المفاهيم السوسيولوجية لدى بيار بورديو

1. ‫ةمالع‬ ‫دوكراب‬
‫بورديو‬ ‫بيير‬ ‫عند‬ ‫السوسيولوجية‬ ‫املفاهيم‬
‫حمداوي‬ ‫جميل‬ .‫د‬
‫متعلقة‬ ‫مقاالت‬
‫هجري‬ 16/5/1436 - ‫ميالدي‬ 7/3/2015 :‫اإلضافة‬ ‫تاريخ‬
125502 :‫زيارة‬
‫بورديو‬ ‫بيير‬ ‫عند‬ ‫السوسيولوجية‬ ‫املفاهيم‬
[1]‫حمداوي‬ ‫جميل‬.‫د‬
:‫املقدمــــة‬
‫املصطلحات‬ ‫من‬ ‫بمجموعة‬ ‫املعاصرة‬ ‫السوسيولوجيا‬ (‫م‬Pierre Bourdieu) (1930-2002)‫بورديو‬ ‫بيير‬ ‫الفرنسي‬ ‫الباحث‬ ‫أغنى‬
‫والتربوية‬ ‫والثقافية‬ ‫املجتمعية‬ ‫الظواهر‬ ‫مقاربة‬ ‫أو‬ ،‫السوسيولوجي‬ ‫البحث‬ ‫ممارسة‬ ‫أثناء‬ ‫تجاوزها‬ ‫يمكن‬ ‫ال‬ ‫التي‬ ‫اإلجرائية‬ ‫واملفاهيم‬
‫والبنيوية‬ ،‫الثقافي‬ ‫والرأسمال‬ ،‫والهابيتوس‬ ،‫االجتماعي‬ ‫والحقل‬ ،‫اإلنتاج‬ ‫وإعادة‬ ،‫الرمزي‬ ‫العنف‬ :‫مثل‬ ،‫ورؤية‬ ‫وتطبيقا‬ ‫نظرية‬
...‫االجتماعية‬ ‫الخيرات‬ ‫وسوق‬ ،‫والتمايز‬ ،‫الحيوي‬ ‫واملدى‬ ،‫التكوينية‬
‫التكوينية‬ ‫البنيوية‬ ‫رواد‬ ‫أهم‬ ‫من‬ ‫وكذلك‬ ،‫املاركسي‬ ‫التوجه‬ ‫ذات‬ ‫الصراعية‬ ‫املقاربة‬ ‫ممثلي‬ ‫أهم‬ ‫من‬ ‫بورديو‬ ‫بيير‬ ‫يعد‬ ،‫أخرى‬ ‫جهة‬ ‫ومن‬
‫بني‬ ،‫وامليكرو‬ ‫املاكرو‬ ‫بني‬ ،‫واملوضوعية‬ ‫الذاتية‬ ‫بني‬ ،‫والتفسير‬ ‫الفهم‬ ‫بني‬ ‫جمعوا‬ ‫الذين‬ (Structuralisme constructiviste) [2]
،‫والهيمنة‬ ‫واملنافسة‬ ‫للصراع‬ ‫فضاء‬ ‫باعتباره‬ ‫املجتمع‬ ‫دراسة‬ ‫على‬ ‫السوسيولوجية‬ ‫نظريته‬ ‫تنبني‬ ،‫ذلك‬ ‫على‬ ‫عالوة‬ ...‫والفاعلية‬ ‫الحتمية‬
‫هذه‬ ‫بني‬ ‫يحدث‬ ‫الذي‬ ‫الصراع‬ ‫داخل‬ ‫الثقافية‬ ‫املمارسات‬ ‫به‬ ‫تقوم‬ ‫الذي‬ ‫الدور‬ ‫وتبيان‬ ،‫االجتماعية‬ ‫الطبقات‬ ‫مختلف‬ ‫تراتبية‬ ‫تحليل‬ ‫مع‬
‫وإعادة‬ ،‫املجتمعية‬ ‫الالمساواة‬ ‫إنتاج‬ ‫املدرسة‬ ‫بها‬ ‫تعيد‬ ‫التي‬ ‫الكيفية‬ ‫استجالء‬ ‫ثم‬ ،‫واع‬ ‫غير‬ ‫أو‬ ‫واع‬ ‫بشكل‬ ‫االجتماعية‬ ‫الطبقات‬
.‫نفسها‬ ‫االجتماعية‬ ‫الطبقات‬
‫أهم‬ ‫وما‬ ‫والتطبيقية؟‬ ‫النظرية‬ ‫السوسيولوجية‬ ‫مقارباته‬ ‫في‬ ‫تمثلها‬ ‫التي‬ ‫املنهجية‬ ‫وما‬ ‫للسوسيولوجيا؟‬ ‫بورديو‬ ‫بيير‬ ‫تصور‬ ‫ما‬ ،ً‫ا‬‫إذ‬
‫؟‬ ‫باملجتمع‬ ‫الفرد‬ ‫بني‬ ‫الهابيتوس‬ ‫يربط‬ ‫وكيف‬ ‫املجتمعية؟‬ ‫أبحاثه‬ ‫بناء‬ ‫في‬ ‫عليها‬ ‫اعتمد‬ ‫التي‬ ‫السوسيولوجية‬ ‫املفاهيم‬
.‫هذا‬ ‫موضوعنا‬ ‫في‬ ‫عنها‬ ‫اإلجابة‬ ‫نحاول‬ ‫سوف‬ ‫التي‬ ‫األسئلة‬ ‫أهم‬ ‫هي‬ ‫تلكم‬
:‫السوسيولوجيا‬ ‫مفهوم‬

2. ،‫عادية‬ ‫عمالية‬ ‫اجتماعية‬ ‫طبقة‬ ‫من‬ ‫وهو‬ ،‫العشرين‬ ‫القرن‬ ‫منتصف‬ ‫في‬ ‫امللتزمني‬ ‫الفرنسيني‬ ‫السوسيولوجيني‬ ‫أهم‬ ‫من‬ ‫بورديو‬ ‫بيير‬ ‫يعد‬
‫مائة‬ ‫من‬ ‫وأكثر‬ ،‫كتابا‬ ‫أربعني‬ ‫من‬ ‫أكثر‬ ‫ألف‬ ‫وقد‬ .‫الطبقي‬ ‫والتمركز‬ ‫والسلطة‬ ‫الهيمنة‬ ‫واقع‬ ‫تعري‬ ،‫جديدة‬ ‫نقدية‬ ‫ماركسية‬ ‫رؤية‬ ‫يحمل‬
‫الثقافية‬ ‫العوامل‬ ‫على‬ ‫بالتركيز‬ ،‫نفسها‬ ‫الطبقية‬ ‫التراتبية‬ ‫إنتاج‬ ‫املجتمع‬ ‫بها‬ ‫يعيد‬ ‫التي‬ ‫الطريقة‬ ‫على‬ ‫كثيرا‬ ‫اهتمامه‬ ‫انصب‬ ‫وقد‬ .‫مقال‬
‫أن‬ ‫هذا‬ ‫ويعني‬ .‫الكالسيكية‬ ‫املاركسية‬ ‫املقاربة‬ ‫في‬ ‫معتبرة‬ ‫أهمية‬ ‫لها‬ ‫كانت‬ ‫التي‬ ‫االقتصادية‬ ‫العوامل‬ ‫على‬ ‫التشديد‬ ‫بدل‬ ،‫والرمزية‬
‫املجتمع‬ ‫وانتقاد‬ ،‫والنفوذ‬ ‫والقوة‬ ‫الهيمنة‬ ‫واقع‬ ‫تعرية‬ ‫إلى‬ ‫تسعى‬ ،‫انتقادية‬ ‫علمية‬ ‫سوسيولوجيا‬ ‫هي‬ ‫بورديو‬ ‫عند‬ ‫السوسيولوجيا‬
‫فعالة‬ ‫أداة‬ ‫هي‬ ‫السوسيولوجيا‬ ‫أن‬ ‫بمعنى‬ .‫االجتماعية‬ ‫والطبقات‬ ‫الحقول‬ ‫وصراع‬ ‫والالمساواة‬ ‫بالظلم‬ ‫يتميز‬ ‫الذي‬ ‫املعاصر‬ ‫الليبرالي‬
‫بني‬ -‫مثال‬ - ‫املوجودة‬ ‫الترابطية‬ ‫كالعالقة‬ ،‫والهيمنة‬ ‫التنافس‬ ‫لعبة‬ ‫وفضح‬ ،‫عنه‬ ‫املسكوت‬ ‫واستنطاق‬ ،‫املضمر‬ ‫وكشف‬ ،‫الجذري‬ ‫للنقد‬
‫بل‬ .‫الوراثي‬ ‫بالذكاء‬ ‫مرتبطا‬ ‫النجاح‬ ‫هذا‬ ‫كان‬ ‫أن‬ ‫بعد‬ ،‫األسرة‬ ‫ترثه‬ ‫الذي‬ ‫الثقافي‬ ‫والرأسمال‬ ‫االجتماعي‬ ‫واألصل‬ ‫املدرسي‬ ‫النجاح‬
‫)جائزة‬ ‫واملالية‬ ‫املادية‬ ‫الجوائز‬ ‫على‬ ‫والحصول‬ ،‫األرباح‬ ‫لتحقق‬ ‫والسعي‬ ‫والسيطرة‬ ‫للتنافس‬ ‫مجال‬ ‫أيضا‬ ‫هو‬ ‫العلمي‬ ‫الحقل‬ ‫إن‬
.‫والشهرة‬ ‫باملجد‬ ‫والظفر‬ ،‫العلمي‬ ‫السبق‬ ‫وتحقيق‬ ،(‫نوبل‬
‫والكيفية‬ ‫الكمية‬ ‫املناهج‬ ‫واستعمال‬ ،‫املوضوعية‬ ‫املفاهيم‬ ‫من‬ ‫واالنطالق‬ ،‫الفرضيات‬ ‫على‬ ‫بالتركيز‬ ‫السوسيولوجيا‬ ‫علمية‬ ‫وتتحقق‬
،‫سياسية‬ ‫طبيعة‬ ‫السوسيولوجيا‬ ‫اتخذت‬ ‫إذا‬ ‫أما‬ .‫معا‬ ‫والتفسير‬ ‫الفهم‬ ‫منهجيتي‬ ‫بني‬ ‫والتأرجح‬ ،‫إليها‬ ‫املتوصلة‬ ‫النتائج‬ ‫من‬ ‫للتحقق‬
.‫علمية‬ ‫سوسيولوجيا‬ ‫عن‬ ‫الحديث‬ - ‫آنذاك‬ -‫فاليمكن‬
‫صعيد‬ ‫على‬ ‫ليس‬ ‫والهيمنة‬ ‫والصراع‬ ‫التنافس‬ ‫حقول‬ ‫دراسة‬ ‫هو‬ ‫السوسيولوجيا‬ ‫موضوع‬ ‫أن‬ ‫بورديو‬ ‫بيير‬ ‫يرى‬ ،‫ذلك‬ ‫على‬ ‫عالوة‬
‫مقاربة‬ ‫أو‬ ‫صراعية‬ ‫نقدية‬ ‫سوسيولوجيا‬ ‫من‬ ‫ينطلق‬ ‫بورديو‬ ‫بيير‬ ‫أن‬ ‫هذا‬ ‫ويعني‬ .‫نفسه‬ ‫العلمي‬ ‫املجال‬ ‫في‬ ‫حتى‬ ‫بل‬ ،‫فقط‬ ‫الطبقات‬
‫حياد‬ ‫ضرورة‬ ‫إلى‬ ‫اإلشارة‬ ‫خالل‬ ‫من‬ ،‫السوسيولوجيا‬ ‫سوسيولوجيا‬ ‫أو‬ ‫ميتاسوسيولوجيا‬ ‫بورديو‬ ‫يطرح‬ ،‫أخرى‬ ‫ناحية‬ ‫ومن‬ .‫صراعية‬
‫االجتماعي‬ ‫بموقعه‬ ‫واعيا‬ ‫يكون‬ ‫بأن‬ ،‫والهيمنة‬ ‫والصراع‬ ‫التنافس‬ ‫قوامها‬ ‫ما‬ ‫مجتمعية‬ ‫مشكلة‬ ‫في‬ ‫يبحث‬ ‫عندما‬ ‫االجتماع‬ ‫عالم‬
.‫عنه‬ ‫واملسكوت‬ ‫املضمر‬ ‫سوسيولوجيا‬ ‫هي‬ ‫الحقيقية‬ ‫فالسوسيولوجيا‬ ،‫ثم‬ ‫ومن‬ .‫والثقافي‬ ‫واالقتصادي‬
Max)‫فيبر‬ ‫ماكس‬ :‫أمثال‬ ‫الرواد‬ ‫والعلماء‬ ‫املفكرين‬ ‫من‬ ‫بمجموعة‬ ،‫والتطبيقية‬ ‫النظرية‬ ‫تصوراته‬ ‫في‬ ،‫بورديو‬ ‫بيير‬ ‫تأثر‬ ‫وقد‬ ،‫هذا‬
،(‫السببي‬ ‫)التفسير‬ (Émile Durkheim) ‫دوركايم‬ ‫وإميل‬ ،(‫)الرأسمال‬ (Karl Marx)‫ماركس‬ ‫وكارل‬ ،(‫الرمزي‬ ‫)البعد‬ (Weber
Maurice Merleau-)‫ميرلوبونتي‬ ‫وموريس‬ ،(‫)البنيوية‬ (Mauss) ‫موس‬ ‫ومارسيل‬ (Claude Lévi-Strauss)‫شتروس‬ ‫ليفي‬ ‫وكلود‬
،(‫)الطبيعة‬ (Wittgenstein ) ‫وفيتجنشتاين‬ ،(‫الخاص‬ ‫الجسد‬ ‫وفكرة‬ ‫)الفينومينولوجيا‬ (Husserl)‫وهوسرل‬ (Ponty
.(‫املجتمعيني‬ ‫الفاعلني‬ ‫)قواعد‬ (Pascal)‫وباسكال‬
‫العنف‬ ‫ودراسة‬ ،‫وإيديولوجي‬ ‫سياسي‬ ‫هو‬ ‫عما‬ ‫واالبتعاد‬ ،‫املنطقي‬ ‫العلمي‬ ‫بالطابع‬ ‫بورديو‬ ‫بيير‬ ‫عند‬ ‫السوسيولوجيا‬ ‫تتميز‬ ،‫وعليه‬
‫يدعو‬ ‫بورديو‬ ‫أن‬ ‫هذا‬ ‫ويعني‬ .‫العلمي‬ ‫البحث‬ ‫في‬ ‫وسياسي‬ ‫شخصي‬ ‫هو‬ ‫ما‬ ‫إدخال‬ ‫دون‬ ،‫وصارمة‬ ‫دقيقة‬ ‫علمية‬ ‫ت‬ ‫مقاربا‬ ‫وفق‬ ‫الرمزي‬
‫الذي‬ ‫االجتماعي‬ ‫الطلب‬ ‫رفض‬ ‫إذا‬ ‫إال‬ ‫يقوم‬ ‫أن‬ ‫االجتماع‬ ‫لعلم‬ ‫يمكن‬ ‫ال‬ ":‫يقول‬ ،‫الصدد‬ ‫هذا‬ ‫وفي‬ .‫علمية‬ ‫سوسيولوجيا‬ ‫تأسيس‬ ‫إلى‬
‫تلك‬ ‫اللهم‬ ،‫أجلها‬ ‫من‬ ‫انتدب‬ ‫غاية‬ ‫وال‬ ‫لها‬ ‫يسخر‬ ‫مهمة‬ ‫له‬ ‫ليس‬ ،‫االجتماع‬ ‫وعالم‬ .‫للتحريض‬ ‫وأدوات‬ ‫املشروعية‬ ‫إلضفاء‬ ‫وسائل‬ ‫يلتمس‬
.[3]".‫بحثه‬ ‫منطق‬ ‫عليه‬ ‫يفرضها‬ ‫التي‬
‫تعطي‬ ،‫تكوينية‬ ‫بنيوية‬ ‫إطار‬ ‫في‬ ‫املجتمع‬ ‫ببنية‬ ‫الفعل‬ ‫يربط‬ ‫الذي‬ (Habitus) ‫الهابيتوس‬ ‫بدراسة‬ ‫السوسيولوجيا‬ ‫تعنى‬ ،‫ثم‬ ‫ومن‬
.‫سواء‬ ‫حد‬ ‫على‬ ‫املجتمعية‬ ‫والبنية‬ ‫للفاعل‬ ‫الكبرى‬ ‫األهمية‬
،‫املثقفني‬ ‫سوسيولوجيا‬ ‫أو‬ ‫الثقافي‬ ‫امليدان‬ ‫وسوسيولوجيا‬ ،‫التعليمي‬ ‫النظام‬ ‫سوسيولوجيا‬ ‫إلرساء‬ ‫جهوده‬ ‫جل‬ ‫بورديو‬ ‫كرس‬ ‫وقد‬ ،‫هذا‬
‫علمية‬ ‫رؤية‬ ‫وفق‬ ،‫تطورها‬ ‫في‬ ‫املتحكمة‬ ‫واآلليات‬ ‫القوى‬ ‫بعالقات‬ ‫عالقته‬ ‫في‬ ‫املجتمعي‬ ‫الصراع‬ ‫وتحليل‬ ،‫الرمزي‬ ‫العنف‬ ‫وفهم‬
‫والهيمنة‬ ‫التنافس‬ ‫بنية‬ ‫بآليات‬ ‫مرتبطة‬ ،‫فيه‬ ‫تمارس‬ ‫الذي‬ ‫واملجال‬ ‫الحقل‬ ‫كان‬ ‫مهما‬ ،‫االجتماعية‬ ‫اللعبة‬ ‫أن‬ ‫تصوره‬ ‫ومفاد‬ .‫موضوعية‬
‫واعية‬ ‫غير‬ ‫بطريقة‬ ‫بدورهم‬ ‫فينتجونها‬ ،‫االجتماعية‬ ‫التنشئة‬ ‫طريق‬ ‫عن‬ ‫األفراد‬ ‫لدى‬ ‫متجذرة‬ ‫اآلليات‬ ‫هذه‬ ‫أصبحت‬ ‫وقد‬ .‫والصراع‬

3. ‫مسيطرة‬ ‫وطبقة‬ ،‫مسيطرة‬ ‫طبقة‬ ‫وجود‬ ‫عن‬ ‫الناتجة‬ ‫الالمساواة‬ ‫هذه‬ ‫إنتاج‬ ‫إلعادة‬ ‫فضاء‬ ‫املدرسة‬ ‫تعد‬ ،‫ثم‬ ‫ومن‬ .‫معياري‬ ‫كهابيتوس‬
‫آليات‬ ‫أن‬ ‫ويالحظ‬ .‫باملدرسة‬ ‫املرتبطني‬ ‫املجتمعيني‬ ‫الفاعلني‬ ‫ضد‬ ‫الرمزي‬ ‫العنف‬ ‫ممارسة‬ ‫في‬ ‫التربوي‬ ‫النظام‬ ‫يساهم‬ ‫حيث‬ ،‫عليها‬
‫مجتمعات‬ ‫أو‬ ،‫نوعية‬ ‫أو‬ ‫جنسية‬ ‫أو‬ ‫طبقية‬ ‫تراتبية‬ ‫بدون‬ ‫مجتمعات‬ ‫النعرف‬ ‫فنحن‬ ،‫ثم‬ ‫ومن‬ .‫آخر‬ ‫إلى‬ ‫جيل‬ ‫من‬ ‫تنتقل‬ ‫والسيطرة‬ ‫التنافس‬
‫املوضوعية‬ ‫البنيات‬ ‫في‬ ‫تتحكم‬ ‫التي‬ ‫السيطرة‬ ‫آليات‬ ‫تحليل‬ ‫هو‬ ‫بورديو‬ ‫عند‬ ‫السوسيولوجيا‬ ‫فهدف‬ ،‫لذلك‬ .‫هيمنة‬ ‫أو‬ ‫سلطة‬ ‫بدون‬
‫واقعية‬ ‫حقيقة‬ ‫يشكلون‬ ‫ال‬ ،‫لذلك‬ .‫واعية‬ ‫غير‬ ‫بطريقة‬ ‫السيطرة‬ ‫آللية‬ ‫منفذين‬ ‫مجرد‬ ‫فهم‬ ،‫املجتمعيون‬ ‫الفاعلون‬ ‫أما‬ .‫املجتمعية‬ ‫للحقول‬
‫مجموع‬ ‫يعني‬ ‫الذي‬ ‫الهابيتوس‬ ‫عبر‬ ،‫نفسه‬ ‫الطبقي‬ ‫اإلنتاج‬ ‫األفراد‬ ‫هؤالء‬ ‫يعيد‬ ،‫ثم‬ ‫ومن‬ .‫السوسيولوجي‬ ‫يستكشفها‬ ‫أن‬ ‫يمكن‬
‫ينتجون‬ ‫األفراد‬ ‫بأن‬ ،‫بورديو‬ ‫مع‬ ،‫القول‬ ‫يمكن‬ ‫كيف‬ ‫ولكن‬ .‫جديدة‬ ‫أو‬ ‫مفاجئة‬ ‫وضعيات‬ ‫ملواجهة‬ ‫الفرد‬ ‫يمتلكها‬ ‫التي‬ ‫اإلستراتيجيات‬
‫اجتماعية‬ ‫باحتجاجات‬ ‫يقومون‬ ‫هؤالء‬ ‫أن‬ ‫ذلك‬ ‫على‬ ‫والدليل‬ ،‫صحيح‬ ‫غير‬ ‫الحكم‬ ‫فهذا‬ .‫واعية‬ ‫غير‬ ‫بطريقة‬ ‫الهيمنة‬ ‫من‬ ‫مختلفة‬ ‫أشكاال‬
.‫والهيمنة‬ ‫السلطة‬ ‫أشكال‬ ‫لكل‬ ‫والرافض‬ ‫الواعي‬ ‫موقفهم‬ ‫عن‬ ‫تعبر‬ ‫وسياسية‬
‫حركات‬ ‫ظهرت‬ ‫فقد‬ ،‫لذلك‬.‫وهيمنتها‬ ‫الذكورة‬ ‫بسلطة‬ ‫واعيات‬ ‫النساء‬ ‫فإن‬ ،‫الذكوري‬ ‫الهابيتوس‬ -‫التمثيل‬ ‫سبيل‬ ‫على‬ - ‫أخذنا‬ ‫وإذا‬
‫عن‬ ‫مدافعني‬ ‫النساء‬ ‫جانب‬ ‫إلى‬ ‫الرجال‬ ‫فيها‬ ‫شارك‬ ‫وقد‬ ،‫صارخة‬ ‫احتجاجات‬ ‫شكل‬ ‫في‬ ‫العشرين‬ ‫القرن‬ ‫بداية‬ ‫منذ‬ ‫متعددة‬ ‫نسائية‬
‫نفسه‬ ‫الطبقي‬ ‫اإلنتاج‬ ‫إعادة‬ ‫على‬ ‫املجتمعات‬ ‫تقتصر‬ ‫ال‬ ،‫أخرى‬ ‫ناحية‬ ‫ومن‬ .‫الذكورية‬ ‫الهيمنة‬ ‫أشكال‬ ‫لكل‬ ‫ورافضني‬ ،‫حقوقهن‬
‫بحريات‬ ‫تمتعت‬ ‫إذ‬ ،‫كبير‬ ‫بشكل‬ ‫تغيرت‬ ‫قد‬ -‫اآلن‬ - ‫املرأة‬ ‫فوضعية‬ .‫االزدهار‬ ‫وتحقيق‬ ‫والتقدم‬ ‫والتغيير‬ ‫التطور‬ ‫إل‬ ‫تسعى‬ ‫بل‬ ،‫فحسب‬
‫واملناصب‬ ‫االمتيازات‬ ‫مختلف‬ ‫على‬ ‫استولت‬ ‫التي‬ ‫األنوثة‬ ‫هيمنة‬ ‫عن‬ ،‫القريب‬ ‫املستقبل‬ ‫في‬ ،‫الحديث‬ ‫يمكن‬ ‫بل‬ .‫بالرجل‬ ‫مقارنة‬ ‫أكثر‬
.‫واإلقصاء‬ ‫واالنزواء‬ ‫والتهميش‬ ‫البطالة‬ ‫عرضة‬ ‫الرجل‬ ‫أصبح‬ ،‫حني‬ ‫في‬ .‫واالجتماعية‬ ‫واالقتصادية‬ ‫اإلدارية‬
:‫السوسيولوجية‬ ‫املنهجية‬
‫والصراع‬ ‫التنافس‬ ‫أن‬ ‫أساس‬ ‫على‬ ،‫الجدلي‬ ‫األساس‬ ‫ذات‬ ‫املاركسية‬ ‫املقاربة‬ ،‫السوسيولوجية‬ ‫أبحاثه‬ ‫في‬ ،‫بورديو‬ ‫بيير‬ ‫يتبنى‬
‫الصراع‬ ‫هذا‬ ‫لكن‬ .‫املاركسية‬ ‫التحليالت‬ ‫إلى‬ ‫تستند‬ ‫التي‬ ‫الصراعية‬ ‫باملقاربة‬ ‫بورديو‬ ‫يرتبط‬ ،‫ثم‬ ‫ومن‬ .‫للمجتمع‬ ‫أساسيتان‬ ‫وظيفتان‬
‫صعيد‬ ‫على‬ ‫يتحددا‬ ‫أن‬ ‫قبل‬ ،‫األصلية‬ ‫الفرعية‬ ‫املجتمعية‬ ‫والفضاءات‬ ‫الحقول‬ ‫مختلف‬ ‫في‬ ،‫شيء‬ ‫كل‬ ‫قبل‬ ،‫يتشكالن‬ ‫والتنافس‬
‫ومسيطرين‬ ‫مسيطرين‬ ‫ووجود‬ ،‫خاص‬ ‫واجتماعي‬ ‫طبقي‬ ‫تفاوت‬ ‫بوجود‬ ‫الحقول‬ ‫هذه‬ ‫تتميز‬ ،‫ثم‬ ‫ومن‬ .‫املاكروسوسيولوجي‬ ‫املجتمع‬
-‫الصراع‬ ‫هذا‬ ‫فإن‬ ،‫االجتماعية‬ ‫الطبقات‬ ‫صراع‬ ‫على‬ ‫قائما‬ -‫املاركسية‬ ‫املقاربة‬ ‫حسب‬ - ‫املجتمع‬ ‫كان‬ ‫إذا‬ ،‫آخر‬ ‫وبتعبير‬ .‫عليهم‬
.‫عامة‬ ‫اجتماعية‬ ‫ظاهرة‬ ‫إلى‬ ‫يتحول‬ ‫أن‬ ‫قبل‬ ،‫فرعية‬ ‫مجتمعية‬ ‫وفضاءات‬ ‫حقول‬ ‫ضمن‬ ‫أوال‬ ‫يتشكل‬ -‫بورديو‬ ‫بيير‬ ‫حسب‬
‫من‬ ‫مجموعة‬ ‫يطورون‬ ‫املجتمعيني‬ ‫الفاعلني‬ ‫أن‬ ‫بمعنى‬ .‫الهابيتوس‬ ‫بمفهوم‬ ‫ترتبط‬ ‫التي‬ ‫الفعل‬ ‫نظرية‬ ‫بورديو‬ ‫ببير‬ ‫بلور‬ ‫وقد‬ ،‫هذا‬
:‫أي‬.‫االجتماعي‬ ‫العالم‬ ‫ضرورات‬ ‫مع‬ ‫التكيف‬ ‫بغية‬ ،‫واعية‬ ‫غير‬ ‫بطريقة‬ ،‫االجتماعية‬ ‫التنشئة‬ ‫طريق‬ ‫عن‬ ‫يتمثلونها‬ ‫التي‬ ‫اإلستراتيجيات‬
‫التي‬ ‫واملعايير‬ ‫والتجارب‬ ‫والخبرات‬ ‫واألعراف‬ ‫والعادات‬ ‫والقيم‬ ‫واملكتسبات‬ ‫واملوارد‬ ‫املواقف‬ ‫من‬ ‫مجموعة‬ ‫عن‬ ‫عبارة‬ ‫الهابيتوس‬ ‫إن‬
‫الصعبة‬ ‫الوضعيات‬ ‫مواجهة‬ ‫أثناء‬ ‫استدماجها‬ ‫بغية‬ ،‫الشعورية‬ ‫بطريقة‬ ،‫االجتماعية‬ ‫التنشئة‬ ‫طريق‬ ‫عن‬ ‫استضمرها‬ ‫قد‬ ‫الفرد‬ ‫يكون‬
‫أو‬ ‫الذات‬ ‫يتوسط‬ ‫الذي‬ ‫األعلى‬ ‫األنا‬ ‫بمثابة‬ ‫أو‬ ،‫واملجتمع‬ ‫الفعل‬ ‫بني‬ ‫وسيطا‬ ‫الهابيتوس‬ ‫يكون‬ ،‫وبهذا‬ .‫االجتماعي‬ ‫العالم‬ ‫في‬ ‫واملعقدة‬
.‫السيكولوجي‬ ‫باملفهوم‬ ‫واملجتمع‬ ‫األنا‬
‫املجتمع‬ ‫مع‬ ‫وتأقلمهم‬ ‫تكيفهم‬ ‫أثناء‬ ‫املجتمعيون‬ ‫األفراد‬ ‫عنها‬ ‫يصدر‬ ‫التي‬ ‫الواعية‬ ‫غير‬ ‫األفعال‬ ‫بمثابة‬ ‫هو‬ ‫فالهابيتوس‬ ،‫ذلك‬ ‫على‬ ‫عالوة‬
‫بني‬ ،‫واملجتمع‬ ‫الفرد‬ ‫بني‬ ‫الهابيتوس‬ ‫يوحد‬ ،‫وبهذا‬ .‫التكويني‬ ‫منظوره‬ ‫في‬ (Jean Piaget) ‫بياجيه‬ ‫جان‬ ‫يقول‬ ‫كما‬ ،‫واستيعابا‬ ‫مماثلة‬
...‫والحرية‬ ‫والضرورة‬ ،‫واملوضوع‬ ‫والذات‬ ،‫والبنية‬ ‫الفعل‬
Structuralisme constructiviste » ou constructivisme») ‫التكوينية‬ ‫البنيوية‬ ‫بورديو‬ ‫بيير‬ ‫يتبنى‬ ،‫سبق‬ ‫ما‬ ‫على‬ ‫وتأسيسا‬

4. ‫وبنية‬ ‫املجتمعي‬ ‫الفاعل‬ ‫دور‬ ‫بني‬ ‫يجمع‬ ‫أو‬ ،‫والبنية‬ ‫الفعل‬ ‫بني‬ ‫يوفق‬ ‫أنه‬ ‫بمعنى‬ .[4]‫السوسيولوجي‬ ‫املستوى‬ ‫على‬ (structuraliste
‫الفهم‬ ‫بني‬ ‫تفاعال‬ ‫أو‬ ،‫واملجتمع‬ ‫الفاعل‬ ‫بني‬ ‫وتماثال‬ ‫تفاعال‬ ‫هناك‬ ‫أن‬ ‫بمعنى‬ .‫اآلخر‬ ‫في‬ ‫يؤثر‬ ‫العنصرين‬ ‫هذين‬ ‫من‬ ‫واحد‬ ‫فكل‬ .‫املجتمع‬
‫ماكس‬ ‫عند‬ ‫الذاتي‬ ‫اإلنساني‬ ‫والتصور‬ ،‫التفسيري‬ ‫الدوركايمي‬ ‫التصور‬ ‫بني‬ ‫وفق‬ ‫قد‬ ‫يكون‬ ،‫وبهذا‬ .‫والحرية‬ ‫الضرورة‬ ‫بني‬ ،‫والتفسير‬
‫تمارس‬ ‫مجتمعية‬ ‫حتمية‬ ‫أو‬ ‫ضرورة‬ ‫ثمة‬ ‫ألن‬ ‫إيجابا؛‬ ‫أو‬ ‫سلبا‬ ‫األفراد‬ ‫في‬ ‫التأثير‬ ‫في‬ ‫املجتمع‬ ‫أهمية‬ ‫بورديو‬ ‫بيير‬ ‫ينكر‬ ‫ال‬ :‫أي‬.‫فيبر‬
‫يكون‬ ،‫وبهذا‬ .‫وإبداعه‬ ‫وخلقه‬ ‫املجتمع‬ ‫تغيير‬ ‫في‬ ‫مهما‬ ‫دورا‬ ‫لإلنسان‬ ‫أن‬ ‫يثبت‬ ،‫نفسه‬ ‫الوقت‬ ‫وفي‬ .‫املجتمعيني‬ ‫الفاعلني‬ ‫على‬ ‫تأثيرها‬
‫اإلنسان‬ ‫يعتبر‬ ‫الذي‬ ‫فيبر‬ ‫بماكس‬ ‫تأثر‬ ،‫نفسه‬ ‫الوقت‬ ‫وفي‬ .‫حتمية‬ ‫وقواعد‬ ‫بنيات‬ ‫نتاج‬ ‫اإلنسان‬ ‫تعتبر‬ ‫التي‬ ‫بالبنيوية‬ ‫تأثر‬ ‫قد‬ ‫بورديو‬
‫تحكيم‬ ‫مع‬ ،‫والبنية‬ ‫الفعل‬ ‫وثتنائية‬ ،‫واملاكرو‬ ‫امليكرو‬ ‫وثنائية‬ ،‫واملوضوعية‬ ‫الذاتية‬ ‫ثنائية‬ ‫بورديو‬ ‫يتجاوز‬ ،‫وبذلك‬ .‫للمجتمع‬ ‫وبانيا‬ ‫فاعال‬
.‫وموحدا‬ ‫وجامعا‬ ‫وسيطا‬ ‫عنصرا‬ ‫باعتباره‬ ‫الثنائيات‬ ‫هذه‬ ‫كل‬ ‫في‬ ‫الهابيتوس‬
:‫السوسيولوجية‬ ‫املفاهيم‬
‫النظريات‬ ‫من‬ ‫كثير‬ ‫في‬ ‫تأثير‬ ‫لها‬ ‫كان‬ ‫وقد‬ ،‫وكتبه‬ ‫ودراساته‬ ‫أبحاثه‬ ‫في‬ ‫السوسيولوجية‬ ‫املفاهيم‬ ‫من‬ ‫مجموعة‬ ‫بورديو‬ ‫بيير‬ ‫وظف‬
:‫يلي‬ ‫ما‬ ‫نذكر‬ ‫املفاهيم‬ ‫هذه‬ ‫بني‬ ‫ومن‬ .[5] ‫وغموضها‬ ‫تعقيدها‬ ‫من‬ ‫الرغم‬ ‫على‬ ،‫املعاصرة‬ ‫السوسيولوجية‬ ‫واملدارس‬
:‫اإلنتاج‬ ‫إعادة‬
‫التربوي‬ ‫النظام‬ ‫على‬ ‫السوسيولوجي‬ ‫اهتمامه‬ ‫ركز‬ ‫حينما‬ ،‫والتقويم‬ ‫والدراسة‬ ‫بالتحليل‬ ‫اإلنتاج‬ ‫إعادة‬ ‫مفهوم‬ ‫بورديو‬ ‫بيير‬ ‫تناول‬ ‫لقد‬
‫القرن‬ ‫من‬ ‫الستني‬ ‫سنوات‬ ‫منذ‬ ،(‫اإلنتاج‬ ‫)إعاة‬ ‫كتابهما‬ ‫في‬ ،(Jean-Claude Passeron)‫باسرون‬ ‫كلود‬ ‫جان‬ ‫صديقه‬ ‫مع‬ ‫الفرنسي‬
.‫التربية‬ ‫لسوسيولوجيا‬ ‫واملنهجي‬ ‫العلمي‬ ‫واالزدهار‬ ‫التطور‬ ‫مرحلة‬ ‫الفترة‬ ‫هذه‬ ‫كانت‬ ‫إذ‬ ،[6]‫املاضي‬
‫فرضية‬ ‫من‬ ‫انطلقا‬ ‫وقد‬ ،‫التربية‬ ‫لسوسيولوجية‬ ‫ثانية‬ ‫والدة‬ ‫أعطيا‬ ‫اللذان‬ ‫هما‬ ‫باسرون‬ ‫وكلود‬ ‫بورديو‬ ‫بيير‬ ‫بأن‬ ‫القول‬ ‫ويمكن‬
‫إلى‬ ‫االختالف‬ ‫هذا‬ ‫ويرجع‬ .‫املدرسي‬ ‫النجاح‬ ‫تحقيق‬ ‫في‬ ‫نفسها‬ ‫الحظوظ‬ ‫يملكون‬ ‫ال‬ ‫املتعلمني‬ ‫كون‬ ‫في‬ ‫تتمثل‬ ،‫أساسية‬ ‫سوسيولوجية‬
‫األبحاث‬ ‫قادت‬ ‫فقد‬ ،‫ثم‬ ‫ومن‬ .‫نفسه‬ ‫الدراسي‬ ‫الفصل‬ ‫داخل‬ ‫فردية‬ ‫فوارق‬ ‫ووجود‬ ،‫الطبقي‬ ‫والتفاوت‬ ،‫االجتماعية‬ ‫التراتبية‬
‫الفرنسية‬ ‫املدرسة‬ ‫في‬ ‫املتعلم‬ ‫يتلقاها‬ ‫التي‬ ‫الثقافة‬ ‫أن‬ :‫هو‬ ‫أساسي‬ ‫استنتاج‬ ‫إلى‬ ‫وباسرون‬ ‫بورديو‬ ‫واإلحصائية‬ ‫السوسيولوجية‬
،‫ثم‬ ‫ومن‬ .‫الحاكمة‬ ‫الطبقة‬ ‫وثقافة‬ ‫الهيمنة‬ ‫ثقافة‬ ‫عن‬ ‫تعبر‬ ‫مؤدلجة‬ ‫ثقافة‬ ‫هي‬ ‫بل‬ ،‫ومحايدة‬ ‫نزيهة‬ ‫أو‬ ‫موضوعية‬ ‫ثقافة‬ ‫ليست‬ ‫الرأسمالية‬
.‫املجتمعي‬ ‫واالنضباط‬ ‫والتطبع‬ ‫التوافق‬ ‫ثقافة‬ ‫إطار‬ ‫في‬ ‫املجتمع‬ ‫في‬ ‫له‬ ‫إدماجا‬ ‫بل‬ ،‫للمتعلم‬ ‫تحريرا‬ ‫االجتماعية‬ ‫التنشئة‬ ‫فليست‬
‫مدرسة‬ ‫فهي‬ ،‫ثم‬ ‫ومن‬ .‫واالنتخاب‬ ‫واالنتقاء‬ ‫االصطفاء‬ ‫طريق‬ ‫عن‬ ‫نفسها‬ ‫االجتماعية‬ ‫الطبقات‬ ‫إنتاج‬ ‫املدرسة‬ ‫لنا‬ ‫تعيد‬ ،‫وبالتالي‬
.‫بامتياز‬ ‫االجتماعية‬ ‫الالمساواة‬
‫القرن‬ ‫من‬ ‫السبعني‬ ‫سنوات‬ ‫غاية‬ ‫إلى‬ ‫الستني‬ ‫سنوات‬ ‫في‬ ‫مهما‬ ‫منحى‬ ‫عرفت‬ ‫قد‬ ‫النقدية‬ ‫التربية‬ ‫سوسيولوجيا‬ ‫أن‬ ‫كله‬ ‫هذا‬ ‫ويعني‬
‫التربوية‬ ‫املؤسسة‬ ‫بني‬ ‫أو‬ ،‫والتطبيق‬ ‫النظرية‬ ‫بني‬ ‫الهوة‬ ‫توسعت‬ ‫أن‬ ‫بعد‬ ،‫سياسي‬ ‫هو‬ ‫مما‬ ‫أكثر‬ ‫علميا‬ ‫بعدا‬ ‫اتخذت‬ ‫فقد‬ ،‫العشرين‬
‫إلى‬ ‫تحولها‬ ‫أو‬ ،‫والطبقية‬ ‫االجتماعية‬ ‫والصراعات‬ ‫والتطاحن‬ ‫للمنافسة‬ ‫فضاء‬ ‫إلى‬ ‫الرأسمالية‬ ‫املدرسة‬ ‫تحول‬ ‫بعد‬ ‫والسيما‬ ،‫واملجتمع‬
،‫والحظوظ‬ ‫الفرص‬ ‫مستوى‬ ‫على‬ ‫املساواة‬ ‫فيها‬ ‫وتغيب‬ ،‫الحقيقية‬ ‫االجتماعية‬ ‫العدالة‬ ‫فيها‬ ‫تنعدم‬ ،‫طبقية‬ ‫تراتبية‬ ‫أو‬ ‫هيرارشية‬ ‫مؤسسة‬
‫الطبقة‬ ‫وأبناء‬ ‫الغنية‬ ‫الطبقات‬ ‫أبناء‬ ‫حليف‬ ‫النجاح‬ ‫يكون‬ ،‫حني‬ ‫في‬ .‫الشعبية‬ ‫الطبقات‬ ‫أبناء‬ ‫مآل‬ ‫واإلخفاق‬ ‫الفشل‬ ‫يكون‬ ‫حيث‬
.‫االجتماعي‬ ‫والتميز‬ ‫الطبقي‬ ‫واالصطفاء‬ ‫لالنتقاء‬ ‫مدرسة‬ ‫أو‬ ،‫بامتياز‬ ‫فارقية‬ ‫مدرسة‬ ‫أصبحت‬ :‫أي‬ .‫الحاكمة‬
‫بذلك‬ ‫وهي‬ .‫طبقات‬ ‫إلى‬ ‫املجتمع‬ ‫تقسيم‬ ‫وفق‬ ‫تعمل‬ ‫املدرسة‬ ‫أن‬ "‫هي‬ ‫أساسية‬ ‫فكرة‬ ‫من‬ ‫وباسرون‬ ‫بورديو‬ ‫ينطلق‬ ،‫أكثر‬ ‫وللتوضيح‬
‫غير‬ -‫املدرسة‬ ‫ولوجهم‬ ‫قبل‬ - ‫البداية‬ ‫ومنذ‬ ،‫األطفال‬ ‫فإن‬ ،‫لهذا‬ ‫وتبعا‬ .‫أنتجها‬ ‫الذي‬ ‫القائم‬ ‫الوضع‬ ‫على‬ ‫واملحافظة‬ ‫اإلنتاج‬ ‫إعادة‬ ‫تكرس‬
‫عملية‬ ‫تسهل‬ ‫التي‬ ‫املالئمة‬ ‫اللغوية‬ ‫املهارات‬ ‫امتالك‬ ‫)أي‬ ‫الثقافي‬ ‫الرأسمال‬ ‫في‬ ‫متساوين‬ ‫غير‬ :‫أي‬ .‫والثقافة‬ ‫املدرسة‬ ‫أمام‬ ‫متساوين‬
‫إلى‬ ‫أقرب‬ ‫وهو‬ ،‫معينا‬ ‫ولغويا‬ ‫ثقافيا‬ ‫معيارا‬ ‫تفرض‬ ‫فهي‬ - ‫اإلنتاج‬ ‫إعادة‬ - ‫وظيفتها‬ ‫على‬ ‫املدرسة‬ ‫تحافظ‬ ‫ولكي‬ .(‫التربوي‬ ‫التواصل‬
‫القيمي‬ ‫النظام‬ :‫أي‬ .(Ethos)‫اإليتوس‬ ‫هذا‬ ‫إن‬ .‫الشعبية‬ ‫والطبقات‬ ‫األسر‬ ‫في‬ ‫منه‬ ‫البورجوازية‬ ‫األسر‬ ‫في‬ ‫الساريتني‬ ‫والثقافة‬ ‫اللغة‬

5. ‫العمل‬ ‫طريق‬ ‫عن‬ ‫األفراد‬ ‫لدى‬ ‫األبيتوس‬ ‫أو‬ ‫االستعداد‬ ‫من‬ ‫نوع‬ ‫خلق‬ ‫إلى‬ ‫يؤدي‬ ‫املسيطرة‬ ‫الطبقات‬ ‫لصالح‬ ‫هو‬ ‫والذي‬ ،‫بعمق‬ ‫املستبطن‬
.‫املسيطرة‬ ‫الجماعة‬ ‫قبل‬ ‫من‬ ‫املفروض‬ ‫الثقافي‬ ‫التعسف‬ ‫لتشريب‬ ‫أساسا‬ ‫يسعى‬ ‫الذي‬ ‫التربوي‬
‫إن‬ ،‫التوافق‬ ‫عملية‬ ‫عليه‬ ‫يسهل‬ ‫مما‬ ،‫مدرسته‬ ‫وثقافة‬ ‫فئته‬ ‫ثقافة‬ ‫بني‬ ‫وتكامال‬ ‫استمرارية‬ ‫يعيش‬ ‫البورجوازية‬ ‫الفئة‬ ‫طفل‬ ‫أن‬ ‫يعني‬ ‫وهذا‬
.‫املدرسي‬ ‫للنظام‬ ‫وريثا‬ ‫يصبح‬ ،‫ثمة‬ ‫ومن‬ .‫متوافقا‬ ‫مسبقا‬ ‫يكن‬ ‫لم‬
‫يتوافق‬ ‫ولكي‬ .‫عنه‬ ‫وبعيدة‬ ‫غريبة‬ ‫األخيرة‬ ‫هذه‬ ‫يجعل‬ ‫مما‬ .‫مدرسته‬ ‫وثقافة‬ ‫فئته‬ ‫ثقافة‬ ‫بني‬ ‫قطيعة‬ ‫يعيش‬ ‫فهو‬ ،‫الدنيا‬ ‫الطبقة‬ ‫طفل‬ ‫أما‬
‫تعبير‬ ‫حسب‬ ،‫يمر‬ ‫أن‬ :‫أي‬ .‫والسلوك‬ ‫واللغة‬ ‫التفكير‬ ‫في‬ ‫جديدة‬ ‫طرائق‬ ‫ويتعلم‬ ،‫ثقافته‬ ‫رواسب‬ ‫من‬ ‫يتخلص‬ ‫أن‬ ‫عليه‬ ،‫معها‬ ‫دراسيا‬
.‫املثاقفة‬ ‫بعملية‬ ‫ثانيا‬ ‫ثم‬ ،‫الثقافة‬ ‫من‬ ‫االنحالل‬ ‫بعملية‬ ‫أوال‬ ،(Perrnoud) ‫بيرنو‬
‫مما‬ ،‫املسيطرة‬ ‫الطبقة‬ ‫وبني‬ ‫بينها‬ ‫التكامل‬ ‫تخدم‬ ‫للمدرسة‬ ‫الضمنية‬ ‫األهداف‬ ‫أن‬ ‫توضح‬ ‫وباسرون‬ ‫بورديو‬ ‫أطروحة‬ ‫فإن‬ ،‫العموم‬ ‫وعلى‬
،‫نفسها‬ ‫لألهداف‬ ‫تبعا‬ ،‫الدنيا‬ ‫والطبقة‬ ‫املدرسة‬ ‫بني‬ ‫التكامل‬ ‫انعدام‬ ‫إن‬ ،‫حني‬ ‫في‬ .‫دراسيا‬ ‫ناجحني‬ ‫أطفاال‬ ‫األخيرة‬ ‫هذه‬ ‫أبناء‬ ‫يجعل‬
.[7]".‫أبنائها‬ ‫ضمن‬ ‫ضحاياه‬ ‫يحصد‬ ‫الدراسي‬ ‫الفشل‬ ‫يجعل‬
‫تعكس‬ ‫التي‬ ‫املدرسية‬ ‫الالمساواة‬ ‫سؤال‬ ‫هو‬ ،‫الستني‬ ‫سنوات‬ ‫في‬ ،‫التربية‬ ‫سوسيولوجيا‬ ‫عليه‬ ‫ركزت‬ ‫الذي‬ ‫السؤال‬ ‫أن‬ ‫هذا‬ ‫ويعني‬
‫املستوى‬ ‫واختالف‬ ،‫املحظوظة‬ ‫الطبقات‬ ‫أبناء‬ ‫عن‬ ‫العمالية‬ ‫الطبقات‬ ‫أبناء‬ ‫اختالف‬ ‫مدى‬ ‫وتعكس‬ ،‫واالجتماعية‬ ‫الطبقية‬ ‫الالمساواة‬
‫أبناء‬ ‫والسيما‬ ،‫الدنيا‬ ‫الطبقات‬ ‫أبناء‬ ‫حظ‬ ‫من‬ ‫يكون‬ ‫الذي‬ ‫القصير‬ ‫والتعليم‬ ،‫املحظوظة‬ ‫الطبقات‬ ‫أبناء‬ ‫يرتاده‬ ‫الذي‬ ‫الطويل‬ ‫التعليمي‬
‫على‬ ‫والدليل‬ .‫الستينية‬ ‫السوسيولوجيا‬ ‫هذه‬ ‫على‬ ‫الجديد‬ ‫املاركسي‬ ‫النقد‬ ‫يغلب‬ ،‫لذا‬.‫سواء‬ ‫حد‬ ‫على‬ ‫املهاجرين‬ ‫وأبناء‬ ‫العمالية‬ ‫الطبقات‬
‫ومن‬ .‫بامتياز‬ ‫طبقية‬ ‫مدرسة‬ -‫فعال‬ - ‫كانت‬ ‫التي‬ ‫الرأسمالية‬ ‫املدرسة‬ ‫بسبب‬ ‫م؛‬1968 ‫سنة‬ ‫في‬ ‫أوارها‬ ‫اشتعل‬ ‫التي‬ ‫العارمة‬ ‫الثورة‬ ‫ذلك‬
‫ومنع‬ ،‫واملجتمعية‬ ‫الطبقية‬ ‫الفوارق‬ ‫من‬ ‫والحد‬ ،‫الشاملة‬ ‫االجتماعية‬ ‫املساواة‬ ‫وتحقيق‬ ،‫التعليم‬ ‫دمقرطة‬ ‫في‬ ‫يتمثل‬ ‫الحل‬ ‫كان‬ ‫فقد‬ ،‫ثم‬
.‫اصطفاء‬ ‫أو‬ ‫انتقاء‬ ‫أو‬ ‫تمييز‬ ‫بدون‬ ‫املتعلمني‬ ‫لجميع‬ ‫النجاح‬ ‫تحقق‬ ‫موحدة‬ ‫مدرسة‬ ‫وخلق‬ ،‫املتعلمني‬ ‫ضد‬ ‫الرمزي‬ ‫العنف‬ ‫ممارسة‬
‫املاركسية‬ ‫املقاربة‬ ‫على‬ ‫اعتمدت‬ ‫إذ‬ ،‫التربية‬ ‫سوسيولوجيا‬ ‫حول‬ ‫الكالسيكية‬ ‫للدراسات‬ ‫نقدا‬ ‫بورديو‬ ‫دراسات‬ ‫اعتبار‬ ‫يمكن‬ ،‫وعليه‬
‫للتنافس‬ ‫فضاء‬ ‫املدرسة‬ ‫أن‬ ‫أساس‬ ‫على‬ ،‫عامة‬ ‫بصفة‬ ‫الرأسمالية‬ ‫واملدرسة‬ ،‫خاصة‬ ‫بصفة‬ ‫الفرنسية‬ ‫املدرسة‬ ‫دراسة‬ ‫في‬ ‫الجديدة‬
.‫واملجتمعي‬ ‫الطبقي‬ ‫والصراع‬ ‫والهيمنة‬
‫في‬ ‫الذكورية‬ ‫الهيمنة‬ ‫إنتاج‬ ‫إعادة‬ ‫بدراسة‬ ‫كذلك‬ ‫اهتم‬ ‫بل‬ ،‫فقط‬ ‫تربوي‬ ‫هو‬ ‫ما‬ ‫على‬ ‫بورديو‬ ‫بيير‬ ‫عند‬ ‫اإلنتاج‬ ‫إعادة‬ ‫نظرية‬ ‫تقتصر‬ ‫ولم‬
.(masculineLa Domination) [8] ‫الذكورية‬ ‫)الهيمنة‬ ‫القيم‬ ‫كتابه‬ ‫في‬ ،‫بالجزائر‬ ‫التقليدي‬ ‫القبائلي‬ ‫املجتمع‬
:‫الرمزي‬ ‫العنف‬
‫يكون‬ ‫مهذب‬ ‫رمزي‬ ‫وعنف‬ ،‫وعضويا‬ ‫وماديا‬ ‫جسديا‬ ‫باآلخرين‬ ‫الضرر‬ ‫بإلحاق‬ ‫يكون‬ ‫فيزيائي‬ ‫عنف‬ :‫نوعان‬ ‫العنف‬ ‫أن‬ ‫املعلوم‬ ‫من‬
،‫والدين‬ ،‫والشتم‬ ،‫والقذف‬ ،‫السب‬ ‫طريق‬ ‫عن‬ ‫أيضا‬ ‫ويكون‬ .‫املتداولة‬ ‫واألفكار‬ ،‫السائدة‬ ‫واإليديولوجيات‬ ،‫والهيمنة‬ ،‫اللغة‬ ‫بواسطة‬
‫غير‬ ‫وهو‬ ،‫محسوس‬ ‫وغير‬ ،‫وعذب‬ ‫لطيف‬ ‫عنف‬ ‫عن‬ ‫عبارة‬ ‫هو‬ ‫الرمزي‬ ‫العنف‬ ":‫بقوله‬ ‫بورديو‬ ‫بيير‬ ‫يعرفه‬ ،‫لذا‬ .‫الذهني‬ ‫والعنف‬ ،‫واإلعالم‬
،‫املعرفة‬ ‫وتلقني‬ ،‫التواصل‬ ‫عبر‬ :‫أي‬.‫الخالصة‬ ‫الرمزية‬ ‫والوسائل‬ ‫الطرائق‬ ‫عبر‬ ‫يمارس‬ ‫عنف‬ ‫وهو‬ ،‫أنفسهم‬ ‫لضحاياه‬ ‫بالنسبة‬ ‫مرئي‬
.[9]".‫والحميميات‬ ‫للمشاعر‬ ‫القصوى‬ ‫الحدود‬ ‫على‬ ‫أو‬ ،‫واالعتراف‬ ‫التعرف‬ ‫عملية‬ ‫عبر‬ ‫الخصوص‬ ‫وجه‬ ‫وعلى‬

6. ‫الرسمية‬ ‫املؤسسات‬ ‫من‬ ‫مجموعة‬ ‫عبر‬ ،‫تمارس‬ ‫الدولة‬ ‫أن‬ ‫بمعنى‬ .‫املجتمعي‬ ‫والحقل‬ ‫والهيمنة‬ ‫بالسلطة‬ ‫الرمزي‬ ‫العنف‬ ‫يرتبط‬ ،‫وعليه‬
‫الحاكم‬ ‫املجتمع‬ ‫أن‬ ‫هذا‬ ‫ويعني‬ .‫والجماعات‬ ‫األفراد‬ ‫ضد‬ ‫رمزيا‬ ‫عنفا‬ ،( ...‫والصحافة‬ ،‫والفن‬ ،‫والتربية‬ ،‫والدين‬ ،‫اإلعالم‬ ) ‫والشرعية‬
‫وفي‬ .‫الجسدي‬ ‫املادي‬ ‫العنف‬ ‫من‬ ‫خطورة‬ ‫أكثر‬ ‫العنف‬ ‫وهذا‬ .‫األفراد‬ ‫ضد‬ (violence symbolique) ‫رمزيا‬ ‫عنفا‬ ‫يمارس‬ ‫واملسيطر‬
‫أحد‬ ‫إن‬...،‫والبوليسي‬ ‫السياسي‬ ‫العنف‬ ‫يحققه‬ ‫ما‬ ‫إلى‬ ‫قياسا‬ ‫أحسن‬ ‫نتائج‬ ‫الرمزي‬ ‫العنف‬ ‫يحقق‬ ‫أن‬ ‫يمكن‬ ":‫بورديو‬ ‫بيير‬ ‫يقول‬ ،‫هذا‬
‫في‬ ‫حتى‬ ‫ومؤثرة‬ ‫فاعلة‬ ‫هي‬ ‫التي‬ ‫العنف‬ ‫من‬ ‫اللطيفة‬ ‫األشكال‬ ‫هذه‬ ‫ملثل‬ ‫مكانا‬ ‫تفرد‬ ‫لم‬ ‫أنها‬ ‫هو‬ ‫املاركسية‬ ‫في‬ ‫النقص‬ ‫مظاهر‬ ‫أكبر‬
‫ولهذه‬ .‫وتواطئه‬ ‫بموافقته‬ ‫ما‬ ‫اجتماعي‬ ‫فاعل‬ ‫على‬ ‫يمارس‬ ‫الذي‬ ‫العنف‬ ‫من‬ ‫الشكل‬ ‫ذلك‬ ‫هو‬ ‫الرمزي‬ ‫والعنف‬...‫االقتصادي‬ ‫املجال‬
‫الخاضع‬ ‫الشخص‬ ‫كان‬ ‫إذا‬ ‫ما‬ ‫وحول‬ ،‫تحت‬ ‫من‬ ‫تنبثق‬ ‫السلطة‬ ‫كانت‬ ‫إذا‬ ‫ما‬ ‫حول‬ ‫الدائر‬ ‫الفكري‬ ‫النقاش‬ ‫على‬ ‫كبيرة‬ ‫نتائج‬ ‫املسألة‬
،‫عليهم‬ ‫املسلطة‬ ‫اإلكراهات‬ ‫يعرفون‬ ‫االجتماعيني‬ ‫الفاعلني‬ ‫فإن‬ ،‫أخرى‬ ‫وبصيغة‬ .‫عليه‬ ‫املفروضة‬ ‫الوضعية‬ ‫هذه‬ ‫في‬ ‫يرغب‬ ‫للسيطرة‬
‫التحديد‬ ‫من‬ ‫نوعا‬ ‫عليهم‬ ‫يمارس‬ ‫الذي‬ ‫املفعول‬ ‫إنتاج‬ ‫في‬ ‫يساهمون‬ -‫لحتميات‬ ‫خاضعني‬ ‫فيها‬ ‫يكونون‬ ‫التي‬ ‫الحاالت‬ ‫في‬ ‫حتى‬ -‫وهم‬
.‫إدراكها‬ ‫وكيفيات‬ ‫الحتمية‬ ‫املحددات‬ ‫بني‬ ‫والتوازنات‬ ‫التفاعالت‬ ‫هذه‬ ‫من‬ ‫ينبثق‬ ‫إنما‬ ‫الهيمنة‬ ‫مفعول‬ ‫ولعل‬ .‫واإلكراه‬
‫عالم‬ ‫في‬ ‫نولد‬ ‫كوننا‬ ‫من‬ ‫فانطالقا‬...‫كعنف‬ ‫به‬ ‫االعتراف‬ ‫عدم‬ ‫مع‬ ‫املرء‬ ‫على‬ ‫يمارس‬ ‫الذي‬ ‫العنف‬ ‫على‬ ‫التعرف‬ ‫في‬ ‫اإلنكار‬ ‫من‬ ‫قدر‬ ‫هناك‬
‫فإن‬ ،‫ولذلك‬ .‫تلقينا‬ ‫تتطلب‬ ‫تكاد‬ ‫وال‬ ،‫وسهولة‬ ‫بتلقائية‬ ‫علينا‬ ‫نفسها‬ ‫تفرض‬ ‫التي‬ ‫واملسلمات‬ ‫البديهيات‬ ‫من‬ ‫عددا‬ ‫نتقبل‬ ‫فإننا‬ ،‫اجتماعي‬
‫السيطرة‬ ‫حول‬ ‫واقعية‬ ‫لنظرية‬ ‫الحقيقي‬ ‫األساس‬ ‫هو‬ ،‫االجتماعي‬ ‫عاملنا‬ ‫في‬ ‫املتداولة‬ ‫واملعتقدات‬ ‫لآلراء‬ ‫التلقائي‬ ‫تقبلنا‬ ‫كيفيات‬ ‫تحليل‬
‫الصامت‬ ‫اإلقناع‬ ‫أشكال‬ ‫كل‬ ‫بني‬ ‫من‬ ‫إن‬.‫الذهنية‬ ‫والبنيات‬ ‫املوضوعية‬ ‫البنيات‬ ‫بني‬ ‫املباشر‬ ‫التوافق‬ ‫بسبب‬ ‫وذلك‬.‫السياسة‬ ‫وحول‬
.[10]".‫لألشياء‬ ‫العادي‬ ‫النظام‬ ‫بفعل‬ ‫بساطة‬ ‫بكل‬ ‫تتم‬ ‫التي‬ ‫تلك‬ ‫هي‬ ‫والسري‬
- ‫به‬ ‫يعترف‬ ‫وال‬ ،‫والشعوري‬ ‫وبسيط‬ ‫عاد‬ ‫عنف‬ ‫ألنه‬ ‫والسلطوي؛‬ ‫املادي‬ ‫العنف‬ ‫أنواع‬ ‫باقي‬ ‫من‬ ‫خطورة‬ ‫أكثر‬ ‫الرمزي‬ ‫العنف‬ ‫أن‬ ‫ويالحظ‬
‫التي‬ ‫املجتمعية‬ ‫والجبريات‬ ‫الحتميات‬ ‫من‬ ‫ملجموعة‬ ‫خاضعني‬ ‫داموا‬ ‫ما‬ ‫به‬ ‫وقبلوا‬ ،‫الناس‬ ‫عليه‬ ‫تعود‬ ‫بل‬ ،‫عنف‬ ‫أنه‬ ‫على‬ -‫مجتمعيا‬
‫املعنوي‬ ‫العنف‬ ‫لهذا‬ ‫مقاومة‬ ‫أو‬ ‫رفض‬ ‫أي‬ ‫الناس‬ ‫لدى‬ ‫النرى‬ ،‫ثم‬ ‫ومن‬ .‫حياتهم‬ ‫واقع‬ ‫في‬ ‫تكريسها‬ ‫على‬ ‫ويعملون‬ ،‫فيهم‬ ‫تتحكم‬
‫من‬ ‫وأكثر‬ .‫واقتصاديا‬ ‫وسياسيا‬ ‫وثقافيا‬ ‫ومجتمعيا‬ ‫نفسيا‬ ‫الخطيرة‬ ‫وآثاره‬ ‫خطورته‬ ‫من‬ ‫الرغم‬ ‫على‬ ،‫عاديا‬ ‫فعال‬ ‫يعتبرونه‬ ‫بل‬ ،‫والرمزي‬
‫الصعيد‬ ‫على‬ ‫العنف‬ ‫هذا‬ ‫وجود‬ ‫من‬ ‫الرغم‬ ‫على‬ ،‫الطبقي‬ ‫بالعنف‬ ‫اكتفى‬ ‫بل‬ ،‫العنف‬ ‫من‬ ‫النوع‬ ‫هذا‬ ‫إلى‬ ‫ماركس‬ ‫كارل‬ ‫يشر‬ ‫لم‬ ‫هذا‬
.‫االقتصادي‬
‫ما‬ ‫لهم‬ ‫تقدم‬ ‫إذ‬ ،‫املواطنني‬ ‫ضد‬ ‫العنف‬ ‫تمارس‬ ‫خطيرة‬ ‫إعالمية‬ ‫أداة‬ ‫باعتباره‬ ‫التلفزيون‬ ‫على‬ ‫بورديو‬ ‫بيير‬ ‫ركز‬ ‫فقد‬ ،‫ذلك‬ ‫إلى‬ ‫أضف‬
‫بعقول‬ ‫التلفزيون‬ ‫يتالعب‬ ،‫ثم‬ ‫ومن‬ .‫وأرباحها‬ ‫وأهدافها‬ ‫مصالحها‬ ‫لتحقيق‬ ‫اإلعالم‬ ‫وسائل‬ ‫تستغل‬ ‫التي‬ ‫املهيمنة‬ ‫السلطة‬ ‫تشتهيه‬
‫الحقيقية‬ ‫والديمقراطية‬ ‫والفن‬ ‫الثقافة‬ -‫فعال‬ - ‫يهدد‬ ‫وهذا‬ .‫الحاكمة‬ ‫الطبقة‬ ‫وأفكار‬ ،‫املهيمنة‬ ‫الدولة‬ ‫إيديولوجية‬ ‫بينهم‬ ‫وينشر‬ ،‫الناس‬
‫العنف‬ ‫ممارسة‬ ‫في‬ ‫الحاكمة‬ ‫الفئات‬ ‫تشارك‬ ‫التي‬ ‫الخطيرة‬ ‫الوسائل‬ ‫من‬ ‫صارت‬ ‫التي‬ ‫الصحافة‬ ‫على‬ ‫نفسه‬ ‫الحكم‬ ‫هذا‬ ‫وينطبق‬ .[11]
.‫اآلخرين‬ ‫ضد‬ ‫الرمزي‬
‫ووجود‬ ،‫االجتماعية‬ ‫مواقعهم‬ ‫باختالف‬ ‫املجتمعيني‬ ‫الفاعلني‬ ‫لدى‬ ‫الرأسمال‬ ‫أنماط‬ ‫اختالف‬ ‫عن‬ ‫الرمزي‬ ‫العنف‬ ‫ينتج‬ ،‫األخير‬ ‫وفي‬
‫اجتماعي‬ ‫تفاوت‬ ‫ووجود‬ ،‫آخر‬ ‫إلى‬ ‫حقل‬ ‫من‬ ‫والجماعات‬ ‫األفراد‬ ‫مصالح‬ ‫واختالف‬ ،‫عليها‬ ‫ومسيطرة‬ ‫مسيطرة‬ ‫اجتماعية‬ ‫طبقات‬
.‫الجماعات‬ ‫بني‬ ‫وطبقي‬
:‫التميز‬ ‫مفهوم‬
La Distinction. Critique sociale du /‫للحكم‬ ‫االجتماعي‬ ‫النقد‬ :‫)التميز‬ ‫عنوان‬ ‫تحت‬ ‫كتابا‬ 1979 ‫سنة‬ ‫بورديو‬ ‫بيير‬ ‫ألف‬
‫في‬ ‫االجتماع‬ ‫علم‬ ‫كتب‬ ‫عشرة‬ ‫أفضل‬ ‫من‬ ‫الكتاب‬ ‫هذا‬ ‫ويعد‬ .‫الحياة‬ ‫وأساليب‬ ‫لألذواق‬ ‫سوسيولوجيا‬ ‫منظورا‬ ‫يقدم‬ ‫حيث‬ ،(jugement

7. ‫ضمن‬ ‫يتصارعون‬ ‫الذين‬ ‫املجتمعيني‬ ‫األفراد‬ ‫على‬ ‫الكتاب‬ ‫ويركز‬ .‫للسوسيولوجيا‬ ‫العاملية‬ ‫الجمعية‬ ‫تصنيف‬ ‫حسب‬ ،‫العشرين‬ ‫القرن‬
‫رأسمال‬ ‫من‬ ‫يملكونه‬ ‫ما‬ ‫خالل‬ ‫من‬ ،‫والطبقي‬ ‫االجتماعي‬ ‫والتميز‬ ‫والحظوة‬ ‫السيطرة‬ ‫مواقع‬ ‫حول‬ ،‫مختلفة‬ ‫مجتمعية‬ ‫وفضاءات‬ ‫حقول‬
‫الكتاب‬ ‫يعبر‬ ،‫ثم‬ ‫ومن‬ .‫الطبقية‬ ‫فاالختالفات‬ ،‫الجذرية‬ ‫االختالفات‬ ‫نحو‬ ‫الضعيف‬ ‫شكلها‬ ‫من‬ ‫االختالفات‬ ‫تبدأ‬ ‫إذ‬ .‫وثقافي‬ ‫اقتصادي‬
‫مجتمعي‬ ‫حقل‬ ‫في‬ ‫معروفا‬ ‫اإلنسان‬ ‫يكون‬ ‫لكي‬ ‫هذا‬ ‫ويعني‬ .‫والتميز‬ ‫االختالف‬ ‫أجل‬ ‫من‬ ‫املجتمع‬ ‫بنية‬ ‫داخل‬ ‫األفراد‬ ‫بني‬ ‫الصراع‬ ‫عن‬
‫أن‬ ‫بمعنى‬ .‫واجتماعيا‬ ‫ورمزيا‬ ‫ولغويا‬ ‫واقتصاديا‬ ‫ثقافيا‬ ‫عنهم‬ ‫باالنزياح‬ ‫وإما‬ ،‫عنهم‬ ‫باالختالف‬ ‫إما‬ ‫اآلخرين‬ ‫عن‬ ‫يتميز‬ ‫أن‬ ‫فالبد‬ ،‫ما‬
،‫ورمزيا‬ ‫واجتماعيا‬ ‫ثقافيا‬ ‫التميز‬ ‫في‬ ‫الرغبة‬ ‫على‬ ‫دليل‬ ،‫هستيري‬ ‫بشكل‬ ،‫باملوضة‬ ‫فاالهتمام‬ ،‫ثم‬ ‫ومن‬ .‫والتميز‬ ‫التوافق‬ ‫ثنائية‬ ‫هناك‬
.[12]‫الشخصي‬ ‫األسلوب‬ ‫فرادة‬ ‫على‬ ‫ودليل‬
‫وضعيتهم‬ ‫طبيعة‬ ‫تعكس‬ ‫الناس‬ ‫أذواق‬ ‫إن‬ :‫أي‬ .‫االجتماعية‬ ‫الناس‬ ‫مواقع‬ ‫حسب‬ ‫تختلف‬ ‫وأساليبها‬ ‫الحياة‬ ‫أنماط‬ ‫أن‬ ‫بورديو‬ ‫أثبت‬ ‫وقد‬
.‫املجتمعية‬ ‫واملواقع‬ ‫املمارسات‬ ‫تلك‬ ‫بني‬ ‫وسيط‬ ‫فالهابيتوس‬ ،‫ثم‬ ‫ومن‬ .‫املجتمعية‬
‫في‬ ‫وأساسي‬ ‫ضروري‬ ‫هو‬ ‫ما‬ ‫بكل‬ ‫يهتمون‬ ‫فالعمال‬ .‫واألغنياء‬ ‫العمال‬ ‫عند‬ ‫واملالبس‬ ‫التغذية‬ ‫طبيعة‬ ‫بورديو‬ ‫درس‬ ‫فقد‬ ،‫وللتمثيل‬
‫تتسم‬ ،‫مضموني‬ ‫طابع‬ ‫ذات‬ ‫وتغذيتهم‬ ،‫خشنة‬ ‫عمالية‬ ‫فمالبسهم‬ ،‫وبالتالي‬ .‫االقتصادي‬ ‫الرأسمال‬ ‫إلى‬ ‫حاجتهم‬ ‫بسبب‬ ‫حياتهم؛‬
.‫امللتزم‬ ‫الواقعي‬ ‫الطابع‬ ‫عن‬ ‫يخرج‬ ‫ال‬ ‫والجمالي‬ ‫الفني‬ ‫ذوقهم‬ ‫أن‬ ‫كما‬ .‫أخرى‬ ‫جهة‬ ‫من‬ ‫دسمة‬ ‫وتكون‬ .‫جهة‬ ‫من‬ ‫بالكم‬
.‫ذلك‬ ‫في‬ ‫الكم‬ ‫يهمهم‬ ‫وال‬ ،‫الكيفي‬ ‫النوع‬ ‫على‬ ‫الواعي‬ ‫بالتركيز‬ ،‫وتغذيتهم‬ ‫مالبسهم‬ ‫في‬ ‫ويتأنقون‬ ،‫الشكل‬ ‫على‬ ‫األغنياء‬ ‫يركز‬ ،‫حني‬ ‫في‬
.‫وتخييلي‬ ‫وسيميائي‬ ‫تجريدي‬ ‫بماهو‬ -‫وجماليا‬ ‫فنيا‬ - ‫كذلك‬ ‫ويهتمون‬
‫الحقل‬ ‫وحسب‬ ،‫املوروث‬ ‫الرأسمال‬ ‫طبيعة‬ ‫حسب‬ ،‫أخرى‬ ‫إلى‬ ‫اجتماعية‬ ‫طبقة‬ ‫من‬ ‫تختلف‬ ‫الحياة‬ ‫وأساليب‬ ‫األذواق‬ ‫أن‬ ‫هذا‬ ‫ويعني‬
.‫اجتماعية‬ ‫فئة‬ ‫كل‬ ‫إليه‬ ‫تنتمي‬ ‫الذي‬
:‫الهابيتوس‬ ‫مفهوم‬
،‫العام‬ ‫املظهر‬ ‫أو‬ ،‫الوجود‬ ‫في‬ ‫طريقة‬ ‫ويعني‬ .‫مختلفة‬ ‫وسوسيولوجية‬ ‫فلسفية‬ ‫دالالت‬ (habitus) ‫اآلبيتوس‬ ‫أو‬ ‫الهابتوس‬ ‫مصطلح‬ ‫يتخذ‬
.‫العالم‬ ‫في‬ ‫والحضور‬ ‫والعيش‬ ‫الوجود‬ ‫أنماط‬ ‫من‬ ‫ونمط‬ ،‫وحضارة‬ ،‫ثقافة‬ ‫الهابيتوس‬ ‫أن‬ ‫هذا‬ ‫ويعني‬ .‫عقلية‬ ‫أو‬ ‫ذهنية‬ ‫حالة‬ ‫أو‬ ،‫الزي‬ ‫أو‬
‫أفالطون‬ ‫عند‬ ‫وخاصة‬ ،(hexis) ‫بمفهوم‬ ‫اليونانيني‬ ‫الفالسفة‬ ‫عند‬ ‫قديما‬ (Habitus) ‫اآلبيتوس‬ ‫أو‬ ‫الهابيتوس‬ ‫مصطلح‬ ‫استعمل‬ ‫وقد‬
‫إبان‬ ،‫استبدل‬ ‫قد‬ (hexis) ‫مصطلح‬ ‫أن‬ ‫بيد‬ ...‫دوركايم‬ ‫وإميل‬ ،‫فيبر‬ ‫وماكس‬ ،‫وهوسرل‬ ،‫هيغل‬ ‫بعدهم‬ ‫ومن‬ ‫وأرسطو؛‬ ،‫وسقراط‬
.‫العيش‬ ‫طريقة‬ ‫أو‬ ‫الوضعية‬ ‫أو‬ ‫الحالة‬ ‫على‬ ‫للداللة‬ (habitus)‫الهابيتوس‬ ‫بمصطلح‬ ،‫الوسطى‬ ‫العصور‬
‫مصطلح‬ ‫استعمل‬ ‫الذي‬ (Thomas d'Aquin) ‫أكني‬ ‫طوماس‬ ‫السكوالئي‬ ‫املفكر‬ ‫من‬ ‫الهابيتوس‬ ‫مصطلح‬ ‫بورديو‬ ‫بيير‬ ‫أخذ‬ ‫وقد‬ ،‫هذا‬
‫عن‬ ‫تحدث‬ ‫الذي‬ (Erwin Panofsky) ‫بانوفسكي‬ ‫إرفني‬ ‫من‬ ‫أيضا‬ ‫استلهمه‬ ‫وقد‬ ،(‫)الهيكسيس‬ ‫األرسطي‬ ‫املفهوم‬ ‫لترجمة‬ ‫هابيتوس‬
‫بمثابة‬ ‫هو‬ ‫أو‬ ،‫تقليدي‬ ‫مجتمع‬ ‫في‬ ‫االجتماعي‬ ‫التطبيع‬ ‫هو‬ ‫فالهابيتوس‬ ،‫ثم‬ ‫ومن‬ .‫الوسطى‬ ‫العصور‬ ‫في‬ ‫املدرسي‬ ‫االتجاه‬ ‫جماليات‬
‫بطريقة‬ ‫أو‬ ،‫الخاصة‬ ‫بطريقته‬ ‫فهمه‬ ‫بغية‬ ،‫املجتمعي‬ ‫العالم‬ ‫في‬ ‫يتحرك‬ ‫أن‬ ‫عبره‬ ‫الفرد‬ ‫يستطيع‬ ،‫املتعالي‬ ‫القيمي‬ ‫اإليتوس‬ ‫من‬ ‫نظام‬
.‫معها‬ ‫يعيش‬ ‫التي‬ ‫األخرى‬ ‫االجتماعية‬ ‫الطبقات‬ ‫مع‬ ‫مشتركة‬

8. ،‫امليول‬ ‫من‬ ‫مجموعة‬ ‫من‬ ‫الهابيتوس‬ ‫يتكون‬ ،‫البنية‬ ‫حيث‬ ‫فمن‬ .‫ووظيفته‬ ،‫ومكوناته‬ ،‫الداخلية‬ ‫الهابيتوس‬ ‫بنية‬ ‫على‬ ‫بورديو‬ ‫ركز‬ ‫وقد‬
‫األسرة‬ ‫في‬ ‫الفرد‬ ‫يكتسبه‬ ‫الذي‬ ‫الهابيتوس‬ ‫يساعد‬ ،‫ثم‬ ‫ومن‬ .‫التصنيف‬ ‫ومبادئ‬ ،‫العالم‬ ‫ورؤى‬ ،‫واإلدراكات‬ ،‫واملعتقدات‬ ،‫والتصورات‬
.‫جيد‬ ‫بشكل‬ ‫واستيعابه‬ ‫املجتمع‬ ‫تمثل‬ ‫على‬ ‫واملدرسة‬
‫األفراد‬ ‫ويستطيع‬ .‫الهابيتوس‬ ‫بناء‬ ‫في‬ ‫هام‬ ‫بدور‬ ،‫الرشد‬ ‫)سن‬ ‫الثانوية‬ ‫والتجمعات‬ ،(‫واملراهقة‬ ‫)الطفولة‬ ‫األولية‬ ‫التجمعات‬ ‫وتقوم‬ ،‫هذا‬
‫(؛‬un habitus de classe) ‫الطبقة‬ ‫هابيتوس‬ ‫يخلقوا‬ ‫أن‬ ،‫االجتماعية‬ ‫التنشئة‬ ‫بفعل‬ ،‫عليه‬ ‫املحصل‬ ‫االجتماعي‬ ‫الرأسمال‬ ‫هذا‬ ‫عبر‬
‫األفراد‬ ‫أفعال‬ ‫مصدر‬ ‫هو‬ ‫الهابيتوس‬ ‫يكون‬ ،‫وبذلك‬ .‫املشتركة‬ ‫والسلوكيات‬ ‫والتصرفات‬ ‫األفعال‬ ‫من‬ ‫مجموعة‬ ‫في‬ ‫تشاركهم‬ ‫بسبب‬
‫لتجاربهم‬ ‫السيكولوجي‬ ‫األعلى‬ ‫األنا‬ ‫بمثابة‬ ‫إنه‬ :‫أي‬ .‫واملعيارية‬ ‫واألخالقية‬ ‫القيمية‬ ‫توجهاتهم‬ ‫في‬ ‫يتحكم‬ ‫الذي‬ ‫وهو‬ ،‫املجتمعيني‬
‫حتمية‬ ‫أو‬ ‫ضرورة‬ ‫بمثابة‬ ‫هو‬ ‫بل‬ ،‫الفردية‬ ‫للشخصية‬ ‫وأخالقي‬ ‫معياري‬ ‫قالب‬ ‫بماثة‬ ‫هو‬ ‫فالهابيتوس‬ ،‫هنا‬ ‫ومن‬ .‫العالم‬ ‫في‬ ‫الحاضرة‬
...‫واستهالكه‬ ،‫وتغذيته‬ ،‫وعمله‬ ،‫وتربيته‬ ،‫وثقافته‬ ،‫هوايته‬ ‫يخص‬ ‫فيما‬ ،‫اإلنسان‬ ‫أفعال‬ ‫في‬ ‫تتحكم‬
‫البشر‬ ‫عقول‬ ‫داخل‬ ‫في‬ ‫املترسخة‬ ‫الخصال‬ ‫بعض‬ " ‫بورديو‬ ‫بيير‬ ‫به‬ ‫يقصد‬ ‫إذ‬ ،‫ومعقد‬ ‫غامض‬ ‫مصطلح‬ ‫الهابيتوس‬ ‫مصطلح‬ ‫أن‬ ‫ويبدو‬
‫تطبع‬ ‫أو‬ ‫اكتسبها‬ ‫قد‬ ‫الفرد‬ ‫يكون‬ ‫التي‬ ‫الدائمة‬ ‫امللكات‬ ‫أو‬ ‫االستعدادات‬ ‫من‬ ‫مجموعة‬ ‫بمثابة‬ ‫فالهابيتوس‬ ،‫هنا‬ ‫ومن‬ .[13]"‫وأجسادهم‬
‫واإلدراك‬ ‫بالتفكير‬ ‫املتعلقة‬ ‫واملواقف‬ ‫واالتجاهات‬ ‫امليول‬ ‫من‬ ‫مجموعة‬ ‫هي‬ ‫فاالستعدادات‬ ،‫وبالتالي‬ .‫االجتماعية‬ ‫التنشئة‬ ‫عبر‬ ‫عليها‬
‫هذه‬ ‫وتتمثل‬ .‫الشعورية‬ ‫بطريقة‬ ‫االستعدادات‬ ‫هذه‬ ‫وتوظف‬ ،‫لوجودهم‬ ‫املوضوعية‬ ‫ظروفهم‬ ‫حسب‬ ‫األفراد‬ ‫فيستبطنها‬ ،‫واإلحساس‬
‫عن‬ ‫عبارة‬ ‫الهابيتوس‬ ‫أن‬ ‫هذا‬ ‫ويعني‬ .‫والذهنية‬ ‫املعرفية‬ ‫واملكتسبات‬ ‫والسلوكيات‬ ‫والتصرفات‬ ‫القيم‬ ‫في‬ ‫املستضمرة‬ ‫االستعدادات‬
‫قدرة‬ ‫خالل‬ ‫من‬ ‫البيئة‬ ‫هذه‬ ‫إنتاج‬ ‫ويعاد‬ .‫محددة‬ ‫اجتماعية‬ ‫بيئة‬ ‫في‬ ‫إنتاجها‬ ‫ويتم‬ ،‫املستدمجة‬ ‫واإلدراكية‬ ‫املعرفية‬ ‫البنى‬ ‫من‬ ‫مجموعة‬
.‫التوليد‬ ‫على‬ ‫الهابيتوس‬
‫االستعدادات‬ ‫إلى‬ ‫ذلك‬ ‫يتجاوز‬ ‫بل‬ ،‫فحسب‬ ‫الشخصية‬ ‫وملكاتهم‬ ‫وتصوراتهم‬ ‫األفراد‬ ‫توجهات‬ ‫على‬ ‫الهابيتوس‬ ‫يقتصر‬ ‫ال‬ ،‫وعليه‬
،‫واملالبس‬ ،‫كالتذوق‬ ،‫اليومية‬ ‫األفعال‬ ‫في‬ ‫الهابيتوس‬ ‫يؤثر‬ ،‫ثم‬ ‫ومن‬ .‫واملمارسة‬ ‫والتقدير‬ ‫واإلدراك‬ ‫التفكير‬ ‫أنماط‬ :‫مثل‬ ،‫الجمعية‬
.[14]‫ذاتها‬ ‫املوضوعية‬ ‫ظروفه‬ ‫نتاج‬ ‫فالهابيتوس‬ ،‫هنا‬ ‫ومن‬ ...‫الفراغ‬ ‫وأوقات‬ ،‫االستهالك‬ ‫وعادات‬ ،‫والفن‬ ،‫واألثاث‬
‫الناس‬ ‫يلتقطها‬ ‫التي‬ ‫الفنية‬ ‫املعرفة‬ ‫من‬ ‫وأشكال‬ ‫واملهارات‬ ‫املستمرة‬ ‫التوجهات‬ ‫"من‬ ‫متنوعة‬ ‫مجموعة‬ ‫بمثابة‬ ‫فالهابيتوس‬ ،‫وعليه‬
،‫والحديث‬ ،‫الجسدي‬ ‫السلوك‬ ‫أشكال‬ ‫من‬ ‫هذه‬ ‫تتراوح‬ ‫أن‬ ‫ويمكن‬.‫معينة‬ ‫فرعية‬ ‫وثقافات‬ ‫ثقافات‬ ‫من‬ ‫أناس‬ ‫معاشرة‬ ‫من‬ ‫ببساطة‬
‫والذاكرة‬ ‫املعرفة‬ ‫من‬ ‫معينة‬ ‫أنواع‬ ‫إلى‬ ‫والعملية‬ ‫املحركة‬ ‫املهارات‬ ‫مجاالت‬ ‫خالل‬ ‫من‬ ،‫االجتماعية‬ ‫واألخالق‬ ‫وامللبس‬ ،‫واإليماءة‬
"[15].‫املتراكمة‬
‫بواسطة‬ ،‫املجتمع‬ ‫بنية‬ ‫مع‬ ‫يتفاعل‬ ‫حينما‬ ،‫إدماجها‬ ‫على‬ ‫قادرا‬ ‫تجعله‬ ‫التي‬ ‫املوارد‬ ‫من‬ ‫مجموعة‬ ‫الذاتي‬ ‫الفاعل‬ ‫أو‬ ‫الفرد‬ ‫يكتسب‬ ،ً‫ا‬‫إذ‬
‫فيهما‬ ‫يتحكم‬ ‫اللتني‬ ‫املجتمعية‬ ‫والبنية‬ ‫الذاتية‬ ‫البنية‬ ‫بني‬ ‫وتماثال‬ ‫وتطابقا‬ ‫تجانسا‬ ‫ثمة‬ ‫إن‬ :‫أي‬ .‫الخارجي‬ ‫االستيعاب‬ ‫عملية‬
‫العالم‬ ‫وديناميكيات‬ ‫االجتماعي‬ ‫التنظيم‬ ‫بني‬ ‫القريب‬ ‫والتجانس‬ ‫التطابق‬ ‫بورديو‬ ‫أكد‬ ":‫سكوت‬ ‫جون‬ ‫يقول‬ ،‫هذا‬ ‫وفي‬ .‫الهابيتوس‬
‫أو‬ ‫أخذت‬ ‫ولقد‬ .‫الخارجي‬ ‫باالستيعاب‬ ‫يسميه‬ ‫ما‬ ‫طريق‬ ‫عن‬ ‫يأتي‬ ‫هذا‬ ‫أن‬ ‫ويرى‬ .‫لألفراد‬ ‫الداخلية‬ ‫املجسمة‬ ‫والترتيبات‬ ‫الخارجي‬
‫االجتماعية‬ ‫الخارجية‬ ‫بيئتها‬ ‫عن‬ ‫معرفتها‬ ‫إلى‬ ‫تحتاج‬ ‫التي‬ ‫األمور‬ ‫أنواع‬ ‫السنني‬ ‫مدار‬ ‫على‬ ‫بالتدريج‬ ‫البشرية‬ ‫العوامل‬ ‫استوعبت‬
.‫االجتماعية‬ ‫ممارساتها‬ ‫من‬ ‫معينة‬ ‫مجاالت‬ ‫في‬ ‫بنجاح‬ ‫املشاركة‬ ‫يمكنها‬ ‫حتى‬ ‫واملادية‬
‫يسميه‬ ‫الذي‬ ‫الشكل‬ ‫في‬ ‫الكامنة‬ ‫املوارد‬ ‫من‬ ‫مجموعة‬ ‫توفر‬ ‫إنها‬.‫ثانية‬ ‫طبيعة‬ ‫معظمها‬ ‫في‬ ‫تصبح‬ ‫حتى‬ ‫الفنية‬ ‫املعرفة‬ ‫هذه‬ ‫تترسخ‬
."[16].‫الظروف‬ ‫اقتضت‬ ‫كلما‬ ‫عليها‬ ‫االعتماد‬ ‫يمكن‬ ‫التي‬ ‫التوليدية‬ ‫باملخططات‬ ‫بورديو‬

9. ‫والتطبيق‬ ‫والتنميط‬ ‫التكرار‬ ‫أساسها‬ ‫تقليدية‬ ‫ممارسات‬ ‫على‬ ‫ينبني‬ ،‫وبسيط‬ ‫عاد‬ ‫إدماج‬ ‫أو‬ ‫تمثل‬ ‫مجرد‬ ‫الهابيتوس‬ ‫ليس‬ ،‫هنا‬ ‫ومن‬
‫بنيات‬ ‫بمثابة‬ ‫هو‬ ‫الهابيتوس‬ ‫أن‬ ‫كما‬ .‫جديدة‬ ‫وضعيات‬ ‫ومواجهة‬ ‫االستيعاب‬ ‫إلى‬ ‫املماثلة‬ ‫يتجاوز‬ ‫إبداعي‬ ‫إدماج‬ ‫هو‬ ‫بل‬ ،‫اآللي‬
‫بمثابة‬ ‫أو‬ ،‫املجتمع‬ ‫لبنية‬ ‫محركة‬ ‫أفعال‬ ‫بمثابة‬ ‫هو‬ ،‫نفسه‬ ‫الوقت‬ ‫وفي‬ .‫املوضوعي‬ ‫املجتمعي‬ ‫العالم‬ ‫مع‬ ‫والتـأقلم‬ ‫التكيف‬ ‫لعامل‬ ‫خاضعة‬
‫باملجتمع‬ ‫التطبع‬ ‫الهابيتوس‬ ‫يتضمن‬ :‫أي‬ .‫الجبرية‬ ‫حتمياته‬ ‫وتجاوز‬ ،‫املوضوعي‬ ‫الواقع‬ ‫مشكالت‬ ‫حل‬ ‫إلى‬ ‫تهدف‬ ‫جديدة‬ ‫ممارسات‬
.‫أخرى‬ ‫جهة‬ ‫من‬ ‫اإلبداعي‬ ‫الفردي‬ ‫بالفعل‬ ‫فيه‬ ‫والتحكم‬ ،‫جهة‬ ‫من‬
‫الذي‬ ‫مثل‬ ،‫جديدة‬ ‫مجتمعية‬ ‫وضعيات‬ ‫يواجه‬ ‫حينما‬ ،‫واإلستراتيجيات‬ ‫الخطط‬ ‫من‬ ‫مجموعة‬ ‫يولد‬ ‫أن‬ ‫يستطيع‬ ‫الفرد‬ ‫أن‬ ‫هذا‬ ‫ويعني‬
‫إبداعي‬ ‫مولد‬ ‫هو‬ ‫الهابيتوس‬ ‫أن‬ ‫هذا‬ ‫ويعني‬ .‫العدد‬ ‫المتناهية‬ ‫جمال‬ ‫يولد‬ ‫أن‬ ‫محددة‬ ‫قواعد‬ ‫خالل‬ ‫من‬ ‫يستطيع‬ ‫فإنه‬ ،‫األم‬ ‫لغته‬ ‫يستعمل‬
،‫واعية‬ ‫بطريقة‬ ‫إما‬ ،‫جديدة‬ ‫مجتمعية‬ ‫وضعيات‬ ‫يجابه‬ ‫حينما‬ ،‫وخططه‬ ‫وموارده‬ ‫إستراتيجياته‬ ‫كل‬ ‫يستعمل‬ ‫الفرد‬ ‫إن‬ :‫أي‬.‫وتطبيقي‬
‫عن‬ ،‫سابقا‬ ‫استضمرها‬ ‫التي‬ ‫واملعايير‬ ‫القواعد‬ ‫وفق‬ ‫ويتصرف‬ ‫يجتهد‬ ‫بل‬ ،‫األيدي‬ ‫مكتوف‬ ‫اليقف‬ ،‫ثم‬ ‫ومن‬ .‫واعية‬ ‫غير‬ ‫بطريقة‬ ‫وإما‬
.‫اآلخرين‬ ‫من‬ ‫إليه‬ ‫انتقلت‬ ‫التي‬ ‫أو‬ ‫املستمرة‬ ‫االجتماعية‬ ‫التنشئة‬ ‫طريق‬
،‫املجتمع‬ ‫على‬ ‫التركيز‬ ‫خالل‬ ‫من‬ ،‫وموضوعات‬ ‫أشياء‬ ‫أنها‬ ‫على‬ ‫املجتمعية‬ ‫الظواهر‬ ‫يدرس‬ (E.Durkheim) ‫دوركايم‬ ‫إميل‬ ‫كان‬ ‫وإذا‬
‫ويعني‬ .‫السلوكية‬ ‫أفعالهم‬ ‫بها‬ ‫ترتبط‬ ‫التي‬ ‫واملقاصد‬ ‫املعاني‬ ‫خالل‬ ‫من‬ ‫املجتمع‬ ‫في‬ ‫تؤثر‬ ‫التي‬ ‫الفاعلة‬ ‫الذوات‬ ‫يدرس‬ ‫فيبر‬ ‫ماكس‬ ‫فإن‬
‫الجمع‬ ‫يحاول‬ ،‫لذا‬ .‫ومشوهة‬ ‫مصطنعة‬ ‫حالة‬ ‫ويعتبرها‬ ،‫الثنائية‬ ‫هذه‬ ‫بورديو‬ ‫بيير‬ ‫يرفض‬ ‫بينما‬ .‫واملوضوعية‬ ‫الذاتية‬ ‫ثنائية‬ ‫ثمة‬ ‫أن‬ ‫هذا‬
‫املجتمعية‬ ‫البنى‬ ‫بني‬ ‫الدمج‬ ‫املفهوم‬ ‫هذا‬ ‫ويعني‬ .‫الهابيتوس‬ ‫مصطلح‬ :‫منها‬ ،‫السوسيولوجية‬ ‫املفاهيم‬ ‫من‬ ‫مجموعة‬ ‫بتوليد‬ ‫بينهما‬
‫االستعدادات‬ ‫من‬ ‫مجموعة‬ ‫هو‬ ‫فالهابيتوس‬ ،‫ثم‬ ‫ومن‬ .‫ما‬ ‫مقصدية‬ ‫أو‬ ‫داللة‬ ‫أو‬ ‫معنى‬ ‫تحمل‬ ‫التي‬ ‫الذاتية‬ ‫الفردية‬ ‫واألدوار‬ ‫املوضوعية‬
‫في‬ ‫الناس‬ ‫يشغلها‬ ‫التي‬ ‫األوضاع‬ ‫مختلف‬ ‫املفهوم‬ ‫ويعكس‬ .‫املجتمع‬ ‫مع‬ ‫التفاعل‬ ‫أثناء‬ ‫األفراد‬ ‫يتمثلها‬ ‫التي‬ ‫السلوك‬ ‫وصور‬
.‫مجتمعهم‬
‫االستعدادات‬ ‫من‬ ‫مجموعة‬ ‫فالهابيتوس‬ ،‫هذا‬ ‫من‬ ‫وأكثر‬ .‫الفردية‬ ‫واملمارسة‬ ‫املجتمعية‬ ‫البنية‬ ‫بني‬ ‫وسيط‬ ‫بمثابة‬ ‫فالهابيتوس‬ ،‫ثم‬ ‫ومن‬
.‫معني‬ ‫اجتماعي‬ ‫مجال‬ ‫أو‬ ‫حقل‬ ‫داخل‬ ‫اجتماعيا‬ ‫فاعال‬ ‫منه‬ ‫تجعل‬ ‫التي‬ ‫للفرد‬ ‫االجتماعية‬ ‫التنشئة‬ ‫عن‬ ‫الناتجة‬ ‫والذهنية‬ ‫الجسدية‬
‫عن‬ ‫ويعبر‬ ،‫املجتمعية‬ ‫والبنية‬ ‫املجتمعي‬ ‫الفعل‬ ‫بني‬ ‫فيوحد‬ ،‫والالوعي‬ ‫الوعي‬ ‫بني‬ ‫املوجود‬ ‫التعارض‬ ‫يتجاوز‬ ‫الهابيتوس‬ ‫أن‬ ‫بمعنى‬
.‫الخارجية‬ ‫املجتمعية‬ ‫املؤثرات‬ ‫أو‬ ‫للجبرية‬ ‫الذات‬ ‫خضوع‬ ‫على‬ ‫يحيل‬ ،‫نفسه‬ ‫الوقت‬ ‫وفي‬ .‫الخارجي‬ ‫املجتمع‬ ‫على‬ ‫الذات‬ ‫انفتاح‬
‫بل‬ ،‫آلية‬ ‫بطريقة‬ ‫السابقة‬ ‫املكتسبات‬ ‫بتوظيف‬ ،‫األوضاع‬ ‫مع‬ ‫وبسيطني‬ ‫عاديني‬ ‫وتكيف‬ ‫تأقلم‬ ‫سوى‬ ‫الهابيتوس‬ ‫يكن‬ ‫لم‬ ،‫مضى‬ ‫فيما‬
.‫واملركبة‬ ‫والصعبة‬ ‫املعقدة‬ ‫الوضعيات‬ ‫ملختلف‬ ‫الناجعة‬ ‫الحلول‬ ‫بإيجاد‬ ،‫خالقة‬ ‫إبداعية‬ ‫بطريقة‬ ‫الهابيتوس‬ ‫يتحقق‬ ‫أن‬ -‫اليوم‬ - ‫يمكن‬
.‫فيه‬ ‫يعيش‬ ‫الذي‬ ‫املجتمعي‬ ‫العالم‬ ‫مع‬ ‫تتالءم‬ ‫التي‬ ‫الجديدة‬ ‫املمارسات‬ ‫من‬ ‫مجموعة‬ ‫بتوليد‬ ‫للفرد‬ ‫يسمح‬ ‫الهابيتوس‬ ‫أن‬ ‫هذا‬ ‫ويعني‬
.‫تطبيقيا‬ ‫طابعا‬ ‫يتخذ‬ ،‫ودينامي‬ ‫قوي‬ ‫محرك‬ ‫بمثابة‬ ‫فالهابيتوس‬ ،‫هنا‬ ‫ومن‬
‫اجتماعيا‬ ‫تطبعا‬ ‫الهابيتوس‬ ‫ليس‬ ،‫هنا‬ ‫ومن‬ .‫سواء‬ ‫حد‬ ‫على‬ ‫الحرة‬ ‫واألفعال‬ ‫الجبرية‬ ‫البنيات‬ ‫نتاج‬ ‫فالهابيتوس‬ ،‫ذلك‬ ‫إلى‬ ‫أضف‬
‫فالهابيتوس‬ ،‫وبالتالي‬ .‫نظاما‬ ‫أو‬ ‫نسقا‬ ‫األحكام‬ ‫هذه‬ ‫وتشكل‬ .‫العدد‬ ‫المتناهية‬ ‫جديدة‬ ‫مجتمعية‬ ‫ملمارسات‬ ‫محرك‬ ‫هو‬ ‫بل‬ ،‫عاديا‬
‫التي‬ ‫املجتمعية‬ ‫الجماعات‬ ‫إلى‬ ‫ذلك‬ ‫يتعدى‬ ‫بل‬ ،‫فردي‬ ‫هو‬ ‫ما‬ ‫على‬ ‫الهابيتوس‬ ‫يقتصر‬ ‫وال‬ .‫الفرد‬ ‫لدى‬ ‫واألفعال‬ ‫األفكار‬ ‫وحدة‬ ‫مصدر‬
.‫ومتجانسة‬ ‫واحدة‬ ‫اجتماعية‬ ‫طبقة‬ ‫ضمن‬ ،‫والعمل‬ ‫واإلحساس‬ ‫التفكير‬ ‫من‬ ‫مختلفة‬ ‫أنماط‬ ‫وجود‬ ‫هذا‬ ‫ويعني‬ .‫نفسها‬ ‫التطبعات‬ ‫تعيش‬
.‫أخرى‬ ‫إلى‬ ‫جماعة‬ ‫ومن‬ ،‫آخر‬ ‫إلى‬ ‫جيل‬ ‫ومن‬ ،‫آخر‬ ‫إلى‬ ‫فرد‬ ‫من‬ ‫نقلها‬ ‫وقابلية‬ ،‫أحكامه‬ ‫ديمومة‬ ‫أيضا‬ ‫الهابيتوس‬ ‫خصائص‬ ‫ومن‬
‫ويكون‬ .‫الواقعي‬ ‫امللتزم‬ ‫بالفن‬ ‫ويهتمون‬ ،‫وظيفي‬ ‫فلباسهم‬ ،‫ثم‬ ‫ومن‬ .‫والضروري‬ ‫باملفيد‬ ‫العمال‬ ‫هابيتوس‬ ‫يرتبط‬ ،‫العمل‬ ‫بحقل‬ ‫وللتمثيل‬
‫باقي‬ ‫عن‬ ‫الهابيتوس‬ ‫هذا‬ ‫ويتميز‬ .‫العمالي‬ ‫بالهابيتوس‬ ‫يسمى‬ ‫ما‬ ‫تشكل‬ ‫مشتركة‬ ‫حياة‬ ‫نمط‬ ‫لهم‬ :‫أي‬ .‫ومشبعا‬ ‫دسما‬ ‫أكلهم‬

10. ‫الجديد‬ ‫عن‬ ‫والبحث‬ ،‫الجميل‬ ‫الفن‬ ‫وحب‬ ،‫التجريد‬ ‫على‬ ‫البورجوازي‬ ‫هابيتوس‬ ‫يقوم‬ ،‫حني‬ ‫في‬ .‫وشكال‬ ‫مضمونا‬ ‫األخرى‬ ‫الهابيتوسات‬
.‫املوضة‬ ‫من‬
‫سلوك‬ ‫يوجه‬ ‫الذي‬ ‫األعلى‬ ‫األنا‬ ‫بمثابة‬ ‫هو‬ ‫أو‬ ،‫املجتمعي‬ ‫العالم‬ ‫داخل‬ ‫األفراد‬ ‫لدى‬ ‫الفعل‬ ‫مبدأ‬ ‫الهابيوس‬ ‫يعني‬ ،‫سبق‬ ‫ملا‬ ‫وتكملة‬
‫واالتجاهات‬ ‫واملواقف‬ ‫واألفكار‬ ‫والقيم‬ ‫وامللكات‬ ‫االستعدادات‬ ‫من‬ ‫نسق‬ ‫هو‬ ‫أو‬ ،‫الشعورية‬ ‫بطريقة‬ ‫املجتمعي‬ ‫املحيط‬ ‫داخل‬ ‫األفراد‬
‫يوجه‬ ‫الذي‬ ‫فهو‬ ،‫هذا‬ ‫من‬ ‫وأكثر‬ .‫املختلفة‬ ‫والوضعيات‬ ‫املواقف‬ ‫مواجهة‬ ‫أثناء‬ ‫بها‬ ‫التمثل‬ ‫بغية‬ ،‫املجتمع‬ ‫في‬ ‫الفرد‬ ‫عليها‬ ‫تطبع‬ ‫التي‬
‫والقيم‬ ‫والعواطف‬ ‫واألفكار‬ ‫والتصرفات‬ ‫السلوكيات‬ ‫منتج‬ ‫الهابيتوس‬ ‫يعتبر‬ ،‫لذا‬ .‫جديدة‬ ‫أو‬ ‫قديمة‬ ‫وضعية‬ ‫مواجهة‬ ‫أثناء‬ ‫الفرد‬ ‫سلوك‬
‫وما‬ ،‫وقيمي‬ ‫وجداني‬ ‫هو‬ ‫وما‬ ،‫وذهني‬ ‫فكري‬ ‫ملاهو‬ ‫موجه‬ ‫بماثة‬ ‫هو‬ :‫أي‬.‫معني‬ ‫مجمتعي‬ ‫موقف‬ ‫مع‬ ‫التفاعل‬ ‫أثناء‬ ‫الفرد‬ ‫يمتلكها‬ ‫التي‬
‫بنية‬ ‫بني‬ ‫وصل‬ ‫حلقة‬ ‫هو‬ ‫أو‬ ،‫الفردية‬ ‫والسلوكيات‬ ‫املوضوعية‬ ‫املجتمعية‬ ‫العالقات‬ ‫بني‬ ‫الوسط‬ ‫فهو‬ ‫موقعه‬ ‫أما‬ .‫وسلوكي‬ ‫فعلي‬ ‫هو‬
‫من‬ ‫الهابيتوس‬ ‫يتكون‬ ،‫العموم‬ ‫وعلى‬ .‫املوضوعية‬ ‫والشروط‬ ‫الفردية‬ ‫للممارسات‬ ‫استبطان‬ ‫بمثابة‬ ‫هو‬ ‫أو‬ ،‫الفردي‬ ‫والفعل‬ ‫املجتمع‬
.‫ومنفعل‬ ‫وفاعل‬ ،‫وموضوعي‬ ‫ذاتي‬ ،‫ومجتمعي‬ ‫فردي‬ :‫ثنائية‬ ‫شقوق‬
‫وليس‬ .‫الرمزي‬ ‫الرأسمال‬ ‫أو‬ ،‫االجتماعي‬ ‫الرأسمال‬ ‫أو‬ ،‫الثقافي‬ ‫الرأسمال‬ ‫أو‬ ،‫املادي‬ ‫كالرأسمال‬ ،‫معني‬ ‫برأسمال‬ ‫الهابيتوس‬ ‫ويرتبط‬
‫الصراع‬ ‫عوامل‬ ‫من‬ ‫عامال‬ ‫أيضا‬ ‫الرمزي‬ ‫العنف‬ ‫يكون‬ ‫بل‬ ،‫االجتماعية‬ ‫الطبقات‬ ‫في‬ ‫يتحكم‬ ‫الذي‬ ‫الوحيد‬ ‫هو‬ ‫الطبقي‬ ‫الصراع‬
.‫وأشكاله‬
،‫الفقراء‬ ‫وطبقة‬ ،‫املثقفني‬ ‫وطبقة‬ ،‫العمال‬ ‫طبقة‬ :‫مثل‬ ،‫معني‬ ‫وحقل‬ ،‫معني‬ ‫ورأسمال‬ ،‫خاص‬ ‫هابيتوس‬ ‫اجتماعية‬ ‫طبقة‬ ‫فلكل‬ ،‫ثم‬ ‫ومن‬
‫والتميز‬ ‫بالرأسمال‬ ‫يقترن‬ ،‫أخرى‬ ‫جهة‬ ‫ومن‬ .‫املجتمع‬ ‫وبنية‬ ‫بالفعل‬ ‫جهة‬ ‫من‬ ‫يرتبط‬ ‫الهابيتوس‬ ‫أن‬ ‫هذا‬ ‫ويعني‬ ...‫األغنياء‬ ‫وطبقة‬
...‫املجتمعي‬ ‫أو‬ ‫االقتصادي‬ ‫أو‬ ‫الثقافي‬ ‫أو‬ ‫الجنسي‬
:‫في‬ ‫للفرد‬ ‫اليومي‬ ‫السلوك‬ ‫في‬ ‫حتى‬ ‫حدود‬ ‫بال‬ ‫االجتماعي‬ ‫التميز‬ ‫مظاهر‬ ‫تعيني‬ ‫يمكن‬ ،‫الهابيتوس‬ ‫على‬ ‫واعتمادا‬ ،‫الحقيقة‬ ‫وفي‬
‫أوقات‬ ‫وقضاء‬ ،‫والسفر‬ ،‫العيش‬ ‫ونمط‬ ،‫واملسكن‬ ،‫واإلتيكيت‬ ،‫والقيم‬ ،‫والعمل‬ ،‫والنوم‬ ،‫والجلوس‬ ،‫واملشي‬ ،‫والبيت‬ ،‫واملؤسسة‬ ،‫الشارع‬
.‫إلخ‬ ...‫والهوايات‬ ،‫والدراسة‬ ،‫والتسوق‬ ،‫الفراغ‬
:‫الحقل‬ ‫مفهوم‬
‫تقسيم‬ ‫أن‬ ‫بمعنى‬.(Champs) ‫الحقول‬ ‫من‬ ‫مجموعة‬ ‫إلى‬ ‫مقسم‬ ،‫املعاصرة‬ ‫مجتمعاتنا‬ ‫في‬ ،‫املجتمعي‬ ‫العالم‬ ‫أن‬ ‫بورديو‬ ‫بيير‬ ‫يرى‬
‫والحقل‬ ،‫السياسي‬ ‫والحقل‬ ،‫الفني‬ ‫الحقل‬ :‫مثل‬ ،‫الفرعية‬ ‫املجتمعية‬ ‫والفضاءات‬ ‫الحقول‬ ‫من‬ ‫مجموعة‬ ‫أوجد‬ ‫مجتمعنا‬ ‫في‬ ‫العمل‬
...‫الديني‬ ‫والحقل‬ ،‫الرياضي‬ ‫والحقل‬ ،‫التربوي‬ ‫والحقل‬ ،‫الثقافي‬ ‫والحقل‬ ،‫االقتصادي‬
‫وباشتداد‬ ،‫واالجتماعية‬ ‫الطبقية‬ ‫بالتراتبية‬ ‫الفضاءات‬ ‫هذه‬ ‫وتتميز‬ .‫ككل‬ ‫املجتمع‬ ‫عن‬ ‫نسبية‬ ‫باستقاللية‬ ‫فضائي‬ ‫حقل‬ ‫كل‬ ‫ويتميز‬
‫حسب‬ ،‫والهيمنة‬ ‫السلطة‬ ‫مواقع‬ ‫حول‬ ‫والصراع‬ ،‫واملعنوية‬ ‫املادية‬ ‫االمتيازات‬ ‫حول‬ ‫األفراد‬ ‫بني‬ ‫الشديد‬ ‫والتنافس‬ ‫الدينامي‬ ‫الصراع‬
‫فرد‬ ‫بكل‬ ‫خاصة‬ ‫مصالح‬ ‫أو‬ ‫مشتركة‬ ‫مصالح‬ ‫حول‬ ‫حقل‬ ‫كل‬ ‫في‬ ‫الصراع‬ ‫ويكون‬ .‫املجتمع‬ ‫داخل‬ ‫فرد‬ ‫كل‬ ‫يملكه‬ ‫الذي‬ ‫الرأسمال‬ ‫طبيعة‬
‫الحقل‬ ‫يخضع‬ ،‫ثم‬ ‫ومن‬ .‫الجديد‬ ‫والجيل‬ ‫القديم‬ ‫الجيل‬ ‫بني‬ ‫املحتدم‬ ‫الصراع‬ :‫مثل‬ ،‫القواعد‬ ‫من‬ ‫ملجموعة‬ ‫الحقل‬ ‫ويخضع‬ .‫حدة‬ ‫على‬
.‫املشترك‬ ‫والعيش‬ ‫والهيمنة‬ ‫والصراع‬ ‫التنافس‬ ‫ملنطق‬

11. :‫الرأسمال‬ ‫مفهوم‬
‫الرأسمال‬ ‫قوامه‬ ‫والبروليتارية‬ ‫البورجوازية‬ ‫بني‬ ‫والسيما‬ ،‫االجتماعية‬ ‫الطبقات‬ ‫بني‬ ‫الصراع‬ ‫أساس‬ ‫أن‬ ‫يرى‬ ‫ماركس‬ ‫كارل‬ ‫كان‬ ‫إذا‬
‫ومن‬ .‫ثقافيا‬ ‫صراعا‬ ‫يكون‬ ‫فقد‬ ،‫اقتصاديا‬ ‫طابعا‬ ‫دائما‬ ‫يتخذ‬ ‫ال‬ ‫الصراع‬ ‫أن‬ ‫يرى‬ ،‫فيبر‬ ‫ماكس‬ ‫غرار‬ ‫على‬ ،‫بورديو‬ ‫فبيير‬ ،‫االقتصادي‬
.‫االقتصادي‬ ‫والرأسمال‬ ‫الثقافي‬ ‫الرأسمال‬ :‫هما‬ ‫املعاصرة‬ ‫مجتمعاتنا‬ ‫تحريك‬ ‫في‬ ‫مهمان‬ ‫رأسماالن‬ ‫فثمة‬ ،‫ثم‬
:‫وهي‬ ،‫املجتمعي‬ ‫الفاعل‬ ‫يملكه‬ ‫الذي‬ ‫الرأسمال‬ ‫من‬ ‫مختلفة‬ ‫أنماط‬ ‫أربعة‬ ‫بورديو‬ ‫بيير‬ ‫حدد‬ ‫فقد‬ ،‫سبق‬ ‫ما‬ ‫على‬ ‫وبناء‬
.‫والسنوي‬ ‫الشهري‬ ‫دخله‬ ‫ويحدد‬ ،‫وممتلكاته‬ ‫ثرواته‬ ‫ويرصد‬ ،‫واملالية‬ ‫املادية‬ ‫الفرد‬ ‫موارد‬ ‫يقيس‬ ‫الذي‬ ‫هو‬ ‫االقتصادي‬ ‫الرأسمال‬ •
‫وكتب‬ ‫مقاالت‬ ‫من‬ ‫الثقافي‬ ‫واملنتوج‬ ،‫واملهنية‬ ‫العلمية‬ ‫والشهادات‬ ‫الدبلومات‬ :‫مثل‬ ،‫الثقافية‬ ‫الفرد‬ ‫موارد‬ ‫يقيس‬ :‫الثقافي‬ ‫الرأسمال‬ •
.‫الثقافة‬ ‫مجال‬ ‫في‬ ‫وحرفية‬ ‫ومهنية‬ ‫معرفية‬ ‫وقدرات‬ ‫ومواهب‬ ‫وكفاءات‬ ‫مهارات‬ ‫من‬ ‫يملكه‬ ‫وما‬ ،‫وفنية‬ ‫وثقافية‬ ‫إبداعية‬ ‫وأعمال‬ ‫ودراسات‬
‫الذي‬ ‫االجتماعي‬ ‫ذكائه‬ ‫إلى‬ ‫تعود‬ ،‫وصداقات‬ ‫ومعارف‬ ‫اجتماعية‬ ‫عالقات‬ ‫من‬ ‫الفرد‬ ‫يملكه‬ ‫ما‬ ‫يقيس‬ :‫االجتماعي‬ ‫الرأسمال‬ •
.‫والزمالة‬ ‫والصداقة‬ ‫والقرابة‬ ‫الرحم‬ ‫ت‬ ‫صال‬ ‫من‬ ‫مجموعة‬ ‫لربط‬ ‫يستثمره‬
‫الفرد‬ ‫يتميز‬ ‫األنماط‬ ‫وبهذه‬ ،‫االجتماعي‬ ‫والرأسمال‬ ،‫الثقافي‬ ‫والرأسمال‬ ،‫االقتصادي‬ ‫الرأسمال‬ ‫ويتضمن‬ :‫الرمزي‬ ‫الرأسمال‬ •
.‫اآلخرين‬ ‫األفراد‬ ‫باقي‬ ‫عن‬ ‫مجتمعيا‬
‫تستطيع‬ ‫الرأسمال‬ ‫بهذا‬ ‫ألن‬ ‫؛‬ ‫اللغوي‬ ‫بالرأسمال‬ ‫سماه‬ ،(‫السوسيولوجيا‬ ‫)أسئلة‬ ‫كتابه‬ ‫في‬ ‫آخر‬ ‫رأسماال‬ ‫بورديو‬ ‫بيير‬ ‫أضاف‬ ‫وقد‬
‫من‬ ‫وأكثر‬ .‫ورمزية‬ ‫وثقافية‬ ‫ومالية‬ ‫مادية‬ ‫امتيازات‬ ‫ومن‬ ‫السلطة‬ ‫من‬ ‫تستفيد‬ ،‫وبالتالي‬ .‫ووجودها‬ ‫وإنيتها‬ ‫نفسها‬ ‫تفرض‬ ‫أن‬ ‫ما‬ ‫جماعة‬
‫في‬ ‫كبرى‬ ‫واقتصادية‬ ‫ثقافية‬ ‫بمكانة‬ ‫يحظى‬ ‫أن‬ ‫يستطيع‬ ‫فإنه‬ ،‫العربية‬ ‫الدول‬ ‫في‬ ‫األجنبي‬ ‫اللغوي‬ ‫الرأسمال‬ ‫يمتلك‬ ‫فمن‬ ،‫هذا‬
‫جعل‬ ‫على‬ ‫القدرة‬ ‫وكذا‬ ،‫اللغوية‬ ‫األسعار‬ ‫تشكل‬ ‫آليات‬ ‫في‬ ‫التحكم‬ ‫اللغوي‬ ‫الرأسمال‬ ‫يعني‬ ":‫بورديو‬ ‫يقول‬ ،‫السياق‬ ‫هذا‬ ‫وفي‬ .‫املجتمع‬
،‫تفاعل‬ ‫عملية‬ ‫أي‬ ‫إن‬ .‫النوعي‬ ‫القيمة‬ ‫فائض‬ ‫استخالص‬ ‫على‬ ‫والقدرة‬ ،(‫الرأسمال‬ ‫)أي‬ ‫صاحبه‬ ‫لصالح‬ ‫تعمل‬ ‫األسعار‬ ‫تشكل‬ ‫قوانني‬
‫هي‬ ‫اللغوي‬ ‫التواصل‬ ‫عمليات‬ ‫كل‬ ‫إن‬ ،‫واختصار‬ ،‫وصديقته‬ ‫طفل‬ ‫بني‬ ‫أو‬ ‫صديقني‬ ‫بني‬ ‫أو‬ ‫شخصني‬ ‫بني‬ ‫ولو‬ ،‫لغوي‬ ‫تواصل‬ ‫عملية‬ ‫وأي‬
."[17].‫اإلجمالية‬ ‫البنيات‬ ‫رحمة‬ ‫تحت‬ ‫دوما‬ ‫تبقى‬ ‫التي‬ ‫الصغرى‬ ‫األسواق‬ ‫من‬ ‫أنواع‬
‫من‬ ‫األخرى‬ ‫األنماط‬ ‫بباقي‬ ‫جدلية‬ ‫عالقة‬ ‫وله‬ ،‫والصراع‬ ‫والتنافس‬ ‫الهيمنة‬ ‫لقيم‬ ‫بدوره‬ ‫خاضع‬ ‫اللغوي‬ ‫الرسمأل‬ ‫أن‬ ‫هذا‬ ‫ويعني‬
.‫الرمزي‬ ‫الرأسمال‬
‫الرأسمال‬ ‫وهو‬ ‫املذكورة‬ ‫الخمسة‬ ‫األنماط‬ ‫من‬ ،‫اإلسالمية‬ ‫مجتمعاتنا‬ ‫في‬ ،‫أهمية‬ ‫أكثر‬ ‫آخر‬ ‫رأسمال‬ ‫عن‬ ‫الطرف‬ ‫يغض‬ ‫بورديو‬ ‫أن‬ ‫بيد‬
‫أن‬ ‫ينبغي‬ ‫تجارة‬ ‫فأحسن‬ ،‫وبالتالي‬ .‫واآلخرة‬ ‫الدنيا‬ ‫ربح‬ ‫اإلنسان‬ ‫تملكه‬ ‫إذا‬ ،‫لإلنسان‬ ‫املهم‬ ‫الرأسمال‬ ‫فهو‬ ،‫الديني‬ ‫أو‬ ‫القيمي‬
.‫الخير‬ ‫وفعل‬ ‫واإلحسان‬ ‫والتدين‬ ‫العبادة‬ ‫مجال‬ ‫في‬ ‫اهلل‬ ‫مع‬ ‫التجارة‬ ‫هي‬ ‫جاهدا‬ ‫الفرد‬ ‫إليها‬ ‫يسعى‬
‫أرباحا‬ ‫يحقق‬ ‫أن‬ (‫واللغوية‬ ،‫والثقافية‬ ،‫واالجتماعية‬ ،‫والثقافية‬ ،‫)االقتصادية‬ ‫املختلفة‬ ‫الرأسمالية‬ ‫املوارد‬ ‫بهذه‬ ‫الفرد‬ ‫يستطيع‬ ،‫وعليه‬
‫وهما‬ .‫بورديو‬ ‫بيير‬ ‫حسب‬ ‫املعاصرة‬ ‫مجتمعاتنا‬ ‫في‬ ‫أهمية‬ ‫أكثر‬ ‫هما‬ ‫والثقافي‬ ‫االقتصادي‬ :‫الرأسمالني‬ ‫أن‬ ‫والسيما‬ ،‫مجتمعية‬ ‫ومنافع‬
‫والتطاحن‬ ‫والصراع‬ ‫للتنافس‬ ‫فضاء‬ ‫مجالي‬ ‫حقل‬ ‫كل‬ ‫ويجعل‬ ،‫األفراد‬ ‫أفعال‬ ‫في‬ ‫ويتحكمان‬ ،‫املجتمع‬ ‫بنية‬ ‫يشكالن‬ ‫اللذان‬

12. .‫والطبقي‬ ‫االجتماعي‬
:‫الخاتمة‬
‫السياسة‬ ‫نقد‬ ‫في‬ ‫املاركسي‬ ‫بالتصور‬ ‫امللتزمني‬ ‫السوسيولوجيني‬ ‫أهم‬ ‫من‬ ‫بورديو‬ ‫بيير‬ ‫بأن‬ ،‫ذكره‬ ‫سبق‬ ‫مما‬ ،‫لنا‬ ‫يتبني‬ ،‫القول‬ ‫وخالصة‬
‫كبرى‬ ‫أهمية‬ ‫أعطى‬ ،‫أخرى‬ ‫جهة‬ ‫ومن‬ .‫الصراعية‬ ‫املقاربة‬ ‫ضوء‬ ‫في‬ ‫للمجتمع‬ ‫سوسيولوجية‬ ‫نظرية‬ ‫بتقديم‬ ‫انشغل‬ ‫وقد‬ .‫الرأسمالية‬
‫مع‬ ،‫والطبقي‬ ‫املجتمعي‬ ‫الصراع‬ ‫هذا‬ ‫في‬ ‫الثقافة‬ ‫دور‬ ‫واستجالء‬ ،‫واالجتماعية‬ ‫الطبقية‬ ‫التراتبية‬ ‫وتحليل‬ ،‫املجتمعية‬ ‫الطبقات‬ ‫لدراسة‬
.‫والطبقية‬ ‫االجتماعية‬ ‫والالمساواة‬ ‫والصراع‬ ‫والتطاحن‬ ‫للتنافس‬ ‫فضاء‬ ‫باعتبارها‬ ‫املدرسة‬ ‫على‬ ‫التركيز‬
‫على‬ ‫القائمة‬ ‫اإليديولوجية‬ ‫مؤسساته‬ ‫وفضح‬ ،‫الجديد‬ ‫الليبرالي‬ ‫العالم‬ ‫لنقد‬ ‫أداة‬ ‫السوسيولوجيا‬ ‫بورديو‬ ‫بيير‬ ‫اتخذ‬ ‫فقد‬ ،‫ثم‬ ‫ومن‬
،‫والدين‬ ،‫والصحافة‬ ،‫واإلعالم‬ ،‫املدرسة‬ :‫مثل‬ ،‫الشرعية‬ ‫الدولة‬ ‫مؤسسات‬ ‫أن‬ ‫أساس‬ ‫على‬ ،‫اآلخرين‬ ‫وإخضاع‬ ‫والسيطرة‬ ‫الهيمنة‬
.‫اآلخرين‬ ‫تجاه‬ ‫الرمزي‬ ‫العنف‬ ‫من‬ ‫نوعا‬ ‫تمارس‬
‫من‬ ‫مجموعة‬ ‫وتجاوز‬ ،‫املجتمع‬ ‫وبنية‬ ‫الفعل‬ ‫بني‬ ‫الجمع‬ ‫خالل‬ ‫من‬ ،‫التكوينية‬ ‫البنيوية‬ ‫املنهجية‬ ‫بورديو‬ ‫بيير‬ ‫تمثل‬ ‫فقد‬ ،‫ذلك‬ ‫على‬ ‫عالوة‬
‫ما‬ ،‫السوسيولوجية‬ ‫واملصطلحات‬ ‫املفاهيم‬ ‫من‬ ‫مجموعة‬ ‫بورديو‬ ‫بيير‬ ‫وظف‬ ‫فقد‬ ،‫ثم‬ ‫ومن‬ .‫للهابيتوس‬ ‫منهجيا‬ ‫أخضعت‬ ‫التي‬ ‫الثنائيات‬
‫املفاهيم‬ ‫من‬ ‫وغيرها‬ ،‫والتميز‬ ،‫الرمزي‬ ‫والعنف‬ ،‫والحقل‬ ،‫الهابيتوس‬ ‫والسيما‬ ،‫وتأويل‬ ،‫وتنقيح‬ ،‫وتوضيح‬ ،‫سبر‬ ‫إلى‬ ‫حاجة‬ ‫في‬ ‫زالت‬
.‫األخرى‬ ‫اإلشكالية‬
(Jamilhamdaoui@yahoo.fr) ‫املغرب‬ ‫من‬ ‫باحث‬ [1]
[2] Pierre Bourdieu, Choses dites, Paris, Les Éditions de Minuit, coll. « Le sens commun », ​ 1987, 229 p.
‫األولى‬ ‫الطبعة‬ ،‫املغرب‬ ،‫البيضاء‬ ‫الدار‬ ،‫للنشر‬ ‫توبقال‬ ‫دار‬ ،‫العالي‬ ‫بنعبد‬ ‫عبدالسالم‬ :‫ترجمة‬ ،‫والسلطة‬ ‫الرمز‬ :‫بورديو‬ ‫بيير‬ [3]
.18:‫ص‬ ،‫م‬1986 ‫سنة‬
.Pierre Bourdieu, Choses dites, Paris, Les Éditions de Minuit, coll. « Le sens commun », ​ 1987, 229 p [4]
[5] Bourdieu (Pierre), Questions de sociologie, édition originale de Minuit, Paris, 1984, Cérès
Productions Tunis, 1993.
[6] Pierre Bourdieu et Jean-Claude Passeron, Les héritiers: les étudiants et la culture
Les héritiers: les étudiants et la culture, Paris, Les
Éditions de Minuit, coll. « Grands documents » (no 18),​ 1964, 183 p.
‫الدار‬ ،‫الجديدة‬ ‫النجاح‬ ‫مطبعة‬ ،3‫العدد‬ ،‫التربوي‬ ‫التكوين‬ ‫سلسلة‬ ،‫التربية‬ ‫سوسيولوجيا‬ ‫أهمية‬ :‫وآخرون‬ ‫املير‬ ‫خالد‬ [7]
.16-15:‫ص‬ ،‫م‬1995 ‫سنة‬ ‫الثانية‬ ‫الطبعة‬ ،‫املغرب‬ ،‫البيضاء‬
[8] Pierre Bourdieu, La D
La Domination masculine
omination masculine, Paris, Le Seuil, 1998, coll. Liber, 134 p.
[9] Pierre Bourdieu, La domination masculine, p:88.
[10] Pierre Bourdieu et Loïc Wacquant, Réponses: pour une anthropologie réflexive
Réponses: pour une anthropologie réflexive, Paris, Seuil,​
1992,pp:141-143.
[11] Pierre Bourdieu, Sur la télévision suivi de L'emprise du journalisme, Paris, Liber, coll. « Raisons
d'agir »,​ 1996, 95 p

13. [12] Pierre Bourdieu, La Distinction. Critique sociale du jugement, Les Éditions de Minuit,​ 1979, 670
p.
،‫لبنان‬ ،‫بيروت‬ ،‫والنشر‬ ‫لألبحاث‬ ‫العربية‬ ‫الشبكة‬ ،‫عثمان‬ ‫محمد‬ ‫ترجمة‬ ،‫األساسية‬ ‫املفاهيم‬ :‫االجتماع‬ ‫علم‬ :‫سكوت‬ ‫جون‬ [13]
.42:‫ص‬ ،‫م‬2013 ‫الثانية‬ ‫الطبعة‬
‫املجلة‬ ،‫إضافات‬،
‫إضافات‬،(
(‫بورديو‬ ‫بيير‬ ‫سوسيولوجيا‬ ‫في‬ ‫قراءة‬ :‫الثقافي‬ ‫املال‬ ‫ورأس‬ ‫والطبقة‬ ‫الجسد‬ ) :‫العظيم‬ ‫عبد‬ ‫إبراهيم‬ ‫حسني‬ [14]
.2011 ‫صيف‬ ،15 ‫العدد‬ ،‫االجتماع‬ ‫لعلم‬ ‫العربية‬
.42:‫ص‬ ،‫األساسية‬
‫األساسية‬ ‫املفاهيم‬
‫املفاهيم‬ :
:‫االجتماع‬
‫االجتماع‬ ‫علم‬
‫علم‬ :‫سكوت‬ ‫جون‬ [15]
.42:‫ص‬ ،‫نفسه‬ :‫سكوت‬ ‫جون‬ [16]
[17] Pierre Bourdieu: Question de sociologie
: Question de sociologie,Minuit,1984.
‫ﻠﻖ‬‫﮲‬‫أﻋ‬ ‫﮳ﻊ‬‫ٮ‬‫اﻃ‬