Más contenido relacionado
Destacado
Destacado (20)
Último
Último (13)
3753
- 2. ﻋﻭﺩﺓ ﺍﻟﻔﱡﻭﺹ ﹶﻠ رواﻳﺔ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﺠﻭﺍﺩ ﺨﻔﺎﺠﻰ
- 3. ﻃﺒﻘﺎ ﻟﻘﻮﺍﻧﲔ ﺍﳌﻠﻜﻴﺔ ﺍﻟﻔﻜﺮﻳﺔ א א א . אא א )ﻋـﱪ ﺍﻻﻧﱰﻧـﺖ ﺃﻭ א אא ﻟﻠﻤﻜﺘﺒــﺎﺕ ﺍﻻﻟﻜﱰﻭﻧﻴــﺔ ﺃﻭ ﺍﻷﻗــﺮﺍﺹ ﺍﳌﺪﳎــﺔ ﺃﻭ ﺍﻯ א ﻭﺳﻴﻠﺔ ﺃﺧﺮﻯ ( א א . . א א
- 4. ﺍﻟﺭﺍﻭﻯ: ﻟﻡ ﻴﻌﺩ ﺃﻤﺎﻤﻨﺎ ﻏﻴﺭ ﺃﻥ ﻨﺒﺩﺃ ﺸﻴﺌﺎ ﺠﺩﻴﺩﺍ ، ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺭﻏﻡ ﻤـﻥ ﹼ ﹰ ﺴﺨﺎﻓﺔ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ . ﻗﺩ ﺘﻘﻭﻟﻭﻥ : ﺇﻨﻪ ﻟﻐﺭﻴﺏ ﺃﻥ ﻴﻁـﺭﺡ ﺍﻟﺠﺩﻴـﺩ ﺭﺠل ﺃﻋﻤﻰ .. ﻗﺩ ﻴﻜﻭﻥ ﻟﻘﻭﻟﻜﻡ ﻤﻌﻨﻰ ﻟﻭ ﻜﺎﻥ ﻓﻰ ﺤﻴﺎﺘﻨﺎ ﺸﻴ ًﺎ ﺌ ﻤﺒﺼ ﺍ ، ﻓﻁﺎﻟﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺘﻜﺭﺭ ﻨﻔﺴﻬﺎ ، ﻓـﻼ ﻋﻠﻴﻨـﺎ ﺇﻻ ﺃﻥ ﺭ ﻨﺘﻬﻤﻬﺎ ﺒﺎﻟﻌﻤﻰ .. ﻴﻘﻭﻟﻭﻥ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻌﺼﺭﻴﺔ ﻤﺘﺠﺩﺩﺓ ، ﻫﺫﺍ ﻴﺒﺩﻭ ﺼﺤﻴﺤﺎ ، ﻭﻟﻜﻥ ﺤﻴﺎﺘﻨﺎ ﻟﻴﺴﺕ ﻋﺼﺭﻴﺔ ، ﺇﻨﻨﺎ ﻫﻨﺎ ﻓﻰ ﺼـﻌﻴﺩ ﻤﺼﺭ ، ﺃﻗﺼﺩ ﻓﻰ ﺫﻴل ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻟﺜﺎﻟـﺙ ، ﻭﻟﻜـﻡ ﺃﻥ ﺘﻌﺘﺒـﺭﻭﺍ "ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ " ﻫﺫﻩ ﺨﻁﺄ ﺤﺴﺎﺒ ﺎ ، ﻭﻗﺩ ﻴﺼﺤﺤﻬﺎ ﺍﻟـﺯﻤﻥ ﻭﺤـﺩﻩ ، ﻴ ﻟﻨﻜﺘﺸﻑ ﺃﻨﻬﺎ ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ ﺒﻌﺩ ﺍﻟﻤﺎﺌﺔ ، ﺭﺒﻤﺎ ﻟﻬﺫﺍ ﻗﺭﺭﺕ ﺃﻥ ﺍﻜﺘﺴـﺢ ﺤﻴﺎﺘﻜﻡ ﻜﺄﻯ ﺩﺒﺎﺒﺔ ﻋﻤﻴﺎﺀ ﺘﻜﺘﺴﺢ ﺃﺸﺠﺎﺭ ﺍﻟﺯﻴﺘـﻭﻥ ﻓـﻰ ﺃﺭﺽ ﻓﻠﺴﻁﻴﻥ ، ﺼﺤﻴﺢ ﻫﻰ ﺩﺒﺎﺒﺔ ﻋﻤﻴﺎﺀ ، ﻟﻜﻨﻤﺎ ﺘﻘﻭﺩﻫـﺎ ﺒﺼـﻴﺭﺓ ﻭﺍﻋﻴﺔ ، ﺘﻌﺭﻑ ﻤﺎﺫﺍ ﺘﺭﻴﺩ ﺒﺎﻟﻀﺒﻁ .ﺠﺌﺘﻜﻡ ﻭﻗﺩ ﺃﺼﺒﺕ ﺒﺎﻟﻌﻤﻰ ، ﺇﻻ ﺃﻥ ﺒﺼﻴﺭﺘﻰ ﻟﻴﺴﺕ ﻜﺫﻟﻙ ، ﺃﻭ ﻫﻜـﺫﺍ ﺃﺯﻋـﻡ . ﺠﺌـﺘﻜﻡ ﻷﻜﺘﺴﺢ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺯﺭﺍﻋﺎﺕ ﺍﻟﺨﻀﺭﺍﺀ ﺍ ﻟﻤﺘﺭﺍﻤﻴﺔ ، ﺴﺄﺘﻠﻔﻬﺎ ﺘﻤﺎ ـﺎ ﻤ ..ﻗﺩ ﺘﻌﺎﺭﻀﻨﻰ ﺍﻟﺤﻜﻭﻤﺔ ، ﻻ ﻟﺸﻰﺀ ﺇﻻ ﻷﻥ ﺒﺼﻴﺭﺘﻬﺎ ﻋﻤﻴﺎﺀ،
- 5. ﻭﺭﺒﻤﺎ ﻷﻨﻬﺎ ﻏﺎﺸﻤﺔ ،ﻗﺩ ﻴﺒﺩﻭ ﺍﻷﻤﺭ ﺨﻁﻴﺭﺍ ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺠﻤﻴـﻊ ، ﹰ ﻭﻟﻜﻥ ﺜﻘﻭﺍ ﺒﺄﻨﻨﻰ ﻟﺴﺕ ﻋﺩ ﺍ ، ﻋﻠﻰ ﻨﺤﻭ ﻤﺎ ﺸـﺒﻬﺕ ﻨﻔﺴـﻰ ﻭ ﺒﺩﺒﺎﺒﺔ ﺇﺴﺭﺍﺌﻴﻠﻴﺔ ؛ ﻓﺄﻨﺎ ﻟﺴﺕ ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل ، ﻜﻤﺎ ﺃﻨﻜﻡ ﻟﺴـﺘﻡ ﺃﺒﻨـﺎﺀ ﺍﻻﻨﺘﻔﺎﻀﺔ ﺃﻨﺘﻡ ﺃﺒﻨﺎﺀ ﺍﻟﻘﺒﻴﻠﺔ ، ﻭﺃﻨﺎ ﻭﺍﺤﺩ ﻤـﻨﻜﻡ ، ﺃﻋـﺭﻑ ﺃﻥ ﻜﻠﻤﺔ ﺍﻟﻘﺒﻴﻠﺔ ﻋﺎﺭ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻓﻰ ﺍﻟﻘﺭﻥ ﺍﻟﻭﺍﺤﺩ ﻭﺍﻟﻌﺸﺭﻴﻥ ، ﻭﻟﻜﻨﻨـﺎ ﻟﻥ ﻨﺴﺘﻁﻴﻊ ﺍﻟﺘﺨﻠﻰ ﻋﻨﻬﺎ ﻁﺎﻟﻤﺎ ﺃﻨﻨﺎ ﻟﻡ ﻨﺘﺤﻭل ﺇﻟـﻰ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤـﻊ ﺍﻟﻤﺩﻨﻰ ﺒﻌﺩ ، ﻭﻨﺤﻥ ﻜﻤﺎ ﺘﻌﻠﻤﻭﻥ ﻤﺠﺭﺩ ﺯ ﺍﻉ ﻓـﻰ ﻤﺯﺭﻋـﺔ ﺭ ﻁﻭﻴﻠﺔ . ﺇﻨﻨﻲ ﻜﺭﺠل ﺴﻴﺎﺴﻰ ﻗﺩﻴﻡ ﺍﻗﺘﺭﺡ ﻋﻠﻴﻜﻡ ﺍﻟﺨﻴﺎﺭ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩ : ﺍﺨﺭﺠﻭﺍ ﺇﻟﻰ ﺒﺭﺍﺡ ﺍﻟﻌﺼﺭ ، ﻭﺃﺘﻠﻔﻭﺍ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺯﺭﺍﻋـﺎﺕ .ﻗـﺩ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﺒﺩﻴل ﻋﻤﺎ ﺃﻁﺭﺤﻪ ﻋﻠﻴﻜﻡ ﻤﺎ ﻁﺭﺤﻪ ﺍﻟﻨﺎﺌﺏ، ﻭﻤﻠﺨﺼﻪ : ﻋﻭﺩﺓ ﺍﻟﻔﱡﻭﺹ . ﻗﺩ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻗﺘﺭﺍﺡ ﺍﻟﻨﺎﺌﺏ ﻭﺠﻴﻬﺎ ، ﻟﻜﻨﻨـﻰ ﺃﺭﺍﻩ ﻠ ﻟﻴﺱ ﺠﺩﻴ ﺍ ، ﻓﻬﻭ ﺘﻜﺭﺍﺭ ﻟﻠﻨﻤﻁ ﺍﻟﻘﺩﻴﻡ ، ﻭﻗﺩ ﻴﻜﻭﻥ ﻤـﻥ ﺒـﺎﺏ ﺩ ﺍﻻﺴﺘﺴﻬﺎل ﻭﺍﻻﺴﺘﺭﺨﺎﺀ ﺃﻥ ﻨﺤﻠﻡ ﺒﻌﻭﺩﺓ ﺍﻟﻔﻠﻭﺹ .ﺇﻨﻨﻲ ﺃﻀـﻊ ﺍﻟﺨﻴﺎﺭﻴﻥ ﺃﻤﺎﻤﻜﻡ ﻭﻟﻜﻡ ﺃﻥ ﺘﺨﺘـﺎﺭﻭﺍ ﺃﻱ ﺍﻟﻁـﺭﻴﻘﻴﻥ ﺃﻤﺜـل . ﺘﺫﻜﺭﻭﺍ ﺃﻨﻨﺎ ﺃﻤﺎﻡ ﻤﺯﻟﻘﺎﻥ ﺍﻟﺴﻜﺔ ﺍﻟﺤﺩﻴﺩ ، ﻭﻟﻘﺩ ﺍﺭﺘﺒﻁﺕ ﻋﺎﺌﻠﺘﻨﺎ ﻤﻨﺫ ﺍﻟﻘﺩﻡ ﺒﻤﻨﻁﻘﺔ ﺍﻟﻤﺯﻟﻘﺎﻥ ؛ ﻓﺎﻷﺭﺍﻀﻰ ﺍﻟﺯﺭﺍﻋﻴﺔ ﺤﻭل ﺍﻟﻤﺯﻟﻘﺎﻥ ﺸﺭﻗﻪ ﻭﻏﺭﺒﻪ ﻤﻠﻙ ﻟﻌﺎﺌﻠﺘﻨﺎ ، ﻭﻜﺜﻴﺭ ﻤﻥ ﺃﻓﺭﺍﺩ ﻋﺎﺌﻠﺘﻨﺎ
- 6. ﻜﺎﻥ ﻋﺎﻤﻼ ﻋﻠﻰ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﺯﻟﻘﺎﻥ ﻤﻨﺫ ﺍﻨﺸﺄ ﺍﻹﻨﺠﻠﻴﺯ ﺍﻟﺴﻜﺔ ﺍﻟﺤﺩﻴﺩ ﹰ ، ﻭﻟﻌل ﺁﺨﺭ ﻓﺭﺩ ﺘﻘﻠﺩ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻌﻤل ﻫﻭ ﻋﻤﻰ " ﺍﻟﻌﺘﻘﻰ" ﻭﻜﻤﺎ ﻗﻠﺕ ﻤﺭﺍﺭﺍ ﻓﺎﻥ ﻤﺴﺘﻘﺒﻠﻨﺎ ﻴﺒﺩﺃ ﻤﻥ ﻫﻨﺎ ،ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺯﻟﻘﺎﻥ ، ﺴﻨﺤﻔﺭ ﻫـﺎ ﻫﻨﺎ ﻨﻔﻘﺎ ﺘﺤﺕ ﺍﻟﻤﺯﻟﻘﺎﻥ ، ﻴﺭﺒﻁ ﺸﺭﻗﻪ ﺒﻐﺭﺒﻪ، ﺤﺘﻰ ﻻ ﺘﺘﻭﻗـﻑ ﺤﺭﻜﺔ ﺍﻟﺴﻴﺭ ﻋﻨﺩ ﻤﺭﻭﺭ ﺍﻟﻘﻁﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻰ ﺃﻀﺤﺕ ﻤﺘﻼﺤﻘﺔ . ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﻓﻰ ﺒﻼﺩ ﺒﺤﺭﻯ ﻨﻔﻕ ﺸﺒﺭ، ﻭﻨﻔﻕ ﺍﻟﺸﻬﻴﺩ ﺃﺤﻤﺩ ﺤﻤـﺩﻯ ، ﻓﻠﻤﺎﺫﺍ ﻻ ﻴﻜﻭﻥ ﻋﻨﺩﻨﺎ ﻨﻔﻕ ﺍﻟﻌﻤﺩﺓ "ﻋﺏ ـ ﺎﺭ"، ﻭﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﻓﻰ ﺠ ﺒ ﻤﺼﺭ ﻋﻤﺎﺭﺍﺕ ﻤﻥ ﻋﻴﻨﺔ ﻴﻌﻘﻭﺒﻴﺎﻥ ﻭﺍﻟﻤﺒﺘﺩﻴﺎﻥ ﻓﻠﻤﺎﺫﺍ ﻻ ﻴﻜـﻭﻥ ﻋﻨﺩﻨﺎ ﻋﻤﺎﺭﺍﺕ ﻓﱡﻭﺼﻴﺎﻥ ،ﺃﻭ ﺍﻟﻌﺘﻘﻴﺎﻥ ؟! ﻤﻥ ﺤﻘﻨﺎ ﺃﻥ ﻨﺤﻠـﻡ ، ﻠ ﻭﺃﻥ ﻨﻔﻜﺭ ﻓﻰ ﻤﺴﺘﻘﺒﻠﻨﺎ . ﺇﻨﻨﻲ ﻜﺭﺠل ﺴﻴﺎﺴﻰ ﻗﺩﻴﻡ ﺸـﺌﺕ ﺃﻥ ﺃﺠﻤﻌﻜﻡ ﻫﺎ ﻫﻨﺎ ﻴﺎ ﺸﺒﺎﺏ ﺍﻟﻘﺒﻴﻠﺔ ﻭﻤﺴﺘﻘﺒﻠﻬﺎ ، ﻭﺭﺒﻤﺎ ﺴـﻴﺘﻜﺭﺭ ﻟﻘﺎﺅﻨﺎ ﻟﻤﺭﺍﺕ ﻜﺜﻴﺭﺓ ، ﻷﻀﻊ ﺒﻴﻥ ﺃﻴﺎﺩﻴﻜﻡ ﺘﺎﺭﻴﺦ ﺍﻟﻌﺎﺌﻠﺔ ، ﻫﻜﺫﺍ ﻁﻠﺏ ﻤﻨﻰ ﺍﻟﻨﺎﺌﺏ ،ﺃﻤﺎ ﻟﻤﺎﺫﺍ ﺍﺨﺘﺎﺭﻨﻲ ﺃﻨﺎ ﺘﺤﺩﻴﺩﺍ ﻟﻬﺫﻩ ﺍﻟﻤﻬﻤـﺔ ،ﻓﺭﺒﻤﺎ ﻷﻨﻨﻰ ﺃﺤﺏ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ ، ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺍﻟﻭﺤﻴﺩﺓ ﺍﻟﺘﻰ ﻜﻨﺕ ﺃﻤﻴـل ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻁﻭﺍل ﺴﻨﻭﺍﺕ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ،ﺤﻘﻴﻘﺔ ﺃﻨﺎ ﺃﺤﺒﺒﺕ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ ، ﻷﻨـﻪ ﻤﺎﺩﺓ ﻗﺼﺼﻴﺔ ، ﻜﻠﻪ ﻗﺼﺹ ﻭﺤﻜﺎﻴـﺎﺕ ، ﻭﺇﻻ ﻓﻤـﺎﺫﺍ ﻜﺘـﺏ ﺍﻟﺠﺒﺭﺘﻰ ﻭﻏﻴﺭﻩ ؟ . ﻤﺠﺭﺩ ﻗﺼﺹ ﻭﺤﻜﺎﻴﺎﺕ . ﻗـﺩ ﺘﻘﻭﻟـﻭﻥ
- 7. ﻓﻠﺴﻔﺔ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ ، ﻭﻗﺭﺍﺀﺓ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ ﻭﻤﺎ ﺃﺩﺭﺍﻙ ﻤﻥ ﺃﻤﻭﺭ ، ﺃﻋﺩﻜﻡ ﺃﻨﻬﺎ ﺴﺘﻜﻭﻥ ﻓﻰ ﺍﻟﺤﺴﺒﺎﻥ . ﺨﻁﺘﻨﺎ ﻗﺒل ﻜل ﺸﻰﺀ ﺃﻥ ﻨﺤﻭل ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﻨﻁﻘـﺔ ﺍﻟﺯﺭﺍﻋﻴـﺔ ﺇﻟﻰ ﻤﻨﻁﻘﺔ ﺠﺫﺏ ﺴﻴﺎﺤﻰ ، ﺒﻌﺩ ﺃﻥ ﻨﻨﺸﺊ ﺍﻟﻨﻔﻕ .. ﺴﻨﻘﻴﻡ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻔﻨﺎﺩﻕ ﺍﻟﺼﻐﻴﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﻁﺭﺍﺯ ﻤﻌﻤﺎﺭﻯ ﺠﺩﻴﺩ ، ﺍﻟﻔﻨﺎﺩﻕ ﺴﺘﻜﻭﻥ ﻤﻥ ﻁﺎﺒﻕ ﻭﺍﺤﺩ ، ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﻁـﺭﺍﺯ ﺍﻟﻔﺭﻋـﻭﻨﻰ ، ﺴﻨﺴـﺘﺨﺩﻡ ﻤﻨﺘﺠﺎﺕ ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻠﻴﻑ ﻭﺍﻟﺠﺭﻴﺩ ﻭﺍﻟﺨﺸﺏ ، ﺴـﻁﺢ ﺍﻟﻔﻨـﺩﻕ ﺴﻴﻜﻭﻥ ﻤﻤﻴﺯﺍ ، ﻤﻜﺸﻭﻓﺎ ﻟﺸﻤﺱ ﺍﻟﺼﻌﻴﺩ ﺍﻟﺴـﺎﺨﻨﺔ ، ﺘﺘـﻭﺯﻉ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻷﺴ ﺓ ﺍﻟﺠﺭﻴﺩ ﻭﺃﺼﺎﺌﺹ ﺍﻟﻨﺒﺎﺕ، ﻭﺍﻟﻔ ﺵ ﻭﺍﻟﺒ ﻁ ﻤـﻥ ﺴ ﹸﺭ َ ِﺭ ﺼﻭﻑ ﺍﻟﺨﺭﺍﻑ ،ﻭﻭﺒﺭ ﺍﻟﺠﻤﺎل ، ﻭﺠﻠﻭﺩ ﺍﻟﺤﻴﻭﺍﻨﺎﺕ ، ﺒﻌـﺽ ﺍﻟﻔﻨﺎﺩﻕ ﺍﻷﺨﺭﻯ ﺴﺘﻜﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﺸﻜل ﻗﺒـﺎﺏ ﻓﺭﻋﻭﻨﻴـﺔ ، ﻟـﻥ ﻨﺴﺘﺨﺩﻡ ﺍﻷﺴﻤﻨﺕ ﺃﻭ ﺍﻟﺨﺭﺴﺎﻨﺔ ، ﻓﻘﻁ ﺍﻟﻁﻴﻥ ﻭﺍﻟﺘﺒﻥ ، ﻭﺍﻵﺠﺭ، ﻭﺃﻨﻭﺍﻉ ﺍﻟﻁﻔﻠﺔ ، ﻭﻓﻰ ﻭﺴﻁ ﺍﻟﻔﻨﺎﺩﻕ ﺴﺘﻜﻭﻥ ﺤﻤﺎﻤﺎﺕ ﺴﺒﺎﺤﺔ ، ﻭﺴﻨﺴﺘﺨﺩﻡ ﺍﻟﺠﻤﺎل ﻭﺍﻟﺤﻤﻴﺭ ﻓﻰ ﺍﻟﺘﻨﻘل، ﻭﻻ ﺘﻨﺴـﻭﺍ ﺍﻟﻜﺎﺭﺘـﻪ )ﻋﺭﺒﺔ ﺃﺤﻤﺱ( .. ﺒﺎﺨﺘﺼﺎﺭ: ﻗﺭﻯ ﺴـﻴﺎﺤﻴﺔ ﻋﻠـﻰ ﺍﻟﻁـﺭﺍﺯ ﺍﻟﻔﺭﻋﻭﻨﻰ ، ﻭﻨﻘﺩﻡ ﺍﻷﻁﻌﻤﺔ ﺍﻟﻔﺭﻋﻭﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ، ﻭ ﺍﻟﺫﻯ ﻤﻨﻪ ...ﺍﻟﺤﻕ ﺃﻗﻭل ﻟﻜﻡ : ﺇﻥ ﺍﻟﺴﻴﺎﺤﺔ ﻫﻰ ﻤﺴﺘﻘﺒﻠﻨﺎ ،ﻴﺄﺘﻰ ﺍﻟﺨﻭﺍﺠﺎﺕ ﺇﻟﻴﻨﺎ ،ﻨﺨﺩﻤﻬﻡ ﻭﻴﺨﺩﻤﻭﻨﻨﺎ ، ﻴﺩﻓﻌﻭﻥ ﺒﺎﻟﻌﻤﻠﺔ ﺍﻟﺼﻌﺒﺔ ﺍﻟﺘﻰ ﻨﻌﻴﺵ
- 8. ﺒﻬﺎ ، ﺍﻟﺤﻜﻭﻤﺔ ﻗﺩ ﺘﻐﻀﺏ ﻗﻠﻴﻼ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺭﻗﻌﺔ ﺍﻟﺯﺭﺍﻋﻴﺔ ، ﻟﻜﻨﻬﺎ ﹰ ﻗﺩ ﺘﺼﻤﺕ ﻋﻨﺩﻤﺎ ﻨﻨﺠﺢ ، ﻭﻨﺩﻓﻊ ﻤﺎ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻤﻥ ﻀﺭﺍﺌﺏ ﺒﺎﻟﻌﻤﻠﺔ ﺍﻟﺼﻌﺒﺔ ..ﺼﺩﻗﻭﻨﻰ ﺇﻥ ﺤﻜﻭﻤﺘﻨﺎ ﺤﻜﻭﻤﺔ ﺘﺤﺼـﻴل ﻀـﺭﺍﺌﺏ ﻭﺤﺴﺏ ، ﺃﻨﺘﻡ ﺘﺭﻭﻥ ﻤﺎ ﻴﺤﺩﺙ ، ﻟﻡ ﺘﺭﺤﻡ ﺤﺘﻰ ﺒﺎﺌﻌﻰ ﺍﻟﺘﺭﻤﺱ . ﺍﻟﻤﻬﻡ ﺍﻵﻥ ﺃﻥ ﻨﺒﺩﺃ، ﻭﻜﻤﺎ ﻴﻘﺎل : ﺍﻷﻟﻑ ﻤﻴل ﺘﺒـﺩﺃ ﺒﺨﻁـﻭﺓ ﻭﺍﺤﺩﺓ ، ﺃﻭ ﻜﻤﺎ ﻗﺎل ﻋﻤﻰ ﺍﻟﻌﺘﻘﻰ : " ﺍﻟـﺩﻨﻴﺎ ﻤﺯﻟﻘـﺎﻥ ﻜﺒﻴـﺭ ..ﺘﻘﻑ ﺍﻟﺒﻬﺎﺌﻡ ﻋﻨﺩﻤﺎ ﺘﺠﺭﻯ ﺍﻟﻘﻁﺎﺭﺍﺕ " ﻤﻥ ﺍﻟﻌـﺎﺭ ﺃﻥ ﻨﻅـل ﻫﻜﺫﺍ ﻓﻘﺭﺍﺀ . ﻗﺎل ﺍﻟﻨﺎﺌﺏ : ﺍﻟﻔﻘﺭﺍﺀ ﻫﻡ ﺍﻟﻔﺎﺸـﻠﻭﻥ ، ﻭﺇﻨـﻪ – ﺸﺨﺼﻴﺎ – ﻟﻥ ﻴﺘﺤﻤل ﻤﺴﺌﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻔﺎﺸﻠﻴﻥ ، ﻏﻴﺭ ﺃﻨﻪ ﻟﻥ ﻴﺘﺒﻨـﻰ ﹰ ﻗﻀﺎﻴﺎﻫﻡ ﺘﺤﺕ ﺍﻟﻘﺒﺔ ، ﺍﻟﻔﺎﺸﻠﻭﻥ ﻴﺘﺤﻤﻠﻭﻥ ﻭﺤـﺩﻫﻡ ﻓﺸـﻠﻬﻡ ، ﺍﻟﻔﺎﺸل ﻫﻭ ﺍﻟﺫﻯ ﻴﺴﺘﺴﻠﻡ ﻟﻤﺎ ﺘﻤﻠﻴﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻅـﺭﻭﻑ، ﻭﺍﻟﻨـﺎﺠﺢ ﻭﺤﺩﻩ ﻫﻭ ﺍﻟﺫﻯ ﻴﺴﺘﻐل ﺍﻟﻅﺭﻭﻑ :ﻴﻬﻠﺏ ، ﻴﻤﺘﺹ ، ﻴﻔﻜﺭ ﺒﻠﻐﺔ ﺍﻟﺴﻭﻕ ، ﻔﺘﺢ ﻤﺨﻪ ، ﺍﻟﻤﻬﻡ ﺃﻥ ﻴﺼﺒﺢ ﻏﻨ ـﺎ . ﺼـﺩﻗﻭﻨﻰ : ﻴ ﻴ ﺍﻟﺴﻴﺎﺤﺔ ﺘﺤﺴﻴﻥ ﻟﻠﺩﺨل ﻭﺍﻟﻨﺴل ، ﺃﻟـﻡ ﺘـﺭﻭﺍ ﺍﻟـﺒﻼﺩ ﺍﻟﺘـﻰ ﺍﺴﺘﻌﻤﺭﻫﺎ ﺍﻟﻔﺭﻨﺠﺔ ﻭﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻴﺱ – ﻋﻠﻰ ﺭﺃﻯ ﺍﻟﺠﺒﺭﺘﻰ – ﺃﻫﻠﻬﺎ ﺒﻴﺽ، ﻭﻋﻴﻭﻨﻬﻡ ﺯﺭﻗﺎﺀ ؟ﺴﻤﻌﺕ ﺍﻟﻨﺎﺌﺏ ﻴﻘـﻭل : ﺇﻥ ﺍﻟﺨﻴﺒـﺔ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺔ ﺍﻟﻭﺤﻴﺩﺓ ﻓﻰ ﺤﻴﺎﺓ ﺃﺒﻨﺎﺀ ﻗﻨﺎ ﺃﻨﻬﻡ ﺩ ـﺭﻭﺍ ﺍﻷﺴـﻁﻭل ﻤ ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻰ ﺍﻟﺫﻯ ﺠﺎﺀ ﻏﺎﺯﻴﺎ ﻋﻨﺩ ﻨﺠﻊ ﺍﻟﺒـﺎﺭﻭﺩ ، ﻫﻜـﺫﺍ ﻨﺤـﻥ ﹰ
- 9. ﻨﺤﺘﻔل ﺒﻌﻴﺩ ﻗﻨﺎ ﺍﻟﻘﻭﻤﻰ ﺍﻟﺫﻯ ﻫﻭ ﻋﻴﺩ ﺨﻴﺒﺘﻨﺎ. ﻤﺸﻜﻠﺘﻨﺎ ﺃﻨﻨﺎ ﺒﻘﻴﻨﺎ ﻋﺒﺭ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ ﻓﻰ ﻤﻨﺄﻯ ﻋﻥ ﺍﻻﺨﺘﻼﻁ ﺒﺤﻀـﺎﺭﺍﺕ ﺃﺨـﺭﻯ ، ﻭﺩﻤﺎﺀ ﺃﺨﺭﻯ ، ﺒﻘﻴﻨﺎ ﺨﱠﺹ، ﺍﻟﻌﺎﺩﺍﺕ ﻭﺍﻟﺘﻘﺎﻟﻴﺩ ﻭﺍﻟﺩﻤﺎﺀ ﻜﻤﺎ ﻫﻰ ﹸﻠ ، ﻓﻴﻤﺎ ﺒﻘﻴﻨﺎ ﺃﺼﺤﺎﺏ ﻤﻬﻨـﺔ ﻭﺍﺤـﺩﺓ ، ﺍﻟﺯﺭﺍﻋـﺔ ﻭﺤﺴـﺏ ، ﻭﺍﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ..؟! ﻓﻘﺭ .. ﺘﺨﻠﻑ .. ﻨﻜﺎﺕ ﻴﻠﻘﻴﻬﺎ ﺃﺼﺤﺎﺏ ﺍﻟـﺩﻤﺎﺀ ـﺎ ﺘﻠﻘ ـﻰ ـﻰ ﻟﻬـ ﹸ ﹾ ﹶـ ﻋﻠـ ﺍﻟﻬﺠﻴﻨﺔ ، ﻭﺍﻟﺭﻗﻴﻊ ﻤﻥ ﺍﻟﺒﺸﺭ ، ﻜﺫ ﻤﺴﺎﻤﻌﻨﺎ ﻤﻤﺯﻭﺠﺔ ﺒﺎﻟﺴﺨﺭﻴﺔ ﻭﻫﺴﺘﻴﺭﻴﺎ ﺍﻟﻀﺤﻙ . ﺴﻴﺄﺘﻰ ﺍﻷﺠﺎﻨﺏ ﺍﻟﻰ ﻫﻨـﺎ ، ﻨﻌﺎﺸـﺭﻫﻡ ﻭﻴﻌﺎﺸـﺭﻭﻨﻨﺎ ، ﻨﺨﺎﻟﻁﻬﻡ ﻭﻴﻌﻴﺸﻭﻥ ﺒﻴﻨﻨﺎ ﻴﺄﻜﻠﻭﻥ ﻋﻴﺵ ﻭﻤﻠﺢ ﻤﻌﻨﺎ، ﻨﺄﺨﺫ ﻤـﻨﻬﻡ ﻭﻴﺄﺨﺫﻭﻥ ﻤﻨﺎ ، ﻴﺘﺯﻭﺠﻭﻥ ﺒﻨﺎ ، ﻭﻨﺘﺯﻭﺝ ﺒﻬﻡ ، ﻭﺍﻟﺒﺴﺎﻁ ﻴﺒﻘـﻰ ﺃﺤﻤﺩﻯ ، ﻭﺍﻟﺫﻯ ﻤﻌﻪ ﻴﻌﻁﻰ ﺍﻟﺫﻯ ﻟﻴﺱ ﻤﻌﻪ ، ﻭﻫﻜﺫﺍ ﻴﺘﺤﺴـﻥ ﺍﻟﺩﺨل ﻭﺍﻟﻨﺴل . ﻭﻤﺎﺫﺍ ﺃﻤﺎﻤﻨﺎ ﻏﻴﺭ ﻫﺫﺍ .. ؟ ﺃﻨﺘﻡ ﺘﻌﻠﻤـﻭﻥ ﺃﻥ ﺍﻟﺯﺭﺍﻋـﺔ ﺍﻨﺘﻬﺕ ﻓﻌﻠﻴﺎ .. ﺍﻟﺩ ﱡ ﻭﺇﻟﺯﺍﻤﻴﺔ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻡ ﻭﺍﻟﺸـﻬﺎﺩﺍﺕ ﺵ ﹰ " ﺍﻟﻔﺎﻟﺼﻭ " ﻭﺒﻨﻙ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﻜﻠﻬﺎ ﺃﺴﺒﺎﺏ ﻗﻀﺕ ﻋﻠﻰ ﻤﻬﻨـﺔ ﺍﻟﻔﻼﺤﺔ ، ﻭﺍﻟﺤﻜﻭﻤﺔ ﺘﺠﺒﺭﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺯﺭﺍﻋﺔ ﺍﻟﻘﺼﺏ ﻭﺘﺴـﺘﻭﻟﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺤﺼﻭل ﺒﺜﻤﻥ ﺒﺨﺱ ﺩﺭﺍﻫﻡ ﻤﻌﺩﻭﺩﺍﺕ ،ﻜل ﺸﻰﺀ ﺴﻌﺭﻩ ﻴﺯﻴﺩ ، ﻤﺎ ﻋﺩﺍ ﺍﻟﻘﺼﺏ ﻭﺍﻷﺭﺍﻀﻰ ﺍﻟﺯﺭﺍﻋﻴﺔ ، ﺍﻟﻔﻼﺡ ﻤـﺩﻴﻭﻥ
- 10. ﺩﺍﺌﻤﺎ ﻟﺒﻨﻙ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ، ﻨﺎﻫﻴﻙ ﻋﻥ ﺍﻟﺠﻭﺍﺴـﻴﺱ ﺍﻟـﺫﻴﻥ ﻨﺸـﺭﻭﺍ ﹰ ﺍﻟﺤﺸﺭﺓ ﺍﻟﻘﺸﺭﻴﺔ ﻓﻰ ﻏﻴﻁﺎﻥ ﺍﻟﻘﺼﺏ ..ﻤـﺎﺫﺍ ﺒﻘـﻰ ﻟﻨـﺎ ﺇﺫﻥ ﻟﻨﻘﻀﻰ ﻋﻠﻰ ﻓﻘﺭﻨﺎ ﻏﻴﺭ ﺍﻟﺴﻴﺎﺤﺔ ؟.. ﻤﻨﻁﻘﺔ ﺍﻟﻤﺯﻟﻘﺎﻥ – ﻜﻤـﺎ ﺘﺭﻭﻥ – ﻜﻠﻬﺎ ﻤﺯﺭﻭﻋﺔ ﺒﺎﻟﻘﺼﺏ ، ﻭﻫﻰ ﻤﻤﻠﻭﻜﺔ ﻜﻠﻬﺎ ﻟﻨـﺎ ، ﺍﻟﻘﺼﺏ ﻭﺍﻟﺤﻜﻭﻤﺔ ﺨ ﺒﺎ ﺒﻴﻭﺘﻨﺎ .. ﺴﻨﺤﻭﻟﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﻤﻨﻁﻘﺔ ﺴﻴﺎﺤﻴﺔ ﺭ ، ﻭﺇﻻ ﺃﺼﺒﺤﺕ ﻋﺎﺌﻠﺔ ﺍﻟﻨﺎﺌﺏ ﻤﻥ ﺃﻓﻘﺭ ﺍﻟﻌﺎﺌﻼﺕ . ﺍﻟﻨﺎﺌﺏ ﻴﻘﺘﺭﺡ ﻋﻭﺩﺓ ﺍﻟﻔﻠﻭﺹ ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ ﻟﻴﻘﻴﻡ ﺒﻴﻨﻨﺎ ، ﻭﺃﻨﺎ ﺃﻗﺘﺭﺡ ﺘﺤﻭﻴل ﻤﻨﻁﻘﺔ ﺍﻟﻤﺯﻟﻘﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﻤﻨﻁﻘﺔ ﺴـﻴﺎﺤﻴﺔ ، ﻋـﻭﺩﺓ ﺍﻟﻔﻠﻭﺹ ﻻﺸﻙ ﻓﺭﺼﺔ ﻤﺭﻴﺤﺔ ﻟﻨﺎ ، ﺴﺘﺤل ﺒﺭﻜﺘﻪ ﻓﻰ ﺤﻴﺎﺘﻨﺎ ، ﻭﺴﻴﺼﺒﺢ ﺍﻟﺨﻴﺭ ﻋﻠﻰ ﻭﺠﻪ ﺍﻷﺭﺽ ، ﻭﺴﺘﻌﻭﺩ ﺃﻴﺎﻡ ﺯﻤـﺎﻥ ، ﺒﺭﻏﺩﻫﺎ ﻭﻋﺯﻫﺎ ، .. ﺍﷲ ﻴﺭﺤﻡ ﺃﻴﺎﻡ ﺍﻟﻔﻠـﻭﺹ .. ﻟـﻭ ﻋـﺎﺩ ﺍﻟﻔﻠﻭﺹ ﻓﻜل ﻤﺸﺎﻜﻠﻨﺎ ﺴﺘﻨﺘﻬﻰ ، ﻭﺴـﻨﺘﻭﺍﺭﺙ ﻟﻭﺤـﺩﻨﺎ ﺍﻟﻌـﺯ ﻭﺍﻟﺒﻐﺩﺩﺓ .. ﻓﻰ ﺤﺎﻟﺔ ﺘﻌﺫﺭ ﻋﻭﺩﺓ ﺍﻟﻔﻠﻭﺹ - ﻻ ﺴـﻤﺢ ﺍﷲ – ﻓﻠﻴﺱ ﺃﻤﺎﻤﻨﺎ ﻏﻴﺭ ﺘﺤﻭﻴل ﻤﻨﻁﻘﺔ ﺍﻟﻤﺯﻟﻘﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﻤﻨﻁﻘﺔ ﺴـﻴﺎﺤﻴﺔ ﻭﻟﻴﻜﻥ ﻤﺎ ﻴﻜﻭﻥ . ﺒﺨﺼﻭﺹ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ ، ﻟﺴﺕ ﺃﺩﺭﻯ ﻜﻴﻑ ﺃﺒﺩﺃ ﻤﻌﻜﻡ . ﻫـل ﺃﺒﺩﺃ ﺒﺎﻟﻔﻠﻭﺹ ، ﺃﻡ ﺒﻌﻤﻰ ﺍﻟﻌﺘﻘﻰ ، ﺃﻡ ﺒﺎﻟﻌﻤﺩﺓ ﻋﺏ ﺠﺒـﺎﺭ ، ﺃﻡ ﺒﺎﻟﻨﺎﺌﺏ ؟.. ﻓﻴﻤﺎ ﺃﺭﻯ ﺃﻨﻪ ﻤﻥ ﺍﻷﻓﻀل ﺃﻥ ﺃﺒﺩﺃ ﻤﻌﻜﻡ ﺒﻨﻔﺴـﻰ .
- 11. ﻟﻜﻡ ﺃﻥ ﺘﻌﺘﺒﺭﻭﻨﻰ ﻭﺍﺤﺩﺍ ﻜﺎﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻥ ﻴﻤﻀﻰ ، ﻟﻜﻨﻪ ﻅـل . ﱠ ﹰ ﺃﺅﻜﺩ ﻟﻜﻡ ﺃﻨﻨﻰ ﻤﺨﺘﻠﻑ ﻋﻥ ﺍﻵﺨﺭﻴﻥ ﻤﻥ ﺃﻓﺭﺍﺩ ﺍﻟﻐﺎﺌﻠﺔ ، ﻋﻠـﻰ ﻨﺤﻭ ﻤﺎ، ﺭﺒﻤﺎ ﻟﻅﺭﻭﻑ ﺘﺭﺒﻴﺘﻰ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ؛ ﻓﻘﺩ ﻭﻟﺩﺘﻨﻰ ﺃﻤﻰ ﺒﻌﺩ ِ ﺴﺒﻌﺔ ﺒﻁﻭﻥ ﺇﻨﺎﺙ ،ﻭﻟﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﺃﻤﻠﻬﺎ ﺃﻥ ﺃﻋﻴﺵ ﻓﻰ ﻤـﺄﻤﻥ ﻤـﻥ ﺍﻟﺤﺴﺩ ، ﺍﺨﺘﺎﺭﺕ ﻟﻰ ﺍﺴﻡ " ﻋﻁﻴﺎﺕ " .. ﺃﻟﺒﺴﻭﻨﻰ ﺜﻴﺎﺏ ﺍﻟﺒﻨﺎﺕ ، ﻭﺨﺭﻤﻭﺍ ﻟﻰ ﺃﺫﻨﻰ ، ﻭﺃﻟﺒﺴﻭﻨﻰ ﻓﻴﻬﻤﺎ ﻗﺭﻁـﺎ ، ﻭﻟﻘﺒـﻭﻨﻰ ﺏ ﹼ "ﺍﻟﻌﺭﻭﺴﺔ "، ﻭﻫﻜﺫﺍ ﺃﻨﺎ ﺍﺴﻤﻰ ﻋﻁﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﻠﻘﺏ ﺍﻟﻌﺭﻭﺴﺔ ، ﻭﻤﺎ ﺯﺍل ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻴﻨﺎﺩﻭﻨﻨﻰ ﺍﻟﻌﺭﻭﺴﺔ ﻭﺃﺤﻴﺎﻨﺎ ﻋﻁﻴﺎﺕ . ﻟﻡ ﻴﻌﺩ ﺍﻷﻤﺭ ﻤﺜﻴﺭﺍ ﻟﺤﺴﺎﺴﻴﺘﻰ ، ﺒﻴﺩ ﺃﻨﻪ ﻤﺜﻴﺭ ﻟﻀﺤﻙ ﺍﻵﺨـﺭﻴﻥ ﺃﺤﻴﺎﻨـﺎ ، ﹰ ﹰ ﺨﺎﺼﺔ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﺃﻗﺎﺒﻠﻬﻡ ﻷﻭل ﻤﺭﺓ ،ﻭﻏﺎﻟﺒﺎ ﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﺯﻤﻼﺀ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﹰ ﻴﻠﻘﻭﻥ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻨﻜﺎﺕ ﺤﻭل ﺍﺴﻤﻰ ﻭﻟﻘﺒﻰ ، ﻜﻨﺕ ﺃﺘﺠﺎﻭﺯ ﻋﻨﻬـﺎ ﺃﺤﻴﺎﻨﺎ ، ﺃﺤﻴﺎﻨﺎ ﻜﻨﺕ ﺃﺘﻌﺎﺭﻙ . ﹰ ﹰ ﺍﻷﻤﺭ ﻟﻡ ﻴﺘﻭﻗﻑ ﻋﻨﺩ ﻤﺠﺭﺩ ﺍﻻﺴﻡ ﻭﺍﻟﻠﻘﺏ ، ﻓﻘﺩ ﺤﺠﺒﻭﻨﻰ ﻋﻥ ﺍﻟﺨﺭﻭﺝ ﻭﻋﻥ ﺍﻻﺨﺘﻼﻁ ﺒﺎﻵﺨﺭﻴﻥ ﺨﺎﺭﺝ ﺍﻟﻤﻨﺯل ، ﺒﻘﻴﺕ ﺤﺘﻰ ﺴﻥ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﺒﻴﻥ ﻨﺴﺎﺀ ﺍﻟﺩﺍﺭ ، ﺃﺨﺎﻟﻁ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻭﺍﻟﺒﻨـﺎﺕ ، ﻭﺃﺘﺴﻤﻊ ﺇﻟﻰ ﺤﻜﺎﻴﺎﻫﻥ، ﻭﺃﻁﺎﻟﻊ ﻋﺎﺩﺍﺘﻬﻥ ﻋـﻥ ﻜﺜـﺏ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺫﻟﻙ ﻤﺜﻴﺭﺍ ﻟﺤﺴﺎﺴﻴﺘﻬﻥ، ﻓﻘﺩ ﺼﺩﻗﻭﺍ ﺠﻤﻴﻌـﺎ ﺍﻟﻜﺫﺒـﺔ ، ﹰ ﹰ ﻭﺼ ﻗﻬﺎ ﻤﻌﻬﻡ ﺍﻵﺨﺭﻭﻥ ، ﻭﺇﻥ ﻜﺎﻥ ﺫﻟﻙ _ ﺭﻏـﻡ ﺭﺫﺍﻟﺘـﻪ – ﺩ
- 12. ﺃﻜﺴﺒﻨﻰ ﻓﻀﺎﺌل ﺍﻟﻌﺯﻟﺔ ﻋﻥ ﺍﻟﺭﺠﺎل ﻓﻰ ﺴﻨﻭﺍﺕ ﺤﻴﺎﺘﻰ ﺍﻷﻭﻟﻰ . ﻓﺄﻨﺘﻡ ﺘﻌﺭﻓﻭﻥ ﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﻠﻭﺍﻁ ﺍﻟﻤﻨﺘﺸﺭﺓ ﻓﻰ ﺒﻠـﺩﻨﺎ ، ﻭﺍﻟﺘـﻲ ﻻ ﻴﺭﺍﻫﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻴﺒﺎ ، ﻜﺎﻨﺕ ﺍﻟﻌﺯﻟﺔ ﻋـﻥ ﺍﻟﺭﺠـﺎل ﻭﺍﻟﺼـﺒﻴﺎﻥ ﹰ ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻰ ﻋﺯﻟﺔ ﻋﻥ ﺍﻟﻠﻭﺍﻁ ؛ ﻟﺫﻟﻙ ﻓﻰ ﺍﻟﻭﻗﺕ ﺍﻟـﺫﻯ ﻴﺤـﺏ ﺃﺒﻨﺎﺀ ﺍﻟﺒﻠﺩﺓ ﺍﻟﻠﻭﺍﻁ ﺃﺭﺍﻩ ﻋﺎﺩﺓ ﺴﻴﺌﺔ ﻤﻘﺯﺯﺓ ،ﺃﻟﻡ ﺃﻗل ﻟﻜـﻡ ﺇﻨﻨـﻰ ﺃﺨﺘﻠﻑ . ﻜﺜﻴﺭﺍ ﻤﺎ ﻓﻜﺭﺕ : ﻫل ﻨﺤﻥ ﻗﻭﻡ ﻟﻭﻁ ؟ ..ﻟﻜﻨﻨـﻰ ﻜﻨـﺕ ﹰ ﺃﺘﺭﺍﺠﻊ ﻋﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻅﻥ ، ﺤﺘﻰ ﻭﻗﻌﺕ ﺃﺨﻴﺭﺍ ﻋﻠﻰ ﺃﺴﺒﺎﺏ ﺍﻨﺘﺸﺎﺭ ﹰ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻌﺎﺩﺓ ﺍﻟﺴﻴﺌﺔ ﺒﻴﻨﻨﺎ ، ﻓﺜﻤﺔ ﺨﻠﻭﺓ ﻤﺘﺎﺤﺔ ﺒﻴﻥ ﺍﻟـﺫﻜﻭﺭ ﻓـﻰ ﻤﻘﺎﺒل ﻋﺯﻟﺔ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﻥ ..ﻫﻜﺫﺍ ﺘﺤـﺭﻡ ﺍﻟﻌـﺎﺩﺍﺕ ﺍﺨـﺘﻼﻁ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﻥ ﻭﺘﺒﻴﺢ ﺍﻟﻠﻭﺍﻁ ، ﻭﺇﻥ ﻜﺎﻨﺕ ﻋﻭﺍﻤل ﺍﻟﻁﻘـﺱ ﺍﻟﺤـﺎﺭﺓ ﻭﺭﺍﺀ ﻓﻭﺭﺓ ﺍﻟﺠﻨﺱ ﻋﻨﺩ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ، ﻟﻜﻨﻤﺎ ﺫﻟﻙ ﻻ ﻴﺒﺩﻭ ﻤﺒـﺭﺭﺍ ﹰ ﻜﺎﻓﻴﺎ ﻟﻬﺫﻩ ﺍﻟﻌﺎﺩﺓ ﺍﻟﺴﻴﺌﺔ، ﻓﺄﻏﻠﺏ ﺍﻟﻅﻥ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﻬـﺭ ﺍﻻﺠﺘﻤـﺎﻋﻰ ﹰ ﻴﻘﻑ ﺒﺸﺩﺓ ﻭﺭﺍﺀ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻌﺎﺩﺓ ، ﻓﻤﻌﻅﻡ ﺃﺒﻨﺎﺀ ﺍﻟﻁﺒﻘﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺭﻓـﺔ ﺸﺎﺫﻭﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﻨﻭﻉ ﺍﻟﺴﺎﻟﺏ ، ﻻ ﻟﺸﻰﺀ ﺇﻻ ﻻﻋﺘﺩﺍﺀ ﺍﻟﺨﺩﻡ ﻋﻠـﻰ ﻤﺨﺩﻭﻤﻴﻬﻡ ، ﻗﺩ ﻴﻜﻭﻥ ﺫﻟﻙ ﻨﻭ ﺎ ﻤﻥ ﺍﻨﺘﻘﺎﻡ ﺍﻟﻌﺒﻴﺩ ﻤﻥ ﺍﻟﺴﺎﺩﺓ ، ﻋ ﺭﺒﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﺘﻭﻯ ﺍﻷﻜﺒﺭ ﺜﻤﺔ ﺫﺍﺕ ﺼﻌﻴﺩﻴﺔ ﻤﻘﻬﻭﺭﺓ ﻭﻤﻨﺘﻬﻜﺔ ﻭﻤﺴﺘﻌﺒﺩﺓ ﻋﻠﻰ ﻤﺩﻯ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ ﻜﻡ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺒﺎﻟﻨﻔﻰ ، ﻭﺍﻻﺴﺘﻌﺒﺎﺩ ، ﺤ
- 13. ﻭﺇﻥ ﺸﺌﻨﺎ ﺍﻟﻌﺒﻭﺩﻴﺔ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﺘﻰ ﻭﻀـﻌﺘﻬﺎ ﻋﻠـﻰ ﻤـﺩﻯ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ ﻓﻰ ﻤﺭﺘﺒﺔ ﺍﻟﺨﺩﻡ ﻭﺍﻟﻤﺴـﺘﺨﺩﻤﻴﻥ ﻭﺍﻟﻔﻼﺤـﻴﻥ ، ﺇﻨﻬـﺎ ﺍﻟﺫﻭﺍﺕ ﺍﻟﻤﻨﺘﻬﻜﺔ ﺘﻤﺎﺭﺱ ﺭﺩﺓ ﺍﻟﻔﻌل ، ﺘﺴﻌﻰ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﻌﻭﻴﺽ ﺇﺫ ﺘﻤﺎﺭﺱ ﺍﻨﺘﻬﺎﻙ ﺍﻵﺨﺭﻴﻥ ، ﻟﻜﺄﻨﻨﺎ ﺠﻤﻴﻌﺎ ﻨﺘﺯﺍﺤﻡ ﻓـﻰ ﺴـﺎﺤﺔ ﹰ ﻜﺒﻴﺭﺓ ، ﻭﻜل ﻭﺍﺤﺩ ﻤﻨﺎ ﻴﻠﺴﻊ ﺍﻵﺨﺭ ﻋﻠﻰ ﻗﻔﺎﻩ ﻗﺎﺌﻼ : " ﺇﻨـﺕ ﹰ ﺍﻟﻠﻰ ﻗﺘﻠﺕ ﺒﺒﺎﻯ " !. ﻻ ﺃﻨﻜﺭ ﻋﻠﻴﻜﻡ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻤﺩﺓ ﻋﺏ ﺠﺒـﺎﺭ ﻭﻋﻤـﻰ ﺍﻟﻌﺘﻘـﻰ ﻭﺍﻟﻨﺎﺌﺏ ﻭﻜل ﺍﻟﻤﺤﻴﻁﻴﻥ ﺒﻜﻡ ﻴﺤﺒﻭﻥ ﺍﻟﻠـﻭﺍﻁ ، ﻭﻗـﺩ ﺒـﺩﺃﺕ ﻤﺤﺎﻭﻻﺘﻬﻡ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﻤﺒﻜﺭﺓ ﻤﻊ ﺍﻟﺫﻜﻭﺭ ، ﻭﻟﻌل ﺍﻟﻔﻠﻭﺹ ﻨﻔﺴﻪ - ﻜﻤﺎ ﺴﺘﻌﻠﻤﻭﻥ – ﻜﺎﻥ ﻜﺎﻟﻤﺯﻟﻘﺎﻥ ﻴﺘﻼﻗﻭﻥ ﻋﻨﺩﻩ ﻭﻴﻔﺘﺭﻗﻭﻥ ، ﻟﻘﺩ ﻜﺎﻥ ﻭﻟﺩﺍ ﻋﻔﻴﺎ ﺃﺒﻴﺽ ،ﻀﺎﺭ ﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﻤﺭﺓ ﻭﺴـﻁ ﺃﺠﺴـﺎﺩ ﺒ ﹰ ﹰ ﺴﻭﺩﺍﺀ ﻜﺎﻟﺤﺔ ﺨﺸﻨﺔ . ﺍﻟﻔﻀﻴﻠﺔ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ﻟﻠﻌﺯﻟﺔ ﺃﻨﻨﻲ ﺍﻜﺘﺴﺒﺕ ﻤﻥ ﺍﻟﻨﺴـﺎﺀ ﺤـﺏ ﺍﻟﻘﺼﺹ ﻭﺍﻟﺤﻜﺎﻴﺎ ، ﻭﺍﻻﺴﺘﻤﺎﻉ ﺒﺸﻐﻑ ﺇﻟﻰ ﻤﺎ ﻴﺤﻜﻭﻥ، ﺭﺒﻤـﺎ ﻟﻬﺫﺍ ﻋﻨﺩﻤﺎ ﺨﺭﺠﺕ ﺇﻟﻰ ﻋﺎﻟﻡ ﺍﻟﺭﺠﺎل ،ﻭﻜﺎﻨﺕ ﺍﻟﺨﻁﺎ ﺘﻤﺘﺩ ﺒـﻲ ﺇﻟﻰ ﺩﻭﺍﺭ ﺍﻟﻌﻤﺩﺓ ، ﻜﻨﺕ ﺃﺠﻠﺱ ﻤﺴﺘﻤﻌﺎ ﺒﺎﺴﺘﻤﺘﺎﻉ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﻜﺎﻴـﺎ ﹰ ﺍﻟﻤﺴﺒﻭﻜﺔ ﺍﻟﺘﻰ ﺘﺤﺭﺝ ﻤﻥ ﺃﻓﻭﺍﻩ ﺍﻟﻌﻤﺩﺓ ﻭﻀﻴﻭﻓﻪ ﻁﻭﺍل ﺍﻟﻠﻴل ، ﻴﺸﺭﺒﻭﻥ ﺍﻟﺸﺎﻯ ، ﻭﻴﺤﻜﻭﻥ ﺘﺠـﺎﺭﺒﻬﻡ ﻭﺘﺠـﺎﺭﺏ ﺍﻵﺨـﺭﻴﻥ
- 14. ﻤﻤﺯﻭﺠﺔ ﺒﺎﻷﺴﺎﻁﻴﺭ ﻭﺍﻟﻤﺒﺎﻟﻐﺎﺕ ، ﻨﻭﻉ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﺴﻠﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺘﻌـﺔ ، ﻭﺇﻥ ﻜﺎﻨﺕ ﻻ ﺘﺨﻠﻭ ﻤﻥ ﺍﻟ ِﺒﺭﺓ ﻭﻤﻔﺎﺭﻗﺎﺕ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ، ﻟﻜﻨﻤﺎ ﺍﻷﻜﺜﺭ ﻌ ﺘﺸﻭﻴﻘﺎ ﻭﻤﺘﻌﺔ ﻤﻥ ﻫﺫﺍ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻭﺍﻗﻌﺎﺕ ﺍﻟﺤ ﺔ ﺍﻟﺘﻰ ﻜﺎﻨﺕ ﺘﺘﺠﺴـﺩ ﻴ ﹰ ﺃﻤﺎﻤﻰ ﻓﻰ ﻜل ﻤﺸﻜﻠﺔ ﺒﻴﻥ ﺨﺼﻤﻴﻥ ﺘﻌﺭﺽ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻤـﺩﺓ ، ﻭ ﻤﺎ ﺃﻜﺜﺭ ﺍﻟﻤﺸﺎﻜل ، ﻭﻤﺎ ﺃﻜﺜﺭ ﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﻴﻌـﺭﺽ ﻤﻨﻬـﺎ ﻋﻠـﻰ ﺍﻟﻌﻤﺩﺓ. ﺒﺎﻟﻁﺒﻊ ﺴﺘﺴﺄﻟﻭﻨﻨﻰ ﻋﻥ ﺃﻏﺭﺏ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻭﺍﻗﻌﺎﺕ ، ﺃﻋـﺭﻑ ﺃﻨﻜﻡ ﺴﺘﺴﺄﻟﻭﻥ ، ﻟﻜﻨﻨﻰ ﻟﻥ ﺃﺩﻉ ﻟﻜﻡ ﻓﺭﺼﺔ ﻟﺴﺅﺍل ، ﻗﺩ ﺘﻘﻭﻟﻭﻥ ﻤﺴﺘﺒﺩ .. ﻋﻠﻰ ﺃﻴﺔ ﺤﺎﻟﺔ ﻓﻘﺩ ﻗﻠﺕ ﻟﻜﻡ ﺇﻨﻨﻰ ﺒﺩﺃﺕ ﺤﻴﺎﺘﻰ ﻤﺴﺘﻤ ﺎ ﻌ ﻻ ﻤﺤﺎﻭ ﺍ ﺃﻭ ﻤﻨﺎﻗ ﹰﺎ ، ﻭﻋﻨﺩﻤﺎ ﺩﺨﻠﻨﺎ ﺍﻟﻤﺩﺍﺭﺱ ﻜﺎﻨﺕ ﻁﺭﻴﻘـﺔ ﺸ ﺭ ﺘﻌﻠﻴﻤﻨﺎ ﺘﻠﻘﻴﻨﻴﺔ ، ﺤﺘﻰ ﺃﺼﺒﻨﺎ ﺒﺎﻟﺒﻜﻡ ، ﺠﻴﻠﻨﺎ ﻜﻠﻪ ﻜﺎﻥ ﺃﺒﻜ ـﺎ ، ﻤ ﻜﻨﺎ ﻨﺘﻠﻘﻰ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﺎﺕ ﻤﻥ ﺍﻟﻜﺒﺎﺭ ، ﻜﻤﺎ ﻨﺘﻠﻘﻰ ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤـﺎﺕ ﻋـﻥ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ، ﻋﻥ ﻤﺒﺎﺩﺉ ﺍﻟﺜﻭﺭﺓ ، ﻋﻥ ﺍﻻﺸﺘﺭﺍﻜﻴﺔ ..ﻤﺴﺎﻭﺉ ﺍﻟﺤﻜﻡ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻰ .. ﻤﺴﺎﻭﺉ ﺍﻻﺤﺘﻼل ..ﺍﻟﻀﺒﺎﻁ ﺍﻷﺤـﺭﺍﺭ .. ﺍﻟﻤﻠـﻙ ﺍﻟﻔﺎﺴﺩ .. ﺍﻟﻘﻭﻤﻴﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ..ﻭﻜﻨﺎ ﻨﺤﻔﻅ ..ﻨﺤﻔﻅ ..ﻨﺤﻔﻅ ، ﻭﻟﻡ ﻨﻜﻥ ﻨﺠﺭﺅ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﺅﺍل ، ﺤﺘﻰ ﻨﻨﺴﻰ ﻤﺎ ﺤﻔﻅﻨﺎ، ﻜﺄﻥ ﺍﻟـﺭﺃﻯ ﺠﺭﻴﻤﺔ ، ﺃﻭ ﺭﺒﻤﺎ ﻫﻭ ﻜﺫﻟﻙ ، ﻓﻌﺩﺩ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﺴﺠﻨﻭﺍ ﻤـﻥ ﺃﺠـل ﺭﺃﻴﻬﻡ ﺒﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻫﻡ ﻤﺠﺭﻤﻴﻥ ﻤﻨﺫ ﺍﻟﺜﻭﺭﺓ ﻭﺤﺘﻰ ﻭﻗﺘﻨﺎ ﻫﺫﺍ ﺃﻜﺜـﺭ
- 15. ﻤﻥ ﻋﺸﺭﺓ ﺃﻤﺜﺎل ﺍﻟﺫﻴﻥ ﺴﺠﻨﻭﺍ ﻓﻰ ﻗﻀﺎﻴﺎ ﺍﻟﺠﻨﺎﻴﺎﺕ ﺍﻷﺨﺭﻯ ، ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺠﺎﺀ ﺍﻟﻭﻗﺕ ﺍﻟﺫﻯ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﺤل ﻓﻴﻪ ﻫﻭ ﺘﻤﻴﻊ ﻓﻜﺭ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ، ﺤﺘﻰ ﻻ ﻴﻜﻭﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺭﺃﻯ ﻭﻻ ﺯﻓﺕ .. ﻋﻤﻰ ﺍﻟﻌﻤﺩﺓ ﺃﺘﻰ ﻟﻨـﺎ ﺒﺨﻁﻴﺏ ﻨﺠﺘﻤﻊ ﺇﻟﻴﻪ ﻜل ﻴﻭﻡ ﺒﻌﺩ ﺍﻟﻌﺼﺭ ؛ ﻟﻴﺤﻔﻅﻨﺎ ﺍﻟﻘـﺭﺁﻥ ، ﻭﻟﻡ ﻴﺸﺄ ﺃﻥ ﻴﺄﺘﻰ ﻟﻨﺎ ﺒﺨﻁﻴﺏ ﺁﺨﺭ ﻴﻔﺴﺭ ﻟﻨﺎ ﻤﺎ ﻨﺤﻔـﻅ ، ﻜﻨـﺎ ﺫﺍﻜﺭﺓ ﻭﺤﺴﺏ ، ﻭﺇﻥ ﻜﻨﺎ ﻤﻠﻠﻨﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﺤﻔﻅ ، ﻭﻤﻥ ﺜﻡ ﻨﺴﻴﻨﺎ ﻤـﺎ ﺤﻔﻅﻨﺎ . ﺭﺒﻤﺎ ﺃﻨﻜﻡ ﺘﻭﺩﻭﻥ ﺍﻷﺴﺌﻠﺔ ، ﺇﻥ ﺃﺸﺩ ﻤـﺎ ﻴﻀـﺎﻴﻘﻨﻰ ﺃﻥ ﻴﺴﺄﻟﻥ ﺃﺤﺩ ، ﻭﺃﺸﺩ ﻤﻥ ﺫﻟﻙ ﻤﻀـﺎﻴﻘﺔ ﺃﻥ ﻴﻠﺯﻤﻨـﻰ ﺍﻟﺴـﺎﺌل ﺒﺎﻹﺠﺎﺒﺔ .. ﻋﻠﻰ ﺃﻴﺔ ﺤﺎﻟﺔ ﺇﻥ ﻜل ﻤﺎ َﻴ ِـﻥ ﻓﻰ ﺭﺅﻭﺴﻜﻡ ﻤﻥ ﻌ ﺃﺴﺌﻠﺔ ﺭﺒﻤﺎ ﺴﺘﺠﺩﻭﻥ ﺇﺠﺎﺒﺘﻬﺎ ﻓﻰ ﺠﺯﺌﻴﺔ ﺃﺨﺭﻯ ، ﺭﺒﻤـﺎ ﻟﻬـﺫﺍ ﺃﺩﻋﻭﻜﻡ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﺼﺒﺭ، ﻭﻋﺩﻡ ﺍﻻﺴﺘﻌﺠﺎل ، ﻭﺍﻟﻜﻑ ﻋﻥ ﺍﻷﺴﺌﻠﺔ ﹼ ، ﻗﺩ ﻴﻜﻭﻥ ﺫﻟﻙ ﻟﻭﻥ ﻤﻥ ﺍﻻﺴﺘﺒﺩﺍﺩ ﺍﻟﺫﻯ ﺘﻌﻭﺩﻨﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻗﺩ ﻴﻜﻭﻥ ﻨﻭ ﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﻐﺸﻡ ﺍﻟﺫﻯ ﻫﻭ ﺠﺯﺀ ﻤﻥ ﻁﺒﺎﻋﻨﺎ ﻭﺘﺭﺒﻴﻨﺎ ﻋﻠﻴـﻪ . ﻭ ﻋ ﺍﺴﺘﺄﺫﻨﻜﻡ ﺍﻵﻥ ﻓﻰ ﺴﻔﺔ ﻨﺸﻭﻕ ، ﺒﺎﻟﻀﺭﻭﺭﺓ ﻜﺎﻥ ﻜﻴﻔﻰ ﻤﺨﺘﻠ ﹰﺎ ، ﻔ ﻟﻡ ﺃﺩﺨﻥ ﻓﻰ ﺤﻴﺎﺘﻰ ﺍﻟﺸﻴﺸﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺴﺠﺎﺌﺭ، ﻭﺇﻨﻤﺎ ﺍﻜﺘﺴﺒﺕ ﻋـﺎﺩﺓ ﺘﻌﺎﻁﻰ ﺍﻟﻨﺸﻭﻕ ﻤﻥ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ، ﺠﻤﻴﻊ ﻨﺴﺎﺀ ﺍﻟـﺩﺍﺭ ، ﻤـﺎ ﻋـﺩﺍ ﺍﻟﻤﺘﺯﻭﺠﺎﺕ ﺤﺩﻴ ﹰﺎ، ﻜﻥ ﻴﺘﻌﺎﻁﻴﻥ ﺍﻟﻨﺸﻭﻕ . ﺜ
- 16. ﻟﻘﺩ ﻻﺤﻅ ﺍﻟﻤﺭﺤﻭﻡ ﻭﺍﻟﺩﻯ ﺃﻥ ﺴﻠﻭﻜﻴﺎﺘﻰ ﺠﻤﻴﻌﻬﺎ ﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻋﻥ ﺴﻠﻭﻙ ﺍﻟﺼﺒﻴﺔ ﺍﻟﺫﻜﻭﺭ؛ ﻓﺎﺘﻔﻕ ﻤﻊ ﻭﺍﻟـﺩﺘﻰ ﻋﻠـﻰ ﻜﺴـﺭ ﺍﻟﻌﺯﻟﺔ ﻭﺍﻟﺨﺭﻭﺝ ﺒﻰ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺩﻨﻴﺎ ..ﺇﻟﻰ ﻋﺎﻟﻡ ﺍﻟﺫﻜﻭﺭ ؛ ﻓﺴـﺤﺒﻨﻰ ﻤﻥ ﻴﺩﻯ ﺫﺍﺕ ﻴﻭﻡ ﻭﺫﻫﺏ ﺒﻰ ﺇﻟﻰ ﺃﺭﺽ ﺍﻟﺴﻭﻕ ﺍﻟﻘﺩﻴﻡ . ﻜـﺎﻥ ﻭﻗﺕ ﺍﻟﻌﺼﺭ، ﻭﻜﺎﻥ ﻜل ﺼﺒﻴﺎﻥ ﺍﻟﺒﻠﺩ ﻤﺠﺘﻤﻌﻴﻥ ﺤـﻭل ﻤﺭﺒـﻊ ﻜﺒﻴﺭ ، ﻭﺜﻤﺔ ﻤﺠﻤﻭﻋﺔ ﻤﻨﻬﻡ ﺒﺩﺃﺕ ﺘﻘﺴﻡ ﺘﻘﺴﻴﻤﺔ ﻤﺒـﺎﺭﺍﺓ ﻜـﺭﺓ ﺸﺭﺍﺏ .. ﻏﺭﺏ ﺍﻟﺒﻠﺩ ﻋﻠﻰ ﺸﺭﻕ ﺍﻟﺒﻠﺩ .. ﻗـﺎل ﻭﺍﻟـﺩﻯ ﻭﻗـﺩ ﺩﻓﻌﻨﻰ ﺇﻟﻰ ﻭﺴﻁ ﺍﻟﻤﺠﻤﻭﻋﺔ : " ﻻﻋﺒﻭﻩ ﻤﻌﺎﻜﻡ " .. ﻨﻅﺭ ﺇﻟـﻰ ﺒﻌﺽ ﺃﻗﺎﺭﺒﻰ ﻭﻗﺎﻟﻭﺍ : " ﺍﻟﻌﺭﻭﺴﺔ ﻴﻠﻌﺏ " ﻭﻗﺎل ﺁﺨـﺭﻭﻥ : " ﺍﻟﻌﺭﻭﺴﺔ ﻤﺎ ﻴﻠﻌﺒﺵ " ﺤﺩﺙ ﺨﻼﻑ ﺒﺴﻴﻁ ﻓ ﻪ ﻭﺍﻟـﺩﻯ ﺒـﺄﻥ ﻀ ﻭﻋﺩﻫﻡ ﺒﺄﻨﻪ ﺴﻴﺸﺘﺭﻯ ﻜﺭﺓ ﺠﻠﺩ ﻟﻠﻤﺠﻤﻭﻋﺔ ﻟﻭ ﺃﺸﺭﻜﻭﻨﻰ ﻤﻌﻬﻡ ﹶ ٍ ﻓﻰ ﺍﻟﻠﻌﺏ ، ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻌﺭﺽ ﻤﻐﺭﻴﺎ ، ﻭﻤﻥ ﺜﻡ ﻗﺎﻟﻭﺍ : " ﺍﻟﻌﺭﻭﺴﺔ ﹰ ﺤﺎﺭﺱ ﻤﺭﻤﻰ " .. ﻜﺎﻨﺕ ﻤﺒﺎﺭﺍﺓ ﻏﺭﻴﺒﺔ ، ﺩﺨل ﻓﻴﻨـﺎ ﺤـﻭﺍﻟﻰ ﺨﻤﺴﻭﻥ ﻫﺩ ﹰﺎ .. ﺤﻘﻴﻘﺔ ﻟﻡ ﺃﻜﻥ ﻤﻌﻨ ﺎ ﺒﺭﻤﻰ ﺠﺴﺩﻯ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﺭﺓ ﻴ ﻓ ، ﺃﻭ ﺤﺘﻰ ﻤﺤﺎﻭﻟﺔ ﻤﺴﻜﻬﺎ ، ﺒل ﻜﻨﺕ ﺃﺘﺴﺎﺀل ﺒﻴﻨﻰ ﻭﺒﻴﻥ ﻨﻔﺴﻰ : ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻴﺠﺭﻯ ﻫﺅﻻﺀ ﺍﻟﺼﺒﻴﺔ ﻭﺭﺍﺀ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺠـﻭﺭﺏ ﺍﻟﻤﺤﺸـﻭ ﺒﺎﻟﻘﻁﻥ ؟! .
- 17. ﻓﻰ ﺍﻟﻴﻭﻡ ﺍﻟﺘﺎﻟﻰ ﺍﺭﺘﺩﻯ ﻭﺍﻟﺩﻯ ﺠﻠﺒﺎﺒﻪ ﺍﻟﺼﻭﻑ ، ﻭﻏـﺎﺏ ﻋﻥ ﺍﻟﺒﻠﺩ ﻨﻬﺎﺭﺍ ﻜﺎﻤﻼ ً ، ﻭﻋﺎﺩ ﺒﻌﺩ ﺍﻟﻤﻐﺭﺏ ﺤﺎﻤﻼ ﻜﺭﺓ ﺠﻠـﺩ ٍ ﹰ ﹰ ﻜﺒﻴﺭﺓ ، ﺭﻤﺎﻫﺎ ﻓﻰ ﺼﺤﻥ ﺍﻟـﺩﺍﺭ؛ ﻓﻨﻁـﺕ ﺜـﻼﺙ ﻨﻁـﺎﺕ ، ﻭﺍﺴﺘﻘﺭﺕ ﺃﺨﻴﺭﺍ ﺒﺠﻭﺍﺭ ﺍﻟﺒﻼﻟﻴﺹ ، ﺘﺠﻤﻊ ﻨﺴﺎﺀ ﺍﻟﺩﺍﺭ ﻭﺍﻟﻌﻴﺎل ﹰ ﻭﻅﻠﻭﺍ ﺍﻟﻠﻴل ﺒﻁﻭﻟﻪ ﻴﺘﻔﺭﺠﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﺭﺓ ﻭﻴﻨﻁﻁﻭﻨﻬﺎ ﺤـﻭﻟﻬﻡ ﻭﻫﻡ ﻴﺘﻨﺩﺭﻭﻥ ﻤﻥ ﺍﺒﻥ ﺁﺩﻡ ﺍﻟﺫﻯ ﻴﺼﻨﻊ ﺍﻟﻤﻌﺠﺯﺍﺕ ، ﻭﺘﺴﺎﺀﻟﻭﺍ ﻋﻥ ﺠﻠﺩ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻜﺭﺓ .. ﻗﺎل ﺃﺒﻰ ﺇﻨﻪ ﺠﻠﺩ ﺜﻌﻠﺏ ، ﻭﻗﺎﻟﺕ ﺃﻤـﻰ ﺠﻠﺩ ﺃﺭﻨﺏ ، ﻭﻗﺎﻟﻭﺍ ، ﻭﻗﺎﻟﻭﺍ ... ﻭﻤﻥ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﺃﻜـﻭﻥ ﻤﻌﻨﻴـﺎ ﺒﻠﻤﺱ ﺍﻟﻜﺭﺓ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻜﺔ ﻓﻰ ﺍﻟﺤﻭﺍﺭ ﺤﻭﻟﻬﺎ . ﻟ ﺎ ﺃﺨﺫﻨﻰ ﺃﺒﻰ ﻤﻥ ﻴﺩﻯ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻠﻌﺏ ﻓﻰ ﻋﺼـﺭ ﺍﻟﻴـﻭﻡ ﻤ ﺍﻟﺘﺎﻟﻰ ، ﻭﺭﻤﻰ ﺍﻟﻜﺭﺓ ﻓﻰ ﺍﻟﻤﻠﻌﺏ ، ﻗﺎل : ﺸﺭﻁﻰ ﺍﻟﻭﺤﻴﺩ ﻜﻰ ﺘﻠﻌﺒﻭﺍ ﺒﻬﺎ ﺃﻥ ﺘﻼﻋﺒﻭﺍ ﺍﺒﻨﻰ ﻤﻌﻜﻡ ﻓﻰ ﻜـل ﻤـﺭﺓ . ﻭﻫﻜـﺫﺍ ﻭﺠﺩﺕ ﻨﻔﺴﻰ ﻻﻋﺏ ﻜﺭﺓ .. ﻋﻀﻭﺍ ﹰ ﺃﺴﺎﺴﻴﺎ ﺒﺎﻟﻔﺭﻴﻕ .. ﻤﺭﺓ ﺤﺎﺭﺱ ﻤﺭﻤﻰ ، ﻭﻤﺭﺓ ﻓﻰ ﺨـﻁ ﹰ ﺍﻟﻭﺴﻁ ، ﻭﻤﺭﺓ ﻓﻰ ﺨﻁ ﺍﻟﺩﻓﺎﻉ .. ﺃﺘﺫﻜﺭ ﺃﻨﻨﻰ ﺍﺸـﺘﺭﻜﺕ ﻓـﻰ ﺤﻭﺍﻟﻰ ﻋﺸﺭ ﻤﺒﺎﺭﻴﺎﺕ ، ﻜﻨﺕ ﻓﻰ ﺍﻟﻤﺒﺎﺭﻴﺎﺕ ﺍﻟﻌﺸـﺭ ﺃﺠـﺭﻯ ﻭﺭﺍﺀ ﺍﻟﻜﺭﺓ ﻤﺜل ﺍﻵﺨﺭﻴﻥ ، ﺒﻴﺩ ﺃﻨﻰ ﻻ ﺃﺘﺫﻜﺭ ﺃﻨﻨﻰ ﻟﻤﺴﺘﻬﺎ ﻤﺭﺓ ﻭﺍﺤﺩﺓ ، ﺒﻌﺩﻫﺎ ﺘﺄﻜﺩﺕ ﺃﻨﻨﻰ ﺃﺠﺭﻯ ﻭﺭﺍﺀ ﻭﻫﻡ ﺍﺴﻤﻪ ﺍﻟﻜـﺭﺓ ،
- 18. ﻭﺃﻨﻨﻰ ﺒﺤﺎﻟﺘﻰ ﻫﺫﻩ ﻴﺠﺏ ﺃﻥ ﺃﻋﺘﺯل .. ﺒﺎﻟﻔﻌل ﺍﻋﺘﺯﻟﺕ ﻗﺒل ﺃﻥ ﺃﻟﻤﺱ ﺍﻟﻜﺭﺓ . ﻟ ﺎ ﺭﺁﻨﻰ ﺃﺒﻰ ﻤﺤﺠﻡ ﻋﻥ ﺍﻟﻠﻌﺏ ﻤﺴﻜﻨﻰ ﻤﻥ ﻴﺩﻯ ﻭﺭﻓﻌﻨﻰ ﻤ " ﻏـﻭﺭ ﻋﺎﻟ ﺎ ، ﻭﺭﻤﺎﻨﻰ ﺒﻀﺠﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ ﻗﺎﺌــﻼ : ﹰ ﻴ ﺍﻟﻌﺏ ﻓﻰ ﺍﻟﻁﻴﻥ " ..ﺒﺎﻟﻔﻌل ﻟﻌﺒﺕ ﻓﻰ ﺍﻟﻁﻴﻥ ، ﻜﻨﺕ ﺃﺫﻫﺏ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻐﻴﻁ ﺃﻟﻌﺏ ﻓﻰ ﺍﻟﻁﻴﻥ ﻭﺍﺴﺘﺤﻡ ﻓﻰ ﺍﻟﺘﺭﻋﺔ ، ﺍﺴـﺘﻤﺭﺕ ﻫـﺫﻩ ﺍﻟﻌﺎﺩﺓ ﻤﻼﺯﻤﺔ ﻟﻰ ﺤﺘﻰ ﺒﻌﺩ ﺩﺨﻭﻟﻰ ﺍﻟﻤﺩﺭﺴﺔ .. ﻜﻨﺕ ﺼـﺩﻴ ﹰﺎ ﻘ ﻻﺒﻥ ﻋﻤﻰ ﺍﻟﻨﺎﺌﺏ ﻤﻨﺫ ﺩﺨﻠﻨﺎ ﺍﻟﻤﺩﺭﺴﺔ ﺴﻭ ﺎ ، ﺸﻌﺭﺕ ﺃﻨﻪ ﺃﺨﻰ ﻴ ﺍﻟﺫﻯ ﻟﻡ ﺘﻠﺩﻩ ﺃﻤﻰ ﺭﻏﻡ ﺍﺨﺘﻼﻓﻨﺎ ﻓﻰ ﻜﺜﻴﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﻁﺒﺎﻉ ، ﻓﻠﻡ ﺃﻜﻥ ﺃﺤﺏ ﺍﻟﻠﻭﺍﻁ ، ﻭﻟﻡ ﺃﻜﻥ ﻜﺜﻴﺭ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻤﺜﻠﻪ ، ﻭﻟﻡ ﺃﻜـﻥ ﺃﺒـﺎﻫﻰ ﺒﺫﻜﺎﺌﻰ ﻤﺜﻠﻪ ، ﻜﻨﺎ ﻨﺠﺘﻤﻊ ﻓﻰ ﺍﻟﻤﻨﺩﺭﺓ ﻟﻼﺴﺘﺫﻜﺎﺭ ﻤﺴﺎﺀ ، ﺇﻟـﻰ ﺃﻥ ﻴﺄﺘﻰ ﻋﻤﻰ " ﺍﻟﻌﺘﻘﻰ " ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺯﻟﻘﺎﻥ ، ﻴﺘﻔﺤﺼﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﻀﻭﺀ ﻤﺼﺎﺒﻴﺢ ﺍﻟﻜﻴﺭﻭﺴﻴﻥ ﺍﻟﺫﻯ ﻴﺘﻴﺢ ﺭﺅﻴﺘﻨﺎ ﻓﻰ ﻫﻴﺌـﺔ ﺍﻷﺸـﺒﺎﺡ ، ﻴﺤﻴﻴﻨﺎ : ﻤﺭﺤﺒﺎ ﻴﺎ ﺩﻜﺘﻭﺭ .. ﺃﻫل ﻴﺎ ﻅﺎﺒﻁ .. ﻋﺎﻤل ﺁﻴـﻪ ﻴـﺎ ﻤﻬﻨﺩﺱ ، ﺜﻡ ﻴﺭﻓﻊ ﻴﺩﻩ ﻓﻭﻕ ﺭﺃﺴﻪ ﻭﻫﻭ ﻴﻠﺘﻔﺕ ﺇﻟﻰ ﺍﺒﻨﻪ ﻗﺎﺌﻼ : ﹰ ﺃﻫﻼ ﺒﺎﻟﻨﺎﺌﺏ . ﻟﻜﺄﻨﻪ ﻜﺎﻥ ﻴﺘﻨﺒﺄ ﻤﺒﻜ ﺍ ﺃﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻭﻟـﺩ ﺍﻟﻔﻬﻠـﻭﻯ ﺭ ﺴﻠﻴﻡ ﺴﻴﻔﻌل ﺍﻟﻤﻌﺠﺯﺓ ، ﻭﻴﺤﻘﻕ ﺍﻷﻤل ﺍﻟﻜﺒﻴﺭ ﻷﺒﻴﻪ .
- 19. ﺍﻜﺘﺸﻔﻨﺎ ﻓﺠﺄﺓ ﺃﻨﺎ ﻭﻫﻭ ﺃﻨﻨﺎ ﺃﻋﻀﺎﺀ ﻓﻰ ﺍﻻﺘﺤﺎﺩ ﺍﻻﺸﺘﺭﺍﻜﻰ . ﻗﺎل ﺍﻟﻌﻤﺩﺓ : " ﺴﻠﻴﻡ ﺍﺒﻥ ﺍﻟﻌﺘﻘﻰ ﻭﻟﺩ ﻫﻭ ﺠﻰ، ﻭﻜﻠﻤﻨﺠـﻰ ، ﺴ ﻭﺃﻭﻨﻁﺠﻰ ، ﻭﺤﻠﻨﺠﻰ ، ﻭﺍﺒﻥ ﻜﻠـﺏ .. ﻭﻻﺯﻡ ﻨﺩﺭﺒـﻪ ﻋﻠـﻰ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻓﻰ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﺔ " ﻭﻗﺎل : " ﺍﻟﻌﺭﻭﺴﺔ ﺨﺎﻴﺏ ﻤﺘﻌﻭﺱ ﻴﻨﻔـﻊ ﻴﺼﻘﻑ " . ﺤﻘﻴﻘﺔ ﻜﻨﺎ ﻨﺸﺎﺭﻙ ﻓﻰ ﻤـﺅﺘﻤﺭﺍﺕ ﻴﻨﻅﻤﻬـﺎ ﺍﻟﻤﺴـﺌﻭﻟﻴﻥ ﺒﺎﻻﺘﺤﺎﺩ ﺍﻻﺸﺘﺭﺍﻜﻰ ﻤﺭﺓ ﻓﻰ ﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻅﺔ ، ﻭﻤﺭﺓ ﻓﻰ ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ ، ﻭﻤﺭﺓ ﻓﻰ ﺍﻹﺴﻜﻨﺩﺭﻴﺔ ، ﻜﻨﺎ ﻨﻠﺘﻘﻰ ﻤﻊ ﺃﺸﺨﺎﺹ ﻤﻌﺠﺒﻭﻥ ﺒﺄﻓﻜﺎﺭ ﻤﻌﻴﻨﺔ ﻴﻨﻘﻠﻭﻨﻬﺎ ﺇﻟﻴﻨﺎ ، ﺒﻌﻀﻬﻡ ﺴﺎﺴﺔ ﻤﺤﺘﺭﻓﻭﻥ ، ﻭﻜﺜﻴﺭ ﻤـﻨﻬﻡ ﻜﺎﻥ ﻜﺎﻟﻘﻤل ﺍﻟﺫﻯ ﻻ ﺒﺩ ﺃﻥ ﻴﺭﻋﻰ ﻓﻰ ﻭﺴﻁ ﻨﺘﻥ .. ﻜﻨﺕ ﺃﺠﻠﺱ ﻓﻰ ﺍﻟﺨﻠﻑ، ﻭﻜﺎﻥ ﺍﺒﻥ ﻋﻤﻰ ﺴﻠﻴﻡ ﻴﺠﻠﺱ ﻓﻰ ﺍﻟﻭﺴـﻁ ، ﻜﻨـﺕ ﺃﻓﺎﺠﺄ ﺒﻪ ﻴﻘﻑ ﻓﺠﺄﺓ ﻓﻰ ﻤﻨﺘﺼﻑ ﺍﻟﺨﻁﺒـﺔ ﻟﻴﻬﺘـﻑ ، ﻭﻜﻨـﺕ ﺃﺼﻔﻕ ﻓﻰ ﺍﻟﺨﻠﻑ . ﻜﺎﻨﺕ ﺘﺼﻠﻨﻰ ﻜﻠﻤﺎﺕ ﻜﺜﻴﺭﺓ ﻤﻥ ﻋﻴﻨﺔ : ﺇﺯﺍﻟـﺔ ﺍﻟﻔـﻭﺍﺭﻕ ﺍﻟﻁﺒﻘﻴﺔ .. ﻗﻭﻯ ﺍﻟﺸﻌﺏ ﺍﻟﻌﺎﻤﻠﺔ .. ﺍﻟﻁﺒﻘﺎﺕ ﺍﻟﻜﺎﺩﺤﺔ .. ﺍﻟﻘﻭﻤﻴﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ .. ﺍﻻﺴﺘﻌﻤﺎﺭ ﻭﺃﻋﻭﺍﻨﻪ .. ﺍﻟﺠﻤﺎﻫﻴﺭ .. ﺍﻟﻘﻁﺎﻉ ﺍﻟﻌﺎﻡ .. ﺍﻻﺸﺘﺭﺍﻜﻴﺔ .. ﺍﻹﻤﺒﺭﻴﺎﻟﻴﺔ .. ﺍﻹﺼﻼﺡ ﺍﻟﺯﺭﺍﻋﻰ .... ﺍﻟـﺦ . ﻭﺜﻤﺔ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﺸﻌﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺒﺭﺍﻗﺔ : ﻴـﺩ ﺘﺒﻨـﻰ ، ﻭﻴـﺩ ﺘﺤﻤـل
- 20. ﺍﻟﺴـﻼﺡ .. ﺍﻟﻌﻤل ﺤﻕ، ﺍﻟﻌﻤل ﻭﺍﺠﺏ ، ﺍﻟﻌﻤـل ﺸـﺭﻑ .. ﻨﻤﻭﺕ ﻭﺘﺤﻴﺎ ﻤﺼﺭ . ﻟﻡ ﺃﻜﻥ ﻤﻌﻨ ﺎ ﺒﻔﻬﻡ ﺸﻰﺀ ، ﻟﻜﻨﻨﻰ ﻜﻨـﺕ ﻴ ﺃﺤﻔﻅ ﻜﺜﻴ ﺍ ﻤﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺘﺭﺍﻜﻴﺏ . ﺘﻤﺎﻤﺎ ﻤﺜﻠﻤﺎ ﺘﺴـﻤﻌﻭﻥ ﺍﻟﻴـﻭﻡ ﺭ ﺘﻌﺒﻴﺭﺍﺕ ﻜﺜﻴﺭﺓ ﻴﺭﺩﺩﻫﺎ ﺴﺎﺴﺔ ﺍﻟﺤﺯﺏ ﺍﻟﻭﻁﻨﻰ : ﺤﺯﺏ ﺤﻜﻭﻤﺔ .. ﺤﻜﻭﻤﺔ ﺤﺯﺏ ، ﺴﻤﻥ ﺒﻌﻴﺵ .. ﻋﻴﺵ ﺒﺎﻟﺴﻤﻥ ... ﻫﺭﺍﺀ .. ﺍﻟﻤﻘﻴﺎﺱ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻰ ﻋﻨﺩﻯ ﻟﻨﺠﺎﺡ ﺍﻷﺤﺯﺍﺏ ﻫﻭ ﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﻤﻭﺍﻁﻥ .. ﻭﻤﺎ ﺤﺎﺠﺘﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻜﻼﻡ ، ﻭﺍﻟﻨﺎﺱ ﺘﺄﻜل ﻓﻰ ﺒﻌﻀﻬﺎ ؟ ، ﺍﻟﺠﻭﻉ ﺒﺩﺃ ﻴﺤﺎﺼﺭﻨﺎ، ﻭﺭﺠﺎل ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﺔ ﺒﺩﻭﻥ ﺨﺠل ﻴﺘﻜﻠﻤﻭﻥ ، ﻭﻜـﺄﻥ ﻜل ﻤﺎ ﻴﻨﻘﺹ ﺍﻟﺠﻤﺎﻫﻴﺭ ﺍﻟﻜﻼﻡ ١ .. ﻜﺎﻨﺕ ﺴﻴﺎﺴـﺔ ﺭﺠـﺎل ﺍﻟﺜﻭﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺃﻴﺎﻤﻨﺎ ﺘﻌﺒﺌﺔ ﺍﻟﺠﻤﺎﻫﻴﺭ ﻭﺘﺜﻭﻴﺭﻫﺎ ﻭﺘﻭﻋﻴﺘﻬﺎ ، ﻭﻟﻜﻥ ﻜﺎﻨﺕ ﺍﻟﺠﻤﺎﻫﻴﺭ ﺸﺒﻌﺎﻨﺔ .. ﻜﺎﻥ ﺍﻟﺒﻌﺽ ﻤﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﺴﺘﻌﺩﺍﺩ ﻷﻥ ﻴﻨﺘﻤﻰ ﺤﻘﻴﻘﺔ ً ﻟﻠﻭﻁﻥ ﻭﻗﻀﺎﻴﺎﻩ .. ﺩﻋﻭﻨﺎ ﻤﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻐﻡ . ﻟ ﺎ ﻭﺼﻠﺕ ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ ﺍﻹﻋﺩﺍﺩﻯ ﺤﺼﻠﺕ ﻋﻠﻰ ﻤﺠﻤﻭﻉ ﻜﺒﻴﺭ ﻤ ، ﻓﺭﺤﺕ ﺍﻷﺴﺭﺓ ﻭﺍﻟﻌﺎﺌﻠﺔ ﻭﺯﻏﺭﺩﺕ ﺃﻤﻰ ﻭﺃﻗﻴﻡ ﻓﺭﺡ ﻜﺒﻴﺭ ﻓﻰ ﺍﻟﺩﺍﺭ ، ﻭﺃﺤﻀﺭ ﺃﺒﻰ ﻓﺭﻗﺔ ﻟﻠﻤﺯﻤﺎﺭ ﺍﻟﺒﻠﺩﻯ ، ﻅﻠﺕ ﺘﺯﻤﺭ ﺃﻤﺎﻡ ﺍﻟﻤﻨﺯل ﺃﺴﺒﻭ ﺎ ﻜﺎﻤﻼ ، ﻭﻟﻜﻥ ﺤﺩﺙ ﻤﺎ ﻫﻭ ﺸﺅﻡ : ﺍﻗﺘﺭﺤـﺕ ﹰ ﻋ ﺠﺩﺘﻰ ﻋﻠﻰ ﺃﺒﻰ ﺃﻥ ﻴﺼﺤﺒﻨﻰ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻐﻴﻁ ؛ ﻜـﻰ ﺃﻓﱢـﺢ ﻤﻌـﻪ ﻠ ﺍﻷﺭﺽ ، ﻭﻜﺎﻥ ﺍﻗﺘﺭﺍﺤﻬﺎ ﻴﻌﻨﻰ ﺘﻌﻭﻴـﺩﻯ ﻋﻠـﻰ ﺍﻟﺨﺸـﻭﻨﺔ ،
- 21. ﻭﺍﻟﺭﺠﻭﻟﺔ ، ﻭﻗﺎﻟﺕ : " ﺍﻟﻭﻟﺩ ﺸﻨﺒﻪ ﻁﻠﻊ ، ﻭﻗﺎﻋﺩ ﻟﺴﻪ ﻁـﺭﻯ " .. ﺃﺨﺫﻨﻰ ﺃﺒﻰ ﻤﻌﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻐﻴﻁ ، ﻭﻜﺎﻨﺕ ﺍﻟﻘﺸﺔ ﺍﻟﺘـﻰ ﻗﺴـﻤﺕ ﻅﻬﺭ ﺍﻟﺒﻌﻴﺭ.. ﺒﻘﻴﺕ ﻁﻭﺍل ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ﺃﻓﱢﺢ ﻓـﻰ ﺍﻷﺭﺽ ، ﺃ ﹸـﺭ َﺨ ﻠ ﻋﺭ ﹰﺎ، ﻭﺍﻟﺸﻤﺱ ﻓﻭﻕ ﺭﺃﺴﻰ ﺘﺭﻜﺕ ﺍﻟﻜﻭﻥ ﻜﻠﻪ ﻭﺴﻜﻨﺕ ﻓـﻭﻕ ﻗ ﺭﺃﺴﻰ .. ﺁﺨﺭ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ﺠﺴﻤﻰ ﺴﺨﻥ ، ﻭﺭﺤﺕ ﻓﻰ ﺩﻨﻴـﺎ ﻏﻴـﺭ ﺍﻟﺩﻨﻴﺎ ، ﻗﺎﻟﻭﺍ : ﻀﺭﺒﺔ ﺸﻤﺱ ، ﻭﻟﻜﻥ ﺒﻌﺩ ﺃﺴﺒﻭﻉ ﺍﺘﻀﺢ ﺃﻨﻬﺎ ﺤ ﻰ ﺸﻭﻜﻴﺔ ، ﺨﻁﻔﻨﻰ ﺃﺒﻰ ﻟﻌﻴﺎﺩﺓ ﻁﺒﻴﺏ ﻓﻰ ﻗﻨـﺎ ، ﻤ ﻴﺴﻤﻭﻨﻪ " ﺍﻟﺤﻜﻴﻡ " .. ﺃﻋﻁﺎﻨﻰ ﺍﻟﺩﻭﺍﺀ ، ﻭﻗﺎل ﻷﺒﻰ: ﺭﺒﻨﺎ ﻴﺴﱠﻡ ﻠ ، ﻗﺩ ﻴﺘﻌﺎﻓﻰ ﺍﻟﻭﻟﺩ ، ﻭﻟﻜﻥ ﺍﻟﺤﻤﻰ ﺴﺘﺘﺭﻙ ﻋﺎﻫﺔ . ﻭﺒﺎﻟﻔﻌل ﺨﱠﻔﺕ ﺍﻟﺤﻤﻰ ِﻘﻼ ﻓﻰ ﻟﺴﺎﻨﻰ ﻜﻤـﺎ ﺘﻼﺤﻅـﻭﻥ ﺜ ﹰ ﻠ ﺘﻠﻌﺜﻤﻰ ﻓﻰ ﺍﻟﻜﻼﻡ ، ﻭﻏﻴﺭ ﺫﻟﻙ ﺨﱠﻔﺕ ﺍﻟﺭﻏﺒﺔ ﻓـﻰ ﺍﻟﻬﻠﻭﺴـﺔ ﻠ ﻭﺍﻟﺘﺨﺭﻴﻑ ، ﻜﺜﻴ ﺍ ﻤﺎ ﺃﺠﺩﻨﻰ ﺃﺘﻜﻠﻡ ﻤﻊ ﻨﻔﺴﻰ ﺒﺼﻭﺕ ﻤﺭﺘﻔﻊ ، ٍ ﺭ ﻭﻏﺎﻟ ﺎ ﺃﻗﻭل ﻤﺎ ﻻ ﺃﻋﻴﻪ ﺘﻤﺎ ﺎ. ﻟ ﺎ ﻻﺤﻅﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻙ ﻟﻁﻤـﺕ ﻤ ﻤ ﺒ ﺃﻤﻰ ﺨﺩﻴﻬﺎ ، ﻭﻗﺎﻟﺕ : " ﻋﻭﻀﻰ ﻋﻠﻰ ﺍﷲ ﻓﻰ ﺍﺒﻨﻰ ﺍﻟﻭﺤﻴـﺩ " ﻭﺨﺭﺝ ﺃﺒﻰ ﺇﻟﻰ ﺩﻭﺍﺭ ﺍﻟﻌﻤﺩﺓ ﻭﺸﻕ ﺠﻠﺒﺎﺒﻪ ﻤﻥ ﺍﻟﺼـﺩﺭ ﺇﻟـﻰ ﱠ ﺍﻟﻘﺩﻡ ﻭﺯﻋﻕ : " ﺍﺒﻨﻰ ﺒﻴﺨ ﻑ ﻴﺎ ﻋﻤﺩﺓ .. ﺍﺒﻨﻰ ﺍﺘﻠﺤـﺱ .. " ﺭ ﻭﺍﻨﺘﺸﺭ ﺍﻟﺨﺒﺭ ، ﻭﻤﻥ ﻴﻭﻤﻬﺎ ﺠﺭﻯ ﺍﺴﻤﻰ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻟﺴﻨﺔ ﻤﻘﺭﻭ ﹰﺎ ﻨ ﺒﻜﻠﻤﺔ " ﺍﻟﻤﻠﺤﻭﺱ ".
- 22. ﺼﻜﺕ ﺃﻤﻰ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒـﺎﺏ ، ﻭﺒﻘﻴـﺕ ﻤﻼﺯ ـﺎ ﺍﻟـﺩﺍﺭ ، ﻤ ﻴﻠ ﺴﻭ ﹶﻨﻰ ﻋﺴل ﻨﺤل ، ﻭ ﺯﻨﺠﺒﻴﻼ ، ﻭﺃﺸﻴﺎﺀ ﻜﺜﻴـﺭﺓ ﻜـﺎﻨﻭﺍ ﹶﺤ ﻨ ﻴﺠﻠﺒﻭﻨﻬﺎ ﻤﻥ ﻋﻨﺩ ﺍﻟﻌ ﱠﺎﺭﻴﻥ ، ﻭﻜﺜﻴ ﺍ ﻤﺎ ﻜﺎﻨﺕ ﺃﻤﻰ ﺘﻔـﺎﺠﺌﻨﻰ ﺭ ﻁ ﺒﺄﻋﺸﺎﺏ ﻤﻨﻘﻭﻋﺔ ﻭﻤﻁﺒﻭﺨﺔ ، ﻭﻜﻨﺕ ﺃﺸﺭﺏ ، ﻭﻜـﺎﻥ ﻴـﺯﺩﺍﺩ ﻋﻨﺩﻯ ﺍﻟﺨﺭﻑ ، ﻭﺃﺨﻴ ﺍ ﺘﺭﻜﻭﻨﻰ ﻟﺤﺎل ﺴﺒﻴﻠﻰ ، ﻭﻗﺩ ﺘﺄﻜﺩ ﻟﻬﻡ ﺭ ﺃﻥ ﻻ ﺸﻔﺎﺀ ﺭﺠﻰ . ﻴ ﺒﺎﻟﻁﺒﻊ ﻟﻡ ُﻜﻤل ﺘﻌﻠﻴﻤﻰ ، ﻭﻟﻡ ﺃﺫﻫﺏ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺩﺭﺴﺔ ﻤﻨـﺫ ﻷ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ ، ﻭﻟﻜﻥ ﺩﺍﻭﻤﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺫﻫﺎﺏ ﺇﻟﻰ ﺩ ﺍﺭ ﺍﻟﻌﻤـﺩﺓ ؛ ﻭ ﻟﻘﺭﺍﺀﺓ ﺍﻟﺠﺭﻨﺎل ، ﻭﻜﺎﻥ ﺍﻟﺨﻁﻴﺏ ﺍﻟﺫﻯ ﻴﺤﻔﻅﻨﺎ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﻗﺩ ﻜ ﱠ ﹸﻑ ﺒﺼﺭﻩ ، ﻭﻭﻗﻊ ﺒﻌﺩﻫﺎ ﻓﻰ ﺍﻟﺒﺌﺭ ﺫﺍﺕ ﻴﻭﻡ ﻭﻫﻭ ﻋﺎﺌﺩ ﻤـﻥ ﺩ ﺍﺭ ﻭ ﺍﻟﻌﻤﺩﺓ .. ﻤﺎﺕ ﺍﻟﺨﻁﻴﺏ ﻭﻟﻡ ﻴﻔﻜﺭ ﺍﻟﻌﻤﺩﺓ ﻓﻰ ﺇﺤﻀﺎﺭ ﺨﻁﻴـﺏ ﺁﺨﺭ ، ﻭﻜﺎﻥ ﺍﻟﻌﻤﺩﺓ ﻜﺜﻴ ﺍ ﻤﺎ ﻴﺠِﺴﻨﻰ ﺒﺠـﻭﺍﺭﻩ ، ﻭﻴﻘـﻭل : " ﻠ ﺭ ﺨ ﻑ ﻟﻰ ﺸﻭﻴﻪ ﻴﺎ ﻤﻠﺤﻭﺱ " ، ﻭﻜﻨﺕ ﺃﺨ ﻑ ، ﺃﻗﻭل ﺃﻯ ﻜﻼﻡ ﹶﺭ ﺭ ، ﻭﺃﺤﻜﻰ ﺃﻯ ﻗﺼﺹ ﻭﺤﻜﺎﻴﺎﺕ ، ﻻ ﺃﻋﻠﻡ ﻜﻴﻑ ﻜﺎﻨﺕ ﺘﺘﺩﺍﻋﻰ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺴﻰ ، ﻭﻜﺎﻥ ﺍﻟﻌﻤﺩﺓ ﻴﻤﻴل ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺨﻠـﻑ ، ﻭﻴﻀـﺤﻙ .. ﻴﻀﺤﻙ ﻤلﺀ ﺸﺩﻗﻴﻪ – ﻜﻤﺎ ﻘﺎل – ﻭﺘﺩﻤﻊ ﻋﻴﻨﺎﻩ ﻭﻫﻭ ﻴﺭﺩﺩ : " ﻴ ﺘﺨﺎﺭﻴﻔﻙ ﺤﻠﻭﺓ ﻴﺎ ﺍﺒﻥ ﺍﻟﻜﻠﺏ .. ﺨ ﻑ ﺘﺎﻨﻰ " . ﺭ
- 23. ﺃﺭﺍﺩﺕ ﺃﻤﻰ ﺃﻥ ﺘﺯﻭﺠﻨﻰ ؛ ﻓﺨﻁﺒﺕ ﻟﻰ " ﻋﻁﻴﺎﺕ " ﺍﺒﻨـﺔ ﻋﻤﻰ ﻫﻰ ﺴﻤ ﺘﻰ ﻭﻜﺎﻨﺕ ﺘﻜﺒﺭﻨﻰ ﺒﻌـﺎﻤﻴﻥ . ﻗﻀـﻴﻨﺎ ﺃﻴﺎﻤﻨـﺎ ِ ﻴ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺒﻌﺩ ﺍﻟﺯﻭﺍﺝ ﻓﻰ ﺤﺭﺝ ﺸﺩﻴﺩ ﻤﻊ ﺍﻟﻤﻬﻨﺌﻴﻥ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻴﺭﺩﺩﻭﻥ ﻋﺒﺎﺭﺓ : " ﻤﺒﺭﻭﻙ ﻴﺎ ﻋﺭﻭﺴﺔ " ﻟﻡ ﻨﻜﻥ ﻨﻌﺭﻑ ﺘﺤﺩﻴ ﺍ ﻴﻘﺼﺩﻭﻥ ﺩ ﻤﻥ ﻤﻨﺎ .. ﻭﺃﺤﻴﺎ ﹰﺎ ﻜﻨﺎ ﻨﺭﺩ ﻤ ﺎ : " ﺍﷲ ﻴﺒﺎﺭﻙ ﻓﻴـﻙ " .. ﻟـﻡ ﻌ ﻨ ﺘﻨﺠﺏ ﻋﻁﻴﺎﺕ ﺤﺘﻰ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﺨﺎﻤﺴﺔ ﻋﻠﻰ ﺯﻭﺍﺠﻨﺎ ، ﻭﺤﺘﻰ ﻭﻗﻊ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺴﻘﻑ ﺍﻟﺒﻴﺕ ﻭﻫﻰ ﻨﺎﺌﻤﺔ ﻓﻤﺎﺘﺕ ، ﻭﺒﻘﻴﺕ ﺃﻋﺯ ـﺎ ﻟﻤـﺩﺓ ﺒ ﻋﺎﻤﻴﻥ ﺘﻘﺭﻴ ﺎ ، ﺯﻭﺠﺘﻨﻰ ﺃﻤﻰ ﺒﻌﺩﻫﺎ ﺏ " ﻨﻔﻴﺴـﺔ ﺒﻨـﺕ ﺃﺒـﻭ ﺒ ﻤﺤﺎﺭﺏ " ﺍﺒﻨﺔ ﺃﺨﺘﻬﺎ ، ﺍﻟﺘﻰ ﻓﺎﺠﺄﺕ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﺒﺄﻨﻬﺎ ﺤﺎﻤـل ﻤﻨـﺫ ﺍﻟﺸﻬﺭ ﺍﻷﻭل ﻟﺯﻭﺍﺠﻨﺎ ، ﻻﻗﺕ ﻋﻠﻰ ﺃﺜﺭ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺨﺒﺭ ﻋﻨﺎﻴﺔ ﺃﻓﺭﺍﺩ ﺍﻟﺒﻴﺕ ، ﺨﺎﺼﺔ ﺃﻤﻰ ﻭﺍﻟﺠﺩﺓ ، ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻭﻀﻌﺕ ﻟﻨـﺎ ﻤﻭﻟـﻭﺩﻴﻥ ﺘﻭﺃﻡ ، ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺃﺼﻴﺒﺕ ﺒﺤﻤﻰ ﺍﻟﻨﻔﺎﺱ ، ﻭﻤﺎﺘﺕ ﺒﻌﺩ ﺍﻟﻭﻻﺩﺓ ﺒﺄﻴﺎﻡ ، ﻭﻓﻰ ﻏﻤﺭﺓ ﺍﻟﺤﺯﻥ ﺍﻟﺘﻰ ﻋ ﺕ ﺍﻟﺩﺍﺭ ﻟﻡ ﻴﻌﺘﻥ ﺃﺤﺩ ﺒﺎﻟﻤﻭﻟﻭﺩﻴﻥ ِ ﻤ ﺍﻟﻠﺫﻴﻥ ﻤﺎﺘﺎ ﺒﻌﺩ ﺃﻤﻬﻤﺎ . ﻟﻜﺄﻨﻨﺎ ﻤﻨﺫﻭﺭﻴﻥ ﻟﻠﻤﻭﺕ ، ﺃﻭ ﻟﻜﺄﻨﻪ ﻋﺎﻡ ﻟﻠﻤﻭﺕ ، ﻓﻘﺩ ﻤﺎﺕ ﻓﻰ ﻨﻔﺱ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﻌﻤﺩﺓ ﻋﺏ ﺠﺒﺎﺭ ، ﻭﺠـﺩﺘﻰ ﻓﻰ ﺸﻬﺭ ﻭﺍﺤﺩ .. ﺘﻬﺎﻭﺕ ﻤﻥ ﺃﻴﺎﻤﻨﺎ ﻤﻅﱠﺘﺎﻥ ﻟﻠﺤﻨﺎﻥ ﻭﺍﻟـﺩﻑﺀ ﻠ ﺍﻟﻌﺎﺌﻠﻰ .. ﻓﻘﺩﺕ ﺍﻟﻌﺎﺌﻠﺔ ﻋﻤﻴﺩﻫﺎ ﺍﻟﺫﻯ ﻴﻌﺭﻓﻪ ﺍﻟﻘﺎﺼﻰ ﻭﺍﻟﺩﺍﻨﻰ . ﻜﺎﻥ ﻤﺸﻬﻭ ﺍ ﻟﻪ ﺒﻜﺭﻡ ﻭﺤﻨﻭﻩ ﻭﺫﻜﺎﺌﻪ ﻭﺸﺨﺼﻴﺘﻪ ﺍﻟﻤـﺅﺜﺭﺓ .. ﺩ
- 24. ﺍﻟﺤﻕ ﺃﻗﻭل ﻟﻜﻡ : ﻟﻘﺩ ﻀﺎﻋﺕ ﻫﻴﺒﺔ ﺍﻟﻌﺎﺌﻠﺔ ﻤﻥ ﺒﻌﺩﻩ ، ﻭﺘﻁﺎﻭل ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺍﻟﺤﺴﺎﻟﺔ ، ﺘﺨﻁﻔﺘﻨﺎ ﺍﻟﺜﻌﺎﻟﺏ ، ﻓﻠﻡ ﻴﻜﻥ ﻤﺎ ﺤﺩﺙ ﻤﻌﻲ ﺒﻌﺩ ﻭﻓﺎﺘﻪ ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﻴﺤﺩﺙ ﻟﻭ ﻜﺎﻥ ﺤ ﺎ . ﻜﻨﺕ ﻗﺩ ﺍﻋﺘﺩﺕ ﺯﻴـﺎﺭﺓ ﻴ ﺍﻟﻤﻘﺎﺒﺭ ﺒﻌﺩ ﻤﻭﺕ ﻤﻥ ﻤﺎﺘﻭﺍ .. ﺍﻟﻤﻘﺎﺒﺭ- ﻜﻤﺎ ﺘﻌﻠﻤﻭﻥ – ﺒﻌﻴـﺩﺓ ﻋﻥ ﺍﻟﻤﺴﺎﺤﺔ ﺍﻟﺨﻀﺭﺍﺀ ﺃﻭ ﺍﻟﻌﻤﺭﺍﻥ ، ﻭﺍﻟﻔ ﺴﺔ ﺘﺴﺘﻐﺭﻕ ﻗﺭﺍﺒﺔ ﹶﺭ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﺤﺘﻰ ﺘﺼل ﺒﻰ ﺇﻟﻰ ﺃﻭل ﺃﻁﺭﺍﻑ ﺍﻟﺼﺤﺭﺍﺀ .. ﺃﺭﺒـﻁ ﺍﻟﻔﺭﺴﺔ ﺨﺎﺭﺝ ﺍﻟﻤﻘﺎﺒﺭ ، ﻭﺃﺩﺨل . ﻏﺎﻟ ﺎ ﻤﺎ ﻜﻨﺕ ﺃﺤﻤل ﻤﻌـﻰ ﺒ ﻏﺩﺍﺌﻰ ، ﻭﺃﺒﻘﻰ ﻁﻭﺍل ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ﺃﻗﺭﺃ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺘﺎﺭﺓ ، ﻭﺘﺎﺭﺓ ﺃﺘﺄﻤـل ﺼﻤﺕ ﺍﻟﻤﻘﺎﺒﺭ ﻭﻫﺩﻭﺌﻬﺎ .. ﻴﺄﺤﺫﻨﻰ ﺍﻟﺼﻤﺕ ﺇﻟﻰ ﺘﺴﺎﺅﻻﺕ ﻋﺩﺓ ﺤﻭل ﺍﻟﻤﻭﺕ : ﻜﻴﻑ ﻴﺭﻗﺩ ﺍﻟﻤﻭﺘﻰ ﺘﺤﺕ ﺍﻷﺭﺽ ﻓﻰ ﺍﻨﺘﻅـﺎﺭ ﺍﻵﺨﺭﺓ ؟ .. ﻭﻜﺜﻴ ﺍ ﻤﺎ ﻜﻨﺕ ﺃﺘﺴﺎﺀل ﻋﻤﺎ ﺇﺫﺍ ﻜﻨﺕ ﺒﺎﻟﻔﻌل ﺴﻴﺊ ﺭ ﺍﻟﺤﻅ ﻷﻥ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻤﺎﺘﻭﺍ ﻗﺩ ﻤﺎﺘﻭﺍ . ﺃﻡ ﻷﻨﻨﻰ ﻟﻡ ﺃﻤﺕ ﺒﻌﺩ ﻤﺜﻠﻬﻡ ؟ ﻟﻡ ﺃﻜﻥ ﺃﻓﻀل ﺤﺎﻻ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻭﺘﻰ ﻓﻰ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﻴﻭﻡ ، ﻭﻗﺩ ﺃﻀـﺤﺕ ﹰ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻰ ﺒﻼ ﻤﻌﻨﻰ ، ﻜﺎﻨﺕ ﻟﺤﻁﺔ ﺍﻨﺩﻤﺎﺝ ﻁﻭﻴﻠﺔ ﻤـﻊ ﺍﻟﻤﻭﺘﻰ ، ﻓﻘﺩﺕ ﻓﻴﻬﺎ ﺇﺤﺴﺎﺴﻲ ﺒﺎﻟﺸﻤﺱ ﺍﻟﺘﻰ ﻻ ﺘﺯﺍل ﻤﺘﺴـﻠﻁﺔ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺴﻰ ، ﻭﻜﺎﻥ ﺍﻟﻌﺭﻕ ﻴﺘﺼﺒﺏ ﻏﺯﻴـ ﺍ ﻤـﻥ ﺠﺴـﺩﻯ ، ﺭ ﻭﻜﻨﺕ ﺼﺎﻤ ﹰﺎ ، ﻭﻤﻤﺘﺜﻼ ﻟﺴﻁﻭﺓ ﻤﺠﻬﻭﻟﺔ ﻋﻨﺩﻤﺎ ﺴـﻘﻁ ﻋﻠـﻰ ﹰ ﺘ ﺭﺃﺴﻰ ﺸﻰﺀ ﺜﻘﻴل ، ﺃﻅﻨﻪ ﻜﺎﻥ ﻤﺭ ﹰﺎ ﺇﻟﻰ ﺤﺩ ﻤﺎ ، ﺠﺎﺀﻨﻰ ﻤـﻥ ﻨ
- 25. ﺍﻟﺨﻠﻑ .. ﺍﻨﻜﻔﺄﺕ ﻋﻠﻰ ﻭﺠﻬﻰ ، ﻭﻗﺩ ﻏﺎﻤﺕ ﻋﻴﻨـﺎﻱ ﻟﻠﺤﻅـﺔ ﹸ ﻗﺼﻴﺭﺓ ، ﻓﻘﺩﺕ ﺒﻌﺩﻫﺎ ﺍﻟﻭﻋﻰ ، ﻭﻟﻡ ﺃﺩﺭ ﺒﻨﻔﺴﻰ ، ﻏﻴـﺭ ﺃﻨـﻰ ِ ﺃﻓﻘﺕ ﺒﻌﺩ ﻤﺩﺓ ﻟﺴﺕ ﺃﺩﺭﻯ ﻁﻭﻟﻬﺎ ، ﻷﺠﺩﻨﻰ ﻓـﻰ ﺍﻟﻅـﻼﻡ .. ﺭﻓﻌﺕ ﻴﺩﻯ ﺇﻟﻰ ﻭﺠﻬﻰ ؛ ﻓﺎﻜﺘﺸﻔﺕ ﻋﺼﺎﺒﺔ ﻤﻥ ﻗﻤﺎﺵ ﺘﺤـﺯﻡ ﻋﻴﻨﻰ ﻭﺭﺃﺴﻰ ، ﻭﻜﺎﻥ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻘﻁﺕ ﺃﺫﻨـﺎﻯ ﺤﺭﻜـﺔ ﺤـﻭﻟﻰ ، ﺘﺴﺎﺀﻟﺕ : ﻤﻥ ﻫﻨﺎ ؟ ﻓﻘﻴل ﻟﻰ : " ﺤﻤﺩ ﺍﷲ ﻋﻠـﻰ ﺍﻟﺴـﻼﻤﺔ " ..ﺃﻴﺔ ﺴﻼﻤﺔ ﻟﺴﺕ ﺃﺩﺭﻯ ؟ .. ﻜل ﻤﺎ ﺃﺩﺭﻴﻪ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﺼـﺎﺒﺔ ﻟـﻡ ﹸﺭﻓﻊ ﻤﻥ ﻓﻭﻕ ﻋﻴﻨﻰ ﻭﺭﺃﺴﻰ ، ﻭﺃﻥ ﺃﻨﺎ ﺎ ﻜﺎﻨﻭﺍ ﻴﻘــﻭﺩﻭﻨﻨﻰ ﺴ ﺘ ﺇﻟﻰ " ﻤﺤل ﺍﻷﺩﺏ " ؛ ﻷﻗﻀﻰ ﺤـﺎﺠﺘﻰ ، ﻭﺁﺨـﺭﻭﻥ ﻜـﺎﻨﻭﺍ ﻴﻘﺩﻤﻭﻥ ﻟﻲ ﺸﻴ ًﺎ ﻤﻥ ﻁﻌﺎﻡ ، ﻜﻨﺕ ﺃﺴﺄل ، ﻭﻜﺎﻨﻭﺍ ﻴﻘﻭﻟـﻭﻥ: ﻻ ﺌ ﺃﺴﺌﻠﺔ . ﺃﻋﻠﻨﺕ ﺃﻜﺜﺭ ﻤﻥ ﻤﺭﺓ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﺼﺎﺒﺔ ﺘﺅﺫﻯ ﻋﻴﻨﻰ ، ﻭﺃﻨﻨﻰ ﺃﺤﺱ ﺒﺄﻟﻡ ﻤﺒﺭﺡ ﻓﻰ ﺍﻟﺩﻤﺎﻍ ، ﻭﻜﺎﻨﻭﺍ ﻴﻘﻭﻟﻭﻥ : ﺇﻥ ﻜل ﺸـﻰﺀ ﺴﻴﻨﺘﻬﻰ ﻋﻠﻰ ﺨﻴﺭ ﻗﺭﻴ ﺎ . ﻟﺴـﺕ ﺃﺩﺭﻯ ﻜـﻡ ﻴـﻭﻡ ﺍﺴـﺘﻤﺭ ٍ ﺒ ﺍﻟﻭﻀـﻊ ﻋﻠﻰ ﻫﺫﺍ ، ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺠﺎﺀ ﺍﻟﻴﻭﻡ ﺍﻟﺫﻯ ﺤﻤﻠﻨﻰ ﺃﺤـﺩﻫﻡ ﻓﻭﻕ ﺠﺤﺵ ﻭﻤﻀﻰ .. ﻤﺸﻰ ﺍﻟﺠﺤﺵ ﻁﻭﻴﻼ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺃﻟﻘﻰ ﺒﻰ ﹰ ٍ ﻭﺴﻁ ﺯﺭﺍﻋﺎﺕ ﺍﻟﺫﺭﺓ ، ﺘﺭﻜﻨﻰ ﻭﻤﻀﻰ ، ﻜﺎﻨﺕ ﺍﻟﻌﺼـﺎﺒﺔ ﻻ ﺘﺯﺍل ﻓﻭﻕ ﻋﻴﻨﻰ ﻭﻴﺩﺍﻯ ﻤﻭﺜﻘﺘﻴﻥ ﻭﺭﺠﻠﻰ ، ﻭﻜﻨـﺕ ﻤﻬـﺩﻭ ﺍ ﺩ ﻭﻤﻜﺩﻭ ﺍ ﻭﺒﺤﺎﺠﺔ ﻷﻥ ﺃﻨﺎﻡ ﻁﻭﻴﻼ ،ﻭﻤﻊ ﺫﻟﻙ ﻤﻨﻌﻨﻰ ﺍﻟﺨﻭﻑ ، ﹰ ﺩ
- 26. ﻭﻟﻡ ﺃﺠﺩ ﻤﺎ ﺃﻓﻌﻠﻪ ﻏﻴﺭ ﺃﻥ ﺃﺒﻭل ﻋﻠﻰ ﺜﻴﺎﺒﻰ ، ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻓﻭﺠﺌـﺕ ﺒﻤﻥ ﻴﺭﻓﻌﻨﻰ ﻤﻥ ﻓﻭﻕ ﺍﻟﺤﺸﺎﺌﺵ ﻭﻴﺴﻴﺭ ﺒﻰ ﺨﺎﺭﺝ ﺍﻟﺯﺭﺍﻋﺎﺕ ، ﻜﺎﻥ ﺼﻭﺕ ﺃﺒﻰ ﻴﺤﺩﺜﻨﻰ ﺇﻥ ﻜﻨﺕ ﻻ ﺃﺯﺍل ﺤ ﺎ .. ﺤﻤﺩﺕ ﺍﷲ ، ﻴ ﻭﺴﻤﻌﺘﻪ ﻴﻘﻭل : ﺇﻥ ﺜﻤﺔ ﺃﺸﻴﺎﺀ ﻜﺜﻴﺭﺓ ﻤﺅﺴﻔﺔ ﻏﺎﻤﻀﺔ ﺘﺤـﺩﺙ ﻟﻨﺎ ﻫﺫﻩ ﺍﻷﻴﺎﻡ ، ﻭﻋﻠﻴﻨﺎ ﺃﻥ ﻨﺤﻤﺩ ﺍﷲ . ﻭﻗﻠـﺕ : ﻜـل ﺸـﻰﺀ ﻤﻜﺘﻭﺏ. ﻓﻙ ﻗﻴﻭﺩﻯ ، ﻭﺤﻤﻠﻨﻰ ﻓﻭﻕ ﺒﻐﻠﺔ ﻋﻔﻴﺔ ، ﻭﻓﻰ ﺍﻟﻁﺭﻴـﻕ ﺴﺄﻟﺘﻪ ﺇﻥ ﻜﻨﺎ ﻻ ﻨﺯﺍل ﻨﺴﻴﺭ ﻓﻰ ﻅﻼﻡ ، ﻓﻘـﺎل : ﻻ .. ﻟﻜﻨﻬـﺎ ﺍﻟﻌﺼﺎﺒﺔ ﺍﻟﺘﻰ ﻜﺎﻨﺕ ﻓﻭﻕ ﻋﻴﻨﻲ ﻻﺒﺩ ﺃﻥ ﺘﺘﺭﻙ ﺃﺜﺭﻫﺎ ، ﻭﻋﻠﻴﻨﺎ ﺃﻥ ﻨﺘﺭﻴﺙ ﺤﺘﻰ ﻨﺼل ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺒﻴﺕ ﺭﻴﺜﻤﺎ ﻴﻀﻌﻭﻥ ﺸـﻴ ًﺎ ﺘﺤـﺕ ﺌ ﺠﻔﻨﻰ ﻴﻌﻴﺩ ﺇﻟﻰ ﻋﻴﻨﻰ ﻟﻴﺎﻗﺘﻬﻤﺎ . ﻋﻨﺩﻤﺎ ﻭﺼﻠﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺒﻴﺕ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻠﻴل ﻗـﺩ ﺠـﻥ ، ﻭﺘﺠﻤـﻊ ﻜﺜﻴﺭﻭﻥ ﺒﺎﻟﺩﺍﺭ ، ﺴﻤﻌﺕ ﻭﺍﻟﺩﻯ ﻴﻘﻭل ﺇﻨﻪ ﺒﺎﻉ ﻨﺼـﻑ ﻓـﺩﺍﻥ ﻟﻴﺩﻓﻊ ﺍﻟﻔﺩﻴﺔ ﺍﻟﻤﻁﻠﻭﺒﺔ ، ﻭﺴﻤﻌﺕ ﻋﻤﻰ ﻴﻌﻠﻕ : " ﺒﻘﻴﻨﺎ ﻤﻠﻁﺸﺔ " ﻭﻜﺎﻨﺕ ﺇﺤﺩﻯ ﺃﺨﻭﺍﺘﻰ ﻗﺩ ﺠﻬﺯﺕ ﺍﻟﻤﺎﺀ ، ﻭﺍﻟﻁﺴﺕ ، ﻭﻟﻜﻨﻨـﻰ ﻟﻡ ﺃﻜﻥ ﺒﺤﺎﻟﺔ ﺘﺴﻤﺢ ﻟﻰ ﺒﺎﻻﺴﺘﺤﻤﺎﻡ ؛ ﻓﻨﻤـﺕ ، ﻭﻜﻨـﺕ ﻗـﺩ ﺃﺤﺴﺴﺕ ﺃﺜﻨﺎﺀ ﻨﻭﻤﻰ ﺒﺄﻴﺎﺩ ﻜﺜﻴﺭﺓ ﺘﺭﻓﻊ ﺠﻔﻨﻰ ﻭﺘﻘﻁﺭ ﺴـﻭﺍﺌل ٍ ﺤﺎﺭﻗﺔ ﺘﺤﺘﻬﻤﺎ ، ﻓﻰ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ﺘﺠﻤﻊ ﻨﺴﻭﺓ ﻜﺜﺭ ﺤﻭﻟﻰ ، ﻗﺎﻟـﺕ ﹸﹾ
- 27. ﺇﺤﺩﺍﻫﻥ: " ﺍﻟﻤﺭﺤﻭﻤﺔ ﻟﻡ ﺘﺘﺤﻤل ﺍﻟﺼﺩﻤﺔ " ﻟﻜﺄﻨﻬﺎ ﻗﺎﻟﺕ ﻫﻜﺫﺍ ، ﺃﻭ ﻟﻜﺄﻨﻰ ﺴﻤﻌﺘﻬﺎ ﻫﻜﺫﺍ، ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺃﻜﺩﺕ ﺍﻷﺨـﺭﻯ : " ﺍﻟﺒﻘﺎﺀ ﷲ " . ﻭﻜﺎﻥ ﺃﺒﻰ ﻗﺩ ﺩﺨل ﻓﻰ ﺍﻟﻨﻘﺎﺵ ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﺯﻯ ﻗﺎﺌﻼ : ﺇﻥ ﺜﻤﺔ ﻤﺎ ﹰ ﻜﺎﻥ ﻴﺠﺏ ﺃﻥ ﻴﺨﺒﺭﻨﻰ ﺒﻪ ﺒﺎﻷﻤﺱ ، ﻟـﻭﻻ ﺴـﻭﺀ ﺤـﺎﻟﺘﻰ ، ﻓﻁﺎﻟﺒﻨﻰ ﺒﺄﻥ ﺃﻜﻭﻥ ﺭﺠﻼ ﻭﺃﺘﺤﻤل ﻏﻴﺎﺏ ﻭﺍﻟﺩﺘﻰ ﺍﻟﺘـﻰ ﻤﺎﺘـﺕ ﹰ ﺒﻌﺩ ﺃﻥ ﻭﺼﻠﻬﺎ ﺨﺒﺭ ﺍﺨﺘﻁﺎﻓﻰ . ﻜﺎﻨﺕ ﻟﺤﻅﺔ ﻗﺎﺴﻴﺔ ﻭﻋﻘﻴﻤـﺔ ﺭﻏﻡ ﺍﻨﻔﺭﺍﺝ ﺍﻟﺼﺭﺍﺥ .. ﻟﻡ ﻴﻜﻥ ﺃﻤﺎﻤﻰ ﻏﻴﺭ ﺍﻟﺼﺭﺍﺥ ﻭﺍﻟﺘﺨﺒﻁ ﻓﻰ ﺍﻟﺤﻭﺍﺌﻁ ، ﻭﺃﻤﺎﻡ ﺸﺩﺓ ﺍﻟﺴﻭﺍﺩ ﺍﻟﺫﻯ ﻜﻨـﺕ ُﺤﺴـﻪ ﺴـﺎﺩ ﺍ ﺭ ﺃ ﺃﻤﺎﻤﻰ ﺘﺄﻜﺩﺕ ﺃﻨﻨﻲ ﻓﻘﺩﺕ ﺒﺼﺭﻱ ﻭﻭﺍﻟﺩﺘﻲ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﺒﺩ . ﻫﻜﺫﺍ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺃﻥ ﻨﻔﻘﺩ ﺃﺸﻴﺎﺀ ﻏﺎﻟﻴﺔ ﻤﻥ ﺃﺠل ﺍﻟﺒﻘﺎﺀ ﻤﻊ ﺍﻷﺴﻰ ، ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺘﺼﺒﺢ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺒﻼ ﻤﻌﻨﻰ ﻏﻴﺭ ﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﻤﺄﺴـﺎﺓ . ﻟﻘـﺩ ﺃﺼﺒﺤﺕ ﺃﺫﻨﺎﻯ ﻜل ﻤﺎ ﻴﺭﺒﻁﻨﻰ ﺒﺎﻟﻌﺎﻟﻡ ، ﻋﻠـﻰ ﺃﻥ ﺃﺴـﻤﻊ ، ﻭﺃﺴﻤﻊ ، ﻭﺃﻥ ﺃﺭﻫﻑ ﺍﻟﺴﻤﻊ ﻤﺎ ﺍﺴﺘﻁﻌﺕ ﻷﺼﻭﺍﺕ ﺍﻵﺨﺭﻴﻥ ، ﺒﻘﻴﺕ ﻓﻰ ﺍﻟﻤﻨﺩﺭﺓ ، ﻻ ﺃﺼﻨﻊ ﺸﻴ ًﺎ ﻏﻴﺭ ﺍﻹﻨﺼﺎﺕ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺭﺍﺩﻴﻭ، ﺌ ﺍﻟﺫﻯ ﺃﻤﺴﻰ ﺭﻓﻴﻘﻰ ﻓﻰ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ، ﺘﺼﻠﻨﻰ ﺃﺼﻭﺍﺕ ﻤﻥ ﺒﻘﺎﻉ ﺍﻷﺭﺽ ، ﻭﻜﺎﻨﺕ ﺍﻟﻜﺭﺓ ﺍﻷﺭﻀﻴﺔ ﺘﺘﺠﺴﺩ ﺃﻤﺎﻤﻲ ﻤﻊ ﺃﺼـﻭﺍﺕ ﺍﻹﺫﺍﻋﺎﺕ ، ﻤﺯﻴ ﺍ ﻤﻥ ﺍﻟﺩﻤﺎﺀ ﻭﺍﻟﺠﺜـﺙ ، ﻭﻀـﺠﻴﺞ ﺍﻟﺴﺎﺴـﺔ ﺩ
- 28. ﻭﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻴﻴﻥ " ﻭﻤﺯﻴ ﺍ ﻤﻥ ﺍﻟﺒﻼﻏﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺭﺍﺩﻓﺔ ﺒﻁﻨﻁﻨﺎﺘﻬﺎ ﻨﺤﻭ ﺩ ﻋﻘل ﻟﻡ ﻴﻌﺩ ﻤﻬ ـ ًﺎ ﺇﻻ ﻻﺴﺘﻘﺒﺎل ﺍﻟﻜﺎﺭﺜﺔ. ﻴ ﺌ ﻜﺎﻨﺕ ﺃﺼﻭﺍﺕ ﺍﻷﻋﻤﺎﻡ ﻭﺍﻟﻀﻴﻭﻑ ﺘﺘﺭﺍﺩﻑ ﺇﻟﻰ ﺃﺫﻨﻰ ﻓﻰ ﺍﻟﻤﺴﺎﺀ ، ﻋﻠﻰ ﻤﻘﺭﺒﺔ ﻤﻨﻰ ﻜﺎﻨﺕ ﺘﻨﺘﺸﺭ ﺤﻨﺎﺠﺭ ﺃﻅﻨﻬﺎ ﺸـﺎﺭﺩﺓ ﻓﻰ ﻤﺘﺎﻫﺎﺕ ﻅﻼﻡ ﺍﻟﻠﺤﻅﺔ ﺍﻟﻬﺎﺒﻁﺔ ﺇﻟﻰ ﻤﺼﻴﺭ ﻤﺠﻬﻭل ، ﺃﺤﻴﺎ ﹰﺎ ﻨ ﻴﺘﻀﺎﺤﻜﻭﻥ ﻤﻥ ﻤﻭﻗﻑ ﻋﺎﺒﺭ ، ﻭﺃﺤﻴﺎ ﹰﺎ ﻴﻨﺼـﺘﻭﻥ ﻟﻀـﻴﻑ ، ﻨ ﻭﻫﻭ ﻴﻠﻭﻙ ﺤﻜﺎﻴﺔ ﻤﻌﺎﺩﺓ ، ﺃﻭ ﻴﺴﺒﻙ ﺤﻜﺎﻴﺔ ﺠﺩﻴﺩﺓ ،ﻭﺇﻥ ﻜﺎﻨـﺕ ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﻫﻰ ﺃﻜﺜﺭ ﻤﺎ ﺘﺒﺤﺙ ﻋﻨﻪ ﺍﻟﺤﻜﺎﻴﺎﺕ . ﺃﺤﻴﺎ ﹰﺎ ﻻ ﻴﺠﺩﻭﻥ ﻨ ﻤﺎ ﻴﺘﺤﺩﺜﻭﻥ ﻋﻨﻪ ﻓﻴﺘﺤﺩﺜﻭﻥ ﻋﻥ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻭﺍﻟﻁﺒﻴﺦ ﺍﻟﺫﻯ ﺠﻬﺯﻨﻪ ، ﺃﺸﺩ ﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﻴﻀﺎﻴﻘﻨﻰ ﺤﺩﻴﺜﻬﻡ ﻋﻥ ﺍﻟﻠﺤﻭﻡ ، ﻭﺍﻟﻁﻴﻭﺭ، ﻭﺍﻟﻔﻁﻴﺭ ، ﻭﺍﻟﻤﺸﻠﺘﺕ ، ﻭﻤﺎ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻙ .. ﻜﻴﻑ ﻴﺴﺘﻤﺭﺌﻭﻥ ﺍﻟﻁﻌﺎﻡ ﻭﺴـﻁ ﺨﻀﻡ ﺍﻟﻤﺄﺴﺎﺓ ، ﺭﺒﻤﺎ ﺃﻨﻬﻡ ﻜﺎﻨﻭﺍ ﻻ ﻴﺸﻌﺭﻭﻥ ﺒﺤﺠﻡ ﺍﻟﻜﺎﺭﺜﺔ .. ﺼﺩﻗﻭﻨﻰ : ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻜﺎﺭﺜﺔ .. ﺃﻨﺎ ﻟﺴﺕ ﻤﺘﺸﺎﺌ ﺎ ، ﻭﻻ ﺃﺤﻜﻡ ﻤﻥ ﻤ ﻤﻨﻁﻠﻕ ﺇﺤﺴﺎﺴﻲ ﺍﻟﺸﺨﺼﻰ ﺒﻬﺎ ، ﺼﺩﻗﻭﻨﻰ : ﻜﻴـﻑ ﻟﻬـﻡ ﺃﻥ ﻴﺴﺘﻤﺭﺌﻭﺍ ﺸﻴ ًﺎ ﻓﻰ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ، ﺃﻭ ﻤﻨﻬﺎ ، ﻭﺃﻨﺎ ﺃﻋﻠﻡ ﺃﻻ ﺠﺩﻴـﺩ ﺌ ﻓﻰ ﺤﻴﺎﺘﻬﻡ ﻏﻴﺭ ﻤﺎ ﻨﺤﻥ ﻓﻴﻪ ﻤﻥ ﺃﺯﻤﺎﺕ ﺘﺘﺭﺍﻜﻡ ﻓﻭﻕ ﺭﺅﻭﺴـﻨﺎ ﻋﺎ ﺎ ﺒﻌﺩ ﻋﺎﻡ ، ﻭﺠﻴﻼ ﺘﻠﻭ ﺠﻴل ، ﺤﺘﻰ ﻭﺼﻠﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﻤﺎ ﻨﺤـﻥ ﹰ ﻤ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻵﻥ ﺃﻤﺎﻡ ﻤﻨﻁﻘﺔ ﺍﻟﻤﺯﻟﻘﺎﻥ ، ﻷﻗﺭﺭ ﺃﻤﺎﻤﻜﻡ ﺃﻨﻨﺎ ﺴـﻨﺘﺨﻠﻰ
- 29. ﻁﻭ ﺎ ﻋﻥ ﻤﻬﻨﺔ ﺁﺒﺎﺌﻨﺎ ﻭﺃﺠﺩﺍﺩﻨﺎ ﻤﻨﺫ ﻋﺭﻑ ﺍﻟﻔﺭﺍﻋﻨﺔ ﺍﻟﺯﺭﺍﻋـﺔ ﻋ ﻭﺤﺘﻰ ﺍﻵﻥ .. ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺃﻥ ﻨﺘﺨﻠﻰ ﻋﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﻬﻨﺔ ﺍﻟﺘـﻰ ﺤﻭﻟﺘﻨـﺎ ﺇﻟﻰ ﻋﺒﻴﺩ ﺃﻤﺎﻡ ﺍﺤﺘﻼل ﻴﺴﻴل ﻟﻌﺎﺒﻪ ﻟﻠﻘﻁﻥ ﻁﻭﻴل ﺍﻟﺘﻴﻠﺔ، ﺃﻭ ﺘﺤﺕ ﺤﻜﻭﻤﺎﺕ ﻤﺘﻌﺎﻗﺒﺔ ﺘﺒﺤﺙ ﻋﻥ ﺼﻨﺎﻋﺔ ﺴﻜﺭ ﻭﻁﻨﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺤﺴﺎﺏ ﺍﻟﺼﻌﻴﺩ ﻭﺃﻫﻠﻪ ، ﺼﻨﻑ ﻭﺍﺤﺩ ﻤﻥ ﺍﻟﺯﺭﺍﻋﺔ ، ﺤ ﻟﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﺼﻨﻑ ﻭ ﻭﺍﺤﺩ ﻤﻥ ﺍﻟﺒﺸﺭ ، ﻭﺤﻭل ﺤﻴﺎﺘﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﻨﻤﻁ ﺴﺨﻴﻑ ﻤﺘﻜﺭﺭ ﻤـﻥ ﺍﻷﺯﻤﺎﺕ ﻭﺍﻟﺩﻴﻭﻥ ، ﺸﻰﺀ ﺴﺨﻴﻑ ﺃﻥ ﻨﻌﻴﺵ ﻜﺼﻨﻑ ﻤﻥ ﺇﻨﺴﺎﻥ ﻻ ﻴﻔﻜﺭ ﺇﻻ ﻓﻰ ﺍﻷﺯﻤﺎﺕ ﺍﻟﺘﻰ ﺘﺤل ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺭﺅﻭﺱ .. ﻻ ﺘﻤﺎﻴﺯ ﱡ .. ﻻ ﺍﺨﺘﻼﻑ .. ﻻ ﺇﺒﺩﺍﻉ .. ﻻ ﺤﻜﻤﺔ ..ﻻ ..ﻻ .. ﻜﻠﻨﺎ ﻫـﺫﺍ ﺍﻟﺼﻨﻑ !. ﺜﻼﺜﻭﻥ ﻋﺎ ﺎ ﻗﻀﻴﺘﻬﺎ ﻓﻰ ﺍﻟﻤﻨـﺩﺭﺓ ﻀـﺭﻴ ﺍ ، ﺭ ﻤ ﺃﺘﺴﻤﻊ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﻤﻥ ﺤﻭﻟﻰ ، ﺜﻤﺔ ﺃﺸﻴﺎﺀ ﺠﺩﻴﺩﺓ ﻟﻜﻨﻬـﺎ ﻜﺎﺭﺜﻴـﺔ ، ﻭﺜﻤﺔ ﻤﺎ ﻫﻭ ﻤﻜﺭﻭﺭ ﺤﻭﻟﻰ ﺘﻠﺘﻘﻁﻪ ﺃﺫﻨﺎﻯ ﻜل ﻟﻴﻠـﺔ : ﺍﻟﻤﻠـﺢ ﺍﻟﻜﻴﻤﺎﻭﻯ .. ﺍﻟﺴﺒﺎﺥ .. ﺍﻟﺭﻯ .. ﺍﻟﺴـﺩﺓ ﺍﻟﺸـﺘﻭﻴﺔ .. ﺸـﺭﻜﺔ ﺍﻟﺴﻜﺭ .. ﺴﻠﻔﺔ ﺍﻟﻜﻴﻤﺎﻭﻯ .. ﺤﺴﺎﺏ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴـﺔ ﺍﻟﺯﺭﺍﻋﻴـﺔ .. ﺍﻟﺤﻴﺎﺯﺓ .. ﺃﺴﻌﺎﺭ ﺍﻟﺩﻗﻴﻕ .. ﺭﺨﺼﺔ ﺍﻟﺴﻼﺡ .. ﺠﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﻌﺯﺍﺀ .. ﻓﺭﺵ ﺍﻟﺠﺎﻤﻊ .. ﺍﻟﻐﻴﻁ ﺍﻟﻘﺒﻠﻰ .. ﺍﻟﻐﻴﻁ ﺍﻟﺒﺤﺭﻯ .. ﺤﺴـﺎﻥ ﺍﻟﺫﻯ ﺴﺎﻓﺭ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ ﻭﻟﻡ ﻴﻌﺩ .. ﺁﺨﺭ ﺠﻠﺴﺔ ﻟﻠﻌﻤـﺩﺓ ﻗﺒـل
- 30. ﻭﻓﺎﺘﻪ .. ﺁﺨﺭ ﻭﺠﺒﺔ ﻓﻁﻴﺭ ﺒﺎﻟﻠﺤﻡ ، ﻭﻏﻴﺭ ﺫﻟﻙ ﻻ ﺸﻰﺀ ﻏﻴـﺭ ﺍﺤﺘﻔﺎﻻﺕ ﺍﻟﻤﺴﺌﻭﻟﻴﻥ ﻓﻰ ﺍﻻﺘﺤﺎﺩ ﺍﻻﺸﺘﺭﺍﻜﻰ ، ﻭﻤﺎ ﺤﺩﺙ ﻓﻴﻬﺎ ، ﻭﻗﺩ ﺃﺼﺒﺤﺕ ﻏﻴﺭ ﺼﺎﻟﺢ ﺤﺘﻰ ﻟﻠﺘﺼﻔﻴﻕ ، ﻜﻨﺕ ﺃﺘﺭﻙ ﺍﻟﺤﺒـل ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻐﺎﺭﺏ ﻻﺒﻥ ﻋﻤﻰ ﺍﻟﻨﺎﺌﺏ ﻟﻴﺘﺤﺩﺙ ﻓﻰ ﺃﻤـﻭﺭ ﺴﻴﺎﺴـﻴﺔ ﻜﺎﻨﺕ ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻰ ﻤﺅﻟﻤﺔ ، ﻻ ﻟﺸﻰﺀ ﺇﻻ ﻷﻨﻬﺎ ﺘﺩﻭﺭ ﻓﻰ ﺇﻁـﺎﺭ ﺘﺯﻴﻴﻑ ﺍﻟﻭﻋﻰ ﻭﺍﺴﺘﻘﻁﺎﺏ ﺍﻟﺠﻤﺎﻫﻴﺭ ؛ ﻟﺘﻨﻀﻡ ﻓـﻰ ﻗﻁﻴـﻊ .. ﻫﻜﺫﺍ ﻜﺎﻨﺕ ﺤﻴﺎﺘﻨﺎ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺘﻨﺘﻘل ﺒﺎﻟﺘﺒﻌﻴﺔ ﻤﻥ ﺇﻗﻁـﺎﻉ ﺇﻟـﻰ ﻗﻁﻴﻊ ، ﻭﻜﺎﻨﺕ ﺍﻷﻤﻭﺭ ﺒﺤﺎﺠﺔ ﺇﻟﻰ ﻤﺯﻴﺩ ﻤﻥ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻓﻰ ﻭﻗـﺕ ﻜﻨﺕ ﻋﺎﺯ ﹰﺎ ﻓﻴﻪ ﻋﻥ ﺍﻟﻜﻼﻡ .. ﺼﺩﻗﻭﻨﻰ : ﺍﻷﺸـﻴﺎﺀ ﺍﻟﺼـﻠﺒﺔ ﻓ ﺘﺘﻔﺘﺕ .. ﺘﻤﺎ ﺎ ﻜﻤﺎ ﺘﺘﻔﺘﺕ ﺍﻟﺼﺨﻭﺭ ﺃﻤﺎﻡ ﻤﻴﺎﻩ ﺍﻟﻨﻴـل .. ﻟﻘـﺩ ﻤ ﺘﻔﺘﺘﻨﺎ ﺭﻏﻡ ﺘﻤﺴﻜﻨﺎ ﺒﺤﺒﺎل ﺍﻟﻘﺒﻴﻠﺔ ، ﻟﻡ ﻨﻌﺩ ﻏﻴﺭ ﻓﺘﺎﺕ ، ﻋﻠﻴﻜﻡ ﺃﻥ ﺘﺘﻔﺘﺘﻭﺍ .. ﺍﻟﺯﻤﻥ ﻤﺜل ﻤﺎﺀ ﺍﻟﻨﻴل ، ﻻ ﺒﺩ ﺃﻥ ﻴﻔﻌل ﻓﻌﻠـﻪ .. ﻟﻜﻨﻤﺎ ﻴﺠﺏ ﺃﻻ ﻴﺘﻡ ﺫﻟﻙ ﻋﻠﻰ ﻨﺤﻭ ﻴﺠﺭﻓﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﺤﻴﺙ ﻻ ﻨﺩﺭﻯ ، ٍ ﻭﻋﻠﻰ ﻨﺤﻭ ﻻ ﻨﺭﻴﺩﻩ ، ﺘﻔﺘﺘﻭﺍ ﻁﻭ ﺎ ﺃﻴﻬﺎ ﺍﻷﺤﺒﺎﺏ ، ﻭﺍﺨﺘﺎﺭﻭﺍ ﻋ ٍ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻠﺤﻅﺔ ﺍﻟﺘﻰ ﺃﺩﻋﻭﻜﻡ ﻓﻴﻬﺎ ﻟﻬﺫﺍ ﺍﻟﻤﺼﻴﺭ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩ . ﻜﺎﻥ ﻗﺩ ﺍﺴﺘﻘﺭ ﻤﻘﺎﻤﻰ ﻓﻭﻕ ﺇﺤﺩﻯ ﺍﻟﺩﻜﻙ ﻓـﻰ ﺍﻟﻤﻨـﺩﺭﺓ ، ﻭﻗﻠﺕ ﺇﻨﻨﻰ ﻟﻡ ﺃﻋﺩ ﺼﺩﻴ ﹰﺎ ﺇﻻ ﻟﺠﻬﺎﺯ ﺍﻟﺭﺍﺩﻴﻭ ، ﻭﻜﺎﻨﺕ ﺍﻟﺤﻴـﺎﺓ ﻘ ﺤﻭﻟﻰ ﺘﺩﻭﺭ ﻤﻜﺭﺭﺓ ﻨﻔﺴﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻭﺠـﻪ ﻤﺄﺴـﺎﻭﻱ ، ﻻ ﺘـﺯﻑ
- 31. ﺍﻟﺠﺩﻴﺩ ﺇﻻ ﻓﻰ ﺍﻹﻁﺎﺭ ﻨﻔﺴﻪ .. ﺍﻟﺠﺩﻴﺩ ﻟﻡ ﻴﻌـﺩ ﺠﺩﻴـ ﺍ ﺇﺫﻥ .. ﺩ ﺍﻟﻤﻭﺕ ﻨﻔﺴﻪ ﻜﺎﻥ ﻴﺘﻜﺭﺭ ﺒﻨﻔﺱ ﺍﻟﻁﺭﻴﻘﺔ ﺍﻟﻤﻔﺎﺠﺌﺔ ﺍﻟﺴﺨﻴﻔﺔ . ﻟﻡ ﺘﻜﻥ ﺜﻤﺔ ﺇﻨﺫﺍﺭﺍﺕ ﺒﺄﻥ ﻋﺯﺭﺍﺌﻴل ﻋﻠﻰ ﻭﺸﻙ ﺃﻥ ﻴﻔﻌـل ﺸـﻴ ًﺎ ﺌ ﺠﺩﻴ ﺍ ، ﻭﻟﻡ ﻴﻜﻥ ﺃﺒﻰ ﻗﺩ ﺴﻘﻁ ﻤﺭﻴ ﺎ ﺤﺘﻰ ﻟﻴﻭﻡ ﻭﺍﺤﺩ ، ﻗﺒـل ٍ ﻀ ﺩ ﺃﻥ ﻴﺩﺨل ﻋﻤﻰ ﺍﻟﻌﺘﻘﻰ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻨﺩﺭﺓ ﺫﺍﺕ ﻅﻬﻴـﺭﺓ ، ﻭﻨ ﱠـﺽ ﻔ ﺍﻟﻔﺭﺵ ، ﻭﻫﻴﺄ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ، ﺜﻡ ﺴﺤﺒﻨﻰ ﻤﻥ ﻴﺩﻯ ﺇﻟﻰ ﺇﺤﺩﻯ ﺍﻟﻐﺭﻑ ﺍﻟﻘﺎﺼﻴﺔ ﻓﻰ ﺍﻟﻤﻨﺩﺭﺓ ، ﻗﺎل ﻟﻰ ﻭﻫﻭ ﻴﺠﺭﻨﻰ : ﺇﻨﻬﻡ ﻤـﻥ ﺍﻵﻥ ﻋﻠﻴﻬﻡ ﺃﻥ ﻴﺴﺘﻌﺩﻭﺍ ﻻﺴﺘﻘﺒﺎل ﺍﻟﻌﺯﺍﺀ . ﻭﺃﻀﺎﻑ : ﺇﻥ ﺍﻟﻤﺭﺤﻭﻡ ﻟﻡ ﻴﻜﻥ ﻴﻬﻤل ﻭﺍﺠﺏ ﺍﻟﻌﺯﺍﺀ ، ﻭﻤﻥ ﺜﻡ ﺴﺘﻜﻭﻥ ﺠﻨﺎﺯﺘـﻪ ﻤـﻥ ﺍﻟﻨﻭﻉ ﺍﻟﺜﻘﻴل . ﻏﻴﺭ ﺃﻨﻪ ﺭﺒﺕ ﻋﻠﻰ ﻜﺘﻔـﻰ ﻗـﺎﺌﻼ : ﻴﺠـﺏ ﺃﻥ ﹰ ﺘﻜﻭﻥ ﺭﺠﻼ ﺼﻠ ﺎ ، ﻤﻬﻴ ًﺎ ﻻﺴﺘﻘﺒﺎل ﺍﻟﻌﺯﺍﺀ . ﻟﺴﺕ ﺃﺩﺭﻯ ﻟﻤﺎﺫﺍ ﺌ ﹰ ﺒ ﻜﺎﻨﻭﺍ ﺩﺍﺌ ﺎ ﻴﻁﺎﻟﺒﻭﻨﻨﻰ ﺒﺎﻟﺭﺠﻭﻟﺔ ، ﻭﺍﻟﺼﻼﺒﺔ ﻓـﻰ ﺍﻟﻤﻭﺍﻗـﻑ ﻤ ﺍﻟﻤﺅﺴﻔﺔ ﺍﻟﻘﺎﺴﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻔﺱ .. ﻫﺎ ﺃﻨﺎ ﺭﺠل ﻭﺼﻠﺏ ﻭﻋﻠﻰ ﺃﺘﻡ ﺍﻻﺴﺘﻌﺩﺍﺩ ﺃﻥ ﺃﻗﺎﻴﺽ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺒﻬﻤﺎ ﺸﺭﻴﻁﺔ ﺃﻥ ﺘﻐﻴﺭ ﻭﺠﻬﻬﺎ ﻤﻌﻰ . ﺍﻨﺘﻘل ﺃﺒﻰ ﺇﻟﻰ ﺭﺤﻤﺔ ﺍﷲ ، ﻭﻜﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺃﺘﻨـﺎﺯل ﻋـﻥ ﻤﻴﺭﺍﺜﻰ ﻤﻥ ﺍﻷﺭﺽ ﺠﺯ ﺍ ﺠﺯ ﺍ ﻟﻌﻤﻰ ﺍﻟﻌﺘﻘﻰ ﺍﻟﺫﻯ ﻴﻬﻴﺊ ﺍﺒﻨﻪ ﺀ ﺀ ﻟﺩﺨﻭل ﺍﻟﺒﺭﻟﻤﺎﻥ .. ﺘﻨﺎﺯﻟﺕ ﻟﻪ ﻁﻭ ﺎ ، ﻻ ﻟﻜﻭﻨﻪ ﻴﻘﺩﻡ ﻟـﻰ – ﻋ
- 32. ﻫﻭ ﻭﺃﻭﻻﺩﻩ – ﺍﻟﺨﺩﻤﺎﺕ ﺍﻟﺘﻰ ﺘﺅﻫﻠﻨﻰ ﻟﻤﻭﺍﺼﻠﺔ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ .. ﻫـﺫﺍ ﻟﻴﺱ ﺼﺤﻴ ﺎ ، ﻓﻜﺜﻴﺭﻭﻥ ﻏﻴﺭﻩ ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﻴﻔﻌﻠﻭﺍ ﻫﺫﺍ ﻤﻘﺎﺒل ﺃﺠﺭ ﺤ .. ﻜﺎﻥ ﺒﺈﻤﻜﺎﻨﻰ ﺃﻥ ﺃﻜﻭﻥ ﻤﺎﻟ ﹰﺎ ﺃﻋﻤﻰ ﻴﺴﺘﺨﺩﻡ ﺍﻟﻤﺒﺼـﺭﻴﻥ ، ﻜ ﺴﺎﻋﺘﻬﺎ ﺴﻴﻨﻅﺭﻭﻥ ﺇﻟﻰ ﺒﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻯ ﺸﺎ ﹰﺍ ، ﺇﻨﻨﻰ ﺃﺩﺭﻙ ﻤﻨﺫ ﻓﺘﺭﺓ ﺫ ﻤﺒﻜﺭﺓ ﻤﻥ ﻋﻤﺭﻯ ﺃﻨﻨﻰ ﺃﻋﻴﺵ ﻓﻰ ﻭﺴﻁ ٍ ﻴﺤﺩﺩ ﻗﻴﻤـﺔ ﺍﻟﻔـﺭﺩ ﺒﻜﻤﺎل ﺤﻭﺍﺴﻪ ؛ ﻟﺫﻟﻙ ﻫﻡ ﻴﻨﺎﺩﻭﻥ ﺍﻟﻔﺎﻗﺩﻴﻥ ﻷﻯ ﺤﺎﺴﺔ ﺒﻤﺎ ﻴﺅﻜﺩ ﻨﻘﺼﻬﻡ ، ﻜﻨﺕ ﺃﺴﻤﻌﻬﻡ ﻴﻘﻭﻟﻭﻥ : ﻓـﺅﺍﺩ ﺍﻷﻋﻤـﻰ ، ﺴـﻤﻌﺎﻥ ﺍﻷﻁﺭﺵ ، ﻋﺒﺩ ﺍﻟﺤﻜﻡ ﺍﻷﻋﺭﺝ ، ﺤﻤﻴﺩﺓ ﺍﻟﺨﺭﺴﺎ . ﻫﻜﺫﺍ ﻜﺎﻨﻭﺍ ﻴﻨﺎﺩﻭﻥ ﻤﺒﺎﺸﺭﺓ : ﻴﺎ ﺃﻋﻤﻰ . . ﻴﺎ ﺃﻋﺭﺝ .. ﻭﺍﻟﺤﻕ ﺃﻗﻭل ﻟﻜﻡ ﻟﻡ ﺃﺸﺄ ﺃﻥ ﺃﺯﺍﺤﻡ ﺒﻘﻴﺎﺩﺓ ﻤﻥ ﻴﺒﺎﻫﻭﻥ ﺒﺤﻭﺍﺴﻬﻡ ﻭﺃﻨﺎ ﺃﻋﻤﻰ ﻜﻤـﺎ ﺘﺭﻭﻥ ، ﻏﻴﺭ ﺃﻨﻰ ﺃﻋﺎﻨﻲ ﻤﻥ ﻋﻰ ﻓﻰ ﺍﻟﻨﻁﻕ. ﻭﻟﻤـﺎﺫﺍ ﻨـﺫﻫﺏ ﺒﻌﻴ ﺍ : ﻋﻤﻰ ﺍﻟﻌﺘﻘﻰ ﻴﻁﻤﻊ ﺃﻥ ﻴﺼل ﺒﺎﺒﻨﻪ ﺇﻟﻰ ﻋﺵ ﺍﻟﺼﻘﻭﺭ ، ﺩ ﺍﻟﺒﺭﻟﻤﺎﻥ .. ﺼﺩﻗﻭﻨﻰ ﺘﻨﺎﺯﻟﺕ ﻟﻪ ﻋﻥ ﺃﺭﻀﻰ ﻹﻴﻤـﺎﻨﻰ ﺒـﺄﻥ ﺍﻟﺼﻘﻭﺭ ﻟﻜﻰ ﺘﻜﻭﻥ ﺼﻘﻭ ﺍ ﻻﺒﺩ ﺃﻥ ﺘﻠـﺘﻬﻡ ﺒﻌـﺽ ﺍﻟﻁﻴـﻭﺭ ﺭ ﺍﻟﻌﺎﺠﺯﺓ ، ﻨﺤﻥ ﺒﺤﺎﺠﺔ ﺇﻟﻰ ﺼﻘﺭ ﺒﺭﻟﻤﺎﻨﻰ ﻴﻌﻴﺩ ﻟﻠﻌﺎﺌﻠﺔ ﺴﻁﻭﺘﻬﺎ ﺍﻟﻘﺩﻴﻤﺔ ﺍﻟﺘﻰ ﺒﺩﺩﻫﺎ ﺍﻟﺯﻤﻥ ، ﻭﻋﺯﺭﺍﺌﻴل ، ﻭﺍﻟﺤﻜﻭﻤﺔ .. ﻨﺤﻥ ﻻ ﻨﺘﻨﺎﺯل ﻋﻥ ﺃﺼﻭﺍﺘﻨﺎ ﻟﻤﺭﺸﺤﻨﺎ ﻭﺤﺴﺏ ، ﺒل ﻋﻥ ﺃﻤﻼﻜﻨﺎ ﺃﻴ ﺎ ﻀ . ﻗﺩ ﺘﺴﺘﻐﺭﺒﻭﻥ ﺃﻨﻨﻰ ﺃﻨﻅﺭ ﺇﻟﻴﻜﻡ ﻜﻤﺎ ﻟﻭ ﻜﻨﺘﻡ ﺃﻓﺭﺍ ﹰﺎ ﺼـﻐﻴﺭﺓ ﺨ
- 33. ﻋﺎﺠﺯﺓ ، ﻟﻜﻨﻤﺎ ﻫﺫﻩ ﻫﻰ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ، ﻭﻏﻴﺭ ﺫﻟﻙ ﻟﻥ ﺘﻌﻴﺸﻭﺍ ﺒﻌﻴ ﺍ ﺩ ﻋﻥ ﺤﻭﺼﻠﺔ ﻜﺒﻴﺭﺓ ﺘﻭﺤﺩ ﺒﻴﻨﻜﻡ ، ﻫﻜﺫﺍ ﻨﺤﻥ ﻨﺴﺘﺴﻠﻡ ﻟﺤﻭﺼﻠﺔ ﻭﺍﺤﺩ ﻤﻨﺎ ، ﺒﺩل ﺃﻥ ﺘﻜﻭﻥ ﺤﻭﺼﻠﺔ ﺁﺨﺭ ﻏﺭﻴﺏ ﻗﺩ ﺘﻜﻭﻥ ﻗﺎﺴﻴﺔ ، ﺃﻭ ﻤﺘﺠﺒﺭﺓ . ﻭﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﻟﻌﻤﻰ ﺍﻟﻌﺘﻘﻰ ﻋﺎﻤل ﺍﻟﻤﺯﻟﻘﺎﻥ ﺒﻤﺎ ﻟﺩﻴﻪ ﻤﻥ ﺃﻓﺩﻨﺔ ﺨﻤﺴﺔ ﻭﺒﻴﺕ ﻗﺩﻴﻡ ﺘﻘ ﱠﺭﺕ ﻭﺍﺠﻬﺘﻪ ، ﻭﺘﺨﱠﻌﺕ ﺃﻟﻭﺍﺡ ﻠ ﺸ ﺒﺎﺒﻪ ، ﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﻟﻪ ﺃﻥ ﻴﻬﻴﺊ ﺍﺒﻨﻪ ﻟﻠﺒﺭﻟﻤﺎﻥ ﺩﻭﻥ ﻭﻗﻔﺔ ﺘﻀـﺤﻴﺔ ﻤﻥ ﺃﻓﺭﺍﺩ ﺍﻟﻌﺎﺌﻠﺔ . ﻫﻜﺫﺍ ﻭﺃﻨﺎ ﺃﺩﻋﻭﻜﻡ ﺇﻟﻰ ﺩﺭﺍﺴﺔ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﺸﺭﻭﻉ ﺍﻟﺫﻯ ﻴﺤﻭل ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺴﺎﺤﺔ ﺍﻟﺨﻀﺭﺍﺀ ﺇﻟﻰ ﻤﻨﻁﻘﺔ ﺴﻴﺎﺤﻴﺔ ﻋﻠـﻰ ﻨﺤـﻭ ﻤـﺎ ﺫﻜﺭﺕ .. ﺃﺩﻋﻭﻜﻡ ﻟﻬﺫﺍ ﻭﺃﻨﺎ ﻟﺴﺕ ﻤﺎﻟ ﹰـﺎ - ﻓـﻰ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘـﺔ - ﻜ ﻟﺸﻰﺀ ، ﻏﻴﺭ ﺇﻴﻤﺎﻨﻰ ﺒﺄﻥ ﺍﷲ ﻤﻌﻨﺎ ، ﻤﺎ ﺩﻤﻨﺎ ﻗﺩ ﻋﻘﺩﻨﺎ ﺍﻟﻌﺯﻡ ، ﻭﺃﺨﻠﺼﻨﺎ ﺍﻟﻨﻴﺔ .. ﺘﻘﺩﻤﻭﺍ ﺇﺫﻥ ، ﻟﻜﻥ ﺒﻅﻬـﻭﺭﻜﻡ ؛ ﻓﺎﻟﺤﻴـﺎﺓ – ﻟﻸﺴﻑ – ﺨﻠﻑ ﻅﻬﻭﺭﻜﻡ . ﻗﺩ ﺃﻜﻭﻥ ﺼﺎﺩ ﺎ ، ﻭﻟﻜﻥ ﺍﺴﻤﺤﻭﺍ ﻤ ﻟﻰ ، ﻓﺄﻨﺎ ﻜﺭﺠل ﺴﻴﺎﺴﻰ ﻗﺩﻴﻡ ﺸﺄﻨﻰ ﺸﺄﻥ ﻜل ﺴﺎﺴﺔ ﺍﻟﻌـﺎﻟﻡ ، ﻻﺒﺩ ﺃﻥ ﺃﻜﻭﻥ ﺼﺎﺩ ﺎ ﻭﻋﻠﻰ ﻨﺤﻭ ﺃﻜﻴﺩ ، ﻏﻴﺭ ﺃﻨﻰ ﺃﺨﺘﻠﻑ ﻗﻠﻴﻼ ﹰ ٍ ﻤ ﻷﻨﻰ ﺃﻟﺘﺯﻡ ﻤﻌﻜﻡ ﺍﻟﺼﺭﺍﺤﺔ .. ﺘﻘﺩﻤﻭﺍ ﺃﻴﻬﺎ ﺍﻷﺤﺒﺎﺏ .. ﺘﻘﺩﻤﻭﺍ ﺃﻨﺎ ﻻ ﺃ ﹶـﻴ ﻜﻡ ، ﻷﻨﻰ ﻟﺴﺕ ﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁ ﺎ ﻓﻰ ﺍﻷﺴﺎﺱ ، ﻏﻴـﺭ ﻴ ُﺨ ﺭ ﺃﻨﻰ ﺃﻜﺭﻩ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﺍﻟﺘﻰ ﺩﻤﺭﺕ ﻨﺼﻑ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺒﺤﻀـﺎﺭﺍﺘﻪ ،
- 34. ﺃﻟﻡ ﻴﺩﻤﺭ ﺍﻟﻤﺩﻋﻭ ﺒﻭﺵ ﺃﻓﻐﺎﻨﺴﺘﺎﻥ ﻭﺍﻟﻌﺭﺍﻕ ﻤﻥ ﺃﺠـل ﻨﺸـﺭ ﺍﻟﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻴﺔ ﺒﻬﻤﺎ – ﻜﻤﺎ ﻴﺩﻋﻰ .. ﺘﻘﺩﻤﻭﺍ ﻓﺈﻥ ﺴﻴﺎﺴﺘﻰ ﻭﺍﻀﺤﺔ : ﺍﻷﺭﺽ ﺍﻟﻤﺤﺭﻭﻗﺔ .. ﺍﺤﺭﻗﻭﺍ ﻫـﺫﻩ ﺍﻟﺯﺭﺍﻋـﺎﺕ ﻭﺃﻗﻴﻤـﻭﺍ ﻤﺸﺭﻭﻋﻨﺎ ﺍﻟﺴﻴﺎﺤﻰ .. ﺃﺴﺘﺄﺫﻨﻜﻡ ﻭﻋﻠﻰ ﺃﻤل ﺍﻟﻠﻘﺎﺀ ، ﻓﻠﻴﻨـﺎﻭﻟﻨﻰ ﻭﺍﺤﺩ ﻤﻨﻜﻡ ﺍﻟﻌﺼﺎ ، ﻭﻟﺘﻔﺴﺤﻭﺍ ﺍﻟﻁﺭﻴﻕ .. ﺃﻓﺴﺤﻭﺍ ﻴﻔﺴـﺢ ﺍﷲ ﻟﻜﻡ .
- 35. ﺍﻟ ﹶـﱡﻭﺹ : ﻔ ﻠ ﻜﻠﻨﺎ ﻴﺘﺫﻜﺭ ﺍﻟﻔﱡﻭﺹ .. ﻋﺎﺵ ﹶﻠ ﺒﺴ ﻩ ﻭﻤﺎﺕ ﺒﺴ ﻩ ، ﺍﷲ ﺃﻋﻠﻡ ﺃﻴﻥ ﺫﻫﺏ ، ﺇﻥ ﻜﺎﻥ ﻗـﺩ ﻗ ِـل ﹸﺘ ﺭ ﺭ ﻭﺩ ِﻥ ، ﺃﻡ ﺩﻓﻨﻭﻩ ﺤ ﺎ – ﻜﻤﺎ ﻴﻘﺎل – ﺜﻤﺔ ﺃﻗﺎﻭﻴل ﻜﺜﻴﺭﺓ ﺤـﻭل ﻴ ﻓ ﺍﺨﺘﻔﺎﺌﻪ ، ﻟﻜﻨﻤﺎ ﺍﻷﺭﺠﺢ ﺃﻨﻪ ﺭﻜﺏ ﺃﺤﺩ ﺍﻟﻘﻁﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺘﺠﻬﺔ ﺇﻟﻰ ﻤﺼﺭ ، ﻭﺃﻏﻠﺏ ﺍﻟﻅﻥ ﺃﻨﻪ ﻴﻌﻴﺵ ﺍﻵﻥ ﻓﻰ ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ ، ﻭﻟﻌل ﻤـﺎ ﻗﺎﻟﻪ ﺍﻟﻨﺎﺌﺏ " ﺴﻠﻴﻡ ﺍﻟﻌﺘﻘﻰ " ﺼﺤﻴﺢ ﺇﻟﻰ ﺤﺩ ﻜﺒﻴـﺭ ، ﻓـﺎﻟﻔﻠﻭﺹ ﻻ ﺘﺨﻁﺌﻪ ﺍﻟﻌﻴﻥ ، ﻏﻴﺭ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺎﺌﺏ ﺃﻗﺴﻡ ﺃﻨﻪ ﺭﺁﻩ ﻴﺩﺨل ﻤﻥ ﺒﻭﺍﺒـﺔ ﻤﺠﻠﺱ ﺍﻟﺸﻌﺏ ، ﻋﻠﻰ ﻤﺴﻤﻊ ﻭﻤﺭﺃﻯ ﻤﻥ ﺃﻋﻴﻥ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ، ﻭﻗـﺩ ﺭﺁﻩ ﺍﻟﺤﺭﺱ ، ﻭﻟﻡ ﻴﻤﻨﻌﻭﻩ ﻤﻥ ﺍﻟﺩﺨﻭل ، ﻭﻗﺎل ﺃﻜﺜﺭ ﻤﻥ ﺫﻟﻙ : ﺭﺃﻴﺘﻪ ﺒﺄﻡ ﻋﻴﻨﻰ ، ﻴﻘﻁﻊ ﻤﺴﻴﺭﺓ ﺭﺌﻴﺱ ﺍﻟﻤﺠﻠـﺱ ﻓـﻰ ﺍﻟﻤﻤـﺭ ﺍﻟﻤﺅﺩﻯ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﺎﻋﺔ ﺍﻟﻜﺒﺭﻯ ، ﻭﻴﺴﻠﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﻴ ﺍ ﺒﻴﺩ ، ﻭﺍﻨﺘﻅﺭﺕ ﺩ ﺤﺘﻰ ﺘﻨﻌﻘﺩ ﺍﻟﺠﻠﺴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ، ﺘﻠ ﱠﺕ ﻓﻰ ﺍﻟﻭﺠﻭﻩ ﺠﻤﻴﻌﻬﺎ ، ﻜﻨـﺕ ﻔ ﺃﺘﺨﻴﻠﻪ ﺠﺎﻟ ﺎ ﺒﻴﻨﻨﺎ ، ﺤﺘﻰ ﺘﻌﺒﺕ ﻋﻴﻨﺎﻯ ﻤﻥ ﺍﻟﺒﺤﺙ ، ﺍﻟﺘﻔﺕ ﺇﻟﻰ ﱡ ﺴ
- 36. ﺍﻟﻤﻨ ﺔ ، ﻟﻘﺩ ﻫﺎﻟﻨﻰ ﺃﻨﻪ ﻴﻘﻑ ﺃﻤﺎﻤﻬﺎ ، ﻗﺒﺎﻟﺔ ﺭﺌﻴﺱ ﺍﻟﻤﺠﻠـﺱ ﺼ ﺘﻤﺎ ﺎ ، ﻭﺠﻬﻪ ﻟﻨﺎ ، ﺭﺍﻓ ﺎ ﻜﻠﺘﺎ ﻴﺩﻴﻪ ، ﻤﻠﻭ ﺎ ﺒﻬﻤﺎ ﻟﻸﻋﻀﺎﺀ ، ﺤ ﻌ ﻤ ﻤﺒﺘﺴ ﺎ ﻜﺎﺒﺘﺴﺎﻤﺔ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻨﺎﺼﺭ ﻟﻠﺠﻤﺎﻫﻴﺭ ، ﻭﻜﻨﺎ ﻨﺼـﻔﻕ ، ﻻ ﻤ ﻨﺩﺭﻯ ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻜ ﱠﺎ ﻨﺼﻔﻕ ، ﻗﺎل ﺒﻌﻀﻨﺎ ﺇﻨﻪ ﺴﻴﻠﻘﻰ ﺒﻴﺎﻥ ﺍﻟﺤﻜﻭﻤﺔ ﻨ ، ﻭﻗﺎل ﺁﺨﺭﻭﻥ : ﺭﺒﻤﺎ ﺃﻨﻪ ﻤﻥ ﻗﺩﺍﻤﻰ ﺍﻷﻋﻀﺎﺀ ، ﻭ ﺃﻥ ﻭﺍﺤﺩﺍ ﺃﻭ ﺃﻜﺜﺭ ﻗﺎل ﺇﻨﻪ ﻤﻥ ﻗﺩﺍﻤﻰ ﺍﻟﻤﺤﺎﺭﺒﻴﻥ ، ﻏﻴﺭ ﺃﻨﻨﻰ ﻗﻠـﺕ ﺇﻨـﻪ ﺍﻟﻔﻠﻭﺹ ﺍﻟﻤﺒﺎﺭﻙ .. ﺍﺴﺘﺩﺍﺭ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻨﺼﺔ ، ﻗ ل ﻴـﺩﻯ ﺭﺌـﻴﺱ ﺒ ﺍﻟﻤﺠﻠﺱ ، ﺜﻡ ﻗﻔﺯ ﻜﺎﻟﺒﻬﻠﻭﺍﻥ ﻓﻭﻕ ﺍﻟﻤﻨﺼـﺔ .. ﻗ ـل ﺨ ﻴـﻪ ، ﺩ ﺒ ﻭﻤﺜﻠﻪ ﻓﻌل ﺭﺌﻴﺱ ﺍﻟﻤﺠﻠﺱ ﻋﻨﺩﻤﺎ ﻗ ل ﻴﺩﻯ ﺍﻟﻔﻠﻭﺹ ، ﻭﻗﻔـﺯ ﺒ ﻓﻭﻕ ﺍﻟﻤﻨﺼﺔ ﻜﺎﻟﺒﻬﻠﻭﺍﻥ ﺃﻴ ﺎ . ﻗ ل ﺨﺩﻯ ﺍﻟﻔﻠـﻭﺹ ، ﺭﻓﻌـﺎ ﻀ ﹶﺒ ﺒﻌﺩﻫﺎ ﺃﻴﺎﺩﻴﻬﻤﺎ ﻟﻨﺎ ، ﻭﻨﺯﻻ ، ﺠﻠﺱ ﺍﻟﻔﻠﻭﺹ ﺃﺴـﻔل ﺍﻟﻤﻨﺼـﺔ ﻤﺘﺭﺒ ﺎ ، ﻜﺎﻥ ﻭﺠﻬﻪ ﻟﻨﺎ ﻭﻅﻬﺭﻩ ﻟﻠﺭﺌﻴﺱ ، ﻜـﺎﻥ ﻜﺜﻴـ ﺍ ﻤـﺎ ﺭ ﻌ ﻴﺼﻔﻕ ، ﻏﻴﺭ ﺃﻨﻪ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺩﺘﻪ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻠﻌﺎﺏ ﻴﺴﻴل ﻤـﻥ ﻓﻤـﻪ ، ﻭﻴﺘﻬﺘﻪ ﻭﻴﺜﺄﺜﺊ ﺒﻜﻠﻤﺎﺕ ﻏﻴﺭ ﻤﻔﻬﻭﻤﺔ ، ﻏﻴﺭ ﺃﻨﻪ – ﻭﻫﺫﺍ ﻤـﺎ ﺃﺜﺎﺭ ﺘﻌﺠﺒﻰ – ﻜﺎﻥ ﻴﺭﺘﺩﻯ ﺒﺩﻟﺔ ﻭﻜﺭﺍﻓﺘﺔ ﻭﺤﺫﺍﺀ ً ﻻﻤ ﺎ . ﻌ ﻗﺎل ﺭﺌﻴﺱ ﺍﻟﻤﺠﻠﺱ ﻓﻰ ﻜﻠﻤﺔ ﺍﻻﻓﺘﺘـﺎﺡ : " ﻴﺴـﻌﺩﻨﺎ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺒﻴﻨﻨﺎ ﺍﻟﻔﻠﻭﺹ ، ﺍﻟﺫﻯ ﺃﺘﺒﺎﺭﻙ ﺒﻪ ﻜﺜﻴ ﺍ .. ﺼﺩﻗﻭﻨﻰ ﻫـﻭ ﺭ ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻰ ﻜﺎﻟﺘﻤﻴﻤﺔ ﺍﻟﺘﻰ ﺃﺘﻔـﺎﺀل ﺒﻭﺠﻭﺩﻫـﺎ ﺃﻤـﺎﻤﻰ ، ﻤـﺎ
- 37. ﺍﺼﻁﺤﺒﺘﻪ ﻓﻰ ﻁﺭﻴﻕ ﺇﻻ ﻭﺍﻨﺘﻬﻰ ﺒﺎﻟﻨﺠﺎﺡ ، ﻭﻤﺎ ﺃﺠﻠﺴﺘﻪ ﻓـﻰ ﺠﻠﺴﺔ ﺇﻻ ﻭﻋ ﻬﺎ ﺍﻟﻭﻓﺎﻕ ، ﻓﻠﺘﺴﻤﺤﻭﺍ ﻟﻰ ﺃﻴﻬﺎ ﺍﻷﺨﻭﺓ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﻤ ٍ ﺒﻴﻨﻨﺎ ﺍﻟﻔﻠﻭﺹ ". ﻫﺫﺍ ﻤﺎ ﻗﺎﻟﻪ ﻟﻨﺎ ﺍﻟﻨﺎﺌﺏ ﺴﻠﻴﻡ ﺍﻟﻌﺘﻘﻰ ، ﻭﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻘﻭل ﺼﺤﻴ ﺎ ﻓﺎﻟﻔﻠﻭﺹ ﻻ ﻴﺯﺍل ﺤ ﺎ ، ﻭﻓﻴﻤﺎ ﻴﺒﺩﻭ ﺃﻨﻨﺎ ﻻ ﻴﺠـﺏ ﺃﻥ ﻴ ﺤ ﻨﺴﺘﺒﻕ ﺍﻷﺤﺩﺍﺙ ، ﻓﻠﻨﺩﻉ ﺍﻷﻴﺎﻡ ﺘﺅﻜﺩ ﺍﻟﺼﺩﻕ ﻤـﻥ ﺍﻟﻜـﺫﺏ ، ﻭﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻭﻫﻡ .. ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻔﻠﻭﺹ ﺤ ﺎ ﻓﺈﻥ ﺠﺤـﺎ ﺃﻭﻟـﻰ ﻴ ﺒﻠﺤﻡ ﺜﻭﺭﻩ ، ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺎﺌﺏ ﺃﻥ ﻴﻌﻴﺩﻩ ﺇﻟﻴﻨﺎ ؛ ﻟﻴﻌﻴﺵ ﺒﻴﻨﻨﺎ ﻜﻤـﺎ ﻜﺎﻥ ، ﻟﻘﺩ ﺭ ﻴﻨﺎﻩ ﻭﻜﺒﺭﻨﺎﻩ ، ﻭﻟﻡ ﻨﻁﺭﺩﻩ ، ﻜل ﻤﺎ ﻫﻨﺎﻟـﻙ ﺃﻨـﻪ ﺒ ﺍﺨﺘﻔﻰ ، ﻤﺨﻠ ﹰﺎ ﻟﻐ ﺍ ﻜﺒﻴ ﺍ ﻟﻡ ﻨﺘﻭ ل ﺇﻟﻰ ﺤﱢﻪ ﺒﻌﺩ ، ﻟﻴﺕ ﻜﻼﻡ ﻠ ﺼ ﱢﻔ ﺯ ﺭ ﺍﻟﻨﺎﺌﺏ ﻴﻜﻭﻥ ﺼﺤﻴ ﺎ .. ﺍﻟﻔﻠﻭﺹ ﻭﻟﻰ ﻤﻥ ﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺀ ، ﻫﻜﺫﺍ ﺃﻜﺩ ﺤ ﻜل ﻤﻥ ﻋﺎﺸﺭﻩ ، ﻭﺍﻟﺩﻟﻴل ﺃﻥ ﻜل ﻤﻥ ﺃﻁﻌﻤﻪ ﻟﻘﻤﺔ ﺃﻭ ﺍﺘﺼل ﺒﻪ ﻗﻔﺯ ﺇﻟﻰ ﺃﻋﻠﻰ ، ﻭﺍﻟﺩﻟﻴل ﺍﻵﺨﺭ ﻫﻭ ﺍﻟﻨﺎﺌﺏ ﻨﻔﺴﻪ ، ﻓﻘـﺩ ﻜـﺎﻥ ﻁﺎﻟ ﺎ ﻓﺎﺸﻼ ﻓﻰ ﺴﻨﻭﺍﺘﻪ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﻴﺔ ، ﻭﻟﻡ ﻴﺤﺼل ﺇﻻ ﻋﻠﻰ ﺩﺒﻠﻭﻡ ﹰ ﺒ ﺍﻟﺜﺎﻨﻭﻯ ﺍﻟﺯﺭﺍﻋﻰ ﺒﺸﻕ ﺍﻷﻨﻔﺱ .. ﺒﺩﺃ ﺤﻴﺎﺘﻪ ﺒﻭﻅﻴﻔﺔ ﻤﺘﻭﺍﻀﻌﺔ ﻓﻰ ﺠﻤﻌﻴﺔ ﺯﺭﺍﻋﻴﺔ ، ﻟﻜﻨﻪ ﺍﺴﺘﻁﺎﻉ ﺒﻔﻀل ﺍﻟﻔﻠﻭﺹ ﻭﺒﺭﻜﺘﻪ ﺃﻥ ﻴﺼل ﺇﻟﻰ ﺃﻜﺒﺭ ﺍﻟﻭﻅﺎﺌﻑ ، ﻭﺃﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻨﺎﺼﺏ .. ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻔﻠﻭﺹ ﻟﺴﺎﻨﻪ ﺍﻟﺫﻯ ﻴﺘﻜﻠﻡ ﺒﻪ ﻤﻨـﺫ ﺍﺨﺘـﺎﺭﻭﻩ ﻓـﻰ ﻤﻨﻅﻤـﺔ ﺍﻻﺘﺤـﺎﺩ
- 38. ﺍﻻﺸﺘﺭﺍﻜﻰ؛ ﻟﻴﻬﺘﻑ ﻓﻰ ﺍﺠﺘﻤﺎﻉ ﺍﻟﺭﺌﻴﺱ ﻤﻊ ﻗﻴﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻅﺔ . ﺇﻨﻨﻰ ﻻﺯﻟﺕ ﺃﺘﺫﻜﺭ ﻨﺎﺌﺒﻨﺎ ﻭﻗﺩ ﻗﺎﻡ ﻓﺠﺄﺓ ﻓﻰ ﻤﻨﺘﺼـﻑ ﺨﻁﺒـﺔ ﺍﻟﺭﺌﻴﺱ ، ﻫﺘﻑ ﺒﻌﺒﺎﺭﺍﺕ ﻤﺠﻠﺠﻠﺔ ﻻ ﺃﺘـﺫﻜﺭﻫﺎ ﺍﻵﻥ ، ﻜﺎﻨـﺕ ﻤﺴﺠﻭﻋﺔ ﻤﺭﺘﺒﺔ ﻤﻨﻤﻘﺔ ، ﻭﻜﺎﻥ ﻴﻨﻁﻘﻬﺎ ﺒﻁﺭﻴﻘﺔ ﻤﻨ ﱠﻌﺔ ، ﺃﺘﺫﻜﺭ ﹶﻁ ﺃﻥ ﺃﻭﻟﻬﺎ : ﻋﺎﺵ ﺍﻟﺯﻋﻴﻡ ﺍﻟﻤﻨﺎﻀل ...... ﺼـﺎﻨﻊ ﺍﻟﺤﺎﻀـﺭ، ﻭﻨﺼﻴﺭ ﺍﻟﻌﻤﺎل ﻭ...... ﺃﻅﻥ ﺍﻟﻔﻼﺤﻴﻥ.. ﻟﺴﺕ ﻤﺘـﺫﻜ ﺍ ﻟﻘـﺩ ﺭ ﻜﻨﺕ ﺒﺼﻔﺘﻰ ﻋﻀ ﺍ ﻤﻥ ﺃﻋﻀﺎﺀ ﻤﻨﻅﻤﺔ ﺍﻻﺘﺤﺎﺩ ﺍﻻﺸـﺘﺭﺍﻜﻰ ﻭ ﺍﻟﺸﺒﺎﻥ ﺤﺎﻀ ﺍ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻉ ، ﻜﺎﻨﻭﺍ ﻗﺩ ﻟﻔﺘﻭﺍ ﺍﻨﺘﺒﺎﻫﻨﺎ ﺇﻟـﻰ ﺃﻨﻨـﺎ ﺭ ﻤﺨﺘﺎﺭﻭﻥ ﺒﻌﻨﺎﻴﺔ ﻷﻥ ﺨﺼﻭﺼﻴﺘﻨﺎ ﻓﻰ ﺃﻜﻔﻨـﺎ ، ﻜﻨـﺎ ﻤﻌﻨﻴـﻴﻥ ﺒﺎﻟﺘﺼﻔﻴﻕ ؛ ﻟﺫﻟﻙ ﻟﻡ ﺘﻜﻥ ﺘﻌﻨﻴﻨﻰ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺍﺕ . ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺃﻥ ﻨﺎﺌﺒﻨﺎ ﻤ ﹶـ ﻩ ﻟﺒﻕ ، ﻴﺘﺭﺍﺴل ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻤﻥ ﻓﻤﻪ ﻜﺴﻴل ﻤﺯﺒﺩ ، ﻻ ﻴﻨﻘﻁـﻊ ٍ ٍ ﻔ ﻭ .. ﻴﺘﺤﺩﺙ ﻓﻰ ﻜل ﺸﻰﺀ ، ﻴﻘﺎل ﺇﻥ ﺍﻟﻔﻠﻭﺹ ﻫﻭ ﺍﻟﺫﻯ ﻴـﺘﻜﻠﻡ ، ﻟﻘﺩ ﺤﱠﺕ ﺒﺭﻜﺔ ﺍﻟﻔﻠﻭﺹ ﻓﻰ ﺩﻤﻪ ، ﺍﻟﻔﻠﻭﺹ ﺍﻟﺫﻯ ﻋﺎﺵ ﺃﺒﻜ ـﺎ ﻤ ﻠ ﻫﻭ ﻓﻰ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻭﻟﻰ ﻤﻥ ﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺀ ، ﻴﺘﻜﻠﻡ ﺒﻜـﻼﻡ ﻻ ﻨﺴـﻤﻌﻪ ، ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻴﺘﻜﻠﻡ ﺒﻤﺎ ﻨﺴﻤﻊ ﻟﻭ ﺤل ﻓﻰ ﺩﻡ ﺍﻵﺨﺭﻴﻥ ، ﻻ ﻴﻤﻜـﻥ ﺃﻥ ﱠ ﻴﻜﻭﻥ ﻜﻼﻡ ﺴﻠﻴﻡ ﺍﻟﻌﺘﻘﻰ ﻜﻼﻡ ﺒﺸﺭ ﻋﺎﺩﻯ ، ﻻ ﻴﺴﺘﻁﻴﻊ ﺒﺸـﺭ ﻋﺎﺩﻯ ﺃﻥ ﻴﺘﻜﻠﻡ ﻟﻤﺩﺓ ﺴﺎﻋﺘﻴﻥ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻴﺄﺨﺫ ﻨﻔ ﺎ ﻭﺍﺤ ﺍ ، ﺇﻨـﻪ ﺩ ﺴ ﻴﺘﺤﺩﺙ ﻓﻰ ﺍﻟﻜﺭﺓ ﻭﺍﻟﻜﻬﺭﺒﺎﺀ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻭﺍﻟﻤﺴـﺭﺡ ﻭﺍﻟﻘﺼـﺏ ،
- 39. ﻭﺘﺭﻋﺔ ﺃﺒﻭ ﺤﻤﺎﺭ، ﻭﺍﻟﺼﺤﺔ ﻭﺍﻟﻐﻴﻁ ﺍﻟﺒﺤﺭﻯ ، ﻭﺍﻟﻐﻴﻁ ﺍﻟﻘﺒﻠﻰ ، ﻭﺍﻟﻜﻭﺒﺭﻯ ﺍﻟﻘﺩﻴﻡ، ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻴﻔﺼل ﻓﻰ ﺍﻟﺤـﺩﻴﺙ ﺒـﻴﻥ ﻭﺍﺤـﺩﺓ ﻭﺃﺨﺭﻯ ، ﺴﻤﻌ ﹸﻪ ﻗﺒل ﺴﻔﺭﻩ ﺍﻷﺨﻴﺭ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ ﻴﺘﺤﺩﺙ ﺇﻟـﻰ ﺘ ﺸﺎﺏ ﺠﺎﺀﻩ ﻴﺤﻤل ﻜﺭﺍﺴﺔ ﻓﻴﻬﺎ ﻜﺘﺎﺒـﺔ ، ﺴـﺄﻟﻪ ﺍﻟﻨﺎﺌـﺏ ﻋـﻥ ﺍﻟﻤﻜﺘﻭﺏ ، ﻓﻘﺎل ﺍﻟﺸﺎﺏ : ﺇﻨﻬﺎ ﺸﻌﺭ . ﻜﻠﻤﺔ ﻭﺍﺤﺩﺓ ﻗﺎﻟﻬﺎ ﺍﻟﻔﺘﻰ ﻟﻜﻥ ﺴﻠﻴﻡ ﺍﻟﻌﺘﻘﻰ ﻗﺎل ﻤﻠﻴﻭﻥ ﻜﻠﻤﺔ .. ﻤﺎ ﺃﻥ ﺴﻤﻊ ﻜﻠﻤﺔ )ﺸﻌﺭ( ﺤﺘﻰ ﻁﻔﻕ ﻴﺯﺒﺩ ﻭﺍﻟﻨﺎﺱ ﺘﺴـﻤﻊ : - ﻫل ﻗﺭﺃﺕ ﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﺸﻌﺭ ﻗﻨﺩﻴل ﺃﺨﻀﺭ " ﻟﻨﺫﺍﺭ ﻗﺒـﺎﻨﻲ " ؟ .. ﻻ ﺘﻘل ﻟﻰ ﻗﺭﺃﺘﻪ ؛ ﻓﻼ ﺘﻭﺠﺩ ﻤﻨﻪ- ﻓﻰ ﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻅﺔ ﻜﻠﻬﺎ - ﺇﻻ ﻨﺴﺨﺔ ﻭﺍﺤﺩﺓ ﻫﻰ ﻋﻨﺩﻯ ، ﺇﺫﺍ ﻜﻨﺕ ﻗﺩ ﻗﺭﺃﺘﻪ ﻓﺄﻨﺕ ﺘﻔﻬـﻡ ﻓـﻰ ﺍﻟﺸﻌﺭ ، ﻭﺇﺫﺍ ﻟﻡ ﺘﻜﻥ ﻗﺩ ﻗﺭﺃﺘﻪ ﻓﺄﻨﺕ ﻻ ﺘﻔﻬﻡ ﻓـﻰ ﺍﻟﻤﺴـﺭﺡ ، ﺍﻟﻤﺴﺭﺡ ﺃﺒﻭ ﺍﻟﻔﻨﻭﻥ ، ﻓﻴﻪ " ﺍﻟﺤﺩﻭﺘـﺔ" ﻭﺍﻟﻤﻭﺴـﻴﻘﻰ ﻭﺍﻟﺭﺴـﻡ ﻭﺍﻟﺩﻴﻜﻭﺭ ﻭﺍﻟﺸﻌﺭ ﻭﺍﻹﻀﺎﺀﺓ ﻭﺍﻷﺯﻴﺎﺀ ، ﺃﻟﻡ ﺃﻗل ﻟﻙ ﺇﻨﻙ ﻻﺘﻔﻬﻡ ﻓﻰ ﺍﻟﻤﺴﺭﺡ ، ﺍﻟﻤﺴﺭﺡ ﻓﻴﻪ ﻤﺘﻌﺔ ﻭﺘﺴﻠﻴﺔ ﻭﺘﺜﻘﻴﻑ ﻟﻠﺸﺒﺎﺏ ، ﻟﻭ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻴﻬﺘﻤﻭﻥ ﺒﺎﻟﻤﺴﺭﺡ ﺴﻴﻭﻓﺭﻭﻥ ﺍﻟﻜﻬﺭﺒﺎﺀ ، ﺇﻨﻬﻡ ﺠﻤﻴ ـﺎ ﻌ ﻴﺴﻬﺭﻭﻥ ﺃﻤﺎﻡ ﺍﻟﺘﻠﻴﻔﺯﻴﻭﻥ ﺤﺘﻰ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ، ﻭﺍﻟﺘﻠﻴﻔﺯﻴﻭﻥ ﻴﺴﺘﻬﻠﻙ ﻜﻬﺭﺒﺎﺀ ، ﻭﺍﻟﻜﻬﺭﺒﺎﺀ ﺯﺍﺩﺕ، ﺯﺍﺩﺕ ﻓﻰ ﺍﻟﺴﻌﺭ ﻭﻟﻴﺱ ﻓﻰ ﺍﻟﻜﻤﻴﺔ ، ﺁﺨﺭ ﻤﺭﺓ ﺩﻓﻌﺕ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻔﺎﺘﻭﺭﺓ ﻜﺎﻨﺕ ﻤﻨﺫ ﺃﺴﺒﻭﻉ ، ﻓﻭﺠﺕ ﺃﻥ
- 40. ﺍﻟﺯﻴﺎﺩﺓ ﻋﻥ ﺍﻟﻔﺎﺘﻭﺭﺓ ﺍﻟﺴﺎﺒﻘﺔ ﺤﻭﺍﻟﻰ ﺴﺒﻌﺔ ﻋﺸﺭ ﺠﻨﻴﻬﺎ ، ﻜﻠـﻪ ﺒﺴﺒﺏ ﺍﻷﻭﻻﺩ ، ﻭﺍﻟﻜﺭﺓ .. ﻻﺸﻙ ﻜﻠﻨﺎ ﻨﺤﺏ ﺍﻟﻜﺭﺓ ، ﻟﻜﻥ ﺃﻨﺕ ﺘﻌﻠﻡ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻨﺘﺨﺏ ﺠﻌﻠﻬﺎ ﺨل ﻓﻰ ﺨل ، ﺍﻟﺨل ﺃﻨﻭﺍﻉ ، ﺁﺨﺭ ﻤﺭﺓ ﺍﺸﺘﺭﻴﺕ ﻓﻴﻬﺎ ﺯﺠﺎﺠﺔ ﺨل ، ﻜﺎﻨﺕ ﻤﻥ ﺸﻬﺭ ، ﺒﺠﻨﻴﻬﻴﻥ ، ﻜﻨـﺎ ﻨﺸﺘﺭﻴﻬﺎ ﻓﻰ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ﺒﻘﺭﺵ ﺼﺎﻍ ، ﺍﻷﺴﻌﺎﺭ ﻁﻔﺸﺕ ، ﺍﻟﻤﻨﺘﺨﺏ – ﻜﻤﺎ ﺘﻌﻠﻡ – ﻟﻡ ﻴﻔﺯ ﻤﺭﺓ ﻭﺍﺤﺩﺓ ﺒﻜﺄﺱ ، ﻭﻻ ﻴﺤﺯﻨﻭﻥ ، ﺭﻏﻡ ﺃﻨﻬﻡ ﻴﺼﺭﻓﻭﻥ ﺍﻟﻤﻼﻴﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﺭﺓ ، ﻟﻭ ﺃﻨﻔﻘﺕ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﻼﻴـﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺼﺎﻨﻊ ﻭﺍﺴﺘﺼﻼﺡ ﺍﻷﺭﺍﻀﻲ ﻷﻓـﺩﻨﺎ ﺍﻟﺒﻠـﺩ ﺃﻜﺜـﺭ ، ﻭﻻﻨﺘﺼﺭﺕ ﻤﺼﺭ ﻓﻰ ﺩﻭﺭﻱ ﺍﻟﻐﺫﺍﺀ ﺒﺩل ﺍﻟﺒﻬﺩﻟﺔ ﻭﻗﻠﺔ ﺍﻟﻘﻴﻤـﺔ ......ﺍﻟﺦ " ﺤﻘﻴﻘﺔ ﺍﻨﺼﺭﻓﺕ ، ﻭﻟﻡ ﻴﻜﻥ ﺍﻟﻨﺎﺌﺏ ﻗﺩ ﺃﻨﻬﻰ ﺤﺩﻴﺜﺔ ﻤﻊ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﺒﻌﺩﻩ ، ﺃﻟﻡ ﺃﻗل ﻟﻜﻡ ﺇﻨﻪ ﻴﺘﺤﺩﺙ ﺒﻠﺴﺎﻥ ﺍﻟﻔﻠﻭﺹ ؟! ﻋﻠﻰ ﺃﻴﺔ ﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﻔﻠﻭﺹ ﻟﻨﺎ ، ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺎﺌﺏ ﺃﻥ ﻴﻌﻴﺩﻩ ﺇﻟﻴﻨﺎ ﻤﻥ ﻤﺼﺭ، ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ ﺘﺴﺘﺄﺜﺭ ﺒﻜل ﺸﻰﺀ ﺤﺘـﻰ ﺍﻟﻔﻠـﻭﺹ . ﺍﻟﺤﻜﻭﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﻤﺼﺭ ﻤﺼﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﺨﺘﺯﺍل ﺍﻟﻭﻁﻥ _ ﻜﻤﺎ ﻗﺎل ﺍﻟﻨﺎﺌﺏ _ ﻓﻰ ﺒﻘﻌﺔ ﺼﻐﻴﺭﺓ ، ﻴﺒﻨﻭﻥ ﻓﻴﻬـﺎ ﺍﻟﻜﺒـﺎﺭﻱ ﻭﺍﻟﻌﻤﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻔﺨﻤﺔ ﻭﻤﺘﺭﻭ ﺃﻨﻔﺎﻕ ﻭﻤﺼﺎﻨﻊ ﻭﻭﺯﺍﺭﺍﺕ ﻭﻋﻨﺩﻨﺎ - ﻟﻤﺅﺍﺨﺫﺓ - ﻻ ﻴﻭﺠﺩ ﻤﺤل ﺃﺩﺏ ﻨﻌﻤﻠﻬﺎ ﻓﻴﻪ ﻤﺜل ﺒﻘﻴﺔ ﺍﻟﺨﻠﻕ .