والسيما‬‫وكان‬‫يعبر‬
‫البيئة‬ ‫مع‬ ‫وينسجم‬ ،‫األدبية‬ ‫الحقيقية‬ ‫الصور‬ ‫عن‬‫ب‬‫حية‬ ‫خدمة‬ ‫لها‬ ‫يقدم‬ ‫حيث‬،‫اج‬ ‫الناس‬ ‫حياة‬ ‫أحوال‬ ‫خالله‬ ‫من‬ ‫يعرف‬‫وسياسية‬ ‫تماعية‬
‫ودينية‬ ‫واقتصادية‬‫؛‬‫في‬ ‫يعالج‬ ‫موضوع‬ ‫ه‬ّ‫ن‬‫أل‬‫أو‬ ‫شخصية‬ ‫مناسبة‬ ‫في‬ ‫أحواله‬ ‫ويسجل‬ ،‫المجتمع‬ ‫طبيعة‬ ‫مع‬ ‫تنسجم‬ ‫وحقائق‬ ‫أفكار‬ ‫ه‬
‫تنبىء‬ ‫سامية‬ ‫معاني‬ ‫تحمل‬ ‫ألفاظ‬ ‫الستخدام‬ ‫واسعا‬ ‫ميدانا‬ ‫أو‬ ‫وعاء‬ ‫الشعر‬ ‫من‬ ‫اللون‬ ‫هذا‬ ‫وكان‬ ،‫دينية‬ ‫أو‬ ‫قومية‬ ‫أو‬ ‫سياسية‬ ‫أو‬ ‫وطنية‬
‫معين‬ ‫زمن‬ ‫في‬ ‫وضعفا‬ ‫قوة‬ ‫النيجيري‬ ‫العربي‬ ‫األدب‬ ‫مستوى‬ ‫عن‬،‫م‬ ‫مكان‬ ‫في‬ ‫أو‬‫الرئيسة‬ ‫النقاط‬ ‫هذه‬ ‫على‬ ‫يشتمل‬ ‫البحث‬ ‫فهذا‬ .‫عين‬،
‫هي‬‫ا‬ ‫وترجمة‬ ،‫مقدمة‬‫جنيد‬ ‫لوزير‬‫و‬ ‫الشكر‬ ‫قصيدة‬ ‫ومضمون‬‫دقة‬‫األلفاظ‬‫في‬‫و‬ ‫القصيدة‬‫بالخرطوم‬ ‫النزول‬ ‫قصيدة‬ ‫مضمون‬
‫ثم‬ ‫القصيدة‬ ‫في‬ ‫األلفاظ‬ ‫وطرافة‬‫االقتراح‬ ‫و‬ ‫الخاتمة‬.
:‫جنيد‬ ‫الوزير‬ ‫األديب‬ ‫ترجمة‬
‫محمد‬ ‫الوزير‬ ‫بن‬ ‫جنيد‬ ‫الوزير‬ ‫هو‬‫الملقب‬ ‫عثمان‬ ‫بن‬ ‫أحمد‬ ‫بن‬ ‫البخاري‬( "‫ب"غطاطو‬Gidado( ‫ليم‬ ‫بن‬ )Lema)،‫نسبه‬ ‫ينتهي‬
"‫جكل‬ ‫ب"موسى‬ ‫المسمى‬ ،‫عنه‬ ‫هللا‬ ‫رضي‬ ‫فودي‬ ‫بن‬ ‫عثمان‬ ‫للشيخ‬ ‫عشر‬ ‫الثاني‬ ‫الجد‬ ‫إلى‬،‫بالشيخ‬ ‫نسبه‬ ‫اتصل‬ ‫وقد‬‫عثمان‬‫عن‬
‫أسماء‬ ‫السيدة‬ ‫ابنته‬ ‫طريق‬‘(.‫ليم‬ ‫بن‬ ‫غطاطو‬ ‫بجده‬ ‫تزوجت‬ ‫أنها‬ ‫وذلك‬1)
‫األ‬ ‫ولد‬‫عام‬ ‫ديب‬1091‫ه‬( ‫غطاطوا‬ ‫تسمى‬ ‫بحارة‬ ‫صكتو‬ ‫مدينة‬ ‫في‬Gidadawa)‫على‬ ‫المحتلين‬ ‫اإلنجليزيين‬ ‫استيالء‬ ‫بعد‬
.‫مضت‬ ‫سنوات‬ ‫بثالث‬ ‫صكتو‬ ‫خالفة‬(2)
‫في‬ ‫األديب‬ ‫نشأ‬‫أحضان‬‫أسر‬‫ة‬‫مشهورة‬‫السلوك‬ ‫و‬ ‫واألدب‬ ‫العلم‬ ‫و‬ ‫بالدين‬،‫مكانة‬ ‫ولها‬‫عالية‬‫الخالفة‬ ‫في‬‫الفو‬ ‫اإلسالمية‬‫د‬،‫ية‬
‫و‬‫كانت‬‫الخالصة‬ ‫الدينية‬ ‫بالثقافة‬ ‫مليئة‬ ‫بيئته‬،‫متصل‬ ‫علمي‬ ‫سند‬ ‫ولعلمائه‬‫الورى‬ ‫بسيد‬‫وسلم‬ ‫عليه‬ ‫هللا‬ ‫صلى‬ ‫محمد‬.‫و‬‫تميز‬‫منذ‬
‫األخذ‬ ‫مرحلة‬‫أيدي‬ ‫على‬ ‫علمه‬ ‫يأخذ‬ ،‫العلم‬ ‫من‬ ‫يطلب‬ ‫بما‬ ‫واعيا‬ ‫ذكيا‬ ‫تلميذا‬‫من‬ ‫مهرة‬ ‫فحول‬‫ل‬ ‫مشايخ‬‫هم‬‫الميدان‬ ‫في‬ ‫فاعلة‬ ‫مساهمة‬
‫وف‬ ‫العلمي‬.‫العربية‬ ‫الثقافة‬ ‫تطور‬ ‫ي‬‫أ‬ ‫قضى‬‫كبر‬‫العلم‬ ‫رحاب‬ ‫في‬ ‫حياته‬،‫وتعليما‬ ‫تعلما‬‫ثمي‬ ‫فرصة‬ ‫له‬ ‫أتاح‬ ‫مما‬‫ن‬‫إتقان‬ ‫في‬ ‫ة‬‫ال‬‫فنون‬
‫ا‬،‫لعربية‬‫نحو‬‫ا‬‫و‬‫صرف‬‫ا‬‫و‬‫عروض‬‫ا‬‫و‬‫أدب‬‫ا‬‫وبالغ‬،‫تا‬‫التاريخ‬ ‫فن‬ ‫أتقن‬ ‫كما‬‫مصاف‬ ‫من‬ ‫شخصيته‬ ‫فتشكلت‬‫األدباء‬‫و‬،‫المؤرخين‬‫كان‬
‫الشعر‬ ‫في‬ ‫بارعا‬ ‫ومفلقا‬ ‫النثر‬ ‫في‬ ‫مثاليا‬‫يش‬‫بالبنان‬ ‫إليه‬ ‫ار‬،‫فحسب‬ ‫هذا‬ ‫وليس‬‫بل‬‫كان‬‫م‬‫شتهر‬‫ا‬‫في‬‫الدين‬ ‫علم‬‫حتى‬ ‫واللغة‬‫عد‬‫من‬
.‫وسلوكا‬ ‫ودينا‬ ‫علما‬ ‫الفائقين‬ ‫نيجيريا‬ ‫علماء‬ ‫كبار‬(3)

3. ‫التعليم‬ ‫سلك‬ ‫في‬ ‫انحرط‬ ‫العلم‬ ‫في‬ ‫بارزا‬ ‫علما‬ ‫وصار‬ ‫العلمية‬ ‫الفنون‬ ‫هذه‬ ‫فيه‬ ‫تجسد‬ ‫ولما‬،‫ببيته‬ ‫الخاص‬ ‫معهده‬ ‫في‬‫ف‬‫عدد‬ ‫حوله‬ ‫اجتمع‬
‫من‬ ‫كبير‬‫من‬ ‫يغرفون‬ ‫التالميذ‬‫معينه‬‫ال‬‫العربية‬ ‫العلوم‬ ‫من‬ ‫فياض‬‫واإلسالمية‬،‫لمجتمعه‬ ‫خدمته‬ ‫من‬ ‫فكان‬ ‫الوقت‬ ‫من‬ ‫سعة‬ ‫منح‬ ‫وقد‬
‫الكتب‬ ‫يؤلف‬ ‫علميا‬‫فيها‬ ‫يوضح‬ ‫والمقاالت‬‫المسائل‬ ‫بعض‬ ‫في‬ ‫السديدة‬ ‫الخاصة‬ ‫رؤيته‬،‫ف‬‫الدين‬ ‫في‬ ‫ألف‬‫التاريخ‬ ‫و‬ ‫واألدب‬ ‫اللغة‬ ‫و‬
‫وشعرا؛‬ ‫نثرا‬‫وت‬‫قل‬‫كتبه‬‫و‬ ،‫مؤلفا‬ ‫ستين‬ ‫عن‬‫مؤلفاته‬ ‫إلى‬ ‫يتسابقون‬ ‫وغيرها‬ ‫الجامعية‬ ‫العلمية‬ ‫المستويات‬ ‫كل‬ ‫في‬ ‫الطلبة‬ ‫يزل‬ ‫لم‬
.‫أكاديمي‬ ‫غير‬ ‫و‬ ‫أكاديميا‬ ‫خاص‬ ‫و‬ ‫عام‬ ‫بشكل‬ ‫بها‬ ‫لالنتفاع‬
‫عام‬ ‫وفي‬1091‫وذلك‬ ،‫صكتو‬ ‫خالفة‬ ‫في‬ ‫وزيرا‬ ‫أديبنا‬ ‫يكون‬ ‫أن‬ ‫جالله‬ ‫جل‬ ‫الملك‬ ‫هللا‬ ‫شاء‬ ‫م‬،‫عباس‬ ‫الوزير‬ ‫أخيه‬ ‫وفاة‬ ‫عقب‬
‫وعلى‬‫ك‬ ‫من‬ ‫الرغم‬‫ف‬ ‫الوزارة‬ ‫مسؤولية‬ ‫عبء‬ ‫من‬ ‫كهله‬ ‫على‬ ‫وضع‬ ‫ما‬ ‫ل‬‫للغاية‬ ‫متمتعا‬ ‫مازال‬ ‫إنه‬‫أل‬‫األدب‬ ‫و‬ ‫العلم‬ ‫خدمة‬ ‫جل‬،‫يقضي‬
‫التعليم‬ ‫و‬ ‫التعلم‬ ‫في‬ ‫أوقاته‬،‫وما‬ ‫أكثر‬ ‫بذلك‬ ‫اهتمامه‬ ‫زاد‬ ‫بل‬‫المجا‬ ‫في‬ ‫مجردة‬ ‫العظمى‬ ‫عنايته‬ ‫زالت‬‫العلمي‬ ‫ل‬.‫أنفاسه‬ ‫آخر‬ ‫حتى‬
‫تمكنه‬ ‫إلى‬ ‫إضافة‬ ‫العلمية‬ ‫ومهارته‬ ‫ولتجربته‬‫المدرسة‬ ‫في‬ ‫العربية‬ ‫اللغة‬ ‫يدرس‬ ‫حكوميا‬ ‫مدرسا‬ ‫عين‬ ‫والدين‬ ‫بالعلم‬ ‫فطانته‬ ‫و‬
‫عام‬ ‫وفي‬ ‫بصكتو؛‬ ‫الوسطى‬1030‫البنات‬ ‫مدرسة‬ ‫إلى‬ ‫بواجبه‬ ‫انتقل‬ ‫م‬،‫أصبح‬ ‫ثم‬ ،‫والعربية‬ ‫اإلسالمية‬ ‫الدراسات‬ ‫يدرسهن‬ ‫فصار‬
‫ه‬ ‫كل‬ ‫وبعد‬ .‫الشريعة‬ ‫علوم‬ ‫لمدرسة‬ ‫،ناظرا‬‫حكومية‬ ‫وغير‬ ‫حكومية‬ ‫شتى‬ ‫مناصب‬ ‫تولى‬ ‫وذاك‬ ‫ذا‬‫في‬‫نيجري‬‫ا‬‫سبيل‬ ‫على‬ ‫منها‬ ‫؛‬
‫ت‬ ‫لجنة‬ ‫في‬ ‫عضوا‬ ‫كان‬ :‫المثال‬‫التي‬ ‫النيجيري‬ ‫القانون‬ ‫قويم‬‫بعثت‬‫إلى‬‫عام‬ ‫السودان‬1091‫اإلسالم‬ ‫نصر‬ ‫جماعة‬ ‫لهيئة‬ ‫ورئيسا‬ ،‫م‬
‫و‬ ،‫بصكتو‬‫النيجيريين‬ ‫الحجاج‬ ‫شؤن‬ ‫في‬ ‫عضوا‬‫عا‬‫م‬1099‫ف‬ ‫عالية‬ ‫مناصب‬ ‫تولى‬ ‫وقد‬ .‫م‬‫ع‬‫ا‬‫ذكر‬ ‫ما‬ ‫غير‬ ‫لة‬(.9)
‫األ‬ ‫األديب‬ ‫الشيخ‬ ‫صاحبنا‬ ‫توفي‬‫رمضان‬ ‫لشهر‬ ‫األول‬ ‫اليوم‬ ،‫الخميس‬ ‫يوم‬ ‫جنيد‬ ‫الوزير‬ ‫ريب‬1911‫يناير‬ ‫شهر‬ ‫من‬ ‫لتسع‬ ‫الموافق‬ ‫ه‬
‫عام‬1997(.9)
‫الشكر‬ ‫قصيدة‬ ‫مضمون‬:
‫الدين‬ ‫أمور‬ ‫في‬ ‫له‬ ‫ومكن‬ ‫البلغة‬ ‫و‬ ‫الصحة‬ ‫منحه‬ ‫الذي‬ ‫عليه‬ ‫خالقه‬ ‫بنعمة‬ ‫تحدثا‬ ‫الشكر‬ ‫قصيدة‬ ‫جنيد‬ ‫الوزير‬ ‫األديب‬ ‫صاحبنا‬ ‫نظم‬
‫و‬ ‫به‬ ‫يعبده‬ ‫ما‬‫بابا‬ ‫له‬ ‫فتح‬‫إلى‬ ‫للسير‬ ‫واسعا‬‫وه‬ ،‫الطاهر‬ ‫الحرام‬ ‫هللا‬ ‫بيت‬ ‫وإلى‬ ‫المكرمة‬ ‫مكة‬‫عمره‬ ‫كبر‬ ‫في‬ ‫و‬‫األخضر‬ ‫السير‬ ‫وهذا‬ .
‫ومواقف‬ ‫ربانية‬ ‫وبمشاهد‬ ‫مقدسة‬ ‫بأماكن‬ ‫الوقوف‬ ‫من‬ ‫اإلسالمي‬ ‫الدين‬ ‫أركان‬ ‫من‬ ‫تعد‬ ‫التي‬ ‫الحج‬ ‫مناسك‬ ‫بأداء‬ ‫القيام‬ ‫أوجبه‬ ‫الديني‬
‫ومناجاته‬ ‫هللا‬ ‫لعبادة‬ ‫إليها‬ ‫يلوذ‬ ‫وأدبية‬ ‫روحانية‬‫إياه‬،‫لما‬ ‫مسلم‬ ‫أديب‬ ‫كل‬ ‫نفس‬ ‫في‬ ‫تؤثر‬ ‫تاريخية‬ ‫و‬ ‫دينية‬ ‫آثار‬ ‫لمشاهدة‬ ‫إليها‬ ‫لجأ‬ ‫كما‬
‫المقد‬ ‫األماكن‬ ‫وهذه‬ ،‫اإلسالمي‬ ‫العربي‬ ‫األدب‬ ‫في‬ ‫الشأن‬ ‫رفيع‬ ‫من‬ ‫لها‬‫ذكرها‬ ‫ثالثة؛‬ ‫إلى‬ ‫تتفرع‬ ‫سة‬‫القصيدة‬ ‫في‬ ‫الوزير‬:‫وهي‬ ‫ضمنا‬
‫ا‬ ‫أركانه‬ ‫وبكل‬ ‫الحج‬ ‫فرائض‬ ‫أداء‬ ‫ألجل‬ ‫دينيا‬ ‫بها‬ ‫الوقوف‬ ‫شرع‬ ‫أماكن‬‫سننا‬ ‫بها‬ ‫العبادة‬ ‫تعد‬ ‫وأماكن‬ ،‫اإلسالمي‬ ‫الحكم‬ ‫وفق‬ ‫لالزمة‬
‫خال‬ ‫من‬ ‫يتم‬ ‫نافلة‬‫الثغرات‬ ‫صد‬ ‫لها‬‫المناسك‬ ‫أداء‬ ‫تعتبر‬ ‫وأماكن‬ ،‫الحج‬ ‫وخيرات‬ ‫الثواب‬ ‫من‬ ‫والتزايد‬ ،‫الفرائض‬ ‫من‬‫فضيلة‬ ‫بها‬
‫المر‬ ‫يضر‬ ‫ال‬ ‫تركها‬ ،‫مرغوبة‬‫أ‬‫لربه‬ ‫عبادته‬ ‫في‬،‫ويت‬ ‫هللا‬ ‫عند‬ ‫القربة‬ ‫له‬ ‫تجلب‬ ‫إضافية‬ ‫عملية‬ ‫ولكنها‬‫قوله‬ ‫في‬ ‫جاء‬ ‫كما‬ ‫بها‬ ‫شرف‬
[ ‫تعالى‬‫األلباب‬ ‫أولي‬ ‫يا‬ ‫واتقون‬ ‫التقوى‬ ‫الزاد‬ ‫خير‬ ‫فإن‬ ‫وتزودوا‬ ‫هللا‬ ‫يعلمه‬ ‫خير‬ ‫من‬ ‫تفعلوا‬ ‫وما‬:‫/البقرة‬ ‫(القرآن‬ ]101.)
‫أو‬ ‫القاريء‬ ‫إفادة‬ ‫به‬ ‫يقصد‬ ‫بالغيا‬ ‫خبريا‬ ‫أسلوبا‬ ‫صاحبنا‬ ‫استعمل‬ ‫حيث‬ ‫بارع‬ ‫أسلوب‬ ‫من‬ ‫القصيدة‬ ‫تضمنته‬ ‫ما‬ ‫القاريء‬ ‫يعجب‬
‫بذ‬ ‫السامع‬‫ك‬ ‫أداء‬ ‫فيها‬ ‫يستوجب‬ ‫التي‬ ‫وباألماكن‬ ‫العمرة‬ ‫و‬ ‫الحج‬ ‫أعمال‬ ‫كره‬‫ذكر‬ ،‫عمليا‬ ‫الحج‬ ‫أركان‬ ‫من‬ ‫ركن‬ ‫ل‬‫كله‬ ‫ذلك‬‫تصوير‬ ‫في‬
‫فشيئا‬ ‫شيئا‬ ‫األعمال‬ ‫تلك‬ ‫نوعية‬ ‫واصفا‬ ‫واجب‬ ‫إلى‬ ‫واجب‬ ‫من‬ ،‫وهناك‬ ‫هنا‬ ‫من‬ ‫بالسامع‬ ‫ينتقل‬ ‫خالبا‬ ‫عظيما‬ ‫مشهدا‬ ‫ينقل‬ ‫عال‬ ‫فني‬
‫د‬ ‫وصفا‬ ‫يصفه‬ ‫مكان‬ ‫موقف‬ ‫ولكل‬ ‫موقف‬ ‫مكان‬ ‫فلكل‬.‫متفاعال‬ ‫حساسا‬ ‫نقال‬ ‫وينقله‬ ‫قيقا‬
‫وأوضاعه‬ ‫حالته‬ ‫ليصور‬ ‫نظمها‬ ‫والعواطف‬ ‫المشاعر‬ ‫تحريك‬ ‫في‬ ‫غاية‬ ‫لتكون‬ ‫المتكلم‬ ‫ضمير‬ ‫األديب‬ ‫فيها‬ ‫استخدم‬ ‫قصيدة‬ ‫وإنها‬
‫الموسمية‬ ‫العبادة‬ ‫هذه‬ ‫أداء‬ ‫في‬ ‫حاله‬ ‫يكشف‬ ‫فيه‬ ،‫ودقيقا‬ ‫ممتازا‬ ‫تصويرا‬ ‫بها‬ ‫منوطا‬ ‫نفسه‬ ‫وجد‬ ‫التي‬‫ح‬‫إلى‬ ‫يتقرب‬ ‫أنه‬ ‫يظهر‬ ‫يث‬‫هللا‬
‫معترف‬ ‫والرحمة‬ ‫العفو‬ ‫راجي‬‫خائف‬ ‫باألنعم‬ ‫وشاكر‬ ‫بذنوبه‬‫ملتزم‬ ‫للعقوبة‬‫موقف‬‫والجهر؛‬ ‫السر‬ ‫وبين‬ ‫والكالم‬ ‫الصمت‬ ‫بين‬
‫وفي‬ ،‫وسكناته‬ ‫حركاته‬ ‫كل‬ ‫في‬ ‫مطمئنا‬ ،‫بالخضوع‬ ‫جوارحه‬ ‫وتلف‬ ،‫الخشوع‬ ‫قلبه‬ ‫تكسب‬ ‫والسكينة‬ ،‫المتواضع‬ ‫وجهه‬ ‫يعلو‬ ‫والوقار‬
.‫وندائه‬ ‫دعائه‬

4. ‫بل‬‫تتضمن‬ ‫قصيدة‬ ‫فهي‬‫إبراهيم‬ ‫مقام‬ ‫وبها‬ ،‫هللا‬ ‫بيت‬ ‫بها‬ ‫التي‬ ‫الطاهرة‬ ‫مكة‬ ‫أرض‬ ‫في‬ ‫ومواقف‬ ‫مشاهد‬ ‫أثارها‬ ‫دينية‬ ‫مشاعر‬ ‫فيها‬
‫حاج‬ ‫كل‬ ‫إليها‬ ‫يلتجىء‬ ‫المكرمة‬ ‫بمكة‬ ‫بها‬ ‫تميزت‬ ‫مقدسة‬ ‫وأماكن‬ ‫األسود‬ ‫والحجر‬ ‫الرحمة‬ ‫وميزاب‬ ‫والزمزم‬ ‫والمروة‬ ‫والصفا‬
‫والخ‬ ‫الذنوب‬ ‫من‬ ‫قلبه‬ ‫وتطهير‬ ‫والتقوى‬ ‫البر‬ ‫على‬ ‫روحه‬ ‫لمقاومة‬‫وأعضائه‬ ‫عقله‬ ‫ورياضة‬ ‫والدرن‬ ‫الدنس‬ ‫من‬ ‫بدنه‬ ‫وغسل‬ ‫طايا‬
‫الكون‬ ‫سيد‬ ‫هللا‬ ‫خلق‬ ‫خير‬ ‫مدينة‬ ‫المنورة‬ ‫المدينة‬ ‫وهي‬ ‫أخرى‬ ‫مقدسة‬ ‫بقعة‬ ‫األرض‬ ‫هذه‬ ‫وبجانب‬ .‫األبدية‬ ‫السعادة‬ ‫و‬ ‫الخير‬ ‫الكتساب‬
‫عليه‬ ‫وسالمه‬ ‫هللا‬ ‫صلوات‬ ‫محمد‬ ‫الرسول‬،‫و‬ ‫وحجره‬ ‫ضريحه‬ ‫وفيه‬ ،‫وخلقة‬ ‫خلقا‬ ‫أفضلهم‬ ‫و‬ ‫المخلوقات‬ ‫أشرف‬‫البقيع‬‫األحد‬ ‫وجبل‬
،‫أحد‬ ‫شهداء‬ ‫ومقبرة‬‫و‬‫بزيارة‬ ‫أديبنا‬ ‫تشرف‬‫تساوي‬ ‫ال‬ ‫زيارة‬ ،‫وسلم‬ ‫عليه‬ ‫هللا‬ ‫صلى‬ ‫محمد‬ ‫الرسول‬‫ها‬‫البشر‬ ‫تاريخ‬ ‫في‬ ‫زيارة‬ ‫أي‬
.‫ساق‬ ‫عن‬ ‫الكشف‬ ‫ويوم‬ ‫التغابن‬ ‫يوم‬ ‫شفاعة‬ ‫بها‬ ‫تنال‬ ‫زيارة‬
‫محمد‬ ‫هللا‬ ‫رسول‬ ‫سيدنا‬ ‫بجوار‬ ‫المكث‬ ‫على‬ ‫صاحبنا‬ ‫أمنية‬ ‫القصيدة‬ ‫في‬ ‫أخيرا‬ ‫وتمت‬‫السيد‬ ‫قبر‬ ‫وزيارة‬ ‫عليه‬ ‫وسالمه‬ ‫هللا‬ ‫صلوات‬
‫بالكوفة‬ ‫وجهه‬ ‫هللا‬ ‫كرم‬ ‫طالب‬ ‫أبي‬ ‫بن‬ ‫علي‬،‫تم‬ ‫ثم‬ ‫ومن‬‫نى‬‫زيار‬‫ة‬‫ل‬ ‫و‬ ‫للتبرك‬ ‫الشام‬ ‫بالد‬ ‫في‬ ‫األنبياء‬ ‫أضرحة‬‫موال‬ ‫إلى‬ ‫بهم‬ ‫لتوسل‬‫ه‬
‫السعاد‬ ‫و‬ ‫والخير‬ ‫والسرور‬ ‫والفرح‬ ‫والشوق‬ ‫الحب‬ ‫من‬ ‫االنفعال‬ ‫معاني‬ ‫ذكر‬ ‫وفيها‬ .‫والجالل‬ ‫العزة‬ ‫رب‬‫ه‬ ‫كل‬ ‫وفي‬ .‫ة‬‫يقول‬ ‫ذه‬‫الوزير‬
:‫جنيد‬
‫المعظم‬ ‫الشريف‬ ‫البيت‬ ‫إلى‬ ‫مسيري‬ * * ‫بفضله‬ ‫لي‬ ‫قضى‬ ‫إذ‬ ‫إلهي‬ ‫حمدت‬
* * ‫بعمرة‬ ‫لي‬ ‫قضى‬ ‫إذ‬ ‫له‬ ‫فشكرا‬‫زمزم‬ ‫و‬ ‫الحطيم‬ ‫بين‬ ‫أوقفني‬ ‫و‬
‫قدومنا‬ ‫وقت‬ ‫هللا‬ ‫ببيت‬ ‫وطفت‬* *‫بالفم‬ ‫المكرم‬ ‫الحجر‬ ‫ذا‬ ‫وقبلت‬
‫منعم‬ ‫مواهب‬ ‫من‬ ‫هذا‬ ‫و‬ ‫مرارا‬ * * ‫براحتي‬ ‫لليماني‬ ‫ركنا‬ ‫وصافحت‬
* * ‫ركعتي‬ ‫صليت‬ ‫البيت‬ ‫طواف‬ ‫وبعد‬ِ‫ه‬‫مقام‬ ‫عند‬‫المكرم‬ ‫للخليل‬
:‫يقول‬ ‫أن‬ ‫إلى‬
* * ‫داعيا‬ ‫ذلك‬ ‫بعد‬ ‫قياما‬ ‫قمت‬ ‫و‬‫مأثم‬ ‫لغفران‬ ‫أرجو‬ ‫بملتزم‬
‫من‬ ‫جاوزت‬ ‫و‬‫ما‬ ‫فمن‬ * * ‫لزمزم‬ ‫الدعاء‬ ‫بعد‬‫ئ‬‫ت‬ ‫بطني‬ ‫ها‬‫ض‬‫فاعلم‬ ‫لع‬
:‫يقول‬ ‫أن‬ ‫إلى‬
‫إلهي‬‫بيتك‬ ‫عند‬ ‫أقفتني‬ ‫كما‬‫ال‬* *‫المعظم‬ ‫لقبر‬ ‫أوقفني‬ ‫محرم‬
* * ‫متضرعا‬ ‫واقفا‬ ‫عليه‬ ‫أسلم‬‫وتنهم‬ ‫الدموع‬ ‫عيناي‬ ‫وتسكب‬
:‫يقول‬ ‫أن‬ ‫إلى‬
‫محرم‬ ‫لبس‬ ‫في‬ ‫الحج‬ ‫ألقضى‬ ‫إليها‬ * * ‫عودتي‬ ‫يقدر‬ ‫أن‬ ‫في‬ ‫فأسأله‬
‫والفم‬ ‫باألنف‬ ‫األرض‬ ‫تلك‬ ‫ألثم‬ ‫و‬ * * ‫أحمد‬ ‫زيارة‬ ‫أيضا‬ ‫يرزقني‬ ‫و‬
‫البقا‬ ‫تلك‬ ‫على‬ ‫سالم‬‫ع‬‫وأهلها‬* *‫مسلم‬ ‫كل‬ ‫لدى‬ ‫القصوى‬ ‫الغاية‬ ‫هي‬
‫وسلم‬ ‫إلهي‬ ‫يا‬ ‫عليه‬ ‫وصل‬ * * ‫أحمد‬ ‫زيارة‬ ‫لي‬ ‫فقدر‬ ‫إلهي‬
:‫يقول‬ ‫أن‬ ‫إلى‬

5. ‫سرور‬ ‫في‬ ‫لمماتي‬ ‫بها‬ * * ‫ماكثا‬ ‫لطيبة‬ ‫ءاتي‬ ‫ذا‬ ‫بعد‬ ‫من‬ ‫و‬‫أنعم‬ ‫و‬
:‫النهاية‬ ‫في‬ ‫يقول‬ ‫أن‬ ‫إلى‬
‫المسلم‬ ‫السالم‬ ‫أهدي‬ ‫كي‬ ‫لكوفة‬ * * ‫علي‬ ‫إلى‬ ‫السالم‬ ‫بعد‬ ‫من‬ ‫أذهب‬ ‫و‬
‫الترحم‬ ‫وأهل‬ ‫والرسل‬ ‫األنبياء‬ ‫إلى‬ * * ‫مسرعا‬ ‫أذهب‬ ‫للشام‬ ‫ذا‬ ‫بعد‬ ‫و‬(8)
:‫األلفاظ‬ ‫دقة‬
‫من‬‫وحشي‬ ‫بشع‬ ‫وجه‬ ‫فيها‬ ‫ليس‬ ‫دقيقة‬ ‫سلسة‬ ‫عذبة‬ ‫تكون‬ ‫بحيث‬ ‫المقصودة‬ ‫للمعاني‬ ‫واضحة‬ ‫ألفاظ‬ ‫اختيار‬ ‫الفصاحة‬
‫مستكره‬‫إنها‬ ‫بل‬ ،‫الدقيقة‬ ‫ألفاظه‬ ‫اختيار‬ ‫في‬ ‫الشاعر‬ ‫حاول‬ ‫وقد‬ .‫معناها‬ ‫في‬ ‫بينة‬ ‫وتكون‬ ‫الصرفي‬ ‫القياس‬ ‫على‬ ‫تجري‬‫فكانت‬ ‫الجزلة‬
‫لذيذة‬ ‫ممتعة‬ ‫قوية‬‫كان‬ ‫وإن‬ ،‫مبتذلة‬ ‫غير‬ ‫شريفة‬ ‫سهلة‬‫االبتذ‬‫وما‬ ‫األلفاظ‬ ‫في‬ ‫ال‬‫ي‬‫بل‬ ،‫ا‬ً‫م‬‫الز‬ ‫ا‬ً‫ض‬‫عر‬ ‫وال‬ ‫ذاتيا‬ ‫وصفا‬ ‫ليس‬ ‫عليه‬ ‫دل‬
‫وص‬ ‫زمان‬ ‫دون‬ ‫زمان‬ ‫في‬ ‫باالستعمال‬ ‫المتعلقة‬ ‫اللواحق‬ ‫من‬ ‫ا‬ً‫ق‬‫الح‬‫صقع‬ ‫دون‬ ‫قع‬(0).
‫من‬ ‫كان‬‫القصيدة‬ ‫هذه‬ ‫في‬ ‫الوزير‬ ‫نجاح‬ ‫أسباب‬‫األلف‬ ‫اختياره‬‫للمعاني‬ ‫الدقيقة‬ ‫اظ‬‫ا‬ ‫رسالته‬ ‫تؤثر‬ ‫بحيث‬‫األذهان‬ ‫في‬ ‫ألدبية‬
‫تأثير‬‫سريعا‬ ‫ا‬‫ألفاظا‬ ‫استعمل‬ ‫أنه‬ ‫شك‬ ‫وال‬ ‫بليغا؛‬‫بالمعاني‬ ‫موحية‬‫سهلة‬ ،‫ممتنعة‬،‫فنيا‬ ‫وصفا‬ ‫الحج‬ ‫أعمال‬ ‫في‬ ‫حالته‬ ‫يصف‬ ‫وكان‬
‫وحشيتها‬ ‫عدم‬ ‫في‬ ‫وسهولتها‬ ‫األلفاظ‬ ‫هذه‬ ‫ودقة‬ .‫كان‬ ‫أينما‬ ‫اليقظ‬ ‫المسلم‬ ‫حال‬ ‫مع‬ ‫منسجمة‬ ‫معان‬ ‫من‬ ‫تحمل‬ ‫بما‬ ‫وألفاظه‬ ،‫دقيقا‬
‫منال‬ ‫قريبة‬ ‫كلها‬ ‫وهي‬ ‫بها؛‬ ‫النطق‬ ‫وصعوبة‬‫م‬ ‫المطلوب‬ ‫الغرض‬ ‫إلى‬ ‫الوصول‬ ‫للجميع‬ ‫يتسنى‬ ‫األفهام‬‫خالل‬ ‫ومن‬ .‫القصيدة‬ ‫ن‬
‫إحساس‬‫الشاعر‬‫وم‬‫ذوق‬ ‫من‬ ‫منح‬ ‫ا‬‫استخدام‬ ‫فضل‬‫السه‬ ‫األلفاظ‬‫المثيرة‬ ‫المعاني‬ ‫لوضوح‬ ‫لة‬‫ال‬ ‫و‬ ‫السامع‬ ‫معها‬ ‫يتفاعل‬‫ويصل‬ ‫قاريء‬
.‫المقصود‬ ‫إلى‬ ‫بها‬‫معرض‬ ‫في‬ ‫كما‬:‫قوله‬
‫تجوالي‬ ‫أنسى‬ ‫وال‬‫المنعم‬ ‫ثراها‬ ‫رجلي‬ ‫لتظفر‬ * * ‫حافيا‬ ‫بمكة‬
( ‫المعظم‬ ‫لإلله‬ ‫فشكرا‬ ‫قبيس‬ * * ‫أبي‬ ‫إلى‬ ‫نظرت‬ ‫إذ‬ ‫عيني‬ ‫متعت‬ ‫و‬01)
‫ف‬‫اختار‬"‫طحافيا‬ "‫"تجوال‬ :‫وهي‬ ‫السرور‬ ‫و‬ ‫البهجة‬ ‫و‬ ‫الفرح‬ ‫و‬ ،‫التنعم‬ ‫و‬ ‫الشكر‬ ‫معاني‬ ‫تصوير‬ ‫في‬ ‫دقيقة‬ ‫عذبة‬ ‫ألفاظا‬
" "‫"تظفر‬‫صور‬ ‫معانيها‬ ‫خالل‬ ‫من‬ ‫تنقل‬ ‫وهي‬ "‫"نظرت‬ "‫"متعت‬ "‫وثرى‬‫الشاعر‬ ‫تفاؤل‬ ‫لقمة‬ ‫بالغة‬ ‫ة‬‫التي‬ ‫السارة‬ ‫ومشاعره‬
‫استقبلت‬‫بشار‬‫ب‬ ‫وخيراته‬ ‫الرب‬ ‫ات‬.‫والشكر‬ ‫الرضا‬‫انظر‬‫إلى‬‫فنية‬‫عابد‬ ‫رجل‬ ‫صورة‬ ،‫بالعوطف‬ ‫تملكت‬ ‫التي‬ ‫الجمالية‬ ‫الصور‬
‫كي‬ ‫ومن‬ ‫قلبه‬ ‫عمق‬ ‫في‬ ‫تظهر‬ ‫والخضوع‬ ‫الخشوع‬ ‫معاني‬ ‫كل‬ ‫معه‬ ‫يحمل‬‫طيبة‬ ‫شوارع‬ ‫يجول‬ ‫فرح‬ ‫منفتح‬ ‫متفاؤل‬ ‫إنه‬ ،‫أعضائه‬ ‫ان‬
‫قد‬ ‫يركب‬ ‫بل‬ ،‫نعال‬ ‫قدميه‬ ‫ألخمص‬ ‫يأخذ‬ ‫أن‬ ‫دون‬ ‫المنورة‬ ‫المدينة‬ ‫من‬‫ليعط‬ ‫عظيمة‬ ‫مشاهد‬ ‫إلى‬ ‫ماشيا‬ ‫ميه‬‫ي‬،‫ونصيبا‬ ‫حظا‬ ‫عينيه‬
‫يبحث‬ ‫وهناك‬ ‫هنا‬ ‫من‬ ‫ينتقل‬ ‫بالحب‬ ‫مولع‬ ‫رجل‬ ‫صورة‬ ‫إلى‬ ‫وانظر‬ .‫عيناه‬ ‫إليه‬ ‫تنقل‬ ‫بما‬ ‫قلبه‬ ‫مرتاح‬‫عن‬‫مقدس‬ ‫أماكن‬‫ومواقف‬ ‫ة‬
.‫بالدعاء‬ ‫ربه‬ ‫إلى‬ ‫مقبال‬ ‫بجوارها‬ ‫الوقوف‬ ‫ثم‬ ‫ولمسها‬ ‫بمشاهدها‬ ‫ليتبرك‬ ‫طاهرة‬
‫أن‬ ‫شك‬ ‫ال‬‫ب‬ ‫الوزير‬‫المعاني‬ ‫هذه‬‫يستطي‬ ‫مثيرة‬ ‫واضحة‬‫ع‬‫ال‬ ‫نادرة‬ ‫ومهارة‬ ‫تجربة‬ ‫وهذه‬ ،‫األحاسيس‬ ‫و‬ ‫المشاعر‬ ‫تحريك‬
‫م‬ ‫وضعها‬ "‫"شكر‬ ‫فمادة‬ .‫جنيد‬ ‫الوزير‬ ‫األديب‬ ‫مثل‬ ‫مفلق‬ ‫وشاعر‬ ‫بارع‬ ‫أديب‬ ‫من‬ ‫إال‬ ‫توجد‬‫سواه‬ ‫يقبل‬ ‫ال‬ ‫مقام‬ ‫في‬ ‫صدرا‬،‫وضعها‬
‫إلثار‬‫ة‬[ :‫تعالى‬ ‫بقوله‬ ‫وإيمانه‬ ‫العتقاده‬ ‫وذلك‬ ‫الفاترة‬ ‫الهمة‬ ‫وتوكيد‬ ‫المتفائلة‬ ‫المشاعر‬‫ألزيدنكم‬ ‫شكرتم‬ ‫لئن‬:‫إبراهيم‬ /‫(القرآن‬ ]1)،
‫من‬ ‫مزيدا‬ ‫يريد‬ ‫صاحبنا‬ ‫كان‬ ‫الشكر‬ ‫بهذا‬‫ي‬ ‫وكأنه‬ ‫المنعم‬ ‫هللا‬ ‫آالء‬ ‫تدفق‬‫ف‬‫ع‬ ‫بالنعمة‬ ‫االعتراف‬ ‫قوة‬ ‫بأن‬ ‫هم‬‫دليل‬ ‫للمنعم‬ ‫التعظيم‬ ‫جهة‬ ‫لى‬
‫قوي‬‫على‬.‫اإللهية‬ ‫ولبركة‬ ‫النعمة‬ ‫ازدياد‬
‫كله‬ ‫وهذا‬‫خبرة‬ ‫على‬ ‫قاطع‬ ‫دليل‬‫الخت‬ ‫الفني‬ ‫األداء‬ ‫في‬ ‫ومهارته‬ ‫جنيد‬ ‫الوزير‬‫ودليل‬ ،‫الدقيقة‬ ‫األلفاظ‬ ‫ياره‬‫نصاعة‬ ‫على‬
‫إل‬ ‫األدبية‬ ‫القدرة‬ ‫هدته‬ ‫حيث‬ ‫أمته‬ ‫بثقافة‬ ‫وعيه‬ ‫وعلى‬ ‫اإلسالمي‬ ‫والدين‬ ‫باألدب‬ ‫وفطانته‬ ‫ذكائه‬‫العمي‬ ‫الموازنة‬ ‫ى‬‫ألفاظه‬ ‫بين‬ ‫قة‬
‫وبين‬ ‫ومعانيها‬‫وضع‬.‫اإلسالمي‬ ‫ومجتمعها‬ ‫الدينية‬ ‫بيئتها‬ ‫في‬ ‫أفهامها‬ ‫ومقدار‬ ‫أمته‬

6. :‫بإيجاز‬ ‫بخرطوم‬ ‫النزول‬ ‫قصيدة‬ ‫مضمون‬
‫ن‬‫ال‬ ‫ظمت‬‫أبيات‬ ‫عشرة‬ ‫في‬ ‫قصيدة‬‫ل‬‫بي‬‫ا‬‫نزول‬ ‫وقت‬ ‫ن‬‫ال‬‫الخرطوم‬ ‫بمدينة‬ ‫كضيف‬ ‫جنيد‬ ‫وزير‬‫في‬‫العربي‬ ‫السودان‬ ‫جمهورية‬
‫مظل‬ ‫بليل‬‫قارس‬ ‫م‬،‫وحينئذ‬‫كان‬‫الضيوف‬ ‫من‬ ‫واحد‬‫ال‬‫غرباء‬‫الذين‬‫يريدون‬ ‫بعيدة‬ ‫مسافة‬ ‫قطعوا‬ ‫أن‬ ‫بعد‬ ‫خائفين‬ ‫متحيرين‬ ‫بها‬ ‫نزلوا‬
‫بها‬‫سيدنا‬ ‫زيارة‬ ‫إلى‬ ‫السفر‬‫ومع‬ ‫والفزع‬ ‫الرعب‬ ‫من‬ ‫فيه‬ ‫وقعوا‬ ‫ما‬ ‫كل‬ ‫مع‬ ‫لكنهم‬ ،‫المنورة‬ ‫بالمدينة‬ ‫عليه‬ ‫وسالمه‬ ‫هللا‬ ‫صلوات‬ ‫محمد‬
‫التماس‬ ‫في‬ ‫جادين‬ ‫فقاموا‬ ‫صدورهم‬ ‫مألت‬ ‫القوية‬ ‫الثقة‬ ‫إن‬ ‫بل‬ ‫تعالى‬ ‫هللا‬ ‫من‬ ‫الرجاء‬ ‫عنهم‬ ‫ينقطع‬ ‫لم‬ ‫وتملق‬ ‫وحشة‬ ‫من‬ ‫يعانون‬ ‫ما‬
‫ال‬ ‫أن‬ ‫وجدوا‬ ‫و‬ ،‫الدامسة‬ ‫الليلة‬ ‫هذه‬ ‫في‬ ‫ألنفسهم‬ ‫المخرج‬‫الغربة‬ ‫و‬ ‫الليل‬ ‫سببه‬ ‫الذي‬ ‫الخوف‬ ‫هذا‬ ‫من‬ ‫للتخلص‬ ‫الوحيد‬ ‫والحل‬ ‫مخرج‬
‫توسل‬ ‫من‬ ‫بأن‬ ‫منهم‬ ‫إيمانا‬ ‫وسلم‬ ‫عليه‬ ‫هللا‬ ‫صلى‬ ‫محمد‬ ‫الرسول‬ ‫الخلق‬ ‫سيد‬ ‫بحبيبه‬ ‫إليه‬ ‫بالتوسل‬ ‫الرحيم‬ ‫العزيز‬ ‫الخالق‬ ‫إلى‬ ‫اللوذ‬ ‫هو‬
‫باب‬ ‫وجهه‬ ‫على‬ ‫يغلق‬ ‫وال‬ ‫أبدا‬ ‫رجاؤه‬ ‫يخيب‬ ‫ال‬ ‫فإنه‬ ‫مواله‬ ‫إلى‬ ‫به‬.‫الرحمة‬ ‫و‬ ‫اللطف‬‫ال‬ ‫تمني‬ ‫فقد‬‫شاعر‬‫يصل‬ ‫أن‬‫هللا‬ ‫حبيب‬ ‫إلى‬
‫وسلم‬ ‫عليه‬ ‫هللا‬ ‫صلى‬ ‫بضريحه‬ ‫النزول‬ ‫لهم‬ ‫يقدر‬ ‫أن‬ ‫هللا‬ ‫سائلين‬ ‫الدعاء‬ ‫طريق‬ ‫معه‬ ‫ومن‬ ‫هو‬ ‫فسلك‬ ‫محمد‬ ‫سيدنا‬،‫هي‬ ‫بها‬ ‫النزول‬ ‫ألن‬
‫ا‬ ‫ومن‬ ،‫خالص‬ ‫مسلم‬ ‫كل‬ ‫ولدى‬ ‫لديه‬ ‫القصوى‬ ‫الغاية‬‫و‬ ‫هللا‬ ‫صلوات‬ ‫زاره‬ ‫من‬ ‫أنه‬ ‫عتقاده‬‫س‬‫المبت‬ ‫غاية‬ ‫نال‬ ‫فقد‬ ‫عليه‬ ‫المه‬‫العيش‬ ‫في‬ ‫غى‬
‫والسعادة‬ ‫الخير‬ ‫أن‬ ‫بحيث‬ ‫الحياة‬ ‫مآرم‬ ‫كل‬ ‫على‬ ‫حصل‬ ‫و‬،‫على‬ ‫صلى‬ ‫األخير‬ ‫في‬ ‫ثم‬ .‫اآلخرة‬ ‫و‬ ‫الدنيا‬ ‫حياتيه‬ ‫في‬ ‫تالزمه‬ ‫البركة‬ ‫و‬
:‫يقول‬ ‫كله‬ ‫ذلك‬ ‫ومن‬ .‫والسالم‬ ‫الصالة‬ ‫عليه‬ ‫محمد‬ ‫الرسول‬ ‫سيدنا‬
‫نزلنا‬‫بال‬ ‫الخرطوم‬ ‫على‬‫ل‬‫سجا‬ ‫إذ‬ ‫يل‬* *‫ملتجا‬ ‫هللا‬ ‫إلى‬ ‫إال‬ ‫لنا‬ ‫وليس‬
‫بعيدة‬ ‫بالد‬ ‫من‬ ‫ضيوف‬ ‫إنا‬ ‫و‬‫مخرجا‬ ‫نصادف‬ ‫أن‬ ‫ونرجو‬ ‫أتينا‬ * *
‫ندعوك‬ ‫الورى‬ ‫إله‬‫رسول‬ ‫بجاه‬ * * ‫قلوبنا‬ ‫أنس‬‫نجا‬ ‫به‬ ‫يلوذ‬ ‫من‬
‫بنفسجا‬ ‫يزر‬ ‫هللا‬ ‫سالم‬ ‫عليه‬ * * ‫بجاهه‬ ‫األمور‬ ‫كل‬ ‫لنا‬ ‫وسهل‬
‫ضريحه‬ ‫نزور‬ ‫أن‬ ‫في‬ ‫لنا‬ ‫وقدر‬‫أبهجا‬ ‫صار‬ ‫نالها‬ ‫من‬ ‫المنى‬ ‫وتلك‬ * *
‫فإنها‬ ‫البقاع‬ ‫تلك‬ ‫على‬ ‫سالم‬‫زبردجا‬ ‫وفاقت‬ ‫يواقيت‬ ‫عن‬ ‫علت‬ * *
‫القصو‬ ‫الغاية‬ ‫هي‬‫نال‬ ‫فقد‬ * * ‫بها‬ ‫أتى‬ ‫قد‬ ‫ومن‬ ‫ى‬‫آ‬‫سلجلجا‬ ‫وعيشا‬ ‫الء‬
‫شدائد‬ ‫نشكو‬ ‫هللا‬ ‫رسول‬ ‫إليك‬‫ا‬‫تتفرجا‬ ‫أن‬ ‫منك‬ ‫نرجو‬ ‫الدهر‬ ‫من‬ * *
‫ثم‬ ‫هللا‬ ‫صالة‬ ‫عليك‬‫سالمه‬‫الوجا‬ ‫كشف‬ ‫ما‬ ‫والرمل‬ ‫الحصى‬ ‫*كعد‬ *
‫متوسل‬ ‫ما‬ ‫واألصحاب‬ ‫اآلل‬ ‫مع‬‫مخرجا‬ ‫وأوتي‬ ‫يرجو‬ ‫ما‬ ‫نال‬ ‫به‬ * *(00)
:‫األلفاظ‬ ‫طرافة‬
‫طراف‬‫قدر‬ ‫عن‬ ‫عبارة‬ ‫األلفاظ‬ ‫ة‬‫تها‬‫إال‬ ‫يفهم‬ ‫ال‬ ‫والغرابة‬ ‫الحوشية‬ ‫من‬ ‫شاهق‬ ‫علو‬ ‫هو‬ ‫عما‬ ‫وتباينها‬ ‫وتفاوتها‬ ‫ندرتها‬ ‫محافظة‬ ‫على‬
‫انخفاض‬ ‫هو‬ ‫وعما‬ ،‫اللغوية‬ ‫معانيها‬ ‫لكشف‬ ‫الصعوبات‬ ‫ويتكبد‬ ‫األنفس‬ ‫وبشق‬ ‫العرق‬ ‫برشح‬‫الذي‬ ‫السوقي‬ ‫االستعمال‬ ‫من‬ ‫سحيق‬
‫ي‬‫أ‬‫تجم‬ ‫أن‬ ‫والمقصود‬ ،‫اليومية‬ ‫ظروفهم‬ ‫في‬ ‫العامة‬ ‫و‬ ‫الخاصة‬ ‫من‬ ‫الكثير‬ ‫لفه‬‫الصعوبة‬ ‫و‬ ‫الممتنعة‬ ‫السهولة‬ ‫بين‬ ‫األلفاظ‬ ‫ع‬
(.‫الممتعة‬12‫مع‬ ‫فكر‬ ‫من‬ ‫لديه‬ ‫بما‬ ‫وطرافته‬ ‫بمقدرته‬ ‫أديب‬ ‫كل‬ ‫بها‬ ‫يجول‬ ‫دراجات‬ ‫وهذه‬ )‫فها‬ ،‫خصب‬ ‫وخيال‬ ‫طاء‬‫جنيد‬ ‫الوزير‬
‫الس‬ ‫األبيات‬ ‫من‬ ‫ألفاظا‬ ‫يستعمل‬‫في‬ ‫ذكر‬ ‫حيث‬ ‫أصالة‬ ‫فيها‬ ‫ابقة‬‫قصيدته‬‫"أ‬ ‫"بنفسجا‬ "‫"ملتجا‬ "‫"سجا‬ :‫األلفاظ‬ ‫هذه‬ ‫الجيمية‬"‫بهجا‬
"‫"الوجا‬ "‫"سلجلجا‬ "‫"زبردجا‬.‫و‬‫التي‬ ‫المتينة‬ ‫الجزلة‬ ‫ألفاظه‬ ‫باختيار‬ ‫اإلبداع‬ ‫هذا‬ ‫يبرز‬ ‫حين‬ ‫القصيدة‬ ‫في‬ ‫راق‬ ‫إبداع‬ ‫يتبين‬ ‫هنا‬
‫القصيدة‬ ‫جو‬ ‫مع‬ ‫تنسجم‬،‫يعيش‬ ‫الذي‬ ‫المجتمع‬ ‫ومع‬،‫الشاعر‬‫مع‬ ‫تحمل‬ ‫ألفاظ‬ ‫تشكيل‬ ‫هنا‬ ‫والطرافة‬‫والفزع‬ ‫الخوف‬ ‫اني‬،‫رصدها‬
‫الوزير‬‫في‬‫لتكون‬ ‫قصيدته‬ ‫نصوص‬‫و‬ ‫والقلق‬ ‫للدهش‬ ‫رمزا‬‫التحير‬ ‫و‬ ‫الطائشة‬،‫مرعب‬ ‫صوت‬ ‫من‬ ‫لها‬ ‫لما‬ ‫بها‬ ‫عبر‬ ‫وقد‬‫مزعجة‬ ‫ة‬
‫ن‬ ‫وجد‬ ‫الذي‬ ‫بالوضع‬ ‫تتفق‬‫ف‬‫فيه‬ ‫سه‬‫على‬ ‫اختياره‬ ‫فوقع‬ ،‫حر‬ ‫جوها‬ ‫في‬ ‫تحمل‬ ‫ألفاظ‬‫الجيم‬ ‫ف‬،‫ال‬‫ي‬ ‫ذي‬‫ما‬ ‫مع‬ ‫اللسان‬ ‫وسط‬ ‫من‬ ‫خرج‬

7. ‫النطق‬ ‫عند‬ ‫تقلقل‬ ‫والشدة‬ ‫القوة‬ ‫صفتها‬ ‫األعلى‬ ‫الحنك‬ ‫من‬ ‫يحازيه‬‫نطقا‬ ‫جريه‬ ‫ينحبس‬ ‫الصوت‬ ‫ألن‬ ‫به‬.‫كان‬‫الوزير‬‫يظهر‬‫ذلك‬‫على‬
‫ل‬ ‫األلفاظ‬ ‫هذه‬ ‫بأن‬ ‫منه‬ ‫علم‬‫ها‬‫الخائف‬ ‫نفس‬ ‫في‬ ‫مكانة‬‘‫ر‬ ‫مدى‬ ‫أدرك‬ ‫قد‬ ‫وأنه‬‫القصيدة‬ ‫بظروف‬ ‫صالتها‬ ‫و‬ ‫وابطها‬،‫ضمن‬ ‫فوضعها‬
‫يريدها‬ ‫التي‬ ‫المعاني‬ ‫لتؤدي‬ ‫نصوصه‬،‫وإبدا‬ ‫وأصالة‬ ‫طرافة‬ ‫فيها‬ ‫وبصورة‬‫ع‬‫يعت‬ ‫وهو‬ ‫ذكرها‬ ،‫جدا‬ ‫راق‬ ‫أدبي‬‫بحاله‬ ‫تنبيء‬ ‫أنها‬ ‫قد‬
‫نف‬ ‫في‬ ‫رسالة‬ ‫وتترك‬‫أو‬ ‫أمته‬ ‫من‬ ‫سامع‬ ‫أو‬ ‫قاريء‬ ‫كل‬ ‫س‬‫كلها‬ "‫و"جرثم‬ "‫"جحيم‬ ‫و‬ "‫"جهنم‬ ‫كلمة‬ ‫أن‬ ‫ترى‬ ‫أال‬ ،‫أوسع‬ ‫بشكل‬ ‫مجتمعه‬
‫معينا‬ ‫جرسا‬ ‫الكلمة‬ ‫يعطي‬ ‫الذي‬ ‫الجيم‬ ‫حرف‬ ‫فيها‬ ‫كلمات‬ ‫وهي‬ ‫سمعها‬ ‫من‬ ‫كل‬ ‫يقلقل‬ ،‫والوباء‬ ‫الويل‬ ‫و‬ ‫الهالك‬ ‫معاني‬ ‫على‬ ‫تدل‬
‫الشدة‬ ‫فيها‬ ‫يتضمن‬.‫القوة‬ ‫و‬
‫ال‬‫خاتمة‬:
‫تم‬ ‫هكذا‬‫أفكار‬ ‫طرح‬‫فيه‬ ‫تحدث‬ ‫الباحث‬ ‫أن‬ ‫وذلك‬ ‫فيه‬ ‫الواردة‬ ‫النقاط‬ ‫أهم‬ ‫بتلخيص‬ ‫المقال‬ ‫هذا‬‫عن‬ ‫موجزة‬ ‫وترجمة‬ ‫مقدمة‬ ‫عن‬
‫ا‬‫و‬ ‫جنيد‬ ‫لوزير‬‫موجز‬‫قصي‬ ‫مضمون‬‫في‬ ‫األلفاظ‬ ‫ودقة‬ ‫الشكر‬ ‫دة‬‫ها‬‫و‬ ،‫كذلك‬‫موجز‬‫األلفاظ‬ ‫وطرافة‬ ‫بالخرطوم‬ ‫النزول‬ ‫قصيدة‬ ‫مضمون‬
.‫القصيدة‬ ‫في‬
‫الشك‬‫م‬ ‫القصيدتين‬ ‫هاتين‬ ‫أن‬‫صدر‬ ‫قد‬ ‫الرائع‬ ‫الفني‬ ‫اإلنتاج‬ ‫ن‬‫عن‬‫الفني‬ ‫العاطفة‬ ‫صدق‬ ‫هما‬‫ا‬‫ا‬ ‫جدية‬ ‫من‬ ‫يعد‬ ‫الذي‬‫كالمه‬ ‫لمطابقة‬ ‫لمتكلم‬
‫و‬ ‫بعقيدته‬‫ت‬‫جل‬‫ى‬‫ت‬ ‫خالل‬ ‫من‬ ‫ذلك‬.‫جنيد‬ ‫الوزير‬ ‫استعملها‬ ‫التي‬ ‫األلفاظ‬ ‫لك‬‫شاعر‬ ‫الوزير‬ ‫أن‬ ‫والمحقق‬‫بارع‬‫ذو‬‫ذوق‬‫رفيع‬‫وتجربة‬
،‫عالية‬ ‫فنية‬‫يسمح‬‫أدبه‬‫لإلنتاج‬‫نيجي‬ ‫في‬ ‫الفني‬.‫وجسدا‬ ‫روحا‬ ،‫حيا‬ ‫يكون‬ ‫أن‬ ‫ريا‬‫أن‬ ‫والمالحظ‬‫األخالق‬ ‫و‬ ‫القيم‬ ‫تحمالن‬ ‫القصيدتين‬
‫عربية‬ ‫كنوز‬ ‫فهما‬ .‫اإليمان‬ ‫و‬ ‫الدين‬ ‫انفعال‬ ‫من‬ ‫فيهما‬ ‫لما‬ ‫اإلسالمي‬ ‫العربي‬ ‫األدب‬ ‫من‬ ‫وتعتبران‬ ‫الدينية‬ ‫الطيبة‬‫إسالمية‬ ‫و‬.
:‫ومصادر‬ ‫هوامش‬
(1))‫(الدكتور‬ ‫كبر‬ ‫عثمان‬ ‫شيخ‬،‫نيجيريا‬ ‫في‬ ‫الصوفي‬ ‫الشعر‬‫مطبعة‬.‫(د‬ ،‫النهار‬‫ط‬)‫,ت‬،/‫ص‬211
(2)).‫(أ.د‬ ‫جنيد‬ ‫ولي‬ ‫سمبو‬‫البر‬ ‫لإلرهاب‬ ‫جنيد‬ ‫الوزير‬ ‫وأخيه‬ ‫البخاري‬ ‫محمد‬ ‫بن‬ ‫عبدالقادر‬ ‫الوزير‬ ‫تصدى‬‫طا‬‫اني‬
‫قصيدتيها‬ ‫في‬ ‫الفني‬ ‫الصدق‬ ‫ونظرية‬ ‫صكتو‬ ‫خالفة‬ ‫على‬ ‫االستدماري‬‫الثالث‬ ‫الوطني‬ ‫للمؤتمر‬ ‫االفتتاحية‬ ‫المقالة‬
‫بنيجيريا‬ ‫واإلسالمية‬ ‫العربية‬ ‫الدراسات‬ ‫معلمي‬ ‫جمعية‬ ،‫والعشرين‬2999/‫ص‬ ،‫م‬1,
(3)).‫(د‬ ‫أبوبكر‬ ‫علي‬،‫نيجيريا‬ ‫في‬ ‫العربية‬ ‫الثقافة‬،‫األولى‬ ‫الطبعة‬ ،‫لبنان‬ ،‫البساط‬ ‫عبدالحفيظ‬ ‫مؤسسة‬1012/‫ص‬ ‫م‬392
(9)‫عثمان‬ ‫شيخ‬‫السابقة‬ ‫المصدر‬ ،)‫(الدكتور‬ ‫كبر‬،/‫ص‬221-222
(9)‫المصدر‬ ،).‫(أ.د‬ ‫جنيد‬ ‫ولي‬ ‫سمبو‬‫السابق‬،/‫ص‬1-1
(1)‫(الشيخ‬ ‫البخاري‬ ‫محمد‬ ‫الوزير‬ ‫بن‬ ‫جنيد‬ ‫الوزير‬‫ديوان‬ ‫من‬ ‫قصيدة‬ )‫الدكتور‬‫ال‬‫قصائد‬،،‫ابنه‬ ‫مكتبة‬ ‫في‬ ‫موجودة‬ ‫مخطوطة‬
/‫ص‬ .‫نيجيريا‬ ‫بصكتو‬ ،‫جنيد‬ ‫ولي‬ ‫سمبو‬ ‫البروفيسور‬23-29
(1)،‫السيوطي‬ ‫الدين‬ ‫جالل‬‫وأنواعها‬ ‫اللغة‬ ‫علوم‬ ‫في‬ ‫المزهر‬،‫األول‬ ‫المجلد‬‫ا‬ ‫الكتب‬ ‫دار‬ ،‫األول‬ ‫الجزء‬‫لعلمية‬،‫لبنان‬ ‫بيروت‬
( ‫األولى‬ ‫الطبعة‬1911‫هـ‬-1001‫ص‬ )192.
(1)‫ص‬ .‫السابق‬ ‫المصدر‬ )‫الدكتور‬ ‫(الشيخ‬ ‫البخاري‬ ‫محمد‬ ‫الوزير‬ ‫بن‬ ‫جنيد‬ ‫الوزير‬23-29
(0)‫البخاري‬ ‫محمد‬ ‫الوزير‬ ‫بن‬ ‫جنيد‬ ‫الوزير‬‫ديوان‬ ‫من‬ ‫قصيدة‬ )‫الدكتور‬ ‫(الشيخ‬‫ال‬‫قصائد‬،،‫ابنه‬ ‫مكتبة‬ ‫في‬ ‫موجودة‬ ‫مخطوطة‬
‫البروفيس‬‫جنيد‬ ‫ولي‬ ‫سمبو‬ ‫ور‬‫نيجيريا‬ ‫بصكتو‬ ،،/‫ص‬91-90
(19))‫(أ.د‬ ‫أغاكا‬ ‫شعيب‬ ‫عبدالباقي‬‫فودي‬ ‫بن‬ ‫عبدهللا‬ ‫األستاذ‬ ‫ديوان‬ ‫في‬ ‫بالغية‬ ‫أساليب‬،‫الطبعة‬ ،‫إلورن‬ ،‫المضيف‬ ‫مركز‬
( ‫ألثانية‬1939‫ه‬-2919/‫ص‬ )‫م‬10