Más contenido relacionado
La actualidad más candente (20)
239
- 2. ﻤﺴﺭﺤﻴﺔ
ﻟﻘﺎﺀ ﻭﺣﻮﺍﺭ
ﻣﻊ ﺍﻟﻨﺎﺻﺮ ﺻﻼﺡ ﺍﻟﺪﻳﻦ
ﺃﺣﻤﺪ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺍﻟﻔﻘﻴﻪ
- 3. ﻃﺒﻘﺎ ﻟﻘﻮﺍﻧﲔ ﺍﳌﻠﻜﻴﺔ ﺍﻟﻔﻜﺮﻳﺔ
א א א
. אא
א
)ﻋـﱪ ﺍﻻﻧﱰﻧـﺖ ﺃﻭ א אא
ﻟﻠﻤﻜﺘﺒــﺎﺕ ﺍﻻﻟﻜﱰﻭﻧﻴــﺔ ﺃﻭ ﺍﻷﻗــﺮﺍﺹ ﺍﳌﺪﳎــﺔ ﺃﻭ ﺍﻯ
א ﻭﺳﻴﻠﺔ ﺃﺧﺮﻯ (
א א .
. א א
- 4. ﻟﻘﺎﺀ ﻭﺤﻭﺍﺭ ﻤﻊ ﺍﻟﻨﺎﺼﺭ ﺼﻼﺡ ﺍﻟﺩﻴﻥ
) ﻤﺤﺭﺭ ﺍﻟﻤﺴﺠﺩ ﺍﻷﻗﺼﻰ ﻤﻥ ﺍﻟﺼﻠﻴﺒﻴﻴﻥ(
ﺍﻟﻤﺸﻬﺩ ﺍﻷﻭل
)ﺍﻟﻨﺎﺼﺭ ﺼﻼﺡ ﺍﻟﺩﻴﻥ ﻓﻰ ﺩﻴﻭﺍﻨﻪ، ﻭﻤﻥ ﺨﻠﻔﻪ ﻅﻬﺭﺕ
ﺼﻭﺭﺓ ﻟﻠﻤﺴﺠﺩ ﺍﻷﻗﺼﻰ ﺒﺒﻴﺕ ﺍﻟﻤﻘﺩﺱ(
ﺃﻤﺎ ﺍﻵﻥ ﻭﻗﺩ ﻜﺘﺏ ﻟﻨﺎ ﺍﷲ ﺍﻟﻔﻭﺯ ﻭﺤﻘﻘﻨﺎ ﺒﻔﻀﻠﻪ ﺍﻟﻨﺼﺭ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻠﻴﺒﻴﻴﻥ ﻭﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺤﻜﻡ ﺍﻟﻤﻤﺎﻟﻙ ﺍﻟﻼﺘﻴﻨﻴﺔ ﻓﻰ ﻫﺫﻩ
ﺍﻟﺩﻴﺎﺭ ﻭﺍﺴﺘﺭﺩﺍﺩ ﺒﻴﺕ ﺍﻟﻤﻘﺩﺱ ﻤﻥ ﺃﻴﺩﻴﻬﻡ ﻭﺘﺤﺭﻴﺭﻩ ﻤﻥ ﺭﺠﺴﻬﻡ
ﻭﻁﻐﻴﺎﻨﻬﻡ، ﻓﺎﺫﻫﺒﻭﺍ ﻭﺍﻤﻨﺤﻭﺍ ﻫﺅﻻﺀ ﺍﻟﻔﺭﻨﺠﺔ ﺍﻷﻤﺎﻥ، ﻓﻘﺩ ﺍﺴﺘﺒﺩ
ﺒﻬﻡ ﺍﻟﻬﻠﻊ ﻭﺍﻟﺨﻭﻑ ﻋﻠﻰ ﺃﺭﻭﺍﺤﻬﻡ ﻭﺍﺭﺘﻔﻊ ﻋﻭﻴﻠﻬﻡ ﻭﺼﺭﺍﺨﻬﻡ
ﻴﻁﻠﺒﻭﻥ ﺍﻟﻌﻔﻭ ﻭﺍﻟﺭﺤﻤﺔ، ﻓﻬﺩﺌﻭﺍ ﺭﻭﻋﻬﻡ، ﻭﻗﻭﻟﻭﺍ ﻟﻬﻡ ﺒﺄﻥ ﻋﻠﻰ
ﺍﻷﺴﻴﺭ ﺃﻥ ﻴﻔﺘﺩﻯ ﻨﻔﺴﻪ ﺃﻭ ﻴﻔﺘﺩﻴﻪ ﺃﻫﻠﻪ، ﻓﻼ ﻗﺘل ﻭﻻ ﺘﻨﻜﻴل ﻭﻻ
ﺍﻨﺘﻘﺎﻡ، ﻟﻴﻌﺭﻓﻭﺍ ﺃﻥ ﺃﺨﻼﻕ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﺘﻤﻨﻌﻨﺎ ﺒﺄﻥ ﻨﻔﻌل ﺒﻬﻡ ﻤﺎ
ﻓﻌﻠﻭﻩ ﺒﺄﻫﻠﻨﺎ ﻓﻰ ﺒﻴﺕ ﺍﻟﻤﻘﺩﺱ ﻋﻨﺩﻤﺎ ﺍﺤﺘﻠﻭﻫﺎ ﻭﺍﺭﺘﻜﺒﻭﺍ ﺍﻟﻤﺠﺎﺯﺭ
ﻭﺴﻔﻜﻭﺍ ﺩﻤﺎﺀ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﺍﻷﺒﺭﻴﺎﺀ. ﺃﻤﺎ ﺴﻴﺒﻴل ﺯﻭﺠﺔ ﺍﻟﻤﻠﻙ
ﺍﻷﺴﻴﺭ ﺠﻰ ﺩﻭ ﻟﻭﺴﻴﺎﻥ، ﻓﺩﻋﻭﻫﺎ ﺘﻠﺤﻕ ﺒﺯﻭﺠﻬﺎ ﻓﻰ ﻤﻌﺘﻘﻠﻪ ﻓﻰ
ﻗﻠﻌﺔ ﻨﺎﺒﻠﺱ ﻭﺍﺘﺭﻜﻭﻫﺎ ﺘﺴﻴﺭ ﻓﻰ ﻤﺎﻟﻬﺎ ﻭﺃﻫﻠﻬﺎ ﻭﺤﺸﻤﻬﺎ. ﻜﺫﻟﻙ
- 5. ﻓﻘﺩ ﺃﺫﻨﺕ ﺒﺨﺭﻭﺝ ﺯﻭﺠﺔ ﺍﻷﻤﻴﺭ ﺩﻯ ﺸﺎﻴﺘﻭﻥ، ﻟﻘﺩ ﻗﺘﻠﻨﺎ ﺯﻭﺠﻬﺎ
ﻟﻘﺎﺀ ﻏﺩﺭﻩ ﻭﻋﺩﻭﺍﻨﻪ، ﺃﻤﺎ ﻫﻰ ﻓﻠﻬﺎ ﺃﻥ ﺘﺨﺭﺝ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻴﻠﺤﻘﻬﺎ
ﺍﻟﻀﺭﺭ ﺃﻭ ﺍﻷﺫﻯ. ﻭﺍﻵﻥ ﺃﻗﻔل ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺃﻴﻬﺎ ﺍﻟﺤﺎﺠﺏ، ﻭﻻ ﺘﺩﻉ
ﺃﺤﺩﺍ ﻴﺩﺨل ﻋﻠﻰ ﺤﺘﻰ ﺃﻓﺭﻍ ﻤﻥ ﺃﺩﺍﺀ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﺸﻜﺭﺍ
ﹰ
ﻭﺍﻤﺘﻨﺎﻨﺎ ﻟﺭﺏ ﺍﻟﻌﺯﺓ ﻭﺍﻟﺠﻼل ﻭﺍﻹﻜﺭﺍﻡ ﺍﻟﺫﻯ ﺤﻘﻕ ﻟﻨﺎ ﺍﻟﻔﻭﺯ
ﻭﺩﺤﺭ ﺍﻷﻋﺩﺍﺀ.
ﺍﻟﻤﺸﻬﺩ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ
)ﻴﻅﻬﺭ ﺍﻟﻜﺎﺘﺏ ﺍﻟﺼﺤﻔﻰ ﻭﺒﻌﻴﺩﺍ ﻓﻰ ﺼﻭﺭﺓ ﺨﻠﻔﻴﺔ
ﺼﻼﺡ ﺍﻟﺩﻴﻥ ﻴﺼﻠﻲ(
ﻫﺫﺍ ﻫﻭ ﺍﻟﻨﺎﺼﺭ ﺼﻼﺡ ﺍﻟﺩﻴﻥ، ﺃﺤﺩ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﺼﻨﻌﻭﺍ ﺃﻤﺠﺩ
ﻟﺤﻅﺎﺕ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ، ﻭﻗﺎﺩﻭﺍ ﺍﻷﻤﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﺼﺭ ﻭﺍﻻﺘﺤﺎﺩ،
ﺒﻌﺩ ﺃﻥ ﻋﺎﻨﺕ ﻁﻭﻴﻼ ﻤﻥ ﻭﻴﻼﺕ ﺍﻟﻬﺯﺍﺌﻡ ﻭﺍﻟﺘﻤﺯﻕ ﻭﺍﻟﻔﺭﻗﺔ،
ﻭ ﺩ ﺩﻭﻟﺘﻬﻡ، ﻭﻗﻬﺭ ﺃﻋﺩﺍﺌﻬﻡ، ﻭﺤﻘﻕ ﺍﻟﻨﺼﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻤﺎﻟﻙ
ﺤ
ﺍﻟﺼﻠﻴﺒﻴﺔ ﺍﻟﺘﻰ ﺍﺠﺘﻤﻌﺕ ﻤﻥ ﻤﺨﺘﻠﻑ ﺃﻗﻁﺎﺭ ﺍﻟﻐﺭﺏ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻰ
ﻟﺒﺴﻁ ﻨﻔﻭﺫﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﻤﺔ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﻭﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ.
ﺇﻨﻪ ﺼﻼﺡ ﺍﻟﺩﻴﻥ ﻴﻭﺴﻑ ﺒﻥ ﻨﺠﻡ ﺍﻟﺩﻴﻥ ﺃﻴﻭﺏ، ﻭﻟﺩ ﻋﺎﻡ
ﺃﻟﻑ ﻭﻤﺎﺌﺔ ﻭﺴﺒﻌﺔ ﻭﺜﻼﺜﻴﻥ ﻤﻴﻼﺩﻴﺔ، ﻭﻜﺎﻥ ﻭﺍﻟﺩﻩ ﻨﺠﻡ ﺍﻟﺩﻴﻥ
- 6. ﺃﻴﻭﺏ ﺒﻥ ﺸﺎﺩﻯ، ﺤﺎﻜﻤﺎ ﻟﻘﻠﻌﺔ ﺘﻜﺭﻴﺕ ﺒﺒﻼﺩ ﻤﺎ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻨﻬﺭﻴﻥ ﺜﻡ
ﺭﺤل ﻭﺍﻟﺩﻩ ﺇﻟﻰ ﺴﻭﺭﻴﺎ ﻓﺎﻟﺘﺤﻕ ﺒﻪ ﻟﻴﻌﻴﺵ ﻋﺸﺭﺓ ﺃﻋﻭﺍﻡ ﺒﻴﻥ
ﺒﻌﻠﺒﻙ ﻭﺩﻤﺸﻕ ﻭﺭﺍﻓﻕ ﻋﻤﻪ ﺃﺴﺩ ﺍﻟﺩﻴﻥ ﺸﻴﺭﻜﻭﻩ ﻓﻰ ﺤﻤﻼﺘﻪ
ﻋﻠﻰ ﻤﺼﺭ ﺍﻟﺘﻰ ﻜﺎﻥ ﻴﺤﻜﻤﻬﺎ ﺍﻟﻔﺎﻁﻤﻴﻭﻥ ﻓﺼﺩ ﺍﻟﺤﻤﻼﺕ
ﺍﻟﺼﻠﻴﺒﻴﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ، ﺜﻡ ﺨﻠﻑ ﻋﻤﻪ ﺃﺴﺩ ﺍﻟﺩﻴﻥ ﺸﻴﺭﻜﻭﻩ ﺍﻟﺫﻯ ﺒﻘﻰ
ﻭﺯﻴﺭﺍ ﻟﻤﺼﺭ، ﻭﺒﻌﺩ ﻓﺘﺭﺓ ﻤﻥ ﺍﺴﺘﻼﻤﻪ ﻟﻠﻭﺯﺍﺭﺓ ﻓﻰ ﻤﺼﺭ،
ﺤﺫﻑ ﺍﺴﻡ ﺍﻟﺴﻠﻁﺎﻥ ﺍﻟﻌﺎﻀﺩ ﻤﻥ ﺼﻼﺓ ﺍﻟﺠﻤﻌﺔ، ﻭﺍﻨﻬﻰ ﺤﻜﻡ
ﺍﻟﻔﺎﻁﻤﻴﻴﻥ، ﻭﺃﻋﻠﻥ ﺍﺴﺘﻘﻼﻟﻪ، ﻭﺘﻡ ﺘﻨﺼﻴﺒﻪ ﺴﻠﻁﺎﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﻤﺼﺭ،
ﻭﺃﺭﺴل ﺤﻤﻼﺘﻪ ﻟﻔﺘﺢ ﺍﻟﻴﻤﻥ، ﻭﺍﺴﺘﻭﻟﻰ ﻋﻠﻰ ﺩﻤﺸﻕ ﻭﺤﻠﺏ
ﻭﺍﻟﻤﻭﺼل ﻭﺃﺭﺽ ﺍﻟﺠﺯﻴﺭﺓ ﻭﻫﺯﻡ ﺍﻟﺼﻠﻴﺒﻴﻴﻥ ﻓﻰ ﻤﻌﺭﻜﺔ
ﺤﻁﻴﻥ ﻋﺎﻡ ٧٨١١ ﻭﺍﺴﺘﺭﺩ ﻤﻨﻬﻡ ﺒﻴﺕ ﺍﻟﻤﻘﺩﺱ، ﻭﻓﻰ ﺍﻟﺤﻤﻠﺔ
ﺍﻟﺼﻠﻴﺒﻴﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻭﺍﺠﻪ ﺭﻴﺘﺸﺎﺭﺩ ﻗﻠﺏ ﺍﻷﺴﺩ ﻭﻫﺯﻡ ﺠﻴﻭﺸﻪ.
ﺍﺸﺘﻬﺭ ﺒﻌﺩﻟﻪ ﻭﺤﻜﻤﺘﻪ ﻭﺤﺒﻪ ﻟﻠﻌﻠﻡ ﻭﺘﺸﺠﻴﻌﻪ ﻟﻠﻌﻠﻤﺎﺀ. ﻋﻤﺭ
ﺍﻟﻤﺴﺎﺠﺩ ﻭﺒﻨﻰ ﺍﻟﺤﺼﻭﻥ ﻭﺍﻟﺠﺴﻭﺭ ﻭﺃﻨﺸﺄ ﺸﺒﻜﺎﺕ ﺍﻟﺭﻯ ﻭﺃﺸﺎﺩ
ﺍﻟﻘﻠﻌﺔ ﺍﻟﻤﻌﺭﻭﻓﺔ ﺒﺎﺴﻤﻪ ﻓﻰ ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ ﻭﺘﻭﻓﻰ ﻓﻰ ﺩﻤﺸﻕ ﻋﺎﻡ ﺃﻟﻑ
ﻭﻤﺎﺌﺔ ﻭﺜﻼﺜﺔ ﻭﺘﺴﻌﻴﻥ ﻤﻴﻼﺩﻴﺔ.
)ﺼﻼﺡ ﺍﻟﺩﻴﻥ ﻴﻨﻬﻰ ﺼﻼﺘﻪ ﻗﺎﺌﻼ:
ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻴﻜﻡ ﻭﺭﺤﻤﺔ ﺍﷲ، ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻴﻜﻡ ﻭﺭﺤﻤﺔ ﺍﷲ(
- 7. ﺍﻟﻤﺸﻬﺩ ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ
ﺍﻟﻜﺎﺘﺏ ﺍﻟﺼﺤﻔﻰ: ﺴﻼﻤﺎ ﺃﻴﻬﺎ ﺍﻟﻘﺎﺌﺩ ﺍﻟﻌﻅﻴﻡ ﺼﻼﺡ
ﺍﻟﺩﻴﻥ. ﺠﺌﺘﻙ ﺯﺍﺌﺭﺍ ﻤﻥ ﻋﺼﺭ ﻴﺒﻌﺩ ﻋﻨﻙ ﺜﻤﺎﻨﻤﺎﺌﺔ ﻋﺎﻡ، ﻭﺃﻤﺔ
ﺍﻟﻌﺭﺏ ﺘﻭﺍﺠﻪ ﺤﻤﻠﺔ ﺼﻠﻴﺒﻴﺔ ﺠﺩﻴﺩﺓ، ﻟﻜﻰ ﻨﺴﺘﻔﻴﺩ ﻤﻥ ﺤﻜﻤﺘﻙ
ﻭﻨﺴﺘﻀﺊ ﺒﻨﻭﺭ ﺒﺼﻴﺭﺘﻙ ﻭﻨﺘﻌﻠﻡ ﻤﻥ ﺩﺭﻭﺱ ﺠﻬﺎﺩﻙ ﻭﻨﻀﺎﻟﻙ
ﻓﻰ ﺘﻭﺤﻴﺩ ﺍﻷﻤﺔ ﻭﺘﺤﻘﻴﻕ ﺍﻟﻨﺼﺭ، ﻓﻜﻴﻑ ﺘﻬﻴﺄ ﻟﻙ ﺃﻥ ﺘﺼﻨﻊ ﻫﺫﻩ
ﺍﻹﻨﺠﺎﺯﺍﺕ، ﻭﺘﺄﺘﻰ ﺇﻟﻰ ﺃﻤﺔ ﺘﻤﺯﻗﻬﺎ ﺍﻻﻨﻘﺴﺎﻤﺎﺕ، ﻭﺘﺩﻭﺱ
ﺃﺭﻀﻬﺎ ﺴﻨﺎﺒﻙ ﺨﻴل ﺍﻟﻐﺯﺍﺓ ﻤﻥ ﺠﻴﻭﺵ ﺍﻟﻤﻤﺎﻟﻙ ﺍﻟﺼﻠﻴﺒﻴﺔ،
ﻓﺘﻭﺤﺩ ﺼﻔﻭﻓﻬﺎ، ﻭﺘﺨﻭﺽ ﺒﻬﺎ ﺠﻬﺎﺩﺍ ﻤﻘﺩﺴﺎ ﻟﻁﺭﺩ ﺍﻟﺼﻠﻴﺒﻴﻴﻥ
ﻭﺍﺴﺘﺭﺩﺍﺩ ﺒﻴﺕ ﺍﻟﻤﻘﺩﺱ ﺤﺘﻰ ﺘﺤﻘﻕ ﻟﻙ ﺍﻟﻔﻭﺯ ﺍﻟﻌﻅﻴﻡ.
ﺼﻼﺡ ﺍﻟﺩﻴﻥ: ﺘﺭﺒﻴﺕ ﻓﻰ ﺒﻴﺕ ﺍﺨﺘﻠﻁﺕ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺩﻤﺎﺀ
ﺍﻟﻜﺭﺩﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ، ﻭﺍﻨﺼﻬﺭﺕ ﻜﻠﻬﺎ ﻓﻰ ﺒﻭﺘﻘﺔ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﺓ
ﺍﻻﺴﻼﻤﻴﺔ، ﺘﻠﻙ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﺓ ﺍﻟﺘﻰ ﻨﺸﺭﺕ ﺍﻟﻬﺩﺍﻴﺔ ﻓﻰ ﺃﺭﻜﻥ
ﺍﻷﺭﺽ ﺍﻷﺭﺒﻌﺔ ﺜﻡ ﻨﻅﺭﺕ ﺤﻭﻟﻰ ﻓﺈﺫﺍ ﺒﻬﺫﻩ ﺍﻷﻤﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ
ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ، ﺘﻌﻴﺵ ﻤﺤﻨﺔ ﺍﻟﻔﺭﻗﺔ ﻭﺍﻟﺘﻤﺯﻕ ﻭﺘﻨﻬﺏ ﺃﺭﻀﻬﺎ
ﺠﺤﺎﻓل ﺍﻟﻐﺯﺍﺓ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﺠﺎﺀﻭﺍ ﻤﻥ ﻜل ﺒﻘﺎﻉ ﺍﻷﺭﺽ. ﺇﺫ ﻜﺎﻥ
ﺍﻟﺸﺭﻕ ﺍﻟﻌﺭﺒﻰ ﻤﺭﺘﻌﺎ ﺨﺼﺒﺎ ﻟﻠﻔﺭﻨﺠﺔ ﻭﺍﻟﺼﻠﻴﺒﻴﻴﻥ، ﻭﻜﺎﻨﺕ
ﻤﺼﺭ ﺘﻌﺎﻨﻰ ﻓﻰ ﻅل ﺍﻟﺨﻼﻓﺔ ﺍﻟﻔﺎﻁﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﺤﺘﻀﺭﺓ ﺃﺸﻨﻊ
- 8. ﻀﺭﻭﺏ ﺍﻟﻔﻭﻀﻰ ﻭﺍﻟﻀﻌﻑ، ﻭﻜﺎﻥ ﺍﻟﻭﻁﻥ ﺍﻟﻌﺭﺒﻰ ﻗﺩ ﺘﺤﻭل
ﺇﻟﻰ ﺩﻭﻴﻼﺕ ﻀﻌﻴﻔﺔ ﻤﺘﺨﺎﺫﻟﺔ، ﺘﺘﻨﺎﺤﺭ ﻓﻴﻤﺎ ﺒﻴﻨﻬﺎ ﺃﻜﺜﺭ ﻤﻤﺎ
ﺘﺤﺎﺭﺏ ﻋﺩﻭﻫﺎ ﺍﻟﺫﻯ ﺍﺴﺘﺼﻐﺭ ﺸﺄﻨﻬﺎ، ﻓﻤﻀﻰ ﻴﻨﻬﺏ ﺃﺭﻀﻬﺎ
ﻭﻴﻘﺘﻁﻊ ﺃﻁﺭﺍﻓﻬﺎ ﻭﻴﺴﺘﻌﻴﻥ ﺒﺎﻟﻌﻤﻼﺀ ﻤﻥ ﺃﺒﻨﺎﺌﻬﺎ.
ﺍﻟﻜﺎﺘﺏ ﺍﻟﺼﺤﻔﻰ: ﻜﻴﻑ ﺇﺫﻥ ﻜﻨﺕ ﺘﺭﻯ ﻁﺭﻴﻕ ﺍﻟﺨﻼﺹ.
ﺼﻼﺡ ﺍﻟﺩﻴﻥ: ﺭﺃﻴﺕ ﺃﻨﻪ ﻻﺼﻼﺡ ﻟﻬﺫﻩ ﺍﻷﻤﺔ ﺇﻻ ﺒﺘﺤﻘﻴﻕ
ﺃﻤﺭﻴﻥ ﺃﺤﺩﻫﻤﺎ ﻴﻘﻭﺩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺜﺎﻨﻰ. ﺃﻭﻻﻫﻤﺎ ﺃﻥ ﻴﺴﺘﺭﺩ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻨﺴﺭ
ﺍﻟﻌﺭﺒﻰ ﺍﻟﺠﺭﻴﺢ، ﻗﺩﺭﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻕ ﻓﻰ ﺃﺠﻭﺍﺀ ﺍﻟﻌﺯﺓ
ﻭﺍﻟﻜﺭﺍﻤﺔ ﻭﺍﻟﺤﺭﻴﺔ ﻭﺍﻟﻜﺒﺭﻴﺎﺀ ﺍﻟﺘﻰ ﻫﻰ ﺇﺭﺜﻪ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﻰ.
ﻭﻻ ﻴﺘﺄﺘﻰ ﺫﻟﻙ ﺍﻻ ﺒﺎﻟﺘﺤﺎﻡ ﻭﺍﺘﺤﺎﺩ ﺠﻨﺎﺤﻪ ﺍﻟﺫﻯ ﻓﻰ
ﺍﻟﻤﻐﺭﺏ ﺒﺠﻨﺎﺤﻪ ﺍﻟﺫﻯ ﻓﻰ ﺍﻟﻤﺸﺭﻕ ﻭﺍﻗﺎﻤﺔ ﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻭﺤﺩﺓ ﺍﻟﻘﻭﻴﺔ،
ﻋﻠﻰ ﺃﻨﻘﺎﺽ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺯﻕ ﺍﻟﺸﺎﺌﻬﺔ. ﻟﻘﺩ ﺍﻨﺘﺸﺭﺕ ﺍﻟﻔﺘﻥ ﻭﻀﺎﻉ
ﺍﻷﻤﺎﻥ، ﻭﻗﻔﺯ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﻜﻡ ﻤﻐﺎﻤﺭﻭﻥ ﻻﺘﻬﻤﻬﻡ ﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻨﺎﺱ،
ﻴﻬﺎﺩﻨﻭﻥ ﺍﻷﻋﺩﺍﺀ ﻭﻴﺘﻌﺎﻤﻠﻭﻥ ﻤﻌﻬﻡ، ﻭﻤﺎ ﺍﻥ ﺘﻬﻴﺄﺕ ﻟﻰ ﺍﻟﻔﺭﺼﺔ
ﻓﻰ ﻤﺼﺭ، ﺤﺘﻰ ﺍﻗﻤﺕ ﺤﻜﻤﺎ ﻴﺭﻋﻰ ﺍﻷﻤﺎﻨﺔ ﻭﻴﻨﺸﺭ ﺍﻟﻌﺩل
ﻭﻜﺴﺏ ﺜﻘﺔ ﺍﻟﻨﺎﺱ، ﻭﻟﻡ ﻴﻜﻥ ﺼﻌﺒﺎ ﺒﻌﺩ ﺫﻟﻙ ﺍﻥ ﺘﻨﺨﺭﻁ ﺸﻌﻭﺏ
ﻫﺫﻩ ﺍﻷﻤﺔ ﺘﺤﺕ ﺭﺍﻴﺔ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﺘﻰ ﺘﻨﺸﺩ ﺍﻟﻭﺤﺩﺓ ﻭﺘﻨﺎﺩﻯ ﺒﺘﺤﺭﻴﺭ
ﺍﻻﺭﺽ، ﺇﻟﻰ ﺤﺩ ﺍﻨﻨﻰ ﺍﺨﻀﻌﺕ ﺍﻟﺸﺎﻡ ﻭﺍﻟﺠﺯﻴﺭﺓ ﺩﻭﻥ ﻗﺘﺎل
- 9. ﻭﺍﻥ ﻜﻨﺕ ﻗﺩ ﺠﺭﺩﺕ ﺤﻤﻠﺔ ﻟﻔﺘﺢ ﺍﻟﻴﻤﻥ، ﻭﻗﺎﺘﻠﺕ ﻓﻰ ﺍﻤﺎﻜﻥ
ﺃﺨﺭﻯ ﻤﻥ ﺨﺭﺝ ﻋﻠﻰ ﺍﺠﻤﺎﻉ ﺍﻻﻤﺔ ﻭﺍﺭﺍﺩ ﺍﻻﺤﺘﻔﺎﻅ ﺒﻤﺩﻴﻨﺘﻪ
ﻤﻨﻔﺼﻠﺔ ﻋﻥ ﻜﻴﺎﻥ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻭﺍﺤﺩﺓ.
ﺍﻟﻜﺎﺘﺏ ﺍﻟﺼﺤﻔﻰ: ﻭﻜﺎﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﻭﺤﻴﺩ ﺍﻟﺫﻯ ﺍﻨﺠﺯﺘﻪ ﺤﻴﻨﺎ
ﺒﺎﻟﺴﻴﺎﺴﺔ ﻭﺍﻟﺩﺒﻠﻭﻤﺎﺴﻴﺔ ﻭﺤﻴﻨﺎ ﺒﺎﻟﻘﺘﺎل ﺍﻟﻤﺭﺤﻠﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻨﺤﻭ
ﺘﺤﻘﻴﻕ ﺍﻟﻤﻬﻤﺔ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ.
ﺼﻼﺡ ﺍﻟﺩﻴﻥ: ﻨﻌﻡ، ﻭﻫﻰ ﺘﺤﺭﻴﺭ ﺒﻼﺩ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﻤﻥ ﺍﻟﻐﺯﺍﺓ
ﺍﻟﺼﻠﻴﺒﻴﻴﻥ، ﻭﻓﻰ ﻤﻘﺩﻤﺔ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺒﻴﺕ ﺍﻟﻤﻘﺩﺱ. ﻭﻫﻜﺫﺍ ﺃﻨﻬﻴﺕ
ﺩﻭﻟﺔ ﺍﻷﺘﺎﺒﻜﺔ ﻭﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﺤﻔﺼﻴﻴﻥ ﻭﺃﺴﺴﺕ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﺘﻰ ﻗﺩﺕ
ﺠﻴﻭﺸﻬﺎ ﻨﺤﻭ ﺤﻁﻴﻥ.
ﺍﻟﻜﺎﺘﺏ ﺍﻟﺼﺤﻔﻰ: ﻗﺒل ﺃﻥ ﻨﺼل ﺇﻟﻰ ﺫﺭﻭﺓ ﺃﻤﺠﺎﺩﻙ ﻓﻰ
ﺤﻁﻴﻥ ﺩﻋﻨﺎ ﻨﺘﺠﺎﺫﺏ ﺍﻁﺭﺍﻑ ﺍﻟﺤﺩﻴﺙ ﺤﻭل ﺍﻟﻌﻘﺒﺎﺕ ﺍﻟﺘﻰ
ﻭﺍﺠﻬﺘﻬﺎ ﻭﺍﻟﺼﻌﺎﺏ ﺍﻟﺘﻰ ﺫﻟﻠﺘﻬﺎ ﺤﺘﻰ ﻭﺼﻠﺕ ﺇﻟﻰ ﺒﻨﺎﺀ ﺩﻭﻟﺔ
ﺍﻟﻭﺤﺩﺓ. ﻟﻘﺩ ﻫﺎﺩﻨﺕ ﺤﻜﺎﻤﺎ ﻜﺜﻴﺭﻴﻥ، ﻭﺘﻅﺎﻫﺭﺕ ﺒﺎﻟﻭﻻﺀ ﻟﻠﺨﻠﻴﻔﺔ
ﺍﻟﻌﺎﻀﺩ ﻓﻰ ﻤﺼﺭ ﻗﺒل ﺍﻥ ﺘﺼﺒﺢ ﺍﻟﺭﺠل ﺍﻟﻘﻭﻯ ﻓﻰ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ
ﺍﻟﻔﺎﻁﻤﻴﺔ، ﻭﻋﺯﻟﺕ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﺍﻟﻌﺎﻀﺩ ﻟﺘﻌﻠﻥ ﺍﻟﻭﻻﺀ ﻟﻠﺨﻠﻴﻔﺔ
ﺍﻟﻌﺒﺎﺴﻰ «ﺍﻟﻤﺴﺘﻀﻴﺊ ﺒﺎﻤﺭ ﺍﷲ» ﻭﺘﺯﻭﺠﺕ ﺃﺭﻤﻠﺔ ﻨﻭﺭ ﺍﻟﺩﻴﻥ
- 10. ﺯﻨﻜﻰ، ﺍﻟﺫﻯ ﻜﺎﻥ ﺤﺎﻜﻤﺎ ﻟﻠﺸﺎﻡ ﻟﺘﻀﻤﻥ ﻭﻻﺀﻫﺎ ﻭﻭﻻﺀ ﺍﺒﻨﻬﺎ.
ﻓﻬل ﻜﺎﻥ ﻜل ﻫﺫﺍ ﺠﺯﺀﺍ ﻤﻥ ﺨﻁﺘﻙ ﻟﻠﺴﻴﻁﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻜﻡ.
ﺼﻼﺡ ﺍﻟﺩﻴﻥ: ﻜﻨﺕ ﺃﻋﺭﻑ ﻤﻨﺫ ﺍﻟﺒﺩﺍﻴﺔ ﻫﺩﻓﻰ، ﻭﻜﺎﻥ ﻫﺫﺍ
ﺍﻟﻬﺩﻑ ﻫﻭ ﺭﺩ ﺍﻟﺤﻤﻼﺕ ﺍﻟﺼﻠﻴﺒﻴﺔ. ﻭﺍﺫﺍ ﻗﻠﺕ ﻟﻰ ﺍﻨﻨﻰ ﻫﺎﺩﻨﺕ
ﺤﻜﺎﻤﺎ ﺍﻭ ﺘﺼﺎﻟﺤﺕ ﻤﻌﻬﻡ ﺍﻭ ﺍﺩﻨﺕ ﻟﻬﻡ ﺒﺎﻟﻭﻻﺀ، ﻓﻘﺩ ﻜﺎﻨﻭﺍ
ﺠﻤﻴﻌﺎ ﻤﻥ ﺒﻨﻰ ﻤﻠﺘﻰ ﻭﻭﻁﻨﻰ. ﻭﻟﻜﻨﻙ ﻟﻥ ﺘﺠﺩ ﻓﻰ ﺤﻴﺎﺘﻰ ﻤﻭﻗﻔﺎ
ﻤﺘﺨﺎﺫﻻ ﺍﻭ ﻤﻬﺎﺩﻨﺎ ﻓﻰ ﺘﻌﺎﻤﻠﻰ ﻤﻊ ﺠﻴﻭﺵ ﺍﻟﻐﺯﻭ ﺍﻟﺼﻠﻴﺒﻰ.
ﺍﻟﻜﺎﺘﺏ ﺍﻟﺼﺤﻔﻰ: ﺇﻥ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ ﻴﺸﻬﺩ ﻟﻙ ﺒﺫﻟﻙ.
ﺼﻼﺡ ﺍﻟﺩﻴﻥ: ﺍﻨﻨﻰ ﻟﻡ ﺃﺭﺙ ﺍﻟﺤﻜﻡ ﺍﻭ ﺍﺠﺩ ﻜﺭﺴﻰ
ﺍﻟﺴﻠﻁﺎﻥ ﺠﺎﻫﺯﺍ ﻓﻰ ﺍﻨﺘﻅﺎﺭﻯ. ﻟﻘﺩ ﺠﺌﺕ ﻤﻥ ﻋﺎﻤﺔ ﺍﻟﻨﺎﺱ،
ﻭﻭﺼﻠﺕ ﺇﻟﻰ ﻤﺎ ﻭﺼﻠﺕ ﺍﻟﻴﻪ ﺒﺠﻬﺩﻯ ﻭﻜﻔﺎﺤﻰ ﻭﻤﺤﺒﺔ ﺍﻟﻨﺎﺱ
ﻟﻰ. ﻟﻡ ﻴﻜﻥ ﺍﻟﻁﺭﻴﻕ ﺴﻬﻼ ﺍﻤﺎﻤﻰ، ﻭﻟﻡ ﻴﻜﻥ ﺍﻟﻬﺩﻑ ﻟﻴﻐﻴﺏ ﻋﻥ
ﻋﻴﻨﻰ ﺤﺘﻰ ﻭﺍﻨﺎ ﺍﺘﻌﺎﻤل ﻤﻊ ﻫﺅﻻﺀ ﺍﻟﺤﻜﺎﻡ ﻭﻭﻻﺓ ﺍﻻﻤﺭ ﺒﺎﻟﺤﻜﻤﺔ
ﻭﺍﻟﻜﻴﺎﺴﺔ ﻟﻜﻰ ﻻ ﺘﻔﺸل ﺨﻁﻁﻰ. ﻋﺭﻓﺕ ﺍﻟﻤﻭﺍﺠﻬﺔ ﻤﻊ
ﺍﻟﺼﻠﻴﺒﻴﻴﻥ ﻤﻨﺫ ﻴﻔﺎﻋﺘﻰ، ﻭﻜﻨﺕ ﻀﺎﺒﻁﺎ ﺼﻐﻴﺭﺍ ﻓﻰ ﺍﻟﺤﺎﻤﻴﺔ
ﺍﻟﺴﻭﺭﻴﺔ ﺍﻟﺘﻰ ﻫﺩﻓﺕ ﺇﻟﻰ ﻤﺼﺭ ﺒﻘﻴﺎﺩﺓ ﻋﻤﻰ ﺍﺴﺩ ﺍﻟﺩﻴﻥ ﻟﻨﺠﺩﺘﻬﺎ
ﻤﻥ ﺍﻟﻐﺯﺍﻩ ﺍﻻﻓﺭﻨﺞ، ﻭﻗﻤﺕ ﻤﻊ ﻋﺩﺩ ﻤﻥ ﺠﻨﻭﺩﻯ ﺒﺎﺤﺘﻼل
ﺍﻷﻗﺎﻟﻴﻡ ﺍﻟﺸﺭﻗﻴﺔ ﻭﺴﻭﺭﻨﺎﻫﺎ ﺒﺴﻭﺭ ﻴﺤﻤﻴﻬﺎ ﻤﻥ ﺍﻷﻋﺩﺍﺀ، ﻭﺠﺎﺀﺕ
- 11. ﺠﻴﻭﺵ ﺍﻟﻔﺭﻨﺠﺔ ﻓﻘﺎﻭﻤﺘﻬﺎ ﺒﻬﺫﻩ ﺍﻟﻌﺼﺒﺔ ﺍﻟﻘﻠﻴﻠﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﺭﺠﺎل ﺍﻜﺜﺭ
ﻤﻥ ﺜﻼﺜﺔ ﺍﺸﻬﺭ ﺤﺘﻰ ﺍﺭﺘﺩﺕ ﻋﻨﺎ.
ﺍﻟﻜﺎﺘﺏ ﺍﻟﺼﺤﻔﻰ: ﺜﻡ ﻋﺩﺘﻡ ﺇﻟﻰ ﻤﺼﺭ ﻓﻰ ﺤﻤﻠﺔ ﺜﺎﻨﻴﺔ
ﻭﺜﺎﻟﺜﺔ.
ﺼﻼﺡ ﺍﻟﺩﻴﻥ: ﻨﻌﻡ ﻓﻰ ﺍﻟﺤﻤﻠﺔ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ﺍﻴﻀﺎ ﻭﺍﺠﻬﻨﺎ
ﺍﻟﺼﻠﻴﺒﻴﻴﻥ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﺍﺴﺘﻌﺎﻥ ﺒﻬﻡ ﺸﺎﻭﺭ ﻭﺯﻴﺭ ﻤﺼﺭ، ﻭﻭﺼل
ﻋﻤﻭﺭﻯ ﻤﻠﻙ ﺒﻴﺕ ﺍﻟﻤﻘﺩﺱ ﺍﻟﻴﻬﺎ، ﻓﺤﺎﺭﺒﻨﺎﻩ ﺤﺘﻰ ﻫﺯﻤﻨﺎﻩ.
ﺍﻟﻜﺎﺘﺏ ﺍﻟﺼﺤﻔﻰ: ﻫل ﻜﺎﻨﺕ ﻤﺼﺭ ﻫﺩﻓﺎ ﺘﺴﻌﻭﻥ ﻤﻊ ﺠﻨﺩ
ﺍﻟﺸﺎﻡ ﻟﻼﺴﺘﻴﻼﺀ ﻋﻠﻴﻪ.
ﺼﻼﺡ ﺍﻟﺩﻴﻥ: ﻟﻡ ﻴﻜﻥ ﺍﻻﺤﺘﻼل ﻫﺩﻓﻨﺎ. ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻬﺩﻑ ﻫﻭ
ﺍﻻ ﺘﻘﻊ ﻤﺼﺭ ﻓﻰ ﻗﺒﻀﺔ ﺍﻟﺼﻠﻴﺒﻴﻴﻥ، ﻷﻥ ﺍﻟﻜﺎﺭﺜﺔ ﺴﺘﺤل ﺒﻨﺎ
ﺠﻤﻴﻌﺎ ﻟﻭ ﺤﺩﺙ ﺫﻟﻙ. ﻭﺒﺭﻏﻡ ﻤﺎ ﺍﺒﺩﺍﻩ ﻭﺯﻴﺭﻫﺎ ﺸﺎﻭﺭ ﻤﻥ
ﺘﻭﺍﻁﺅ ﻤﻌﻬﻡ ﻭﻤﺎ ﻋﻘﺩﻩ ﻤﻥ ﺍﺘﻔﺎﻗﻴﺎﺕ ﺒﻴﻨﻪ ﻭﺒﻴﻨﻬﻡ، ﻓﻘﺩ ﻏﺩﺭﻭﺍ
ﺒﻪ ﻭﺠﺎﺀﻭﺍ ﻟﻔﺭﺽ ﺍﻻﺤﺘﻼل ﻋﻠﻰ ﻤﺼﺭ، ﻓﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﻤﻨﻪ ﺍﻻ ﺍﻥ
ﻗﺎﻡ ﺒﺤﺭﻕ ﺍﻟﻔﺴﻁﺎﻁ ﺤﺘﻰ ﻴﺘﻭﻗﻑ ﺯﺤﻑ ﺍﻟﺼﻠﻴﺒﻴﻴﻥ، ﻭﻅﻠﺕ
ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻤﺸﺘﻌﻠﺔ ٥٤ ﻴﻭﻤﺎ.
ﺍﻟﻜﺎﺘﺏ ﺍﻟﺼﺤﻔﻰ: ﺍﺫﻥ ﻓﺈﻥ ﻜل ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻙ ﺍﻟﺘﻰ ﺨﻀﺘﻬﺎ
ﻗﺒل ﺍﻥ ﺘﺘﻭﻟﻰ ﺍﻟﺤﻜﻡ ﻜﺎﻨﺕ ﻀﺩ ﺍﻟﺼﻠﻴﺒﻴﻴﻥ.
- 12. ﺼﻼﺡ ﺍﻟﺩﻴﻥ: ﻨﻌﻡ، ﻟﻭ ﺍﻨﻨﺎ ﺘﺭﻜﻨﺎﻫﻡ ﻻﺤﺭﻗﻭﺍ ﺩﻴﺎﺭ
ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻜﻠﻬﺎ. ﻫﺫﺍ ﻤﺎ ﺘﻭﻗﻌﻨﺎﻩ ﻭﻤﺎ ﺘﻭﻗﻌﻪ ﻤﻌﻨﺎ ﻨﻭﺭ ﺍﻟﺩﻴﻥ ﺯﻨﻜﻰ
ﺤﺎﻜﻡ ﺍﻟﺸﺎﻡ ﺍﻟﺫﻯ ﻁﻠﺏ ﻤﻨﺎ ﺘﺠﻬﻴﺯ ﺤﻤﻠﺔ ﺜﺎﻟﺜﺔ، ﻭﻜﺎﻨﺕ ﺍﻟﺤﻤﻠﺔ
ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺭﺓ ﺒﻁﻠﺏ ﻤﻥ ﺍﻫل ﻤﺼﺭ ﻭﻋﻠﻤﺎﺌﻬﺎ ﻭﻗﺎﺩﺘﻬﺎ ﻟﻨﺠﺩﺘﻬﻡ
ﻭﻨﺼﺭﺘﻬﻡ ﻀﺩ ﺍﻟﺼﻠﻴﺒﻴﻭﻥ. ﻭﻋﻠﻡ ﺍﻟﺼﻠﻴﺒﻴﻭﻥ ﺒﺘﺤﺭﻜﻨﺎ ﺇﻟﻰ
ﻤﺼﺭ، ﻓﺎﻀﻁﺭﻭﺍ ﺇﻟﻰ ﻗﺒﻭل ﺍﻟﺼﻠﺢ ﻤﻊ ﻭﺯﻴﺭﻫﺎ ﺸﺎﻭﺭ ﺍﻟﺫﻯ
ﻗﺩﻡ ﻟﻬﻡ ﺍﻷﻤﻭﺍل ﻭﻭﻋﺩﻫﻡ ﺒﺘﻘﺩﻴﻡ ﺃﻤﻭﺍل ﺍﺨﺭﻯ ﻴﻘﻭﻡ ﺒﺠﺒﺎﻴﺘﻬﺎ
ﻤﻥ ﺃﻫل ﻤﺼﺭ. ﻭﻋﻨﺩﻤﺎ ﻭﺼﻠﺕ ﺠﻴﻭﺸﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ، ﺍﺠﺘﻤﻊ
ﻋﻤﻰ ﺸﻤﺱ ﺍﻟﺩﻴﻥ ﺒﺄﻋﻴﺎﻨﻬﺎ، ﻭﺍﺘﻔﻕ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﻋﻠﻰ ﺍﻥ ﺸﺎﻭﺭ
ﺨﺎﺌﻥ ﻴﺴﺘﺤﻕ ﺍﻟﻘﺘل، ﻓﻨﻔﺫﻨﺎ ﻓﻴﻪ ﺤﻜﻡ ﺍﻟﺸﻌﺏ، ﻭﺍﺴﺘﻭﻯ ﻋﻤﻰ
ﻭﺯﻴﺭﺍ ﻋﻠﻰ ﻤﺼﺭ، ﻭﺭﻀﺦ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﺍﻟﻔﺎﻁﻤﻰ ﻟﻸﻤﺭ، ﻭﻟﻘﺏ
ﻋﻤﻰ ﺒﺎﻟﻤﻠﻙ ﺍﻟﻤﻨﺼﻭﺭ.
ﺍﻟﻜﺎﺘﺏ ﺍﻟﺼﺤﻔﻰ: ﻭﻟﻡ ﺘﻤﺽ ﺴﻭﻯ ﻓﺘﺭﺓ ﻗﺼﻴﺭﺓ ﺤﺘﻰ
ﻭﺍﻓﺘﻪ ﺍﻟﻤﻨﻴﺔ، ﻭﺍﺼﺒﺤﺕ ﺍﻨﺕ ﺍﻟﻭﺯﻴﺭ ﻤﻥ ﺒﻌﺩﻩ.
ﺼﻼﺡ ﺍﻟﺩﻴﻥ: ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻭﺯﻴﺭ ﻫﻭ ﺍﻟﺤﺎﻜﻡ ﺍﻟﻔﻌﻠﻰ ﻟﻠﺒﻼﺩ،
ﻭﺍﻥ ﻅل ﺍﺴﻡ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﺍﻟﻌﺎﻀﺩ ﻴﺫﻜﺭ ﻓﻰ ﺍﻟﻤﻨﺎﺒﺭ ﺒﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻩ ﺭﻤﺯ
ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻔﺎﻁﻤﻴﺔ. ﻟﻡ ﺍﺸﻐل ﻨﻔﺴﻰ ﻓﻰ ﺍﻟﺒﺩﺍﻴﺔ ﺒﺎﻤﺭ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺤﺎﻜﻡ
ﺍﻟﺭﻤﺯﻯ، ﻭﺍﻨﻤﺎ ﺒﺎﺸﺭﺕ ﻤﻥ ﻓﻭﺭﻯ ﻓﻰ ﺍﻻﻋﺘﻨﺎﺀ ﺒﺒﻨﺎﺀ ﺍﻟﻘﻼﻉ
- 13. ﻭﺘﺤﺼﻴﻥ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﻭﺘﻬﻴﺌﺘﻬﺎ ﻟﺭﺩﻉ ﺍﻟﻤﻌﺘﺩﻴﻥ. ﺜﻡ ﺘﺤﻘﻕ ﻟﻰ ﺒﻌﺩ
ﺫﻟﻙ ﻋﺯل ﺍﻟﺤﺎﻜﻡ ﺍﻟﻔﺎﻁﻤﻰ، ﻭﺘﺄﺴﻴﺱ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻷﻴﻭﺒﻴﺔ. ﻭﻟﻜﻡ ﺃﻥ
ﺘﻘﻭﻟﻭﺍ ﻤﺎ ﺸﺌﺘﻡ ﻓﻰ ﺃﺴﻠﻭﺏ ﺘﻌﺎﻤﻠﻰ ﻤﻊ ﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﻭﺃﻤﺭﺍﺌﻬﻡ.
ﺍﻤﺎ ﻤﻭﻗﻔﻰ ﻤﻥ ﺍﻷﻋﺩﺍﺀ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻴﻴﻥ ﻷﻤﺘﻨﺎ ﻓﻘﺩ ﺒﻘﻰ ﺜﺎﺒﺘﺎ ﻻ
ﻴﺘﺯﻋﺯﻉ. ﻭﻅل ﺸﻌﺎﺭﻯ ﻤﻨﺫ ﺍﻥ ﺤﻤﻠﺕ ﺴﻼﺤﻰ ﻀﺩﻫﻡ، ﻫﻭ
ﺍﻨﻬﻡ ﻻﺒﺩ ﺍﻥ ﻴﺨﺭﺠﻭﺍ ﻤﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻷﺭﺽ.
ﺍﻟﻜﺎﺘﺏ ﺍﻟﺼﺤﻔﻰ: ﻨﻌﻡ ﺘﻠﻙ ﻤﻭﺍﻗﻑ ﻻ ﻴﻨﻜﺭﻫﺎ ﺤﺘﻰ
ﺍﻷﻋﺩﺍﺀ. ﻭﻟﻜﻥ ﻤﺎﺫﺍ ﻋﻥ ﻫﺅﻻﺀ ﺍﻟﻘﺎﺩﺓ ﻭﺍﻟﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻌﺭﺏ. ﻟﻘﺩ
ﻫﺎﺩﻨﺕ ﺒﻌﻀﻬﻡ ﺜﻡ ﺍﻨﻘﻠﺒﺕ ﻋﻠﻴﻪ، ﻭﺒﻤﺜل ﻤﺎ ﺴﻌﻴﺕ ﻟﻠﺼﻠﺢ ﻤﻊ
ﻨﻔﺭ ﻤﻨﻬﻡ، ﻓﻘﺩ ﻤﻀﻴﺕ ﻟﻠﻔﺘﻙ ﺒﺒﻌﻀﻬﻡ ﺍﻵﺨﺭ ﻭﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻋﻠﻴﻪ،
ﻜﻤﺎ ﻓﻌﻠﺕ ﻤﻊ ﺠﻭﻫﺭ ﺍﻟﺼﻘﻠﻰ، ﻤﺅﺘﻤﻥ ﺍﻟﺨﻼﻓﺔ ﻓﻰ ﻗﺼﺭ
ﺍﻟﻌﺎﻀﺩ ﻭﺸﺎﻭﺭ ﺍﻟﺫﻯ ﻜﺎﻥ ﻭﺯﻴﺭﻩ.
ﺼﻼﺡ ﺍﻟﺩﻴﻥ: ﻟﻡ ﺍﻜﻥ ﺍﻋﺭﻑ ﺍﻻ ﻤﻘﻴﺎﺴﺎ ﻭﺍﺤﺩﺍ ﻟﻠﺤﻜﻡ
ﻋﻠﻰ ﻫﺅﻻﺀ ﺍﻟﻘﺎﺩﺓ ﻭﺍﻟﺤﻜﺎﻡ ﻭﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻘﻴﺎﺱ ﻫﻭ ﻤﻭﻗﻔﻬﻡ ﻤﻥ ﺃﻋﺩﺍﺀ
ﺍﻻﻤﺔ. ﻟﻘﺩ ﺤﺎﻭل ﺠﻭﻫﺭ ﺍﻟﺼﻘﻠﻰ ﺍﻻﺴﺘﻌﺎﻨﺔ ﺒﺎﻟﺼﻠﻴﺒﻴﻴﻥ
ﻭﺍﺴﺘﺩﻋﺎﺌﻬﻡ ﻟﻠﺘﺨﻠﺹ ﻤﻨﻰ، ﻓﻜﺎﻥ ﺍﻟﺤﻜﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﺒﺎﻟﻘﺘل ﺠﺯﺍﺀ
ﻋﺎﺩﻻ ﻟﻪ، ﻭﻜﺫﻟﻙ ﻓﻌل ﺸﺎﻭﺭ ﻗﺒﻠﻪ، ﻭﺍﻟﺫﻯ ﻨﺎل ﺫﺍﺕ ﺍﻟﺠﺯﺍﺀ، ﻟﻘﺩ
ﺁﻤﻨﺕ ﺒﺎﻟﻌﺩل ﻁﺭﻴﻘﺎ ﻻﺼﻼﺡ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻠﻡ ﺍﻜﻥ ﻅﺎﻟﻤﺎ ﻷﺤﺩ ﻤﻥ
- 14. ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﺍﻨﻤﺎ ﻜﻨﺕ ﻤﻨﺼﻔﺎ ﻭﻋﺎﺩﻻ ﻤﻊ ﺍﻷﻋﺩﺍﺀ ﺍﻨﻔﺴﻬﻡ، ﻓﻜﻴﻑ ﻻ
ﺃﻨﺼﻑ ﺒﻨﻰ ﻤﻠﺘﻰ ﻭﻭﻁﻨﻰ. ﺃﻥ ﻤﺎ ﻗﻠﺘﻪ ﻭﺍﻗﻭﻟﻪ ﻻﺒﻨﻰ، ﻫﻭ ﻤﺎ
ﺤﺎﻭﻟﺕ ﺘﻁﺒﻴﻘﻪ ﻋﻠﻰ ﻨﻔﺴﻰ ﻗﻠﺕ ﻟﻪ:
ﺃﻭﺼﻴﻙ ﻴﺎ ﻭﻟﺩﻯ ﺒﺘﻘﻭﻯ ﺍﷲ ﻓﺎﻨﻬﺎ ﺭﺃﺱ ﻜل ﺨﻴﺭ،
ﻭﺁﻤﺭﻙ ﺒﻤﺎ ﺃﻤﺭ ﺍﷲ ﺒﻪ ﻓﺎﻨﻪ ﺴﺒﺏ ﻨﺠﺎﺘﻙ، ﻭﺃﺤﺫﺭﻙ ﻤﻥ ﺍﻟﺩﻤﺎﺀ
ﻭﺍﻟﺩﺨﻭل ﻓﻴﻬﺎ ﻭﺍﻟﺘﻘﻠﺩ ﺒﻬﺎ ﻓﺎﻥ ﺍﻟﺩﻡ ﻻ ﻴﻨﺎﻡ ﻭﺃﻭﺼﻴﻙ ﺒﺤﻔﻅ
ﻗﻠﻭﺏ ﺍﻟﺭﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﻨﻅﺭ ﻓﻰ ﺃﺤﻭﺍﻟﻬﻡ. ﻓﺎﻨﺕ ﺃﻤﻴﻥ ﻭﺃﻤﻴﻥ ﺍﷲ
ﻋﻠﻴﻬﻡ.
ﺍﻟﻜﺎﺘﺏ ﺍﻟﺼﺤﻔﻰ: ﻤﺎﺫﺍ ﺍﺫﻥ ﻋﻥ ﻋﺎﻤﻠﻙ ﺒﻬﺎﺀ ﺍﻟﺩﻴﻥ
ﻗﺭﺍﻗﻭﺵ؟ ﻟﻘﺩ ﺍﺸﺘﻬﺭ ﺒﺎﺭﺘﻜﺎﺏ ﺍﻟﺤﻤﺎﻗﺎﺕ، ﻭﺍﻗﺘﺭﺍﻑ ﺍﻟﻤﻅﺎﻟﻡ،
ﺤﺘﻰ ﺼﺎﺭ ﺍﺴﻤﻪ ﻤﻘﺭﻭﻨﺎ ﺒﺎﻟﺠﻭﺭ ﻭﺍﻟﻌﺴﻑ ﻭﻗﺩ ﺍﻟﻑ ﻓﻴﻪ ﺍﺒﻥ
ﻤﻤﺎﺘﻰ، ﻜﺘﺎﺒﺎ ﺠﻤﻊ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻨﻭﺍﺩﺭ ﺍﻟﺘﻰ ﺘﺤﻜﻰ ﻋﻥ ﻅﻠﻤﻪ ﺃﺴﻤﺎﻩ
ﺍﻟﻔﺎﺸﻭﺵ ﻓﻰ ﺤﻜﻡ ﻗﺭﺍﻗﻭﺵ. ﻓﻜﻴﻑ ﺍﺭﺘﻀﻰ ﻟﻙ ﻋﺩﻟﻙ ﺃﻥ ﺘﻌﻬﺩ
ﻟﻤﺜل ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺭﺠل ﺒﺈﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻨﺩﻤﺎ ﺃﻨﺒﺘﻪ ﻋﻨﻙ ﻭﻭﻟﻴﺘﻪ
ﺃﻤﻭﺭﻫﻡ؟
ﺼﻼﺡ ﺍﻟﺩﻴﻥ: ﻟﻘﺩ ﻨﺸﺄ ﺒﻬﺎﺀ ﺍﻟﺩﻴﻥ ﻓﻰ ﺨﺩﻤﺘﻰ، ﻭﺨﺎﺽ
ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻙ ﻤﻌﻰ، ﻭﻜﺎﻥ ﻭﺍﷲ، ﺃﻤﻴﻨﺎ ﻤﺨﻠﺼﺎ، ﻴﺅﺩﻯ ﻜل ﻋﻤل
ﺃﺴﻨﺩﻩ ﻟﻪ ﺒﻤﻬﺎﺭﺓ ﻭﺠﻬﺩ ﻭﺍﺠﺘﻬﺎﺩ، ﻭﻻ ﺃﻅﻥ ﺃﻥ ﻤﺎ ﺯﻋﻤﻭﻩ ﻤﻥ
- 15. ﻅﻠﻤﻪ، ﺇﻻ ﻅﻠﻤﺎ ﻟﻪ، ﺠﺎﺀ ﻨﺘﻴﺠﺔ ﺤﺯﻤﻪ ﻭﻫﻭ ﻴﺘﻭﻟﻰ ﺍﻹﺸﺭﺍﻑ
ﻋﻠﻰ ﺃﻋﻤﺎل ﺘﻘﺘﻀﻰ ﺍﻟﺸﺩﺓ ﻭﺍﻻﻨﻀﺒﺎﻁ ﻭﻀﻤﺎﻥ ﺴﺭﻋﺔ ﺍﻻﻨﺠﺎﺯ
ﻋﻨﺩﻤﺎ ﺍﺸﺭﻑ ﻋﻠﻰ ﺒﻨﺎﺀ ﺴﻭﺭ ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ ﻭﻗﻠﻌﺔ ﺍﻟﺠﺒل ﻭﻗﻨﺎﻁﺭ
ﺍﻟﺠﻴﺯﺓ. ﻭﻟﻭ ﻜﺎﻥ ﻅﺎﻟﻤﺎ ﻤﺘﻌﺴﻔﺎ ﺍﺤﻤﻕ، ﻤﺎ ﺃﺒﻘﻴﺘﻪ ﻓﻰ ﺨﺩﻤﺘﻰ،
ﻷﻨﻨﻰ ﺒﻠﻐﺕ ﻤﺎ ﺒﻠﻐﺕ ﺍﻻ ﺒﺭﻀﺎﺀ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻨﻰ، ﻭﻤﺤﺒﺘﻬﻡ ﻟﻰ.
ﺍﻟﻜﺎﺘﺏ ﺍﻟﺼﺤﻔﻰ: ﻟﻌﻠﻪ ﺍﻗﺘﺭﻑ ﺁﺜﺎﻤﺎ ﻟﻡ ﺘﺼﻠﻙ ﺍﺨﺒﺎﺭﻫﺎ.
ﻭﻟﻜﻥ ﺩﻋﻨﺎ ﻤﻥ ﺍﻤﺭﻩ. ﻟﻘﺩ ﺍﺴﺘﺘﺏ ﻟﻙ ﺍﻻﻤﺭ، ﻭﺍﺴﺴﺕ ﺩﻋﺎﺌﻡ
ﺤﻜﻤﻙ ﻓﻰ ﻤﺼﺭ، ﻭﺫﻫﺒﺕ ﻻﻨﺠﺎﺯ ﻭﻋﺩﻙ ﺒﺘﻭﺤﻴﺩ ﺍﻷﻁﺭﺍﻑ
ﺍﻷﺨﺭﻯ ﻓﻰ ﻤﺸﺭﻕ ﺍﻟﻭﻁﻥ، ﻭﺒﺩﺃﺕ ﺘﻀﺊ ﺍﻟﻨﺠﻭﻡ ﺍﻟﻤﻨﻁﻔﺌﺔ ﻓﻰ
ﺴﻤﺎﺀ ﺃﻤﺔ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﻭﺍﻻﺴﻼﻡ ﻭﺘﻌﻴﺩ ﻟﻬﺫﺍ ﺍﻟﻭﻁﻥ ﺯﻫﻭ ﺃﻴﺎﻤﻪ
ﺍﻟﻤﺎﻀﻴﺎﺕ ﻭﺍﻨﺕ ﺘﺼﻨﻊ ﻟﻪ ﺭﺍﻴﺔ ﻤﻨﺴﻭﺠﺔ ﺒﺨﻴﻭﻁ ﺍﻟﻨﺼﺭ
ﻭﺍﻟﻔﺨﺎﺭ، ﻭﺘﻘﻭﺩﻩ ﻓﻰ ﻤﺴﻴﺭﺓ ﺠﻠﻴﻠﺔ ﻭﻋﻅﻴﻤﺔ ﻨﺤﻭ ﺘﺤﺭﻴﺭ
ﺍﻟﻘﺩﺱ. ﻓﺩﻋﻨﺎ ﻨﻘﻑ ﻗﻠﻴﻼ ﻋﻠﻰ ﻋﺘﺒﺎﺕ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺭﺤﻠﺔ ﺍﻟﻤﺠﻴﺩﺓ
ﹰ
ﻋﻨﺩﻤﺎ ﻜﻨﺕ ﺘﻘﻭﺩ ﺍﻟﺯﺤﻭﻑ ﻨﺤﻭ ﺤﻁﻴﻥ.
ﺼﻼﺡ ﺍﻟﺩﻴﻥ: ﺤﻁﻴﻥ، ﺍﻨﻙ ﺘﺫﻜﺭﻨﻰ ﺒﺄﻤﺠﺩ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻙ
ﻭﺍﺸﺭﻓﻬﺎ، ﻟﻘﺩ ﻜﺎﻨﺕ ﺍﻟﺭﺤﻠﺔ ﻁﻭﻴﻠﺔ ﺇﻟﻰ ﺤﻁﻴﻥ، ﻟﻘﺩ ﺨﺭﺠﺕ ﻓﻰ
ﺠﻴﺸﻰ ﻤﻥ ﺩﻤﺸﻕ ﻭﻤﻨﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺒﺼﺭﻯ ﺜﻡ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻜﺭﻙ ﺤﻴﺙ
ﻭﺍﻓﺘﻨﻰ ﻋﺴﺎﻜﺭ ﻤﺼﺭ ﺒﻘﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﻌﺎﺩل، ﻭﻜﺎﻨﺕ ﻗﻭﺍﺕ ﺍﻟﺸﺎﻡ
- 16. ﻭﺍﻟﺠﺯﻴﺭﺓ ﺘﺘﻼﺤﻕ، ﺤﺘﻰ ﻭﺼل ﺍﻟﻌﺩﺩ ﺇﻟﻰ ﺍﺜﻨﻰ ﻋﺸﺭ ﺍﻟﻑ
ﻓﺎﺭﺱ ﻨﻅﺎﻤﻰ ﻭﺠﻤﻭﻉ ﻜﺒﻴﺭﺓ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺘﻁﻭﻋﻴﻥ.
ﺍﻟﻜﺎﺘﺏ ﺍﻟﺼﺤﻔﻰ: ﻭﻜﺎﻥ ﺠﻴﺵ ﺍﻟﺼﻠﻴﺒﻴﻴﻥ ﻴﺒﻠﻎ ﺘﻌﺩﺍﺩﻩ
ﺨﻤﺴﻴﻥ ﺃﻟﻑ ﻓﺎﺭﺱ.
ﺼﻼﺡ ﺍﻟﺩﻴﻥ: ﻨﻌﻡ، ﺨﺭﺠﻭﺍ ﻴﺤﻤﻠﻭﻥ ﺸﻌﺎﺭﻫﻡ ﺍﻟﻤﻘﺩﺱ
ﺼﻠﻴﺏ ﺍﻟﺼﻠﺒﻭﺕ، ﻜﺫﺒﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﷲ ﻭﺘﻀﻠﻴﻼ ﻟﻌﺎﻤﺔ ﺍﻟﻨﺎﺱ، ﺒﺤﺠﺔ
ﺃﻨﻬﻡ ﻴﺤﺎﺭﺒﻭﻥ ﻤﻥ ﺍﺠل ﺍﻟﺩﻴﻥ، ﻜﺎﻨﺕ ﻤﻌﺭﻜﺔ ﻋﺸﺕ ﺍﻟﻌﻤﺭ ﺃﺭﻨﻭ
ﺍﻟﻴﻬﺎ ﻭﺍﺴﺘﻌﺩ ﻟﻬﺎ، ﻭﻗﺩ ﺘﺤﻘﻕ ﻟﻨﺎ ﺍﻟﻨﺼﺭ، ﻭﻜﺎﻨﺕ ﺸﺭ ﻫﺯﻴﻤﺔ
ﻟﻠﺼﻠﻴﺒﻴﻴﻥ، ﻓﻘﺩ ﺍﺴﺘﻭﻟﻰ ﺠﻴﺸﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺨﻴﻤﺔ ﻤﻠﻜﻬﻡ، ﻭﺍﺴﺭ
ﺍﻤﺭﺍﺀﻫﻡ ﻭﻓﺭﺴﺎﻨﻬﻡ ﻓﺎﺴﺭﻋﺕ ﺒﻘﻴﺔ ﺍﻟﺠﻴﻭﺵ ﺒﺎﻟﺘﺴﻠﻴﻡ.
ﺍﻟﻜﺎﺘﺏ ﺍﻟﺼﺤﻔﻰ: ﻟﻘﺩ ﻗﺘﻠﺕ ﺃﺭﻨﺎﻁ ﺃﻤﻴﺭ ﺍﻟﻜﺭﻙ ﺍﻟﺫﻯ ﻜﺎﻥ
ﻗﺩ ﻨﻘﺽ ﺍﻟﺼﻠﺢ ﻭﺘﻬﺠﻡ ﻋﻠﻰ ﺒﻨﻰ ﺍﻹﺴﻼﻡ.
ﺼﻼﺡ ﺍﻟﺩﻴﻥ: ﻜﺎﻥ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﺭﺠل ﺘﺠﺴﻴﺩﺍ ﻟﻠﺸﺭ، ﻓﻬﻭ
ﺍﻟﺭﺠل ﺍﻟﺫﻯ ﻨﻘﺽ ﺍﻟﺼﻠﺢ ﻭﻗﺎﻡ ﺒﺎﻗﺘﺭﺍﻑ ﺠﺭﻴﻤﺘﻪ ﺍﻟﺒﺸﻌﺔ ﻋﻨﺩﻤﺎ
ﺍﺭﺘﻜﺏ ﻤﺠﺯﺭﺓ ﻓﻰ ﺤﻕ ﺤﺠﺎﺝ ﺒﻴﺕ ﺍﷲ، ﻟﻘﺩ ﺠﺌﺕ ﺒﻪ ﻭﻗﻠﺕ ﻟﻪ
ﻫﺎ ﺃﻨﺫﺍ ﻗﺩ ﺍﻨﺘﺼﺭ ﻟﻤﺤﻤﺩ، ﺜﻡ ﻀﺭﺒﺕ ﻋﻨﻘﻪ ﺒﺴﻴﻔﻰ ﺠﺯﺍﺀ ﺘﻠﻙ
ﺍﻟﻤﺫﺒﺤﺔ.
- 17. ﺍﻟﻜﺎﺘﺏ ﺍﻟﺼﺤﻔﻰ: ﻭﺼﺎﺭ ﺍﻟﻁﺭﻴﻕ ﺒﻌﺩ ﺫﻟﻙ ﻤﻔﺘﻭﺤﺎ
ﻻﺴﺘﺭﺩﺍﺩ ﺒﻴﺕ ﺍﻟﻤﻘﺩﺱ.
ﺼﻼﺡ ﺍﻟﺩﻴﻥ: ﻜﺎﻨﺕ ﺘﻠﻙ ﻫﻰ ﺍﻟﻤﻜﺎﻓﺄﺓ ﺍﻟﺘﻰ ﺘﻨﺘﻅﺭ
ﺠﻴﻭﺵ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ، ﺘﺤﺭﻴﺭ ﻤﺩﻴﻨﺔ ﺒﻴﺕ ﺍﻟﻤﻘﺩﺱ ﻭﺇﻋﺎﺩﺘﻬﺎ ﺇﻟﻰ
ﺃﻫﻠﻬﺎ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﺒﻌﺩ ﺍﻥ ﻅﻠﺕ ﺯﻫﺎﺀ ﺘﺴﻌﺔ ﻋﻘﻭﺩ ﻤﻥ
ﺍﻟﺴﻨﻴﻥ ﻓﻰ ﺍﻴﺩﻯ ﺍﻟﻔﺭﻨﺠﺔ.
ﺍﻟﻜﺎﺘﺏ ﺍﻟﺼﺤﻔﻰ: ﻟﻘﺩ ﻜﺎﻥ ﺫﻟﻙ ﻴﻭﻤﺎ ﻤﺸﻬﻭﺩﺍ ﻓﻰ
ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ، ﻋﻨﺩﻤﺎ ﺘﻡ ﻟﻙ ﺍﺴﺘﺭﺩﺍﺩ ﺍﻟﻘﺩﺱ ﻭﺩﺨﻠﺘﻬﺎ ﻭﻤﻌﻙ ﺯﻫﺎﺀ
٠١ ﺁﻻﻑ ﻋﻤﺎﻤﺔ ﺒﻴﻀﺎﺀ، ﻴﻤﺜﻠﻭﻥ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻻﺴﻼﻤﻰ ﻜﻠﻪ
ﻭﺠﻠﺴﺕ ﺒﻴﻨﻬﻡ ﺘﺴﺘﻘﺒل ﻤﻠﻭﻙ ﻭﺴﻼﻁﻴﻥ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻻﺴﻼﻤﻰ، ﺍﻟﺫﻴﻥ
ﺠﺎﺀﻭﺍ ﻴﻬﻨﺌﻭﻥ ﺼﻼﺡ ﺍﻟﺩﻴﻥ ﻤﻨﻘﺫ ﺒﻴﺕ ﺍﻟﻤﻘﺩﺱ ﻭﻤﺤﺭﺭﻩ ﻤﻥ
ﺃﻴﺩﻯ ﺍﻟﺼﻠﻴﺒﻴﻴﻥ. ﻭﻟﻜﻨﻙ ﺒﺎﻟﻐﺕ ﻓﻰ ﺍﻋﻤﺎل ﺍﻟﻤﺭﻭﺀﺓ ﻭﺍﻟﺸﻬﺎﻤﺔ،
ﻭﺍﻁﻠﻘﺕ ﺴﺭﺍﺡ ﺍﻻﻤﺭﺍﺀ ﻭﺍﻟﻔﺭﺴﺎﻥ ﺍﻻﻓﺭﻨﺞ، ﻭﻤﻨﺤﺘﻬﻡ ﺍﻻﻤﺎﻥ،
ﻭﻭﺜﻘﺕ ﻓﻰ ﻋﻬﻭﺩﻫﻡ ﺩﻭﻥ ﺘﺤﻔﻅ.
ﺼﻼﺡ ﺍﻟﺩﻴﻥ: ﻟﻡ ﺘﻜﻥ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻙ ﻗﺘﺎﻻ ﺒﻴﻥ ﺠﻴﺸﻴﻥ ﻭﺍﻨﻤﺎ
ﻜﺎﻨﺕ ﺼﺭﺍﻋﺎ ﺒﻴﻥ ﻤﻤﺜﻠﻰ ﺤﻀﺎﺭﺓ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﻭﺍﻻﺴﻼﻡ، ﻭﺒﻴﻥ
ﻤﻤﺜﻠﻰ ﺍﻟﻬﻤﺠﻴﺔ ﺍﻟﻐﺭﺒﻴﺔ ﺍﻟﺘﻰ ﺠﺎﺀﺕ ﺘﺘﻤﺴﺢ ﻜﺫﺒﺎ ﻭﺯﻭﺭﺍ ﺒﺭﺩﺍﺀ
ﺍﻟﻤﺴﻴﺢ. ﻓﻜﺎﻥ ﻻﺒﺩ ﺃﻥ ﺘﺘﺠﻠﻰ ﺨﺼﺎﻟﻨﺎ ﻓﻰ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺴﻠﻭﻙ
- 18. ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﻯ ﺍﻟﺫﻯ ﺘﻌﺎﻤﻠﻨﺎ ﺒﻪ ﻤﻌﻬﻡ، ﺤﺘﻰ ﺍﺫﺍ ﺃﻅﻬﺭﻭﺍ ﺍﻟﻐﺩﺭ ﺒﻌﺩ
ﺫﻟﻙ، ﻓﻬﺫﺍ ﻻ ﻴﺤﺴﺏ ﻀﺩﻨﺎ ﻭﺇﻨﻤﺎ ﻴﺤﺴﺏ ﻀﺩﻫﻡ، ﻭﻴﻨﺒﺊ ﺒﺴﻭﺀ
ﻨﻴﺘﻬﻡ. ﻭﻟﻘﺩ ﺠﻤﻌﻭﺍ ﺼﻔﻭﻓﻬﻡ ﻤﺭﺓ ﺍﺨﺭﻯ، ﻭﺘﻨﺎﺩﻭﺍ ﻤﻥ ﻤﺨﺘﻠﻑ
ﺃﻤﺼﺎﺭ ﺍﻟﻐﺭﺏ ﻟﻠﻬﺠﻭﻡ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻓﺒﺎﺀﺕ ﺤﻤﻼﺘﻬﻡ ﺒﺎﻟﻔﺸل، ﻭﻋﺎﺩﻭﺍ
ﺨﺎﺌﺒﻴﻥ ﺇﻟﻰ ﺍﻭﻁﺎﻨﻬﻡ ﺒﻌﺩ ﺃﻥ ﺃﺩﺭﻜﻭﺍ ﺍﻥ ﺒﻴﺕ ﺍﻟﻤﻘﺩﺱ ﻗﺩ ﻋﺎﺩﺕ
ﻨﻬﺎﺌﻴﺎ ﺇﻟﻰ ﺤﻅﻴﺭﺓ ﺍﻻﺴﻼﻡ.
ﺍﻟﻜﺎﺘﺏ ﺍﻟﺼﺤﻔﻰ: ﻨﻌﻡ، ﺃﻴﻬﺎ ﺍﻟﻘﺎﺌﺩ ﺍﻟﻤﻅﻔﺭ، ﻓﺎﻥ ﺼﻔﺤﺎﺕ
ﺍﻟﺸﻬﺎﻤﺔ ﻭﺍﻟﻨﺒل ﻭﺍﻟﻔﺭﻭﺴﻴﺔ ﺍﻟﺘﻰ ﺍﺸﻬﺭﺘﻬﺎ ﻟﻬﻡ ﻤﺎ ﺘﺯﺍل ﻤﺤﻔﻭﻅﺔ
ﻭﻤﺫﻜﻭﺭﺓ ﻓﻰ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ. ﺍﻥ ﺍﺤﻔﺎﺩ ﺍﻭﻟﺌﻙ ﺍﻟﻘﻭﻡ ﺍﻨﻔﺴﻬﻡ ﻤﺎﺯﺍﻟﻭﺍ
ﻴﺸﻴﺩﻭﻥ ﺒﺘﻠﻙ ﺍﻟﻤﻭﺍﻗﻑ ﺍﻟﻨﺒﻴﻠﺔ ﻭﻴﻨﺴﺠﻭﻥ ﺤﻭﻟﻬﺎ ﺍﻟﻘﺼﺹ.
ﻭﻴﺫﻜﺭ ﺒﻨﻭ ﻗﻭﻤﻙ ﻋﻬﺩﻙ ﺒﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻩ ﺃﻤﺠﺩ ﺍﻟﻠﺤﻅﺎﺕ ﻓﻰ ﺘﺎﺭﻴﺨﻬﻡ
ﺍﻟﻭﺴﻴﻁ.
ﺼﻼﺡ ﺍﻟﺩﻴﻥ: ﻟﺘﻜﻥ ﺍﻴﺎﻤﻬﻡ ﻜﻠﻬﺎ ﻟﺤﻅﺎﺕ ﻤﺠﺩ ﻭﺭﻓﻌﺔ.
ﻭﻟﻴﺫﻜﺭﻭﺍ ﺩﺍﺌﻤﺎ ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﺘﻰ ﺤﻘﻘﻨﺎ ﺒﻬﺎ ﺘﺤﺭﻴﺭ ﺒﻴﺕ ﺍﻟﻤﻘﺩﺱ
ﻭﺍﻟﺘﻰ ﺘﺘﻠﺨﺹ ﻓﻰ ﻜﻠﻤﺔ ﻭﺍﺤﺩﺓ ﻫﻰ ﺍﻟﻭﺤﺩﺓ.
ﺍﻟﻜﺎﺘﺏ ﺍﻟﺼﺤﻔﻰ: ﻻ ﺃﺭﻴﺩ ﺘﻜﺩﻴﺭ ﺼﻔﻭ ﺍﻨﺘﺼﺎﺭﺍﺘﻙ
ﺒﺎﻟﺤﺩﻴﺙ ﻋﻤﺎ ﻴﺤﺩﺙ ﻓﻰ ﺍﻴﺎﻤﻨﺎ. ﻓﻤﻌﺫﺭﺓ ﺍﻴﻬﺎ ﺍﻟﻘﺎﺌﺩ، ﻭﺴﻼﻡ
ﻋﻠﻴﻙ ﺃﻴﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺼﺭ ﺼﻼﺡ ﺍﻟﺩﻴﻥ.
