ملاحظات المرصد التونسي لاستقلال القضاء حول توضيح وزارة العدل بشان التعيين في الوظائف القضائية العليا
1. 9 Rue d’Ispahan Bardo
422.422.17 : Tel
442.422.17 :Fax
E-mail: marsed.kadha.tn@gmail.com
9 نهج اصبهان باردو
الهاتف: 7112711224
الفاكس: 7712711224
ب2إ :marsed.kadha.tn@gmail.com
باردو يف 32 اكتوبر 3012
مالحظات حول توضيح وزارة العدل بشان التعيني يف الوظائف
القضائية العليا
ان المرصد التونسي الستقالل القضاء:
بعد اطالعه على البيان الصادر بتاريخ 17 اكتوبر 2713 من الهيئة الوقتية للقضاء العدلي المتضمن
خصوصا موقفها من الحركة القضائية الجزئية التي اجراها وزير العدل بتاريخ 17 اكتوبر 2713 وما ادت اليه
من مراجعة الحركة القضائية المصادق عليها من الهيئة في 27 سبتمبر 2713 وانهاء مهام عضوين منها هما
السيدان خالد البراق المتفقد العام بوزارة العدل والنوري القطيطي رئيس المحكمة العقارية و"غصب" اختصاص
التعيين في الوظائف السامية و باالدارة المركزية بوزارة العدل والمؤسسات الملحقة بها ومحاولة احياء مذكرات
العمل الموروثة عن المنظومة القضائية السابقة وكذلك ما تضمنه البيان من اعتبار المذكرات المشار اليها فاقدة
لكل سند قانوني وفي حكم القرارات المعدومة واقرار عدم اجراء العمل بها .
وبعد االطالع على التوضيح الصادر من وزارة العدل بتاريخ 73 اكتوبر 2713 وما ورد به من اتهام الهيئة
"بالتحريض" على عدم العمل بالقرارات المذكورة واعتبار ذلك "انحرافا خطيرا" من شانه تهديد السير العادي
للعمل القضائي مع التمسك بان القانون المحدث للهيئة لم يسند لها االختصاصات الراجعة للسلطة التنفيذية
وخصوصا التعيين في الوظائف القضائية العليا الذي يتم بمقتضى امر بناء على اقتراح من وزير العدل طبق
الفصل 1 مكرر من القانون االساسي للقضاة الصادر في 17 جويلية 1967وبان القاضيين المعينين في خطتي
متفقد عام بوزارة العدل ورئيس المحكمة العقارية قد تم تكليفهما بصفة مؤقتة بموجب مذكرتي عمل من وزير
العدل وان مبدا توازي الشكليات يقتضي اصدار مذكرات في الغرض وبان الهيئة لم تثبت القاضيين المعنيين في
هاتين الخطتين عند اجراء الحركة االخيرة ولم تقم بترشيحهما وكذلك على ما تضمنه التوضيح من ان التعيينات
الجديدة تندرج في اطار ممارسة السلطة التنفيذية لصالحياتها وان البت في تنازع االختصاص بين الجهتين يكون
بالرجوع إلى السلط العليا والهيئات الرقابية والقضائية المختصة.
وبعد االطالع على االمرعدد 6971 لسنة 2713 المؤرخ في 7 اكتوبر 2713 المتعلق بتسمية السيد رياض
الصيد القاضي من الرتبة الثالثة مديرا عاما للمعهد االعلى للقضاء ابتداء من 7 سبتمبر2713(المنشور بالرائد
الرسمي ليوم 73 اكتوبر 2713)
وبعد االطالع على البالغ الصادر من الهيئة الوقتية للقضاء العدلي بتاريخ 33 اكتوبر 2713 المتضمن قرارها
فتح باب الترشح لخطة الوكيل العام لدى محكمة االستئناف بتونس ولخطط المدير العام للمعهد األعلى للقضاء
ورئيس الدائرة الجنائية بالمحكمة االبتدائية بالقصرين ومستشاريها تداركا للسهو الذي تسرب للحركة القضائية
المعلن عنها بتاريخ 27 سبتمبر 2713و توجيه مذكرة الى رئاسة الجمهورية في ذلك.
واذ يستغرب صيغة التعامل بين الهيئة الوقتية للقضاء العدلي و وزارة العدل وتمادي الوزير بصورة الفتة
في انكار وجودها بعد ان وصفها في 67 سبتمبر 2713" بالجسم االجنبي عن القضاء "قبل ان يتولى اخيرا
المرصد التونسي الستقالل القضاء»متاق« » Observatoire Tunisien de L’indépendance de la Magistrature «OTIM
2. وصف اعمالها "باالنحراف الخطير" بسبب رفضها تنحية قاضيين معينين بالصفة بطريقة فجئية وباسلوب غير
الئق وخارج أي اختصاص.
واذ يالحظ تجنب الوزارة في ردها الخوض ولو باالشارة فيما اوردته الهيئة بشان الصعوبات التي واجهتها
نتيجة " غياب االرادة السياسية في تمكينها من المقومات االساسية لوجودها الفعلي كمؤسسة دستورية" اضافة إلى
عدم توفير االمكانات الالزمة لعملها بسبب موقف وزير العدل من الهيئة نفسها.
واذ يشير الى امتناع الوزارة في ردها عن توضيح موقفها من استعمال مذكرات العمل في نقلة بقية القضاة
رغم ارتباط ذلك بالقرارين الصادرين في تنحية عضوي هيئة القضاء.
فان المرصد التونسي الستقالل القضاء يبدي في ضوء ذلك المالحظات التالية:
ُ
أوال- يتضح ان الوزارة لم تخف بأي وجه نيتها في المحافظة على االمتيازات الملغاة التي ارتبطت بالنظام
القضائي القديم واالبقاء على مسالك التدخل في عمل المحاكم ويظهر ذلك في ابرازها لالختصاصات الراجعة
للسلطة التنفيذية واعتبار االمر ممارسة لصالحياتها واصرارها على االنفراد بالتعيين في الوظائف القضائية العليا
والتاكيد دون سند على ان التركيبة القانونية للهيئة تفترض ان يقع تعيين القضاة السامين من قبل السلطة التنفيذية
وهي نتيجة منافية لضمانات االستقاللية وخصوصا لالدارة الذاتية للشان القضائي التي مثلت ركيزة القانون المحدث
للهيئة.
ثانيا-
يتبين ان الوزارة قد استبعدت االختصاص الشامل للهيئة القضائية في تسمية القضاة و تعيينهم و ترقيتهم
ونقلتهم المقرر بالفصل 17 من القانون االساسي المؤرخ في 3 ماي 2713 المتعلق باحداث الهيئة واغفلت
التنصيص عليه في ردها تماشيا مع رغبتها في المحافظة على االمتيازات السابقة وتبريرا لعدم رجوعها في
التعيينات االخيرة الى هيئة القضاء العدلي التي ال ترى لزوما الستشارتها.
ويستند اتجاه الوزارة في ذلك الى نظرتها المتفردة للوضع االنتقالي المترتب عن إحداث الهيئة الجديدة الذي ال
يتجاوز حسب رايها مجرد االرث المتمثل في حلول" الهيئة المستحدثة "محل المجلس االعلى للقضاء في جميع
اختصاصاته ال غير مع بقاء امتيازات السلطة التنفيذية الموروثة دون تغيير وهو ما يعكس غياب القطع مع
ممارسات الماضي القريب وعمق التواصل مع االرث االستبدادي و ضعف الوعي باالنتقال الديمقراطي .
ثالثا-
يالحظ ان الوزارة قد حاولت في ردها على مواقف الهيئة وقراراتها ادخال االلتباس في االختصاص
االقصائي المقرر لها طبق الفصل 17 من القانون االساسي المؤرخ 3 ماي 2713 وذلك باعتبار "غصب
االختصاص" على حسب وصف الهيئة من قبيل "تنازع االختصاص" الوارد بين مختلف الهياكل والسلط وهو ما
يشير الى نية الوزارة االلتجاء الى التقاضي بناء على عدم استجابتها الى القرارات الصادرة من الهيئة وربما
التمادي في التعيينات االنفرادية بالوظائف القضائية العليا خالفا لما يقتضيه القانون .
وفي مقابل ذلك يبدو ان الهيئة قد عقدت العزم منذ اعالن المبادئ المضمن ببيانها الصادر في 17 اكتوبر 2713
على ممارسة صالحياتها الكاملة بشان التعيينات القضائية الخاصة بالوظائف العليا من ذلك اعالنها بتاريخ 33
اكتوبر 2713 فتح باب الترشح لخطة الوكيل العام لدى محكمة االستئناف بتونس وهي من بين الخطط القضائية
السامية التي نص عليها الفصل 1 مكرر من القانون االساسي للقضاة و يتم التعيين فيها بموجب امرمن رئيس
الحكومة وبناء على قرار ترشيح من الهيئة طبق ما يقتضيه الفصل 17 المذكور واحكام الفصل 17 من التنظيم
المؤقت للسلط العمومية .
وفي نفس السياق اعتبرت الهيئة في بالغها المذكور ولو بصفة ضمنية ان السلطة التنفيذية ممثلة في رئيس
الحكومة قد تجاوزت صالحياتها بتسمية المدير العام للمعهد االعلى للقضاء بمقتضى االمر المؤرخ 7 اكتوبر
المرصد التونسي الستقالل القضاء»متاق« » Observatoire Tunisien de L’indépendance de la Magistrature «OTIM
4/2
3. 2713 وفتحت بناء على ذلك باب الترشح لتلك الخطة تداركا للسهو الذي تسرب للحركة القضائية االخيرة وهو
اجراء مستحدث يتوافق مع موقف الهيئة المعبر عنه في بيانها المؤرخ في 17 اكتوبر الجاري الذي اقر اختصاصها
بالتعيين في الوظائف القضائية بالمؤسسات الملحقة بوزارة العدل ومن ضمنها المعهد االعلى للقضاء. ويصعب في
هذا الصدد التكهن بالتداعيات المحتملة حيال هذا االجراء الذي سيؤدي عمليا الى الغاء االمر الصادر عن رئيس
الحكومة وصدور قرار بالترشيح من هيئة القضاء العدلي لكي يتولى بعد ذلك رئيس الحكومة بصفة قانونية تعيين
المدير العام للمعهد االعلى للقضاء من قضاة الرتبة الثالثة طبق ما ينص عليه االمر المؤرخ في 1 جوان 6667
المتعلق بتنظيم المعهد االعلى للقضاء.
رابعا- يالحظ ان الوزارة قد حاولت العثور على ادلة اخرى لتبرير قرارها بتنحية المتفقد العام بوزارة العدل
و رئيس المحكمة العقارية وانتهت الى اعتباران االمر ال يتعلق بنقلة او بحركة قضائية جزئية بل بايقاف مفعول
التكليف الوقتي للقاضيين المذكورين الصادر عن وزير العدل بتاريخ 27 فيفري و 6 مارس 3713 وهو ما يدخل
في باب مصلحة العمل.
وتشير هذه الوقائع الى ان التعيين قد تم – بالنسبة لكل وظيفة – بمقتضى مذكرة عمل صادرة عن وزير العدل طبق
الفصل 17 من القانون االساسي للقضاة الذي كان يجيز له قبل احداث الهيئة نقلة القضاة خالل السنة القضائية.
وبقطع النظر عن امكانية التكليف بالوظائف العليا بموجب قرار وقتي من وزير العدل فمن الواجب التنبيه الى ان
وزير العدل لم يسبق له ان عرض مذكرتي العمل المقصودتين على اول اجتماع للمجلس االعلى للقضاء بغرض
المصادقة عليهما طبق ما ينص عليه الفصل 17 من القانون االساسي للقضاة رغم ترؤسه لالجتماع الدوري
للمجلس المنعقد في 27 سبتمبر 3713 بحضور المتفقد العام بوزارة العدل ورئيس المحكمة العقارية كما انه لم يسع
الى استصدار امرين من رئيس الحكومة في تسمية المذكورين اخيرا بناء على مقتضيات الفصل 1 مكرر من
القانون األساسي للقضاة وطبقا الحكام الفصل 17 من التنطيم المؤقت للسلط العمومية .
ويبقى لهيئة القضاء العدلي ان تبادر بتدارك ما اغفلته وزارة العدل وذلك بمكاتبة رئاسة الحكومة للغرض المذكور
واضافة ما يفيد ترشيح الهيئة للمذكورين حتى يمكن إصدار األمرين المتعلقين بتعيينهما بمفعول رجعي .
خامسا- يتضح أن وزارة العدل قد انتهجت في عرضها للمعطيات القانونية اسلوبا انتقائيا اتسم بالفجوات
لمحاولة اقناع العموم بوجهة نظرها وهو ما يتنافى مع مقتضيات األمانة التي تستوجب عرض جميع العناصر
القانونية المتعلقة بالموضوع .
فمن جهة الوزارة تمسكت بصفة أساسية بثالثة عناصر:
0- القانون األساسي للقضاة المؤرخ في 17 جويلية 1967 الذي أقر في هذا المجال اختصاصات للسلطة
التنفيذية ممثلة في رئيس الجمهورية ووزير العدل.
2- القانون األساسي المتعلق بإحداث الهيئة الوقتية للقضاء العدلي المؤرخ في 3 ماي 2713 الذي لم يسند لها
حسب توجهها االختصاصات الراجعة للسلطة التنفيذية.
3- أحكام الفصل 1 مكرر من القانون األساسي للقضاة التي تقتضي ان يتم التعيين في الوظائف القضائية العليا
بمقتضى أمر بناء على اقتراح صادر من وزير العدل.
واستنادا إلى تلك العناصر استنتجت الوزارة أن التعيين في الوظائف العليا ال يخضع الستشارة الهيئة الوقتية.
المرصد التونسي الستقالل القضاء»متاق« » Observatoire Tunisien de L’indépendance de la Magistrature «OTIM
4/3
4. ويشار في هذا الصدد الى ان الفصل 1 مكرر من القانون األساسي للقضاة في صيغته األخيرة المنقحة بالقانون
المؤرخ في 77 اوت 2113 يقتضي ان التعيين لسبعة وظائف يقع" بأمر من رئيس الجمهورية وذلك من بين قضاة
الرتبة الثالثة " دون ان ينص على تداخل وزير العدل باالقتراح خالفا لما ورد برد وزارة العدل.
أما من جهة الوضع القانوني فيتضمن أساسا العناصر التالية:
0-
2-
3-
4-
أحكام الفصل 17 من القانون التأسيسي عدد9 لسنة7713 المؤرخ في 97 ديسمبر7713 والمتعلق بالتنظيم
المؤقت للسلط العمومية التي تنص على اختصاص عام لرئيس الحكومة يتعلق طبق عبارة الفصل
المذكور" بالتعيينات في الوظائف المدنية العليا بالتشاور مع الوزير المعني ومع مجلس الوزراء".
أحكام الفصل 1 مكرر من القانون األساسي للقضاة التي تحدد الوظائف المشمولة بالتعيينات بموجب امر
خارج اطار المجلس األعلى للقضاء أي بمعزل عن الحركة القضائية العادية .
أحكام الفصل 17 من القانون األساسي عدد 27 لسنــة 2713 المؤرخ في 3 ماي 2713 المتعلق بإحداث
هيئة وقتية لإلشراف على القضاء العدلي التي تنص بصريح العبارة على ان تسمية القضاة وتعيينهم تكون
"بناء على قرار ترشيح من الهيئة وذلك طبقا ألحكام الفصل 17 من القانون التأسيسي عدد 9 لسنة 7713
المؤرخ في 97 ديسمبر 7713 والمتعلق بالتنظيم المؤقت للسلط العمومية" ومقتضى ذلك ان هذا الفصل
ينص على اجراءات خاصة بالتعيينات في الوظائف القضائية العليا استثناء من الفصلين 17 من التنظيم
المؤقت للسلط العمومية و 1 مكرر من القانون االساسي للقضاة.
أحكام الفصل 17 من القانون األساسي المحدث للهيئة التي تنص إضافة لذلك على مبدا عام في نقلة القضاة
وترقيتهم "بمقتضى امر من رئيس الحكومة" و "بناء على رأي مطابق من الهيئة" ومؤدى ذلك ان نقلة
القضاة وترقيتهم سواء تعلق االمر بالوظائف العليا او بغيرها تتم بصيغة األوامر بناء على اقتراحات من
الهيئة واجبة االتباع وال تقبل التغيير.
واستنادا إلى تلك العناصر يمكن الوقوف على مخالفة القرارات الصادرة عن وزير العدل بتاريخ 17 أكتوبر 2713
وكذلك األمر المؤرخ في 7 أكتوبر 2713الصادر عن رئيس الحكومة والمنشور بالرائد الرسمي في 73
اكتوبر2713 لألحكام الخاصة بالتعيينات القضائية.
عن املرصد التونسي الستقالل القضاء
الرئيس أمحد الرمحوني
المرصد التونسي الستقالل القضاء»متاق« » Observatoire Tunisien de L’indépendance de la Magistrature «OTIM
4/4